Skip to main content

Full text of "شرح أصول الكافي المولى محمد صالح المازندراني ج 12"

See other formats


ل الا 32 شان انان ا 0 0 7 1 4 

يدبا ارد + واللق رايم كما مهعم لاع دار ن لرو مع 11 وود ا 10000000 ش 
ده 011 لول ' يا 0 77 ل لديف ان ين رز اما أ 5 جات 1 3 : 
. ال 4 ١‏ بشريد ١ح‏ 1 , 


15 ١ 
بهم‎ ٠ ١ 1 


ل 





النتكلاة قله إتنان71نة يكذ +722 


1 كل زا : 
7 2 7 0 
و7 3 كد 20 


5 1 1 





١ 1 6‏ 3 5 مأك '! 
1 1 ا ١‏ 
/ اللشك 21 © 11 زرفل كك 3 7 7 
تج عست موحد بج لجع برح د كو نع 0 001 ا 0 
1 لظت ؟ 1 


, ل ل . 0 1 1 " 7 : 
١‏ ام ابعر ار || 1 1 1 | 
5 20 ا 04 ا د حطفاة / 7 1 دا | 
5 7 2 : ل ل ١‏ اسم ف من ددج جد نور ص0 شوب وساب ١‏ 
7 نينا #جاابخ اا ٠‏ ماكر لض 2 1 0 5 0 ا 01 5 ور 21" 7 7 , 
2 ذا 10 49 0 1 جا ١‏ 7 ناوي 4 0 ) ا 
5 متدد” فسسيوا لكر 02-1 : 0 7 1 7 0 ١‏ جنك ل , ١‏ 
2 ا" ١‏ ل ص" ف 3 7 ا ا ل ل 7 “م > خا : 
3 02 0 / ما 0 47 0 ١‏ 0 / , 1 
١04 ” 1 191‏ / : 
١‏ ا الى رم م ا 1 ي 1 د 
١ 2 , ( 0 7 5 0 5‏ / 








الموعيم د صاط ألا زندراوت 


المتويذ ام مني 


لمررنا باس لشاف 
المحم كلثاب 
الاقف الاصولوالوضَات 
لانت للاب لع طلسم 
كقيدم 
عاض 
الجتزء اأخامسسن 
2 ' ٍ ذء > ”اط سراي الوء 
5( (عياء (لمر وس (لغرني يتاي (لروا 


بيروت. لثشنائهتك بتعروت» دعابت 






جميع الحقوق» محفوظة للناشر 
الطبّحة الثامتمّة 
69 اه -_م..آم 


ا (ما ل 0 م 





بيروت - لبنان طريق المطار خلف غولدن بلازا . تلفون: 284  .١/08466060-6 ١/4682‏ فاكس: 86.10١0‏ 
7 :<*ة! - 01/540000 - 01/455559 :اء7 أرموءاة عنئ1 - موطئرا - انوع رء8 
.031010315 : بيعت ورمن. طلخت ن100©0810: هودع 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 





باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 

هذا الباب في إبطال الجبر والقدر وإثبات الأمربين الأمرين والجبر في اللغة: الإكراه علئ الشيء 
تقول: جبّرته 001 علئ فعل إذا أكرهته عليه والمراد به جبر الله عباده علئ الأفعال والأعمال 
بمعنئ إيجاده إيَاها من غير أن يكون لهم مدخل فيها كما هو مذهب الأشاعرة. والقدر بالتحريك 
والتسكين يطلق علئ معان: منها ما سبق به علمه تعالئ, ومنها تقدير الاشياء بما لا يزيد ولا ينقص. 
ومنها القدرة. ومنها الوقت» وقد فسّر بهذه المعاني في قوله تعالئ «إِناكلٌ شيء خلقناه بقدر» ١!‏ 
كما صرّح به الآبي في كتاب إكمال الاكمال» ومنها الكتاب والأخباركما في قوله تعالئ 9إلا امرأته 
قد وناها من الفاروي 6 أي أخبرنا بذلك وكتبناها في اللّوح المحفوظ. ومنها: وضع الأشياء في 
مواضعها من غير زيادة فيها ونقصان كما في قوله تعالئ «وقدّر فيها أقواتها»! ". ومنها: التبيين 
لمقادير الأشياء وتفاضيلها. وهذه المعاني الثلاثة ذكرها شارح كشف الح وغيره وإن دخل بعضها 
في السوابق. ومنها: إقداره تعالئ عباده علئ أعمالهم علئ وجه الاستقلال بحيث يخرجهم ذلك 
عن ويه القن الددزيهل سد نيافن تلك عي ل عستي انكو لضن هوا روداو قر تقار اا نضرة 
000 فيها كإقدار سلطان مرا( ؟) أحداً فوغياده عله وز بلاده بحيث يخرج التصرّف في 


احور ال اادتسورة الأعرا ف عام 

'"'-سورة فصلت : .٠١‏ 

- قوله «كإقدار سلطان مناه وهم مبني علئ تصور وجود الممكن مستقلاً بنفسه غير متعلق بالواجب قياساً على 
الصانع والمصنوع الجسماني. فكما أن السرير يستقل بنفسه موجوداً بعد الصنعة عن النجار ويبقئ زمناً طويلاً 
بعد غيبة النجار بل بعد موته كذلك يتوهم جماعة أن الممكن بعد الوجود المستفاد من الواجب تعالئ يستقل 
بنفسه وقالوا: لو جاز علئ الواجب العدم لما ضر عدمه وجود العالم وبناء علئ هذا الوهم الفاسد زعموا أن 
الخواص والآثار المرتبة علئ الموجودات والأفعال الصادرة عن الإنسان والحركات الصادرة بالسرداة 
منتسبة إليها في نفسها والأمر مفوّض إليها والإنسان مخلّئ ونفسه يفعل كل شيء أراد باختياره مستقلاً. والحق أن 
لمكن جر:: وجوه على متعلر باوج تاتون لاجيس لا ل ٠.02‏ كما بحسا اشنا ار 
الشمس أصلاً بالذات وإلئ المرايا بالواسطة كذلك لا مؤثر في الوجود إلا الله تعالئ وكلّ شىء سواه فاعل 
بالواسطة كذلك والتفويض باطل كما أن الجبر باطل وفعل الإنسان باختياره وإرادته واختياره وإرادته وسائر 
صفاته بل ذاته ووجوده متعلق بالواجب تعالئ وإرادته ومشيّته ولا يستلزم الجبر إلا إذا فرض الواجب والممكن 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





تلك الأمور بعده عن يد ذلك السلطان وعن تحت حكمه وتدبيره؛ والقدر بهذا المعنئ وهو 
المسمّئ بالتفويض أيضاً هو المراد هنا وهو مذهب طائفة من المعتزلة ونحن نسمّيهم تارة بالقدريّة 
وتارة بالمفوّضة. وهاتان الفرقتان وهما الجبريّة والقدريّة خارجتان عن طريق العدل أولاهما فى 
طرف الإفراط وأخراهما في طرف التفريط: والمراد بالأمر بين الأمرين: أمر لا هذا ولاذاك بل طريق 
متوسسط بينهما وهو 4 أفعالهم بمدرتهم واختيارهم مع تعلق قضاء الله وقدره وتدبيره ومشيئته 
وإرادته وتوفيقه ولطفه وخذلانه بهاء وهذا التعلّق لا ينافى اختيارهم لأنّ القضاء والقدر والإرادة 
وغيرها على قسمين: حتم وغير حتمء والمنافى للاختيار هو الحتم دون غيره» وستعلم وجه بطلان 
الأرّلين وتحمّق الثالث فى مضامين الأحاديث الآتية» وينبغي أن يعلم أنَّ القدريّة قد تطلق على 
النهير 1١2:‏ يوان عل أن الفلاردمداء :بمطت الجر أرش] والقدر بهذ المعية ايشا مذكزر فى هنذا 
الباب؛ وإِنّما بسطنا الكلام طلباً للبصيرة فيما هو المقصود فى هذا المقام. ْ 

«الأصل» ْ 

١‏ -«علئى بن محمّد. عن سهل بن زياد؛ وإسحاف بن محمد وغيرهما رفعوه قال:» «كان أمير 
المؤمنين 32 جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صقّين إذا أقبل شيج فجثا بين يديه ثمّ قال له: يا أمير 
المؤمنين! أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟, فقال أمير المؤمنين .49: أجل يا 
شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر, فقال له الشيخ: عند الله أحتسب 
عنائى يا امير المؤمنين؟ 


- قسمين مباينين كلّ فى عرض الآخر مستقلين وأحدهما يقهر الآخر علئ مالايريد وليس كذلك. (ش) 

١‏ - قوله «قد تطلق علئ الجبريّة» وينبغى أن يكون هذا هو الاستعمال الشائع كما في نظائره يطلق الإمامية: على 
القائلين بالاإمامة دون المنكرين» والجبرية: علئن القائلين بالجبر دون المنكرين» والعدلية: علئ القائلين بالعدل 
وأمغالياء فالقدرية: هم القائلون بالقدره أي مَن يقول كل فعل من أفعال الإنسان بقدر الله لكن الأشاعرة لم 
يستطيعوا أن يردٌوا الحديث المنقول عن النبي ييه «القدرية مجوس هذه الأمة» ولم يروا أن يعترفوا بأنهم أنفسهم 
قدرية فسّروا القدرية بمن ينفي القدر وما وجدنا نظيره في كلام العرب» ولو جاز ذلك جاز أن يقال: النحوي مَن 
ينكر علم النحر. والصرفي: مّن ينكر علم الصرفء واللغوي: هو الذي لا يعرف من اللغة شيئاً والاثنا عشري: : مَن 
ينكر إمامة الأئمة الاثني عشر. والاسطرلابى: من لا يعرف الاسطرلاب. والاخباري: مَن ينكر الأخبارء والسنّي: مّن 
لآ يتَمْسْلك بالسئة التعوية. ولكن لما اشتهر تفسيرهم القدرية بنفي القدر جاء في بعض الأخبار أيضاً جرياً على 
الفط المكهورووتما يقال اذا أكثر رجل من ذكر شيء وإن كرهه ينسب إليه وهو غير صحيح فإن الجبرية أيضاً 
يكثرون ذكر القدر بل أكثر من المفرضة. (ش) 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 0 

فقال له: مه يا شيخ! فوالله لقد عظم الله الأجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم 
مقيمون وفى منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه 
مضطرّينء فقال له الشيخ: وكيف لم نكن فى شىء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرّين وكان 
بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له: وتظنٌ أنه كان قضاء حتماً وقدراً لازما؟. إِنّه لو 
كان كذلك لبطل الثوابٌ والعقابٌ والأمرٌ والنهئ والرّجِرٌ من الله وسقط معنئ الوعد والوعيد فلم 
يك لاتب لعفن ولا عحيلة التسخسى» ركان المذتي أن بالاحبا ندمن المحم رلكان 
المحسن أولئ بالعقوبة من المذنب. تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب 
الشيطان وقدريّة هذه الأمّة ومجوسها. إِنَّ الله تبارك وتعالئ كلّف تخييراً ونهئ تحذيراً وأعطئ 
علئ القليل كثيرأً ولم يُعضَ مغلوبا ولم يطع مكرهاً ولم يمك مفوّضاً ولم يخلق السماوات 
والأرض وما بينهما باطلاً. ولم يبعث النبيّين مبشّرين ومنذرين عبثاً. ذلك ظنٌ الذين كفروا فويل 
للذين كفروا من الناره فأنشأ الشيخ يقول: 

«أنت الأمام الذى نرجو بطاعته يوم النجاة من الرحمن غفراناً) 
أ رليك امن أمرناتها كان علقي موك تنب لمان احا 

* الشرح : 

(عليٌ بن محمّد. عن سهل بن زياد وإسحاق بن محمّد وغيرهما رفعوه!"' قال: كان أمير 
المؤمنين 9ه جالساً في الكوفة) أي فى مسجد الكوفة علئ حذف المضاف علئ الظاهر أو هو من 
باب إطلاق الكل علئ الجزء (بعد منصرفه) أي بعد انصرافه (من صمّين) كسكّين اسم موضع 
كانت به وقعة مشهورة بينهطيُةِ وبين أهل الشام (إذ ادر قي تجا يدي رحد كرو اليس عار 
ركبتيه ( ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا) أي عن سيرنا (إلئ أهل الشام أبقضاءٍ وقدّر) 
لعل المراد بالقدر تقدير ذلك المسير' "' في الأزل كمّا وكيفاً وزماناً وتعباً إلى غير ذلك من الأمور 


.١1606 / ١ :يفاكلا-١‎ 

1 - درفعوه؛ في جميع أسانيد هذا الحديث إرسال في هذا الكتاب لكن رواه الشيخ الصدوق في التوحيدء عن 
محمد بن الحسن الطائي؛ عن سهل بن زياد عن على بن جعفر الكوفي؛ قال: سمعت سيدي على بن محمد ليه 
ثم ساق عن آبائه عن الحسين بن على 82 وبأساتيد آخر أيضاً. وعلى بن جعفر هذا من وكلاء أبي الحسن ماق 
ومضمون الحديث واضح ليس فيه مشكل بحتاج إلئ إيضاح وفي عباراته اختلاف يسير مع مافي الكافي. رش 
7 - قوله «المراد بالقدر تقدير ذلك المسير» وهذا الاصطلاح فى القدر والفرق بينه وبين القضاء نما ذكر مأخوذ من 


الناشئة فيه. والمراد بالقضاء الحكم بتحمّقه (فقال له أمير المؤمنين يي : أجل ) أجل بالتحريك 
وسكون اللأم من حروف التصديق (ياشيخ ما علوتم تلعة» هى ما ارتفع من الأرض (ولا هبطتم 
بطن واد ) هو ما انخفض من الأرض (إلا بقضاء د أحتسب عنائي 
يا أمير المؤمنين ) أى أَعُدّ العناء والتعب وما أوجبه أعنى السير والحركة من أفعال الله تعالئ حتّى لا 
كروار ريع للعو لكف لحو مسد دل طيرويوينة ا لكلو ميدتفل الاسعهاء 
والإخبار (فقال له: مه يا شيخ ) مه كلمة بنيت علئ السكون وهواسم سمّى به الفعل ومعناه أكفف 
نفسك عن هذا الكلام» وفى كتاب عيون أخبار الرّضائظةٍ فقال: مهلا يا شيخ. (فوالله) صدر بالقسم 
مع أنه صادق مصدّق لسان الحنٌّ للمبالغة في التصديق بما يفول ولاقتضاء المقام إيَاه (لقد عظم الله 
لكم الأجر) هذا يرد قول مَن قال الأجر بإزاء ماليس باختيار كالأمراض والبلايا وإنّما المقابل 
للاختيار هو الثواب (في مسيركم وأنتم سائرونء وفي مقامكم وأنتم مقيمون. وفى منصرفكم 
وأنتم منصرفون) الأظهر أنَّ المسير والمقام والمنصرف اسم الزَّمان أو المكان لا مصدر ميمي 
ليصون الكلام عن التكرار ولمّا أومأ إلى أنَّ سيرهم ونحوه كان باختيارهم بإثبات لازمه الذي هو 
الأجر صرّح بعدم كونهم مجبورين علئ ذلك بقوله (ولم تكونوا في شيء من حالاتكم) وهي 
السبو و الاتامة والاتصراقة وغيرها (مكرهين :ولا إلبه/مضظزين) لعل الإكراة ميد من الاقسطرار 
فلذلك نفاه بعد نفى الإكراه (فقال له الشيخ ) علئ سبيل الاستعلام والتفهّم دون الأنكار والتعنّت 
(وكيف لم نكن فى شىء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرّين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا 
ومنقلبنا ومنصرفنا) أى سيرنا إلئ الأعداء وانقلابنا فى الطريق وفي حال القتال من مكان إلى مكان 
ومن حال إلئ حال وانصرفنا إلئ منازلناء فلمًا بلغ كلامه إلى هذا المقام علم هه أنه أخطأ في معنئ 
القضاء والقدر (فقال له) علئ سبيل الإنكار والتوبيخ (وتظنّ أنّه) الواو للعطف علئ مقدَّر أي 
أظننت قبل الجواب بأنَّ لكم الأجر العظيم وتظرٌ بعده أنَّ سيركم وانقلابكم وانصرافكم وغيرها مما 
تعلق به القضاء والقدر (كان قضاء حتماً) الحتم: مصدر بمعنئ إحكام الأمر وإبرامه تقول حتمت 


- الشيخ أبي علي بن سينا ومّن تبعه وهو قربب من المعنئ اللغوي لأن القضاء: : الحكم, والقدر: تعيين المقادير 
والخصوصيات والحدود وغير ذلك من التفاصيل والمأوّل للبداء بلوح المحو والأثبات علئ ما سبق يسمئ 
عاقى الترج المحفوظ قضاء وما فى لوح المحو والأثبات قدرا أوروئ عن أمير المؤمنين اي أنه تنحئ من جدار 
زف أن ستضن فقي أتفر من قضاء الله؟ قالظة: أفر من قضاء الله إلئ قدره لأن فى لوح القدر التغير والتجدد 
والتخلص من الآفة المقبلة أو المخاطرة بالنفس فيما يمكن التحفظ منه. (ش) 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين : 
عليه الشىء حتماً إذا أوجبته وأحكمته عليه بحيث لا يكون فى وسعه خلاف ذلك فالوصف به إِما 
اللتالقة | يسدنه يد تهون أن معيعوبا متكا عيرها روقدر آنا بكرن لكود كا رقن 
متعلّقهما ولا قدرة علئ الفعل والترك حتّئ تكونوا مجبورين مضطرّين إذ القضاء والقدر إذ تعلقاً 
بأفعال العباد يراد بهما الأمر والنهى ١7‏ عنهما وتبيين مقاديرها من حدودها وحسنها وقبحها 
ومباحها وحظرها وفرضها ونفلها ولا يراد بهما أنه تعالئ خلقها وأوجدها. 

(أنّه لو كان كذلك) أي قضاء حتماً وقدراً لازماً (لبطل الشواب والعقاب) لأنّ النواب نفع 
يستحقّه العبد بالإتيان بالطاعات والاجتناب عن المنهيّات والعقاب ضرر يستحقه بالإتيان 
بالمنهيّات والاجتناب عن الطاعات وهما تابعان للاختيار ولا يتحمّقان مع الإجبار (والأمر والنهى ) 
إذ طلب الفعل وطلب الترك متفرّعان علئ الأختيار ولا يتصوّران مع الإجبار, ألا ترئ أن من طلب 
الطيران عن الإنسان وطلب عدم الإحراق عن النّار يعدَّه العقلاء سفيهاً جاهلاً مجنوناً كاملاً 
(والرّجر من الله) لأنَّ زجره للعبد عن المعاصي ومنعه عن الإتيان بها بشرع القصاص وتعيين 
الحدود ونحوها إِنّما يتصرَّر إذاكان العبد قادراً علئ الاتيان بها غير مجبور علئ تركها؟ ألا ترى أَنْك 
لو زجرت الأعمئ عن الابصار نسبك من له أدنن شعور إلئ السفه والجنون؟ (وسقط معنئ الوعد 
والوعيد) لأنْهما من الألطاف المحركة إلئ الامتثال بالأمر والنهيئ لرغبة الثواب ورهبة العقاب وقد 
عرفت بطلان هده الأمووعلرا لبن العا وازها عن هذا الغدير كانه سمي لقان تسنعدلة 
إليه تعالئ ولو جاز هذا لجاز أن يخلف الوعد والوعيد ويكرم العاصى ويعاقب المطيع ويكذب في 
الأخبار بأحوال الآخرة ويصدّق الكاذب بإظهار المعجزة علئ يده فلا يبقئ الوثوق بالوعد والوعيد 
(فلم يكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ) المحمدة ما يحمد به ووجه ذلك أنه لا معنى 


١‏ - قوله «يراد بهما الأمر والنهي» أقول: هذا غير كاف فى توجيه القضاء والقدر بل هما زائدان علئ الأمر والنهي 
دح ابام ع ا ل و 
وحد لهم الحدود في ذلك ورسم لهم الرسوم ونهاهم عن القبائح بالزجر والتخويف والوعد والوعيد فلم يكن 
كنم من ل عجان جد لمع سيا .لم لتر سن لمكم 1 عمال لسعو عن أكتزنا وض تدرط لمع ميقا ور 
فإن قيل: هل يجتمل التخلف فى علم الله وقضائه؟ كلنا: لا يحتمل التخلف ولا يلزم الجبر لآن الفعل الاختياري قد 
لا يحتمل التخلف أصلاًكصدور القتل والزنا والسرقة عن العادل والمعصوم فإنه لا يق حتماً مع كونه اختياراً ولا 
يحتمل ان ياكل إنسان القاذورات مع كونه مختارا فقولهعقة وقضاء حتما) أي جبرا «وقدرا لازما» أي قدرا 
يجب أن يقع وإن لم يرده الإنسان المكلّف ويختاره. رش) 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





ركه اللو والمدح إليهما إذا صدر الذَّنب والأحسان من غيرهما ولكن يتوجّهان إليهما إذ كل 
عافل يم مَن ارتكب الظلم والجور والتعدّى وغصب الأموال وقتل النفوس ويمدح من بالغ في 
الإحسان إلئ الناس وبذل الخير وإعانة الملهوف ومساعدة الضعفاء والاجتناب عن المعاصى بل 
المجبّرة إذا غفلوا عن عقيدتهم الفاسدة يحكمون بذلك أيضاً قال شارح كشف الحقٌّ: حكي عن 
عدلئ أنه قال لجبريّ: إذا ناظرتم أهل العدل قلتم بالقدر, وإذا دخل أحدكم منزله ترك ذلك لأجل 
فلسء قال: وكيف؟ 

قال: إذا كسرت جاريته كوزاً يساوي فلساً ضربها وشتمها ونسي مذهبه. وصعد سلام القاري 
المنارة فأشرف علئ بيته فرأئ غلامه يفجر بجاريته فبادر يضربهما فقال الغلام: القضاء والقدّر 
ساقاناء فقال: لعلمك بالقضاء والقدّر أحبٌ ألئَ من كلّ شيء أنت حر لوجه الله تعالى» ورأئ شيخ 
بأصبهان رجلاً يفجر بأهله فجعل يضرب امرأته وهي تقول القضاء والقدر, فقال: يا عدرّة الله أتزنين 
وتعلا ريو ندا ا ْ 

فقالت: أوه تركت السئّة وأخذت مذهب ابن عبّاد الّافضى فتنبّه وألقئ السوط وقبّل مابين 
عفيها واعندر إليها وقال: أن شكية حتاء :وجل لها كرانة على :ذلك (ولكتان المنقانب أولئ 
بالإاحسان من المُحسن ولكان المُحسن أولئ بالعقوبة من المذنب) فى إعادة اللأم إشعار 
امكلان 1 فى كترم المعظازك واللتعظرك لبط فقن لد لالقاعا رن "فداه ١‏ كران نين 
الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين.4ة وهو مثل هذا الحديث مع تفاوت يسير هكذا «ولم يكن 
المُحسن أولئ بالمدح من المسيء ولا المسيء أولئ بالذّم من المُحسن» وهذه العبارة أظهر 
معنئ مما فى هذا الكتاب لأنّه إذا كان العبد مسلوب الاختيار بالكليّة كان المحسن والمسيء 
متساويين في عدم القدرة وعدم استناد أفعالهما إليهما فلا يكون الأرّل أولئ بالمدح من الثاني ولا 
الثاني أوَللْجالدم من الأول بل لهما رتبة التساوي في المدح والدّمّ فعلئ هذا يجوز أن يمدحهما 
جميعاً وأن يذمّها جميعاً وأن يدم م الأوّل ويمدح الثاني» فهل يجوز لعاقل أن يعتقد فيه جل شأنه 
مثل هذه العقائد الفاسدة مع أنَّ الواحد من آحاد الناس لو نسب إليه غيره أنه يسيء إلئ مَن أحسن 
ويذْمّه ويحسن إلى من أساء ويمدحه قابله بالشتم والسبٌ ولم يرض بذلك فكيف يليق أن ينسب 
إلئ ربّه ما يكرهه أدنئ الناس لنفسه. وأما المذكور في هذا الكتاب ففيه إشكال!١!‏ لأنَّ المسيء 


١‏ -قوله «ففيه إشكال» يدفع الإشكال بأن الذي أجبره المولئ علئ الخير وأورده الجنة ليس كمن أجبره على الشر 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 9 


والمحسن إذا كانا متساويين فكيف يوصف المذنب بأنّه أولئ بالإحسان من المحسن والمحسن 
بأنّه أولئ بالعقوبة من المذنب؟ 

ويمكن دفعه بوجوه؛ الأوّل: أنه أ- جبر المذنب علئ القبائح والقبائح من حيث هي لذَّات حاضرة 
إحسان وأجبر المحسن علئ الطاعات والطاعات من حيث هى مشْمّة عقوبة حاضرة وهذا هو 
المراد بالأولويّة ههنا ش 

الثاني: وهو مبنيئ علئ تحقق الثواب والعقاب في الآخرة مع الجبران القبيح من حيث هو شر 
بليّة والطاعة من حيث هى خير راحة فيقتضى ذلك مقابلة الأوّل فى الآخرة بالإحسان ومقابلة 
الثاني بالعقوبة. 1 ْ 1 

الثالث: هو أيضاً مبنيٌ علئ ذلك أن المعصية راحة حاضرة والطاعة مشقّة ظاهرة وجبرهما على 
ولك نا لجن لنارلقة ار لامعال قنز ينا ساء وستن يردن يلوم الا ولوقة المتكروة معاد 
الأؤلة:اقاذة الذات غير تدر فيلك أن يعون ذات العدني أوارا بالتاحة والتحسانداتماً وذات 
المحسن أولئ بالمشقّة والعقوبة دائماً ليصل إلئ كل أحد ما عوّد به وهو به أليق, وأمّا علئ الدّانى: 
اذه لاسر حابم ك8 علق :كان تبلوع أن يعحدن لالد مه ورد يمال 1ه لعن ننس 
الذّارين ويتخلّص من المشمّة في الكونين وأن يعاقب المحسن فيحصل له مع المشقّة الحاضرة 
المشمّة فى الآخرة (تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان) ١!‏ لعلّ المراد بعبدة الأوثان مشركو العرب 


- وأورده النار قهراً لأن الذي أجبره المولئ علئ الخير كان في نفسه شريراً وإلا لم يصدق في حقه الإجبار ومع 
ذلك أدخله بخلاف مَن أجبره علئ الشر فإنه كان في نفسه خيراً فأجبره علئ خلاف إرادته وساقه إلئ النار فيرق له 
ويستأهل للترحم وهذا أوضح من الوجوه التي ذكرها الشارح. (ش) 

١‏ قوله «عبدة الأوثان» الفرق بين الملحد والموحّد والدهري والإلهي والمشرك والملّي أن الأول يعتقد مبدأ 
الوجود غير عالم ولا حكيم وأنه ليس بذي عناية فى أفعاله. والالهى بالعكس من ذلك يعرف الله تعالئ بعلمه 
وعنايته وتدبيره فمّن ينسب الى الله تعالئ جبر العباد على المعصية وعقابهم عليها يجعله تعالئ بمنزلة الطبيعة 
غير الشاعرة لا يميّز بين المطيع والعاصي والخيّر والشرير والصالح والطالح بل ليس دليل الطبيعيين علئ رأيهم 
ومذهبهم إلا ما يرون من آفات وجوائح الطبيعة ودليل الإلهيين ما يرون من عناية الباري بمصالح الموجودات 
ا ا ل ل ا ا ا 
الثالث وفى الصفحة ١7‏ منه عن قول أرسطو طاليس مايفيد هناء فإن قيل: إن الفلاسفة أيضاً مع أن كثيراً منهم 
إلهيون نفوا الغرض والاختيار في فعله تعالئ ولا ينافى التوحيد مع الجبر. قلنا: الإلهيون منهم 7 ل 
يكمل به الفاعل الناقص ولذلك نفوه عن فعل الله تعالئ ولم ينفوا الغاية والفوائد والمصالح التى قدرها في 


٠١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


فإنَّ بعضهم كانوا يقولون بنفي الحشر والنشر والثواب والعقاب. وبعضهم كانوا يقولون بالجبر بدليل 
قوله تعالى: لإوإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها»ه7١'‏ والمراد بإخوانهم 
الأشاعرة حيث يلزمهم ذلك وإن لم يقولوا به صريحاً (وخصماء الوّحمن) لأنّه تعالق نسب فى 
آيات كثيرة أفعال العباد إلئ أنفسهم فال عرَّ مَن قائل: 9 وإنئي لغفارٌ لمَن تاب وآمن ود الك 
نم اهتدئ ©(" وقال لمَنْ عمل باتعا للتسسوي الا وقال: «ليجزي الذين 
أساؤوا يما عملوا ويجزئ الذين احستوا بالحسين »!2 وقال: #النبلوعم أتهم أحسن عمنذ» 07 
وقال: إأم حسب الّذين اجترحوا السيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصالحات»7١!‏ وقال 
«إوالله بصير بما تعملون74"' إلى غير ذلك مما لا يعد ولا يحصئ وصرّح في كثير منها ببراءته من 
القبائح والظلم فقال إن الله لا يأمر بالفحشاء 6" «إنَّ الله لا يظلم مثقال ذرّة 14 «إوما أنا بظلام 
للعبيد ١*١»‏ إلى غير ذلك. وهؤلاء يقولون نحن براء من القبائح وأنت تفعلها ولامخاصمة أعظم من 
ذلك (وحزب الشيطان) لمتابعتهم إِيّاه فيما يلقيه إلى نفوسهم الشريرة #ألا أن حزب الشيطان هم 
الخاسرون74١١)‏ (وقدريّة هذه الأمّة ومجوسها) قد عرفت آنفاً أنَّ القدريّة تطلق علئ الجبريّة 
القائلين بأنَّ الله تعالن قد جبر عباده علئ ما قدَّره وقضاه. وعلئ المفوّضة فإن كان المراد هنا 
الجبريّة تعيّن العطف علئ' الاخوان وإن كان المراد المفوّضة» وجب العطف علئ عبدة الأوثان. 
والأشاعرة كما أَنْهُم إخوان عبدة الأوثان كذلك إخوان المفرّضة لتحمّق المشابهة وتأكد روابط 
الأخوّة بينهم فى كونهم من أصل واحد وهو العدول عن طريق العدل إلئ طرفي الإفراط والتفريط. 

والاحتمال الأرّل أنسب وأظهر إذا عرفت هذا فنقول: هذا الحديث وما روي عنهوية أنه قال 


- المخلوقات لتكميل المخلوقات عن نقصهم كيف ولو كان كذلك لم يذكر الامام ل أرسطو طاليس ولم يحتج 
بكلامه فى اثبات العمد والتدبّر فى فعله تعالئ خلافاً للطبيعيين القدماءء وماتفره عن عن الله تعالئ هو العزم بعد 
الترديد وسمّوا عزمه تعالئ من غير سبق ترديد عناية وقد ملؤوا كتبهم في التشريح والطب والطبيعيات من آثار 
عناية البارى تعالئ ومصالحه وحكمه التى راعاها فى خلق الأشياء فراجع. رش 


ارون العاف عسوو عط ا 
دسؤورة فضلت :1 2 :-سورة النجم : .5١‏ 

0 -سورة الكهف : ل,. 1 -_سورة الجاثية : ١؟.‏ 
الاورة القر 3 8-سورة الأعراف :78. 
ليور القساء 2 اكدسؤزة ايان ك1 


.١9 :ةلداجملاةروس_-١‎ 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ١١‏ 


لرجل قدم عليه من فارس: وأخبرني بأعجب شيء رأيته» فقال: راف ونا ينكحون أُمّهاتهم 
وأخواتهم فإذا قيل لهم: لم تفعلون؟ قالوا: قضئ الله وقدره. فقال 06 : «سيكون في آخر ام مَتى أقوام 
يقولون مثل مقالتهم أولئك مجوس هذه الأمَّ وما روي عن الحسن بن على 980 أنه قال: وبع الله 
محمدايية إلى العرب وهم يحملون ذنوبهم على الله» إلى غير ذلك من الرّوايات المعتبرة أدلة 
واضحة علئ أن المراد بالقدريّة والمجوس فيما روي عنهيِة قال: «القدريّة مجوس هذه الأمّة» هم 
الأشاعرة وغيرهم من القائلين بالجبر ووجه المناسبة بينهم وبين المجوس متعدّد: الأوّلَ أن 
المجوس قالوا بأصلين النور والظلمة ويسمّون الأرَّل بيزدان والقاني بأهرمن وينسبون جميع 
0 1 5 ع )١(‏ 
الأشاعرة. الثانى: أن المجوس قالوا إِنّ الله يفعل فعلاً ثم يتبرّأ منه كما خلق إبليس ثم تبرّأ منى 
والأشاعرة أيضاً قالوا إن الله يفعل القبائح ثم يتبرّأ منها. الثالث: أنَّ المجوس قالوا ِنَّ نكاح الأمّهات 
والأخوات بقضاء الله وقدره وإرادته. والأشاعرة وافقوهم حيث فالوا: إِنَّ نكاح المجوس أمّهاتم 
وأخواتهم بقضاء الله وقدّره إرادته. 

الرَابع: أنَّ المجوس قالوا إن القادر علئ الخير لا يقدر علئ الشدٌ وبالعكسء والأشاعرة أيضاً قالوا 
مكل ذلك حي فالوان]ة كاشت الكير اعد عل العكوالمكين الكافيسن : أن المخوس عون له 
تعالرة تريكا «الأساغرة أيعنا يعون ادق كاحت قالوا توعد :قينناة زاقلة قل وم اع ارق 
فلزمهم القول بتعدّد الإله» فهم أقبح من المجوس لأنَّ المجوس يقدٌون بشريك واحد ويسمّونه أهر 
من وهم يقرّون بشركاء متكثرة» والأشاعرة لمّا لم يقدروا علئ إنكار الحديث المذكور نسبوا القدريّة 
والمجوسيّة إلى الفرقة العدليّة أعنى المعتزلة والإماميّة وقالوا: العدليّة قدريّة ومجوسيّة لأنهم قالوا 
قدرة العبد مؤثرة موجدة لأفعالهم فهم قدريّة لمولهم بوجود القدرة المؤثّرة لغير الله تعالئ. 
ومجوسيّة لجعلهم أنفسهم شركاء الله تعالى فى الخلق والابجاد كما أنَّ المجرس جعلوا لله تعالى 
6 

الجواب : أنَّ تعدّد الشركاء إِنما يلزمهم لو لم يقولوا بأنَّ العباد وقدرتهم مخلوقة لله تعالى مغلوبة 





١‏ - قوله «وليس للعباد عندهم فعلاً أصلا كأنه متعين لتوجيه التشبيه لأن مبنئ الثنوية علئ أن الخير لا يمكن أن 
يصدر منه الشر وبالعكس» مع أنهم لو كانوا قائلين بالاخقيار فواضح عند كل عاقل وجاهل أن المختار قد يفعل 
شرا عمداً أو مصلحة وبالعكس ولم يجب أن يثبت الاهان فكأنهم ينكرون من مبدأ الوجود الئ منتهاء ء. (رش) 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





تحت قدرته القاهرة وهم يقولون بذلكء وبأنَّ سلسلة جميع الموجودات منتهية إليه وهو فرد وحده 
لا شريك له. ثم أشار إلئ أنَّ المراد بالقضاء والقدر هنا هو الحكم والتكليف علئ التخبير دو 

الاجبار بقوله «إنَّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييرأً» من الثواب كما قال: 8م ل 
أمثالها» ١!‏ ولوكانوا مجبورين لم يكن لهم ثواب أصلاً «ولم يعص مغلوباً!'' دفع به ما يتوهّمه 
ال من أنَّ أفعال العباد لو كانت مستندة إليهم وأراد الله تعالى منهم فعل الطاعات وترك 
المنهيّات فإذا تركوا الطاعات وفعلوا المنهيّات بإرادتهم لزم أن يكون الله تعالئ مغلوباً وهم غالبون 
ا يلزم لو 
أراد منهم الفعل والترك حتماً وجبراً وهم اختاروا نقيض مراده؛ وأمًا إذا أراد ذلك منهم علئ سبيل 
الاختيار بأن قال لهم في هذا الفعل مصلحة وفي تركه مفسدة ولكم زمام الاختيار. فإن فعلتموه 
فلكم الثواب وإن تركتموه فعليكم العقاب. فمن البيّن أنَّ اختيارهم الترك حينئذٍ لا يستلزم أن يكونوا 
عاصين علئ وجه الغلبة وأن يكون الله تعالئ مغلوباً لهم (ولم يطع مكرهاً) بكسر الرّاء اسم فاعل 


اديور الأفاء 15 

؟ - قوله «ولم يعص مغلوباً إذا أراد الله تعالئ كون عباده مختارين فى أفعالهم واختار بعضهم الشر فإن'قلنا: إن 
فعل الشر بإرادة الله تعالئ فمعناه أن الشر باختيار العبد. واختيار العبد بإرادة الله تعالئ فينتج أن الشر بإرادة الله 
تعالئ بهذا المعنئ» وإن قلنا: إن الشر ليس بإرادة الله فمعناه أنه لا يرضئ بالشر ولا يحبه وبذلك يجمع بين ما يدل 
علئ أن الشر والخير كليهما بإرادة وما يدل علئ أن الشر ليس بإرادته. ولكن الناس يقيسون فعل الله على أفعال 
رؤسائهم وأمرائهم لما أرتكز في خاطرهم من أن الأمير ير إذا أراد حصول شيء في الخارج كبناء بلد وقهرعدو 
والقبض علئ سارق؛ فإن أطاعه الخدم والأتباع فهو وإلا أجبرهم, ولا يترك الأمر باختيار العبيد يفعلون ما أرادواء 
فإن لم يحصل مقصود الأمير فلابد أن يكون لعجزه إذ لم يقدر أن يجبرهم. ويقيسون فعل الله تعالئ علئ ذلك 
ويقولون قد غلبت ارادة العباد إرادة الله تعالى إذا عصوه وعجز ‏ والعياذ بالله - عن إنفاذ مقاصده ولا يصح ذلك لأنه 
وإنكان لا يريد المعاصي ولكن يريد أن يقع تركها باختيار العباد لا أن يقهرهم علئ الإطاعة كالجبريين بل يخليهم 
وما يفعلون ويأمرهم وينهاهم ويهديهم الى مصالحهم حتئ يحين حين المكافآت والمجازات كالحكومات في 
مدينة الاجتماع في عصرنا لأن الإنسان خلق مختاراً لا يترتب علئ وجوده آثاره إلا إذا خلئ وطباعه؛ والإنسان 
المجبور المقهور لا يقدر على إبداع صنعة وتحقيق حقيقة وكشف سر ولا يجهد في زراعة ولا تجارة ولا يفكر ولا 
يتعقل كما لا ينمو الشجر تحت المركن ولذلك تركه الله تعالئ وهو خالقه مختاراً وأن لزم منه الشر والعصيان لكن 
فى اجباره شر أكثر أضعافاً مضاعفة: وقال الحكماء : ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شرّ كثير» ولكن الجبارين 
يقهرونهم مع تساويهم في العبودية والمخلوقية وقال الله تعالئ « ولو شاء الله لآمن مَنْ في الأرض كلهم 
جميعاً» «ولو شاء لهداكم أجمعين» إلئ غير ذلك من الآيات. (ش) 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين بن 
وبفتحها مصدر أي لم يطع إكراهاً لأنّ وقوع إرادة العبد علئ وفق إرادته تعالئ ليس لأجل غلبته 
تعالئ عليه وصرف إرادته قهراً إلى قبول الطاعة بل لأجل اختيار العبد إِيَاها (ولم يملك مفوّضاً) 
بكسر الواو اسم فاعل من التفويض يقال: فرَّض الأمر إليه: أي ردَّه إليه كما يردٌ الموكل أمره إلى 
وكيله المطلق الذي يتصرّف فيه من غير حاجة إلى تصرّف الموكل وتدبيره وإذنه في أوان 
البق 1 ناكه الكانونو تعر كه ووقهرة عزن المتلفة وق عراك الهم بقرلوه انه تجا الفارهم علون 
أعمالهم علئ وجه لا يكون له تعالئ بعده قضاء وإرادة وإذن وتصرّف وتدبير ولطف وإعانة في 
تلك الأعمالء وبالجملة يقولون: خرجت أزمّة مقدوراتنا مادام الأقدار عن يد قدرته. فأخرجوا بهذا 
الاعتقاد الفاسد السلطان المطلق عن التصرّف فى ملكه وعزلوه عن التدبير فى عباده وبلاده. 
والفتويفن معان ا حو وج عر كيم فيظن العواكنه إن اعبات اها تر وابطل يسيب لين 
لطف كلامهقِةٍ حيث أبطل بقوله «إنّه لوكان كذلك _إلئ قوله ‏ ومجوسها» مذهب الجبريّة الواقع 
في طرف الأفراط وأبطل بقوله «ولم يملك مفوّضاً» مذهب المفوّضة الواقع فى طرف التفريط 
وأثبت مذهب العدليّة المتوسّط بين هذه الطرفين والواقع بين هذين المذهبين وهو الأمر بين 
الأمرين كما أشار إليه بقوله «إنَّ الله كلّف تخييراً» (ولم يخلق السموات والأرض ومابينهما باطلاً) 
كما قال سبحانه #وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * وماخلقناهما إلا بالحيٌّ ولكرٌ 
أكثرهم لا يعلمون» وفيه إشارة إلئ مفسدة أخرئ من مفاسد الجبر وهى تجويز أن يكون خلق 
السجارات والآرعن وما بننهينا باطلا لقو أن اللعويئاة كان ا د الجر بوجب صدور جميع 
القبائم هذه عالق :ل ولم فلكتو بتري ومدةرن بعياة 11117 إفنارة إلى ميد أخيرئ 





١‏ - قوله «مبشرين ومن رين عبأ» العبث: فعل لا يفيد فائدة ولا ينتج لأن الله تعالئ يجري بناء علئ الجبر كل 
عمل أراد علئ يدي كل انسان أراد فلا فائدة فى إرسال الرسل كما نرئ فى الأمور التكوينية كحركة النبض والتنفس 
وجريان الدم في العروق وهضم الغذاء ودفع الفضل فإنه يجري علئ ما أراد الله تعالئ في الإنسان والحيوان ولا 
يعقل أن يرسل رسولاً يأمرهم بأن يحركوا نبضهم ويهضموا طعامهم بل التأمل في أفعالنا يكفي : فى الفرق بين 
الجبر والاختبار والاعتراف بأن فعل الانسان باختياره إذ لا ريب أن الانسان يعرف فى ذاته اي لفعلين 
متخالفين» الأول: قوّة تحرك نبضه ونفسه وتهضم ولا يسطيع الإنسان أن يمنع من فعلها أصلاً وإن عجزت القرّة لا 
يستطيع أن يقهرها وإلا لجاز أن يسلم المريض باختياره والثاني: قوّة تحرك عضلاته وجوارحه باختياره كالمشي 
وهذان المبدءان متخالفان ريما ككانعان علي متضادين فيريد الإنسان أن يثب خمسة أذرع في الهواء 0 يطير 
ويفوق علئ السطح ويمنعه ثقله فبسقطه علئ الأرض فيغلب المبدأ الاختياري في الوثوب مقداراً قليلاً ثم يغلب 
المبدأً الغير الاختياري عليه وبيذلك يستدل علئن أن النفس غير الجسد وإلا لكان أحدهما متسلماً للأجر ومطيعاً له 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





وهى أنه لو تحمّق الجبر لكان إرسال الرٌّسل وتتشتيرهع عيدا لأن الغرض من ذلك هو الإخبار 
بالأحكام واظهار مناهج الحلال والحرام والتقريب بالطاعة والتبعيد عن المعصية ومع الإجبار لا 
فائلة ذ فى الإخبار والإظهار ولا نفع في التبشير والإنذار» ومالافائدة فيه فهو لغو عبث. ثم اقتبس من 
القرآن الكر بم لجذب الشيخ من ورطة الهلاك إلى سبيل النجاة فقال (ذلك) أى ذلك الظرٌ المذكور 
وهو ظرٌ أنَّ القضاء كان حتماً والقدركان لازماً (ظنٌ الذين كفروا فويل للّذين كفروا من النار) في 
حديث الأصبغ بعد هذا القول, فقال له الشيخ: «فما القضاء والقدر اللّذين ماسرنا إلا بهما؟ قال: 
هو الأمر من الله والحكم ثم تلا قوله: تعالئ «وقضئ ريّك ألا تعبدوا إلا إيَاه! '»». أقول: المراد 
بالأمر والحكم الأمر التكليفى والحكم التخييري دون الحتمي الاجباري وقد أشار إليهحية بقوله: 
إنَّ لله كلّف تخييراً ونهئ تحذيرا» (فإنشاء الشيخ يقول) في كتاب العيون «فنهض الشيخ وهو 
يقول): 
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته 22 يوم النجاة من الرّحمن غفراناً 
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبساً 2 جزاك ريّك بالإاحسان إحساناً 
ذكر الصدوق هذا الحديث بعينه فى كتاب العيون مسندأً بطرق أربعة وفى آخره فى طريق واحد 
ونانلا مع مدر نسو قن اليك الخو وقد 
أ وفوف ين ديكا ها كان ملسا جزاك رئكك عئًا فيه إحساااً 
وفى آآخر ثلاثة أربعة أبيات أخر بعدهما من أراد الإطلاع عليها فليرجع إليه. 
# الأصل : 
؟ -«الحسين بن محمّد, عن معلّئ بن محمد عن الحسن بن على الوشّاء. عن حمّاد بن عثمان. 
عن أبي بصير, عن أبى عبد اللهمقِةِ قال: مَن زعم أنَ الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم 


- منقاداً وليس في القوئ الطبيعية التكوينية اختيار أصلاً بل فيها الجبر فقط ولو كان النفس عين الجسد أو حالة 
من حالاته أو عارضاً لمزاجه لتبعه في الجبر ولم يمانعه ولم يضاده؛ وإن قلنا: أن الجبر من لوازم مذهب الملاحدة 
والطبيعيين والاختيار من لوازم دين الموحّدين والإلهيين لم نقل جزافاً لأنا لا نعرف من الطبيعة غير الشاعرة إلا 
الجبر ولا يتصوّر فيها الاختيار أصلاً ولما وجدنا في أنفسنا مبدأ الاختيار واذ ليس جميع أفعالنا نظير حركة النبض 
عرفنا أن فينا مبداً غير جسماني وليس المؤثر في الوجود منحصراً في الطبيعة الجسمانية غير الشاعرة وأن ماليس 
في ذاته جسماً أو جسمانياًكالعقول فهو الاختيار المحض والله تعالئ ليس عنده جبر. (اش) 

؟-سورة الدخان: 59. *' - سورة الإسراء : 317 . 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين نل 


أنَّ الخير والشبّ إليه فقد كذب على الله)(١)‏ 

* الشرح : 

(الحسين بن محمد عن معلّئ بن محمد. عن الحسن بن على الوشاء؛ عن حمّاد ابن عثمان. 
عن أبي بصير, عن أبي عبد اللهحظة قال: مَن زعم أنَّ الله يأمر بالفحشاء) كالجبرية القائلين: بأنَّ 
جميع الفواحش والشرور الدّاخلية فى الوجود من الشرك والظلم والزّنا والسرقة والقتل وغيرها 
مرادة لله تعالئ وهو يرضئ بها وبحبّها ويأمر بها «فقد كذب علىئ الله في قوله «وإذا فعلوا فاحشة 
قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إِنَّ الله لا يأمر بالفحشاء»(" وفى قوله: وما الله يُريدُ 
ظلماً للعباد! "' إلى غير ذلك من الآبات الكريمة؛ ومن اعتقد ما يلزم بعد ال اكز 
وارتد وخرج عن دين الإسلام «ومّن زعم أنَّ الخير والشرّ إليه» أي مستندان إليه وهو فاعلهما «فقد 
كذّب على الله لأنّه تعالئ فى آيات كثيرة نسب الخير والشدّ من أعمال العباد إليهم؛ فمَنْ قال 
يخذف !الك انمه تابون اد لاويوم القيامة ترئ الّذين كذَّبوا على الله وجوههم مسودّة»!4. 

4 الأصل : 

 ”‏ «الحسينٌ بن محمّد. عن معلئ بن محمّد, عن الحسن بن عليّ الوشّاءء عن أبي الحسن 
الرَّضاءكِةٍ قال: سألته فقلت: الله فوّض الأمر إلئ العباد؟ قال:«الله أعرَّ من ذلك قلت: فجبرّهم على 
المعاصي؟ قال: الله أعدلٌ وأحكم من ذلك. قال: ثم قال الله: يا أبن آدم أنا أولئ بحسناتك منك 
وأنت أولئ بسيّئاتك منّي. عملت المعاصي بقوّتي التى جعلتها فيك) 5 

* الشرح : 

(الحسين بن محمّد عن معلّئ بن محمد. عن الحسن بن علي الوشّاءء عن أبي الحسن 
الرّضَائَكُةٍ قال: سألته فقلت الله فوّض الأمرإلئ العباد قال: الله أعرّ من ذلك ) التفويض يوجب بطلان 
أمره ونهيه وعجزه عن التصدّف والتدبير والاعانة والخذلان والله سبحانه أعدٌّ من ذلك وله الأمر 
والهي والتصرف والتدبير والامتحان والاختبار حت آلة لاقع طاعة إلا بعونه ولا معصية إل 
بخذلانه كما قال «ولنبلوتكم حتّئ نعلم المجاهدين منكم 4١١'الآية‏ -وقال #أن يقولوا آمنّا وهم 


١-الكافي: ١‏ /1601. ؟ -سورة الأعراف : 78 . 
'"-سورة غافر : .7١‏ غ-سورةالزمر: .1١‏ 


.7١ : 1-سورة محمد‎ .١153/ ١ -الكافي:‎ 


لح ل 5 ا 131310155191931 مر بو ود مط كي اذ 
لا يفتنون» ١7‏ وقال: لي وقال #اليبلوكم أبُكم أحسنٌ عملاً» 7" وأمثال 
ذلك كثيرة وكلّها بمعنئ الأختيا وسرٌ ذلك أن النفس إذا توبجهت إلئ الطاعة ومالت إلى الانقياد 
أقبلها الله تعالئ بالإعانة واللُطف والتوفيق, وإذا توججهت إلئ المعصيّة ومالت إلى المخالفة ناداها 
بالرّواجر فإن سمعها أقبلها بما ذكر وإلآا فيتركها علئ حالها وهو عبارة عن الخذلان يدل عليه ما 
روي من «أَنَّ مَنْ تقرّب إلىّ بشبر تقرّبت إليه بذراع - الحديث» وما روي من «أنَّ قلوب بني آدم 
أصبعين من أصابع الرّحمن)» 58 روى «من أنَّ للقلب أذنين فاذا هم العبد بذنب قال له روح 
الإيمان لا تفعل» وقال له الشيطان افعل وإذاكان علئ بطنها نزع منه روح الإيمان» وأيضاً لو تحمّق 
انفويض لبطل أمر الدّعاء والاستعاذة لاحول ولا قرّة | إلابالله (قلت: فجبّرهم علئ المعاصي؟ قال: 
لله أعدل(؟) وأحكم من ذلك) كلّ عاقل يحكم قطعاً به يقبح من العدل الحكيم أن يجبر عبده 
على المعصية ثم يعذبه بها إلا أن الجبريّة لعرائهم عن حلية العقل يقولون: القبائح علئ أنواعها 


١-سورة‏ العنكبوت: ؟. " -سورة المائدة : 8/غ]. 
'-سورة هود: ل. 
3 - قوله «الله أعدل من ذلك» الوهم العامي كما يتصور فعل الله التكويني مضاداً للأسباب الطبيعية أو مبائناً لها 
كذلك يزعم الأفعال الاختيارية للعباد شيئاً مضاداً أو مبايناً لأمره ومشيئته تعالئ ألا ترئ أن العوام يستدلون علئ 
وجوده تعالئ بما يرونه مخالفاً للعادة والطبيعة أو بخلع الطبيعة والأسباب عن تأثيرها فاذا رأوا شجر شجرة نمت من 
البذر لم يستدلُوا بها علئ وجود الله تعالئ وإنما سك رن |ارارها نحط لا مو رار وغر سس كتعيرث اباد 
فيتصرّرون الأسباب شيئاً والله تعالئ شيئاً آخر عدواً مبائناً لها فإن اعتقدوا أن لكل شيء سبباً في الطبيعة قالوا: لا 
نحتاج إلى الله تعالئ وإن اعتقدوا عدم التأثير في الأسباب نسبوا المسببات إلى الله تعالئ وأما طريقة العقل 
والقرآن فهي أن يستدل بالحكم والمصالح والنظم والاتقان الموجودة في الأشياء الطبيعية علئ أنها مسخّرة بأمر 
لله تعالئ كما أشرنا إلئ ذلك مراراً فليس وجود الأسباب سوا ء كانت مجرّدة روحانية كالعقول والنفوس والأسماء 
الالهية أو جسمانية طبيعية كالأدوية لشفاء الأمراض والسقى لنمو النبات مبائناً لتأثير مشيئة الله وإرادته وقدرته 
فجميع الوسائط مسخّرة بأمره والدليل على ذلك الاتقان اوالنظم في فعل الطبائع كذلك أرادة الانسان واسطة 
ا تعالئ ومشيئته وإرادته شيئاً مضاداً بل ولا مبائناً لفعل أحد من عباده بل العبد يدبّر والله 
بقدّر «إوما تشاؤون إلا أن يشاء الله فالإنسان مختار والله تعالئ شاء أن يكون مختاراً فإذا قتل ظالم رجلاً ظلماً 
أرسل الله تعالئ مَلّك الموت لقبض روحه ويعدّب القاتل علئ القتل وليس القتل قتلاً إلا بازهاق الروح الذي لا 
يقدر عليه القاتل وانما يقدر علئ مقدمات إزهاق الروح قتلاً موجباً للقصاص وكذلك صانع الخمر يعصر أو ينبّذ 
ويسم الأنادفي يمكان تاتب المخمير ولا يذو شا تخضيل طبيعة الخكر وايجاد الصورة التوغية فى العصير إل 
أن الله تعالى حتم أيجاد كل شيء تستعد المادة له ففعل الإنسان ووجوده وذاته ومشيئته وارادته موافق ومطابق 
لارادة الله ومشيئته فكل ما اختاره الانسان جرئ فعل الله تعالن على ما اختاره لانه أراد كون الإنسان مختاراً. (ش) 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3 
المختلفة صدرت منه تعالئ لا توصف بالقبح. ويلزمهم وراء كون هذا المول من الهذيانات 
والمزخرفات أن لا يتقصف شيء بالقبح أصلاًء بناء علئ أصلهم من أنهم لا يصدر عن العبد شيء 
(قال: ثمّ قال: قال الله: يا بن آدم أنا أولئ بحسناتك منك وأنت أولئ بسيّئاتك منى ) قد مرّ شرحه 
مفضّلاً في باب المشيئة والإرادة. 

(عملت المعاصي بقوَّ تي ي التي جعلتها فيك) صريح في أنَّ المعاصي صادرة عن العبد بالقدرة 
المخلوقة فيه لاعنه تعالئ بالقدرة الأزليّة كما زعمت الأشاعرة وهذا باطل لتنرّهه تعالئ عن القبائح 
وامتناع أتُصافه قالظلم والجور ولا عن مجموع قدرة العبد:وقدرهه عاله كما وفيه أو اسعاق 
الإسفرايني. وهذا أيضاً باطل لما مرّ ولامتناع أن يعذَّب الشريك القوي شريكه الضعيف على 
الجر القع اديتهما: 

الأصل : 

؛ - «علويٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن إسماعيل بن مرّاره عن يونس بن عبد الرّحمن قال: قال لي 
أبو الحسن الرٌضائكةِ: يا يونس لا تقل بقول القدريّة فإنَّ القدريّة لم يقولوا بقول أهل الجنّة ولا بقول 
أهل النار ولا بقول إبليس فإنَّ أهل الجنّة قالوا: #الحمدٌ لله الذى هدانا لهذا وماكنًا لنهتدي لولا أن 
هدانا الله» "(١‏ وقال أهل النار: لإربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنًا قوماً ضالّين 76( وقال إبليس: 
ورت هنا أغوينض "ققلت:واللها اقول نا يونس اليى هكذ اه لآ بكرن لافنا شاء الله وراد وقدر 
وقضئا. قال ا وهنا لمرو ةا ل بكرن لقنا الله وأراد وقدّر وقضئء يا يونس تعلم ما 
المشيئة؟ قلت: لاء قال: هي الذَّكرالأرَّلء فتعلم ما الإرادة؟ قلت: لاء قال: هي العزيمة علئ ما يشاءء 
فتعلم ما القدر؛ قلت: لاء قال: هى الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناءء قال: والقضاء: هو 
الإبرام وإقامة العين» قال: فاستأذنته أن أقبّل رأسه وقلت: فتحت لي شيئاً كنت عنه في غفلة» /4ا 

* الشرح : 

(عليٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن إسماعيل بن مرّاره عن يونس بن عبد الرّحمن قال: قال لي أبو 
الحسن الرّضاءكة: (يا يونس لا تقل بقول القدريّة فإِنَّ القدريّة لم يقولوا بقول أهل الجنّة ولا بقول 


ا دصورة الأغزاف 46 ادسووة الو 1 
١"'-سورة‏ الحجر:9” . -الكافى: ١‏ / /ا6١.‏ 


14 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
أهل النار ولا بقول إبليس ) لتوافق كلمتهم علئ عدم القدر بمعنئ الجبر ١"‏ فإِنَّ أهل الجنّة قالوا: 
9 الحمدٌ لله الذي هدانا لهذا وماكنًا لنهتدى لولا أن هدانا الله حمدوه علئ أنَّ الهداية منه لا علئ 
أن فعلهم للخيرات الموجبة للدّخول في الجنّة فعله» ولوكان كذلك لكان هذا أولئ بالحمد. وفيه 
مع الدّلالة علئ نفى الجبر دلالة علئ نفى التفويض أيضاًء وقال أهل النار: «ربّنا غلبت علينا شقوتنا 
وكنًا قوماً ضالين» نسبوا الشقاوة إلئ أنفسهم باعتبار أنَّ أسبابها صدرت منهم ولوكانت الشقاوة 
وأسبابها من أفعاله تعالئ لكانت نسبتها إليه تكميلاً للحجّة وإتماماً أنفع لهم وقال الشيطان «ربٌ 
بما أغويتني لأزيّنن لهم في الأرض ولأغويئهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين» وإنّمالم 
بذكر !ك3 تمام الآبة مع أن الاستشهاد فيه''"/ اكتفاء بالشهرة وحوالة على علم المخاطب به فنسبة 
الخبيث التزيين وإغوائهم إلى نفسه دل علئ اعترافه بأنّهما فعلان له وقدرته عليهما وأمّا قوله إبما 





١‏ -قوله وعلئ عدم القدر بمعنئ الجبر) والصحيح أن المراد بالقدرية هنا هو المفرّضة وماذكره الشارح يي 
في تفسير الحديث إلئ آخره تكليف. ؛ قال صدر المتألهي نيع في شرح هذا الحديث أن القدرية ويقال لها المفوّضة 
أيضاً قوم ذهبوا إلئ أن الله تعالئ أوجد العباد وأقدرهم علئ تلك الأفعال وفرض إليهم الإختيار فهم مستقلّون 
بإيجادها علئ وفق مشيتهم وإرادتهم. وقال الخليل الفزو يني ياه : المراد بالقدرية هنا المعتزلة وكذلك فسّره 
العلامة المجلسى مَك وقد سبق أن هذا الاصطلاح أعني اطلاق القدرية علئ النافين للقدر شيء غير معروف في 
النسبة في لغة العرب ولذلك يجب حمل الحديث المشهور «القدرية مجوس هذه الأمة؛ علئ الجبريين لعدم 
اشتهار هذا الاستعمال في عصر النبي يله وأما في أحاديث الأثمةطكة فجرئ ربعض الأوقات عل المشهور عند 
القوم لأن إرادة غير المسيزو يرشي حير البق طب القن ) 
١‏ - قوله (مع أن الاستشهاد فيه) ليس الاستشهاد في الاستثناء الذي لم يذكره الإمام بل في قوله «إرب بما 
َع ريتني # وإنما تكلف الشارح ليوافق ماذكره في تفسير القدرية والحاصل أن أهل الجنة أنكروا التفويض ونسبوا 
الهداية إلئ الله تعالئ وأهل النار نفوه ونسبوا ضلالهم إلئ شقوتهم والشقوة بتقدير الله تعالئ. والشيطان نسب 
غوايته الئ الله تعالئ فكلّهم أنكروا التفويض بنسبة ماهم عليه إليه تعالئ وخطأ من أخطأ منهم إنما هو في نفي 
التفويض بحيث يلزم منه الجبر والتفويض والجبر كلاهما مبنيان على أصل فاسد وهو كون وجود الممكن 
مستقلاً في نفسه غير محتاج في البقاء إلئ الواجب ولا متعلق به أصلاً كموجودين ممكنين مستقلين لهما 
اقتضا »ان مختلفان لا يحتاج أحدهما في التأثير إلئ الآخرء كالشمس تسخن والشلج جنوه وريد يذهب إلل 
المشرق. وعمرو إلئ المغرب. فإن تمانع الممكنان فإما أن يجبر أحدهما الآخر بالقهر ويمنعه من اقتضائه. وإما 
أن يخليه وما يقتضيه لعجز أو غيّره وكذلك تصوروا الواجب والممكن مستقلين فإن غلب الواجب علئ الممكن 
فهو الجبر وإن خله وتركه فهو التفويضء والحق بطلان المبنى وأن الممكن يفعل ما يقتضي ذاته بإذن الله ولا 
يمنعه الله من اقتضائه وليس فعل الممكن ما يقتضي ذاته بأن يكون الله تعالئ تركه وخلاه وإنما النسبة بين 
المسركق والواجيقننة التخالق والمتخلوق وقددمتلا برتسسن اللحقد وافراه الجندية. رش 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين | 1 


أغويتني » فالباء ما للقسم وجوابه قوله «الأزيدةَ »© أو للسببيّة والقسم محذوف قبل هذا القول و 
«ما» مصدريّة والاغواء بمعنئ تخييبه تعالئ إيّاه من رحمته بسبب التكبّر وترك السجود أو بمعنى 
وجدانه إيّاه ضالاً في الأعيان بعد علمه بضلالته فى الأزل. فإِنَّ باب الإفعال قد يجيء بمعنئ 
وجدان الفاعل اكول نا النجال كر للك العدانه أي وجدته بخيلاً. والحسن اح 
بتخييبك إِيّاي من رحمتك أو بوجدانك إِيَاي ضالاً بالسبب المذكور لأزيننَ لهم المعاصي. وحينئظٍ 
لاؤلالة فيه لعل أن الاعؤاء بهدين المعتيين من قعلة تعالرة نولا متحدور فيه وات المحذور في 
نسبة الصّلالة وسببها وهو التكبّر وترك السجود إليه تعالئ وهو لم يقع. هذا ما خطر بالبال على 
سبيل الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال» وللمفشرين من العدليّة بعد حملهم الإغواء على ظاهره 
وهو الإضلال كلام طويل فى توجيهه. ومجمل هذا الكلام: 

أنه لمّا خلق أسباب الغواية فيه كالقدرية والعلم. وأمره بالسجود الُذى هو أيضاً من جملة 
أسبانها ديدي اكير وعصيو كاناك دنه ترق شيرتة "فى الأقرا ةا فلذلك ا تمدن فلا البهجترور بات 
إسناد الفعل إلى الفاعل البعيد مجازاً. ومن اسان تن ان المقصود أنَّ فى قوله #بما 
أغوبتني» أي أشقيتني دلالة علئ الرَدٌ على القدريّة إن الغاوي الشقي وليس فعل الشدٌ من الشقي 
بالخبر اع كلقن فا مر قيه ززقينك دوانة ا أفرال سولية )زومر أذ علدا اه رضنا ا (ولكني 
أقول: لا يكون شىء) من أفعالنا (إلا بما شاء الله وأراد وقدّر وقضئ) أي بسبب مشيئة الله وإرادته 
وتقديره وقضائه يعنى أنَّ هذه الأمور أسباب لصدور أفعالنا عنّا حتّى أنّها لولم تكن لم نفعل (فقال: 
ارين لب كد السو اونا زعوك يزو أن الاموز المذكوزة انبينات لافعالها توا نمالا نارح 
لها (لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضئ) أنكركلام يونس أُوَّلأَ وأرشده الى الصواب ثانياً 
يحنافف 0 ليوك "١!‏ الذ الكل على المدفة وها عظلك هنريا لتقي غللته أذ قدلنها! باتجالنا لمن 


١‏ قوله «بحذف الباء السببيّة» قال يونس: «لا يكون إلا بما شاء الله تعالئ» فاستدر كه قوله وقال: «لا يكون 
إلا ما شاء الله وتكلف الشارح رحمه الله في تفسير ذلك والحق أن دخول الباء في كلام يوتشن غلط: استدركه 
الإمام له لآن الباء لا يدخل عل الفاعل إلا شاذاً سماعاً فلا يقال: جاء بزيد مكان جاء زيد وضرب بعمرو مكان 
ضرب عمرو و «ما) في قوله ماشاء الله موصولة فاعل «لا يكون» فلا ينبغي أن يدخل عليه الباء وكان الشارح 
زعم أن «ما»مصدرية فيكون معنئ قوله «بما شاء الله) بمشيئة الله وقوله «لا يكون إلا ماشاء الله أي لا يكون 
إلا مشيئة الله وقد مضئ في الصفحة 701 من المجلّد الثالث حديث «خلق الله المشيئة ثم خلق الأشياء 
بالمشيئة) ومضئ شرح ذلك وهو يدل علئ سببية المشيئة فى الجملة. (ش) 





من قبيل تعلق العلّة بالمعلول والسبب بالمسبّبء ثم أشار إلئ تفسير هذه الأمور بوجه يفيد انتفاء 
السببيّة (فقال: يا يونس تعلّم ما المشيّة) حتّئ تعلم أنّها ليست سببا!١)‏ لأفعالنا (قلت: لاء قال: هي 
الذّكر الأوّل) أي العلم الأزلي السابق علئ الإرادة المتعلق بالأشياء علئ ماهي عليه في نفس الأمر 
فهى تابعة لتلك الأشياء بمعنئ نئ أنها مطابقة لها وأنّ الأصل فى هذه المطابقة هو تلك الأشياء حتئ 
أنه لولم يتحمّق لما تعلق العلم بوجودهاء والمشيّة بهذا المعنئ ليست سبباً لهاكما أنَّ علمنا بطلوع 
0 عها (فتعلم ما الإرادة قلت: لاء قال: هي العزيمة علئ ما يشاء( '' يعنى 
ري ا ل يا ا لم0 


لس اا ا ركه سا ا 
حت أنايتدل علي قاد لم1 هد وماك أن المسيتقتيي» محلوق لجار دح لات ااا م آنة 
الواسطة الوحيدة بينه تعالى وبين سائر خلقه بحيث لا يلزم منه تفويض الله تعالئ فعله الى مخلوقه فهي أول ما 
خلق الله تعالئ قد سمّئ لوحاً أو قلماً أو عقلاً أولآ أو نور خاتم الأنبياء أو الوجود المنبسط الساري ومصحح هذه 
الإطلاقات الاعتبارات المختلفة في المخلوق الأول فباعتبار أنه الوجود المنبسط والوجود خير محض مرغوب 
فيه مشتهى بالذات والعدم والموت منفور منهما صح اطلاق المشيئة عليه وباعتبار أنه يدرك نفسه ذاتاً وجميع 
الأشياء بذاته سمئ عقلاً وذ كر كما في هذا الحديث ومثله سائر الإطلاقات ويمكن أن يكون إطلاق المشيئة عليه 
الايد د 0 و بهذا الاعتبار الذكر الأَوّل 
و تر لهي المري عار 4 يشاءء هذا الفرق الدقيق , بين المشي والإرادة غير مراعى الب كأكثر فروق اللفة ققد 
يتسامح الناس فيها والحق ماذكره ظ9 لآن الإنسان يجد في نفسه بعد سماع كلمة شاء شيئا ئأّ وبعد كلمة أراد شيئاً 
آخرء فإن «شاء» يدل علئ رغبته في شيء ورضاه به ولا يدل علئ عزم في تحصيله أو تهيؤ واستعداد له بخلاف 
أراد فكأنه ا اا اح اللو المشيئة: 0-0 
قال (قده): والارادة لس ا سس مورور عو خير أو نفع أو لذّة 
ولكن الله تعال برىء من أن نفعل 'لأجل غرضن "نعود إلا ذاتف انتهو' . 
وما فى هذا الحديث يؤيد تفسير :ؤي وأن المشيئة مقدمة علئ الإرادة فالمشيئة نظير الشوق فيناء والإرادة نظير 
لسعم .وال جما ودانه تعالل منرّه عن التجزى والتكثر وهذه المعاني متحدة حقيقة متغايرة اعتباراًكسائر 
صفاته تعالئ أو يطلق باعتبار بعض الملائكة المقرّبين إليه كما مضئ نظيره فى الصفحة ه ٠‏ من المجلّد الرابع 
كرون الذكر الأول عبد معدن متلاتفعه الغتين الموكليّن باخراء'ما أرادة والمويقة غدة الستركلين: بالاجراء 
#المدبرات أمراً». (ش) 


تأ الهسن:والقةز والامرمين الأهرية 1" 
تكون إرادته سبباً لأفعالنا (فتعلم ما القدر؟ قلت: لاء قال: هو الهندسة)(١)‏ بفتح الهاء والدّال 
وسكون النون معرّب «أندازه» أى المقدار, ثمّ نقل إلى تعيين المقدار كما أشار إليه بقوله (ووضع 
الحدود من البقاء والفناء) وغيرهماء قال الجوهرىٌ: المهندس هو الذى يقدر مجارى القَنىٌ حيث 
تحفر وهو معرّب من «الهنداز» وهي فارسيّة فصيّرت الرّاي سيناً لأنه ليس في شيء من كلامهم زاي 
بعد دال والاسم الهندسة (قال: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين) يعني إحكام الشيء 
وإقامته فى الأعيان وهو في أفعاله بمعنئ الخلق والإيجاد علئ وفق الحكمة وفي أفعالنا بمعنى 
إبرام الوا والعقات 5 علئ وجه الجزاء كما مرّ عن أبي الحسن الرَّضائية أنّة قال «ما من 
فعل يفعله العباد من خير أو شرٌ إلا وله فيه قضاءء. قال السائل: ما معنئ هذا القضاء؟ قال: الحكم 
عليهم بما يستحقّونه من الثواب والعقاب في الدّنيا والآخرة» (قال فاستأذنته أن أقبّل رأسه وقلت: 
فتحت لى شيئاً كنت عنه فى غفلة) حيث ظننت أنَّ مشيئته وإرادته وقدره وقضاءه أسباب لأفعالنا. 

١ : الأصل‎ # 

0 محمّدٌ بن إسماعيلء عن الفضل بن شاذان. عن حمّاد بن عيسى. عن إبراهيم بن عمر 
اليماني» عن أبي عبد اللهلئة: «قال إن لله خلق الخلق فعلم ماهم صائرون إليه وأمرهم ونهاهم فما 
أمرهم به من شىء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه؛ ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله.»!"أ 

* الشرح : 

(محمّد بن إسماعيل؛ عن الفضل بن شاذان» عن حمّاد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني. 
عن أبي عبد الله قال: إن الله خلق الخلق) مستعدّين للخير والشرٌ لحكم ومصالح بعضها يظهر 
لأولى الألباب وبعضها لا يعلمها إلا هو وأسرا رالقدرالّتى ورد النهيئٌ عن الغور فيها داخلة فى هذا 
البعض (فعلم ماهم صائرون إليه) من الخير والشرٌ ولكن الغرض الأصلى من خلقهم هو الخيركما 
0000 ه الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج «عن الصادق يه حين سأله الرّنديق وقال له: 
فخلق الخلق للرّحمة أم للعذاب؟ فقالييةٍ خلقهم للرّحمة وكان في علمه قبل خلقه إياهم أنَّ قوماً 


١‏ - قوله «هو الهندسة» القدر: هو المشيئة والارادة باعتبار تعلّقهما بمقادير الأشياء علئ وفق النضلعة وهوابات 
واسع يتضح للإنسان بتتبعه في الطبيعيات والتشريح أنه جعل لكل شيء قدراً بحيث لو كان علئ غير ذلك 


المقدا ر أفسد ولذلك أمر الله الإنسان بالتفكر فى الآفاق وفي أنفسهم حتئ يتبيّن لهم أنه الحق. رش 
؟-الكافي: .١08/ ١‏ 


وه 





منهم يصيرون إلى عذابه بأعمالهم الرّديّة وجحدهم له) فإن قلت: حديث هذا الكتاس حيث قال. 
فعلم بالفاء دل علئ أن علمه بذلك بعد الخلق, وحديث الاحتجاج دل علئ أنّه قبل الخلق فما 
الوجه فيه؟ 

قلت: لا شبهة في أنَّ علمه بذلك أزليئ قبل الخلق ووجه ذكره هنا بعد الخلق ليكون فيه إشعار 
في الجملة بأنَّ علمه تابعٌ للمعلوم ليندفع ما يتبادر إلئ الأذهان القاصرة من أنَّ علمه مؤْئّر فى 
الممارم وين نوهو نظن القدرك دن رافكبايه ب التكلياك أيضنا لأ فنانة عابوجا اذ اليد 
الرازي أبطل هذه الشبهة وقال: لو اجتمع جملة العقلاء لم يقدروا علئ أن يوردوا علئ هذا حرفاً إلا 
بالتزام مذهب هشام وهو أنه تعالئ لا يعلم الأشياء قبل وقوعها (وأمرهم) بالخيرات والمصالح 
(ونهاهم ) عن الشرور والقبائح (فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلئ تركه) وكذا ما 
نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى فعله. وذلك لإعطائهم القدرة الصالحة للضدَّين 
والقرّة القابلة للطرفين» وهذا مذهب جميع العقلاء عدا الأشاعرة فإِنّهم قالوا: القدرة غير صالحة 
للضدَّين وهذا باطلٌ بالضرورة لأنَّ القادر هو الذي إن شاء أن يفعل فعل وإن شاء أن يترك ترك؛ فلو 
فرضنا قدرة أنحصر تعلّقها بأحد الطرفين فقط دون الآخرلم يكن الموصوف بها قادراً (ولا يكونون 
آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله) أى بتوفيقه لمن أقبل وعدمه لمن أدبر أو بعدم إحداثه مانعاً من 
الأخذ والتركء أو بخلق القدرة عليهماء أو بعلمه بهماء أو بتخليته, ويؤيّد الأخيرين ما رواه الشيخ 
الطبرسي فى كتاب الاحتجاج عن علي بن محمد العسكري 4ه «أنَّ أبا الحسن موسى ليه قال: أن 
لله خلق الخلق فعلم ماهم صائرونء فأمرهم ونهاهم, فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل 
إلى الأخذ به وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلئ تركه. ولا يكونون آخذين ولا 
تاركين إلا بإذنه. وما جبّر الله أحداً على معصية بل اختبرهم كما قال: #ليبلوكم أيكم أحسِنٌ 
عملا» قوله 4# «ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلا بأذنه» أي بتخليته وعلمه. انتهئ أقول: هذا 
التفسير أعني تفسير الإذن بالتخلية والعلم يحتمل أن يكون من العسكريءظة وأن يكون من 
الشيخ لي وفيه دلالة علئ أنَّ أفعالهم بقدرتهم واختيارهم وأنَّ علمه الأزلى بها لا يستدعي أن لا 
بكون لهم قدرة واختيار فيها إذ علمه متعلّق بكلّ ما يوجد في نفس الأمر وممّا يوجد فيها أفعالهم 
وهو لا يوجب شيئاً عليهم. 

الاصل : 


أت الجن والقدن والأمرنيق الأمرين ف 

1 «علنٌ بن إبراهيم» عن محمد بن عيسىء» عن يونس بن عبد الرحمّن» عن حفص بن فرط. 
عن أبى عبد الله اي قال: قال رسول اللهيللة: مَن زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على 
الله ومن زعم أنّ الخير والشرّ بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ومّن زعم أن المعاصي 
بغير قرّة الله فقد كذب على الله ومَن كذب على الله أدخله الله النار» )١7‏ 

* الشرح : 

(علونٌ بن إبراهيم» عن محمد بن عيسى» عن يونس بن عبد الرّحمن» عن حفص ابن قرط ) بضمٌ 
القاف. قيل: هو النخعى الكوفي, ذكره الشيخ فى كتاب الوّجالٍ في أصحاب الصادق ة (عن أبي 
عبد اللهية قال: قال رسول الله ي: مَن زعم أنَّ الله يأمر بالسوء والفحشاء) كالجبريّة حيث زعموا 
أن الله يأمر بهما ويريدهما من العباد (فقد كذب على الله) فى قوله «قل إِنَّ الله لا يأمر بالفحشاء» 
وفي غير ذلك من الآيات الدَّالّة على تنرّه قدس الحقٌّ عنه فق عله أن اللخيرنوالك ينغن مفنة 
اله) أي بغير علمه الأزلى بهما إذ قد عرفت أن المشيّة هي الذكر الأرّل أو بغير إرادته فعل الخير 
وترك الشرء ففيه علئ الأرّل: رد علئ مَن زعم أنه تعالئ لا يعلمها إلا بعد وجودهماء وعلئ الثاني: 
رد علئ القائلين بعدم إرادته وأمره ونهيه وتصرّفه وتدبيره فى أمر خلقه (فقد أخرج الله من 
سلطانه) إذ القول بعدم علمه أزلا بالكائنات وعدم جريان حكمه علئ العباد مناف لسلطانه على 
جميع الممكنات (ومّن زعم أنَّ المعاصي بغير قوّة الله) الّتى خلقها في العباد يقدرون بها على 
الفعل والترك (فقد كذب على الله فيما أنزله من الآيات الدَالَة على أنَّ معاصي العباد مستندة إليهم 
(ومّن كذب على الله أدخله النار) قد أبطل يليه مذهب الجبر والتفويض وأثبت أن له تعالك سلطنة 
علئ العباد بالإحاطة والأمر والنهي. وأنَّ للعبد قرّة على الخير والشرٌ وهذا أمر متوسّط بين الأمرين. 

* الاصل : 

-اعدّة من أصحابناء عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى» عن إسماعيل بن جابر 
قال: كان في مسجد المدينة رجلٌ يتكلم فى القدر والناس مجتمعون. قال: فقلت: يا هذا؟ أسألك؟ 
قال: سل قلت: يكون في ملك الله تبارك وتعالئ مالا يريد؟ قال: فأطرق طويلاً ثم رفع رأسه إلر 
فمال[لى]: ياهذا لئن قلت: إِنّهِ يكون فى ملكه مالا يريد إِنّه لمقهور, ولئن قلت: لا يكون فى ملكه إلا 
ما يريد أقررت لك بالمعاصيء قال: فقلت لأبي عبد الله سألت هذا القدريّ فكان من جوابه كذا 





. 8/١ -الكافي:‎ ١ 


” شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
ركد قفا ل اليه يقلن ااال قان شوو عانقا ل البلاك 7 

الشرح : 

(عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن أبى عبد الله عن عثمان بن عيسىء, عن إسماعيل بن جابر 
قال: كان في مسجد المدينة رجلٌ يتكلم في القدر والناس مجتمعون, سُئل أمير المؤمنينلة عن 
القدر فقال: طريقٌ مظلمٌ فلا تسلكوه. وبحدٌ عميقٌ فلا تلجّوه. وسرٌ الله فلا تتكلفوه. قال بعض 
العلماء: معنئ القدر ههنا: مالا نهاية له من معلومات الله تعالئ فإِنّه لا طريق لنا إليه ولا إلى 
مقدوراته؛ وقال بعضهم: هو ما يكون مكتوباً في اللوح المحفوظ وليس لنا علم بتفصيله فليس لنا 
أن نتكلّفه. وقال بعضهم: هو تقدير الأشياء كلها أوّل مدّة وليس لنا مرعفة بكمّيته وكيفيّته وتفصيله 
فلا يجوز لنا التكلّم به. وقال بعضهم: هذه المناهي الثلاث لمن سأله عن القدر وكأنهظة نهئ ذلك 
المخاطب عن طريق معرفة قضاء الله وقدره ونهئ كل مَن يكون في منزله ذلك السائل أن يتكلم في 
ذلك. فأمًا أهل العلم والمحمّقون فلاء وعلئ تقدير العموم يقال: المراد نهى المجادلة والمخاصمة 
والزوع. . 

أقول: الحنٌّ هو العموم وأنّه لا يجوز لنا التكلّم إلا بما عرفناه أئمتناغيه وبما سمعنا عن مخالفينا 
من معناه مالا يخالف العقل والنقل فإنَّ التكلّم به حينئذٍ على وجه تحقيق الحنٌّ والإرشاد لثلا يضلّ 
قوم بعد آخرين جائز لمن أحكم دينه وأبرم يقينه مع كمال الاحتياط لثئلّا ينسب إلئ الله تعالئ ماهو 
مندّه عنه (قال: فقلت: يا هذا) الخطاب بهذا للاستهانة والاستخفاف (أسألك) استفهام بحسب 
المعنئ (قال: سلء قلت: يكون في ملك الله مالا يريد) كأنّ الرّجل من أهل التفويض إذ هذا السؤال 
بحالهم أنسب وفي إلزامهم أقرب (قال: فأطرق طويلاً) أى أرخئ رأسه وجفونه إلن الأرض زماناً 
طويلاً (ثم رفع رأسه إلىَ فقال: يا هذا لئن قلت: إِنّه يكون في ملكه مالا يريد أنة لمقهور) أي قلت 
نه لمقهور. ويحتمل أن يكون هنا تقديمٌ وتأخير, أي يا هذا إِنه لمقهور لشن قلت. فإن قلت: 
المقهوريّة إِنّما تلزم لو أراد عدم وجود شيء وأوجده الخلق, لا ما إذا لم يرد وجوده. قلت: لعل 
المراد بما لا يريد إرادة العدم لاا عدم الإرادة» واستعمال مثل هذه العبارة فى هذا المعنئ شائع. 
وعلئ تقدير أن يكون المراد عدم الإرادة لزمت المقهوريّة أيضاً لأنَّ الحكمة بعد إعطائهم الوجود 
والقوّة القابلة للخير والشرٌ تفتضي أن يريد منهم الفعل والترك فإذا لم يرد فذلك إِمّا التقديرين لزم أن 


.108/ ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 58 
يكون مقهوراً (ولئن قلت لا يكون في ملكه إلا ما يريد أقررت لك بالمعاصي ) أي بأنّه يريد 
المعاصى كما هو مذهب الجبريّة فإنْهم يقولون: هويريد جميع الكائنات حتئ المعاصى والقبائح 
لأنه غالتها وخالق الشىء بلا إكراه مريدٌ له بالضرورة إذ الصفة المرجّحة لأحد المقدورين هي 
الارادة (قال: فقلت لقي اللهلة: سألت هذا القدرى فكان من جوابه كذا وكذا فقال لنفسه نظر) 
أي تأمّل واحتاط لنفسه لئلاً يقع في الهلكة بنسبة مالا يليق بالباري إليه (أما لو قال غير ما قال 
لهلك) يعني لو قال ما يوافق مذهبه ولم يتوف فيه لهلك بكفره هلاكاً أبديّاً. فإن قلت: أي الأمرين 
هو الحلٌ؟ تلك الك أنه لا يكون فى ملكه إلا ما يريد لما مرّ عن الصادق ىه أنه قال: ولا يكون 
شيء في الأرض ولافي السماء إلا بالخصال السبع» وعد منها الارادة ولكن إرادته المتعلّقة بأفعال 
نفسه هى إيجادهاء وبالطاعات هى إرادة وجودها والأمر بها علئ سبيل التخيير وبالمناهى هى 
قله عاد هيار لأموون كوا :وبالتدد ناخد لل نحن الا وزراااكيين ريوا فى لقال والتر قزق كن 
آأقاً شير زالاقة يما لتويك عليه منتيدا ركلام الأضحات الأخبابوالأخبار المزوقة تعن الأئمة 
الأطهار. 

2 الأصل : 

8 - محمد بن يحبى؛ عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان» عن أبي طالب القمّيء عن رجل 
عن أبي عبد اللهيِةِ قال: قلت أجبر الله العباد علئ المعاصي؟ 5 5 الأمر؟ 
قال: لاء قال: قلت: فماذا؟ قال: لط من ربك بين ذلك» )١7‏ 

* الشرح : 

(محمد بن يحيئ, عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان؛ عن أبي طالب القمّىي» عن رجل» عن 
أبي عبد الله ئه قال: قلت أجبر الله العباد علئ المعاصى؟ ) همزة 0 للاستفهام أو للافعال وهو 
علئ الأرّل إنشاء لفظاً ومعنئ؛ وعلئ الثاني معنئ فقطّ (قال: لا) إذ لو تحمّق الجبرلورد مع المفاسد 
المذكورة سابقاً أنّه لا معنئ لتمئّى العاصى حين يرئ العذاب معاينة» #لو أنَّ لى كدّة فأكون من 
المحسنين» إذ لا وجه لهذا التمّى علئ هذا التقدير فإلّة لا يعلم ما يفعل الله به بعد الكدّة, فلعلّه 
بفعل به ما فعل به أوَّلاً (قلت: ففرّض إليهم الأمر) بحيث لا يكون لنواهيه وأوامره وبواعثه 
وزواجره وتوفيقه وإحسانه وتسديده وخذلانه مدخلٌ فيه؟ (قال: لا) لما فيه من إخراج القادر 





5 الكافي:‎ ١ 


فى شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
المطلق عن سلطانه ونسبة العجز الظاهر إلئ من لا يدخل النقص فى شأنه (قلت فماذا) يكون بين 
لعجيو والتتو يعن 4 :(قال:الطفة مو ريك وين .ذلك )اللطف: ا ينوب العبد إل الطاعة وريقده عن 
المعصية بحيث لا يؤْدّي إلئ الإلجاء! ''» وهو يطلق تارة علئ الأمر والنهى كما بظهر ذلك من بعض 
الأبعاديق الآتية» وتارة علئ اعتبار المصالح الكليّة والحجزقية فى مراروهاء وتارة علئ القرّة التي لها 
سبيل إل الفعل والثرك كما دلّ عليه الحديث الآني: ونارة عليئ التوفيق والإعائة علئ التخيرات: 
ووه ذه بطل ماقي ة اله لمعتل بوالااطافضة ١!‏ دومعو ا لنت خرن الله مويق ا وا 





١‏ - قوله دلا يؤدي إلى الالجاءة لأن الإلجاء يباين التكليف ومعنئ الإلجاء أن يجعل الأوضاع والأحوال بحيث لا 
يمكن أن يفعل المكلف إلا الخير ويمتنع من الشر قهراً فإن قيل: إن تعوفته أمورا لوكاننك موجورةة كانت موعيرة 
اعونت الناس الا الطاعة و لعبيت امرجوة؟. قلنا لا نسلّم ذلك بل كل شيء يتوهم من ذلك أما أن يكون غير ممكن 
أو غير مؤثر في تقريب الناس إلئ الطاعة واقعاً وإن ظنناه أو موجب للإلجاء وأكثر ما يتوهّمه الناس من القسم 
الثالث فإن قيل: لا يمكن إثبات شيء باللطف علئ ماذكرت إذ كل ما يدعي أنه لطف مقرب يحتمل فيه تلك 
الاحتمالات» قلنا جميع ما أثبتناه بقاعدة اللطف فى علم الكلام مما علمنا إمكانه وتقريبه إلئ الطاعة وعدم كونه 
موجباً للإلجاء وعلئ المخالف أن يرينا موردا تخلفنا فيه عن ذلك والحاصل أنه إذا علم الله تعالئ أن زيداً مثلاً 
جد ا لحر كنا و له البق وبلق اللمتاج رو ن علم أنه ينتبه بهلاك ماله يهلكه أو بزيادته يزيده أو بمرضه 
يمرضه أو بشفائه يشفيه وأن علم لا بهتدي بشيء يخليه ويخذله نعوذ بالله من الخذلان وأما إذا علم أنه لا يمتنع 

عن الفسق والفساد إلا بأن لا يتهيأ له أسبابهما لم يلجئه بذلك (ش). 
"0 - قوله «المعتزلة واللإمامية» وجوب اللطف في مذهبنا مما لا ريب فيه ولم يخالف فيه أحد من يعتد بقوله ولا 

عبرة بخلاف بعض المعاصرين ممن لا إلمام لهم بالمسائل الاعتقادية ولا تمرن في الأحكام العقلية قال بعضهم 
في حاشيته علئ الكفاية عند بيان الإجماع المنقول: أن القاعدة باطلة يعني قاعدة اللطف لمنع وجوب اللطف 
عقلاًأكما نشاهد عدم تحقق اللطف في كثير من الموارد وإلا للزم عدم فعل اللطف الواجب عل الله أو المعصوم 
تعالئ الله وأوليائه عن ذلك انتهئ؛ وخلافه في هذة المسألة نظير مخالفة من لا يعرف النحو في نصب الفاعل 
ورفع المفعول والأصل فيه أنكثيراً من علمائنا تمشكوا : فى الاجماع بقاعدة اللطف والااخباريرن وحجية الإجماع 
وتجاوز من لا يعرف فأنكر القاعدة وذكرنا شيئاً من ذلك في حاشية الوافي (باب صلاة الجمعة الصفحة 10) 
ومن أوهامهم الفاسدة أن العلم باتفاق الكل إجمالاً متوقف علئ تتبع أقوال واحد واحد من العلماء تفصيلاً 
وجوابه عدم التوقف كما أن العلم بالكبرئ أجمالاً في مثل المتغيّر حادث لا يتوقف علئ : تتبع كل متغيّر ومنها أن 
الم تود الماع لي المججيا تفي مود را نا عدم لتقا عن د سنن قاطن ١١‏ املق باعي 
مبتخح من العلم ال اجماتي دون العكس. ومنها توهمهم عدم إمكان الاإطلاع علئ قول جميع العلماء. والجواب 
أن الاطلاع علئ قول الجميع حاصل غالباً والوقوع علامة الإمكان كما نعلم أن جميع النحاة متفقون علئ رفع 
الفاعل مع إنا لا نعرف عشرين نحويَا ونعلم اتفاق النصارئ علئ تعظيم يوم الأحد وذلك لأن اتفاق من نعرفهم 
دليل علئ اتفاق من لا نعرفهم إذ العادة جارية بأنه لو كان بينهم خلاف لظهر بين من نعرفهم وهذا أمر مبني على 


اك التكين والقةان والأمردنين الامرين ١‏ 
عليه بأنَّ اللطف بحصل به غرض المكلف فيكون واجباً وإلا لزم نقص الغرض. بيان الملازمة أنَّ 
المكلّف إذا علم أنَّ المكلّف لا يطيع إلا بالأطف فل و كلفه من دونه كان ناقضاً لغرضه. كمن دعا غيره 
إلئ طعامه وهو يعلم أنه لا يجيبه إلا أن يستعمل معه نوعاً من التأذّب فإذا لم يفعل الدَّاعي ذلك 
النوع من التأدّب كان ناقضاً لغرضه. 

الاصل : 

9 :علي بن إبراهيم؛ عن محمد بن عيسى. عن يونس بن عبد الرّحمنء عن غير واحد, عن أبي 
جعفر وأبي عبد الله له قالا: إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على النوب : ثم يعذّبهم عليها. 
لاد اع يات لاد كر او فشتلال هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم 
أوسع مما بين السماء والأرض» )١(‏ 

* الشرح : 

(علييٌ بن إبراهيم؛ عن محمّد بن عيسى؛ عن يونس بن عبد الرّحمن» عن غير واحد. عن أبي 
جعفر وأبي عبد اللهل8 قال إن لله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه علئ الذّنوبٍ ؛ ثم يعذّبهم 
عليها) فيه رد علئ الجبريّة فإِنْهم ذهبوا إلى أنْه تعالئ لا يعذّبٍ العباد إلا على مالم يفعلوه ولا 
يعاقبهم إلا على مالم يضعوه. فإنّه يوجد فيهم الكفر والسبٌ له تعالئ ولرسوله والإعراض عن 
الطاعات وإنكار المعاد, ثمَّ يعذّبهم على ذلك ولا بخفئ علئ العاقل أنَّ هذا من أشدّ أنواع الظلم 
وأبلغ أصناف الجور تعالئ الله عن ذلك علوًاً كبيراً (والله أعرٌ من أن يريد أمراً فلا يكون) الظاهر أنَّ 
ضمير يكون راجعاً إلى الأمر والمعنئ والله أعلم أن الله أعرٌ وأقدر من أن يريد من العباد أمراً إرادة 
حتم فلا يكون ذلك الأمر, وقد أراد من آدم كم النفس عن الأكل من الشجرة. ومن إبليس السجود 
لآدم؛ ومن الكافر الإيمان» ومن العصاة ترك المعاصيء ولم يقع المراد في هذه الصور فعلم أن 
إرادته ليست إرادة حتميّة جبريّة بل هى إرادة تخييريّة تكليفيّة. 

فيه أيفا ر؟ لزن التحيزية إلا أتوى الا الوا إرادقة بشعييةة الوا ةمزا الله زالرة قن سا6 تور 
هو أضداد الأمورالمذكورة وهي الأكل وترك السجود والكفر والمعاصيء ولا يخفئ قبح هذا القول 
وشناعته. وَإِنّما قلنا الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون ضميره راجعاً إل الارادة المفهومة من يريد. 





- القرائ ثن الخاصة في كل مورد يحصل لنا اليقين وقد ذكرنا شيئاً في ذلك في المجلّد الثاني رش 
١-الكافي: .١109 / ١‏ 





والمعنئ ‏ والله أعلم ‏ أن الله أعرٌ من أن يريد أمراً فلا يكون إرادة ذلك الأمر ويكون إرادة خلافه. 
وفيه حينئذٍ رذ علئ مَّن قال من المفوّضة إِنّه تعالى فرّض قبول أمره إلى العباد. بمعنئ أنّهم إن قبلوا 
أمره فهو مرادٌ له ويثيبهم وإن لم يقبلوه بأن فعلوا خلافه فما فعلوه مرادٌ له ويعاقبهم. وسنذكر عن 
مولانا أبي الحسن علئ بن محمّد العسكري 880 ما يدل علئ بطلان التفويض بهذا المعنئ» ومن 
السخائب الهم يقر لزة: راد التعيطاذ لاسر لها ]ناد المسيرن فدل بانس رق كما ترقيه تيدان 
يأتى فى باب ما أمر النبرئ ييه بالنصيحة لأئمة المسلمين «قدريٌ يقول: لا يكون ماشاء الله ويكون 
ماساة؟] الس ني الاريك (قال: فسئلا هل بين الجبر والقدر) يعني التفويض وقد عرفت أنَّ القدر 
بطلق علئ التفويض أيضاً (منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء والأرض) الغرض من 
تشبيه هذه المنزلة المعقولة بالمنزل المحسوس وتفضيلها عليه هو الاإيضاح والمبالغة فى سعتهاء 
وسرٌ ذلك أنه تعالئ لما علم من الخلق صنفين من الفعل وهما الخير والشرٌ ركب فيهم آلتهما 
المؤثّرة الّتى هى القدرة ولم يخلق فيهم آلة الخير فقط وإلا لكانوا مجبورين في الخير والشرّ وإذاكان 
فيهم آلتهما كانوا قادرين عليهماء وإذا كانوا قادرين اقتضت الحكمة حصرهم وتعبّدهم بإرسال 
اسل وتقرير الشرائع وتوبجه الأوامر والنواهي ثم تداركهم بعد ذلك عند كلّ فعل وترك بالألطاف 
والعنايات والتدبيرات والاختيارات التى يشاهد بضعها فى نفسه بعض العارفين وهذه منزلة 
عر" وسيعة طويلة لا يعلم امطارها ونهاياتها وخلودها وغاياتها إلا الرّاسخون في العلم, 


١‏ - قوله «منزلة عريضة» توهم التناقض بين القضاء ء اللازم واختيار الإنسان أوجب توهم نفي الواسطة» والتحقيق 
أنه لا واسطة بين النفي والإثبات لا بين كل مفهومين متخالفين ولا ريب أن الجبر والاختيار متناقضان لا واسطة 
بينهما ولكن ليس الجبر مرادفاً للقضاء إل القفاء بمعنئ علم الله تعالئ بما يقع ويمكن أن يعلم وقوع الفعل 
اختياراً والحاصل أنه تعالئ جعل لكل شىء م وعلّة كالشمس للاضاءة والنار للإحراق» قاذ علم أن الشىء 
الفلاني يحترق فلابد أن يحترق في الوقت الذي تعلّق علمه به بالنار التي جعلها علّة له ولا يوجب ذلك أن يحترق 
بغير نار ويسلب العليّة عن النار وكذلك إذا علم أن فلاناً يموت بمرض جعله سبباً لموته لا يوجب أن يموت بغير 
ذلك المرض واذا علم أن فلاناً يصير غنياً بكسب وتجارة أو بدعاء مثلاً لا يوجب أن يغني بغير ذلك السبب فلا 
يجوز لمن علم بخير المخبر الصادق أنه يصير غنياً أن يترك الكسب والدعاء فكما علم الله وقوع المسبب علم 
وقوعه بذلك السبب بعينه وإذا علم أنه يدعو ويكسب ويتجر باختياره لا يوجب ذلك أن يصدر عنه بغير اخقياره» 
يعي كاري اجاك ا العا رار د وى امي الا لحت لوا 031 

تغيير القضاء بل هو من القضاء الأول كما أشرنا إليه فيما سبق ولا يلزم منه القول بالبداء الباطل ولا يوجب القول 
اما الإلهى ترك السعى والكسب والبطالة كما يتوهم.(ش) 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 5 


وسيجىء لهذا زيادة توضيح فى الرّابع من هذا الحديث. 

* الاصل : 

٠‏ «علَئٌ بن إبراهيم» عن محمّد بن عيسى عن يونس إبن عبد الرّحمن] عن صالح بن سهيل» 
عن بعض أصحابه. عن أبى عبد اللههة قال: سُئل الجبر والقدر فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة 
بينهما فيها الحنٌّ التي بينهما لا يعلمها إلا العالم أو من علّمها إيَاه العالم» "١7‏ . 

* الشرح : 

علييٌ بن إبراهيم؛ عن محمّد بن عيسى» عن يونس عن صالح بن سهل, عن بعض أصحابناء عن 
أبي عبد اللهعّةٍ قال: سئل عن الجبر والقدر فقال: لاا 2 ولا قدر) إذ الأول يوجب نسبة الجور 
والظلم إليه تعالئ, والثاني يوجب نسبة العجز والضعف إليه (ولكن منزلة بينهما فيها الحقٌ) تقَدّم 
الظرف للحصر (التى بينهما لا يعلمها إلا العالم أو من علّمها أيّاه العالم) الذي استفدنا من 
أخبارهم ليك هو أن للعبد قدرة مؤثّرة في الفعل والترك؛ وأنه مكلّف بالأمر والنهي, وأنَّ عليه رقيباً 
عند كلّ مأمور به ومنهىٌ عنّه يرغبه ويزجره ويعينه ويدبّره وأنّ جميع ذلك لا يبلغ إلئ حدّ الإجبار 
بل هو يفعل ويترك بالاختيار والجبريّة لمّا أنكروا القدرة المؤثرة أنكروا جميع ذلك ونسبوا جميع 
الأفعال إليه تعالئ فوقعوا في طرف الإفراط ونسبوا إليه الظلم والجور, تعالئ عمّا بقول الظالمون. 
والمفوّضة وإن أقرّوا بالقرّة المؤثرة والتكليف بالأمر والنهى لكن لما أنكروا التدبير وقالوا بأنّه تعالى 
فوّض قبول أمره ونهيه إلئ العباد بالمعنئ المذكور أبطلوا الأمر والنهي أيضاً وألزموا عليه سبحانه 
قبول كلّ ماعلموا من خير وشرٌ فوقعوا في جانب التفريط ونسبوا العجز والضعف إليه تعالئ عمًا 
فرك البتك بون وتعن تراه الله لا نكن المطر فته أخجدنابالوسط وين الامورو أوساطها. 

# الأصل : 

١‏ -«علئٌ بن إبراهيم؛ عن محمد عن يونس» عن عدّةء عن أبي عبد الله.#ة قال: فال له رجل: 
جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصى؟ فقال: الله أعدلٌ من أن يجبرهم على المعاصي ثم 
يعذّبهم عليها. فقال له: جعلت فداك ففوّض الله إلى العباد؟ قال: فقال: لو فوّض ! يهم لم يحصرهم 
بالأمر والنهي؛ فقال له: ججعلت فداك فبينهما منزلة» قال: فقال: نعم أوسع مابين السماء 


والأرض». 0 





.169 / ١ ؟ -الكافى:‎ .١109 /١ :يفاكلا-١‎ 


شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





الشرح : 

(علئٌ بن إبراهيم؛ عن محمّد. عن يونسء عن عدّة عن أبى عبد اللْهئية قال: قال له رجلّ: 
ججعلت فداك أجبر الله العباد علئ المعاصي؟ قال الله أعدل من أن يجبرهم علئ المعاصي ثم 
يعذّبهم عليها) لا يخفئ شناعة القول بأله تعالئ يقتل الأنبياء والشهداء ثم عدب قاتليهم وهل هذا 
الجوصاواك مسرم كي رات الكل عالت دن اوراز الك لني در 
عافل إلئ البعاقة والجهالة»:ولما أورد هذا علئ الجبريّة قال , بعضهم: يعذبهم بكسبهم. وفيه أنه إن 
أراد بالكسب كونهم فاعلين لأفعالهم فنعم الوفاق. وإن أراد مجدّد المحلية فالقبح بحاله وإن أراد 
معنئ آخر فهو أعلم به. 

وقال المازرى: الله سبحانه ملك ولا يسأل الملك عمًا يفعل. وفيه أنَّ هذا اعتراف بورود السؤال 
إلا أن أحداً لا بقدرعليه. وقال الآبي: قتل الشهداء والسرقة والرّناإذا صدرت منه تعالئ ليست بظلم 
لأنْه تصرّف في ملكه. وفيه أنَّ هذا سفسطة وقال السمعاني: سبيل معرفة هذا الباب التوقيف لا 
المياس والنظرة» ومّن عدل فيه عن التوقيف ضلَّ وحار ولم يصل الئ ما يطمئررٌ به القلوب. وفيه أن 
التوقيف الإلهى فى القرآن العزيز وقع بتنزّه قدس الحقٌّ عن أمثال هذه القبائح ونسبتها إلئ العباد مع 
أنَ أصل الإيراد باق (فقال له: ججعلت فداك ففرّض الله إلى العباد) بإقدارهم وترك التدبير في 
أمورهم وحوالته إليهم (قال: فقال: لو فوّض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهي ) الحصر في اللّغة: 
الحبس والمنعء وفيه دلالة علئ أنَّ الأمر بين الأمرين ١7‏ هو الأمر والنهي ولا ينبغي أن ينكر ذلك 


١‏ قوله «وقيه دلالة علئ أن الأمر بين الأمرين» يمكن المناقشة فى دلالة هذا الحديث من جهة أن القياس 
الاستثنائي ينتج من رفع التالي رفع المقدّم ومن وضع المقدّم وضع التالي إذاكان التالي لازماً للمقدّم. ولا ينتج 
من رفع المقدّم رفع التالى ولا من وضع التالى وضع المقدّم؛ ولا نسلّم هناكون التالي لازماً إذ يتصور أن يأمرهم 
وينهاهم غير تفويض كما يجيء في كلام الشارح إن شاء الله ولذلك لم ينكر المفوّضة وجود الأمر والنهي ولكن 
يدل عليه ما بتي من رواية الاحتجاج عن أبي الحسن على بن محمد العسكري 88 فإنه صرّح بأن التفويض 

بمعنئ عدم الأمر والنهى وأن الذي يعترف بالتكاليف الإلهيّة وإثبات الثواب والعقاب علئ الامتثال والعصيان 
فهو ليس بمفرّض فيرجع بناء علئ هذا الحديث التفويض إلئ تفويض التشريع وجعل الأحكام لا إل تفويض 
التكوين وهو خلاف المعلوم من مذهب المفوّضة وهم المعتزلة وكتبهم دائرة مشهورة وآرائهم منقولة متواترة» 
والحق أن رواية الاحتجاج مرسلة لاحجة فيها فيما يحتج فيه بخبر الواحد فكيف في مثل هذه المسائل فرد معناء 
إل أهله أولئ والحاصل أنه لا يكفي : فى الخروج عن التفويض الالتزام بالتكاليف ولا يثبت به معنئ الامر بين 
الأمرين ويأتى فى ذيل الرواية ما يؤيد المقصود (ش). 








باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ١‏ 


باعتبار أنَّ الجبريّة والمفرّضة وهم الأشاعرة والمعتزلة قائلون بالأمر والنهي. لإِنا قد ذكرنا أنه 
يلزمهم إنكارهما وإن لم يقولوا به صريحاًء وقد فسّر الصدوق في كتاب التوحيد فى باب أسماء الله 





تعالى فى معنئ الجبّار؛ وصاحب العدَّة: الأمر بين الأمرين في قول مولانا الصادقنية ولا جبر ولا 


تفويض بل أمر بين أمرين» بالأمر والنهى حيث قالا: عنى بذلك أن الله لم يجبر عباده على 
المعاصي ولم يفوّض إليهم أمر الدّين حتّئ يقولوا بآرائهم ومقايسيهم. فإنّه عر وجل قد حدٌ 
ووصف وشرّع وفرض وسنّ وأكمل لهم الدّين فلا تفويض مع التحديد والتوصيف. إلا أنّه ليس في 


ظ كلام الصدوق «فلا تفويض إلى آخره» ويمكن أن يراد بالأمر والنهى ما , يعد الألطاف الإلهيّة 
ظ الماك زاك اه وإليه ميل بعض الأفاضل حيث قال: المراد هنا فعل أو ترك منه تعالئ يعلم 
جل شآنه أنه فضي إلئ صدور فعل عن العبد اختيارا ولولاء لم يصدر. والمراد بالنهي فعل أو ترك 
عفة تال يعلم أنه فضي إلى صد ور ترك عن العبد اختياراً ولولاء لم يصدر. والمتعررة اذ ومن 
إليهم لم يكن بيده أزمّة الأمور, واللزم باطل. وقال بعض العلماء: المراد أنَّ الحكمة التى اقتضت 


حصرهم بالأمر والنهى تتأ عن التفويض وهو قول المعتزلة حيث قالوا: العباد ما شاؤوا صنعوا 
(فقال له: ججعلت فداك فبينهما منزلة؟ قال: فقال: نعم أوسع مابين السماء والأرض) ولعلّ تلك 


المنولة دن التديس "١١‏ بالأمن والقيى كما أقيرنا اليه 





2 الأصل : 


١‏ -«محمد بن أبى عبد الله وغيره. عن سهل بن زيادة. عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: 


فلت لأبي الحسن الرَضاطِيَة. إنّ بعض أصحابنا يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة قال: فقال 


لي: اكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ قال علي بن الحسين: قال الله عر وجلّ: يا ابن آدم بمشيئتي 
كنت أنت الذي تشاء وبقوّتي أدَّيت إليّ فرائضي وبنعمتي قويت علئ معصيتي؛ جعلتك سميعاً. 


| بصيراًء ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسكء وذلك أنّى أولئ بحسناتك 


منك وأنت أولئ بسيّئاتك منّيء وذلك أنَي لا أسأل عمًا أفعل وهم يسألون؛ قد نظمت لك كلّ 


١‏ 8 با ا حص سوم متو 21 ار يس ل او 
(ش) 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
)01( 





شيء تريد». 

» التشبرح : 

(محمد بن أبى عبد الله؛ وغيره» عن سهل بن زياد. عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر قال: قلت 
لأبي الحسن الرّضاله: إِنَّ بعض أصحابنا يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة) علئ الفعل 
والترك وقد يقال: المراد بالاستطاعة هنا ما عليه المفوّضة والجواب بثبوت الواسطة (قال: فقال لى: 
أكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم قال علي بن الحسين قال الله تعالئ: يا ابن آدم) ذكر الصد وق ذلك 
هذا الحديث بعينه في كتاب العيون وفيه «فقال لي: أكتب. قال الله تعالئ: يا ابن آدم بمشيئتي كنت 
أنت الذي تشاء وبقوّتى أذَّيت إلى فرائضيء وبنعمتي قويت على معصيتي. جعلتك سميعا 
بصيراًء ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك. وذلك أنّي أولئ بحسناتك 
منك وأنت أولئ بسيّئاتك مئيء إِنّْي لا أسئل أسأل عمًا أفعل وهم يسألونء قد نظمت لك كل 
شىء تريد) إذ فيه دلالة علئ نفى الجبر والتفويض وثبوت الواسطة لتضمّنه علئ إرادة العبد 
وقدرته والتعطانه وقان تدبيره رلظنه رإغانته ون آرت ؤاذة ترضبيم فارج لل ماد كزناة من 
شرح هذا الحديث في باب المشيئة والاورادة. 

*: الاصل : 

كن «محمّد بن أبي عبد الله عن حسين بن محمّد؛ عن محمّد بن يحيئ. عمّن حدّئه عن أبي 
عبد الثهئة قال: لا جبر ولا تفويض ولكن أمد بين أمرين قال: قلت: وما أمر بين أمرين؟ قال: مثل 
ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصيّة فليس حيث لم يقبل 
منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية».(") 

*: الشرح : 

(محمّد بن أبى عبد الله عن حسين بن محمّد عن محمّد بن يحيئ؛ عمّن حدّثه عن أبي عبد 
الثهلة قال: لا جبر) علئ العباد حتّئ لا يكون لهم قدرة علئ أفعالهم أصلاً (ولا تفويض) حتّى 
يكون أفعالهم بقدرتهم ولا يكون لهم زاجر أصلاً (ولكن أمر بين أمرين؛ قال: قلت: وما أمر بين 
أمرين ؟ 
قال: مثل ذلك رجل رأيته علئ معصيته فنهيته ) عنها (فلم ينته فتركته) بحاله وما زجرته عنها 


.11١ / ١ ؟_الكافي:‎ .١1609 /١ :ىفاكلا-١‎ 


باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ينا 


جبراً وقهراً (ففعل تلك المعصية) بقدرته واختياره (فليس حيث لم يقبل منك فتركته) مع 
قدرتك )١(‏ علئ زجره عنها جبراً (كنت أنت الذي أمرته بالمعصية) أى ججبّرته عليهاء أطلق الأمر 
علئ الجبر مجازاً فكما أَنك لمّا منتعته منها بالزّواجر والنصائح ما فوّضت الأمر إليه ولمّا رأيته أنه 
يفعلها فتركته وما منعته منعاً يوجب تركه ما أجبرته عليهاء كذلك صنع الله بالنسبة إلئ أفعال العباد 
فهذا أمر بين أمرين» ولعلّ التفسير المنقول سابقاً عن الصدوق وصاحب العدَّة راجع إلى هذاء وقال 
الصدوق في كتاب عيون أخبار الوَضَاطظَة: : «حدّئنا تميم بن عبد الله بن 7 تميم القرشي ته قال: حدّثنا 
أبي عن أحمد بن علئٌ الأنصاري. عن زيد بن عمير ابن معاوية الشامي قال: دخلت علئ على بن 
موس الرّضاءقة بمرو فقلت. يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد 2 أنه قال: ولا 
جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين» مامعناه: قال: مَن زعم أنَّ الله تعالئ يفعل أفعالنا ثم يعذِينا 
عليها فقد قال بالجبر؛ ومن زعم أنَ لله تعالى فوّض أفعال الخلق والرّزق إلى حججه بيه فقد قال 
بالتفويض؛ القائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك؛ فقلت: يا ابن رسول الله فما أمر بين 
أمرين فقال: وجود السبيل الى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه ‏ الحديث». 

وقال الشيخ الطبرسيمٌ في كتاب الاحتجاج!' وممًا أجاب به أبو الحسن علي بن محمّد 
العسكري نيه في رسالته إلئ أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال: «الجبر 
والتفويضء يقول الصادق جعفر بن محمّد يي عنما سُئل عن ذلك فقال: لا جبر ولا تفويض بل 
أمر بين أمرين؛ قيل: فماذا يا ابن رسول الله؟ 

فقال: صحّة العقل» وتخلية السرب. والمهلة فى الوقت والزَّاد قبل الراحلة» والسبب المهيّج 
للفاعل علئ فعله. فهذه خمسة أشياء فإذا نقص العبد منها خلّة كان العمل منه مطرحاً بحسبه. 
وأنا أضرب لكل باب من هذه الأبواب الثلاثة وهي الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين مثلاً 
يقرّب المعنئ للطالب ويسهل له البحث من شرحه ويشهد به القرآن محكم آياته وتحقّق تصديقه 
عند ذوي الألباب وبالله العصمة والتوفيق, ثم قال اه : فأما الجبر فهو قول من زعم أن لله عر وجل 
أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها ومن قال بهذا القول فقد ظلّم الله وكذّبه ورد عليه قوله 





١‏ - قوله «فتركته مع قدرتك» هذا هو معنئ الخذلان المقابل للتوفيق ويحمل عليه امثال قوله تعالئ 9 يل مَنْ 
يشاء » أي يتركه مع ما يريد بسوء اختياره لانه تعالئ علم انه لا يؤئر فيه الالطاف (ش). 
5 - قوله «في كتاب الاحتجاج» ورواه أيضاً فى تحف العقول مع اختلاف فى الألفاظ فى الجملة. رش 


”> شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
لإولا بظلم رتك أحداً» وقوله جلّ ذكره «إذلك بما قدّمت يداك وأنَ الله ليس بظلامٌ للعبيد»7١)‏ 
مع آي كثيرة في ذلك» فمن زعم أنه مجبور علئ المعاصي فقد أحال بذنبه عل لله عزَّ وجل 
وظلّمه في عقوبته له. ومن ظلم ربّه فقد كذب كتابه ومن كذّب كتابه لزمه الكفر بإجماع الأمَة. 
المثل المضروب في ذلك مثل رجل ملك عبداً مملوكاً لا يملك إِلّا نفسه ولا يملك عرضاً من 
عروض الدّنيا ويعلم ذلك مولاه منه فأمره على علم منه بالمصير إلئ السوق لحاجة يأتيه بها ولم 
يملكه ثمن الذي يأتيه به وعلم المالك أنَّ علئ الحاجة رقيباً لا يطمع أحد في أخذها منه إلا بما 
يرضى به من الثمن وقد وصف مالك هذا العبد نفسه بالعدل والنصفة. وإظهار الحكمة؛ ونفى 
الجور فأوعد عبده إن لم يأته بالخاجة أن يُعاقبه: فلمًا ضار العبد إل السوق وحاول أخذ البحاجة 
التى بعثه المولئ للإتيان بها وجد عليها مانعا يمنعه منها إلا بالثمن ولا يملك العبد ثمنها 
فانصرف إلئ مولاه خائباً بغير قضاء حاجته فاغتاظ مولاه لذلك غيظاً وعاقبه علئ ذلك فإنّه كان 
ظالماً متعدّيا مبطلاً لما وصف به من عدله وحكمته ونصفته وإن لم يعاقبه كذَّب نفسه أليس 
يجب أن لا يعاقبه والكذب والظلم ينفيان العدل والحكمة: تعالئ الله عمًا يقول المجبّرة علوًا 
كبر 
نم قال العالم ايه بعد كلام طويل: فأمًا التفويض الذي أبطله الصادقنية وخطأ من دان به فهو 
قوله القائل: إنَّ اه عنَّ وجل فوّض إلى العباد اختيار أمره ونهيه وأهملهم وفي هذا كلام دقيق لم 
يذهب إلئ غوره ودقّته إلا الأئمّة المهديّة من عترة آل الرّسول صلوات الله عليهم فَإِنّهم قالوا: لو 
ا ا ا ا و 1 
يكن عليهم فيما اجترموا العقاب إذ كان الإهمال واقعأ وتنصرف هذه المقالة على معنبين ٠‏ إما أن 
يكون العباد تظاهروا عن بالزمو» فل اسجارقع بأرانهع ضروز كره ذلك | نحت نقد لزمية 
الوهن؛ أو يكون جل وتقدّّسء عجز عن تعبّدهم بالأمر والنهي عن إرادته ففوض أمره ونهيه إلء 
وأجراها علئ محبتهم إذ عجز عن تعبدهم بالأمر والنهي عن إرادته فجعل الاختيار إليهم في 
الكفر والإيمان ومَثل ذلك مَثل رجل ملك عبداً ابتاعه ليخدمه ويعرف له فضل ولايته ويقف عند 
أمره ونهيه. وادَّعئ مالك العبد أنّه قاهر قادرٌ عزيرٌ حكيم فأمر عبده ونهاه ووعده علئ اتبّاع أمره 
عظيم الثواب وأوعده على معصيته أليم العقاب فخالف العبدٌ إرادة مالكه ولم يقف عند أمره 





٠١ : الحج‎ ةروس_-١‎ 








باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 33> 


ونهيه. نأي أمر أمره أو نهى نهاه عنه لم يأتمر علئ إرادة المولئ بل كان العبد يتبع إرادة نفسه 
رويس جرت رين الاج و لحا ل لاك الاح جلانا رار عر 111 


إراد نفس وائيد هواه فلمّا رجع إلئ مولاه نظر إلى ما آتاه فإذا هو خلاف ما أمره فقال العبد 


أتكلت على تفويضك الأمر إلى فاتّبعت هواي وإرادتى لأنَّ المفوّض إليه غير محصور عليه 
لاستحالة اجتماع التفويض واللحظيير: | 

ثم فال!9: فمن زعم أنَّ الله فوّض قبول أمره ونهيه إلى عباده فقد أثبت عليه العجز واوجب 
عليه قبول كلّ ما عملوا من خير أو شرّء وأبطل أمر الله ونهيه ثم قال: ل 
وملكهم استطاعة ماتعبّدهم به من الأمر والنهي. وقبل منهم أتباع أمره. ورضى بذلك لهم. 
وتعبّدهم به من الأمر والنهي وقبل منهم أتباع أمره. ورضى بذلك لهم. ونهاهم عن معصيته وذمٌ 
من عصاه وعاقبه عليهاء وله الخيرة فى الأمر والنهى يختار ما يريد ويأمر به. وينهى عمًّا يكره 
يثبت ويعاقب بالاستطاعة 5 ملكها عباده لاتباع أمره واجتناب معاصيه لأنه العدل ومنه 
النصفة والحكومة, بالغ الحجّة بالإعذار والإنذار؛ وإليه الصفوة يصطفى من يشاء من عباده. 
اصطفئ محمَدايَيةٌ وبعثه بالرّسالة إلى خلقه. ولو فوّض اختيار أموره إلى عباده لأجاز لقريش 
اختيار آميّة بن أ بي الصلت ومسعود الثقفى إذ كانا عندهم أفضل من محمّدوَية لما قالوا «لولا 
ُزّل هذا القرآن علئ رجل من القريتين عظيم4١١)‏ يعنونهما بذلك؛ فهذا القول بين القولين ليس 
بجبر ولا تفويض بذلك أخبرأ مير المؤمنينيةٍ حين سأله عباية بن ربعي الأسدي عن الاستطاعة 
فقال أمير المؤمنين322: تملكها من دون الله أو مع الله؟ فسكت عباية بن ربعيء فقال له: قل يا عباية 
قال: ما أقول؟ قال: إن قلت: تملكها مع الله قتلتك, وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك. قال: وما 
أقول يا أمير المؤمنين؟ قال: تقول تملكها بالله الذي يملّكها من دونك؛ فإن ملّككها كان ذلك من 
عطائه؛ وإن سلبكها كان ذلك من بلائه. وهو المالك لما ملّكك والمالك لما عليه أقدرك أما 

سمعت الناس يسألون القرّة حيث يقولون: لا حول ولا قرَّة إلا بالله. فقال الرجل: وما تأويلها يا 
أمير المؤمنين قال: لا حول بناعن معاصي الله إلا بعصمة الله' ") ولا قوّة لنا علئ طاعة الله إلا بعون 





كور الور ا 


1 - قوله «لا حول لنا عن المعاصي إلا بعصمة الله هذا يدل علئ أن الاعتراف بالتكاليف فقط لا يكفي في الأمر 
بين الامرين بل لابد من الألطاف والتوفيق كما مرّ. (ش) 


أ يوج م ل الكافي للمازندراني:ج ه 
لله فوثب الرّجل وقبل يديه ورجليه ‏ الحديث». 

وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي: معنئ الأمر بين أمرين أَنْهم ليسوا بحيث ما شاؤوا صنعوا بل 
فعلهم معلّق علئ إرادة حادثة 58 بالتكلية او اعرف وق عفرمن الأحاذيف أن تمر 
السحر موقوف علئ إذنه تعالئ وكان السرٌ في ذلك أنه قال: لا يكون شىء من طاعة أو معصية أو 
غيرهماكالأفعال الطبيعيّة إلا بإذن جديد منّى فتوقّف حينئز كلّ حادث علئ الإذن توثّف المعلول 
علق ياعرظه لاير تق سلف عه !لق هو التاق قار له ركنا قن ليور الال كو كد ل 
بإذن الله» حيث قال: كنت متفكراً فى أن ونقده الع عا اذه تعالئ إِمّا بالذّات ا 
الجامل حت أوقه انه تقال اف تلز اهاقس بالذّاات ليجل الله :وتان وتوضيفه اله جمالك كما 
أوجب وجود الحوادث بقوله «كن» فقد جعل بقوله: «لم يكن أمر إلا ما أثبتّه فى اللوح ولم يوجد 
شىء إلا بإذني» جميع أفعال العباد موقوفاً عليهما. 

* الأصل : 

5 -دعدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد البرقى» عن علئٌ بن الحكم؛ عن هشام بن سالم. 
عن أبى عبد اللهقة قال: الله أكرم من أن يكلف الناس مالا يطيقون. والله أعرٌ من أن يكون في 
سلطانه مالا ا 

*: الشرح : 

(عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد البرقي» عن عليٌ بن الحكم؛ عن هشام بن سالم» عن 


١‏ قوله «بل فعلهم معلّق علئ إرادة حادثة» غير واضح المقصود وتمسكه بما ورد من الأحاديث في السحر أيضاً 
غير مرتبط بما نحن فيه ولا نعرف معنئ الإذن الجديد والإذن القديم والاذن القديم يكفى فى كل شيء ولو كان 
ماذكره حقاً وصحيحاً لما ثبت للقاتل جرم ولا علئ الجارح تبعة وقصاص. فإن ازهاق الروح عن المقتول بإذن الله 
تعالئ ومباشرة مَلّك الموت والملائكة الموكلين وسراية الجراحة حة إلئ النفس بأمر الله تعالئ وليس نفس الادماء 
واستعمال آلات القتل اذا لم يكن مقارناً لإزهاق الروح مستلزماً للقصاص: فما فعله القاتل لا يوجب قصاصاً وما 
يوجب القصاص من فعل الله سبحانه والساحر أيضاً لم يفعل شيئاً بضر بالمسحور في عقله وبدنه بل الله تعال 
دعله ود زرف فنن ره الأمين وما يعتقده الأشاعرة في الكسبء والحل أن الله تعالئ أجرت الأمور مترتبة علئ 
أسبابها وأراد ذلك وقدره ويؤاخذ الناس علن الأسباب وان كان المسببات بإرادته. والله أعلم بحقائق الامور وما 
أشبه كلامه هذا بما يقال: أن النتائج تترتب علئ المقدمات لا بأمر الله تعالئ» ؛ لأن النتيجة قد تكون باطلة أو كفراً 
ولا تكون من قبل الله تعالئ وينكر بذلك استفادة العقول الجزئية من العقل المجرّد.(ش) 
؟ -الكافي: .11١ / ١‏ 


نأت الجن والقدن:والأمنمين الأمردن / 
أبي عبد الثهلظة قال: الله أكرم من أن يكلف الناس مالا يطيقون. بل لم يكلّفهم إلا دون ما يطيقون 
كما قال الله عنَّ وجل (إلا يكلف الله نفساً إلا وسعها» الوسع: دون الطاقة, وقال الصادق 9# «والله ما 
كلّف العباد إلا دون مايطيقونه من العبادات الشرعيّة والعقليّة لأنهم إنّما كلّفهم في كلّ يوم وليلة 
خمس صلوات. وفي السنة صيام ثلاثين يوم وفى مائتى درهم؛ خمسة دراهم وفي العمر حجّة 
واحدة, وهم يطيقون أكثر من ذلك» أقول: فيه رد علئ الجبريّة فإنّهم قالوا: لم يكلف الله أحد إلا 
فوق طاقته وجرَّزوا أن يكلف الله تعالئ مقطوع اليد بالكتابة والزّمن بالطيران (والله أعزٌ من أن يكون 
فى سلطانه) أي فى ملكه (مالا يريد) إذ قد عرفت سابقاً أنه لا يكون شىء فى الأرض ولا فى 
السماء إلا بإرادة ومشيّة. وقد مبّ تحقيق ذلك. وفيه ردٌّ علئ المفوّضة إذ التفويض كما عرفت آنفا 
يوجب بطلان أمره ونهيه وإرادته وإذا بطل الجبر والتفويض ثبت الواسطة. 


54 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب الاستطاعة 

* الأصل : 

١‏ -«علينٌ بن إبراهيم» عن الحسن بن محمد, عن على بن محمّد القاساني» عن علىئٌ بن أسباط 
قال: سألت أبا الحسن الرَضَائظةِ عن الاستطاعة؛ فقال: يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون 
مخلّى السرب. صحيح الجسم. سليم الجوارح. له سببٌ واردٌّ من الله. قال: قلت: ججعلت فداك 
فسّر لي هذا قال: أن يكون العبد مخلّئ السرب. صحيح الجسمءسليم الجوارح يريد أن يزني 
فلايجد أمرأة ثم يجدها. فإمًا أن يعصم نفسه فيمتنع كما امتنع يوسف ا أو يخلى بينه وبين 
إرادته فيزني فيسمّئ زانياً ولم يطع الله بإكراه ولم يعصه بغلبة)!١)‏ 

اولحر وعدن برعو عن العسرن يحوده كر سا بر سحي باتو يرهن على ين 
أسباط قال: سألت أبا الحسن الرٌضَائكِةٍ عن الاستطاعة؛ فقال: يستطيع العبد بعد أربع خصال) إذا 
تحقّقت تلك الخصال حصلت للنفس صفة راسخة قابلة للفعل والترك وتلك الصفة تسمّئ 
بالاستطاعة والقدرة والقرَّة والمكنة» وإن انتفت واحدة منها أو جميعها انتفت تلك الصفة وكان 
العمل مطرحاً منه (أن يكون مخلّى السرب) السوّب بالتحريك وبالفتح والتسكين: المسلك 
والطريق يقول خلّ سربه أي طريقه وفلان مخلّئ السرب أي موسّع عليه غير مضيّقء وبالكسر 
والسكون: النفسء وفي النهاية: امن أصبح آمناً في سربه» بالكسر: أي في نفسه. والمعنئ على 
الأرّلين أنَّ طريقه إلى الخير والشرٌ خال بلا مانع» وعلئ الأخير أنه لامانع لنفسه عن الميل إليهما إذ 
لو منعت نفسه عنه أو سد الطريق لم يكن قادراً مستطيعاً. ومن الأصحاب من اشترط في الاستطاعة 
أن يكون المكلّف موجوداً عاقلاً فاهماً للخطاب, وأن يكون الفعل ممكناً وهذه الآمور يمكن 
إدراجها فى تخلية السرب (صحيح الجسم) ضرورة أنه إذاكان لجسمه علّة مانعة من حركته نحو 
المطلوب لم يكن قادراً عليه (سليم الجوارح) المعدّة لعل كالذكر للجماع. والعين للإيصارء 
والرّجل للمشىء واليد للضرب والبطشء وغيرهاء فإذا تعطلت تلك الجوارح لم يتحمق الاستطاعة 
للفعل المطلوب منها. ٍ 

(له سبب وارد من الله) قال شارح كتاب الاعتقادات للصدوق 8 : المراد بهذا السبب القوّة التي 


.17١ / ١ :ىفاكلا-١‎ 


دنا 


جعلها الله تعالئ فيه وقال , بعض الأفاضل: المراد به الإذن؛ وفيه ردّ علئ المفوّضة فانهم يقولون 
ا ل ا 0 الست لك 
الوارة من الله وأوضح توقف الاستطاغة عليه تمكال::وإكما ظلب: تمسر هذا فقط لأنّ حرئف 
الاستطاعة الْتى يعبّر عنها بالفارسيّة ب «توانائى» علئ الثلاثة الأوّل ظاهر لا يفتقر إلئ تفسير (قال) 
مثاله (أن يكون العبد مخلّئ السرب صحيح الجسم سليم الجوارح) فقد حصل له جميع أسبار 
الاستطاعة إلا السبب فان لم يحصل له السبب بعدها لم يكن مستطيعاً وإن حصل كان مستطيعاً كما 
أشار إلئ ذلك بقوله (يريد أن يزنى) أي يعزم والعزم: ميل النفس إلئ أحد الطرفين بعد التردٌّد 
فيهما وهو يقبل الشدّة والضعف ويقوى شيئاً فشيئاً بزيادة الشوق وتصدّر النفع إلئ أن يبلغ الإرادة 
الجازمة الجامعة لشرائط التأثير المقارنة للفعل (فلايجد امرأة) فلا يكون مستطيعاً لانتفاء السبب 
الذي هو وجدان امرأة إذ لوجدانها مدخل في تحقّق الزن وحيث لم يجدها انتفئ سبب من أسبابه 
(ثمّ يجدها) فيحصل له حينئذ الاستطاعة لتحمّق - جميع الأمور المعتبرة في تحمّقها (فإما أن 
يعصم نفسه) من الرِّنا بسبب توبّه لطفه تعالئ إليه وأخذه بيده من غير إجبار ولابدٌ من هذا القيد 
بقرينة قوله «أو يخلّى) (فيمتنع ) منه فيسمئ مطيعاً. 

(كما امتنع يوسف2ية ) منه مع قدرته عليه لما رآه من برهان ره وهو اللّطف منه (أو يخلى بينه 
وبين إرادته) لاعراضه عن اللُطف بسبب متابعة القرَّة الشهويّة (فيزني فيسمّئ زانياً) وفيه دلالة 
علئ أنَّ فعل العبد بإرادته الجازمة المتعلقة به وتعلّقها هو الذي سمّاه بعضهم بالدّاعي كما في 
شرح القديم والجديد للتجريد. ووجوب الفعل حينئدٍ لا ينافي إمكانه الذَّاتي بل تحمّقه كما بيّن في 
موضعه ولا اختيار الفاعل وقدرته علئ الترك لأنَّ القادر المختار هو الذي يصحٌّ منه الفعل والترك 
قبل تعلق الإرادة الجازمة وإن وجب بعده والوجوب بالغير لوكان منافياً للقدرة والاختيار لزم أن لا 
يوجد فاعل مختار أصلاً إذ الشيء ء مالم يجب لم يوجد وحين ين الوجوب لا يبقئ التمكّن من الفعل 
والترك (ولم يطع الله) في صورة امتناع العبد (بإكراه) من الله وجبره علئ الامتناع لوقوع الطاعة 
بالاختيار (ولم يعصه) فى صوره إمضاء إرادته وعدم امتناعه (بغلبة) أي بغلبة إرادته علئ إرادة الله 
لأنّ الغلبة إِنّما يتحمّق لو أراد الله تعالئ تركه حتماً وأراد العبد فعله وحصل مراد العبد دون مراد الله 
تعالئ. وأمّا إذا أراد الله تعالئ تركه علئ سبيل التكليف والاختيار مع الأّطف واختار العبد خلافه 
فلاء وما نحن فيه من هذا القبيل» فقد ثبت بذلك استطاعة العبد وقدرته علئ الفعل والترك وبطل 
اكول الجير والشويض 

* الاصل: 


شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

١‏ - «محمّد بن يحيئ وعلييٌ بن إبراهيم جميعاًء عن أحمد بن محمد, عن على بن الحكم وعبد 
الفدين وليك عتسيما :ع ككل اف آهل السيزة فالوبيالك آنا عونا شدعن الانيتطاعة» فتفال: 
أتستطي أن تعمل مالم يكوّن؟ قال: لاء قال: فتستطيع أن تنتهى عمًا قد كوّن؟ قال: لاء قال: فقال له 
أبو عبد اللهة: وفمتئ أنت مستطيع؟ قال: لا أدري, قال: فقال له أبو عبد اللهاكة: إنَّ اله خلق خلقاً 
فنجعل فيهم آلة الاستطاعة ثم لم يفوّض إليهم. فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا 
فعلوا ذلك الفعل, فاذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلاً لم يفعلوه لأنَ اله 
عرّ وجل أعرٌ من أن يضادّه في ملكه أحد. قال البصرى: فالناس مجبورون؟ قال: لوكانوا مجبورين 
كانوا معذورين. قال: ففرّض إليهم؟ قال: لاء قال: فما هم؟ قال: علم منهم فعلاً فجعل فيهم آلة 
الفعل فاذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين, قال البصريٌ: أشهد أنه الحقّ وأنكم أهل بيت التْبوّة 
والجبالك 1 

* الشرح: (محمد بن يحيئ وعليٌ بن إبراهيم جميعاء عن أحمد بن محمد. عن عليّ بن 
الحكم. وعبد الله ابن يزيد جميعاً عن رجل من أهل البصرة قال: سألت أبا عبد الهلا عن 
الاستطاعة فقال) أبو عبد الله هِة: (أتستطيع ) في الحال (أن تعمل مالم يكوّن؟ قال: لا) لاستحالة 
أن ا ا ا الحنٌ أن أصل القدرة مقدّمة علئ الفعل فكيف 
ضح هذا النفي؟ قلت : أدَلا. إِنَّ الكلام هنا في القدرة المؤثّرة كما ستعرفه وهي مع الفعل» وثانيا 317 

و ا ل ا ور ا اي 
ل ل ل ل ل 
الفعل فى ثاني الحال بدون قدرة العبد عليه ولعلّ هذا الكلام إشارة إلئ نفي هذا المذهب (قال 
فتستطيع أن تنتهى ) فى الحال (عمًا قدكوّن) وتترك ما عملته في الماضي (قال: لا) لضرورة امتناع 
تعلّق القدرة بما مضئئ من الفعل أو الترك (قال: فقال له أبو عبد الله ة: فمتئ أنت مستطيع؟ قال: لا 
أدريء قال: فقال له أبو عبد الله ىه إِنَّ الله خلق خلقاً فجعل فيهم آلة الاستطاعة) هي القرّة 
الجسمانية والقدرة النفسانيّة والعلم والحياة والعقل والصحّة (ثمٌ لم يفوّض إليهم) حتئ يفعلوا ما 
بشتهون ويأخذوا ما يربدون غير ممنوعين ولا محصورين بالأمر والنهي فهم مستطيعون للفعل) 
لما ملّكهم وأقدرهم (وقت الفعل) لا قبله ولا بعده (مع الفعل) بمقارنته إلئ آخره (إذا فعلوا ذلك 
الفعل) ظرف لقوله مستطيعون ومثله ما كتبه الصادق#ة فى جواب مسائل عبد الرّحيم القصير 


.١17١/ 1١ :ىفاكلا-١‎ 


١ 


وهو هذا «وسألت رحمك اله عن الاستطاعة للفعل فإنَ لله عر وجل خلق العبد وجعل له الآلة 
والصحة وهي القوّة التي يكون العبد بها متحرّكا مستطيعاً للفعل ولا متحرّك إلا وهو يريد الفعل 
وهي صفة مضافة إلئ الشهوة الّتى هي خلق الله عزَّ وجل مركبة في الإنسان. فإذا ‏ تحرّكت الشهوة 
فى الإنسان اشة شتهئ الشيء وأراده. فمن * ثم قيل للإنسان مريدٌ فإذا أراد الفعل الفعل وفعل كان مع 
الاستطاعة والحركة! فمن ثم يل للمبد مستطيع متحرّك فإذاكان الانسان ساكناً غير مريد وكان 
معه الآلة وهي القرّة والصحّة اللّتان بهما يكون حركات الإنسان كان سكونه لعلّة سكون الشهوة 
فقيل ساكن فوصف بالسكون. فإذا اشتهئ الإنسان وتحبّكت شهوته التى ركبت فيه اشتهئ الفعل 
وتحرّك بالقرّة المركبة فيه واستعمل الآلة الّتى بها يفعل الفعل فيكون الفعل منه عندما تحرّك 
واكتسبه . ْ 

فقيل: فاعل ومة متحرّك ومكتسب ومستطيع أولا ترئ أن جميع ذلك في صفات يوصف بها 
الإنسان. ولعلّ المقصود من هذا الحديث والذي بعده أنَّ الاستطاعة بمعنئ القرَّة المؤئّرة 
المأخوذة مع جميع جهات التأثير وشرائطه مع الفعل لا قبله ولا بعده؛ وهذا أمرٌ متّفْقٌ عليه بين 
الإماميّة والمعتزلة والجبريّة وهم الأشاعرة وَإِنّما النزاع بينهم في أصل الاستطاعة والقدرة 
والكيفيّة المسمّاة بها هل هي موجودة قبل الفعل أم لا؟ فذهب الإماميّة والمعتزلة إلى الأوّل 
والأشاعرة إلئ الثاني وقالوا: لاقدرة سوئ هذه القدرة المقارنة للفعل؛ وليس في هذين الحديثين 
دلالة علئ نفي تقد القدرة المطلقة عل الفعل؛ وبما ذكرنا اندفع ما أورده الفاصل الأسترآبادي 
من أنَّ هذا الحديث والّذي بعده ليس موافقاً للحنٌّ فهو من باب التقيّة» فان قلت: إذ كانت الجبريّة 
قائلة بالقدرة المقارنة فأين لزمهم القول بالجبر؟ قلت: إِنّهم يقولون: إذا أراد الله أن يخلق أفعالهم 
خلق فيهم قدرة مقارنة للفعل من غير أن يكون لقدرتهم مدخل وتأثير فيه بوجه من الوجوه 


١-قوله‏ وكان مع الاسنتطاعة والحركة» الظاهر أن الاستطاعة فى هذه الأحاديث ومصطلح المتكلمين فن :عضر 
الصادقطية كانت أخص مما نفهمه الآن من هذه اللفظة» فإنا لا نفرق بينها وبين الاختيار المقابل للجبر فتفي الجبر 
يثبت الاستطاعة إذ هما نقيضان لا يرتفعان ولا يجتمعان؛ وأما في عصرءقة فكانت يراد منها شىء من لوازم 
التفويض ومعلوم أن الجبر والتفويض ليسا متناقضين إذ يمكن ارتفاعهما ولا ريب أن مسألة الاستطاعة مما 
برتبط مع مسألة الجبر والتفويض. وبالجملة فإن حملنا الاستطاعة علئ الاختيار فلابد من ترك هذة الأخبار أو 
حملها علئ التقية وإن حملناها علئ التفويض فهي باقية بحالها ويستقيم معناهاء والثانى أولئ إذ لا داعى إلئ اتقاء 
المعصوم من إبداء حكم اختلف فيه المسلمون من صدر الإسلام ويدل علئ ماذكرناه كلمات في نفس هذه 
الاحاديث فإنه سكا نفى الجبر صريحاً ولو كانت تقية لما نفاه.(ش) 


13 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





وحاصله أنَّ هناك قدرتين قدرة الله تعالئ وقدرة العبد. فإذا تهيّأ العبد بقدرته لإيجاد الفعل سبقت 
القدرة الإلهيّة إلى إيجاده فيوجد فأفعالهم مخلوقة مكسوبة لهم؛ والمراد بكسبهم مقارنة أفعالهم 
لقدرتهم من غير أن يكون لقدرتهم تأثير فيها وقالوا: إنَّ الثواب والعقاب باعتبار الكسب وهو 
كونهم محلاً لتلك القدرة الغير المؤْثّرة (فاذا لم يفعلوه في ملكه) ولم يوجدوه في وقته يكف 
النفس عنه اختياراً (لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلاً لم يفعلوه) لمّا عرفت أنَّ الاستطاعة لا 
تتعلق علئ فعل مامضئ فعله أو تركه (لأن الله تعالئ أعز من أن يضادّه فى ملكه أحد) علّة لقوله 
«لم يفوّض إليهم» لما عرفت من أنَّ التفويض شكت القر لك ناقنا نا رانقة واه بطلان أمره ونهيه 
فأهل التفويض يضادٌون الله تعالى فى ملكه وسلطنته. وقد دل كلامهظة على ثلاثة أمور: الأوّل: 
نفى الاستطاعة قبل الفعل وبعده. ١‏ 

القافن: قن التفويضن» والقاليك: لوت الانطاغة وقت:الفعل»ولقا فل البصدوى عن الألخيز 
المتوسّط بين الجبر والتفويض. وتومّم من الأرّلِين نفي القدرة المقتضي لثبوت الجبر (قال البصري: 
لثامي متخو رون ) لاب مز تقلديو دقلات الى قرت النان تجيوروة الس الهم قذرة علق انهل 
والترك ليصحّ الارتباط ورواية ابن يزيد عنه (قال: لوكانوا مجبورين كانوا معذورين) بالضرورة 
واللآزم باطل لاستحقاقهم العذاب كما يدل عليه كثير من الآيات والرٌّوايات والمعذور لا يستحقٌ 
العذاب ولما نفئ الجبر وتوهّم البصري ثبوت التفويض لخنفاء الواسطة عليه (قال: ففوّض إليهم؟) 
حتّئ يكونوا مستطيعين قادرين كاملين غير محصورين ولا محتاجين إلئ إذنه تعالئ (قال: لا) نفي 
التفويض ولم يذكر دليله اكتفاء بما مّ من قوله «لأنَّ لله تعالى أعرٌ من أن يضادّه في ملكه أحدٌ 
(قال) إذا انتفئ عنهم الجبر والتفويض (فما هم ) وعلئ أي حال (قال: علم منهم فعلاً) من الخير 
والشرّ (فجعل فيهم آلة الفعل ) فى وقته وهى إقدارهم وتمكنهم عليه وليس تصرّفهم فيه علئ وجه 
المغالبة والمقاهرة عليه تعالئء بل لأنَّ التكليف ينافيه الجبر والتفويض فخلّئ بينه وبينهم (فإذا 
فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين ) ومع إعطاه الاستطاعة عند كل فعل فعل لا قبله ولا بعده ينتفي 
الجبر والتفويض. أمّا الأرّل فظاهر وأمًا الثانى فلأنَّ المفوّضة يقولون ليس له تعالئ إرادة وإذن 
وتصدّف في أفعالهم, فاذا ثبت هذا النحو من التصدّف والإذن بطل التفويض (قال البصرريٌ: أشهد 
أنه الحنٌّ ) دون الجبر والتفويض الواقعين فى طرف الافراط والتفريط (وأنكم أهل بيت النبوّة 
والرسالة) ولا يعلم ما فى هذا البيت من الحقائق الإلهيّة والأسرار الّبانيّة إلا أنتم. 

الاصل : 

م٠‏ «محمد بن أبي عبد الله. عن سهل بن زياد. وعلئٌ بن ابراهيم» عن أحمد بن محمد ومحمد 


6 


بن بحيئ: عن أحمد بن محمد جميعا. عن علي بن الحكم عن صالح النبلي قال: سألت أبا عبد 
اللهية: هل للعباد من الاستطاعة شيء؟ قال: فقال لى: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة 
التى جعلها الله فيهم؛ قال: قلت: وما هي؟ قال: الآلة مثل الزّاني إذا زنئ كان مستطيعاً للزّنا حين 
زنئ ولو أنّهِ ترك الزّنا ولم يزن كان مستطيعاً لتركه إذا ترك قال: ئمّ قال: ليس له من الاستطاعة قبل 
الفعل قليل ولاكثير ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعاً. قلت: فعلئ ماذا يعذّبه؟ قال: بالحجّة 
البالغة والآلة التى ركب فيهم. إن الله لم يجبر أحداً على معصيته. ولا أراد -إرادة حتم ‏ الكفر من 
حاكن طون كدر كانالى رباد لان كدر رت في .1ه روي علغة أن لا قوري إلى نيه 
من الخيرء قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: ليس هكذا أقول ولكنّى أقول: علم أنْهم سيكفرون. 
فأراد الكفر لعلمه فيهم ا هي إراده حتم إِنْما هي إرادة نيان ! 0 
# النشرح : (محمّد بن أبي عبد الله. عن سهل بن زياد؛ وعليٌ بن إبراهيم. عن أحمد بن محمد. 
ومحمد ابن يحبئ؛ عن أحمد بن محمد جميعاً عن عليٌ بن الحكم. عن الصالح النيلي ) صالح بن 
الحكم النيلى الأحول ضعيف (قال: سألت أبا عبد اللهَةٍ هل للعباد من الاستطاعة شىيء؟ قال: 
فقال لي: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التى جعلها الله فيهم قال: قلت: وما هي ؟) 
أوضح لي بمثال (قال: الآلة) الّتى أودعها فيهم (مثل الزَّناإِذا زنى) ضمير الفاعل يعود إلى التجل 
المعلوم أو إلى الزّنا باعتبار إرادة الرّانِي منه من باب الاستخدام (كان مستطيعاً للرّنا حين زنئ ولو 
أنّه ترك الزّنا ولم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك) لما كان المراد بالاستطاعة الاستطاعة الكاملة 
والقدّة ة المؤثّرة دل الحديث علئ أن العلة التامّة لا توجب الفعل إذ هي علئ تقدير إيجابها للفعل لا 
تعلق بالترك ؤإنها تشملن:بالترك بعلةانافه اخزول غير مسلنة القع #ويمكن اللحوات يان المزا دفن 
قوه: «ولو أنه ترك الزَّنا» أنه لو تركه بكفّ النفس عنه الذي هو الجزء الأخير من علّة الرّنا حصلت 
حبنت عل الترك فاللزم حبنثلٍ أن بكون كل من الفعل والترك مستندا إيئ عله ل أن لعل الواحددة 
المستقلة متعلّقة بهماء وأمّا وجوب كل من الفعل والترك بعلته التامّة فلا ينافي الاختيار فيه لمّا مبّ 
(قالة ف قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولاكثير) فإن قلت: هذا إنما بنطيق غلر 
مذهب الجبريّة القائلين بأنَّ الاستطاعة إِنما هى الاستطاعة التامّة المقارنة للفعل وليس هنا 
استطاعة مطلقة سابقة عليه كما هو مذهب الإماميّة والمعتزلة قلت: هذا إِنّما يتم لو جعلت القلة 
والكثرة وصفاأ للاستطاعة وقبل الفعل ظرفاً لها أمّا لو جعلتا وصفاً للدّمان الذي هو قبل الفعل كان 





١-الكافي: ١‏ / ؟15. 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


المعنئ ليس له الاستطاعة الكاملة في زمان قليل قبل الفعل ولا فى زمان كثير قبله. وهذا لا ينافى 
ثبوت الاستطاعة الناقصة قبل الفعل كما لا يخفئ. وهذا الاحتمال وإن كان اوسن الأول لقن 
أولئ بالإرادة لضرورة أنَّ الاستطاعة المطلقة التي هي التمكن من الفعل بوجود الآلة مقدّمة على 
الفعل» وممّا يوجب حمله علئ هذا الاحتمال مارواه الصدوق في كتاب التوحيد عن هشام بن 
سالم عن أبي عبد الهة قال: وماكلف الله اعبد بفمل ولا نهاهم عن شيء حددن جمل لهم 
استطاعة ثم أمرهم ونهاهم فلا يكون العبد آخذاً ولا تاركاً إلا باستطاعة متقدّمة قبل الأمر والنهي 
وقبل الأخذ والترك وقبل القبض والبسط» وعن عوف بن عبد الله عن عمّه قال: «سألت أبا عبد 
اللهيةِ من الاستطاعة فقال: وقد فعلوا؟ فقلت: نعم زعموا أنها لا تكون إلا عند الفعل واردة حال 
الفعل لا قبله فقال: أشرك القوم (ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعاً) بالاستطاعة التامّة» وأمّا ما 
تحمّق قبلهما من مادّة هذه الاستطاعة التى هى أيضاً من أفراد الاستطاعة المطلقة فهو بالقياس إلى 
الاستطاعة كأنه ليس باستطاعة. 

(قلت: فعلئ ماذا يعذّبه؟) لمّا علم أنَّ الاستطاعة مقارنة للفعل وأنَّ المراد بها الاستطاعة التامّة 
المؤثّرة وتوهّم أنّها من فعل الله تعالى سأل عن سبب تعذيبه للعبد مع أن الفعل ليس بمقدور له 
(قال: بالحجّة البالغة) وهي إرسال الرسل وإنزال الكتب ووضع الشرائع (والآلة التى ركب فيهم) 
ايحي ةتلات الأنبيا جد ١١‏ المستهوة نف قااتر قم الال ويدان إن هله الا تطاعة عام 
ليست من فعله تعالئ وإِنّما مادَّتها وهى الآلة من فعله تعالئ. والبواقى من الأمور الّتى لها مدخل في 
الأقرمن فل الفيد افزعل رهم رسيب مترقهم تلك الآلة فى قبررها لقت الأجله مغ الصليخ 
والإنذار. ثم أكّد إبطال ذلك التومّم بقوله (إنَّالْه لم يجبر أحداً على معصيته) لأنَّ الجبر علئ 
المعصيّة, ثم التعذيب عليها -كما زعمت الجبرية ‏ قبيح والله سبحانه منزّه عن القبائح» وقالت 





١‏ قوله «مادة تلك الاستطاعة» والاستطاعة بمنزلة الصورة فلا يقال للاستطاعة استطاعة إلا إذا تحرك الفاعل 
وعمل وحصلت صورة الفعل وهذا نظير أن يقال: هل يستطيع أحد أن يزهق روح الآخر ويقبضها؟ فيجاب: لا 
يستطيع, فإن هذا فعل الله تعالئ بواسطة ملائكته فيقال: فكيف يقتله ويقتص منه؟ يجاب: بما جاء فيه من القَوّه 
والآلة لة وفعل أسباب الإزهاق فحضر مَلَّك الموت وقبض روح المقتول فاستطاعة القتل متوقفة علئ شيئين؛ 
الأوّل: تحرك القاتل واستعماله الآلة. والثاني: حضور مَلَك الموت فقبل الفعل وحضور مَلَك الموت لا يحصل 
الاستطاعة كشريك في فعل ينتظر الآخر وبعد حضور مَلّك الموت يحصل الاستطاعة والقتل معأ فينسب القتل 
إلئ القاتل لتسبيبه ويقتص منه لذلك وأما مَلَّك الموت فمأمور بة حجن ارد جلها يسنت عا والسفلات 
مد مذكانت :ولو كان كافراً غشوماً والمقتول مؤمناً أو ولياً أو نيا لهذا بن بنبغى أن يفسّر تلك الأخبار وبالله 
التوفيق. (ش) 


1: 


الجبريّة: لوكان خلق المعصية الْتى هى من الأعراض قبيحاً لكان خلق بعض الجواهر والذّوات مثل 
الخنزير والعقرب والحيّة أيضاً قبيحاً. ولما جاز هذا بالاّفاق فكذا ذاك وإلا فما الفرق؟ وأجاب 
العدليّة عنه بأنَّ المراد بالمعاصي والشرور والقبائح الّتى لا يفعلها الله تعالئ ما يكون مفاسده في 
نظام الوجود أكثر من مصالحه عند العقل وما هو محل النزاع من القبائح والمفاسد الصادرة من 
العباد كالرّنا والأواط والسرقة وسفك الدّماء ونحوها مما لا يجد العقل السليم فيها فائدة ونفعاً في 
حفظ النظام» ولوكانت فيها مصلحة فهي أقلّ من مفاسدها بكثير بخلاف ما يستقبحه العقل في 
بادىء النظر من أفعاله تعالئ فإنّهِ إذا تأمّل فيها العاقل ربّما اطلع علئ مافيها من حكم ومصالح لا 
يحصئ فيعود الاستقباح في نظره استحساناًكما في قضّة موسئ مع الخضر من خرق السفينة وقتل 
الغلام (ولا أراد -إرادة حتم الكفر من أحد) حتّئ يكون مجبوراً علئ الكفر غير مستحنٌ للتعذيب 
وهذه الإرادة هي الّتى يسمّيها أهل العدل إرادة قسر وإرادة إلجاء. ولمّا فهم من نفي القيد أنه أراد 
الكفر استدرك وبيّن كيفيّة تلك الإرادة بقوله (ولكن حين كفر كان فى إرادة الله أن يكفر ) لما أراد 
إيمانه علئ التخيبر دون القسر والإلجاء مع إقداره عليه وعلئ الكفر صارت تلك الارادة ظرفاً لكفره 
مجازاً إذ لو تحمّق ‏ القسر لم يتحقّق الكفر, ويحتمل أن يراد بالإرادة: العلم؛ قال شارح كشف 
الحنٌّعك: إرادته تعالئ للأفعال علمه بها وبما فيها مع المصالح (وهم فى إرادة الله وفى علمه أن لا 
يصيروا إلى شيء من الخير) ولا يلزم منه الجبر, لأنّ علمه تعالئ بما يفعل العبد باختياره لا يوجب 
0 

(قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: ليس هكذا أقول) لما لم يفهم السائل مرادهعكَة سأله بهذه 
العيازة اتنا ل لأنها تفيد ظاهراً أنَّ كفرهم مرادٌ له تعالئ بالذّات كالإيمان» وليس كذلك لأنّه 
لا يريد المعاصي كما يريد الخيرات (ولكنّى أقول: علم ) في الأزل (أنهم سيكفرون. فأراد الكفر 
لعلمه فيهم) لعلّ المقصود أن كفرهم لما كان واقعاً في نفس الأمر باختيارهم وكان علمه تعالئ 
متعلقاً به في الأزل وأراد أن يكون علمه مطابقاً للمعلوم أراد الكفر بالعرض من جهة أنَّ إرادة هذه 
المطابقة يستلزم إرادة طرفها الذي هو المعلوم؛ أعنى الكفر إذ بدونه لا يتحمّق ولا ينافى إرادته من 
هذه الجهة كراهة صدوره منهم أبدأء وبذلك يظهر الفرق بين إرادة الخيرات وإرادة الشرور فإِنّه 
تعالئ يريد صدور الخيرات منهم أبداً سواء علم وقوعها أو علم عدم وقوعها ولا يريد صدور 
الشرور منهم أبدأًء فإن صدرت منهم يتعلّق بها الإرادة من حيث أَنّْها طرف للنسبة العلميّة المطابقة 
للواقع لا من حيث الصدور منهم (وليست إرادة حتم) لأنّ هذه الإرادة تابعة للعلم بوقوعه وليس 
علّة لوقوعه حتّئ يلزم أن يكونوا مجبورين عليه غير قادرين على تركه (إنْما هى إرادة واختيار) 


2 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
نشأت من عدم جبرهم علئ الإيمان إذ لو جبرهم عليه لما صدر منهم الكفر ولما تعلّق به العلم 
والارادة. 

الأصل: 

محمّد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمد بن عيسئ,» عن الحسين بن سعيد. عن بعض 
أصحابناء عن عبيد بن زرارة قال: حدّثنى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهلئة عن 
وس امو ا ب ل 
١‏ اله شارك ونان لج كلكا رادها يرن ولع كلمو رما يقد راقم ل ملستي 
شيئاً من ذلك إلا بإرادة الله ومشيئته وقضائه وقدره. قال: فمال: هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي. 
أوكه قال انا 

* الشرح: (محمد بن يحيئ. عن أحمد بن محمد بن عيسئا» عن الحسين بن سعيد. عن بعض 
أصحابناء عن عبيد بن زرارة قال: حدٌّثنى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهلية عن استطاعة ) 
كأن المراد بها هنا التمكّن من الفعل والترك وهو الاستطاعة المطلّقة المتقدّمة (فلم يجبني ) إمّا 
للتقيّة عن بعض الحاضرين., أو لعلمه بأنْ السائل علئ الحقٌّ. أو لمصلحة (فدخلت عليه دخلة 
أخرئ فقلت: أصلحك الله إِنّه قد وقع فى قلبي منها شيء) لإنكار الجبريّة إيّاها (لا يخرجه إلاشيء 
أسمعه منك قال: فإِنّه لا يضرَّك ماكان في قلبك) من الخاطرات؛ حكم بذلك لعلمه بأن قلبه كان 
علئ الحنٌّ ولم يكن فيه شىء يهلكه (قلت: أصلحك الله إِنّى أقول: إِنَ الله تبارك وتعالئ لم يكلف 
العباد ما لا يستطيعون ) كما زعمه الجبريّة القائلون بأنّه تعالى لا يكلّف العباد إلا بما لا يستطيعون 
خيث: أله يتولوة الع الست له قدرة مزئرة (ولم يكلّفهم إلا مايطيقون) كما قال تعالئا: «لا 
يكلف الله نفساً إلا وسعها» (وإِنْهم لا يصنعون شيئاً من ذلك إلا بإرادة الله ومشيئته وقضائه وقدره) 
قد مرّ شرحه مفضّلاً في مواضع متعدّدة منها باب المشيئة والارادة (قال: فقال: هذا دين الله الذي 
أنا عليه وآبائى, أوكما قال)!" من الكلام» يعنى: قال هذا القول بعينه أو قال ماهو مثله فى المعنئ. 





١-الكافي: ١‏ /؟117. 
”> - قوله «أو كما قال» يعنى ما ذكره أنما نقله بالمعنئ لا بخصوصيات ألفاظ الإمام لغ وهذا يؤيد ما ذكرناه مرارا 
أن دعوئ الإطميناني بصدور جميع خصوصيات ألفاظ الروايات من الإماميية غير صحيحة وأن طريق 
المتأخرين فى استفادة الأحكام من الدقائق اللفظية يتوقف علئ إثبات حجية الخبر تغيدا يديل اصن كاية الشأء 

وإنما يتمسشّك بحاصل المضمون وما يمكن عادة حفظه وضبطه في تقل المعنى. (رش) 


باب البيان والتعريف ولزوم الحجة ْ /اء 


باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 

لعل المراد بالبيان: توضيحه تعالئ معرفته ومعرفة رسوله والأئم ةليك في الميثاق وبالتعريف: 
تعريف الرّسول والأئمّة تلك المعارف والأحكام للأمّة فى هذا العالم» وبلزوم الحجّة أنَّ الحجّة لا 
تلرع إلا بعل البيان والتغررنت»وبالجيلة اممتضود مؤ هد الباق أن الأحكام الأصولية والتروعةة 
كلها توقيفيّة لا يمكن معرفة شيء منها إلا بالبيان والتعريف وبعدهما لزمت الحجّة على المطيع 
والعاصى وقال الفاضل الأسترآبادى: المقصود من هذا الباب شيئان, الأرّل: أنْ الصور الإدراكيّة كلّها 
تازفنة من إشاهائرن بأنعابها وغذا عو قزل الحكماة وغلباء الإساذف قال ال جماله ا« سبيحائك لا 
علم لنا إلا ما علّمتناه. وشبهها من الآيات. والثاني أن الله تعالئ لم يكلّفنا بالكسب لنعرف أنَّ لنا 
خالقا ولاشيلها ومولاً بل غلية أن :نوفنا نقسة تورسوله:وبذلك لرمت الحكة علية الكلن وغدزية 
وقيل: المراد بالبيان: بيان الأحكام الشرعيّة فى القرآن لرسوله وبالتعريف: تعريف الرسول تلك 
الأحكام للأمّة؛ وبلزوم الحجّة: لزومها علئ الخلق بعد البيان والتعريف. 

# الأصل : 

١‏ -«محمد بن يحبئ وغيره» عن أحمد بن محمد بن عيسئء عن الحسين بن سعيد, عن ابن 
أبي عميرء عن جميل بن درّاج؛ عن ابن الطيّار. عن أبي عبد اللهيَةِ قال: ان الله احتتجّ على الناس 
بما اتاهم وعرّفهم). 

«محمد بن إسماعيل؛ عن الفضل بن شاذان؛ عن ابن أبي عميره عن جميل بن دراج مثله» ١7‏ 

2 الشرح : 

اعد له 0 ملق ركه الاو لعجي مرت 
عمير. عن جميل بن درّاج؛ عن ابن الطيّار. عن أبى عبد اللْهسقةٍ قال: إِنَ الله احتجّ على الناس بما 
آتاهم ) من الحجج الباطنة وهي العقل والقدرة والعلم وغيرها (وعرّفهم) بالحجج الظاهرة من 
إرسال الأنبياء ونصب الأوصياء وإنزال الكتب. والمقصود أنه تعالئ أكمل حجّته عليهم باطناً 
وظاهراً وأمًا باطناً فبأن أعطاهم قرَّة على فعل الخيرات وعقلاً قابلاً لمعرفتها وسلوك سبيلهاء وأمًا 





.١1776 / ١ :يفاكلا-١‎ 


1:0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
ظاهراً فبأن عبّفهم طريق التوحيد وما يليق به أوَّلاً وطريق الخيرات والشرور ثانياً بوضع الشرائع 
وإرسال الوّسل وإنزال الكتب ونصب الأوصياء وبذلك بحتّج عليهم يوم القيامة كما قال: 9 كذلك 
أتنك آياتنا فنسيتها» وقال: «ألم يأتكم نذير» إلى غير ذلك من الآيات. 

(محمد بن إسماعيل؛ عن الفضل بن شاذان, عن ابن أبي عمير» عن جميل بن دراج مثله ) كأنَّ 
جميل بن درّاج روى هذا الحديث تارة أخرئ عنهءظة بلا واسطة. 

الاصل: 

١‏ امحمد بن يحيئ وغيره؛ عن أحمد بن عيسئ. عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن 
حكيم قال: قلت لأبي عبد اللهلية: المعرفة من صنع من هي؟ قال: من صنع الله ليس للعباد فيها 
1389 

* الشرح: 

(محمّد بن يحيئ وغيره» عن أحمد بن محمد بن عيسئء عن محمّد بن أبي عمير. عن محمّد 
ابن حكيم قال: قلت لأبي عبد اللْهسيُة: المعرفة من صنع من هى؟) أهى من صنع الله تعالئ وتوفيقه 
أو من صنع العباد وكسبهم بأفكارهم (قال: من صنع الله ليس للعباد فيها صنع ) قد رويت في هذا 
المعنى روايات كثيرة بلغت لكثرتها حدّ التواتر المعنوي منها مذكورة في كتاب التوحيد 
للصدوق لي ومنها مذكورة في كتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي ظ ومنها مذكورة في 
غيرهما من الكتب المعتبرة وفيه دلالة بحسب المنطوق والمفهوم علئ أن معرفته تعالئ توقيفيّة 
وأنَّ العباد لم يكلّفوا بتحصيلها بالنظر والاستدلال وأنَّ علئ الله البيان والتعريف. أزّلاً: فى عالم 
الأرواح بالإلهام» وثانياً: في عالم الأجسام بإرسال الرَّسول وإنزال الكتب وأنَّ عليهم قبول ما عرّفهم 
الله قال تو قلط جما تذهني إلنه ا لادتاغوة والممخترلة بوعش اجا نهاا قن اذ سار نه بعال قري 





١-الكافي: ١‏ /117. 
١‏ -قوله ووبعض أصحابنا من أن معرفته تعالئ نظرية» لم يظهر لنا وجه بطلان قولهم من الروايات التي 
أشار إليها إذ لا ريب أن كون المعرفة من الله تعالئ والصور الإدراكية فائضة علئ الذهن من قبله لا يوجب سلب 
التكليف أو سلب الاختيار عن العبد كسائر أفعال العباد عل ما مر في تصوير الأمر بين الأمرين ونفي الجبر 
والتفويض فإن الله تعالئ أراد كون الإنسان مختاراً فى أفعاله فإذا فعل أفعالاً باختياره ترتب عليها آثاره قهرأً بإرادة الله 
فاذا زنئ رجل خلقه الله من نطفته في رحم المرأة المزني بها ولد الزناءء واذا عصر العنب وجعل العصير في موضع 
مناسب خلقه الله تعالئ خمراً واذا جرح رجلاً جراحة مهلكة سرئ المرض وأزهق الله روحه وترتب النتائج في 
جميع ذلك بأمر الله تعالئ والمكلّف عاص بترتيب المقدّمات وتسبيب الأسباب وكذلك لا ينافي كون النظر في 
الأدلة والسير فى الآفاق والأنفس والاعتبار بالآيات التى خلقها الله في كل شىء واجباً من فعل العبد بهداية عقله 


باب البيان والتعريف ولروم الحجة ا 


واجبة علئ العباد وأنّه تعالئ كلّفهم بالنظر والاستدلال فيها إلا أنَّ الأشاعرة قالوا يجب معرفته نقلاً 
بالنظر والمعرفة بعده من صنع الله تعالئ بطريق العادة» والمعتزلة ومن يحذو حذوهم قالوا: يجب 
معرفته عقلاً بالنظر والمعرفة بعده من صنع العبد يولّدها النظركما أنَ حركة اليد تولّد حركة المفتاح 
رعواند اتلقوااتي ازلاوا حت يقال ابر الحسن الأشعرى هو معرفته تعالئ إذ هو أصل المعارف 
والعقائد الدَّينيّة وعليه بتفرّع كل واجب من الواجب الشرعيّة. 

وقيل: هو النظر فى معرفته تعالى لأنّ المعرفة تتوفف عليه وهذا مذهب جمهور المعتزلة. وقيل: 
هو أرّل جزء منه لأنَّ وجوب الكل يستلزم وجوب أجزائه فأوّل جزء من النظر واجب ومقدّم على 
النظر المتقدّم علئ المعرفة وقيل: هو القصد إلى النظر لأنَ النظر فعل اختياري مسبوق بالقصد 
المتقدّم علئ أوَّل جزء من أجزاء النظرء وقال شارح المواقف: النزاع لظي إذ لو أريد الواجب 
بالقصد الأرّل. أى أريد أوّل الواجبات المقصودة ولا وبالذات فهو المعرفة إتفاقاً وإن لم يرد ذلك 
بل أريد أوّل الواجبات مطلقاً. فالقصد إلى النظر لأنّه مقدّمة للنظر الواجب مطقاً فيكون واجباً أيضاً 
ا ل ل ل ل 
ويحتمل أ ن يراد بالمعرفة معرفة الرسول أيضاً وهو الّذي ذهب إليه الفاضل الأسترآبادي في 
الفوائد المدنيّة حيث قال: قد تواترت الأخبار عن أهل بيت النبوّة متصلة إلى النبى ييه بأنَّ معرفة 
عالق عطاق الله عالق لالج را له روه ومياتطا وآئة لايد من مطل من بيه قالك ليعلك 
الخلق ما يُرضيه وما بسخطه من الأمور الفطريّة التي في القلوب بإلهام فطري إلهى ١7‏ وذلك كما 


- فراراً عن الضرر المحتمل وشكراً للمنعم. ومع ذلك يكون إفاضة الصور الادراكية بعد الأسباب التى اختارها 
العباد من قبل الله تعاليئ وأما قوه تعالئ فإ وما كنا معذّبيين حتئ نبعث رسولاً» فهو لطف في الواجب العقلي أو 
محمول علئ مالا طريق للعقل اليه وإلا فكيف يُسأل أهل الجاهلية عن وأدّ البنات كما قال تعالئ ا واذا الموؤدة 
شئلت بأي ذنب ثُتلت » إلا بدلالة العقل صريحاً علئ قبحه قبل بعثة الرسول وإنما يلزم ما قاله الاسترآبادي 
وارتضاه الشارح إن كان معنئ إفاضة المعرفة علئ قلوب الناس إفاضتها من غير أسباب المعرفة أي بدون النظر 
بالإرادة الجزافية وهذا شيء أنكر مثله الشارح فى تفسير القضاء وإيطال التفويض وأن تعلق علمه بفسق زيد وكفر 
عمر و لا يوجب صدورهما بغير اختيارهما كما مرٌ.(ش) 

١‏ - قوله «بإلهام فطري إلهي» هذا صحيح ولكن يوجب الاستعداد والتهيؤ وسهولة القبول لا حصول المعرفة 
بالفعل كما أن تعلق الطفل بثدي أمه وشهوة مص اللبن لا يوجب امتلاء بطنه وشبعه واستغنائه عن الحضانة 
والإرضاع وتربية الأم وإنما يفيد ذلك رغبة الطفل واستعداده ٠‏ لقبول الاررضاع ولو لم يكن فى الطفل شهوة بالفطرة 
كان رضاعه نظير شرب الدواء بالقهر والكراهة؛ كذلك استعداد الإنسان لقبول معرفة الله يوجب سهولة تأ ثير وعظ 
الانبياء وتعلم أصول المعارف ولو لم يكن الفطرة :لم يسهل عليهم ولتركوا الدين بموت الأنبياء وفقد الأوصياء 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





قالت الحكماء الطفل يتعلّق بثدي أُمّه بإلهام فطري إلهى وتوضيح ذلك أنه تعالئ ألهمهم بتلك 
القضاياء أي خلقها في قلوبهم وألهمهم بدلالات واضحة علئ تلك القضاياء ثمّ أرسل اليهم الرّسول 
وأنزل عليه الكتاب فأمر فيه ونهئ فيه. وبالجملة لم يتعلّق وجوب ولاغيره من التكليفات إلا بعد 
بلوغ خطاب الشارع؛ ومعرفة الله تعالى قد حصلت لهم قبل بلوغ الخطاب بطريق إلهام بمراتب وكلٌّ 
من بلغته دعوة النبييةُ يقع في قلبه من الله يقين بصدقه فإنّه توا: تر الأخبار عنهم طيغ بأنّه وما من 
أحد إلا وقد يرد عليه الحقٌّ حتّئ يصدع قلبه قبله أو تركه» وقال في الحاشية عليها قد تواترت 
الأخبار أنَّ معرفة خالق العالم ومعرفة النبئ يل والأئمّة ليخ لي ليستا من أفعالنا الاختياريّة» وأنَّ على 
الله واحعك ترود يق وا فلوس باسيايي! 1ران عن النطاد بيد ال أوقع الله تعالئ تلك 
المعارف الاقرار بها والعزم على العمل بمقتضاهاء ثم قال في موضع آخر منها: قد تواترت الأخبار 
عن الأئمة الأطهارطة بأنَّ طلب العلم فريضة علئ كلٌّ مسلم كما تواترت بأنَّ المعرفة موهبيّة غير 
كسبيّة» وإِنّما عليهم اكتساب الأعمال فكيف يكون الجمع بينهما؟ أقول: الذي استفدته من 
كلامهم ليل في الجمع بينهما أنَّ المراد بالمعرفة: ما يتوقّف عليه حجيّة الأدلّة السمعيّة!'! من 


- وغيبتهم. أيضاً لو كان قول الأسترآبادى صحيحاً وكان الالهام الفطري كافياً في صيرورة المعارف بالفعل فما 
معن قوله: إنه لابد من معلّم من جهته تعالئ وما فائدة ورود الآيات الكثيرة ة فى القرآن فى الحث علئ التدبر في 
آيات الله تعالئ والاعتبار بالحكم والمصالح؟ ونعلم أن الأمر بذلك أكثر من آيات التكاليف ف والفروع ولم يرد في 
المعاملات والنكاح والحدود إلا آيات معدودة. وأما فى معرفة الله تعالئ فما من صفحة من صفحات المصحف 
إلا وفيه شىء فى التوحيد والمعرفة. (ش) 

١‏ - قوله «وايقاعها فى القلوب بأسبابها؛ هذا صحيح والله تعالئ قضئ وقدّر حصول العلوم بأسبابها كما قدّر 
وكشي :تافو الأمور ا نهنا بأسيانها ومن انتات المعرة انظر أو الاستدلال كما أن سبب الرزق السعي في 
المكاسب وسبب الشفاء التوسل بالطب والأدوية في الجملة وافاضة الخير من الله تعالئ مطلقاً.(ش) 

١‏ - قوله «ما يتوقف عليه حجيّة الأدلة السمعية» يعني أن المعرفة التي هى من الله تعالئ ولا يحتاج فيها إل العلم 
والكسب والنظر بل مفطورة : في القلوب هي معرفة صانع العالم والنبى يه يعني أصول الدين؛ وأما الذي يحتاج 
الى التعلم هو علم الفروع والتكاليف وهذا شيء لم يلتزم به الشارح من أول الكتاب الئ هنا خصوصاً في كتاب 
العقل والجهل وهو مخالف للحس والعقل والإجماع, أما الحس فإنا لم نر فردا من أفراد الانسان كفئ فيه فطرته 
عن تعلم أصول الدين ولوكان كذلك لم يكن في الدنيا كافر أو شاك أصلاً. بل كل مؤمن فإنما آمن بالتعليم والتربية 
وأما العقل فلأن التشكيك والإهمال كما يؤثر فى خروج بعض الناس عن فطرة ة التوحيد والنبوة باعترافه كما في 
طوائف الكفار والمشركين كذلك يوٌ: ثر التعليم والتربية في الإيمان والتوحيد وما ذلك إلا لأن الفطرة ه استعداد وقوّة 
لا فعل وكمال كبذر الحنطة المستعد لأن يصير نباتاً إن وافق الأسباب وإن يفسد ويبطل إن أهمل وترك وأما 
الإجماع فلإتفاق ناكا هيه من عصير: الاكية وم الى زماننا علئ تعليم التوحيد والنبوة والامامة والتكلّم فيها ِ 


باب البيان والتعريف ولزوم الحجة أن 


معرفة صانع العالم وأنَّ له رضا وسخطأ وينبغي أن ينصب معلّماً ليعلّم الناس ما يصلحهم وما 
يفسدهم, ومن معرفة النبئ َيل والمراد بالعلم الأدلّة السمعيّة كما قال: «العلم إِمّا آية محكمة أو 
سنّة متّبعة أو فريضة عادلة» وفى قول الصادقَئية إنّ من قولنا أن الله احتيجّ علئ العباد بما آتاهم 
وعرّفهم ثم أرسل إليهم الرّسول وأنزل عليه الكتاب وأمر فيه ونهئ» وفى نظائره إشارة إلى ذلك 
ألا ترئ أَنْهيْقُةٍ قدّم أشياء علئ الأمر والنهي, فتلك الأشياء كلها معارف وما يستفاد من الأمر والنهى 
كلّه هو العلم. ويحتمل أيضاً أن يراد بها معرفة الأحكام الشرعيّة وهو الذي ذهب إليه بعض 
أصحابنا قال: المراد بهذه المعرفة المعرفة التى لا تلزم حجّته تعالئ بالثواب والعقاب يوم القيامة إلا 
بها وهي معرفة الأحكام التكليفيّة التي يعذب ويثئاب مخالفها وموافقها. 

* الاصل: 

١‏ «عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن خالد, عن ابن فضّال؛ عن ثعلبة بن ميمون. عن 
خرن بحت لط ريص الى 0ك في كرن الدعر وس #وماكان الله لِيْضِلَّ قوماً بعد إذ 
داهم تحترة ,يكن المع :مارتقون ١١4‏ وال حتئ يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه. وقال: «فألهمها 
فجورها وتقواها»!' قال: بيّن لها ما تأتي وما تترك؛ وقال: لإإِنّا هديناه السبيل ما شاكراً وإمًا 
كفوراً» ( ") قال: :عر فناه إمَا آخدٌّ ونا تاركٌ» وعن قوله: «وأمًا نمود فهديناهم فاستحيّوا العمئ على 


- والاحتجاج عليها ولم ينكر عليهم الأئمة لك بل شوقوهم وعلّموهم كما نعلم من هشام بن الحكم والميثمي 
ومؤمن الطاق ثم المفيد والسيد المرتضئ وغيرهم وبما ذكر يعرف وجه الجمع بين كون المعرفة من قبل الله وبين 
الحث علئ النظر والاستدلال بأن كون المعرفة فطرية بمعنئ كون وجودها بالقوّة وأنّ النظر والتعليم لتصييرها 
بالفعل أو , بمعنئ أنه لا مؤثر فى الوجود إلا الله تعالئ وأن كل شىء حصل بأسبابه فإنما وجوده منه تعالئ كما مرّ 
في الأبواب السابقة وإن كان ذلك معرفة الفروع فهو من عند الله أيضاً وأنما الذي يثقل علئ بعض الناس هذه 
الاصطلاحات المتداولة التي لا يعرفها العوام كالدور والتسلسل والجمع بين النقيضين وأمثال ذلك» ويتوهمون 
أن المعرفة لوكانت متوقفة علئ هذه الاصطلاحات لم يكن أحد من الناس مؤّمناً. 

والجوات أن الغيرة ة بفهم معنئ هذه الأمور لا حفظ لفظها ونحن نعلم أن الدور والتسلسل مفهومان للعامة بالبديهة 
ويعترفون ببطلانها وإن لم يتداول عندهم ألفاظها فلو قيل لطفل: إن اختك ولدت أمك ثم أن أمك ولدت أختك 
ضحك منه لعلمه ببطلان الدور وإن قيل له: البيت مظلم ومضيء أنكر وإن قيل له: اشعل هذا السراج من ذاك 
وذاك من ذلك وهكذا من غير أن يكون عندك زناد قادح ونار وكبريت استحالة» والإنسان مفطور على أن كل ما 
بالعرض ينتهي إلى ما بالذات لبطلان التسلسل.(ش) 

سور الحوية :و ؟-سورة الإنسان : 7. 

؟-سورة فصلت ١97:‏ . 


:0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الهُدى» قال: عرّفناهم فاستحبّوا العمئ علئ الهدئ وهم يعرفون». وفي رواية: ينا لهم ١١‏ 

الشرح: 

(عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد؛ عن أبن فضّالء عن ثعلبة بن ميمون. عن 
حمزة بن محمّد الطيّان عن أبي عبد الْهميْة في قول الله تعالئ «وما كان الله لِمُضْلٌ قوماً» أي 
ليسمّيهم ضلالاً أو يؤاخذهم مؤاخذتهم أو يسمهم بسِمّة الضلالة يعرف بها من يشاء من ملائكته 
إذا نظروا إليها أَنْهم من الضالّين أو يخذلهم بسلب الأطف والتوفيق عنهم لبعد إذ هداهم» إلى 
طريق معرفته بإلهام فطريّ «حتئ بين لهم ما يتّقون 7" قال: حتّئ يعرِّفهِم بتوقيف نبوي (وما 
يرضيه وما يسخطه) من المعارف اليقينيّة والأحكام الدّينية فهى توقيفيّة, علئ الله البيان وعليهم 
القبول (وقال) حمزة بن محمّد الطيار (# فألهمها فُجورها وتقواها» قال: بيّن لها ما تأتى وما تترك ) 
أى عرّفها ما ينبغي أن تأتى بها من المعرفة؛ والطاعة وما ينبغي أن تتركة من الكفر والمعصية» وقد 
أشار القاضى إلئ هذا التفسير بقوله إلهام الفجور والتقوئ إفهامهما وتعريف حالهما والتمكين من 
الاتيان بهما (وقال: #إإِنّا هديّناه السبيل») أي سبيل الخيرات والطاعات 9إمّا شاكراً وإمّا 
كفورا» 7" قال القاضي: هما حالان من الهاء وإمّا للتفصيل أو التقسيم أي هديناه في حاليه جميعاً 
أو مقسوماً إليهما بعضهم شاكر بالاهتداء والأخذ فيه وبعضهم كفور بالإعراض عنه أو من السبيل 
ووصفه بالشكر والكفر مجاز (قال عبَّفناه) بتشديد الرّاء والهاء مفعول أرّل يعود إلى الإنسان 
والمفعول الثانى محذوف أى عرّفناه السبيل (إمّا آخذ وما تارك) الآخذ: هو الشاكر, والتارك: هو 
الكافر, ولعلّ المراد أنَّ بيان الواجبات مطلقاً أصليّة كانت أو فرعيّة علئ الله وليس عليهم النظر في 
تحصيل معارفه وأحكامه. ومن لطف الله تعالئ علينا أنّه منَّ علينا بنعمة هى الهداية وجعل قبول 
تلك النعمة شكراً لها وتركها كفرانء فسبحانه ما أرفع شأنه وأعظم امتنانه» (وعن قوله) عطف على 
قوله «فى قول الله تعالئ» «وأمًا ثمود فهديناهم فاستحيّوا العمئ علئ الهُدئْ »2 قال: عدّفناهم 
سبيل الحنٌّ وهو طريق التوحيد والمعرفة وغيرهما من الأحكام (فاستحبّوا العمئ علئ الهدى) 
واختاروا الضلالة علئ الهداية (وهم يعرفون) سبيل الحىٌّ والهداية أو التفاوت بينهما وبين 
الضلالة؛ والواو للحال عن ضمير الجمع (وفي رواية بِيْنَا لهم ) أوضحنا طريق الهداية فاختاروا 
طريق الضلالة بعد البيان والإيضاح. 





١-الكافى: "١ .177/ ١‏ -سورةالتوبة: .١١6‏ 
* - سورة الإنسان : . 5 سورة فصلت : /ا١‏ . 


باب البيان والتعريف ولروم الحجة 0 


* الأصل: 

الرعار اي را همو رح لخدا رز عور وين روم بن عجن الزحيرة بعرو رز كير عبن 
حمزة بن محمّدء عن أبى عبد اللهكة قال: سألته عن قول الله عزِّ وجلٌ: « وهديناه النجدين » قال: 
نجد الخير والشى ١ )١(‏ 

* الشرح: 

(عليٌ بن إبراهيم؛ عن محمّد بن عيسىء عن يونس بن عبد الرحمنء عن ابن بكير. عن حمزة 
بن محمد. عن أبى عبد الها قال: سألته عن قول الله تعالن: #وهديناه النجدين» قال: نجد 
الخير والشرٌ) أي عبّفناه سبيلهما والنجد في الأصل الطريق الواضح المرتفع وفيه دلالة علئ أنَّ 
الهداية تطلق علئ إراءة طريق الشرٌ أيضاً 

وقال سيّد المحمّقين: إذا أريد تخصيص الهداية بالخير, قيل أي نجدي العقل النظري والعقل 
العملى وسبيلى كمال القوّة النظريّة وكمال القرّة العمليّة أو نجدي المعاش والمعاد أو نجدي الدّنيا 
وخر ار تعد النجنة ا والقر ني والقان: المطلق فى :ارو نويع الدب ليع فحت اناد انه 

١ ١ الأصل:‎ * 

6 «وبهذا الاسناد.» عن يونس». عن حماد. عن عبد الأعلئ قال: قلت ل عبد الله لهل : 
أصلحك الله هل بعل فى النّاس أداةٌ ينالون بها المعرفة؟ قال: فقال: لا. قلت: فهل كلفوا المعرفة؟ 
قال: لاء علئ الله البيان» لا يكلّف الله نفساً إلا وسعهاء ولا يكّلف الله نفساً إلا ما آتاهاء قال: : وسألته 
عن قوله : إوماكان الله ليضلَّ قوماً بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتقون» 7" قال: : حتول يعر يعرّفهم ما 
يرضيه وما يسخطه). 0 

* الشرح: 

(وبهذا الإسناد. عن يونس. عن حمّاد. عن عبد الأعلئ قال: اقلت لأبي عبد اللهلية: أصلحك 
الله هل ججعل في الناس أداة ) الأداة الآلة والمراد بها هنا العقل والذّ كاء (تغالوق: نها) ينون الت 
والتوقيف والتكليف (المعرفة) أي معرفة الله تعالئ ومعرفة البّّسول ومعرفة الأحكام أيضاً (قال: 
فقال لا. قلت فهل كُلْفُوا المعرفة) بالنظر والاستدلال (قال: لاء علئ الله البيان)!* وعليهم القبول 





.١١6: سورة التوبة‎ - " .1717/ 1١ :يفاكلا-١‎ 

.1737/ ١ "'-الكافي:‎ 

1 - قوله «قال لا علئ الله البيان» يعني لم يجعل فيهم آلة ينالون بها المعرفة فأن قيل قد مرّ في الكتاب الاول 
وأحاديث العقل والجهل أن الله تعالى جعل العقل آلة لمعرفة الله تعالئ بالنظر في آياته تعالئ في خلق السموات 


َك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
كما دلّ عليه ما رواه الصدوق فى كتاب التوحيد عن الصادقءىة قال: «ليسالله علئ الخلق أن 
يعرفوا قبل أن يعرّفهم وللخلق على الله أن يعرّفهم وله علئ الخلق إذا عرَّفهم أن يقبلوا» . 

م أشار إلئ أن تكليفهم بالمعرفة تكليف بالمحال بقوله «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ولا 
يُكلّف الله نفساً إلا ما آتاها» ١7‏ من الاقتدار علئ قبول المعارف والأحكام فهم مكلّفون بقبولها بعد 
البيان لا بتحصيلها إذ المعارف والأحكام توقيفيّة فهى من صنع الله تعالئ لاامن صنعهم وإذا لم تكن 
من صنعهم كان التكليف بها تكليفاً بالمحال؛ وفيه رد علئ مَن زعم أن المعرفة نظريّة يجب علئ 
العباد تحصيلها بالنظر وأنّ الأحكام الشرعيّة يجوز استنباطها بالرّأي والقياس» وعلى مَن زعم من 
الأشاعرة أنَّ تصوٌّر الخطاب من غير سبق معرفة إلهاميّة بخالق العالم وبأنَّ له رضاً وسخطاً وبأنه لابدَ 
من معلّم من جهته تعالئ ليعلّم الناس ما يصلحهم وما يفسدهم كاف في تعلّق التكليف بهم (قال: 
وسألته عن قوله وما كان الله ليْضلٌ قوماً بعد إذ هديهم حتّئ يُبيّن لهم ما يتّقون» قال: حنّى 
يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه) دلّ علئ أنَّ تعذيبهم والحكم بضلالتهم بعد هدايتهم في الميثاق 
إلى المعرفة ونسيانهم إِيَاها منفئّ حتئ يبعث إليهم رسولاً يُذَكّرهم علئ العهد وبين لهم ما يوجب 
رقنا وسيخطل كينا قال سيوف نهف ورا كاعد عن مدل العف دو 114 

الأصل: 

7 -«وبهذا الاسناد. عن يونسء عن سعدان رفعه. عن أبى عبد الله ة قال: إِنَ الله لم ينعم على 
عبد نعمة إلا وقد ألزمه فيها الحجّة من الله فمن من الله عليه فجعله قويّاً فحجتّه عليه القيام بماكلفه 
واحتمال من هو دونه ممّن هو أضعف منه. ومَنْ مَنَّ الله عليه فجعله موسّعاً عليه فحجّته عليه ماله. 





ثم تعاهده الفقراء بعدٌ بنوافله. ومَنْ مَنَّ الله عليه فجعله شريفاً في بيته» جميلاً في صورته فحجّته 
عليه أن يحمد الله تعالى علئ ذلك وأن لا يتطاول علئ غيره؛ فمنع حقوق الضعفاء لحال شرفه 


- والأرض وغيره خصوصاً حديث هشام الطويل اوقد كما ويه التجمع ينها وبين ماقي ها الجديث هلا 
الغرض من المعرفة هنا العلم بجميع الأحكام والتكاليف وما أراد لله تعالئ منًا تفصيلاً والعقل آلة للعلم بوجوده 
تعالئ وصفاته أجمالآ وما ورد في تعليم العباد من التنزيه والتنبيه علئ آبات قدرته لطف في الواجب العقلي. 
وأعلم أن هذا الحديث كما يدل علئ عدم كفاية العقل : فى استنباط جميع ما أراده الله منّا يدل علئ بطلان ما نقل 
عن بعضهم من أن معرفة الله تعالئ بالفطرة ة تغني عن النظر إذ لو كان المعرفة بالفطرة ة تغنى عن النظر العقلي تغني 
عن تعليم الأنبياء أيضاً ولكن الفطرة معدة للعقل حتئ يستعد لقبول قول الأنبياء فيما يتوقف علئ تعليمهم 
وللنظر والاستدلال فيما لا يتوقف عليه بمنزلة شهوة الطفل للبن بالفطرة فإنها لا تغنى عن إرضاع الأم بل يعده 
لقبول الرضاع.(ش) ١-سورة‏ البقرة :585 . 


" -سورة الإسراء .١80:‏ 


باب البيان والتعريف ولزوم الحجة بن 
وجماله؛ )١(‏ 

* الشرح: 

(وبهذا الإسناد. عن يونس» عن سعدان رفعه؛ عن أبي عبد اللهلقة قال: إِنَّ لله لم ينعم علئ عبد 
نعمة) ظاهرة وباطنة (إلا وقد ألزمه فيها الحجّة من الله) بعد البيان والتوضيح لما ألزمه فزاد عليه. 
تكليفاً بإزائها شكراً لها (فمن منّ الله عليه فجعله قويّا) فى الجسم والعقل (فحجّته عليه القيام بما 
كلنة )امن :الجواد والطاعات:والأمربالنغووت والنوق يعن المنكر وقين ذللك ها لآ بصدان لاعن 
الأقوياء. والمراد أنَّ القيام بماكلّفه به أمر يحتجٌ به سبحانه علئ القويٌ يوم القيامة إن تركه. فالقيام 
عدماً حجّته تعالئ عليه. كما أنه وجوداً حجّة القرىّ علئ الله تعالئ فى الوفاء بما وعد للمطيع 
(واحتمال من هو دونه ممّن هو أضعف منه) يعني حجّته عليه أيضاً أن يتحمّل ممّن هو أضعف 
منه ولا يأخذه بالجريرة وسوء الأدب أو يتحمّل منه ثقله بدفع ظلم الظالم وجور الجائر وغير ذلك 
مما يكسر ظهره ويجرح قلبه (ومن منَّ الله عليه نجعله موسّعاً عليه) في الرّزق والمال (فحجّته 
عليه ماله) يحتخ به إن لم يخرج مافيه من الواجبات الماليّة مثل الرّكاة والخمس وغيرهما (ثم 
تعاهده الفقراء بعد بنوافله) تعاهده من باب إضافة المصدر إلئ الفاعل والضمير يعود إلى 
الموصول أو إلئ الموسّع عليه و «بعد» مبنيئ علئ الضمٌ بحذف المضاف إليه. والباء فى قوله 
«بنوافه) متعلق بالتعاهد. والضمير المجرور راجع إل المال» 56 ثمّ حجته تعالئ عليه بعد 
إخراجه الواجبات المالية ومفروضاتها أن يتعاهد حال الفقراء بنوافل ماله بالهدايا والتصدّقات 
المندوبة (ومن منَّ الله عيه فجعله شريفاً فى بيته) أي فجعله شريفاً فى نسبه وكريماً فى حسبه 
ورفيعاً فى خُلقه (جميلاً فى ضوزتة) الظاهزة يعدن هريقة: ولطادة تركيبه ورشاقة قذَّه رعائعة 
خدّه (فحجّته عليه أن يحمد الله على ذلك) لأنّ ذلك من عظيم نعمائه تعالئ عليه بلا سبق 
استحقاق فينبغي أن يحمده عيه أكمل من الحمد علئ نعمة له مدخل فى اكتسابها لثلا يكون يوم 
القيامة محجوجاً بتركه (وأن لا يتطاول علئ غيره) يعنى لا يطلب الإباذة علئ غيره بالتكبر 
والافتخار ولا ينظر إليه بالإهانة والاستصغار (فيمنع حقوق الضعفاء) متفرّع علئ المنفي وهو 
التطاول. يعني فيمنع التطاول أو فيمنع ذلك الشريف بسبب التطاول حقوق الضعفاء من زيارتهم 
وعيادتهم والمشي إلئ قضاء حوائجهم وحضور جنائزهم إلئ غير ذلك من الحقوق (لحال شرفه 
وجماله) متعلّق بتطاول أو بيمنع والأخير أظهر. 





.”ة/١ الكافي:‎ ١ 


ان شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

وأعلم أنَّ الأحاديث السابقة دلت علئ أنَّ المعارف كلها من صنع الله تعالئ. وهذا الحديث دل 
علئ أنَّ للعبد اكتساب الأعمال وأنَّ لله تعالئ حجّة عليهم فى جميع ذلك؛ يدل علئ ذلك ما رواه 
الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن أبي بصير عن أبى عبد اللهلة «أنه سُثل عن المعرفة 
أمكتسبة7١)‏ هي؟ فقال: لاء فقيل له: فمّن صنع الله عرّ وجل وعطائه هي؟ قال: نعم؛ وليس لهم صنع 
ولهم اكتساب الأعمالء وقال4#: أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين». 


١‏ اقول وأمكتسبة هي قال: لا» هذا موافق لمذهب الحكماء أعنى الإلهيين منهم أن الفكر والنظر والاستدلال 

معدّة للعقل حتئ يفيض الصورة العلميّة من الله ان ملبداكما انراد ممه لاناسنة الس يل المتريطن 
وكذلك جميع الأسباب لافاضة الصور سواء كانت الصور مما يوصف بالخير أو بالشر كالخمر والخنزير وكذلك 
الصور العلميّة باطلة أو صحيحة.(ش) 


باب اختلاف الحجة علئ عباده 7 


باب اختلاف الحجة علئ عباده 

* الأصل : 

١‏ -محمّد بن أبي عبد اللهلية. عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط, عن الحسين بن زيد. عن 
سق ين أ ى ”متصوره قو ند نهم قن أ غية اللد اله قال: سنّة أشياء ليس للعباد فيها صنع: 
المعرفة والجهل والرّضا والغضب والنوم واليقظة» )١(‏ 

* الشرح : 

(محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد. عن علي بن أسباط. عن الحسين بن زيدء عن 
درست بن أبي منصورء عمّن حدّئه. عن أبى عبد اللهلقة قال: سنّة أشياء ليس للعباد فيها صنع: 
المعرفة والجهل) لعلّ المراد أن معرفته تعالئ عياناً في الميئاق والجهل بتلك المعاينة ونسيانها في 
عالم الطبائع من صنع الله تعالئ والّذي يدل عليه مارواه أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن 
بإسناده عن زرارة» دعن أبى عبد اللهلكة فى قول الله« وإذ أخذ رك من بنى آدم من ظهورهم 
ته وأشهدهم على انفد »!ا قال: كان ذلك معاينة الله فأنساهم الله المفافة وأثبت الاقرار 
فى صدورهم ولولا ذلك ما عرف أحدٌ خالقه ولا رازقه وهو قول الله #ولئن سألتهم مَنْ خلتقهم 
لنقولة انه 7" أو المراد أنَّ الضور العلمية كلها تصوّرية كانت أو تضديقئة ضرورية كانت أوانظرية 
والجهل بها أعني عدم حصولها أصلاً أو زوالها بعد الحصول من صنع الله تعالئ والّذى يدّ عليه 
مامرٌ في باب حدوث العالم من قول الصادق 4 ووخاطرك بمالم يكن فى وهمك وعزوب ما أنت 
معتقده عن ذهنك» حيث عد ذلك من جملة آيات وجوده وظهوره تعالئ إلا أنَّ فيضائها يتوئّف 
علئ استعداد النفس بسبب إدراك المحسوسات وترتيب الضروريّات» وهذا مذهب الحكماء 
وأكثر المنطقيّين والمتكلمين ومنهم المحمّق حيث قال في التجريد: ولابدٌ فيه يعني في العلم من 
الاستعداد أمّا الضرورىّ فبالحواسٌ وأمًا الكسبى فبالأوّلى. 

زيند أن إدراك الميحترسات نه ترقزت» الصرة رابع و التعينه بقانف«الشسرو ره الناققية ينه مالي 





10/7: -سورة الأعراف‎ ١ .114 / ١ -الكافي:‎ ١ 
“"'-سورة الزخرف :ا8.‎ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


معدٌ لفيضان التصرّرات والتصديقات النظريّة منه تعالئ علئ النفس وإذا كانت المعرفة من صنعه 
تعالئ كان الجهل البسيط وهو عدم المعرفة أيضاً من صنعه تعالئ لا من صنع العباد لأَنَّ المعرفة لما 
لم تكن داخلة تحت قدرتهم كان عدمها أيضاً غير داخل تحتها لأنَّ عدم الملكة تابع للملكة؛ وأمًا 
العتيل الفد كب #لبيسن امه تعالرة ومن وعم أنه منه فهو ف وهل مركت بان هرمن الشيطاق! "١‏ قال 
الفاضل الأسترآبادى فى الفوائد المدنيّة: هنا إشكال كان لا يزال يخطر ببالى فى أوائل سنّى وهو أنه 
كت رن السوات :ناهوس اللذتها رن علرا السترييو اننا مله وديا كاد لقو عدي كدر او 
إنْما ينّجه علئ رأي جمهور الأشاعرة ‏ القائلين بجواز العكس بأن يجعل الله كلّ ما حرّمه واجباً 
وبالعكس -المنكرين للحسن والقبح الذّاتيين لاعلئ رأي محققيهم ولاعلئ رأي المعتزلة ولاعلى 
اع امعان 

والجواب أنَّ التصديقات الصادقة فائضة عل القلوب بلا واسطة أو بواسطة مَلَّك وهى تكون 
جزماً وظناً والتصديقات الكاذبة تقع في القلوب بإلهام الشيطان وهي لا تتعدّئ الظرنٌ ولا تصل إلى 
حدّ الجزء!") وفي الأحاديث تصريحات بأنَّ من جملة نعماء الله على بعض عباده أَنّه يسلط عليه 





١‏ -قوله «بل هو من الشيطان» والشيطان مخلوق الله تعالئ والجهل المركب منه لكن خلقه نظير خلق سائر 
الشرور بالعرض علئ مامرٌ في باب الخير والشر ونظيره إزهاق روح الشهداء عند قتل الكفار إياهم فإنه بأمر الله 
تعالئ ومباشرة مَلّك الموت وإن كان فعل الكفار قبيحا وشراً والجهل المركّب الفائض علئ ذهن الغالط والمخطئ 
بعد تركيب مقدمات فاسدة نظير إزهاق روح المؤمنين بقتل الكفار, فإن كان المتفكر الغالط مقصّراً في ترتيب 
المقدمات وكان جهلة في أمر الدين كان معاقباً نظير قاتل الشهداء وإن لم يكن مقضّراً أو كان خطاه في أمر غير 
الأمر الديني كتناهمي الأبعاد والجرء الذى لا يتجزأ فهو معذور. (رش) 

١‏ قوله «ولا تصل إلى حدٌ الجزم) أن أراد بالجزم: العلم واليقين فهو حق لأن الجهل المركّب ليس علماً 
ويقينأً. والمأخوذ في العلم أن يكون موافقاً للواقع ولكن المشهور المتداول في عرف الناس إطلاق الجزم على 
الظن الذي لا يلتفت الظان إلئ مخالفته للواقع أيضاً إذ ريما يحصل لبعض الناس رأ وعقيدة لا يخطر يبالهم غيره 
حت يلتفتوا إل احتمال كونه مخالفاً للواقع ويجرون علئ ماظنوه كما نرئ من جزم الملاحدة بإنكار المبداً 
والمعاد ودليلهم أنهما غير محسوسين لهم, ولا ينتبهون لأن عدم الوجدان لا يدل علئ عدم الوجود. وعوام اليهود 
والنصارئ جازمون بمذهبهم تقليداً لآبائهم وقد رد الله تعالئ عليهم جميعاً ونبههم على خطثهم بقوله قالوا: : إن 
هى إلا حياتنا الدنيا نموثُ ونحيئ وما ُهلكنا إلا الدهر مالهم بذلك من علم أن هم إلا يظنون» وقال تعالى 
9 أولوكان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون» فنبههم على أن احتمال الخطأ علئ آبائهم قائم مركوز ذهنهم ومع 
هذا الاحتمال المغفول عنه جزمهم بالمظنون غير وجيه والعلم والظن صفتان أو عرضان من عوارض ذهن 
الإنسان يحصل بأسباب معيّنة ولا يمكن أن يحصل العلم من سبب الظن ولا الظن من سبب العلم كما لا يحصل 
الحرارة من الثلج والبرودة من الناره فإذاكان سبب الرأي والاعتقاد تقليداً الآباء الذين يعترف المعتقد بعدم كونهم 


باب اختلاف الحجة علئ عباده 09 


مَلَكأ ليسدّده ويلهمه الحنّء ومن جملة غضب الله تعالئ علئ بعض أنه يخلّى بينه وبين الشيطان 
ليضلّه عن الحقٌّ ويلهمه الباطل وبأنَّ الله تعالئ بحول بين المرء وبين أن يجزم جزماً باطلاً إذا 
عرفت هذا فنقول: فيه ردٌّ علئ المعتزلة القائلين بأنَّ المعرفة نظريّة وجب علئ العبد تحصيلها 
بالنظر وأنَّ العلوم النظريّة كلّها من صنع العبد بطريق التوليد الذي هو إيجاب لفاعله فعلاً آخر 
كإيجاب حركة اليد لحركة المفتاح (والرّضا والغضب) الرّضا: كيفيّة نفسانيّة تنفعل بها النفس 
وتتحرّك نحو قبول شيء سواء كان ذلك الشيء فوقوا لها أو “مكروهاء:والقطيث: حالة نفساقة 
تنفعل بها النفس وتتحرّك نحو الانتقام» وقد يطلقان علئ نفس الأنفعال (والنوم واليقظة) النوم كما 
عرفت سابقاً: حالة تعرض الحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة 
بحيث تقف الحواسٌ عن أفعالها لعدم انصباب الرّوح الحيواني إليهاء واليقظة: زوال تلك الحالة. 





- معصومين عن الخطأ فهذا التقليد يوجب الظن لا العلم لكن المعتقد أخطأ في معاملة العلم مع هذا الظن والجزم 
به لعدم الإلتفات إلئ خلافه. وكذلك إذا كان مستند الرأي أن عدم الوجدان يدل علئ عدم الوجود أو توهم 
إنعكاس الموجبة الكلّية كنفسها وأمثال ذلك مما يسمئ جهلاً مركباً قد يجزم المعتقد به من غير أن يعلم به وقال 
أهل المنطق والأصول: العلم هو الاعتقاد الثابت الجازم المطابق للواقع فالجزم الغير المطابق للواقع ليس علماً بل 
مر لحان تن لزت وان سايق أحد كن ميلا ا يثبت واسطة بين العلم والظن بأن يقول 
الطرف الراجح مع احتمال المرجوح أما أن يكون المعتقد به ملتفتاً الى احتمال المخالفة فهو الظن أو غير ملتفت 
وهو الجزم لكن في القرآن الكريم أطلق الظن علئ جزم الدهريّة بمذهبم كما مرّاش) 


306 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب حجج الله على خلقه 

* الأصل: 

١‏ -«محمّد بن يحيئ. عن محمّد بن الحسين؛ عن أبي شعيب المحاملي؛ عن دُرّست بن أبي 
منصورء عن بريد بن معاوية, عن أبى عبد اللهىة قال: ليس لله علئ خلقه أن يعرفوا وللخلق على 
لله أن يعرّفهم وله علئ الخلق إذا عدّفهم أن يقبلواء )١(‏ 

* الشرح: 

(محمّد بن بحيئ؛ عن محمد بن الحسينء عن أبي شعيب المحاملي» عن درست بن أبي 
منصور, عن بريد بن معاوية» عن أبي عبد اللْهميْةِ قال: ليس لله علئ خلقه أن يعرفوا) أي يعرفوه 
ورسوله وأئمّته وأحكامه من قبل أنفسهم (وللخلق على الله أن يعرّفهم) جميع ذلك (وله على 
الخلق إذا عرّفهم أن يقبلوا) أي يطيعوا ويعلموا أنه حقٌّ ويتيقّنوا ماكان المطلوب منه اليقين 
ويعملوا ما كان المطلوب منه العمل. وبالجملة حجّته تعالى عليهم تمّت بالتعريف وليس عليهم 
تكليف المعرفة وإِنّما عليهم القبول واكتساب الأعمال وفي معناه قولهحِة ومامن أحد إلا وقد يرد 
عليه الحقّ قبله أم تركه). 

* الاصل: 

١‏ «عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن عيسئئا, عن الحجّال. عن ثعلبة بن ميمون. عن 
عت الأعلوان أغين فاك سالت أناعيد اننظ مول :يعرف شين عل عليه فى قال لل" 

* الشرح: 

(عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحجّال, عن ثعلبة بن ميمون. عن عبد 
الأعلئ بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهلية مَن لم يعرف شيئاً) الفعل مبنى للمفعول من التعريف 
يعني: مَّن لم يعرّفه الله شيئاً من المعارف والأحكام بإرسال الرّسول وإنزال الكتابء إذ التعريف 
الأَولى وهو الذي وقع عند الأخذ بالميئاق لا يستقلٌ في المؤاخذة كما قال سبحانه «إوماكنًا 
معذّبِين حتّئ نبعث رسولاً» (هل عليه شيء) من العقائد والأحكام أو من المؤاخذه والآثام (قال: 


.١71/ ١ ؟-الكافي:‎ .١11/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب حجج الله علئ خلقه 131 
لا) لأنَّ التكليف والتأثيم إِنّما يكونان بعد التعريف وفيه دلالة واضحة على أنَّ من لم تبلغه الدَّعوة 
ومن يحذو حذوهم لا يتعلق به التكليف أصلاً أمّا بالمعارف فلأنّها من الله كما عرفت في الباب 
السابق» وأمًا بالإحكام فلأنها إِنّما تستفاده من البيان النبوئٌ. 

وفى بعض الرّوايات دلالة علئ أنه يتعلق بهم نوع آخر من التكليف في الآخرة للامتحان 
والاعمار لتيل الحكة هلين 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيئ» عن أحمد بن محمّد بن عيسئ. عن ابن فشالء عن داود بن فرقد. عن أببي 
الحسن زكريًا بن يحيى ( ١‏ عن أبي عبد الله قال: ما حجب الله عن العباد فهو موضوعٌ عنهم». 

* الشرح: 

(محمّد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسئء. عن أبن فضّالء عن داود بن فرقد. عن أبي 
الحسن زكريًا بن يحيئ. عن أبى عبد الله قال: ما حجب الله عن العباد) من العلوم والمعارف 
والأحكام وغيرها ومن جملة ذلك أسرار القضاء والقدر (فهو موضوع عنهم ) غير مطلوب منهم 
قبوله وفعله وتركه لأنَّ ما يتوقّف من المعارف وغيرها علئ التعريف فهو ساقط عنهم بدونه؛ وقد 
روئ الصدوق # هذا الحديث بهذا السند بعينه فى كتاب التوحيد وفيه وماحجب الله علمه). 

* الأصل: ْ 

؛ -«عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن علئ بن الحكم عن أبان الأحمر. عن 
حمزة بن الطيّاره عن أبي عبد الله قال: قال لي: أكتب فأملئ علي: إن من قولنا لله يحتج علئ 
العباد بما آتاهم وعرّثهم : ثم أرسل إليهم رسولاً وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهئ, أمر فيه 
بالصلاة والصيام فنام رسول الّهئِةٍِ عن الصلاة فقال: أنا أنيمك وأنا أوقظك7' فإذا قمت فصل 
ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون, ليس كما يقولون: إذا نام عنها هلك وكذلك الصيام أنا 


4 
6. 


أمرضك وأنا أصحّك فإذا شفيتك فاقضه. ثم قال أبو عبد الله اظة: وكذلك إذا نظرت فى جميع 
الأشياء لم تجد أحداً في ضيق ولم تجد أحداً إلا وله عليه الحججة له فيه المشيثة ولا أقول: :إنهم 
ماشاووا صنعوا ؛ ثم قال: إن الله يهدي ويضل. وقال: وما أمروا إلا بدون سعتهم. وكل شي ء آمر 


(0) 





١‏ المعهود من الشارح التعرض لحال رجال الكافى أول ما يعثر علئ كل منهم وقد تعرض لحال أحمد بن 
محمد وابن فضال ج ١‏ ص / ولحال داود بن فرقد ج؟ ص ٠ ٠‏ ولم يسبق ذكر لزكريا ولم يتعرض له الشارح 
وعنونه لعلامة في القسم الأوّل من الخلاصة وقال: ثقة روئ عن أبي عبد اللهطئل. 

؟-الكافي: ٠ .1114 / ١‏ بعض النسخ [أنا أنمتك وأنا أوقظتك]. 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الناس به فهم يسعون له. وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم ولكنّ النّاس لا خير فيهم ثمّ 
تلاللة ليس علئ الضعفاء ولا علئ المرضئ ولا علئ الذين لا يجدون ما ينفقون حرخخ ١١»‏ 
فوضع عنهم #إما علئ المُحسنين من سبيل » و #9االله غفورٌ رحيم» ولا علئ الذين إذا ما أتوك 
لتحملهم» قال: فوضع عنهم «الأنهم لا يجدون».!"ا 

* الشرح : 

(عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن علئ بن الحكم عن أبان الأحمر, عن 
حمزة بن الطيّان عن أبى عبد اللهيظِةٍ قال: قال لى أكتب) أمره بالكتابة اهتماماً بشأن ما يتلوه عليه 
واعتناء بضبط ما يلقيه إليه (فأملئ علئّ أنَّ من قولنا إِنَّ لله يحتجٌ) يوم القيامة (علئ العباد بما 
آتاهم وعرّفهم ) من أمر التوحيد والمعارف (ثُمَ أرسل إليهم رسولاً) لتذكيرهم وتنبيههم عن الغفلة 
(وأنزل عليهم الكتاب) تبياناً لكلل شيء وقد روئ الصدوق # هذا الحديث بعينه في كتاب 
التوحيد وفيه «وأنزل عليه) بإفراد الضمير (فأمر فيه ونهئ عنه) تقريباً لهم إلى المنافع والمصالح. 
وتبعيداً لهم عن المفاسد والمقابح (أمر فيه بالصلاة والصيام) خصّهما بالذّكر لأنهما من أعاظم 
أركان الإسلام فإذا وقع التوسّع فيهما وقع فى غيرهما بالطريق الأولئ (فنام رسول الْهعَيية عن 
الصلاة) من طريق العامّة أيضاً أنْه نامويه عن صلاة الفجر حتّئ طلعت الشمس قيل: كان ذلك من 
غزوة خيبر» وقيل: كان ذلك من غزوة حنين» وقال محى الّدين البغوي: إن قيل: نام هنا حتّئ طلعت 
الشمس وفاتت الصلاة» وقال فى الآخر «تنام عيناي ولا ينام قلبي» فقيل المعنئ ولا ينام قلبي في 
الأكثر وقد ينام فى الأقلّ كما 07 وقيل: المعنئ أنه لا يستغرقه النوم حتّئ يكون منه الحدث. 
وعندى أنه لاتعارض لأنْه أخبر أنَّ عينيه تنامان وهما اللّتان نامتا هنا لأنَّ طلوع الفجر يدرك بالعين 
لاالفلت: 

قال: المازرئ: يريد بذلك أنَّ القلب إِنّما يدرك به الحسّيّات المتعلّقة به كالآلام والفجر لا يدرك 
به وإنّما يدرك بالعين فلا تنافي. وقال عياض: وقد يقال: نومه هذا خروج عن عادته لما أراد الله عر 
وجل من بيان سئّة النائم عن الصلاة كما قال ييه لأصحابه وهم أيضاً ناموا مثله «ولو شاء الله لأيقظنا 
ولكن أراد الله أن يكون سئّة لمن بعدكم» (فقال أنا أنمتك وأنا أوقظتك) في كتاب التوحيد 
للصدوق 4 «أنا أنيمك وأنا أوقظك» علئ صيغة المضارع وهو الأوفق بما يأتي من قوله «أنا 
أمرضك وأنا أصحّك» (فإذا قمت فصل ) أمر بالقضاء فوراً وفى أرّل أوقات التذكر للذلالة على 


قور القونة 17و ١‏ -الكافي: ١‏ / 1114. 


باب حجج الله علئ خلقه يا 


عدم كراهة قضائها فى ذلك المكان. وقال عياض: واختلف فيمن ينبّه من نوم فى سفر وقد فات 
الوقت فقال بعض العلماء: ينتقل عن محلّه لا يصلى به فإنكان وادياً خرج عنه لأنّه موضع مشؤوم 
معلون. ولنهيه عن الصلاة بأرض بابل لأنها ملعونة» وقال الجمهور: يصلّى بموضعه ولا ينتقل 
(ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون) العلم بذلك وإن كان يحصل بالبيان القولى إلا أنَّ البيان 
الفعلى أقوئ وأظهر مع مافيه من الدّلالة علئ عدم الإثم بتركها كما أشار إليه بقوله (ليس كما 
يقولون إذا نام عنها هلك) باستحقاق العقاب لانتفاء الاستحقاق هناء والظاهر أنَّ نومه ييه كان حين 
سار من أرّل الليل إلى السحر ونزل للتعريس» ففيه دلالة علئ جواز النوم قبل وقت الصلاة وإن 
حو و رد ارق رلك لوا بج و وا ا ارعا عا اد عل الي 
معلل بالغرض وما وقع في بعض الروايات من نا حي اتوص ناكل اماه داكي الفردن 
الرّاجع إليه (وكذلك الصيام أنا امرضّك وأنا أصحّك فإذا شفيتك فاقضه) الصحّة حال أو ملكة 
يصدر بسببها عن محلها الأفعال على وجه الكمال والمرض عدم الصحة أو حالة أو ملكة يصدر 
بسببها عن محلّها الأفعال لاعلئ وجه الكمال وهما من أفعاله تعالئ كما مرّ في باب حدوث العالم 
(ثمّ قال أبو عبد اللهة: وكذلك إذا ا د من المكلفين (في 
ضيق ) كما قال الله سبحانه «إوما جعل عليكم في الدّين من حرج ١!»‏ وكما ورد وإنَّ هذا الدّين 
سمحة سهلة» (ولم تجد أحداً إلا ولله عليه الحجّة) فيما آتاه وعرّفه ولم يضيّق عليه (ولله فيه 
المشيئة) شاء مافيه صلاحه في الدّين والدّنيا أوصلاح الغي ركإلقاء النوم والمرض عليه ويه لتعليم 
الخلق قضاء الصلاة والصوم وإصلاح حالهم بترك اللُوم والتعبير لمن صدر منه ذلكء ولمّا توهّم من 
قوله «لم تجد أحداً في ضيق» أن الخلق في سعة علئ الإطلاق يفعلون ما يشاؤون دفعه بقوله (ولا 
أقول إِنّما ما شاؤوا صنعوا) كما قالت المفوّضة وذلك لحصرهم بالأمر والنهي وافتفارهم إلى اللإذن 
واللطف وعدم استقلالهم في القدرة «إوما تشاؤون إلا أن يشاء الله »("). 
(ثم قال: إِنَّ الله يهدي ويّضْل ) أي يئيب ويعاقب أو يرشد فى الآخرة الى طريق الجنّة وطريق 
الّار للمطيع والعاصي وقد فرت الهداية في قوله تعالئ «سيهديهم ويُصلح بالهم» بالأمرين أو 
ا ل بال مر 1 
أنجانا لأنجيناكم لأنكم أتباع لنا فلو نجونا لنجوتم وفسّرت الضلالة في قوله تعالى فلن يضلَّ 
أعمالهم » وفي قوله «إائذا ضللنا في الأرض » بالهلاك أو يوق للخيرات ويسلب التوفيق أو يكون 





."١ : -سورة الحج :6 . 5 -سورة الإنسان‎ ١ 


نسبة الهداية والاضلال إليه مجازاً زا باعتبار إقداره علئ الخيرات والمعاصيء وروئ الشيخ الطبرسي 
في كتاب الاحتجاج عن مولانا أببي الحسن علئٌ بن محمّد العسكرىّ 822 أنه قال: «فإن قالوا: ما 
الحجّة في قول الله تعالئ ف يُضلٌّ مَنْ يشاء » ويهدي مَنْ يشاء» وما أشبه ذلك؟ قلنا: فعلى مجاز 
هذه الآية يقتضى معنيين أحدهما: أنّه إخبار عن كونه تعالئ قادراً علئ هداية مَن يشاء وضلالة 
من يشاء لو أجبرهم علئ أحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عيهم عقاب وما شرحناء والمعنئ 
الآخر أنَّ الهداية منه التعريف كقوله تعالئ: إوأمًا ثمود فهديّناهم فاستحبّوا العمئ على 
الهّدئ » '١‏ وليس كلّ آية مشتبهة في القرآن كانت الآية حبججة علئ حكم الآيات اللاتي أمر 
بالأخذ بها وتقليدها ‏ الحديث:: وقال المحمّق الطوسى: الاضلال: إشارة ال خلاف الحنٌّ وفعل 
الضلالة والإهلاك, والهدى: مقابل له. والأرّلان متليان مه ناه فى ي الشرح يعني يطلق 
الاضلال علئ معان ثلاثة: الأوّل: الإشارة إل خلاف الحقٌّ, الثانى: فعل الضلالة» الثالث: الإهلاك, 
والوقاق تقار الها فنظلق عن مقائلات السماتن الناذقة :المذكورة الإضارة إلرخ التعق :وافقل اليدارة 
وعدم الإهلاك والإضلال بالمعنيين الْأَوّلين منتف عنه تعالئ لأنّه قبيح, والله تعالى منرّه عن فعل 
القبيح, وأمّا الهدئ د تعالئ بالمعانى الثلائة فما ورد فى الآيات من إسناد 
الاضلال إليه فهو بالمعنئ الثالث أعنى الإهلاك والتعذيب كقوله تعالئ 9 ومَنْ يُضلل فأولئك هم 
الخاسرون# وقوله تعالى ؤبُضلٌ به كثيرً» . 

وأا الأشاعرة فالإضلال عندهم بمعنئ خلق الكفر والضلال بناء علئ أنه لا يقبح منه تعالى 
شيء. ! 

وقال الفاضل الأسترآبادي في حاشيته على هذا الحديث: يجيء في باب ثبوت الإيمان أن الله 
خلق الناس كلّهم علئ الفطرّة الّتى فطرهم عليها لا يعرفون إيماناً بشريعة وكفراً بجحود. ثم بعث الله 
الؤّسل يدعوا العباد إلئ الإيمان به فمنهم هدى الله ومنهم لم يهده الله وأقول: هذا إشارة إلى الحالة 
التي سمّتها الحكما ء العقل الهيولاني. ومعنئ الضالٌ هو الذي انحرف عن صوب والصواب ولمّا لم 
يكن قبل إرسال الول وإنزال الكتب صوب صواب امتنع حينئدٍ الانحراف عنه» ولمًا حصلا أمكن 
ذلك فبكون الله تعالى سبباً بعيداً في ضلالة الضال» وهذا هو المراد بقوله 18 يضل. وقال في الفوائد 
العدلئة: .وأا أنه تمالر: هو المضل فقد تواترت الأخبار عنهم نيه بأن الله يخرج العبد من الشقاوة» 
إلئ السعادة ولا يخرجه من السعادة إلئ الشقاوة فلابدَ من الجمع بينهما ووجه الجمع كما يستفاد 





١-سورة‏ فصلت :/ا١.‏ 


باب حجج الله على خلقه 560 


من الأحاديث وإليه ذهب ابن بابويه: انَّ من جملة غضب الله تعالئ علئ بعض العباد أنه إذا وقع 
منهم عصيان ينكت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب وأناب يزيل الله تعالئ تلك النكتة وإلا فتنشر تلك 
النكتة حتّ تستوعب قلبه كله فحينئذٍ لا يلتفت قلبه إلئ موعظة ودليل. لا يقال: من المعلوم أنه 
مكلف بعد ذلك, وإذا امتنع تأئر قلبه فيكون تكليفه بالطاعة من قبيل التكليف بما لا يطاق. لأنا 
نقول: من المعلوم أن انتشار النكتة لا ينتهى إلئ حدّ تعذّر التآث وممًا يؤيّد هذا المقام ما اشتمل 
عليه كثير من الأدعية المأثورة من أهل بيت النبوّة صلوات الله عليه من الاستعاذة بالله من ذنب لا 
يوفّق صاحبه للتوبة بعده أبدأء ثم أقول: إِنَّ هنا دقيقة أخرئ هي أَنّه يستفاد من قوله «وهديناه 
النجدين» أي نجد الخير ونجد الشرّ ومن نظائره من الآيات والرّوايات ومن قوله تعالئ «إنَّ الله 
يخرل بين الوه وفليه ١!»‏ ومن نظائروامن الكات والزوايات أن تضبوب التدين وتفيية نجل الخير 
من نجد الشرٌ من جانبه تعالئ وأنّه تعالئ قد يحول بين المرء وبين أن يميل إلئ الباطل وقد لا يحول 
وبخلئ بينه وبين الشيطان ليضلّه عن الحنٌّ ويلهمه الباطل؛ وذلك نوع من غضبه يتفرّع علئ أختيار 
العبد العمئ بعد أن عبّفه الله تعالئ نجد الخير ونجد الشدٌ فهذا معنئ كونه تعالئ هادياً ومضلاً 
وبالجملة أن الله يقعد أوَّلاً في أحد أذني قلب الإنسان مَلَكاً وفى أحد أذنيه شيطاناً ثم يلقى في قلبه 
اليقين بالمعارف الضروريّة» فإِنَّ عزم الإنسان علئ إظهار تلك المعارف والعمل بمقتضاها يزيد الله 
في توفيقه. وإن عزم الإنسان علئ إظهار تلك المعارف والعمل بمقتضاها يزيد الله فى توفيقه وإن 
عزم علئ إخفائها وإظهار خلافها يرفع الملك عن قلبه ويخلّى بينه وبين الشيطان ليلقي في قلبه 
الأباطيل الظنّيّة» وهذا معنئ كونه تعالئ مضلاً لبعض عباده. 

وقال شارح كشف الحقٌ للرّدٌ على الأشاعرة القائلين بأنّه تعالئ هو الهادي والمضلٌ مستدلين 
بقوله تعالئ يل من يشاء وبهدي منْ يشاء»: إن هذا مدفوع بما فصّله الأصحاب في تحقيق 

معنا الهداية والضلالة وحاصله أنَّ الهدئ يستعمل فى اللّغة بمعنئ الدَّلالة والارشاد نحو إن 
علينا للهدئ» وبمعنئ التوفيق نحو إوالّذين اهتدوا زادهم هدئ» وبمعنئ الشواب نحو «إنَّ 
الّذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربّهم بإيمانهم جنات تجري من تحتها الأنهار»(") وبمعنئ 
الفوزوالنجاة نحر إل هدان اليدنام ومممنئ الحكم والتسمية تحر لأ ريدو أن هدوم 
أضلَّ الله »7 , بعني أتُريدون أن تسمّوا مهتدياً من سمّاه الله ضالاً وحكم بذلك عليه. والإضلال 





١‏ -سورة الأنفال : ع" 
*“ - سورة النساء :88ل . 


* - سورة يوئس 234 


يأتى علئ وجوه أحدهما: الجهل بالشيء يقال: أضل بعيره إذا جهل مكانه. وثانيها: الإضاعة يقال: 
أضلّه أي أضاعه وأبطله. ومنه قوله تعالئ «أضلٌ أعمالهم» أي أبطلهاء وثالثها: بمعنئ الحكم 
والتسمية يقال: أضلَّ فلان فلاناً أي حكم عليه بذلك وتحكاه يعو ورابعياة ممعت اردان 
والمصادفة يقال: أضللت فلاناً أي وجدته ضالا كما يقال: أبخلته أى وجدته بخيلاً. وعليه حمل 
قوله تعالئ «إوأضله الله علئ علم» أي وجده وحمل أيضاً علئ معنئ الحكم والتسمية وعلى 
معد النذات وخ اسياهاة أن يفغل ماغععده يفل ويضيقه إل نفسة ارا لأعل ذلك كقوله تعالين 
يْضِلٌ به كثيراً» أي يضلٌ عنده كثير. 

ونيد كينا أن يكون متعدّبا إلى مفعولين نحو «إفأضأونا السبيلا» و لاليِضلٌ عن سبيله » وهذا 
هو الإضلال بمعنئ الااغواء وهو محل الخلاف بيننا وبينهم؛ وليس في القرآن ولا في الَسئة شي ء 
يضاف إلى الله تعالئ بهذا المعنئ (وما أمروا إلا بدون سعتهم وكلّ شيء أُمرَ الناس بهم نهم 
يسعون له وكلّ شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم قال الفاضل المذكور في حاشيته علئ الفوائد 
في مقام نقله هذا الحديث قصدهظة منه: إن الله تعالئ وسع في أوامره ونواهيه وكلفهم دون طاقتهم 
فبطل ما قالته المعتزلة والأشاعرة من أن الله تعالئ كلفهم بالنظر والفكر في تحصيل معرفة الله تعال 
ومعرفة الرَّسِو ليه (ولكن الناس لا خير فيهم) لتمسّكهم في أصول الدّين وفروعه بمفتريات 
أوهامهم ومكتسبات أفهامهم وقصدهليِة منه هو التنبيه بأنه يجب الوّجوع: فى جميع ذلك إلى 
النبيتيَيّيةٌ والأوصياء لي وقد حمل علئ ذلك ما روى عنهءظَة. قال: وحجة الله تعالئى علئ العباد 
النبى عل والحجّة فيما بين الله وبين العباد العقل»!١'‏ وما روي عن أبى الحسن موسئ بن جعفر اكه 
قال: ويا هشام إِنَّلله على الناس حجّتين حجّة ظاهرة وحجّة باطنة» فأمّا الظاهرة فالوٌسل والأنبياء 
والأئمّة وأمًا الباطنة فالعقول»!') وما روى عنه ابن السكّيت حين قال له: وما الححّة عل الخلق 
اليوم؟ ْ 

فقال.4#: العقل يُعرف به الصادق عل الله فيصدّقه والكاذب على الله فيُكذبه. فقال ابن 
السكيت: هذا والله هو الجوات)!'" ووجه الاحمل أن الححّة الظاهرة وهو الةسول يبن طريق الخير 
والشدٌ والحجّة الباطنة وهو العقل يختار الخير ويترك الشبّ ويميز بينهماء وهذا معنئ كونه حجّة كما 
يستفاد من الرّوايات لا أنّه مستقلٌ بتحصيل المقدَّمات كما زعمه المعتزلة ومن يحذو حذوهم لأنَّ 





. راجع كتاب العقل والجهل . راجع كتاب العقل والجهل‎ ١ 
. راجع كتاب العقل والجهل‎ ٠ 


باب حجج الله علئ خلقه 7 
العقول الناقصة كثيراً ما تأخذ المقدّمات الكاذبة وتزعم أنْها صادقة فيبعد بذلك عن المطالب 
الحمّة فلو كان العقل مكلفاً بتحصيلها من قبله بدون التشبّث بذيل حجّة ظاهرة ووقع الخطأ منه 
كان معذوراًء ولزم من ذلك أن يكون البراهمة والرّنادقة والملاحدة وغيرهم من الفرق المبتدعة 
معذورين لاحجّة لله تعالئ عليهم يوم القيامة ( ثم تلالكة ) اسشهاداً لقوله (لم تجد أحداً في ضيق ) 
وقوله (وما أمروا إلا بدون سعتهم) ليس علئ الضعفاء ولا علئ المرضئ ولا علئ الذين لا 
يجدون» 77 لكمال فقرهم «مايّنفقون» في سبيل الجهاد 9 حرج فوضع عنهم» الحرج والإثم 
للقعود عن الجهاد والتأخير فى الخروج 9 ما علئ المُحسنين» وهم الضعفاء والمرضئ من 
سبيل » إلئ معاتبتهم ومؤاخذتهم وتكليفهم بما ليس في وسعهم وإِنّما وضع الظاهر موضع الضمير 
للدّلالة علئ أن انصافهم بصفة الإحسان ودخولهم في المجاهدين بالقلب واللّسان وأن تخلفوا 
عنهم بالأبدان صار منشأ لنفى الحرج عنهم كما قال سبحانه 9إذا نُصحو الله ورسوله» «والله غفورٌ 
رحيم» يغفر لهم خطيئاتهم ولا يكلّفهم بما لا يطيقون «ولا علئ الْذين إذا ما أتوك» من فقراء 
الصحابة (لتحملهم) إلئ الجهاد بتحصيل الرّاحلة والرّاد ليغزوا معك. قلت: لا أجد ما أحملكم 
عليه 9تولوا وأعينهم تفيضٌ من الدّمع حُزناً أن لا يجدوا ما يُنفقون» (قال: فوضع عنهم) الجهاد 
والحرج «لأنهم لا يجدون4 ما يركبون وما ينفقون والمقصود من ذكر الآية الكريمة أنَّ الله لا يكلف 
نفساً إلا وسعها فكيف يكلف الناس علئ اختلاف طبائعهم وتفاوت عقولهم أن يكتسبوا المعارف 
والأحكام بمجرّد أوهامهم. 





.ا١ا١: سورة التوبة‎ ١ 





باب الهداية أنها من الله عزّ وجل 

* الأصل: 

١‏ -«عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن عيسئ» ؛ عن محمد بن إسماعيل. عن إسماعيل 
السرّاجء عن ابن ع مسكان؛ عن ثابت بن سعيد قال: قال أبو عبد اللهاقة: يا ثابت مالكم وللناس. كفّوا 
عن الناس ولا تدعوا أحدا إلئ أمركم. فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على 
أن يهدوا عبداً يريد الله ضلالته ما استطاعوا علئ أن يهدوه. ولو أن أهل السموات وأهل الأرضين 
اجتمعوا علئ أن يضِلَُوا عبداً يريد الله هدايته ما استطاعوا أن يضلُوهء كمّوا عن الناس ولا يقول 
أحذد: : عمي وأخي وابن عمّي وجاري فإنَ لله إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه فلا يسمع معروفا إلا 
م ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره».!١!‏ 

* الشرح: عدّة من أصحابناء ا 0 عن محمّد بن إسماعيل» عن 
ا عن مم وريم 7 
عثمان (عن ابن مسكان عن ثابت بن سعيد ) قال: قال أبو عبد الله يا يا ثابت مالكم وللناس؟) 
الواو للعطف علئ الضمير المجرور بإعادة الجارٌ والعامل معنوي يشعر به كلمة الاستفهام وحرف 
الجر الطالبان للفعل والمعنئ: ما تصتعون أنتم والناس» والمقصود هو الحتٌّ علئ التباعد منهم 
وترك المبالغة والمخاصمة معهم فى أمر الدّين (كقُوا) أنفسكم (عن الناس ولا تدعوا أحداً إلى 
أمركم) الأمر بالك والنهئ عن الدّعاء ما لأجل ماكان في ذلك الزّمان من شدّة التقيّة من أهل 
الجور والعدوان. وإمًا لأنَّ القصد منه ترك المبالغة في الدّعاء وعدم المخاصمة في أمرالدّين وذلك 
لأنَّ المستعدٌ لقبوله يكفيه أدنين الإشارة والمبطل لاستعداده الفطري لا ينفعه السيف والسنان 
فيك المخاضينة باللساف (قوالله لى أن أهل السماوات وأهل الأرضين ين اجتمعوا علئ أن يهدوا 
عبداً) أن يوصلوه إلئ المطلوب ولو بالجبر وإنّما فسّرنا بذلك لأنّ الهداية بمعنئ إراءة الطريق 
والإرشاد يجتمع مع الضلالة (يريد الله ضلالته) أي عذابه وإرشاده في الآخرة إلى طريق جهنم 
بسبب كفره وعصيانه اختياراً فى الدّنياء هذا إن ريد بالإرادة معناها المعروف وأما إِنَّ أريد بها العلم 
الأزلى والذَّ كر الأَيّلى وقد شرن سايكا إل أنها تجيء لهذا المعنئ أيضاً فلا حاجة إلئ ذلك التوجيه. 


.110 / ١ -الكافى:‎ ١ 


باب الهداية أنها من الله عنّ وجل ف 





لأنّ من علم الله تعالئ ضلالته فى الأزل باختياره فهو يموت ضالاً ولا ينفعه نصح الناصح (ما 
استطاعوا) أى ما قدروا (علئ أن يهدوه) لضرورة أنَّ مراده ومعلومه تعالئ واقعان لا مردٌ لهما وإن 
كان الضلالة وأسبابها القريبة واقعة باختيار العبد لذلك خاطب الله تعالق رسوله بقوله ظإإنك لا 
تهدى مَن أحببت» (ولو أنَّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضِلّوا) عن طريق 
ادق ويكريكر عن العراط السقت (عبداً يريد الله هداه) أي إثابته بالجئّة ونعيمها أو إرشاده في 
الآخرة إلى طريق الجنّة وإيصاله الئ المطلوب بسبب إيمانه وإحسانه في الدّنيا باختياره أو المراد 
بالإرادة العلم الأزلي بهدايته (ما استطاعوا أن يضلّوه) لما عرفت (كمّوا عن الناس) لعادلين عن 
الصراط المستقيم والمارقين من الدَّين القويم (ولا يقول أحد عمّى ) أي هذا عمّى (وأخي وابن 
عمّي وجاري) وقعوا : فى الضلالة فتبعثه الحميّة النسبيّة والغيرة العصبيّة علئ أن ينجيهم منها 
طوعاً وكرهاً (فإنَ لله إذا أراد بعبد خيراً) لعل المراد به نوع من اللّطف الذي له تعالئ بعباده وذلك 
الا ير ل ال سر امير امار ار لاد د 
وأنجسانا وقد يكون بواسطة رجوع النفس الأمّارة الضالة إليه تعالئ وقتاً ما إذ مامن نفس إلا ولها 
رجعة إلى جناب الحنٌّ فربما يدركه اللُطف الإلهي حينئذٍ (طيّب روحه) عن خبائث ك العمائد الباطلة 
فيخرجه من الجهل المركّب إلئ الجهل البسيط (فلا يسمع ) بعد ذلك (معروفا إلا عرفه) فيعرف 
أنّه حقٌّ في نفس الأمر (ولا منكراً إلا أنكره) فيعرف أنه باطل لا حقيقة له فيعدل عنه ويميل إلى 
المعروف (ثمٌ يقذف الله في قبله) لحسن استعداده بلا واسطة أو بواسطة مَلَكَ موكّل عليه (كلمة 
يجمع بها أمره) وهي كلمة الإخلاص الْتى يتخلّص بها العبد عن العلائق الجسمانيّة ويترقئ إلى 
الفضائل الرُوحانيَّة ويتشرّف بالعوائد البّبانيّة أو كلمة الحكمة وهى شىء يجعل الله تعالئ فى 
القلب فينؤره حتّئ يفهم المشروعات والمحظورات ويعلم المعقولات ولمعا 
الاصل: 

"ليبن رايم بوبماشع خن انب عن ابن أبي عُمِير عن محمّد بن حمران» عن سليمان 
ابن خالد. عن أبي عبد اللهلية قال: قال: إن الله عرَّ وجل اذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من 
نور وفتح مسامع قلبه ووكّل به مَلّكأ يسدّده. وإذا أراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء وسدٌ 
مسامع قلبه ووكل به شيطاناً يضلّه. ثم تلا هذه الآية:9 فَمَنْ فَمَنْ يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام 
ومن يريك أن يقله جه .صدر قينا حرجا كالما رمك : في السماء» 110١‏ 





١‏ -الكافي: ١‏ /1317. ؟ -سورة الأنعام : ؟1. 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

* الشرح: (علئٌ بن إبراهيم بن هاشم. عن أبيه. عن ابن أبي عمير, عن محمّد بن حمران. عن 
سليمان ابن خالد» عن أبى عبد اللْهية قال: قال: إِنَّ الله إذا أراد بعبد خيراً) أي علم منه ذلك أو 
أراده لصفاء قلبه وميله إلى نجد الخير (نكت في قلبه نكتة من نور) أي أحدثها فيه وهو من نكت 
الأرض بالقضيب إذا أثر فيها (وفتح مسامع قلبه) التى يسمع بها كلمات الحنٌّ وإلهامات الملك 
(ووكل به ملكا يسدّده) بإلهام الحقٌّ ونفخ الصواب وهذا التسديد يسمّئ لمّة المَلك (وإذا أراد 
بعبد سوء) لحركته إلئ نجد الشرٌ وميله إلئ سبيل الضلال (نكت في قلبه نكتة سواء وسدّ مسامع 
قلبه) وهو الختم لثلا يدخل فيه الحقٌّ (ووكل به شيطاناً يضلّه) يعنى خلّى بينه وبين الشيطان 
ليضلّه عن الحنٌ ويلهمه الباطل وهذا الإضلال يسمّئ لمّة الشيطان. . 

ومن طريق العامّة «أنَّ للشيطان لمّة بابن آدم وللملك لمّة فأمًا لمّة الشيطان فإيعاد بالشدٌ 
وتكذيب الحقٌّ وأمّا لمّة المَلّك فإيعاد بالخير وتصديق بالحقٌ. فمن وجد ذلك فيحمد الله ومن 
وجد الأخرئ فليتعرّذ بالله من الشيطان الوّجيو ١!‏ '». وتوضيح ذلك أن الله تعالى خلق القلب صافياً 
مجلوًاً قابلاً للصفات النورانيّة» فإِنَّ مال إلى الحٌّ يحدث الله تعالئ فيه نور الإيمان ويوقّقه له وهو 
المراد بالنكتة النورانيّة لأنَّ الإيمان وغيره من الفضائل كلها نورائيّة وبذلك النور ينفتح المسامع 
القلبيّة ويقرأ عيه المَلّك كلمات الخيرات فإن استمع إليها واعتقد بالعقليّات عمل وبالعمليّات 
ازدادت نورانيّته حتّئ يصير نوراً صرفاً يتنوّر في عالم الأرواح كالشمس في عالم الأجسام, وإن مال 
إلن الباطل يحدث الله تعالئ فيه ظلمة الكفر ويسلب التوفيق عنه حتّئ يمضى ما أراد أمضاءه. 
دنهو المنزاددالنققة النموزذاء أن القن وعتر هين الذماك كلها ظلمة وتسوداهويفلك التكلية 
المنوزذاء تمد مسامع الإلهامات الملكيّة وينفتح مسامع الوساوس الشيطائيّة فيقرأ الشيطان عليه 
كلمات الشرور فإن استمع إليها وعمل بها ازدادت ظلمته حتّئ يصير كله ظلمانيًاً صرفا كالقمر 
الوم وسع د ء لهذا زيادة تحقيق فى باب الذُّنوب إن شاء الله تعالئ (ثمّ تلا هذه الآبة: 
#فمن يرد الله أن يهديه4 ) في الآخرة إلى طريق الجنّة وفي الدّنيا إلى طريق الخيرات بعد أن عرّفه 
النجدين وحسن استعداده لنجد الخير #يشرح صدره للإسلام» أي لقبول معارفه وأحكامه حتى 
تتأكد عزمه عليها ويقوّي الدّاعى علئ التمسّك بها ويزول عنه الوساوس والشيطانيّة والهواجس 
النفسائيّة وذلك من لطف الله تعال عليه وكمال إحسانه إليه 8 ومّن يرد أن يضِلّه4 عن طريق الجنّة 
بإرشاده إلئ النار وتخليته مع الشرور لأجل إبطاله الاستعداد الفطري وإعراضه عن طريق الخير 


١‏ -أخرجه الترمذى فى السنن ج ١١‏ ص ٠١4‏ وقال هذا حديث حسن غريب. 


باب الهداية أنها من الله عنّ وجل 7 
«يجعل صدره ضيّقاً حرجاً» لانقباضه بقبض الكفر والعصيان وتقيّده بقيد الظلمة والطغيان. 
نعنى آله تقال سلب !اللطف عق لا أله سمتلت الا يمان هاب لا تيعد أذ يقال إن يقال إن تع 
تعالي ذلك لطف بالنظر عنه لا أله يسلب الايمان عنه بل لا يبعد أن يقال: إِنَّ صدعة تمالئ ذلك 
لطف بالنظره اليه. ألا ترئ أنك تضييّق علئ من وقع من عبيدك فى مخالفة أمرك لعلّه يتذكر أو 
بخشئ فيرجع إلئ الموافقة « كأئْما يُصَمّد في السماء» شبّه ضيق الصدر عن قبول الإيمان 
ولوازمه بمن يضْعّد فى السماء فى أنه كما يمتنع الصعود من هذا كذلك يمتنع قبول الإيمان من 
ذاك. 

قبل معنا أن ديق المضدو يع من الآنجان كنا نهد الضاعة هن المتجاة.وقية مبالئة لتعده عد 
قبول الإيمان ويقرب منه ما قبل من أن قرار ضيّق الصدر عن الإيمان وثقله عليه بمنزلة فرار من يفرٌ 
إلئ السماء. وهذا مثل لغاية التباعد من الشىء والفرار عنه» وقال الصدوق فى كتاب عيون أخبار 
لافنا له روس ترارعيين ال اسه و اتات ا العطار رضي اللاحته قال؛ حدّثنا على بن 
ل 

سئ الرّضا: عن قوله الله عر وجل «فمَنْ َمَنْ يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام»!١‏ قال: 

رد ل أن يهدي ايا في لا إلى جلت ودار رات في الآخرة يشر صدره لتسليم ف وا 
به والسكون إلى ماوعده من ثوابه ويطمئنٌ إليه. ومن يرد أن يضلّه عن جنته ودار كرامته في 
الآخرة لكفره وعصيانه له فى دار الدّنيا يبجعل صدره ضيّقاً حنّ يشِكَ فى كفره ويضطرب من 
ا و و ا ا ا 0 
ومثله بعينه رواه الشيخ الطبرسي لله في كتابه الاحتجاج. 

* الاصل: 

#لعدة من أصخابناء عن أحمد بن محمد عن ابن فشال» عن علرة ين خضة عن أبنه 'قال: 
سمعت أبا عبد اللي يقول: اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس فإنّه ماكان لله فهو لله وما للناس فلا 
يصعّد إلى الله. ولا تخاصموا الناس لدينكم فإنَّ المخاصمة ممرضة للقلب. إِنَّ الله تعالئ قال 
لنببهيليةُ: (إنك لا تهدي مَنْ أحببت ولكن الله يهدي مَنْ يشاء» وقال: «أفأنت تكره الناس حتّئ 
يكونوا مؤمنين» ذروا النّاس فَإِنَ الناس أخذوا عن الناس وإنّكم أخذتم عن رسول الْهعَية» إنّي 
سمعت أبى ليه يقول: إنَّ الله عر وجل إذاكتب علئ عبد أن يدخل في هذا الأمركان أسرع إليه من 





98 : سوره يوسهف‎ -١ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الطير إلى وكره».!١‏ 

# النشرح: (عدّه من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن ابن فضّالء عن علئٌ بن عقبة؛ عن أبيه 
قال: سمعت أبا عبد اللهاية يقول: اجعلوا أمركم) في القول والفعل خالصاً (الله) طلباً لمرضاته 
(ولا تجعلوا للناس) طلباً للسمعة والغلبة عليهم (فإنّه ما كان لله فهو لله) أي ماكان من الأقوال 
والأفعال في الدَّنيا لله فهو فى الآخرة أيضاً لله بطلب الثواب منه. أو ماكان لله فهو يصَعّد إلى الله فلا 
برد أنَّ الحمل غير مفيد (وماكان للناس فلا يصعد إلى الله) لأنه تعالئ لا يقبل من العمل إلا ماكان 
خالصاً له (ولا تخاصموا الناس لدينكم فإنَّ المخاصمة ممرضة)!'' بفتح الميم والّاء بينهما ميم 
ساكنة اسم مكان للكثرة» وبكسرها: اسم آلة وبضمّها وكسر الرّاء: اسم فاعل من أمرضه إذا جعله 
مريضاً (للقلب) لأنّ كل واحد من المتخاصمين يلقي شبهة علئ صاحبه والشبهة مرض القلب 
وهلاكه؛ وإيضاً إذا بلغ الكلام إلى حدّ الخصومة فكثيراً بتجاوز عن القدر اللأئق في النصيحة وذلك 
يوجب ازدياد ميل قلب المخاطب إلئ الباطل وبالجملة القلب المستعدٌ لقبول الحقٌّ يكفيه أدنئ 





.١1517/ ١ -الكافي:‎ ١ 
ل - قوله «ممرضة للقلب» الحاصل من روايات هذا الباب علئ ما يتبادر الى الوهم أن الأمر بالمعروف والنهي‎ 
عن المنكر ليسا بواجبين مع أن وجوبهما صريح القرآن بل من ضروريات دين الإسلام والأخبار متواترة بذلك‎ 
وطريي لجيه تتدعين ما ندال في نرله مال 3/9 [كراء:» فى الدين قد 7 تبيّن الرشدٌ من الغي » وأمثاله؛ وتوسل‎ 
بعضهم بالنسخ وأن عدم الإكراه منسوخ بفرض الجهاد وهو ضعيف. ثم لا يجري هذا الجواب في أمثال قوله‎ 
تعالى: #وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وقوله: #انك لا تهدي مَنْ أحببت ولكن الله يهدي مَنْ يشاء»‎ 
والحل أن الاعتقاد أو الأيمان الحقيقى لا يتحقق بالإكراه وإنما يؤثر الإكراه ة فى التلفظ بلفظ لا يعتقد معناه ولا يأمر‎ 
الله تعالئ بشىء ء يعلم أن وجوده غير ممكنء وما ورد في روايات هذا الباب إنما هو النهي عن الإكراه والالتزام‎ 
اللفظى والتظاهر الددين فإنما لآ تفيث الاننان شيا والاصرار قئة متعية :علي الام ومضجر: للمأمور, وربما يلزم‎ 
منه الفساد, وأما ما يستفاد منه من الجير فالجواب عنه قد علم مما مر و يشير إليه الشارح واذا غلب علئ الإنسان‎ 
العادات السيئة والعجب بالنفس والانهماك في الشهوات والتعصب للغلط» وران علئ قلوبهم ماكانوا يكسبون. لم‎ 
يؤئر منهم دعوة الأنبياء وموعظة الصلحاء وليس ذلك إلا لتقصير المكلف نفسه ولماكان حصول هذه المقدمات‎ 
والأسباب منه جاز عقابه ولأن أفاضة الصور واللوازم علئ المواد المستعدة بعد وجود أسبابها من الله تعالئ‎ 
نسبت اليه ولا يدقع عن المكلف المسؤولية بكون الإفاضة من الله تعالئ كما لا يدفع حصول صورة الخمر في‎ 
العصير بأمر الله تعالئ الأثم عن العاصر كما بين فيما مضئاء. ثم أن وزن مفعلة لا يجب أن يكون اسم مكان أو‎ 
مقية ١ل حى تنيت حاف : ندل لو الكتره دماغ قر قباس ة لوزن قال لحا سجر بالق > العيابة‎ 
والقراضة والقلامة والنشارة يقال «السواك مطهرة ة للفم. وصلة الرحم منماة للمال والبطنة مؤسنة)‎ 
ش١ وامغال ذلك كثير وبالله التوفيق‎ 


باب الهداية أنها من الله عنّ وجل و0 


الدّعوة والقب المتوغّل فى الباطل لا ينفعه الخصومة بل ربما تضرٌّه (إنَّ الله تعالئ قال لنبيّه: 9 إِنَّك 
لاتهدي مَنْ أحببت4 ) يعنى لا تقدر أن توصله إلئ المطلوب وتدخله في دين الإسلام ١‏ ولكن الله 
اذى مز ايقاءة أى يوضله إل المطاوت ووا عل نن الأساكر ريتك أندي ان كاليذاينة هين 
الزق وو كاة اللطتيد راك اله سجاه هو الذمع_مخزل بين الغرد وفليه نديئ الهااى بز "اميه 
حر صو رج تعاب اوم أله ناا اير ار اا عاق قلا ك1 نتم أولئ بعدم القدرة عليها 
(وقال: «أفأنت ثكره الناس حتّئ يكونوا مؤمئين؟ ) إنكار لإكراهه وإجباره إِيَاهم علئ الإيمان 
تحقيقاً لمعنئ التكليف والثواب والجزاء. 

وقال الشيخ أبو على في تفسيره: معناه أنه لا ينبغى أن تريد إكراههم علئ الإيمان مع أنك لا 
تقدر عليه لأنَّ الله تعالئ يقدر عليه ولا يريده لأنه ينافى التكليف. وأراد بذلك تسلية النب َل 
وتخفيف ما يلحقه من التحسّر والحرص علئ إيمانهم عنه؛ وفي هذا دلالة علئ بطلان قول المجبّرة 
أنه تعالئ لم يزل كان شائياً وأنّة لا يوصف بالقدرة علئ أن يشاء لأنّه أخبر أنه لو شاء لقدر لكنّه لم 
يشأ فلذلك لم يوجد, وإنكانت مشيّته أزليّة لم يصمّ تعليقها بالشرط. ألا ترئ أنه لا يصحٌ أن يقال: 
لو علم الله ولو قدركما صم أن يقال: لو شاء ولو أراد. وفي كتاب عيون أخبار الرَضائظِةٍ قال له 
المأمون: زواصت ارلو الك حر الأزماو را رويك اومن فى الأرصر كاري ييا اناك كر 
الناس حتّئ يكونوا مؤمنين»! ''. #إوماكان لنفس أن تؤمن إِلَّا بإذن الله»("؟ فقال الرّضالكة 
حدّثني أبي موسئ بن جعفر, عن أبيه عن جعفر بن محمّد. عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه 
عليٌ بن الحسين؛ عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب لىة قال: إِنَّ المسلمين قالوا لرسول 
الله َه لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس علئ الإسلام لكثر عددنا وقوينا على 
عدوّناء فقال رسول الله َيل : ماكنت لألقئ الله عرَّ وجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئاً وما أنا من 
المتكلفين فأنزل لله تبارك وتعالئ يا محمد «إولو شاء ربك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً» 
علئ سبيل الإلجاء والاضطرار فى الدّنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة» ولو 
الك و مار د رار ياد تيالياه منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرَّين 
ليستحمّوا منّى الرّلى والكرامة ودوا م الخلود فى جنّة الخلد «(أنفأنت تُكره الناس حت يكونوا 
ا 
الإيمان عليها ولكن علئ معنئ أنْة اما كانت لتؤمن إلا باذن الله وإذنه أمره لها بالايمان ما كانت 





.٠١١: سورهة يونس :4 5" سورة يونس‎ ١ 


و 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
مكلّفة متعبّدة» وإلجاؤه إِيّاها إلئ الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها. فقال المأمون: فجت 
عنّى يا أبا الحسن فرّحٍ الله عنك (ذروا الناس) اتركوهم بحالهم ولا تقصدوا مخالطتهم ومؤالفتهم 
في دينهم (فانَّ الناس أخذوا عن الناس) ما تقتضيه آراؤهم الفاسدة وقياساتهم الباطلة (وَإِنكم 
أخذتم عن رسول الْهيهُ ) دين الله الّذي أنزله إليه لمصالح العباد. فليس في تركهم مضرّة لكم. ولا 
في مخالطهم منفعة لكم (إنّي سمعت أبي 49 يقول: إِنَ الله إذا كتب) بقلم التقدير في الوح 
المحفوظ (علئ عبد أن يدخل فى هذا الأمر) ويذعن له إذعاناً خالصاً عن شوائب الشكوك 
ومفاسد الأوهام (كان أسرع إليه من الطير إلى وكره) دُعي أو لم يدع, والوكر بفتح الواو وسكون 
الكاف: عش الطائر وهو موضعه الذي يجمعه من دقاق العيدان وغيرها للتفريخ وهو في أفنان 
الشجر, فإذا كان فى جبل أو جدار أو نحوهما فهو وكر ووكن, وإذا كان فى الأرض فهو أفحوص 
وأدحث. ١ ١‏ 

الأصل: 

دراو عله الاأشتعوى وصو عق نو عبد الختا و ضن صموان بن حي عن محمة بن مؤواة: 
عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله ندعوا الناس إلئ هذا الأمر؟ فقال: لا يافضيلء إن لله 
إذا أراد بعبد خيراً أمر مَلَكاً فأخذ بعنقه فاخله في هذا الأمر طائعاً أوكارهاًء ١7‏ 

* الشرح: (أبو عليئٌ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّان عن صفوان بن يحيئ؛ عن محمّد بن 
مروان؛ عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللههة: ندعو الناس إلئ هذا الأمر) طلب الإجازة 
على ذلك ولمّا كان الناس فى ذلك العصر متعصبّين معاندين للحىٌّ وأهله أشارءظة إلى نهيه عن 
دعائهم مطالكا | وضرن الفوالقة لا وجرن سالا الفرقة الناجية مع الإشارة إلئ التعليل لذلك النهي 
تسلية له وتسكيناً لحزنه (فقال: لا يا فضيل إِنَّ الله إذا أراد بعبد خيراً) لقصد إخراجه من الشقاوة 
تفضلاً ولطفاً (أمر مَلَكاً فأخذ بعنقه فأدخله فى هذا الأمر طائعاً) إذا لم يبلغ الّطف حدٌّ الكمال 
(أوكارهاً) إذا بلغه ولم يبلغ حدّ الجبر لأنَّ الجبر عندنا منفييٌ. 

كمل كتاب العقل والعلم والتوحيد من كتاب الكافى ويتلوه كتاب الحجّة. 





كتاب الحجة 


بسم الله الرحمن الرحيم 
باب الاضطرار الئ الحجة 


الأصل: 

يا عالم الدّقائق والسرائر ويا ملهم الحقائق علئ الضمائر, لك الحمدٌ علئ ما أعطيتنا من دقائق 
الأسرار ولك الشكر علئ ما ألهمتنا من حقائق الأخبار ولنبيّك الهادي إلئ أحسن الأديان أكمل 
الوسيلة وأفضل الصلوات. ولوليّك الدّاعى بأفصح البيان أرفع الدّرجة وأكمل التحيّات وبعدفيقرل 
المفتقر إلى رحمة ربّه الغني محمّد صالح الطبرسيى: إِنّي بعد ما شرحت ما تقدَّم من الكافي شرحاً 
ا ل ير مثله المتقدّمون والمتأخّرون 
وكان ذلك من فضل ربّي والله ذو الفضل العظيم سألني ١‏ بعض إخواني في الدَّين ومّن له جد في 
طلب اليقين أن أكتب فيما بقى منه حاشية مبيّنة لغوامض الكتاب معدّلاً بأنّ الشرح علئ ذلك 
المنوال موجب لغاية الإطناب فأجبته فى مسؤوله وأسعفته بمأموله وشرحت فى كتاب الحجحّة 
علئ تلك المحجّة طالباً من الله الدّراية 5 المذابة 'فن النفااية والنيابة 37 1 

١ الشرح:‎ * 

قوله: (باب الاضطرار إلى الحجّجة)!"! اضطرً إلى الشيء بالضمٌ: أي ألجىء إليه من الضرورة 


.١18 / ١ /الكافي:‎ ١ 
قوله «باب الاضطرار إلئ الحجة» وموضوع هذا الكتاب وموارد البحث فيه تدور علئ شيئين: الأول: البحث‎ - ” 
عن الشارع ووضع الأحكام والقوانين لفعل الإنسان فيما يتعلق بنفسه وأهله ومدينته. والثانى: فى مبيّن هذه‎ 
الاحكام ومجريها وحافظها وهما مما حام حوله جميع الناس من لدن حصول الاجتماع والتمدن إلى عصرنا.‎ 
ونظر فيه الفلاسفة والعلماء من جميع الملل والمذاهب ولم يختص به فرقة دون فرقة حت الماديين والطبيعيين‎ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
بمعنئ الحاجة. والحجّة في اللّغة: الغلبة, من حجّه إذا غلبه وشاع استعمالها في البرهان مجازاً أو 
حقيقة عرفيّة» ثم شاع فى عرفه المتشرّعة إطلاقها علئ الهادي إلئ الله المنصوب من قبله. 

قال أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني مصئّف هذا الكتاب#ة حدّثنا]. 

# الأصل: ْ 

١‏ -«علئ بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن العباس عمر القيمي» عن هشام بن الحكم. عن أبي عبد 
اللهظْةِ أنه قال للرّنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء والرّسل؟ قال إِنَا لما أثبتنا لنا خالقاً صانعاً 
متعالياً عنّا وعن جميع ماخلق وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يح يجز أن يشاهد خلقه ولا 
يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحابجهم ويحاجّوهء ثبت أنْ له سفراء في خلقه؛ يعبّرون عنه إلى 
خلقه وعباده. ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهمء فثبت 
الآمرون والناهون عن الحكيم العليم ني خلقه والمعبّرون عنه جل وعرَّ وهم الأنبياء' وصفوته 
من خلقه حكماء مؤْدّبين بالحكمة!١!‏ مبعوثين بهاء غير مشاركين للناس -علئ مشاركتهم لهم 

فى الخلق والتركيب ‏ في شيء من أحوالهم؛ مؤدّين من عند الحكيم العليم بالحكمة. ثمّ ثبت 
ذلك في كل دهر وزمان ممّا أتت تت به الؤّسل والأنبياء من الدلائل والبراهين؛ لكيلا تخلو أرض الله 
من حبجة يكون معه عَم يدل علئ صدق مقالته وجواز عدالته !"ا 

* الشرح: 

قوله: (من أين أثبت الأنبياء والوؤّسل ) الثانى أخصٌ من الأوّل كما سيجئ وأثبت غائب مجهرل 
أو خطاب معلوم, و«أين» سؤال عن المكان الخاة ل 1 لأنه محل لاثبات المطالب فكأنّه 
قال: إن سلّمنا وجود الصانع لهذا الخلق فلم لم يجر حكمه فيهم من غير حاجة إلى إرسال الرَّسول 


- ولا يسعنا هنا نقل أقوالهم وآرائهم وحججهم وما فيها النقد والتزييف وإنما علينا بيان المذهب الحق بقدر ما 
يبين به الأخبار الواردة فى الكتاب اللّهِمّ إلا إذا احتيج إلئ إشارة إجمالية إلئ مذهب المخالف حتئ يظهر صدق 
دعوانا فى مذهبنا إن شاء الله تعالئ, ولا ينبغي التأمل والترديد في أن الشارع عندنا هو الله تعالئ بما يوحي إلى 
أنبيائه ومذهب المخالف أن هذا وظيفة عقلاء البشر وأصحاب الحنكة والتجربة منهم فالإنسان عندهم هو الشارع 
لنفسه. وأما مجري الأحكام وحافظها عندنا هو الإمام المعصوم المنصوب من قبل الله تعالئ ومذهب المخالف 
أنه لا يجب كونه معصوماً ولا منصوباً من قبله تعالئ بل علئ الناس أن يختاروا لأمرهم من يريدونه بحسب 
مصالحهم أو يذعنوا وينقادوا لم تأمّر عليهم بالغلبة علئ ما يأتى بيانه إن شاء الله تعالئ. .(ش) 

.118 / ١ -فى بعض النسخ [مؤدبين في الحكمة]. ؟-الكافي:‎ ١ 


باب الاضطرار الئ الحجة 0 


ومن أي دليل لزم إثباته؟ 

قوله: (لمّا أثبتنا) يعني بالعقل لا بالنقل لثلاً يدور إذ إثبات الرّسول متوقّف علئ العلم 
بوجود الصانع فلو انعكس لزم الدُور. 

قوله (أنَّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق) المراد بالخالق هو الموجد على 
تقدير معلوم ووزن مخصوص. وبالصانع هو الموجد علئ تدبير ومصالح لا تغيب عمّن نظر إلى 
أحوال الحيوانات والنباتات والجمادات وغير ذلك من المكرّنات وقد اشتمل علئ بعض مافي 
أعضاء الإنسان من المصالح والمنافع» علم التشريح, وبالتعالي: تعاليه عن مجانستنا ومشابهتنا 
وأزمنتنا وأمكنتناء وعن مشابهة شيء من المخلوقات بشيء من الذَّات والصفات كلٌّ ذلك يحكم به 
مَن له عقل صريح وقلب صحيح. 

قوله: (وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهد خلقه ولا يلامسوه) أشار بذلك إلى 
الموصوف بالصفات المذكورة للتنبيه على أنه صار كالمشاهد المحسوس لأجل تلك الصفات. 
والحكيم: هو العالم المتقن الذى يعلم الأشياء كما هى ولا يفعل شيئاً عبثاً وإنّما يفعه لأمر ماء وإنّما 
ناماع امكح لمان يموده حرار السنلناتطه: والساقيية آذ جراى لكا لور تيوت السفراء 
يتوقّف عليها أمّا علئ الأرّل فلأه لولم يكن حكيماً لجاز أن يخلق الخلق عبتا(" ولا يراد منهم 





 ءايبنألا قوله «لئلا بدوره لآن إثبات النبوة متوقف علئ إثبات الواجب تعالئ فلو كان إثبات الواجب بقول‎ ١ 
لزم توقف الشىء علئ نفسه بمراتب وقد ذكرنا مراراً فى المجلدات السابقة أن الذين يحتجون لإثبات الواجب‎ 
تعالئ ولإئبات الحدوث بالإجماع والروايات فحجتهم دورية, وبالجملة لا ريب في أن إثبات النبوة متوقف عل‎ 
إثبات الله تعالئ عقلاً وسيأتي عن الشارح ما يخالف هذا عن قريب.(ش)‎ 

0 - قوله «لم لم يكن حكيماً لجاز أن يخلق الخلق عبثأ» من الأصول المقررة فى مذهبنا وجوب اللطف على الله 
تعالئ وهو فعل ما يقرب العبد الئ الطاعة ويبعده عن المعصية وعليه يبتني إثبات النبوة والإمامة, ولو لم يكن 
اللطف لجاز أن يكون أمر التشريع مفرّضاً الى الناس يضعون كل حكم يرونه للعمل به في معاملاتهم وسياساتهم 
ولم يفرّض إليهم قطعاًء وقد استدل بهذا الأصل أعني ني اللطف هشام بن الحكم في وجوب نصب الإمام كما يأتي 
أن شاء الله في قصته مع عمرو بن عبيد والشامي في محضر الصادقءة؛ وقد روئ العلامة المجلسي 4ه في 
البحار حد يثاً فيه فوائد كثيرة في المجلّد الثالث ننقله تبركاً عن النبى ييه قال: «قال الله تعالئ مّن أهان لى ولياً فقد 
بارزني بالمحاربة وما ترددت عن شيء أنا فاعله في قبض نفس المؤمن يكره الموت وأكره معنا :7ه لاد فكة ونا 
بتفرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي يبتهل إل حت أحبه ومن أحببته كنت له سمعاً 
وبصراً ويداً وموثلاًء إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العيادة فأكفه 


//, شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





شيئأ فلا يحتاج إلى سفير يبن ما أراد منهم. وأمًا على الثاني فلأنّه لو جازت المشاهدة لجاز أن 
برجع إليه كل أحد في استعلام مراده فلا يحتاج إلئ سفير أيضاً وبما قرّرنا ظهر أنَّ قوله «لم يجز» 
صفة لقوله «متعاليً» لا جواب لقوله «لما» وألا لبطل نظم الخطاب ولم يكن لقوله وثبت» محل من 


الاعراب. 

قوله: (فيباشرهم ويباشرونه ويحاجهم ويحاجونه) متفرّع علئ المنفى إذ لو جازت المشاهدة 
والملامسة لجازت المباشرة والمحابٌة والمكالمة كما هو المعروف في أبناء نوع الإنسان. 

قوله: (ثبت أنَّ له سفراء في خلقه) السفراء بضم الأّل وفتح الثاني: جمع السفير وهو الرّسول 
والمصلح. فإن قلت: علة ثبوته عدم المشاهدة والملامسة وهي متحمّقة فى السفير أيضاً فيلزم 
افتقاره إلى سفير آخر وهكذا فيلزم التسلسل. 

قلت: العلّة هى ماذكر مع عدم المشاهدة القلبيّة المخصوصة والمناسبة المعنويّة المشخّصة 


- عنه للا يدخله عجب فيفسده وإن من عبادى المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك 
وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنئ ولو افقرته لافسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا 
كح دان امار وزو ميحعت دكا تدا 9 كراد مز عيادى المرضيق المو و ماح اجمانت 1 
بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك. أني أدبّر عبادي لعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير انتهئ. ثم أنا نرئ عناية الله 
تعالئ في كل شيء حتئ أنه لم يهمل البقة والنملة وما هو أصغر منهما فخلق لها ما تحتاج إليه في حياتها 
ومعاشها فبالحري أن يكون له عناية بالإنسان خصوصاً فيما يتعلق بأشرف جزئيه وهو نفسه. وقالوا: إن الأحكام 
الشرعية لطف في الواجبات العقلية لآن ما يعرف الإنسان بعقله حسنه وقبحه لايستغني فيه عن الشرع حتئ يقربه 
إلئ امتثال حكم العقل اذا علم فيه ثواباً وعقاباً أخرويين» فإن قيل ألا يمكن أن يكون الله تعالئ مع كونه حكيماً 
ولطيقا اده يرئ المصلحة في تفويض أمر التشريع الئ الناس كما فرّض اليهم في الصنائع والطب والعلوم 
الكركة ولو جع للك ها ا 1 
شرم علن عهدة الشكومات يضفو الثرانين على معتعي بينعهم اوزماتهم عع اغترانهم بالضائع الحكيم ؟ يننا 
لا نسلّم صحة ما عليه النصارئ وكونه مأخوذاً عن المسيح نه وقد وردوا أن المؤمنين الأولين بدلية كانوا 
يعملون بشريعة موسئطيْةٍ حتئ ظهر بولس ووضع عتيم العمل بالشريعة ثم أن التشريع لا يتم إلا بتجويز 
المفربادت» علق المتخلفين كالقتل والجرح والحبس والتأديب والتعزير ا الأموال وغير ذلك مما فطر 
الإنسان علئ تقبيحه إلا اذا وقع علئ وجهه المرضي لله تعالئ وقد علم الله تعالئ اختلاف الناس في الآراء وفيما 
تجوزيه العقرنة:والحق واحد ل اخكلاف فيه فلايد آنه يكون الله تفال :رافياً بالق وساعهلاً عل خلافهه وان 
يكون القاتل بغير حق مغضوباً لله تعالئ فكيف يمكن أن يبغض القتل ويرضئ بتشريع الناس المستلزم للقتل بغير 
حق البتة وأنما يناسب تجويز وضع القوانين مذهب الملاحدة المنكرين لوجوده تعالئ.(ش) 


باب الاضطرار الئ الحجة 7 


وإنما لم يذكرهاءظة أك كتفاءً بظهورها في الأنام علئ أنه يمكن أن يراد بالمشاهدة التى ذكرها الأمر 
الأعمّ الشامل للمشاهدة العينيّة والقلبيّة بحمل الجواز في قوله «لم يجز» علئ الإمكان الوقوعي 
والذَّاتي جميعاً جميعاً وتلك العلّة حينئذٍ غير متحمّقة في السفر لأنَّ له مشاهدات قلبيَّة ومناسبات 
روحانيّة ومكاشفات نفسانيّة بتأييدات ربّانيّة مقتضية لارساله لعلاً يبطل الحكمة في إيجاد الخلق. 





قوله: (يعبرون عنه إلى خلقه وعباده) يعبرون: إمّا مجرّد من العبور وهو المرور ومنه فلان عابر 
سبيل أي مارٌ الطريق, أو مزيد من التعبير وهو التفسير. والمعنئ علئ الأرّل: أنهم يمرّون عنه تعالئ 
ويسافرون عن جانبه إلئ خلقه بما أراد منهم من الأوامر والنواهي؛ وعلئ الثاني: أنهم يفسّرون 
مراده نيابة عنه ويوصلونه إل خلقه. والأوّل أظهر والثاني أنسب بقوله «فالمعبّرون). 

قوله: (ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم) يمكن أن يراد 
بالمصالح: الأوامر والنواهي, وبالمنافع: الأعمال البدنيّة وبما به البقاء. الأخلاق النفسانيّة وبما في 
تركه الفناء. العقائد العقليّة فإنَّ التكاليف الزاجرة والأعمال الصالحة كلّها مصالح دنيويّة ومنافع 
أخرويّة والأخلاق الفاضلة والعقايد الكاملة كلّها سبب لحياة النفس وبقائها وتركها سبب لموتها 
وفنائها! '' وبالجملة في الأخير إشارة إلى دلالتهم علئ الحكمة النظريّة!"' وفيما قبله على الحكمة 


١‏ قوله «سبب لموتها وفنائها» ظاهر عبارة الشارح يوهم ماليس مراده قطعاً فإن نفس الإنسان باقية بعد فناء 
البدن سواء كان مؤمناً أو كافراً وبذلك يصح عقاب الكافر في الدار الآخرة ولو لم تكن باقية لم يجز عقاب نفس 
تحدث في المعادكما لا يجوز عقاب الحشرات والديدان المكونة من أجساد الموتئ لأن نفوسها حادثة وإذكانت 
أبدانها عين البدن العاصي والأخاقيث: والروانات دالة علئ بقاء أرواح الكفار أيضاً وكلام الشارح يوهم أن صاحب 
الأخلاق الرذيلة والاعتقادات الباطلة لا تبقئ» ولكن يجب تأويل كلامه ولا يجوز الصبريع الوذ تحطنة العلعاء 
وتنفيذ آرائهم ما وجودنا الى تأويل كلامهم سبيلاً إذ قد يصدر من الإنسان غير المعصوم كلام لايستأنف النظر فيه 
حتئ يحقق مدلوله ويصلحه والحق في تفسير الحديث ماذكره ه الصد رت من أن المراد بالبقاء والفناء فيه بقاء نوع 
الإنسان بوجود الشرائع والأحكام وفنائهم جميعاً بتركها لأن الإنسان مدني بالطبع يحتاج إلئ معاشرة أبناء نوعه 
وذلك محوج إلئ قانون بحفظ الحقوق والحدود ويدفع التعدي والتجاوز فبوجود الشريعة الحافظة لحقرتهم 
يبقى نوعهم وبعدمها يفنى ولا يريد بقاء الشخص وفناءه. (ش) 

1 - قوله «علئ الحكمة النظرية» أي ما يتعلق بالالهيات منهاء لأن كشف أسرار الطبيعة ليس من وظائف 
الأنبياء سي وأما الحكمة العملية فجميع مسائلها من الدين ويؤخذ من الوحي سوا كانت من الأخلاق أو تدبير 
المنزل أو سياسة المدن ولذلك تركها حكماء الإسلام اكتفاء بما جاء فى الشريعة الاسلامية؛ وأما فلاسفة اليونان 
فبحثوا عن مسائلها وكانت عندهم كتب وترجمت بعضها الى لغة العرب لكنه لا نسبة بينها وبين ما جاء فى 
الشريعة من التفصيل والتحقيق وطريقة العمل والتمرن فلم يكن لهم فقه كفقه الإسلام وأخلاق نظير كتاب إحياء 


العملثة: 

قوله: (فثبت الآمرون -الخ) تصريح لما مرّ وتأكيدٌ له وفيه دلالة علئ ماذكرناه. 

قوله: (في خلقه ) متعلّق بثبت أو بالآمرين والناهين. 

قوله: (وصفوته) صفو الشيء خالصه بفتح الصاد لا غير وإذا ألحقوا الهاء وقالوا صفوة ففي 
الصاد حينئذٍ الحركات الثلاث. 

قوله: (مؤدّبين بالحكمة مبعوثين بها) أذّبه بالشى فتأدّب: أي علّمه فتعلّم, وحقيقته دعا إليه 
فقبله. وبعثه بالشيء أرسله به والمراد بالحكمة: الحكمة النظريّة المتعلّقة بكيفيّة العلم وحده 
والحكمة العمليّة المتعلقة بكيفيّة العلم والعمل» وفيه دلالة علئ أن المكمّل لغيره لابدَّ من أن 
يكون كاملاً في نفسه. 

قوله: (غير مشاركين) يعني أنّ المشاركة بينهم وبين الخلق إِنّما هي : في الشكل المخصرص 
رفكي العماوع لاقن شو من رايم لامر والباط ةتفل الأعوان اند عا وصن البعاشير: 
والعقائد العقليّة والعلوم الحكميّة والأنوار الوُوحانيّة والأخلاق النفسانيّة فإنّهم بخ في كل ذلك 
علئ وجه الكمال؛ وهم أنوار ربّانيّة وأضواء رحمانيّة تتنوّر بنورهم صدور العالمين وتستضىيء 
بضوئهم قلوب العارفين» وكلٌ ما سواهم وإن بلغوا حدّ الكمال فمالهم ككمال السهاء بالقياس إلئ 


- علوم الدين وسائركتب السير والسلوك وتهذيب النفس وأمثال ذلك وإنما أورد حكماء ء المسلمين قواعد كلية 
عامة مختصرة من اليونانيين من غير تعرض للتفاصيل كما تركوا آداب اليوثان وشعرها وقصصها اكتفاء بأشعار 
العرب وأدب القرآن وقصص الأبياء وآار الصلحاء وتركوا علم الخطابة وهو ريطوريقا اكتفاء بموامظ انب عل 
والآئمة والأولياء وأمثال ذلك ولكن أخذوا من اليونانيين علومهم الطبيعية والرياضية وأكملوا وزادوا إذ لم يكن 
تفصيلها من شأن الأنبياء للك ولم يرد منها في الشريعة وكان هذا دأب المسلمين الئ أن استولت النصارئ علئ 
بلاد الإسلام فأفسدت عليهم أمرهم وشككوهم في دينهم فزعموا نعوذ بالله أن دين الإسلام ناقص وأحكامه لا 
تناسب كل زمان والمناسب لزماننا قوانين ع النصارئ لا قواعد الاسلام وأحكامه والجواب: أن عدم مناسبة أحكامنا 
لهذا الزمان إنما هو لغلبة النصارئ وشياع عاداتهم فكل قوم يستغربون ما يخالف عوائدهم كما استغرب 
المشركون علئ عهد النبى ييه نهيه عن الزنا وشرب الخمر فهو قسريء واذا زال المانع عاد الممنوع كما لم يكن 
عند غلبة المغول المشركين علئ بلاد الإسلام أيضاً إجراء أحكام الإسلام مناسباً لعوائدهم وليس ذلك لنقص أو 
ضعف أو قبح ومضرة» وقطع يد السارق أحسن من حبسه ولو في زماننا وجلد الزاني كذلك والربا كذلك؛ 
واستغرابها لغلبة النصارئ فقط في زماننا وغلبة المغول سابقاً وقد كانت اللحية الكثيفة عند غلبة المغول قبيحة 
لأن أمراءهم كانوا كواسج فكان المسلمون ينتفون لحاهم حتئ يصيروا مثلهم في الهيئة. .رش 


باب الاضطرار الئ الحجة ٠‏ 1 


البيضاء بل هو أدنى. 

قوله: (مؤدّين .... بالحكمة) في بعض النسخ «مؤيّدين» والأوّل أولئ لفهم الثاني من قوله 
«مؤدّبين بالحكمة» ولا يعارض ذلك بفهم الأوّل من قوله «مبعوثين بهاء لأنَّ التأدية لازم البعث 
لزوماً عاديّاً لا نفسه. وفيه دلالة علئ أنهم 82 لا يتكلمون بشىء من الحكمة النظريّة والعمليّة 
والأمور الدّنيويّة والأخرويّة من قبل نفوسهم القدسيّة. 

قوله (ثمّ ثبت ثبت ذلك ) لما أثبتنىةِ أنه يجب أن يكون لله سبحانه فى خلقه سفراء وأنبياء» وكانت 
النبرّة رئاسة عظيمة ربّما يدَّعيها الكاذب كما وقع فى كثير من الأعصار أشار هنا الى ما يتميّز به 
ل ل ا وقوله 
«ممّا أتت به) متعلّق بثبت, وقوله «من الدّلائل والبراهين» بيان لماء المراد بالدلائل المعجزات 
القاهرة التي بعجز عن الإتيان بمثلها المتحدون, وبالبراهين الحجج العقليّة التي دلت علئ صدق 
صاحبها ويعجب عنها الناظرون كما صدر عن نبيّناَيةُ في أمر التوحيد والنبوّة مع أصحاب الملل 
والملاحدة» ويحتمل أن يكون العطف للتفسير أيضاً. 

قوله: (من حجّة) وهو من أشارإليه جل شأنه بقوله «ِإنّى جاعل في الأرض خليفة» وهو 
المتصف بالخلافة العظمئ والرئاسة الكبرئ الذي يجري أمره في الأرض والسماء. 

فول (يكون معه علم(١)‏ يدل على صدق مقالته وجواز عدالته)وصف ل رحجّة» كاشف عن 
معناهاء وفي تنكير «علم) دلالة علئ التعظيم كما أنَّ في حذف متعلّقة دلالة علئ العميم فإن الححة 
هو الذي له علم كامل لا يعتريه الجهل والنقصان وفضل شامل لا يفوته شيء وجد في ساحة 
الإمكان حتّئ يصمح الاستدلال به عئ صدق كل ما يأتيه من الكلام وسير جواز عدالته بين فرق 
الأنام» وإِنّما خصٌ هذه الأوصاف بالذكر لأنها أصول بتفرّع عليها سائر الصفات اللأيقة بالحجّة إذ 
العلم بجميع الأقوال وجواز العدالة الّتى هي استقامة الباطن والظاهر وجريانها فى الب والفاجر إذا 
منت فى انان ققد يله سد الكمالاروط امو غن النقصاة والتسة أن كر بخةالندغلر: 

* الأصل: 





١‏ - يمكن أن يقرأ «علم) بة بفتح العين واللام أى علامة. 


1 كبر أضؤالٌ الكافي للمازندراني:ج ه 

١‏ «محمّد بن إسماعيل. عن الفضل بن شاذان» عن صفوان بن يحيى. عن منصور بن حازم 
قال: قلت لأبي عبد الله لية: إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه؛ بل الخلق يعرفون. بالله. قال: 
صدقتء قلت: إِنَّ من عرف أنَّ له ربأ فينبغي له أن يعرف أنَّ لذلك الرّبّ رضاً وسخطاً وأثه لا 
يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول. فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب البّسل فاذا 
لقيهم عرف أَنْهِم الحجّة وأنَّ له الطاعة المفترضة. ْ 1 

وقلت للناس: تعلمون أنَّ رسول اللهييهُ كان هو الحجّة من الله علئ خلقه؟ قالوا: بلى» قلت: 
فحين مضئ رسول الله اه من كان الحجّة علئ خلقه؟ قالوا: القرآن فنظرت في القرآن فاذاهو 
بخاصم به المرجى والقدريٌ الزنديق الذي لا يؤمن به حتّئ يغلب الرجال بخصومته؛ فعرفت أن 
القرآن لا يكون حجّة إلا بقيّم» فما قال فيه من شيء كان حم فقلت لهم: من قيّم القرآن؟ فقالوا ابن 
مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفه يعلم قلت: كله؟ 

قالوا: لاء فلم أجد أحداً يقال: نه يعرف ذلك كله إلا علبَاظِةِ وإذاكان الشىء ؛ بين الوم فقال هذا: 
وى وقال: هذا: لا أدرى. وقال هذا: لا أدرى. وقال هذا: أنا أدري. فأشهد أنَّ علبَائِةٍ كان ويم 
القرآن» وكانت طاعته مفترضة وكان الحجّة علئ الناس بعد رسول الهو وأنَّ ما قال في القرآن فهو 
عد فا لا ا 

* الشرح: 

قوله (إنَّ لله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه -الخ) لعلّ المراد أنه(" أجل من أن يعرف بإرشاد 
خلقه والهداة مرشدون إلى طريق معرفته؛ وأمّا الهداية والمعرفة فموهبيّة كما قال: «إِنّك لا تهدي 
من أحببت ولكنّ الله يهدي يهدي من يشاء» بل الخلق يعرفون الله بالله أى بهدايته وتوفيقه؛ أو 
المراد أنه 15 من أن يعرف بصفات خلقه مثل الجوهريّة والعرضيّة والجسميّة والنوريّة وغيرها بل 
الخلق يعرفونه بما عدّف به نفسه من الصفات اللأآيقة به وهو أنه المبدأ المسلوب عنه صفات خلقه 
كما قال: «ليس كمثله شيء» و «الم يكن له كفؤاً أحد» أو بل الخلق يعرفون لان اعم 
وأحوالها بالله اي بسبب خلقه إِيّاها أو بسبب فيضانها منه على عقولهم, ان العراة انه أجل عن اد 


١-الكافى: .١158/ ١‏ 
؟ - قوله «لعل المراد» قد مضئ هذا المعنئ وتفسير الكلينى فى ج١٠‏ ص8١ ٠‏ ١.رش)‏ 


باب الاضطرار الئ الحجة 4 
يعرف حنٌ المعرفة بالنظر إلئ خلقه والاستدلال بهم عليه بل الخلق يعرفون الله بالله بأن ينكشف 
ذاته المقدّّسة عند عقولهم المجرّدة وهذه المعرفة ليست لمّيّة لتعاليه عن العلة ولا إنية لعدم 
حصولها بتوسط المعلول. 

وبالجملة معرفة أهل الحنٌ للحن حضور الحقٌّ بذاته لا بواسطة أمر آخر وهو مرتبة الفناء فى الله 
وفيها لا يشاهد غير الله وإليها أشار أمير المؤمنين 32 بقوله «الحمد لله المتجلّى لخلقه» وبعض 
الأولياء بقوله «رأيت ربّى بربّى ولولا ري ما رأيت ربّي) وعلئ الأخير يحتمل أن يقرأ «ويعرفون) 
على صيغة المجهول يعنى: بل التخلق عرفو تور الله كتمنا يعرف الذرات يقور السمس :دون 
العكس. وليس نور الله في آفاق النفوس أقلٌ من نور الشمس فى آفاق السماء وإليه أشار أمير 
المؤمنين 942 بقوله «ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله» والظاهر أنَّ قوله تعالئ «أولم يكف بربّك أنْه 
على كلّ شيءٍ شهيد4 ١7‏ إشارة إلى هذه المرتبة لأنّ النبت ييه قد بلغ مقاماً يرئ فيه الب الب 
وبه استشهد على كلّ شي ء. 

قوله: (من عرف أنَّ له ربَاً فقد ينبغي له أن يعرف أنَّ لذلك الب رضاً وسخطاً) أي أمراً ونهياً 
لعلمه بأنّه لم يخلقه عبثاء وهما فينا صفتان متقابلتان تعرضان للنفس» توجبان انفعالها وتغيّرها 
وتحرّكها نحو الإحسان والعقوبة» وفيه ‏ جل شأنه ‏ الإحسان بفعل المأمور به وترك المنهى عنه 
والعقوبة بعكس ذلك وقد يطلقان علئ الأمر والنهى ولعلّه المراد هنا. ْ 

قوله: (وأَنْه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول الخ) أي إلا بوحى إليه كما هو 
للرّسول أو بإرسال رسول إليه كما هو للأمّة ووجه الحصر ظاهر, لأنَّ معرفة أوامره ونواهية بطريق 
المشافهة محالٌ فانحصر أن يكون بأحد الأمرين المذكورين ممّن لم يأته الوحى وفقد الطريق الأرّل 
وجب عليه أن يطلب الكّسول ليجد الطريق الثانى فإذا وجده وعرف فدكه كاقل ادن 
وجب عليه إطاعته في أوامره ونواهيه وجميع جار به. 

قوله: (فنظرت في القرآن) التقدير قلت لهم فنظرت والظاهر أَنّه لا حاجة إليه. 

قوله: (فإذا هو يخاصم به المرجي والقدري والرّنديق) المرجى: إما بكسر الجيم وشدٌّ الياء 
للنسبة إلئ مرج علئ وزن معط أو بكسر الجيم وكسر الهمزة وشدٌّ الياء للنسبة إلى مرجي علئ وزن 





0 سورة فصلت‎ - ١ 


4 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
مرجع. قال فى النهاية: المرجئة: فرقة من الإسلام يعتقدون أنه لا يضرٌ مع الإيمان معصية كما لا 
ينفع مع الكفر طاعة سمّوا مرجئة لاعتقادهم أنَّ الله أرجأ تعذيبهم علئ المعاصي أي أخره عنهم. 
والمرجئة تهمز ولا تهمز وكلاهما بمعنئ التأخير يقال: أرجأت الأمر وأرجيته إذا أخّرته فتقول من 
الهمز رجل مرجئ وهم المرجئة؛ وفى النسب مرجئئٌ مثال مرجع ومرجعة ومرجعىٌ وإذا لم تهمز 
قلت رجل مرج ومرجية ومرجئ مثل معط ومعطية ومعطئ انتهى. 

أقول: قد عرفت مما نقلنا في المجلّد السابق أنَّ المرجئيّة تطلق أيضاً على من أخّر على بن أبي 
طالب نه فى الخلافة, والقدرئٌ يطلق علئ الجبرى وهو من ينسب أفعال العباد الئ الله سبحانه. 
وعلئ مَن يقول بالتفويض بمعنئ أنَّ الله تعالئ فرّض أفعال العباد إليهم ولم يحصرهم بشيء. 
والرّنديق: هو النافى للصانع والرّنادقة فرق منهم مّن ينكر الصانع بالمرّة وينسب هذا العالم إلى 
الطبائع ومنهم من يقول بالنور والظلمة؟' فيجعل لهذا العالم إلهين اثنين. 

ذول رجت قلت الزخال يخصوته) دان بيخاضه ان يخاضه كل والحه ميق الأعيداف 
المذكورة غيره حتَّئ يغلبه بالخصومة ويتمسّك في ذلك بظواهر القرآن. 

قوله: (إلا بقيّم) في الفائق: قيّم القوم من يقوم بسياسة أمورهم والمراد به هنا مَن يقوم بأمر 
القرآن ويعرف ظاهره وباطنه ومجمله ومأوّله ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه بوحي إلهىّ 
أو بإلهام ربّاني أو بتعليم نبوي. 

قوله: (فقالوا: ابن مسعود) هو عبد الله بن مسعود بن عقيل الهذلي أسلم قديماً وكان سبب 
إسلامه أنه كان يرعيئ غنماً لعقبة بن أبى معيط فمبٌ به رسول اللهظِة عند الفرار من أهل مكّة فقال: يا 
غلام هل من لبن فقال: نعم لكن مؤتمن» قال: هل من شاة حائل لم ينزل عليها فحلٌ؟ فأتاه فمسح 
ضرعها فنزل الأبن فحلب وشرب فعند ذلك أسلم ابن مسعود. 

قوله: (وحذيفة يعلم) هو حذيفة بن اليمان وقيل: اسم والده حُسيل وإنما نسب إلى اليمان لأنه 
اسم جدّه الأعلئ لأنه حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن اليمان العبسي. 


١-قوله‏ «ومنهم من يقول بالنور اهم المراد هنا جماعة كانوا يتظاهرون بالإسلام فى الصدر الأول ولم يكن لهم 
إيمان واقعاً بصدق الرسول عي لأنهم الذين يتمسكون بالقرآن للإثبات بدعهم دون المانوية. وكانت القرامطة 
وملاحدة الموت أتباع الحسن الصباح المتسمون باللاسماعيلية من بقاياهم. رش 


باب الاضطرار الئ الحجة 1 

قوله: (قلت كلّه) يعنى كلّ واحد قيّم القرآن كله عالم بجميعه(١).‏ 

قولة: (الأغليافة ) وموغة عتدنا أعلم وافضل من خطيع الأمة ركان الما بجميع ما انزل الله 
تعالئ فى كتابه وقد صرّح بذلك صاحب كتاب إ كمال الإكمال وهو من أعاظم علماء العامة حيث 
قال: لقد كان في على رضي الله عنه من الفضل والعلم وغيرهما من صفات الكمال مالم يكن في 
لجميع الأمة حكن آله لو لم معدم عليه طائقة م الأمة أبا بكر لكان هو أحنٌّ بالخلافة. 

قوله: (وإذاكان الشيء بين القوم الخ) الشيء من الحلال والحرام وغيرهما من الأمور والأحكام 
وهذا ذ في الموارد الثلاثة إشارة إلئ المذكورين بطريق اللَّفْ والنشر المرتّب وفي الرّابع إشارة إلى 

قوله: (فأشهد الخ ) متفرّع علئ قوله فقال: «هذا لا أدري الخ» يعني إذا قال كلٌ واحد من الثلاثة 
أنا لا أدري وقال علي نية: أنا أدري جميع ما هو بين القوم فأشهد أُنْهمظِةِ كان قيّم القرآن وعالماً 
بجميع ما أنزله الله تعالى وكلّ من كان كذلك كان إماماً مفترض الطاعة لا غيره وقد أثبت إمامته بأنّه 
كان عالماً بجميع ما أنزل الله تعالئ وكلٌ مَن لم يكن عالماً به لم يكن إماماً. أما الصغرئ فمسلّمة كما 
من وأمًا الكبرئ فلانّه إذا رجع إليه الأمّة فيما جهله رجعوا إلى مَن يشاركهم في الجهل فكيف يكون 
هو إماماً لهم. 

* الاصل: 

٠١‏ - اعلويٌ بن إبراهيم» عن أبيه. عن الحسن بن إبراهيم» عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي 
عبد الله لفلا جماعة من أصحابنا منهم حمران بن أعين. ومحمد بن النعمان». وهشام , بن سالمىء 
والطيار؛ وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد اللهلية: يا هشام ألا تخبرني كيف 
صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته؟ فقال هشام: يا ابن رسول الله إِنّى أجلّك وأستحييك ولا 
يعمل لساني بين يديك» فقال أبو عبد الله: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا. قال هشام: بلغني ماكان فيه 
عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علئَ فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم 
اللكينية ذاليت سيفيد البهره ف ذا آنا ماف اكتمرة ننه اممروين رعبية روطان قد را 





١‏ - قوله «عالم بجميعه» يعني بجميع معانيه وتفسيره ٠‏ وتأويله لاحفظ حروفه وألفاظه فإن المقام مقام التمسك 
بمفاد الايات علئ أثبات الرأى ي الحق بين الآراء ولا يعلم القرآن كلّه إلا على كل.(ش) 


41 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
من صوفء وشملةٌ مرتد بها والناس يسألونه. فاستفرجت الناس فأفرجوا لي, ثمّ قعدت في آخر 
القوم علئ ركبتئ, ثم قلت: أيّها العالم؟ إني رجلٌ غربب تأذن لي في مسألة! فقال: لي: نعم فقلت 
له: ألك عبينٌ؟ فقال: يابنيَ أي شيء هذا من السؤال وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ 
فوسك عدا لقي فقا برستل وإن كانك اس لتك معنا قلت. أجبني فيهاء قال لى: 
سلء قلت: ألك أعينٌ! قال: نعم. قلت: فما تصنع بها؟ قا : أرئ بها الألوان والأشخاص قلت: فلك 
أنف؟ قال: نعم» قلت: فما تصنع به؟ قال: أشمٌ به الرائحة» قلت ألك فحٌ؟ قال: نعم قلت: فما تصنع 
به؟ قال: أَذُوق به الطعم. قلت: فلك أَذنُ! قال: نعم. قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع به الصوت. 
قلت: ألك قلبٌء قال: نعم» قلت: فما تصنع به؟ قال: أميّز به كلما ورد علئ هذه الجوارح والحواش. 
قلت: أوليس في هذه الجوارح غنئ عن القلب؟ فقال: لا ة قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ 
قال: يا بنئّ! إِنَّ الجوارح إذا شكْت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردّته إلى القلب 
فيستيقن اليقين ويبطل الشك: قال هشام: فقلت له: فإِنّما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم. 
قلت: :لابن من القلب وإلالم : تستيقين الجوارح؟ قال: : نعم فقلت له: يا أبا مروان فالله تبارك وتعالئ لم 
اال ع ا ب ا 10 
كلّهم فى حيرتهم وشكّهم واختلافهم. لايُقيم لهم إماماً بردّون إليه شكّهم وحيرتهم ويُقيم لك إماماً 
لجوارحك تردٌ إليه حيرتك وشكّك؟! قال: فسكت ولم يقل لي شيئاً. ثم التفت إل فقال لي: أنت 
هشام بن الحكم فقلت: لاء قال: أمن جلسائه. قلت: لاء قال: فمن أين أنت» قال: قلت: من أهل 
الكوفة قال: فأنت إذاً هوء ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتئ 
قمت. قال: فضحك أبو عبد اللْهلية وقال: يا هشام. مَن علّمك هذا؟ قلت: شيء أخذته منك 


وألفته. فقال: هذا والله مكتوبٌ فى صحف إبراهيم وموسئ ١١‏ 

* الشرح: 

قوله (أجلّك) الجلال: العظمة: والجليل: العظيم, وأجلّه: عظّمه. والمعنئ إني أعظّمك أن 
يتكلم مثلي بين يديك. 


قوله: (واستحييك) بياء أو بيائين والحياء حالة نفسانيّة توجب انقباض الجوارح عن الأفعال 


.159 / ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب الاضطرار الئ الحجة لام 





خوفاً من اللُوم وغيره. 

قوله (إذا أنا بحلقة) قال فى النهاية: الحلقة جماعة: من الناس مستديرين كحلقة الباب وغيره 
والجمع الحلق بكسر الحاء وفتح اللأم. وقال الجوهريٌّ: الحَلق بفتح الحاء علئ غير قياس وحكي 
عن أبي عمر وأنَّ الواحد حلقة بالتحريك والجمع الحلق بفتح الحاء. 

قوله: (وعليه شملة!١))‏ بكسر الشين كساء يشتمل به ويتغطّئ به. 

قوله: (فاستفرجت) أي طلبت الفرجة وهى الخلل بين الشيئين. 

قوله: (وإن كانت مسألتك حمقاء) الحمقاء بالفتح: مؤنّث أحمق من الحمق بالضمٌ والضمّتين 
وهو قلّة العقل وسخافة الرأي. وحقيقته وضع الشىء فى غير موضعه مع عدم العلم بقبحه. وإنّما 
وصف المسألة بالحماقة على سبيل التجرّز مبالغة فى حماقة السائل. 

قوله: (قال لي: سل ) كأنه أمر بالسؤال هنا مع - الحاجة إليه لتحمّقه سابقاً للاشارة إلى أن 
مسألته لكونها فى غاية الحقارة لم يلتفت الذهن إليها سابقاً. 

قوله: (قلت: أوليس في هذه الجوارح غنئ عن القلب) الواو للعطف علئ مقدَّر يعني أقلت هذا 
وليس فيها عدم حاجة إلئ القلب ولم يستقلٌ فى التمييز والتفصيل. 

قوله: (صحيحة سليمة) أي صحيحة عن البطلان فى ذاتها سليمة عن الآفات والأمراض 
المانعة من إدراكاتهاء والتأكيد أيضاً محتمل. ش 

قولةا: (أوسمعته) لم يقل أولمست أيضاً لعدم ذكر اللامسة في السؤال ولأنَّ الشكٌ فيها أل 
ولهذه العلّة أيضاً لم يذكرها السائل. 

قوله: (ويبطل الشك) مثلاًإذا وقع الاشتباه بين الرّوائح في الإضافة أو في اختلاط بعضها ببعض 
أو في الشدّة والضعف أو في الملائمة للطبع وعدمها ورفع أمرها إلى القلب!"' كان القلب هو 


١‏ - قوله «وعليه شملة» يعنى عل عمرو بن عبيد يصف زهده وتقشّفه وكان من رؤساء المعتزلة قائلاً بالعدل. 
وأورد السيد المرتضئ نه ترجمته وأخباره فى أماليه فى المجلس الحادي عشر والثانى. مات فى طريق مكة سنة 
١1‏ ودّفن بمران وقال فيه المنصور: 

صا الإله عليك من متوسد قبراً مررتٌ به على مرّانَ (ش) 
؟ - قوله «رفع أمرها إلئ القلب» إطلاق القلب علئ النفس شائع لأن سلطان الروح علئ القلب ومنه قوله تعالئ: 
فإوما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه» «إوما جعل ادعياءكم أبناءكم» يعني ليس للانسان تشخيصان 
متمايزان وهويتان متغايرتان وليس لبدن واحد روحان ونفسان حت يكون بأحدهما ابئاً لرجل وبالآخر ابناً 


84 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 


الحاكم العدل يحكم فيها علئ وجه الصواب وقس على غيرها. 

قوله: (ويترك هذا الخلق كلّهم!'' في حيرتهم وشكهم واختلافه) مع أنَّ الحيرة. والشلك 
والاختلاف فيهم شد وأقوئ وأكثر وأعلئ منها في تلك القوى. 

قوله: (أنت هشام بن الحكم) دلّ علئ أنَّ هشاماً مع صغر سنه كان مشتهراً بالعلم والمناظرة. 

قولة اكاك الا) كاا احررنة لجياا2 ومال لك ليده كدب 

قوله (وما نطق حتّئ قمت) إِمّا للتعظيم كما هو المتعارف بين أهل الفضل أو لخوف وقوعه في 
ورطة الإلزام وانكسار قدره بين ن الأنام مرّة أخرى. 

قوله: (فضحك أبو عبد الله كة ) إِنْما ضحك لسماعه حال رجل ضحكه صدر منه أضحوكة. 

قوله (مَن علّمك هذا) استعلام لقرّة حفظ المتعلّم لا استفهام عن تعيين المعلّم لأنّهيةِ كان 
مرها عو السياة: 





2 الأصل: 


- لآخر, أو تكون المرأة بأحد القلبين أمّاً وبالآخر زوجة؛ والقلب هنا: هو العقل المجرّد لانه الذي يبيّن خطأ 
الحواس ولا يمكن ذلك إلا بإدراك الكليات إذ لا يمكن لحس ان يدرك مدركات الحس الآخر حتئ يحكم بصحته 
أو فساده وليس وظيفة الحس إلا التأثر لا الحكم. (ش) 

١‏ - قوله ويترك هذا الخلق كلهم» علمنا بالاستقراء أن كل فعله منه تعالئ صادر عن عناية تامة بخلقه ومراعاة 
مصالحه ومن أمثلته خلق القلب في الإنسان لإزالة شكوك الحواس والمعتني بالأفراد والجزئيات كيف يهمل 
مصالح العامة. وأيضاً علم الله تعالئ أن النرع في بقائه محتاج إلئ ذكر وأنثئ فخلق منهما في كل نوع أفراداً ولم 
يتفق في زمان أن ينحصر الخلق في أحدهما بأن يكون جميع الناس ذكوراً في عهد أو إناثا كلهم أو أكثرهم وعلم 
أنهم يحتاجون إلى من له ذوق الصنعة واستعداد العلم» وكما يحتاجون إلئ الأقوياء والشجعان والتجار محبي 
جمع المال ليحملوا الأرزاق والحوائج من بلد الى بلد فخلق جميع ذلك والإمام العادل المعصوم العالم بما أراده 
لله من خلقه الذي لا يخاف في تنفيذ أمره من لومة لائم من أوجب الأمور وألزمها وهو أهم من النجار والبناء 
والشاعرء ولابد أن يخلق أحداً بصفات يستحق بها الإمامة كما خلق جماعة بصفات يستحقون بها تولى الصنائع 
والحرف والعلوم والتجارة والحرب والدعوة الئ الخير ومحبة الناس والترحم علئ الضعفاء وتسبيل الخيرات 
وتعليم الآداب وغيرهاء ومن ذلك يتفطن لسر الغيبة والظهور وأن وجود الإمام لطف وتصرفه لطف كما أن في كل 
أمة طائفة مستعدة لأنواع الحرف والمناصب فإن كانت البيئة مناسبة لتحصيل الكمال واشتغلوا بحرفتهم ظهروا 
وإلا خملوا وانغمرواء ومرجع استدلال هشام بن الحكم الئ اللطف أو العناية الثابتين بالاستقرار وتتبع أفعاله 
تعالئ (ش). 


باب الاضطرار ال الحجة 4م 


ع - على بن إبراهيم. عن أبيه. عمّن ذكره. عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله فيه 
فورد عليه رجلٌ من أهل الشام ففال: إِنّي رج صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئت لمناظرة 
أصحابك. فقال أبو عبد اللهة: كلامك من كلام رسول الَهييهُ أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول 
اللْهعَييهُ ومن عندى. فقال أبو عبد الله.: فأنت إذا شريك رسول الله؟ قال: لاء قال: فسمعت 
الوحي عن الله عزَّ وجل يخبرك؟ قال: لاء قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الْمعَية ؟ 

اباد لالقيت وريه الجن ري قعار يا ونس بن بعتري نوحمم تقح قبل اد 
يتكلّم.ثمٌ قال: يا يونس لو كنت تُحسن الكلام كلّمته. قال يونس: فيالها من حسرة فقلت: ججعلت 
فداك إِنّى سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد 
لداشاة وهذا لا ينساق وهذا نعقله وهذا لا نعقله: فقال أبوعبد الله اة: إِنْما قلت فويل لهم إن 
تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون, ثم قال لي: اخرج إلئ الباب فانظر مَن ترئ من المتكلّمين 
فأدخله. قال: فأدخلت حمران بن أعين وكان يُحسن الكلام وأدخلت الأحول وكان يُحسن الكلام 
وأدخلت هشام بن سالم وكان يُحسن الكلام وأدخلت قيس , بن الماصر وكان عندى لي أحسنهم كلام 
وكان قد تعلّم الكلام من علئ بن الحسين 852؛ فلمًا استقرٌ بنا المجلس - وكان أبو عبد اللهاكة قبل 
الع ييف اناد فى بعال لى لل رقن اعورم فى قازة اله مشروة - قال فأخرج أبو عبد اللهظٌة رأسه 
من فازته فاذا هو ببعير يختٌ فقال: هشام وربٌ الكعبة» قال: فظننًا أن هشاماً رجلٌٌ من ولد عقيل كان 
شديد المحبّة له قال: فورد هشام بن الحكم وهو أوّل ما اختطّت لحيته وليس فينا إلا مَن هو أكبر سئًاً 
منه قال: : فوشع له أبوعبد اهل وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده؛ ثم قال: يا حمران كلم الرجَل 
فكلمه فظهر عليه حمران, ثمّ قال: يا طاقي كلّمه. فكلّمه فظهر عليه الأحولء ثمّ م قال: يا هشام بن 
سالم كلّمه . 

فتعارفا ثمّ قال أبو عبد اللهقةِ لقيس الماصر: كلّمه. فكلّمه فأقبل أبو عبد الشهظة يضحك من 
كلامهما ممّا قد أصاب الشامي فقال للشامىّ ا سرت | بن الحكم, فقال: نعم. 
فقال لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذاء فغضب هشام حتّى ارتعد ثم قال للشامي: يا هذا أرتك 
أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربّى أنظر لخلقه. قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: ١‏ 
أقام لهم حجّة ودليلاً كيلا يتشئّتوا أو يختلفواء ويتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم, قال: 
فمّن هو؟ قال: رسول الله صَيْي قال هشام: فبعد رسول اللْهعيةٌ قال: الكتاب والسئّة قال هشام: فهل 





نفعنا اليوم الكتاب والسئّة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامى: نعم, قال: فلم اختلفت أنا وأنت 
وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك؟ قال: فسكت الشامىء, فقال أبو عبد الله للشامى: مالك لا 
تتكلّم؟ قال الشامى: إن قلت لم نختلف كذبت وإن قلت: إِنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنًا الاختلاف 
نظف لأنيما بحبئلاة الرضروه وق قلت فد لضا وكا واحد منّا يدَّعى الحقٌّ فلم ينفعنا إذن 
الكتاب والسئّة» إلا أن لي عليه هذه الحجّة. فقال أبو عبد لهي سله تجده مليّا فقال الشامي: يا 
هذا مَن أنظر للخلق أربّهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: رهم أنظر لهم منهم لأنفسهم. فقال الشامي: فهل 
أقام لهم مّن بجمع لهم كلمتهم ويقيم أَوَدَهم ويخبرهم بحقّهم من باطلهم؟ قال هشام: وفي وقت 
رسول اللهييّة أو الساعة؟ 

قال الشامي في وقت رسول الله رسول الله والساعة مَن؟ فقال هشام: هذا القاعد الذي تشدٌ إليه 
الال وكير رخاز اماد وراثة عن أب عن جد قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال 
هشام: سله عمّا بدا لك. قال الشامى: قطعت عذرى فعلئَ السؤال» فقال أبو عبد اللههة: يا شامى 
أخبرك كيف كان سفرك وكيف كان طريقك؟ كان كذا 0 الشامى يقول: موقت لمكا 
الساعة. فقال أبو عبد اللهطقة: بل آمنت بالله الساعة, إِنّ الاسلام فل انيه وغلية يتوارقون 
ويتناكحون والايمان عليه يثابون» فقال الشامى: صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا اله إلا الله وأن 
محمداً رسول اللْهوَيةٌ وأنك وصور الأرصناء د الت أبو عبد الله إلن حمران» فقال: تجري 
الكلام علئ الأثر فتصيب. والتفت إلئ هشام ؛ بن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرفه. ثم التفت إلى 
الأحول, فقال: قيّاس رؤَّاغ تكسر باطلاً بباطل إلا أنَّ باطلك أظهر, : ثم التفت إلئ قيس الماصر. 
فقال: تتكلّم وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول اهيل أبعد ما تكون منه. تمزج الحقّ مع 
الباطل وقليل الحقٌّ يكفي عن كثير الباطل أنت والأحول قفازان حاذقان, قال يونس: فظننت والله 
أنه يقول لهشام قريباً ممًا قال لهماء ثم قال: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض 
ل ل ا 0 

* الشرح: 

قوله (وفرائض) لعل المراد بها العبادات المفروضة أو المكتوبة مطلقأء ويحتمل أن يراد بها 


.١7١/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب الاضطرار الئ الحجة 1١‏ 





أحكام المواريث ١7‏ لأنَّ إطلاقها عليها شائع وبالجملة وصف نفسه بالقرّة النظريّة والعمليّة ليترقع 
قدره ولا يستنكف عن مناظرته وقد كان ذلك دأب السابقين وأرباب المناظرة. 

قوله: (لمناظرة أصحابك) لم يقل لمناظرتك رعاية للأدب. 

قوله: (فقال: من كلام رسول الْهعَيإُةُ ومن عندي ) سألءظة هل كلامه مأخوذ من السنّة النبويّة أو 
ون :ميخترطانة طب فاحات: أن كلافة من السفن ولس "الات بالخطار شق كانه لأن هذا 
الشٌّ داخل فى السؤال باعتبار أنه منع الخلو. 

قوله (فأنت إذن شريك رسول المعِل ) : فى إكمال الدّين وفيه دلالة على أن أصول العقائد 

مذ "١‏ 1ن كر سيسفه لوعن عب قر تتروعياء ونه ولعيو اا ارقا عا 

عاد ترح المخصوو اك تي الفاضل الاين ين الأسترآبادي في فوائده المدنيّة وشنّع على مَن انكل 
بعقله فى المعارف الالهيّة وهو الحقٌّ الصريح والمذهب الصحيح وإلا لزم أن يكون الخاطئون 
النسالكون يمقنضئ عقوليه!"! معذورين .يوم القيامة 

قوله: (قال: لا) أي لست شريكه في دينه بل دينه تام كامل ويلزم من نفيه هذا مع ماذكره سابقاً 
من أنَّ بعض كلامه من عنده إِمّا أن يكون ذلك البعض غير داخل في الدّين ولايكون له مدخل في 
الإسلام فلا يكون من مسائل الكلام وهذا خلاف المقدّر أو يكون داخلاً فيه فى نفس الأمر ولكن 
قوله به لم يكن مستنداً إلى قول النبئ ولا خفاء في أنْه لابدٌ من مستند ومستنده حينئظٍ هو الوحي. 


١‏ - قوله «أحكام المواريث» هذا هو المتعين وكان علم الفرائض معتنئ به بعناية خاصة أكثر من سائر أبواب الفقه 
وقيل في حق زيد بن ثابت أنه كان أفرض القوم أي أعلمهم بالفرائض (ش) 

3 - قوله «علئ أن أصول العقائد نوو راد ريا نايا ارحب بار الاقل منتائع الور توراية فت 
بأصول العقائد بعض صفات الرسول والأئمة !كا بي وتفاصيل المعاد أمثالها مما لا سبيل إليه وحيئذٍ فلا يناسب 
كلمة «ينبغي» لانها تدل علئ إمكان استنباط المطلب بغير الشرع وإنكان الأولئ أن يؤخذ من الشرع. وأما الفاضل 
الاسترآبادي فلا يفهم مقاصده غالباً في كتابه الفوائد المدنية وهو معتمد علئ الغريزة الدينية والعواطف المفرطة 
والغلو في حسن الظن برواة الأخبار ولا دليل له علئ دعاويه إلا عواطفه ورغباته. (ش) 

7 - قوله «السالكون بمقتضئ عقولهم؛ مقصوده غير مفهوم من لفظه لأن خطأ العقل في نظره إما أن يكون غالبا أو 
نادراً فإن كان غالباً لم يكن مدحه في القرآن والأخبار وذم مّن لا يعقل موجهاً لأن الله تغالق ل بمدح ما عالب 
مدركاته خطأ وان كان خطأه نادرأ فلا محذور في أن يكون العاقل المخطئ فى نادر من مدركاته العملية معذورا 
يوم القيامة» وأما احتمال أداء عقل الناظر فى الأدلة خالياً عن التعضصب إلئ إنكار التوحيد والرسالة حتئ يصير 
كافراً فهو فرض مستحيل في العادة علئ ما نعرف من وضوح الأدلة. رش 





فلذلك قال:ىةِ وفسمعت الوحى عن الله» يخبرك بما تأتي به «قال. لااقال فتجب طاعتك؛ فيما تأتى 
به من غير أن يكون مستنداً إل الرّسول أو الوحي «هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلّم حيث اعترف 
أنه لم يسمع ما عنده من الرَّسول ولا من الوحي» وأنّه لا تجب طاعته وكلٌ ما كان كذلك فهو 
باطل. 

فإن قيل: يجوز أن يكون له مستند هو الإلهام!١)‏ قلت: الإلهام لا عبرة به إذا الإلهام كما يكون من 
الّحمن كذلك يكون من الشيطان” ' بل إلهام الشيطان أكثر وأغلب في الأكثر وإذاكان شأنه ذلك لم 
يصمح أن يتمسّك به في أمر شرعئ أصلياً كان أو فرعيًاً. 

قوله: (لو كنت تحسن الكلام كلّمته) «لو» هنا للتمنّي أو للشرط وهو لامتناع الثاني من أجل 
امتناع الأرّل و «تحسن» بمعنئ تعلم» تقول فلان يحسن الشىء أي يعلمه. 

قوله: (قال يونس: فيا لها من حسرة) أي قال: يونس قلت: فيا لها من حسرة أو قال يونس ذلك 
عند النقل, والنداء للتعجّب والمنادي محذوفء ولام التعجّب وهى لام الاستغاثة فى الحقيقة 
متعلّق باعجبوا: أي يا قوم أعجبوا لها. ومن حسرة تمييز عن ضمير المبهم بزيادة من الحسرة أشدٌ 
التليقف عن الشىء الفائت. 

قوله (وتقول: ويل) الويل: كلمة العذاب أو واد فى جهنم لو أرسلت فيه الجبال لماعت من حرّه 
وغرض يونس من نمل هذا الكلام إبداء المعذرة لتركه علم الكلام. 


١‏ -قوله وله مستند هو الالهام» ويمكن أن يقال: لعل مستنده العقل؟ والجواب أن الظاهر من حال السائل أنه 
يريد التكلّم في تفاصيل الأحكام والأصول التى لا سبيل للعقل إليها كما يدل عليه ما يأتي من بحثه في الإمامة 
ولاريب أن أغلب مباحثها تؤخذ من النقل. (ش) 

؟ ‏ قوله «وكذلك يكون من الشيطان» فان قيل: بم كان يعرف الأنبياء يكل صدق إلهامهم إذ لم يكن إلا إلقاء معنئ 

فى القلب وهوكما ب ال لل سا ع ل زاك 
أيضاً يحتمل كونه حقاً من الله وكونه من تجسم الخيال نظير المبرسمين؟ قلنا: كان الأنبياء والأولياء يميّزون ولم 
يكونوا يشكون في صحة إلهامهم وكانوا محفوظين من شوب الخطأ والوهم ومن ظهور الشياطين وأمثال ذلك؛ 
وكما يميز العقل بين مدركاته ومدركات وهمه ولا يشك في أن الكل أعظم من الجزء ء صحيح بديهى أولي وأن 
الميت يخاف عنه وهم باطل ويعرف العقل أن مايراه من مقدار الجسم الموضوع بقرب منه صحيح وما يراه من من 
مقدار قطر الشمس غير صحيح وهذا بخلق علم ضروري كذلك الأنبياء يعرفون حقيّة ما يُلهم إليهم ولا يشكون 


فيه. رش 


باب الاضطرار الئ الحجة ل 
)١ق‏ 





قوله (يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد) لظاهر أن المشارإليه متّحد يعنى يخترع بعضه كلاما 
له مدخل فى إثبات مطلبه بزعمه ويقول هذا كلام صحيح خالص جيّد لا زيف ولا فساد فيه ويقول 
الآخر: هذا الكلام سقيم مزيّف فاسدء وإِنّما قلنا: الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون المشار إليه بهذا 
غير المشار إليه بهذا بأن يقدموا علن تحسين بعض المقدّمات المخترعة وتزييف بعض آخر حتئ 
كان المباحث الكلاميّة والمطالب اليقينيّة منوطة بمفتريات أوهامهم ومخترعات أفهامهم فلذلك 
بقع الاختلاف بينهم فى المطالب اختلافاً عظيماً. 

قوله (وهذا ينساق وهذا لا ينساق) أى هذا يؤدّي إلئ المطلوب وهذا لا يؤدّى إليه. أو هذا 
ينساق علئ نهج الاصطلاح وهذا لا ينساق عليه. 

قوله (وهذا نعقله وهذا لاانعقله!"أ) فيدّعى بعضهم إمكانه بل وقوعه. ويدَّعي بعضهم استحالة 
فهمه لعدم اجتماعهم علئ أصل صحيح وعدم رجوعهم إلى شخص معيّن عالم بأصول الدّين من 
الوحي صاروا مختلفين» يورد كل واحد على صاحبه ما يورد صاحبه عيه من المنع والنقض 
والمعارضة فيختلفون فى الحيرة كالحيارئ فى الصحاري ولا يهتدون إلى الح سبيلاً ولا إلى 
صواب دليلاً. ْ ش 

. قله (إن تركواما أقول!' وذهبوا إل مايريدون) من المطالت المشترعة والمبادء المبتدعة 


١‏ - قوله «يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد: بيان لحالتهم عند المناظرة والتنازع والجدال يقول هذا شيئاً وينكره 
الأخر كما تقرل: يقول هذا نعم ويقول هذا لاء أو يقول أحدهم سلّمنا والآخر: لا نسلّم؛ ولم كان ذلك» وليس 
عمو هن لقلا ينقاد وينساق مقصوداً بالمنع بل المنع 7 جع إلئ المجادلة بالإصرار واللجاج بأي لفظ كان. (ش) 
- قوله ووهذا لا نعقله» ومعلوم أن مَن لم يعقل كلام المخاطب يجوز أن يقول لا نعقله أو اذا عقل يجوز أن يقول 
عبات رتل واها المنع والدم راجيع الى المجادلة والدراع واللكاج في الكلام كما مز فى قاد ولا ينفاد مش 
*' - قوله: «إن تركوا ما أقرل» أن للتكلّم والمجادلة شرائط وقواعد وأصولاً يجب مراعاتها خصوصاً فى الدين كما 
قال الله تعالئ «[ وجادلهم بالتي هي أحسن4 وقد ذكر المنطقيون شروطأً أوردها العلامة والحكيم المحقق نصير 

الدين في الجوهر النضيد وليس مراد الإمام ع إلزامهم بأن التعيورا فى المجاالة على ران با مدر و1 
لفظأ بلفظ كما يفعله أصحاب الحديث إذ هو غير ممكن في الكلام فكل سائل يضع شيئًاً ويسأل عن شيء 
وينقض بشيء ولابد للمتكلم معه أن يجيبه فى كل مورد بما يقتضيه ذلك المورد وحفظ الرواية والحديث 
بمقدار يكفي في جواب كل سائل في كل مورد وكل مسألة محال ومعلوم أن هشام بن الحكم وأترابه لم يتكلّموا 
علئ هذا الوجه بل المراد مراعاة شرائط شرطها الإمامطيْةِ نحو شرائط ذكرها أهل المنطق ويعلم سنخها من آخر 
الحديث حيث قال لهشام بن سالم: «تريد الأثر ولا تعرفه» يعنى من شروط المجادل أن يتمسك بمسلّمات 


4 ا 


الى لا يزداد صاحبها من الحق الا بعد و من الصواب إلا ضلالاً» وفيه دلالة عئ أنَّ علم الكلام حيٌّ 

ولكن ابد سماعه من المعصوم والعامّة ذمُوا الكلام ذمّأ 0 اأبوان شت مدر ذلك فنقول: 
قال عياض في تفسير مارواه مسلم عن النبئ ييه قال: «أبغض الرّجال إلى الله الأَلدٌ: الخصام» الألدُ 
الشديد الخصومة والخصم الحاذق في الخصومة؛ وقال القرطبى فى حلّه: الخصم بسكون الصاد 
وكسرها: اسم للخاصم., والخصم المبغوض: هو الذي يقصد بخصومته دفع الحنٌّ بالوجوه الفاسدة 
وأشدٌ ذلك الخصومة فى الدّين كخصومة أكثر المتكلمين المعرضين عن الطريق التى أرشد إليها 
الكتاب والسئة وسلف الأمّة إلى طرق مبتدعة واصطلاحات مخترعة وقوانين جد ليّة تراه بسمتيا 
علئ الآخذ فيها شبهة يعجز عنها وشبهة يذهب الإيمان معها وأحسنهم انفصالاً عنها أخذ لهم لا 
أعلمهم؛ فكم من عالم بفساد الشبهة لا يقوى علئ حلّها وكم من منفصل عنها لا يدرك حقيقة 
علمها ثم إنَّ هؤلاء المتكلّمين ارتكبوا أنواعاً من المحال لا يرتضيها الأطفال فأخذوا يبحثون عن 
تحيّز الجوهر وعن الأكوان والأحوالء ثم إِنْهم بحثوا عمًا سكت السلف عن البحث فيه فبحثواكيفيّة 
تداق فيفاقه سال :ومع ينها واتتحادهنا قن انها وهل هن الدات أو غيرها وهل الكل واحد أن 
ماعو را مسي لاوا أرع الا رسام ويك سان وى لأ ربز الها سززي ذه عدم الماموة 





حور ار بعني السنّة المنقولة عن النبي يه من مسلّمات الخصم ويتمسك به في المجادلة مع أهل هذه 
التحلة كما قال به المتطقيون يجت غلر المجادل أن يعر المسلمات والمشهورات كالاراء المتحموةة حق 
المعرفة؛ وقال فى الجوهر النضيد: يحتاج المجادل إلئ أن يستكثر من صناعته العلميّة وإلئ الدربة في عادته 
الصناعيّة كما يحتاج غيره من الصناع حتئ يقدر علئ إيراد ما يحتاج إليه كل وقت ولا يكفي حفظ البضاعة دون 
ملكة الصناعة إذ قد يحفظ الانسان ما لا يذكره وقت الحاجة إليه أو يحتاج إلئ ماليس بمحفوظ عنده إلئ آخر ما 
قال ومثله كلامهطكةٍ لقيس بن ماصر «وقليل الحق يكفى عن كثير الباطل» وقال للأحول: «تكسر باطلاً بباطل) ذمّه 
به وهي وصايا للمجادلين من سنخ ماذكره أهل المنطق» فغرض الإمام النهي عن المجادلة بغير مراعاة شرائط 
الجدل لا النهي عن الكلام مطلقاً والاكتفاء بنقل الرواية لأن المعلوم أن الشامي المنكر للإمامة لم يكن ينقاد لقول 
الاماماقة تغندا وكلو): 

١‏ - قوله «ذموا الكلام ذماً عظيماً» هذا الذي ذكره ٠‏ الشارح خلاف ما نعلمه من القوم والحق أن العامة مثل الخاصة 
أكثرهم لا يبغضونه وكان في الأشاعرة والمعتزلة متكلّمون وصتفوا : فى الكلام كتباً مشهورة متداولة بل ينكر أهل 
الحديث من الشيعة والسنّة علئ المتكلّمين من أهل مذهبهم بأن التمسك بالعقول خلاف طريقة السلف ولا وجه 
للكلام فيما ورد النص به من الشرع. (ش) 


باب الاضطرار الئ الحجة 5 


هل يبقئ ذلك التعلّق أم لاء وهل أمر زيد بالصلاة هو عين أمر عمرو بالزكاة!') إلى غير ذلك من 
.الأبحاث التى لم يأمر الشرع بالبحث عنها وست أصحابه ومن تبعهم عنها فإنّه بحث عمًا لا يعلم 
حقيقته ومن عجز عن حقيقة نفسه مع علمه بوجودها بين جنبيه فهو عن إدراك ماليس كذلك 
أعجز. وغاية علم العلماء وإدراك العقلاء أن يقطعوا بوجود فاعل لهذه المصنوعات منرَّه عن 
صفاتها موصوف بصفات الكمال. ثمّ م إذا أخبرنا الصادق عن شيء من أسمائه أو صفاته قبلناه ومالم 
يتعرّض له سكتنا عنه» هذه طريقة السلف ويكفي في الزّجر عن الخوض في طرق المتكلّمين ما 
ورد عن السف . 

فعن عمرو بن العزيز: ليس هذا الجدال من الدّين في شيء. وعن الشافعي: لئن لا ينتهي العبد 
بكلّ ما نهئ الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينطق فى علم الكلام. قال: وإذا سمعت من يقول 
الاسم المسمّئ أو غيره فاشهدوا أنّه من أهل الكلام ولا دين له. قال: وحكمى في أهل الكلام 8 
يضربوا ويطافوا بهم في القبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسئّة وأخذ في الكلام. وقال 
أحمد: لا يفلح صاحب الكلام أبداً. أهل الكلام زنادقة: وقال ابن أبي عقيل: أنا أقطع أنَّ الصحابة 
ماتوا ولاعرفوا الجوهر والعرض("' فإن رأيت أن تكون مثلهم فكن وإن رأيت أنَّ طريقة المتكلّمين 
أولئ من طريقتهم فبئس مارأيت, وقد أفضئ الكلام بأهله إل الشكوك ويكثر منهم الإلحاد وأصل 
ذلك أَنْهم لم يقنعوا بما بعثت به الشرائع وطلبوا الحقائق. وليس فى قرَّة العقل إدراك ما عند الله 
سبحانه وتعالئ من الحكم الذي انفرد به. وقد رجع كثير من المتكلّمين عن الكلام بعد أعمار مديدة 


١‏ - قوله «هو عين أمر عمرو بالزكاة» هذه الأمور جميعاً من مباحث متكلمى العامة فثبت أن فى العامة أيضاً 
متكلمين وكان عياض والقرطبي وأمثاله من متبعى طريقة السف والمائلين إلئ الجمود علئ نقل الأحاديث 
وتفريع فروع الفقه فهم نظير الإخباريين من الشيعة. (ش) 

0 - قوله «ولا عرفوا الجوهر والعرض» أقول ان الصحابة ماتوا ولم يعرفوا الاستصحاب وأصل البراءة والأصل 
المثبت والترتب أيضاً فإن قيل عملوا بها ولم يستعملوا هذه الاصطلاحات قلنا: نعم ولكن عرفوا حقيقة الجوهر 

والعرض وميّزوا بين الجسم واللون قطعاً وأن لم يستعملوا اللفظين كما أن امرء القيس قال الشعر فى البحر 
الطويل والبسيط والوافر ولم يكن يعرف هذه الاصطلاحات ولا أن موانع صرف الاسم تسعة اذا اجتمع اثنان منها 
في اسم منعاه من الجر والتنوين وليس ابداع الاصطلاح الذي استبشعوا قبيحاً لكنهم استثقلوا حفظها واستراحوا 
إلئ إبداء عذر يريحهم من صرف عمرهم فى شىء يعجزون عنه ولأن التفكر فى العلوم كان يمنعهم من التفكر 
فيما هو أهم فى نظرهم. (ش) 


8 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
حين لطف الله وأظهر لهم آياته فمنهم الإمام أبو المعالى حكئ عنه الثقات أنه قال: لقد خليت أهل 
الاسلام وعلومهم وركبت البحر الأعظم وخضت فى الذي نهوا عنه رغبةٌ فى طلب الحقٌّ وهرباً من 
اللي والآن فقد رجتحت "عن الكل إلن كلمة التق عليكم بدين الفجائن راخف عافية أمرى عند 
الرّحيل بكلمة الإخلاص. وكان ابن الجوينى يقول لأصحابه: لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أنَّ 
الكلام يبلغ ما بلغت ما تشاغلت به» وقال أحمد بن سنان: كان الوليد , وه 
الوفاة :قال لدع اتدلميون أن أحيدا أعلم مني قالوا: لاء قال: فإِنْى أوصيكم أتفعلون؟ قالوا: نعم قال 
مها د الم ا ا 
الأصول طول عمري ثمّ عدت القهقري إلئ مذهب الكتب. ووصف الشهرستاني حاله وما ار 
إليه من الكلام ومآله فتمثل: 
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيّرت طرفي تلك المعالم 
فلم أر إلا واضعاأكفٌ حائر ‏ على ذقن أو قارعاً سن نادم 

وقال بعضهم: قد بالغ القوم في الإنكار وغفلوا عن شرف حال علم الكلام لأنّه أشرف العلوم 
لكون موضوعة:وهى الذات العلثة وما يحب لها'وما يستخيل عليها أفترف'الموضوعات ولآن غيزه 
من الخاوم ريوع فى الاخره وهو الا يعدم البقاء معسلقة بن يرداو اكنناعا أن ماكان يلوم بالذليل 
يصير معلوماً بالعيان» وقد أجمعوا علئ أنه يجب أن يكون في كل عصر من يعرفه ليرد الشبهات 
ويناظر من عساه يتعدّض لعقائد المسلمين. والجواب أذ الرَادّ لم يقصد نفى شرفه ولا انقطاع 
فوائده ولا غير ذلك من الأمور الموجبة لنقصه بل يقول: إِنّه علم غامض لا يدرك حقيقته إلا الله 
سبحانه ومن حفظه الله تعالى عن الخطأء وأمّا غيرهم وإن بالغوا فهم بعد في مقام يحتمل الخطأ 
والضلال إذ ليس المعصوم إلا من عصمه الله وبالجملة أهل الكلام يجب أن يكون معصوماً أو من 
يسمع من المعصوم. وقول الصادقلة صريح في ذلك. 

قوله (وأدخلت الأحول) هو محمد بن النعمان البجلى الأحول أبو جعفر شاه الطاق ساكن طاق 
المحامل بالكوفة وقد لقّبه المخالفون بشيطان الطاق والشيعة بمؤمن الطاق وكان ثقة متكلّماً حاضر 





00 د 
ار 0 ار ره 


باب الاضطرار الئ الحجة 11 


عن البلاغة. 

قول (فى فازة له) الفازة مظلة بعمودين وفي بعض النسخ «في خيمة له». 

ون حك | الخس عدرل رمعي اللنداره ترد حت نو ع لف ا 
وخبيباً إذا راوح بين يديه ورجليه وأخبّه صاحبه. وخسٌ البحر إذا اضطرب. 

قوله (وهو أوَّل ما اختطّت لحيته) يقال: اختط الغلام إذا نبت عذاره. 

قوله (فوسّع له) التوسيع خلاف التضييق يعني جعل مجلسه واسعاًء وفيه دلالة علئ أَنّه ينببغي 
لأهل المجلس من التعظيم لأهل الفضل. وعلئ رجحان تخصيص الأفضل بزيادة الإكرام. 

قوله (فظهر عليه حمران) أي غلبه فى المناظرة. 

قوله (فتعارفا) أي عرف كلّ واحد منهما حال صاحبه فى المعرفة وحقيقته ادك لواش 
بالمعرفة مثل ماجاء به الآخر وفى بعض النسخ «فتعارقا) بالقاف أ واقعاً فى شدَّة كما يظهر مجيئه 
لهذا المعنئ كناية عن الفائق» أو ذهبا في الباطل من قولهم عرق فلان فى الأرض يعرق عروقاً مثل 
جلس يجلس جلوساً أى ذهب. 

قوله (فقال نعم) فإن قلت «نعم» ههنا غير واقع فى موقعه لأنَّ موقعه هو التصديق لما تقدَّمه من 
كلام مثبت أو منفئ خبراً كان أو استفهاماً عئ ماهو المشهور وقيل: هو التصديق لما بعد الهمزة, 
0000 تقديراً فإنَّ قوله 9 كلّم هذا الغلام بمنزلة: أتكلّم هذا الغلام. 

قوله (حتى ارتعد) الارتعاد: الاضطراب يقال: أرعده فارتعد والاسم التآعدة وأرعد الوّجل 
أخذته الّعدة. وأرعدت فرائصه عند الفزع. ولعلّ الغضب الاضطراب أجل أنه سمع منه مالا 
يليق بجنابه لي أو مالا يليق به من التخاطب بالغلام. 

تولة 'رأرئلك أنظر للخلقة) النظر الل نسية و العطفه والبعوفل: 


قوله (كيلا يتشتّتوا) التشبّت: التفرّق أي كيلا يتفرّقوا فى أمر المبدأ والمعاد وغير ذلك مما 
يتعلّق بنظام الخلق ومعاشهم. 


قوله (أودهم) أود الشىء يأود من باب علم أوداً بالتحريك اعوج وتأوّد وتعوّج» شبّه خروج 
الطبائع البشريّة عن القوانين العدليّة والنواميس الالهيّة بعوج الخشب ونحوه لزيادة الإيضاح. 

قوله (بفرض ربّهم ) أي بما أوجبه عليهم والفريضة اسم لما أوجبه أن يراد به ههنا المقدّن أو 
المكتوب فيتناول المندوبات والأخلاق أيضاً. 





قوله (كذبت) لوقوع الاختلاف حتّى صارت الأمّة بضعاً وثلاثين فرقة(١)‏ كل فرقة ندّعي أَنْها 
الفرقة الناجية. 

قوله (أبطلت) أي أتيت بالباطل وهو ضدٌّ الحنٌّ. قال في النهاية: يقال أبطل إذا جاء بالباطل. 

قوله (لأنّهما يحتملان الوجوه) إذ فيهما ظاهرٌ وباطن ومجمل ومأوّل وعامٌ وخاصٌ ومحكم 
ومتشابه وناسخ ومنسوخ. 

قوله (إلا أنَّ لي عليه هذه الحجّة) يجوز أن يكون إلا بكسر الهمزة وشدٌّ الام وأنَّ بالفتح» وأن 
يكون بفتح الهمزة اللام من حروف التنبيه وإنَّ بالكسر وضمير «عليه» علئ التقديرين يعود إلى 


قوله (تجده مليّا) الملىء بالهمزة الغنيئٌ المقتدر وقد تترك الهمزة وتشدٌّ الياء أى تجده غنياً 
بالعلم نقبدرا علد المناظرة. 


قوله: (قال الشامي في وقت رسول لوي ) الظاهر أنَّ فى الكلام حذفاً!"! أي في وقت رسول 
الله ييا أو فى وقت رسولٌ اللهعيلة. 

ترلةه رين إبهالتان# النسا اكير جم التحل بالتشتكين وهو الأداضه والتعت لاتبخير 
كالسرج للدّابة وهو الذي عئ قدر السنام وهناكلاهما صحيح, وهذاكناية عن رجوع الخلائق إليه 
من أماكن بعيدة لاستعلام الشرائع والأحكام. 

قوله: (بأخبار السماء) في بعض النسخ «بأخبار السماء والأرض» يعنى يخبرنا بالكائنات 
الغلوية! " والستفلية والأمون الميدية والغيئة: 

قوله: (وراثة عن أب عن جدّ) تمييز لنسبة الأخبار إلئ فاعله والوراثة بكسر الواو مصدرٌ ورثت 
الشىء من أبى أرثه بالكسر فيهما وراثة وورثاً وإرئاً بقلب الواو ألفاً المراد بالأب جنس الأب 
الفا دق :على لظ رقي رويط وزائدة اويتر ل ال كلل 

قوله: (بل آمنت بالله الساعة إنَّ الإسلام قبل الإيمان) لمّا أظهر الشامي بقوله أسلمت لله الساعة 
أنه لم يكن مسلماً قبلها أضربكة أو ترقئ عنه بقوله: «بل آمنت بالله الساعة» وعلله بأنَّ الإسلام 


١‏ - قوله «بضعاً وثلاثين فرقة» المشهور أنها تفترق علئ ثلاث وسبعين والشارح أعلم بما قال. (ش) 
1 الظاهر سقط فى تسخة الشارح قوله «رسول الله» ثانيا. 
و١‏ قوله وبالكائنات العلوية» والمقصود عالم المجردات» وقلنا سابقا: أن السماء قد يطلق على ذلك العالم.(ش) 


باب الاضطرار الى الحجة 5 
قبل الإيمان كتقدّم المفرد علئ المرككب وتقدّم الجزء علئ الكل فإِنَّ الاسلام هو شهادة أن لا إله إلا 
الله وأنَّ محمداً رسول الله وبه حقنت الدّماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعليه جم غفير من 
الناسء والاإيمان هو هذا مع التصديق بأئمة الهدئ وبه مدار الثواب والكرامة في دار المقامة فهما 
باب ان عنس الكقيلة راعة والشكن تنب القند قفوو ركلا ناك اومن يلت فنا الفكنين 
وكلّ ماهو أثر للإسلام أثر للإيمان دون العكس ويفهم منه أن الأعمال غير معتبرة في حقيقة الإيمان 
لأنَّ الشامي انَصف بالإيمان قبل العمل, وما دل عليه بعض الوٌوايات المعتبرة من اعتبارها في 
عع نين محبر ا عن ١‏ المواذي الا انهو لاله فالا مل :]د لاد جات مراتب متفاوتة ودرجات 
متباعدة. 

قوله: (فقال تجري الكلام علئ الأثر فتصيب) الأثر في اللّغة: ذكر الشيء عن الغير ومنه سمّي 
الحديث أثراً لأنه مأثور ينقله خلف عن سلف. ولعلٌ المقصود أنك تتشبّث في المناظرة بآثار 
النبت يلهُ وسننه فتصيب الحقٌّ وتغلب علئ الخصم لأنَّ الحنّ يعلو ولا يعلئ عليه. 

قوله: (تريد الأثر ولا تعرفه) دلّ علئ عدم معرفته بالأثرعدمٌ غلبته علئ الخصم لأنَّ العارف به 
كما هو حلّه غالب علئ الخصم المنكر للحن قطعاً('' ولذلك ترئ العالم الماهر في الحديث لا 
تضكر مغلويا أيذا. وفيه دلالة علئ جواز ذم الاستاد المرشد للمتعلّم المسترشد بنحو ذلك تأديباً 
وتحريصاً له بكسب العلوم الدَّينيّة. 

قوله: (قيّاس رواغ)!' بشدّ الياء والواو من صيغ المبالغة والرّوغ في اللّغة: الميل والمراودة 
وطلب الشيء بكلّ طريق ومنه روغان التعلب أي أنت قيّاس تعمل بالقياس كثيراء روّاغ محيل 





١‏ - قوله «علئ الخصم المنكر للحق قطعاًء يجب أن يقيد الخصم المنكر للحق بمن يدعي الإسلام ويعرف السنّة 
ويعتقد صحة كلام النبي مي إذ لوكان منكرا لرسالته أو ملحداً منكراً للمبدأ تعالئ لم يفد في الاحتجاج عمليه 
اتتمسك بالأحاديث؛ ومعلوم أن الشامي كان مسلماً معترفاً بصدق رسول اليف وقد ذكروا أن مبادئ الجدل إما 
أن يكون من المشهورات أو من المسلّمات؛ والأحاديث النبوية من المسلّمات إن كان الخصم مسَلّماً لا إذا لم 
يكن ولذلك لم نر أحداً من الأئمةطيّا ومتكلمي أصحابهم وعلماء شيعتهم تمسكوا : في الاحتجاج علئ الزنادقة 
والملاحدة بالأحاديث ولا علئ اليهود والنصارئ إلا بالتوراة والإنجيل من مسلماهم, نعم تمسكوا بالأحاديث في 
مسالة الإمامة. (ش) 

" - قوله «قيّاس رواغ» لا يدل علئ قدح في مؤمن الطاق يلحقه الجرح إذ لا يخلو أحد من نقص ويجب علئ 
الرمام تنبيهه علئ نقصه. (ش) 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
مائل عن الحقٌّ إلى الواقاطل مره 7 الخصم وتتخلّص منه كروغان الثعلب وحيلته 
ليخرج عن نظر الصائد ويتخلّص منه وينبغى أن يعلم أنَّ الحنٌّ لايُبطل الحقٌ'١)‏ ويبطل الباطل وأن 
اللاطن الإاتييط :الخد وقد سيط الباضال ]1 كان وا افير "فى الاورالانوا وو لواب كما هر 
المعروف فى الجدليّات والمغالطات. 

قوله: (تتكلّم وأقرب ما تكون الخ) الواو للحال والأقرب هو الأقرب في الفهم أو الأقرب في 
النقل والمراد به ذمّه ببعده عن طريق الحقٌّ والأثر الصدق مع وضوحه فكأنّه فى أثناء المناظرة ترك 
ما ينفعه من الخبر الصحيح الظاهر وتمسّك بالأباطيل ولذلك قال/#: (وقليل الح يكفي عن كثير 
الباطل ). 

قوله: (تمزج الحقٌّ مع الباطل ) يعني تتمسّك بالشبهة لدفع الباطل إذ الشبهة إِنّما سمّيت شبهة 
لأجل أنْها بمزج الحنٌّ مع الباطل تشبه الح إِمّا في صورته أو في مادَّته أو فيهما معاً. 





١‏ قوله «إن الحق لا يُبطل الحق» الحق: هو المطابق للواقع والواقع واحد غير مختلف فلو كان أحد الكلامين 
المتناقضين مطابقاً للواقع كان الآخر مخالفاً ولذلك إذا ثبت أن العقل حق والقرآن حق لا يمكن أن يكون العقل 
مخالفاً للقرآن» وما قد يتراءئ فى نظر الجاهل من المخالفة فله تأويل صحيح البتة ومرجع التأويل إلئ التعمق 
واللديو فى يضار ما شبد الطزيعما هيد البقين ققد يقبد ا ظاهر: القران لقان والعكل يقي البقين :وقد يقيد العقل 
ظناً والقرآن اليقين وقد يفيد كلاهما ظناً وعلئ كل حال يجب حمل الظن منهما علئ اليقين والتوقف فى 
الظنين. (ش) 
١‏ - قوله «اذاكان أظهر» الباطل لا يبطل الحق واقعاً لأن الحق لا يبطله شيء فإنه موافق للواقع فإذا ثبت كون شىء 
عقا وعارضعة شنهة لاا يجوز التشكيك فى الح :بل بجت التذير فق سبب عروض الشبهة وميدتها كما نعلم أن 
النار تحرق القطن فان رأينا قطنا لم يحترق لا يجوز أن يشكك به في إحراق الناره وكذلك إن ثبت لدينا وجود عالم 
روحاني مجرّد عالم بالغيوب وبما لم يجىء بعد ودخلنا فى ذلك العالم في الرؤيا الصادقة ورأيناه لم يجز لنا 
التنك فى :وجنودة بمعارضاتالماديين وإذا علمكا بعجن اليشر قاطبة'غن معارضة القرآن وثنت لدينا نبؤة حاتم 
الأنبيا ييه بقرآنه وبإخباره بالغيب وبما تواتر من آيات النبوة لم يجز التشكيك فيها لشبهات لم نهتد إلئ وجه 
التخلص فإن الحق الثابت لا يبطله شيء والذي يرئ مخالفاً له باطل قطعاً وإن لم نعلم وجهه تفصيلاًء وينكر يهود 
زماننا قولهم بأن عزيراً ابن الله وكون هامان وزيراً لفرعون قالوا بل هو وزير بعض سلاطين فارسء وأنكر بعضهم 
حكم سليمان علئ الجن وخدمة الجن له ونحن نعلم بالدليل أن كتاب الله حق فما ذكروه باطل. اوأما أن الباطل 
يبطل الباطل فهذا شيء معروف مستعمل في المجادلة لأن مسلّمات الخصم قد يكون باطلاً واقعا وندمسك بهذا 
الباطل لنقض باطل آخر. مثلاً قالوا «نحن معاشر الأنبياء لم نورّث» وهذا باطل نتمسك به لرد قول بعضهم أن 
الشيخين دفنا في بيت النبي ييل في حق بنتيهما فندفع باطلاً بباطل وليس الحديث صريحاً في النهي عنه 
وها رش ١‏ 


باب الاضطرار الئ الحجة ١‏ 

قوله: (قفَازان) بالقاف وشدٌّ الفاء والزّاى المعجمة: من القفز وهو الوثوب أى وتابان من مقام 
م ا سس بالكّاء المهملة من القفر: وهو المتابعة 
والاقتفاء» يقال: اقتفرت الأثر وتقمّرته أى تتبّعته وقفوته يعنى ي إنكما تتبعان الخصم وتقتفيان باطله 
لقصد إلزامه بالباطل. 

قوله: (حاذقان) بالقاف: من الحذاقة وهي المهارة أي ماهران في الوثوب واقتفاء الخصم 
بالباطل وفي بعض النسخ بالفاء وخر الفط أي قاطعان الباطل بالباطل. 

قوله: (لا تكاد تقع تلوي رجليك) تكاد: من الأفعال المقاربة اسمه ضمير الخطاب المستكرةٌ 
وخبره تقع بصيغة الخطاب, وتلوي: من لويت عنقه إذ فتلته بدل من «تقع» أو بيان له والمقصود 
نفى قرب وقوعه علئ الأرض وفتل رجليه وإزلاقهما وهوكناية عن كمال ثباته فى مقام المناظرة. 

قوله: (اذا هممت بالأرض طرت) تقول هممت بالشيء أهمٌ همّاً إذ أرته وعزمت عليه ولعلَّ 
المقصود ذو همّة عظيمة إذا قصدت شيئاً وعزمت عيه أمضيته فى أقرب الأوقات. 

قوله: (مثلك فليكلّم الناس) دلّ علئ الإذن في المناظرة7١)‏ لإثبات الحنٌّ لمن هو مثله! ') في 


١‏ - «قوله دل علئ الأذن في المناظرة» يكفي في تجويز المناظرة ة آيات القرآن الكريم وهي كثيرة دا وضيها: 
أصحاب الأئمة ليق أيضاًء ولا ريب أن العلم من حيث هو علم ليس حراماً ولا العالم به مذموماً حتئ العلم 
بمذاهب الكفار ووجوه الضلال وأقوال الملاحدة وطرق استنباط الاحكام الشرعية من القياس والاستحسانات 
وعلم السحر وأقسام القمار واصطلاحات الموسيقئ وأسامى آلاته وإنما الحرام ما يترتب علئ العمل بها من 
المفاسد والقبائح» وقالوا يجوز تعلم السحر لإبطال السحر ولنقض دعوى المتنبىء» ويجوز حفظ كتب الضلال 
للرد علئ أهله فكل ماورد في ذم علم علم والمنع منه إنما ينصرف الئ الجهة المقبحة التى تستلزم الفساد. . وورد فى 
الأحاديث النهي عن الكلام أكثر مما ورد عن التصوف وذم المتكلمين أفحش من ذم الصوفية والمنجمين» وفي 
كتاب كشف المحجة أن مؤمن ن الطاق استأذن علئ أبي عبد اللهظة فلم يأذن له لكونه متكلّماً وقال: ان الكلام 
والخصومات تفسد النيّة وتمحق الدين وعنه غ9 أيضاً ومتكلّمو هذه العصابة من شرار من هم منهم» ولو ورد مثل 
ذلك في النجوم والمنجمين لكان كافياً في إدارة الدوائر عليهم وإيطالهم ولعنهم وطردهم من قبل أهل الحديث 
وكل من هو عدو لعلم يمكنه أن يجد في الأحاديث ما يؤيد به مدعاءء والأخباريون منا جمعوا روايات ذموا بها 
المجتهدين وأهل النظر وغرضهم الفرار من ثقل الاصطلاحات والتفكر فى أمور عجزوا عنه وإبداء عذر لجهلهم 
وأنهم لم يتعلّموها لحرمتها ومنع الشرع عنها لا لنقصان عقلهم وقلّة فهمهم وقصور ذهنهم عن فهم المطالب 
الدفيقة وبالله التوفيق. (ش) 

0 - قوله «لمن هو مثله» الجدل لقوم والبرهان لقوم والخطابة لقوم كما قال الله تعالئ ادم الى سبيل ريك 
بالحكمة » يعنى بالبرهان « والموعظة الحسنة» يعنى الخطابة «وجادلهم بالتى هي أخيق © والمتناسن 


١١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
العلم والأخذ بالسئّة النبويّة إلئ يوم القيامة 

: و ل 1 

قوله (فائق الزّلة) زل فلان يزل إذا زق في الطين أو المنطق أو الفكر والاسم الزلّة. أمرهاة بحفظ 
ظاهره وباطنه عن الخروج من منهج الصواب7١)‏ وفيه دلالة علئ أنَّ الإنسان وإن بلغ حدّ الكمال 
لابدّ له من محافظة نفسه فى جميع الأحوال. 





- للعاقل المنصف أن يتعلم الدين وأصول العقائد بالأدلة المبتنية علئ اليقينيات وهي الأوليات والمشاهدات 
والتجربيات والحدسيات والمتواترات وقضايا قياساتها معهاء وانحصارها في هذه الست بالاستقراء» والمناسب 
لرد الخصوم التمسك بالمشهورات والمسلّمات ولغالب الناس من العوام الخطابة إذ ليسوا خصماء حتئ يجادل 
معهم ولا مسلمات لديهم وليسوا مستعدين لفهم الدلائل البرهانية إلا في مالابد منه من إثبات الواجب والنبوة 
بالأوليات والمتواترات والحدسيات التي يفهمها جمع الناس ومقصود الشارح من قوله لمن هو مثله أنه لا يجوز 
التكلم بالجدل مع العامة. رش 
ارمس عحى الورا الكل فى معركي د إرلدلة ته دارع مراسيع القيراك ور زلف ان 
البرهانيات يتفرد في الحكم بها العقل لا مدخل فيه للعادات والغرائز والعواطف بخلاف المشهورات إذ قد يشترك 
فيه مع العقل العواطف والغرائز ز مثلاً: الكل أعظم من جزئه, والنقيضان لا يجتمعان» والدور باطل وأمثال ذلك 
يعترف به كل عاقل سواء كان مسلماً أو كافراً قسي القلب أو رقيق القلب. شجاعاً أو جات يخيلا أو حتوادا وقير 
ذلك وهذه من البرهانيات» وأما المشهورات مثل: العدل حسن والظلم قبيح» فليس الحاكم فيه العقل فقط بل 
العقل بضميمة الرغبة فى حفظ النظام, واللإحسان إلى الفقراء حسن وإغاثة الملهوف حسن ؛ يشترك فى الحكم به 
مع العقل رقة القلب ولا يحكم به القسى والجبان والبخيل؛ وبالجملة للصفات النفسانية مدخل في الحكم 
بالمشهررات:ذون البرعانيات ولذلك يفيع ديح الخيران قنة الوثرة وهر عباد» عند المسلمين رتزويج التساء 
ومحبتهن قبيح عند النصارئ للنساك والعباد ولكن لا يختص بطلان الدور بأمة دون أمة» وأما المسلّمات: فهي ما 
يعترف به الخصم سواء كان صحيحاً أو باطلاً ومبنئ الجدل علئ هذين ويجري فيهما الخطأ والزلل كثيرا فرب 
متكلّم عارف بصنوف العلوم يحمله عواطفه وغرائزه وعاداته علئ أن يحكم بثَا بصحة أمر ارتكز في خاطره 
ويتعصب له ويتكلّف لإبداء وجه لتصحيحه كما تعصب علماء الأشاعرة لتوجيه الكلام النفسي والاسم عين 
المسمئ والكسب والجبر وأمثالها من الأباطيل ولو لم يكونوا متبعين لعواطفهم ورغباتهم واقتصروا علئ العقل 
الصريح والبرهانيات المحضة وما يشترك في الحكم بصحته جميع الناس لم يتكلفوا وا ستراحواء وأيضاً من 
فوائد الجدل عل ماذكره ٠‏ المعلم الأول حفظ الأوضاع وهي ما توافق علئن صحته الأمة وربما توافق أمة علا أمر 
باطل يلتزم المجادل بالدفاع عنه وتصحيحه؛ وقد يتفق أن يكون الدفاع عن مذهب حق ثابت بالبرهان كالتوحيد 
وقد يكون عن طريقة باطلة ومذهب خبيث ويدافع عنه أهله ويوجب ثبات الناس عله كالشرك والالعات وقد 
ترى اهل السعفول:وأصتحانب النظر أرفا يذمون الكلام وليس غرضهم إنكار هذا العلم مطلقاً بل إذا أخذوه في 
موضع البرهان وعملوا معه معاملة اليقينيات» فإن وضعوه موضعه واكتفوا بما هو حقيق به واعترفوا بأن تبكيت 
الخصم به لا يفيد صحته واقعاً فلا غضاضة. (ش) 


باب الاضطرار الئ الحجة نح 
قوله: (والشفاعة من ورائها) أى من وراء الزَّلَهَ وفيه دلالة على أن المخطي مع أنّصافه بالعلم 
وبذل الجهد آثم يد ركه الشفاعة إن شاء الله تعالئ. 

الاصل: 

6 عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن عيسئاء عن عل بن الحكم. عن أبان قال: 
أخبرنى الأحول: أنَّ زيد بن علئٌ بن الحسين 2ك بعث إليه وهو مستخف. قال: فأتيته فقال لى: يا أبا 
جعفر ما تقول إن طرقك طارق منّا أتخرج معه؟ قال: : فقلت له: إن كان أباك أو أخاك خرجت معه. 
قال: فقال لي: فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاءٍ القوم فاخرج معيء قال: قلت: لا ما أفعل جعلت 
فداك, قال: فقال لي: أترغب بنفسك عنْى؟ قال: قلت له: إِنُما هي نفس واحدة فإن كان لله في 
الأرض حجّة فالمتخلف عنك ناج والخارج معك هالك وإن لا تكن لله حجّة في الأرض فالمتخلّف 
عنك والخارج معك سواءء, قال فقال لي: اااعدر كت اللو ايعان الخرات اتوي 
البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارّة حنّئ تبرد شفقةٌ علي ولم بة يشفق على من حر النار إذا 
أخبرك بالدّين ولم يخبرني به. فقلت له: مجعلت فداك من شفقته عليك من حر النّار لم يخبرك 
خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل 
النان ثمّ قلت له: ججعلت فداك أنه نتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء قلت: يقول يعمقوب 
ليوس في «يا بُنىَ لا تقصص رُؤْياك علئ إخوتك فيكيدوا لك كيداً» ١!‏ لِمَ لم يخبرهم حتّئ 
كانوالا يكيدونه ولكن ككمهم ذللك فكذا أبوك تكنمك لأنه خاف عليك» قال قفال: أما والله لدن قلت 
ذلك لقد حدّثني صاحبك بالمدينة أنّْي أقتل وأصلب بالكناسة وأنَّ عنده لصحيفة فيها قتلي 
وصلبي فحججت فحدّئت أبا عبد اللْهيْةِ بمقالة زيد وما قلت له. فقال لي: أخذته من بين يديه 
ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ولم تترك له مسلكاً 
يسلى (') 

* الشرح: 

قوله: (وهو مستخف) أى متوار من الأعداء. 

قوله: (إن طرقك طارق منّا) أي طلبك طالب منا أو ورد عليك وارد منّا أو دق بابك رجلٌ من 





١-سورة‏ يوسفا :0. ؟_الكافى: ؟ / .١74‏ 


ل" 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
يريد خروجك معه والأآوّلان من باب الكناية والأخير على سبيل الحقيقة. 

قوله: (أترغب بنفسك عنْى ) رغب عن الشيء إذا لم يرده ورغب فيه إذا أراده. 

قوله: (إِنْما هي نفس واحدة) يحتمل أن يريد أنَّ النفس الواحدة لا تنفعك فيما تريده من 
الخطب العظيم وأن يريد أنَّ النفس واحدة لابدّ لها من طاعة الب وليست بمتعدّدة يمكن التدارك 
بإحداهما لو عصت واحدة لابدَّ لها من طاعة البَّبّ وليست بمتعدّدة يمكن التدارك بإحداهما لو 
عصيت ال غرف وهنا أب بها هلا 

قوله: (فالمتخّف عنك ناج) أمّا نجاة المتخلّف فلتشيّثه بذيل الحجّة وتخلفه عن المدّعئ بغير 
حقٌ. وأمًا هلاك الخارج فلعكس ذلك وفيه تصريح بأنه ليس بححّة. 

قوله: (سواء) أي سواء في الفضل وليس للخارج مزيّة فيه؛ أو سواء في الهلاك لأنَّ كليهما على 
تقدير عدم الحجّة فى معرض الهلاك والخروج معك لا يوجب النجاة. وفيه أيضاً تصريح بما مرٌ. 

قوله: (على الخوان فيلقمني البضعة) الخوان ‏ بالكسر : الذي يؤكل عليه وهو معرّب. 
والبضعة بالفتح: القطعة من الحم وقد تكسر تقول لقمتها ألقمها وتلمّمتها والتقمتها إذا أكلتها 
ولقَمنى غيري تلقيماً إذا وضعها في فيك. 

قوله: (لم يبال أن أدخل النار) في كلام زيد دلالة علئ أنَّ مَن لم يبلغه الدّين غير معذورء وفي 
كلام الأحول دلالة علئ أنه معذور. 

قوله: (أنتم أفضل ) خطاب الجمع من باب تغليب الحاضر علئ الغائب وهو للأمّة وإن كانت 
الإمامة في البعض محض الادّعاءء أو لاولاد الرسولويله. 

قوله: (لا تقصص رؤياك) كما حكاها عرّ شأنه بقوله «إإذ قال يوسفٌ لأبيه يا أبت إِنى رأيت 
أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين قال يابنئَ لا تقصص رؤياك علئ إخوتك 
فيكيدوا لك كيداً إِنَّ الشيطان للإنسان عدر مبين74١)‏ قال في الكشاف: عرف يعقوب 448 دلالة 
الرَؤيا علئ أنَّ يوسف يبلغه الله مبلغاً من الحكمة ويطفيه للنبرّة وينعم عليه بشرف الذّارين كما فعل 
بآبائه فخاف عليه حسد الاخوة وبغيهم, والرّؤيا بمعنئ الرؤية إلا أنها مختضّة بماكان منها في 
المنام دون اليقظة. 


. سورة يوسف:‎ - ١ 


قوله: (لِمَ لم يخبرهم حتئ كانوا لا يكيدونه) سأل عن سبب عدم إخبارهم بشرف يوسف 
ونبوّته وعن غايته المترتبة عليه ثم أجاب بنفسه عنه علئ سبيل الاستئناف بقوله حتئ كانوا لا 
يكيدونه يعنى لم يخبرهم بذلك حتّئ لا يتحمّق الكيد منهم. فحتّئ هنا حرف ابتداء يبتدأ بها كلام 
مستأنف لاجابّة ولا عاطفة. 

قوله: (ولكن كتمهم) لكن إذا خففت لم تعمل فلذلك تدخل علئ الفعل فإن قلت «لكن؛ 
مخمّفة كانت أو مثقّلة للاستدراك ورفع التومّم المتولّد من الكلام السابق فما وجه التوهّم هنا؟ 
قلت: قد يتوهم من عدم الإخبار عدم الكتمان إذ فى الكتمان مبالغة ليس فى عدم الاإخبار فقصد 
بإثبات الكتمان رفع ذلك التوهّم فتأمّل. 

قوله: (فكذا أبوك كتمك) هذا من باب القياس بالأولويّة فإنّه إذا جاز كتمان النبئٌ النبرّة عن 
الأخوة خوفاً من الكيد جازكتمان الوصيئ الإمامة عن الاخوة خوفاً من ذلك بطريق أولئ. وفيه مع 
تقريرهءة دلالة على جواز العمل بهذا القياس. 

قوله: (صاحبك ) وهو محمّد بن على الباقرطيكه كما هو مذكور فى خطبة الصحيفة السحّاديّة. 

قوله: (بالكناسة) وهى بالضمٌ اسم موضع بالكوفة. 

قوله: (لصحيفة) هي غير القرآن كتب به ما كان وما يكون إلئ يوم القيامة وهي الآن عند 
الصاحب المنتظراكة. ١‏ 

قوله: (أخذته من بين يديه إلئ آخره) كما أنَّ للإنسان المجازي وهو هذه البنية المحسوسة 
جهات ست محسوسة كذلك للإنسان الحقيقى وهو النفس المدركة للمعقولات جهات ستٌّ 
معقولة» وأخذه من جميع الجهات كناية عن عدم إبقاء طريق له في باب المناظرة وذلك لأنْه أشار 
إلى أن خروجه لم يكن مشروعاً بأنَّ أباه وأخاه مع كونهما أفضل منه لم يخرجاء ثم صرّح بذلك 
حيث حكم بنجاة المتخلف عنه وهلاك الخارج معه مع الإيماء إلى وجود حجّة غيره ثمّ دفع ما 
تمسّك به علئ عدم وجوده من أنَّ أباه لم يخبره به بأنَّ عدم الاخبار للشفقة والخوف من الثّار لعدم 
إطاعته مع التصريح بأنَّ أباه أخبر به غيره وهو المقصود بذكر هذا الحديث. في هذا الباب ويمكن 
أن يكون قوله (والخارج معك هالك) أخذاً من بين بديه وقوله «فالمتخلّف عنك ناج) أخذاً من 
خلفه وقوله «إن كان أباك وأخاك خرجت معه) أخذاً عن يمينه ويساره وقوله «أخبرنى» يعنى 
بالححجة أخذاً من فوقه وقوله «لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل الثّاره أخذاً من تحته. وفى 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
هذه الرّواية دلالة واضحة علئ ذم زيد'' وقال الفاضل الأسترآبادي فى كتاب الرّجال: هو جليل 
وورد فى علرٌ قدره روايات يضيق المقام عن إيرادها. 

أقول: منها ما رواه المصئّف بإسناده عن سليمان بن خالد قال: قال لى أبو عبذ اللهعظة: وكيف 





صنعتم بعمّي زيد؟ قلت: إِنْهم كانوا يحرسونه فلمًا شف الناس أخذنا خشبته وفي بعض النسخ 
جنّته فدفنّاه في جرف علئ شاطىء الفرات فلمًا أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجوده فأحرقوه 
فقال: أفلا أوقرتموه حديداً وألقيتموه فى الفرات صلى الله عليه ولعن الله قاتله» ومنها ما رواه أيضاً 


١‏ - قوله «دلالة واحدة علئ ذم زيده لا نسلّم وضوح الدلالة ومنطوق الحديث أن مؤمن الطاق تلطف في الكف 
عن جاه ريدو يواه العدو التحيفي عته وعدم الخروج عه ويد ل :على كرن مزمين ن الطاق مصيباً في تخلّفه لاافي 
كناسفويوانة يجوز للأنبياء والأئمة لاغ إخفاء الحكم شفقة علئ مَن يعلم أنه يعصى ولو كان مصيباً فقد ظلم 
ابي 2لا أبا جهل وأبا لهب وغيرهما إذ دعاهم الئ الإريمان وعرضهم علئ العقاب وكان مقتضئ الرحمة والشفقة 
أن لا بدعوهم مع علمه بأنهم لا يؤمنون علئ أن عدم علم زيد بإمامة أبيه يخالف العادة ولا يصدقه العقل وكيف 
يمكن أن يخفئ علئ زيد بعد أربعين سنة وهو فى بيت الإمامة دعوئ أبيه وأخيه وقد علم ذلك منهم الأباعد وهل 
يتعقل أن يخفي زين العابدينكةٍ عن زيد كونه إماماً مع علمه بأن ذلك لا يمكن أن يخفئ في مدة أربعين سنة؟ 
ونحن مع الاعتراف بجلالة قدر زيد وعظيم منزلته لا ندٌعي عصمته ولعله أخطأ في الخروج لعذر وزعم أن ذلك 
جائز له وقد أغضبه هشام ولم ير للتخلص من الإهانة إلا دعوة أهل الكوفة أو رأئ أن أخاه لا يخرج لحفظ الدماء 
وصيانة الأموال والإشفاق علئ الشيعة ولو قدر أحد من أهل البيت وجماعة من الشيعة رضوا بالجهاد واستولوا 
علئ الإمارة لرضي به أخوه وقبل منه. وهذه الأمور غير بعيدة من صلحاء الشيعة إذ لم يكونوا معصومين» وأما 
مؤمن الطاق فم يكن معصوماً مع شدة اتصاله بالآئمة للك اموه فوع راي ل ال ار ون 
أسكت زيداً وتخلص من متابعته: ولا يدل تحسين الإمام علئ أكثر من ذلكء وروت العامة أن زيدا لم يتبرأ من 
الشيخين ولذلك رفضه أهل الكوفة ويسمون الشيعة رافضة لهذه العلّة ولعلّه لم بر المصلحة في التبرؤٌ كما لم 
يتبرأ أمير المؤمنين 8 في أيام خلافته إلا إيماءً بالتضجر وربما ذكرهما بالخير ولم يكن الأئمة مك متظاهرين به 
أيضاً ولعل اختلاف الأحول مع زيد كان راجعاً الى ذلك لا إلئ إنكار إمامة أبيه وأخيه ايك بأن يكون الأحول يريد 
منه التظاهر بالتبري وكان زيد ينكر لزوم ذلك ويستدل بأن أباه لم يأمره به ولو كان لا يتم الاإيمان إلا بالتظاهر في 
كل محفل بالتبرؤ منهما لأمره به. وهذا وإنكان بعيداً من ظاهر لفظ الحديث من جهة قول الأحول «فإن كان لله في 
الأرش عه الئ آخره» لكن سكت زيد عن جوابه ولم يقل إنه ليس لله في الأرض حجة وعدل عنه الى قوله 
«أخبرك بالدين ولم يخبرني به؛ فيمكن حمله علئ حكم آخر من أحكام الدين ولابد من ذلك لثلا يخالف ماهو 
معلوم في العقل والعادة من كون زيد عالماً بدعوئ أبيه وأخيه الإمامة وعدم إمكان جهله به عادة. والله العالم 
بحقائق الأمور. (ش) 


باب الاضطرار الئ الحجة ا 
مرسلاً عنهكة قال: «إنَّ الله عرَّ ذكره أذن في هلاك بنى أميّة بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيّام» ومنها 
.مارواه أيضاً بإسناده عن عيص بن القاسم قال: وسمعت أبا عبد الله افلا يقول: عليكم بتقوى الله 
وحده لا شريك له -إلئ قوله -«ولا تقولوا خرج زيد فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم 
إن نفسه نما دعاكم إل الرّضا من آل محم دمي ولو ظهر لوف بما دعاكم؛ نما حرج إلى سلطا 
مجتمع لينقضه -الحديث» وروئ الصدوق في عيون أخبار الرّضا روايات متكثرة دالة على مدحه 
رعلرٌ قدره وكمال فضله وبالغ فيه والذٌّ في رواية الأحول علئ تقدير تسليم سندها مستفاد من 
كلامه لا من كلام المعصوم وَإِنّما المستفاد وهو أخذه من جميع الجهات. ويمكن حمله عئ وقوع 
الخروج بدون إذنه وإظهاركراهة ذلك شفقة عليه نظير ذلك أنّه لم يأذن لنا المعصوم بترك التقيّة في 
و١"‏ فلراتركيا عافدل كان مرحوما مغقورا مكارأ كماو ل عليه بع الذواباك: 





١‏ - قوله: «بترك التقيّة في سبّه» والأصح أن أمره بالتقية إباحة لا إيجاب وليست التقية واجبة مطلقاً إلا إذا توف 
عليها حفظ دم الغير وصيانة ماله وعرضه؛ وأما حفظ نفسه فالتقية فيه رخصة إلا إذا توقف حفظ الدين عليها أو 
علئ تركها؛ ولذلك لم يتق ميثم التمار وأمثاله - عليهم الرحمة إذ لم يفهموا من الأمر في مقام توهم الحظر إلا 
الإباحة للإشفاق علئ الشيعة. وأما الترديد في سند الحديث واحتمال كونه موضوعاً فليس بوجه إذ ليس فيه مَّن 
يتهم وإن احتمل فيه السهو والوهم وأمثال ذلك. (ش) 


م شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب طبقات الانبياء والرسل والأئمة«ي8) 

# الأصل: 

١‏ محمد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمدء عن أبي يحيئ الواسطيء عن هشام بن سالم 
ودُرست بن أبي منصور عنه قال: قال أبو عبد الله اكلا الأنبياء المرسلون علئ أربع طبقات: فنبيٌ 
منبأ في نفسه. لا يعدو غيرها. ونب يرئ فى النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه فى اليقظة ولم يبعث 
إلى لخدو عليهز] نام .مكل :كان ابرافيم على ولاه . ونبئ نّ يرئ في منامه ويسمع الصوت 
ويعاين المَلّك وقد أرسل إلى طائفة ئفة قلّوا أو كثرواء كيونس. قال الله ليونس: #وأرسلناه إلئ مائة 
القن أ وسيزيكوق ١7»‏ قال: بزيدون ثلاثين ألفأ وعليه إمام والذي برئ في نومه ويسمع الصوت 
ويعاين فى اليقظة وهو إمام مثل أولي العزم؛ وقد كان إبراهيم 92 نبياً وليس بإمام حمّئ قال الله: 
لإِنّى جاعلك للناس إماماً* قال ومن ذُرّيتى4. فقال الله. «لا ينال عهدي الظالمين #» من عبد 
صئّماً أو وثناً لا ايكون إماماً (؟) ْ 

* الشرح: 

قوله: (الأنبياء والمرسلون) الأنبياء: جمع نبي ا ا ا 0 
الفاعل مأخوذ من نبأ: وهو الخبر سمّي به لأنه مخبر عن الله تعالئ ما أراد من الخلق. والثاني: فعيل 
بمعنئ المفعول مأخوذ من النبوة: وهي ما ارتفع من الأرض سمي به لأنه مرفوع القدر مشرف على 
الخلائق والرّّسول أعلئ مرتبة وأعظم درجة من النبئ كما ستعرفه: فذكره بعد النبيّ من باب ذكر 
الخاص بعد العام. 

قوله: ل ا ال ا 
يعض وتيا كارك زور »7 ' ثم حصر الطبقات في الأربع لأنّه لم يوجد غيرها لا لأنه لم يحتمل 


.١14 / ١ الصافات :/ا8١. " _الكافي:‎ ةروس-١‎ 


37 سورة الإسراء : 06. 


باب طبقات الانبياء والرسل والأئمة ٠‏ 
)001( 





غيرها عقلاً لأنّ الاحتمال العقلى زائد عليها 
قوله: (فنبينٌ مبنأ في نفسه) الظاهر أنَّ منبأ اسم مفعول من أنبأه أو نبّأه إذا أخبره يعني ما أوحئ 
ليه مختصٌ به لا يجري علئ غيره وليس له إمام يتقدي به وأمّا الوحى إليه فيحتمل أن يكون من 


|- قوله: «لأن الاحتمال العقلي زائد عليها» والوجه أن المقصود ذكر طبقاتهم في الجملة كلية وإن كانت كل طبقة 
مشتملة علئ درجات عديدة» وبيان ذلك أن الإنسان وكل موجود مرتبط مع المبدأ الأعلئ نحواً من الارتباط كما 
بصق فى كتاب التوحيد «داخل فى الأشياء لا بالممازجة خارج عنها لا بالمباينة» . 
والفرق بين الإنسان والموجودات الأخر أنه مرتبط بالمبدأ في شعوره وعقله لا في أصل وجوده فقط المشترك فيه 
بع كل بي وله وى عد يده يلارك بها وأظهرها السمع والبصر والعقل هي شديدة التوجه والالتفات الئ الدنيا 
وعالم المادة لأن اناس غالبا يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ولم يكن المصلحة في أن 
بفجر أمامه ويعاين عالم الغيب وهو بعد في جلبات الطبيعة إلا بمقدار أن يعترف بوجوده فى الجملة ففتح الله 
تعالئ من ذلك العالم علئ قليهباباً ني المنام ولكل نفس طريق منه الى ذلك العالم يرئ منهكشبح من بعيد يشتبه 
ملاس زرك معز أسررا جحل متو جو قط العبر يول يخدر عو بحقه وباطله ركز وب لله وان قلريت 
الأولياء غير الحجج حتئ بطّلعوا علئ أكثر مما بطّلع عليه غالب الناس والاشتباه والشك عليهم أقل ويختاف 
مراجيم كه تلوانت خيرهم فى كثره : الرؤيا الصالحة ووضوحها وليس صرف ارتباط قلوب الأولياء بل ولا 
الحجج مع عالم الغيب نبوة كلّما اشتد وقوئ وأمنوا من الغلط والاشتباء إلا أوحئ اليهم الأمر والنهي سواء ء كان 
خاصاً بأنفسهم أو بقومهم قليلاً أو كثيراً أو لعامة الناس فقط أو لعامة الناس والأنبياء الذين يأتون بعدهم؛ وهذه 
جزاك وقرجات تى الثقيلة زلا أنهي 
د ثم أن اتصالهم بعالم الغيب قد يكون بحيث يغلب حكم ذلك العالم علئ عقولهم فقط دون السمع والبصر لأن 
العقل لكونه أقرب إلئ ذلك العالم لتجرّده سريع الاتصال به وشديد الاستعداد له فيتصل بذلك العالم قبل سائر 
القرئ فإن كان قوياً جداً اتصل به في اليقظة وإن كان دونه اتصل به فى المنام حيث لا يشغله سائر الحواس عن 
إدراك الباطن وقد يكون اتصالهم بعالم الغيب بحيث يغلب حكمه علئ العقل مع السمع وقد يتجاوز ذلك فيغلب 
علئ البصر أيضاً فإن كان الغلبة علئ العقل فقط * سمي إلهاماً وقد أطلق عليه الوحي في القرآن وإن غلب مع ذلك 
علئ السمع سمع الصوت أيضاً وإن غلب علئ البصر عاين المَلّك في اليقظة وهذه مراتب ب متفاضلة لا يمكن أن 
يغلب علئ البصر من غير أن يغلب علئ السمع في وقت أصلاً أو يغلب علئ السمع من غير أن يغلب علئ العقل 
ولكن العكس ممكن بأن يغلب علئ العقل من غير أن يغلب علئ السمع ولا , بمنع المرتبة العليا عن حصول 
المرتبة الدنياكما لا يمنع كمال العلم في العلماء أن يعرفوا الكتابة والحروف والمقدمات ولذلك قد يتفق لأعاظم 
الانبياء كإبراهيم نه أن بُوحئ إليهم فى المنام قال الله تعالئ فإ وما كان لبشرٍ أن تكلمه الله إلا ويا أو امن ؤراء 
حجاب أو يُرسل رسولاً فيوحى بإذنه » والوحي: هو الاإلقاء في القلب أعنى الإلهام» ومن وراء حجاب: سماع 
الصوت من غير معاينة ملك أو يرسل رسولاً من معاينة مَلّك, ولابد للعاقل أن يتفكر في هذه الآية وينصف من 
نفسه ويقايس بين القرآن وقول سائر فصحاء العرب وهل كان لأحد منهم أن يفرق بين وجوه الوحي بهذه الدقة 
والبيان اين كلام النبى وَل وكلام مسيلمة والاسود العنسي وغيرهما(ش). 


0١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
الرّؤية فى النوم وسماع الصوت والمعاينة فى اليقظة. 

قوله: (ونبىٌ يرئ فى النوم -الخ) أي يرئ الأوامر والنواهي في النوم أو يرئ المَلّك فيه ويسمع 
صوته فى اليقظة ولا يعاينه مطلقاً أو بصورته الأصليّة والظاهر هو الأخير لأنَّ لوطأ قد رآه بصورة 
الانسان. 

قوله: (وعليه إمام) الإمام: الذي يقتدئ به وجمعه أئمّة وأصله أئممة علئ أفعله فأدغمت 
الميم وثقلت حركتها إلئ ما قبلها وهو الهمزة فلمّا حرّكوها بالكسر جعلوها ياء. 

قوله: (مثل ما كان إبراهيم علئ لوطلة) فإنَّ لوطا كان يقتدي بإبراهيم. قال القاضي: هو ابن 
أخت إبراهيم وأوّل مَن آمن به وقيل: إِنّه آمن به حين رأئ الثار لم تحرقه. والمفهوم من بعض 
رواياتنا أنه ابن خالته. 

قوله: (إلى طائفة) هم كقوم يونس الّذين هرب عنهم وخرج من بينهم حين ماقرب موعد 
العذات بدون إذن ربّه فالتقمه الحوت وهو مليم, ثم نجّاه الله تعالئ وأرسله إليهم بعد قبول توبتهم. 

قوله: (أو يزيدون) قيل «أو» يستعمل لأحد الأمرين مبهماً عند المتكلّم ولاوجه للإبهام هنا( !أ 
وأجيب بأنَّ المراد أو يزيدون فى المنظر بحيث إذا نظر إليه ناظر قال: مائة ألف أو أكثر. وبالجملة 
«أو» ههنا لأحد الأمرين مبهماً عند غيره تعالئ من الناظرين. 

قوله: (والّذي يرئ في نومه) إشارة إلئ الطبقة الرّابعة وإنّما غيّر العبارة للدّلالة علئ التفاوت 
بينهما وبين السوابق في المعنئ إذ فيها ما ليس في السوابق من الفضل والكمال وعلوٌ المرتبة. 

قوله: (مثل أولى العزم) والعزم يطلق علئ إرادة الفعل والقطع عليه والصبر والاحتمال والثبات 
والجدّ. وأولو العزم من الرُّسل هم اْذين كانوا ل أصحاب الشرائع واجتهدوا في تأسيسها 


١-قوله:‏ وولاً وجه للإيهام هنا» قد يكون تفصيل الذكر منافياً للبلاغة حيث لا يكون المقام مقتضياً والإجمال 
أبلغ وأفصح وهناكذ لك لأن المقصود إرسال يونس الئ بلد كبير وأناس كثيرين أكثر من ماثة ألف وتعيين عدد أهل 
البلد غير مناسب وتطويل بلا طائل كأن يقال: كانوا ماثة ألف وخمسة عشر ألفاً وكلشماثة وستة وعشرين ولم يكن 
المقام مقام الإحصاء وقد يقول الخطيب تكلّمت في محفل فيه نحو عشر عشرة آلاف نفس وغرضه يحصل بهذا 
المقدارقويا فلو قال : عشرة ة آلاف وتسع وثمانين ومائة لم يدخل فى غرضه وقد بض الينام اميسل 
كحساب الدخل والخرج أو الإعجاز بيان عدد شىء من غير إحصاءه فيجب ذكره تفصيلاً. (ش) 

"١‏ قوله: «أولو العزم من الرُسل هم الذين كانواء بناء علئ أن أولي العزم جماعة خاصة من الأنبياء ولم يكن كلهم 
صاحب عزم وقرّة إرادة ويحتمل قوياً أن يكون «من» في قوله تعالئ «#أولو العزم من الرسل © للنبيين فيكون 


باب طبقات الانبياء والرسل والأئمة 1١‏ 
وتفريرها وصبروا لكمال قرّتهم فى دين الله علئ إقامتها وإنفاذها وتبليغها أو تحمّل المشاقٌ 
والمجاهدة والقتال والأذئ من سفهاء الأمّة الطاعنين فيها وهم خمسة كما سيجيء. 

قوله: (جاعلك للئّاس إماماً) يأتمّون بك ويتّبعونك في الأقوال والأعمال والعقائد. 

قوله: (ومن ذُريني ) قال القاضي: هو عطف علئ الكاف: أي وبعض ذريتي كما تقول وزيداً في 
جواب سأكرمك. وقال قطب المحمّقين: العطف في مثل هذا للتلقين: أي قل سأكرمك وزيداً. وقال 
الزمخشري في الفائق: الذَّريّة من الذَّْ بمعنئ التفريق لأنَّ الله تعالئ ذرّهم في الأرضء أو من الذَّرء 
بمعنئ الخلق. فهي من الْأََّل فعلية أو قُعْلوُلة ذرٌورة فقلبت الرَاء الثالثة ياء كما فى تقضّيت. ومن 
الثاني فعّولة أو فُعَيلة قلبت الهمزة ياء وهي نسل الرّجلء وقال المطرّزي في المغرب: ذريّة الرّجل 
ارلاكموكوة واعدا ومع ريده عب لسن ذلك دن 1 

قوله: فقال الله: «لا ينال فد الطاليي 6( إلى الموصوفين بالظلم وقتاً ماه قال القاضي فيه 
إجابة إلى ملتمسه وتنبيه علئ أنه قد يكون من ذرّيّته ظلمة وأَنّهم لا ينالون الامامة من الله لأنّها أمانة 
من الله وعهده, والظالم لا يصلح لها وإِنّما ينالها البررة الأتقياء منهم. وفيه دليل علئ عصمة الأنبياء 
من الكبائر قبل البعثة وأنّ الفاسق لا يصلح للإمامة. 

الاصل: 

١‏ - محمّد بن الحسن, عمّن ذكره» عن محمّد بن خالد» عن محمد بن سنان. عن زيد الشحام 
قال: سمعت أبا عبد اللهميِةٍ يقول: إِنَّ الله تبارك وتعالئ انَخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبياً وإنَّ 
اله اتتخذه نبي قبل أن يتّخذه رسولاً وإنَّ الله انّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً وإنَّ لله انَخذه 
خليلاً قبل أن يجعله إماماً فلمًا جمع له الأشياء قال: لإِنَى جاعلك للناس إماماً»! " قال: فمَن 
عظمها في عين إبراهيم قال: «إومن ذَرّيتى قال لا ينال عهدي الظالمين 6 قال: لا يكون السفيه إمام 
البق (4) 

* الشرح: 





- كلهم أولي عزم بل هو أولئ وأوضح من تخصيص العزم ببعضهم لكن جرئ في الحديث علئ الاصطلاح الشائع 


بين الناس. (ش) ١‏ -سورة البقرة : غ78١.‏ 
؟ -سورة الصافات :/ا8١.‏ *”* - سورة البقرة : ١78‏ . 


الكافي: 0١‏ ى,2,. 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


قوله: (إنَّ الله تعالئ انخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً ‏ الخ ) قبليّة العبوديّة علئ النبرّة 
والنبوّة علئ الرّسالة ظاهرة فإِنَّ الرّسالة أرفع درجة من النبوّة كما يظهر من الأحاديث فى الباب 
الآتى والنبوّة أرفع درجة من العبوديّة فإنَّ أكثر الناس لهم درجة العبوديّة وليست لهم 357 النبوّة 
وأمّا قبليّة الرّسالة علئ الخلّة والخلّة علئ الإمامة فالوجه فيها أنَّ الخلّة قيل: هي فراغ القلب عن 
جميع ما سواه؛ والخليل من لا يتسع القلب لغيره وقد كان إبراهيم بهذه الصفة كما يرشد إليه قوله 
حين قال له جبرائيل قةِ: ألك حاجة وقد رمي بالمنجنيق أمّا إليك فلاء فنفئ هذ في تلك الحالة 
العظيمة أن يكون له حاجة إلئ غير الله تعالئ ولااشبهة في أنَّ هذه الدّرجة فوق درجة الوّسالة إذكلٌ 
رسول لا يلزم أن تكون له هذه الدّرجة. وقيل: الخلّة صفاء المودّة ولا يبعد إرجاعه إلئ القول الأوّل 
لأنَّ مّن كانت مودّته لله تعالئ صافية لم تكن له حاجة إلئ غيره أصلاً ولا ينظر إلئ سواه قطعاً وإلا 
لكانت مودّته مشوبة فى الجملة. 

وقبل: الخلّة اختصاص رجل بشيء دون غيره؛ ولا ريب في أنه كان لهلية قرب منه تعالئ لم 
يكن لغيره وهذه الدَّرجة أيضاً فوق درجة الرّسالة. وأما الإمامة فهى أفضل من الخلة لأنها فضيلة 
شريفة ودرجة رفيعة وأجل قدراً وأعظم شأناً وأعلئ مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها 
البشر بعقولهم؛ وقد شرّف الله تعالئ إبراهيم.2ة بها فقال: إإِنّى جاعلك للناس إماماً» بعد ما 
أعطاه الدّرجات السابقة فمن جهة عظم الإمامة فى عينهكِةٍ قال سروراً بها وين ذُرّيتى» فقال 
لله تعالئ إيماء إلى إجابة دعائه وتصريحاً بأنّ الظالم في الجملة لا ينالها (لا ينال عهدي 
الظالمين» فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ سفيه وتقدّم كلّ ظالم علئ البرّ التقى إلئ يوم القيامة 
وقرّرتها فى الصفوة. ثم أكرمه الله تعالئ بأن جعلها في ذرٌيّته أهل الصفوة والطهارة فقال: « ووهبنا له 
إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل 
الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الرّكاة وكانوا لنا عابدين ١74‏ فلم تزل الإمامة والخلافة في ذرّيّته 
الطاهرة يرثها بعض عن بعض فرناً بعد قرن حتّئ ورثها الله تعالئ نينا فقال: إن أولئ الناس 
بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبوئ والّذين آمنوا والله ولي المؤمنين» فكانت لهم خاصّة فقلّدهاءة 
عليَاًليةٍ بأمر الله تعالى فصارت فى ذريّته الأصفياء الأتقياء البررة الكرماء الّذين هم أولو الأمركما 





١-سورة‏ الانبياء : 7لا . 


باب طبقات الانبياء والرسل والأئمة 1 


قال الله تعالئ: «إيا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الّسول وأولي الأمر منكم ١7»‏ ثمّ طائفة من 
الأصوص المتغلبة الذين نشأت عقولهم وعظامهم ولحومهم في عبادة الأوئان غصبوها من أهل 
الفنفوة فقوا وأضلوا كثيرا. 

* الأصل: 

١‏ عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمد, عن محمد بن يحيئ الخثعمي. عم 
أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهنية يقول: سادة النبيّين والمرسلين خمسة وهم أولو العزم من 
الرّسل وعليهم دارت الرّحئ: نوح وإبراهيم وموسئى وعيسئ ومحمَدوَية وعلئ جميع 
الأنبباء 50 

* الشرح: 

قوله: (وعليهم دارت الرّحئ ١)‏ '' يقال: دارت رحئ الحرب إذا قامت علئ ساقها وأصل البّحى 
هى التى يطحّن بها والمعنئى يدور عليهم الإسلام ويفقد قيام أمره علئ سنن الاستقامة والبعد من 
أعداف الطلئفة كوو انهم رود لا لطس عر ل رو ويفسّر هذا الحديث ما رواه المصئف في 
باب الشرائع من كتاب الكفر والإيمان بإسناده عن سماعة بن مهران «قال: قلت لأبى عبد الله 4ة: 
قول الله عرّ وجل #فاصبركما صبر أولو العزم من السل» . 

فقال: نوح وإبراهيم وموس وعيسئ ومحمدولة . 

قلت: كيف صاروا أولي العزم؟ 

قال: لأنّنوحاً بعث بكتاب وشريعة؛ وكلّ من جاء بعد نوح أخذ بككتاب نوح وشريعته 
ومنهاجه حتئ جاء إبراهيم 9# بالصحف. وبعزيمة داه لاكفرا به فكلّ نب جاء بعد 
إبراهيم أخذ بشريعة إبراهيم ومنهاجه وبالصحف حنَّ جاء موسي بالتوراة وشريعته ومنهاجه. 
وبعزيمه ترك الصحف. «فكل فين جا بعد موستزة أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتئ جاء 
المسيحنيّة بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسئ ومنهاجه. فكلّ نبي جاء بعد المسيح أخذ 





.170 / ١ -سورة الأحقاف : 0". ؟ -الكافي:‎ ١ 

8 قوله: : #وعليهم دارت الرحئ» ظاهر هذا الحديث أنكلمة أولي العزم خاصة ببعض الرسل ويحتمل كما قلنا أن 
جميعهم أولو العزم وأمر اله تعالئ نبيه وَل بالصير كما مي الرسل أولو العزم لا أن بعضهم لم يكونوا أولي عزم 

لأن نفي العزم يناف الفبوة :إلا أن يتكلف فى تأويله بما يخرجه عن الفصاحة. مش 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
بشريعته ومنهاجه حتّى جاء محمد و فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه فحلاله حلال إلى يوم 
القيامة وحرامه حرام إلئ يوم القيامة فهؤلاء أولو العزم من الوّسل 52غ). 

* الأصل: 

؛ - علي بن محمّد. عن سهل بن زياد. عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي 
السفاتج. عن جابره عن أبي جعفرئية قال: سمعته يقول: إِنَ الله انَخذ إبراهيم 4# عبد قبل أن 
يتخذه نبيّاً وانّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً. وانّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاًء وأنّخذه 
خليلاً قبل أن يتَخْذه إماماً فلمًا جمع له هذه الأشياء ‏ وقبض يده قال له: يا إبراهيم إِنّى جاعلك 
للناس إماماًء فمَن عظمها في عين إبراهيم.كة قال: يا ربّ ومن ذرّيتي. قال: لا ينال عهدي 
الظالمي. (01) 

* الشرح: 

نولة: (وقضن يد لع[ المراة أخذ يوه" '' وزفعه نين عيضيضن الكمالات الإستاقة إلن أوصهاة 
هذا إذاكان الضمير فى يده راجعاً إل إبراهيم ىِةٍ وإن كان راجعاً إلئ الله تعالئ فقبض يده كناية عن 
كذ المع وهام الععة نو :3 الصرعناك كد ا لحسيية للسستولد المسسيرس الاشياع قاد 
الماع كالتمال سكي العروء رقع ووه لتاروة عمال فيد شيك لتتاع نطق 


.١76 / ١ :يفاكلا-١‎ 

١‏ - قوله: «لعل المراد أخذ يده» ليس شيء من المعاني التي ذكرها الشارح موجهاً بل المراد أن الإمام ل لما قال: 
جمع الله لإبراهيم هذه الأشياء وهي الرسالة والخلّة والإمامة جمع يده الشريفة علامة علئ جمع الامو المذكررة 
فيه. فقوله «وقبض يده» يعنى قبض الامامءكّة يد نفسه. (ش) 


باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ١‏ 


باب الفرق بين الرسول والنبى والمحدث 

* الأصل: 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمد, عن أحمد بن محمد بن أبى نصر, عن تعلبة بن 
ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفرلية عن قول الله عرّ وجلّ: «وكان رسولاً نبيا» ما الرسول وما 
النبئك؟ قال: النبئ الذي يرئ في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين المَلّك والوّسول الذي يسمع 
الصوت ويرئ في المنام ويعاين الملّك. قلت: الإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرئ ولا 
يعاين المَلّكء ثم تلا هذه الآبة: لاوما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي » لوي 0 

* الشرح: 

قوله: (قال: النبيئٌ الذي يرئ فى منامه ويسمع الصوت ولا يعاين المَلَك) أي النبئ الذي يز 
ل 
وفي الخبر الثاني النبئجٌ ربما سمع الكلام وربما رأئ الشخص ولم يسمع. يعني ربما سمع كلام 
المَلّك في حال اليقظة من غير معاينة وربما رآه من غير سماع منه("! وفى الثالث والرّابع اقتصر 
بالرّؤية في المنام لا يقال بين الخبر الأرَّل والثاني منافاة من وجهين, أحدهما: أَنّه قال في الأوّل لا 


.١777/ ١ :يفاكلا-١‎ 

١‏ - قوله: «وريما رآه ه من غير سماع منه» رؤية المَلّك من غير سماع معقولة ممكنة وليس من الوحي في شيء ولا 
دلالة فيه علئ النبوة ة وقلنا سابقاً أن الرؤية بغير سماع صوت غير ممكن في تحقق الوحي ولا يخفئ أن هذه 
الأربعة احاديث في هذا الباب يخالف ما ورد فى كثير من الأحاديث الأخر أن الأئمة ليخ كانوا يرون الملائكة 
وهذه الأربعة متفقة علئ أن الإمام لايراهم وإنما يسمع صوتهم فقط والأولئ رد علم ذلك إليهم لأنه من خواص 
ارده وااجرة لسن ١ن‏ الخرض في توالا إخاطة 2زية كه إن العام ١‏ يتمقل سحن الاججهار وراف عاد 
كون رجل مجتهدا أعلم ولا يعلم ؛ بعض المسائل ويكون غيره عالماً به أو يكون المجتهد جاهلاً ب ببعض العلوم 
كالتجويد والتفسير وأصول الدين وكذلك نحن بالنسبة إل الإمامة. والذي لا ريب فيه أن بعض الصحابة رأوا 
المَلك وسارة زوجة إبراهيم رأت الملائكة كما في القرآن بل رأ تهم امرأة لوط وبعض فساق قومه علئ مافي 
الزدايات ووب ان جره بن السعيين سن أعع< اب ال علا كان يسا عله الجادظة حب اونا لل يجيئوا ولم 
يسلّموا عليه فكان محدّثاً مثل الامام. (ش) 


»1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





يعاين المَلّك وقال في الثاني يعاينه من غير سماع. 

والثاني: أنْه قال في الأرَّل «ويرئ في منامه» ولم يذكره في الثاني لأنّا نقول الوجه الارّل مدفوع 
أن قوله فى الخبر الأرَّل (ويسمع الصوت ولا يعاين المَلَّك معناه ويسمع كلامه من غير معاينة, 
وهذا نظير قوله في الخبر الثانى «ربما سمع الكلام) إذ معناه كما ذكرنا أنه ربما سمع كلام المَلّك من 
غير معاينة بقرينة قوله «وربما رأئ الشخص ولم يسمع ) وليس في الخبر الأرّل أنه لا يعاين المَلّك 
من غير سماع فلا منافاة من هذا الوجه. والوجه الثاني أيضاً مدفوع بأنَّ سماع كلام المَلَّك ورؤية 
شخصه من غير سماع أرفع من الرؤية في المنام فوقوع ذينك الأمرين دل علئ وقوع هذا بالطريق 
الأولى» علئ أنَّ المقصود من تفسير النبيّ هو امتيازه عن الرّسول! ١‏ والإمام وقد حصل ذلك بذكر 
بعض صفاته ولا يقتضي ذلك ذكر جميعها ولذلك اقتصر في الثالث والرّابع بذكر الرّؤية فى المنام 
فنقط فلا منافاة بين هذه الأحاديث. 


١‏ - قوله: «امتيازه عن الرسولء لا ريب أن الامتياز بين الرسول والنبي ليس امتيازاً بالتباين بل بالعموم 
والخصوضن المطلق لأن نبيناية كان خاتم النبيين وأطلق عليه كلمة النبي : فى آي كثيرة فى القرآن وجمع بينهما: 
في قوله تعالئ ل ولكن رسول الله وخاتم النبيين والغرض في هذه الأحاديث بيان مادة الافتراق للعموم المطلق 
ولا يخفئ لزوم قيد زائد في تعريف النبي والرسول علئ مافي الروايات سكت عنه فيها للوضوح بداهة أنكل مَن 
أ المَلّك وسمع الصوت في اليقظة ليس نبياًكما اتفق للناس في عهدهءة وقبله كما أنكل من رأى السلطان 
وتكلّم معه ليس وزيراً وأميرا بل النبي والرسول هو الذي رأئ أو سمع وأمره الله تعالئ بتبليغ أمر أو نهي علئ نحو 
1خ سان سامير اليد لبي و كرد معطا بيدا لمر 1 ان نحو القيد والتفسير 
كالائمة لاق . وامتياز النبى عن الإمام , بمقتضئ الروايات أن النبي يرئ في النوم والإمام لا يرئ. وأما في سماع 
الصوت فلا فرق بينهما وفى معاينة المَلّك اختلفت الروايات ففي بعضها يعاين الإمام وفي بعضها لا يعاين على 
ما قلنا وليس الرؤية في المنام فضلاً بل هي أدون من سماع الصوت في اليقظة علئ ما مرّ في باب طبقات 
الأنبياء إلا أن يقال الرؤية وانكانت في النوم أفضل من السماع وإنكان يقظة ولذلك اختصت بالأنبياء وهو بعيد. 
وفي رواياتنا أن أوصياء خاتم النبيين أفضل من الأنبياء فيشكل كون الأنبياء مفضّلين بشيء لا يحصل لهم؛ وفي 

بعض الروايات أن مرتبة الإمامة أعلئ من مرتبة النبوة والحق إرجاع هذه الأمور إليهم والتوقف فيها والاكتفاء بما 
تفهمه من متبادر اللفظ وهو أن النبي مأمور بتبليغ الأحكام والشريعة والأئمة بتنفيذها وتفسيرهاء وأما كيفية 
ارتباطهم مع الله والفرق بين ارتباطه وارتباطهم فهم أعلم به ونعلم بالإجمال أن كل مَن رأى ملكأ من الملائكة أو 
سمع صوتاً حقاً أو ألهم اليه معنئ ليس نبياً ولا إماماً اذا لم يؤمر بوجه تمت به الحجة بتبليغه والعمل به ولم 
يقارن بآية تدل علئ صدقه أذ قد اتفق هذه الأمور لجماعة علئ ما ورد في الروايات؛ ونعلم أن لا نبي بعد خاتم 
الأنبياء ولا إمام غير الأئمة الاثني عشر وأن كل من ادعئ شيئاً من ذلك فدعواه باطلة. (ش) 


باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث يل 

قوله: (والوّسول هو الذي يسمع الصوت الخ ) أي الرّسول الذي يسمع صوت المَلّك في 
اليقظة من غير معاينة ويراه أو يرئ الرّؤيا فى المنام ويرئ المَلّك مع سماع منه فاعتبر في هذا الخبر 
في النبئ ثلاث خصال واعتبر فى الخبر الثاني خصلتين معاينة المَلّك مع السماع منه والوّؤية في 
كارن الخبر الثالث والرّابع خصلة واحدة هي رؤية المَلّك مع سماع منه. ولا منافاة بين هذه 
الأخبار لأنَّ المقصود هو امتياز الرّسول عن النبئ مع سماع منه. ولا منافاة بين هذه الأخبار لأنَّ 
المقصود هو امتياز الرّسول عن النبئٌ والإمام؛ وقد حصل بذكر أخصٌ صفاته أعنى معاينة المَلّك 
والسماع منه علئ أنَّ في الثلاثة الأخيرة إشارة إلئ اعتبار ما اعتبره في الأَرّل بطريق الأولوية كما مب 

* الاصل: 

محمّد بن يحيئ» عن أحمد بن محمّد, عن الحسن بن محبوب, عن الأحول قال: سألت أبا 
جعفرطكة عن الرّسول والنبىّ والمحدَّث. قال: الرّسول الذي يأتيه جبرئيل قبلاً فيراه ويكلّمه فهذا 
الرّسولء وأمًا النبيٌ فهو الذي يرئ في منامه نحو رؤيا إبراهيم 42 ونحو ماكان رأئ رسول اله عل 
من أسباب النبوّة قبل الوحى حتّئ أتاه جبرئيل.ة من عند الله بالدّسالة وكان محمديَظية حين 
جع :لين وبا ء قدا ريا لقني عتن |0 رتحعه روا حير ندل كلم بها قا تومن الأبها دام 
جمع له النبوّة ويرئ ني منامه ويأتيه الرُوح ويكلّمه ويحدّثه؛ من غير أن يكون يرئ فى اليقظة. 
وأمًا المحدّث فهو الذي يحدَّث فيسمع ولا يعاين ولا يرئ في منامه ١7‏ 

* الشرح: 

قوله: (قبلاً) يقال: رأيته قبلاً بفتح القاف والباء وضمّهما وضمٌ الارّل وفتح الثاني وكسر الأوّل 
وفتح الثاني أي مقابلة وعياناً. 

قوله: (ونحو ماكان رأى رسول اليه من أسباب النبوة قبل الوحي ) هذا صريح في أنَّ اليا 
المتقدّمة علئ إتيان جبرئيل ىذ ليست وحياً. وقد صرّح به بعض العامّة أيضاً؛ نعم هي شبه الوحي 
في الصحّة إذ لا مدخل للشيطان فيها وإِنّما الدَوْيّة التى هى وحرٌ ما كان بعد الارسال وإِنّما بدأ 
بالرّؤِيا قبل الوحي لأنّ فجأة المَلّك وصريح الوحي لا كه التو البختركة فبد أ دها ليأشين: يسع 





2,5١ الكافي:‎ ١ 


. 


18 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
لعظم ما أريد منه حتّئ لا يأتيه المَلّك إِلّا بعد تمهيد مقدّماته. قال السهيلي أنواع الوحي!') سبعة: 
الأرّل: البّوْيا الصادقة لقوله تعالئ يا أبت افعل ماتؤمر» 7" الثاني: النفث في الروع لقولهل: 
إِنَّ روح الأمين نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتئ تستكمل أجلها ورزقها فاقوا الله 
وأجملوا فى الطلب'", الثالث: أنّه كان يأتيه فى مثل صلصلة الجرس وهو أشدٌ عليه وكان كذلك 
ليستجمع عنده تلك الحالة فيكون أدعئ لما يسمع. الرّابع: أنَّ يمثّل له المَلّك رجلاً كما كان 
يأتيه فى صورة دحية الكلبي. وكان دحية حسن الهيئة وحسن الجمالء الخامس: أن يتراءئ له 
جبرئيل ل فى صورته التى خلق عليها له ستّمائة جناح ينتثر منها الَلوْلوْ والياقوت؛ السادس: أن 
يكلّمه الله تعالئ من وراء حجاب فى اليقظة كما في ليلة الإسراء. السابع: ما ثبت أنَّ إسرافيل وكّل 
بيه ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبرئيل فجاءه بالقرآن. 

قوله: (وحين جمع له النبوّة -الخ) أي حين جمع له أسباب النبرّة من الرّؤية في المنام وسماع 
الصوت من غير معاينة وغيرها ممّا أوحاه جبرئيل 34 وكلّمه عياناً ومواجهة فهو نبئٌ ورسول. ومن 
الأنبياء من جمع له أسباب النبوّة ولم يعاين المَلّك فى اليقظة فهو نبي وليس برسولٌ. فالرّسول 


أخصٌ مطلقاً من النبك. 
00 الأصل: 


؛ - أحمدٌ بن محمّد, ومحمّد بن يحيئ. عن محمّد بن الحسين» عن على بن حشان عن ابن 
فصالء عن عليٌ بن يعقوب الهاشمي. عن مروان بن مسلم عن بريد» عن أبي جعفر وأبي عبد 
اللهلية فى قوله عرَّ وجلّ: «وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبت » (ولا محدّث). 

520 فداك ليست هذه قراءتنا فما الّّسول والنبيئٌ والمحدّث؟ قال: الررّسول: الذي 
يظهر له المَلّك فيكلّمه؛ والنبئٌ: هو الذي يرئ في منامه؛ وربما اجتمعت النبوّة والرّسالة لواحد؛ 


١‏ - قوله: «قال السهيلى» فى الروض الآنف شرح سيرة ابن هشام وتسبيعه الأقسام لا ينافي ما مرّ في تفسير الآية 
الكريمة 9إوما كان لبشراً أن يُكلّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً» لان الآول والشانى من 
الأقسام السبعة داخلان فى قوله تعالئ «وحياً» والثالث والسادس في قوله أو من وراء حجاب# والرابع 
والخامس والسابع في قوله تعالئ أو يرسل رسولاً». (ش) 

؟ -سورهة الصافات : ؟'١٠.‏ 

رواه الكلينى فى الكافى كتاب المعيشة باب الإجمال فى الطلب. 


باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث لحلل 
والمحدَّث: الذي يسمع الصوت ولا يرئ الصورة قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن اْذي رأئ 
فى النوم حقٌ وأنه من المَلّك؟ قال: يوفق لذلك حتّئ يعرفه. لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم 
بسيكه الأبياء 37 

* الشرح: 

قوله: (يوفق لذلك حيّى يعرفه)!'' معني التوفيق هنا خخلق القدرة علئ تمييز الخطأ عن 
الصوابء وأعلم أنَّ رؤيا الأنبياء ل لازمة الوقوع لأنّها صادقة حقٌ لا أضغاث أحلام ولا تخيّل ولا 
مدخل للشيطان وخبث الظاهر والباطن فيها. وأمّا رؤيا غيرهم فقد تصدق وقد لا تصدق. والصادق 
جرع من خمسنة وأريعين اعنزءا ومن شبعين عرء امن النبوة علرة 'غادلة »علب الأخباز. 

قوله: (لقد ختم الله بكتابكم الكتب الخ) أجمعت الأمّة سلفاً وخلفاً علئ أنَّ محمّدأييةُ خاتم 
الأنبياء وآية الأحزاب والرٌّوايات المتظافرة نصوص فى ذلك. وما ذكره بعض المخالفين من تجويز 


.١7لا/‎ / ١ -الكافي:‎ ١ 
ويوفق لذلك حتئ يعرفه؛ شبهة كانت تختلج في ذهن الناس على عهد النبي 6 وبعده وأجيب عنها‎ : 0 " 
في القرآن وذلك لأنهم غالبا لم يكونوا يتهمون النبى عله فى رؤيته صورة وسماعه وصوتاً بالأمر والنهى ولكن‎ 
كانوا يقولون من أين يعلم أن ما يراه حق واقع بل هو خيال باطل يتمثل له كما يتمثل للمصروعين والمبرسمين‎ 
كذلك الرؤيا فى المنام قد تكون حقاً وقد تكون باطلاً لكن محمداً اشتبه عليه الأمر فزعم ماليس بحق يها قال‎ 
لله تعالئ «ا ماكذّب الفؤاد مارأئ أفتمارونه عل ما يُرئ» وقد كانت الملاحدة يعوّدون الناس الحشيش يشربونه‎ 
فيتمثل في أذهانهم صور غير واقعة حتئ يتمكن في خاطرهم إمكان رؤية شيء غير حقيقي ثم لا يتعجبون من‎ 
دعواهم حصول مثل ذلك للنبيييةُ والتحقيق أنه كما يمكن تمثل شيء لا حقيقة له في الحس المشترك كالشعلة‎ 
الجوالة كذلك يمكن تمثل شىء حقيقى وليس الامتياز بين الحقيقة وغيرها أن الحقيقي يشترك في ادراكه كل‎ 
الناس وغير الحقيقي يختص به أحدهم كما توهم وذلك لأن الشعلة الجوالة يشتركون فى إدراكها ولا حقيقة لها‎ 
والرؤيا الصادقة التي لها تعبير كرؤيا فرعون سني القحط كانت لها حقيقة واختص هو برؤيتهاء وكما أن الإنسان‎ 
يدرك بالوجدان حال اليقظة أنه يقظان وليس نائماً ويدرك الأشياء حقيقة كذلك كان الأنبياء يدركون أموراً‎ 
ويعرفون أنها حق واة قع بالعلم الضروري وكان الله تعالى يقرن وحيه بآيات تدلهم وغيرهم كما إذا ألهم أحد بأن‎ 
زيدأً يجيء غداً في الساعة المعيّنة فجاء في تلك الساعة وتكرر مثله مرة أو مرات حصل له العلم بصحة إلهامه‎ 
وميّز بينه وبين الخاطر والمجهول المبدأ وربما يحاسب المحاسب ويتيقن بصحة حسابه وإن كان قد يخطىء‎ 
ولكن لا يشك في صحة هذا الحساب فكيف الأنبياء وهم قد علموا أن الله تعالئ يحفظهم من شوب الباطل بالحق‎ 
وظهور الكاذب في صورة الصادق وأن ما يرونه ليس خيالاً حاصلاً في ذهنهم من غير أن يكون له مبدأ في الخارج‎ 
بل له مبدأ خارجي حصل الصورة في ذهنهم بتأ؛ ثير ذلك المبدأً وما ورد من قوله #فإن كنت فى شك مما أنزلنا»‎ 

فهو مأوّل بما ذُكر ة فى التفاسير. (ش) 


. 


382 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
الاحتمال في ألفاظها ضعيف, وقيل: ماذكره الغرَّالىى فى الاقتصاد فإلحاد وتطرّق خبيث إلى 
تشويش في عقيدة المسلمين في ختمه النبرَّة يله وقال بعضهم: ليس في كلام الغزالى ما يوهم 
ذلك وإنّما رماه به حسّاده ولقد جار عليه ابن عطيّة فى ذلك,. والغزالى منزَّه عنه وقد تبأ عن هذه 
المقالة فى كتبه أنه إنّما يقول المبتدعة القائلون بأنَ النبرّة مكتسبة واحتّجوا علئ ذلك بما وقع في 
حد ينهم الطويل من زيادة قوله «وسيكون بعدي ثلاثون كلهم يدّعي أنّه نبي ولا نبئَ بعدي إلا من 
شاء الله» قيل هذه الزيادة إِنّما زادها محمّد بن سعيد الشامي المصلوب على الزَّندقة وَإِنّما زادها لما 
كان يدعو إليه من الإلحاد والرّندقة ولم تحفظ إلا من طريقه وتأوّلها بعضهم لو صحّت بعيسئ اؤة 
للإجماع والأخبار علئ نزوله وهو ضعف على ضعف لأنّه لا ينزل رسولاً إلى الأرض حينئدٍ. 


باب ان الحجة لا تقوم لله علئ خلقه إلا بامام اف 





باب ان الحجة لا تقوم دنه علئ خلقه إلا بامام 

* الأصل: 
محبوب. عن داود ارق عن العبد الصالح لي قال: إِنَّ الحجّة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتّئ 

* الشرح: 

قوله: (إنَّ الحجّة لا تقوم لله علئ خلقه إلا بإمام حتّئ يعرف) لعلّ المراد أنَّ حجنّه تعالى على 
الخلق يوم القيامة بنك لِمَ اعتقدت هذا؟ ولِمَّ قلت هذا؟ ولِمّ فعلت هذا؟ ولِمَ تفعل ذاك؟ لا يتةٌ إلا 

8 واس -اإمسار س|اراه . ع - عاسه ار - 

بسبب نصب إمام يُبيّن لهم العقليّات والعمليّات لظهور أن عقول البشريّة لا تستقل بتعيين العقائد 
والأعمال. 

وقوله: وحشّئ يعرف» إمّا بتشديد الرّاء بعنى حتّئ يعرّف الإمام ما ينبغي من العقائد والأعمال: 
وفى بعضها «حقٌ) بدل حتىا. 

الأصل: 

؛ - محمّد بن يحبئ عن أحمد بن محمّد, عن البرقي. عن خلف بن حمّاد عن أبان بن تغلب 
قال: قال أبو عبد اللهملة: الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.(") 

* الشرح: 

قوله: (الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق) الحجّة قبل الخلق في الميثاق. ومع الخلق 
فى هذه الدّان وبعد الخلق فى دار الآخرة والبرزخ. ويحتمل أن يراد بالحجّة قبل الخلق آدم 





.١7/ا/ل‎ / ١ ؟_الكافى:‎ .١الا/‎ / ١ _الكافي:‎ ١ 


فد شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


والأوصياء. وبالجملة هذا الحديث يفيد أنه لاب لله تعالى من حجّة علئ الخلق حتّئ أنَّ لزمانهم 
بداية ونهاية وما بينهما لا يخلو منه فمن زعم أن الزّمان ال وتناديو صال نف[ وميه ميد 
جاهليّة. 


باب أن الأرض لا تخلو من حجة 

* الأصل: 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن عيسئء عن محمد بن أبي عمير؛ عن الحسين بن 
أبي العلاء قال: قلت لأبي عبد اللهلة: تكون الأرض ليس فيها إمام؟ قال: لاء قلت: يكون إمامان؟ 
قال: لا إلا وأحدهما صامت )١(١‏ 

* الشرح: 

قوله: (قلت: يكون إمامان؟ قال: لا-الخ) في طريق العامّة أيضاً ما يدل علئ اعتبار الوحدة في 
الإمام» قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال وحديث «إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الآخر منهما» يدل 
علئ أنَّ شرطها الوحدة وعدم التعدّد وقال بعضهم: إِنَّ هذا الشرط إِنّما هو بحسب الإمكان فلو بعٌد 
موضع إمام حتّئ لا ينفذ حكمه في بعض الأقطار البعيدة جاز نصب غيره بذلك القطر. 

وفيه إِنَّ الكلام في خليفة الأصل وإلَا فيجوز التعدّد في نائبه قطعاًء اللّهمٌ إلا أن يقول ذلك القائل: 
ِنّه بجوز لأهل الأقطار البعيدة أن ينضّبوا لأنفسهم خليفة كما نصّبوا أَزَلأ وفى شرح نهج البلاغة أن 
في آخر الرّمان لا يكون في كل وقت وزمان إلا إمام واحد وأمًا الأنبياء والأوصياء في الزّْمن الأول 
كانوا في عهد واحد جماعة كثيرة وفى آخر الزّمان مذ عهد رسول اللْهيَيةُ إلى قيام الساعة لا يكون 
في كل حين إلا وصىٌّ ان 


١-الكافي: .١78/ ١‏ 
١‏ - بإلا وصئ واحده وقد علمنا بالتجربة والتاريخ أن الحكومة تتدرج الئ السعة والعظم من أول عصر الخليفة 
إلئ زماننا فقد كان فى الأعصار القديمة في ناحية كالشام ملوك كثيرة وكان أعظم ملك فى القديم مصر وأعظم 
ملركهم الفراعنة ثم ملك العراق وهم الكلدانيون وبعد ذلك عظم الحكومات واتسع الدول فكان الروم وفارس 
أعظم من كل ملك قبلهماء ذم ملك الإسلام وكا أعظم من ملك الروم وفارسء ثم وججد دول في الأعصار الأخيرة 
عظيمة جداً والناس يميلون إلئ قبول حكومة واحدة لجميع أهل الأرض ولذلك أسسوا مجلس الأمم وهي 
أحسن من قبول حكومات متعددة متنافرة كل يجر الناس الئ قرصه ويسعئ فى جلب نفع أمته والاستثثار بنعم 


باب أن الأرض لا تخلو من حجة لفن 


الأصل: 

١‏ علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن محمد بن أبي عميرء عن منصور بن يونسء وسعدان بن 
مسلم؛ عن إسحاق بن عمّاره عن أبي عبد الله له قال: سمعته يقول: إِنَّ الأرض لا تخلو إلا وفيها 
إمام» كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإن نقصوا شيئاً أتمّه لهم )١١‏ 

* الشرح: 

قوله: (إنّ الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام) أي لا تخلو من الخلق من الخلرٌ وهو الخالي, أو لا 
تمضى من خلا فلان إذا مضئء أو لا تكثر نباتها ولا تنبت حشيشها من أخلت الأرض إذا كثر خلاها 
وف اناك الرّطب. 

قوله: (كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردَّهم) الظاهر أنَّ المراد بالمؤمنين كلّهم ففيه دلالة على أنَّ 
إجماعهم حجّة وإلالزم أن يترك الإمام ما وجب عليه وهو باطلٌ قطعاً. 

قوله: (عن ربيع بن محمّد المسلى) هو ربيع بن محمّد بن عمر بن حسّان الأصم المسليء 
ومسلية قبيلة من مذحج. روئ عن أبى عبد اللهطية. 

* الاصل: 

٠"‏ محمّد بن يحيئ, عن أحمد بن محمّد؛ عن على بن الحكم. عن ربيع بن محمّد المسلي. 
عن عبد الله بن سليمان العامري, عن أبى عبد اللهة قال: مازالت الأرض إلا وله فيها الحجّة. 
يعرّف الحلال والحرام زياعو الثالمى إل سيا لد 1؟) 

* الشرح: 

قوله: (مازالت الأرض إلا والله فيها الحجّة ‏ الخ) أي مازالت الأرض من حال إلئ حال وما 
مضئ عصر من الأعصار أو مازال أهلها إلا والحال أنَّ لله تعالئ فيه حجّة والغرض أنَّ له تعالى في 
الأرض بعد نينا إلى وقت زوالها حجّة يعرّف الحلال والحرام ويدعو الناس إلئ سبيل الله 


- الله تعالئ دون غيره ولوكان حكم واحد سارياً وامام واحد في جميع أقطار الأرض ينظر علئ السواء إلى جميع 
الاجناس والامم من العرب والعجم والأسود والأبيض ولا يرجح شعباً على شعب وأمة علئ أمة كما هو مذهبنا 
فهو أحسن وأعدل وأوفر نعمة وأقوى مقدرة وأقل فتنة عجل الله فرجه وسهل مخرجه إذ لا يمكن حصوله لغيره 
مع اختلاف الآراء وتشتت الأهواء. (ش) ١‏ الكافي: /.,. 

.١78/ ١ ؟-الكافي:‎ 


. 


فق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
ويجذبهم إلى طاعته وانقياد أمره ونهيه كيلا يقولوا يوم القيامة إن كنا عن هذا غافلين76١).‏ 

الأصل: 

ه ‏ على بن إبراهيم » عن محمّد بن عيسئء عن يونسء عن ابن مسكان. عن أبى بصير»ء عن 
أحدهماليك قال: قال: إِنَّ الله لم يدع الأرض بغير عالمء ولولا ذلك لم يعرف الحقٌ من الباطل !"ا 

* الشرح: 

قوله: (لم يعرف الحقٌّ من الباطل ) الظهور إلف النفس بالمحسوسات والوهميّات والمتخيّلات 
المؤذية إلئ الباطل والشبهات فلو لم يكن استادٌ مرشدٌ مؤيّدٌ من عند الله تعالئ بالعصمة عن الخطأ 

6 6 2 
والغلط فى العقائد والأقوال والأعمال من جميع الوجوه لمال كل نفس إلئ هواها والتبس عليه 

2 1 ِ يَ 3 1 / : 2 - 58 
الحقٌّ والباطلء فربما يعتقد أن الحنٌّ باطل والباطل حقٌ كما ترئ فى كثير من المتكلين بعقولهم من 
الحكماء والمتكلّمين» هذا علئن فرض بقاء الأرض وأهلها بغير إمام وإلا فالحقٌ الثابت أنه لا بقاء 
لهما بدونه طرفة عين. 

* الأصل: 

1 محمّدٌ بن يحيئا» عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد, عن القاسم بن محمّد. عن 
عل بن أبي حمزة» عن أبي بصيره عن أبي عبد اللهية قال: إنَّ الله تعالئ أجل وأعظم من أن يترك 
الأرض بغير إمام عادل.("ا 

* الشرح: 

قوله: (إنَّ لله تعالى أجل وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل) وهو الحجّة لله تعالى 
على الخلق كما قال جلَّ شأنه «لثلا يكون للناس علئ الله حجّة 4 وأعلم أن الإماميّة تمسّكوا على 
وجوب وجود الامام من قبله تعالئ بعد الآيات والرّوايات المنقولة من طرق العامّة والخاصّة البالغة 
حدّ التواتر معنئ بأنّه إذا كان للخلق رئيس قاهر يمنعهم من المحظورات ويحتّهم علئ الواجبات 
واعترض عليهم المخالفون وقالوا: إِنّما يكون لطفاً واجباً إذاكان ظاهراً زاجراً عن القبائح قادرأ على 


.١78/ ١ سورة الاعراف : 11/7 . ؟_الكافي:‎ - ١ 
.١,78/ ١ ”-الكافى:‎ 


باب أن الأرض لا تخلو من حجة ١‏ 
تنفيذ الأحكام وإعلاء لواء كلمة الإسلام وهذا ليس بلازم عندكم فالإمام الذي اذَّعيتم وجوبه ليس 
بلطف والّذى هو لطف ليس بواجب. وإلاماميّة أجابوا عن ذلك بأنَّ وجود الإمام لطف7 ١‏ سوا 
تصرّف أو لم يتصدّف كما نقل عن أمير المؤمنين 99 أنّه قال: ولا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة 
ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلا ببطل حجج الله وبيّناته» وتصدّفه الظاهر لطف آخر. والحقٌ أنَّ 
الرئيس العالم العادل المتصرّف لطف مر الله تعالئ به علئ عباده وإنما جاء عدم التصدّف من سوء 
آدابهم كما أنَّ النهى عن شرب الخمر مثلاً لطف صدر منه تعالئ وَإِنّما جاء عدم قبوله من قبل العبد 
علئ انَّ عدم تصرّفه ممنوع لأنَّ له تصرّفات عجيبة في نوع الإنسان وتدبيرات غريبة في عالم 
الإمكان يرئ ذلك من له عين صحيحة وطبيعة سليمة. 

* الأصل: 

٠‏ علوي بن محمّد. عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب. عن أبي أسامة» وعليّ بن 
إبراهيم» عن أبيه, هي ١‏ الي عن أبي حمزة؛ عن أبي 
إسحاق. عمّن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين 4# أنَّ أمير المؤمنينىة قال: «اللّهمّإِنك لا تخلى 
أرضك من حجّة علئ خلقك؛» (") 

* الشرح: 

قوله: (اللهم إِنك لا تخلى أرضك من حجّة لك علئ خلقك) لا تخلى: من الإجلاء أي لا 
تجعلها خالية منه. وهذا الكلام في اللفظ إخبار وفى المعنئ انشاء للتأسَفْ بإعراض الخلق عنه أو 
للشكاية منهم إليهم تعالئ. 

* الاصل: 

الحسية بن محمد عن معلن بن “محمد عن عضن اصحابناء عن أبى على بن راشد قال: 





١‏ - قوله: «وجود الإمام لطف» ذكرنا لتقريب الذهن إلئ التصديق بذلك سابقاً أن الله تعالى خلق جميع ما يحتاج 
اليه الناس فى معاشهم ومعادهم سواء كانت البيئة مستعدة للاستفادة منه أو لاكمن يستعد فكره ه للعلم وأنواع 
الصنائع والحرف. فإن كانوا مستعدين لقبوله ظهر واشتهر وإلا خمل وانغمر, والإمام المعصوم من أهم ما يحتاج 
إليه الناس لان الحكومة والإمامة من أهم المشاغل والمناصب ولا يتعقل أن يهمل الله العليم الخبير اللطيف الذي 
لم يهمل سائر أمورهم أمر الحكومة والإمامة سواء قبله الناس أو أعرضوا عنه ولم يستفيدوا منه ولو لم يخلقه الله 
تعالئ كانت الحجة للناس على الله تعالئ وإذا خلقه كانت الحجة له تعالئ علئ الناس. (ش) 

.١78/ ١ "-الكافي:‎ 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





قال أبو الحسن هة: إِنّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا والله ذلك الحجحة )١(‏ 

* الشرح: 

قوله: (إنَّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا والله ذلك الحجّة) أريد أن الأرض في الحال لا تخلو 
من ححيّة بدليل قوله وأنا والله ذلك الحجحة» ولو أريد جميع الأزمئة لاحنيج فى هذا القول إلئ تأويل 
وإنّما أكد الحكم بالقسم لرفع الشك عن الشال وزيادة التقرير للمقدٌ. 

الأصل: 

٠‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن محمد بن عيسئ. » عن محمد بن الفضيل. عن أبى حمزة قال: قلت 
لأبي عبد الله ل2ة: أتبقئ الأرض ؛ بغير إمام؟ فال: لوبقيت الارضن بغير إمام ا 


2 الشرح: 
قوله: (لساخت): أي لغاصت فى الماء وغابت. ولعلّه كناية عن هلاك البشر وفنائهه! "ل 


.١18 / ١ ؟-الكافي:‎ .١78 / ١ -الكافي:‎ ١ 
؟ - قوله: «ولعله كناية عن هلال البشر» أنكر السيد المرتضئ نإفية فى الشافي أن يكون مذهب الامامية زوال‎ 
الأرض وهلاكها تكويناً أما قولهم «لولا الحجة لساخت الأرض» فإن ثبت صدوره من الإمام المعصوم كان المراد‎ 
الفتنة والضلال وهلاك الناس بزوال الأمن والسعادة لأن عدم وجود الإمام العادل المتصرّف إما أن يكون بعدم‎ 
وجوه امين فظلفا وفنا كاهن وإما بوجود جائر أو جاهل وهو مثله. وقد بحث فى هذه المسألة بعض الفلاسفة‎ 
وى كان السياضة الخدت للغارابي البحث عن أنواع المدينة وأقسام الحكومات وذكر شروط المدينة الفاضلة‎ 
وآراء أهلها وأخلاقهم؛ وقال: الرئيس الأول من هو علئ الإطلاق هو الذي لا يحتاج في شىء أصلاً أن يرأسه إنسان‎ 
لكر عفاي له العلر ع والمعارف فيل رد كور لاه فى شىء إلئ إنسان يرشده وتكون له قدرة‎ 
علئ وجوه إدراك شيء مما ينبغي أن يعمل من الجزئيات وقرّة علئ جودة الإرشاد لكل من سواه إلئ كل ما يعلمه‎ 
وقدرة علئ استعمال كل من سبيله أن يعمل شيئاً مافي ذلك العمل الذي هو معد نحوه وقدرة علئ تقدير الأعمال‎ 
وتحديدها وتسديدها نحو السعادة جودة. وإنما لكوت ذلك في أهل الطانج العظيمة الفائقة اذا اتصلت نفسه‎ 
بالعقل الفعال وإنما يبلغ ذلك بأن يحصل له أولاً العقل المنفعل؛ ثم أن يحصل له بعد ذلك العقل الذي يسمئ‎ 
المستفاد فبحصول المستفاد يكون ' الاتصال بالعقل الفعال علئ ماذكر فى كتاب النفس وهذا الإنسان هو الملك‎ 
- بالحقيقة عند القدماء وهو الذى ينبغى أن يقال فيه أنه يوحئ إليه فإن الإنسان إنما يوحئ اليه إذا بلغ هذه الرتبة‎ 
ال آخر ما قال. ونقلنا كلامه بعين ألفاظه ثم قال: والناس الذين يدبرون برئاسة هذا الرئيس هم الناس الفاضلون‎ 
والاخيار السعداء فإن كانوا أمة فتلك هى الأمة الفاضلة وإن كانوا اناساً يجتمعون فى مسكن واحد كان ذلك‎ 
المسكن الذي يجمع جميع من تحت هذه الرئاسة هو المدينة الفاضلة. ثم قال بعد ذلك: والمدينة الفاضلة‎ 
تضادها المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة والمدينة الضالة, ثم البهيميون بالطبع والفرض من نقل كلامه أن يعلم‎ 

تطابق النقل والعقل عل صحة مذهب الشيعة فى الإمامة. (ش) 


باب أن الأرض لا تخلو من حجة ١1/‏ 
ويحتمل أن يريد الحقيقة لأنَّ الغرض الأصلى من انكشاف بعض الأرض هو أن يكون مسكناً لهم 
وكونه مسكناً لغيرهم من الحيوانات المتنفّسة إِنْما هو بالعرض فإذا فات الغرض الأصلى عاد إلى 
رحن اللي 

#الأصل: 

١‏ علي بن إبراهيم؛ عن محمّد بن عيسئ. عن محمد بن الفضيل. عن أبي الحسن الرضَائظة 
قال: قلت له: أت تبقئ الأرض بغير إمام؟ قال: لا. قلت: فإِنّا نروىي عن أبي عبد الله ايه أنْها لا تبقئ بغير 
إمام إلا أن بسخط الله تعالئ علئ أهل الأرض أو علئ العباد فقال: لاء لا تبقئ إذاً لساخت 

* الشرح: 

قوله: (أو علئ العباد) الشكُ من ابن فضيل !"ا أو ممّن روئ عنه. 

قوله: (قال: لاء لا تبقئ إذأ لساخت) نفئ بلا مايفهم من كلام الرّاوي من أنَّ الأرض تبقئ بغير 
إمام وأهلها مبغوضين ثم بيّن الأمر بأنها لا تبقئ بغير إمام بل تغوص في الماء. 

الاصل: 

١‏ علي عن محمّد بن عيسئ,. عن أبي عبد الله المؤمن» عن أبي هراسة؛ عن أبي جعفر ك9 
قال: لو أن الإمام رُفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج م 

الشرح: 

قوله: (لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله) ماج البحر يموج موجاً اضطربت أمواجه 
وكذلك الناس يموجون. شبّه اضطراب الأرض وأهلها بموج البحر وأهله للايضاح وكنّئ به عن 
زوالها وزوال أهلها لأنْ الاضطراب المذكور يستلزمها والباء ة فى الموضعين للتعدية أو بمعنئ مع. 





١-الكافى: .١,9 /١‏ 
” - قوله: «الشك من ابن الفضيل أو ممن روئ عنه لا فائدة فى هذه الحاشية لأن الشك لابد أن يكون من أحد 
الرواة. (ش) *'_الكافى: .١,79 / ١‏ 


١1‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجّة 

* الأصل: ْ 

١‏ -محمّد بن يحيئ, عن أحمد بن محمّد, عن محمّد بن سنان, عن ابن الطيّار قال: سمعت أبا 
عبد الللقة يقول: لو لم يبق فى الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجّة )١(‏ 

* الشرح: 1 

قوله: (لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجّة) نظيره من طرق العامّة ما رواه 
مسلم عن النبي يَيهُ قال: «لا يزال هذا الأمر في قريش مابقى من الناس اثنان» وذلك لأنّه كما 
بحتاج النّاس إلئ الحجّة من حيث الاجتماع لأمر له مدخل في نظامهم ومعاشهم كذلك يحتاجون 
إليه من حيث الانفراد لأمر له مدخل في معرفة مبدأهم ومعادهم؛ وعلئ هذا لو فرض انحصار 
الناس فى اثنين لوجب احتياج أحدهما إلئ الآخر وهو الإمام للأوّل وفيه دلالة علئ أنه لا يجتمع 
إمامان فى عصر كما مد 

# الأصل: 

١‏ محمّدٌ بن يحيئ, عمّن ذكره. عن الحسن بن موسئ الخشّاب» عن جعفر بن محمّد. عن كرام 
قال: قال أبو عبد الله لة: لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام. وقال: إِنَّ آخر مَن يموت 
الإمام لثلا يحتجّ أحدٌ على الله عر وجل أنه تركه بغير حجّة لله عليه "ا 

* الشرح: 

قوله: (لثلا يحتجّ أحد علئ الله عرّ وجل ) إشارة إلى أن الدّليل علئ ذلك قوله تعالئ «لثلا 
يكون للناس على الله حجّة4 إذكما أنَّ للكثير حجّة علئ الله تعالى علئ تقدير عدم الإمام كذلك 
للواحد حجّة عليه علئ هذا التقدير. 

* الأصل: 

؛ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد البرقي. عن على بن إسماعيل» عن ابن سنان» عن 


.18٠ / ١ "_الكافي:‎ .18٠١ / ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجّة ١‏ 
حمزة بن الطيّا قال: سمعت أبا عبد اللهلة يقول: لو لم يبق فى الأرض إلا اثنان لكان أحدهما 
التمكة :او قاض االلحكة لمعن خسان مع 0 

الشرح: ْ 

قراف (العلك هن نعمت بن ستفقه )الدله الأعابى ال فين !!١‏ ا نكرة ونان الطناريوانيه 
دلالة علئ اهتمامهم بنقل المعنئ بلفظ المسموع.!"). 





.18٠١ / ١ -الكافي:‎ ١ 

١‏ قوله: «لعله الأظهر وإلا فيحتمل» كلام الشارح هنا خارج عن طريقة المحدّئين وأصحاب النقل مطلقاً لإن قول 
صاحب الكتاب فيما نقله لا يعارض احتمال غيره وإلا فيمكن أن يحتمل أن تكون الرواية عن محمد بن إسماعيل 
ا ار تضرم حمر ل ران 13 ببيتيت ضر أن رفوي ولو يض اب اكاب ,رز ماري 
إسماعيل عن ابن سنان عن حمزة بن طيار قال: سمعت عن أبى عبد الله ويحتمل أن يسهو فيه وهذا لا يقبل من 
مذعيه. رش 

- قوله: : «بتقل المعنئ باللفظ المسموع» وكذلك يدل على عدم إمكان ذلك وعدم موفقيتهم وقد سبق فى 
المجلّد الثاني أن نقل الحديث بالمعنئ متفق عليه. (ش) 


1١.‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب معرفة الإمام والرد اليه 

الأصل: 

١‏ -الحسينٌ بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن الحسن بن على الوشّاء قال: حدّثنا محمّد بن 
الفضيل. عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر اق : إنما يعبد الله مَن يعرف الله. فأمًا مَن لا يعرف الله 
فإئّما يعبده هكذا ضلالاً. قلت: ججعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عزّ وجلّ وتصديق 
رسوله َل وموالاة على ليه والائتمام به وبأئمّة الهدئ نوغ والبراءة إلى الله عرَّ وجل من عدوٌّهم 
حكذا يعرف الع وا 0 


قوله: (إنّما يعبد الله مَن يعرف الله) أي مَن يعرفه علئ وجه يليق به ووجه الحصر ظاهر لأنَّ مَن 
لم يعرفه أصلاً كالملاحدة لا يعبده ولا يتصوّر عبادته ومّن عرفه لا علئ وجه يليق به كالمجسّمة 
والمشبّهة والمصوّرة ومنكر الولاية فهو ضالٌ يعبد إلهاً غير مستحقٌ للعبادة ويضع اسم الله تعالى 
والعبادة في غير موضعهما كما أشار إليه بقوله «نأمًا مَن لا يعرف الله فإنّما يعبده هكذا ضلالاً» 
ولعلّ «هكذا إشارة إلى أهل الخلاف أو إلى الشمال لأنَّ الضالٌ من أصحاب الشمال أو إلى الخلف 
لأنّ المقبل إلئ ما يقابل المطلوب وصفه بالضلالة أحرئ وأجدر ونعته بالغواية أقوئ وأظهر. 
والضلال: الضياع والهلاك. يقول: ضلٌّ الشيء يضلٌ ضلالاً إذا ضاع وهلك. وخلاف الرّشاد. وهو إمًا 
تمييز عن نسبة فى «يعبده» أو حال عن فاعله علئ سبيل المبالغة أو علئ جعل المصدر بمعنى 
الفاعل. ١‏ 

قوله: (وموالاة علي ) عطف علئ التصديق والموالات ضدٌ المعادات. وفيه تصديق بولايته مع 
زاذة عي الفيكة البالعة له 

قوله: (والائتمام به) أي الاقتداء به فى عقائده وأعماله وأقواله. وفيه دلالة علئ أنَّ العمل 
معتبر في تحمّق المعرفة وهو كذلك لأنَّ مَن لم يمتثل ل ا 
أهل العلم والمعرفة كما قال تعالئ 9إِنْما يخشئ الله من عباده العلماء م( 

* الأصل: 


١-الكافى: .16٠ / ١‏ ؟ -سورة فاطر: 78 . 


باب معرفة الإمام والرد اليه ١5‏ 


١‏ الحسينٌ عن معلّى, عن الحسين بن على. عن أحمد بن عائذ. عن أبيه. عن ابن أذينة قال: 
هد ناغير ولح عن اسن هيافك أذ قال :الآ بكوة الم مذ دا تسترا يعرف الله ورسترله والانقة 
كلهم وإنام زان وير النةاويك لم4 قال كيت يعرف الآحر وهر يجهل الأول ١7‏ 

* الشرح: 

قوله: (ويرد إليه ويسلّم له) أي يرد إليه المشكلات ويرجع إليه فى المعضلات ثم يسلّم له في 
كل ما يقول ويصدّقه فى كل ما ينطق وإن لم يظهر له وجه الحكمة والمصلحة؛ لعلمه بأنّه عالم 
جنيو عاااره الله على رسولهء كما يرشد إلئ ذلك قوله تعالئ «فلا وربّك لا بُؤْمنون حتّئ 
يسكم وك افيا افر بينهم كه لا عدوا : في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلّموا تسليماً»' ". 

قوله: (كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأوّل) لعلّ المراد بالأوّل هو الله ورسوله وبالآخر هو 
الإمام. وفيه رد علئ المخالفين حيث قالوا: عرفنا علي بأنّه إمام مفترض الطاعة وهم لم يعرفوا الله 
ورسوله لأنهم عرفوا إلها لم يأمر بخلافة على ولم يجعله حجّة بعد رسوله وعرفوا رسولاً لم ينص 
بخلافة على ولم يصرّح بإمامته بعده, والإله الموصوف بهذه الصفات ليس بإله. والرّسول 
المنعوت بهذه النعوت ليس برسولء فهم لمّا لم يعرفوا الأرَّلَ لم يعرفوا الآخر. ويحتمل أن يكون 
المراد بالآخر إمام الزَّمان وبالأوّل الأئمّة قبله. يعني كيف يعرف الآخر من لم يعرف الأرّل والحال 
أن إعامة الآخر سيك ينض الأذل وهذا أظون والأل انس عضن اخافيك هذا البانب: 

* الاصل: 

٠‏ محمّد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمّد. عن الحسن بن محبوب, عن هشام بن سالم» عن 
زرارة قال: قلت لأبى جعفر ا9ة: أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة علئ جميع الخلق؟ فقال: إن 
لعز وج بعث محم دل إل الداس أجمعين رسولً وحبجة ف على جميع خلقه في أرضه. 
فمَن أمن بالله وبمحمد رسول الله واتّبعه وصدّقه فإنَّ معرفة الإمام منّا واجبةٌ ومن لم يؤْمن بلله 
وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدّقه ويعرف حقّهِما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله 
ورسوله ويعرف حقّهما؟! قال: قلت: اقم تقول فيعين ,يمن اله ووسواة ريص 0ه رسوله ان جمزم 
ما أنزل الله. يجب علئ أولئك حقٌّ معرفتكم؟ قال: نعم أليس هؤلاء يعرفون فلاناً وفلاناً؟ قلت: 
بلى؛ قال: أترئ أنَّ الله هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء والله ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا 
الشيطان. لا والله ما ألهم المؤمنين حقّنا إلا الله تعالن (؟) 





. 10 -سورة فاطر:‎ ١ .18٠١ / ١ :يفاكلا-١‎ 
.18٠١ / ١ :"'-الكافى:‎ 


شن شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 


* الشرح: 

تله رعلق سيم اكات ) بعيف لايق مدو السدسواء قن وال ودريفولة كرتن 

قوله: (فقال:إنَّ الله بعث) حاصل الجواب أنَّ معرفة الّسول واجبة علئ الخلق كلهم وأما معرفة 
الإمام ما فإنّما يجب علئ من آمن بالله ورسوله لثبوت الإمام بأمرهما. وأمّا مّن لم يؤمن بهما فإنّما 
يجب عليه أوَّلاً معرفتهما والإيمان بهما فإذا عرفهما وآمن بهما وجب عليه معرفة الإمام منا 
والإيمان به لما عرفت فقد لاح منه أنَّ الإمام حجّة من قبلهما وإذا كان كذلك وجب الرَّدٌ إليه 
والتسليم له كما وجب الرَّدٌ إليهما والتسليم لهما فافهم. 

قوله: (فمّن آمن) إلئ قوله: «واجبة عليه» هذه الشرطيّة دلت علئ لزوم وجوب معرفة الإمام 
علئ كلّ مَن آمن بالله وبرسوله لأنَّ الإيمان بهما لا يتحمّق إلا بمعرفتهما وبالإقرار بجميع ما أنزل إلى 
الرّسول وما جاء به وما أنزل إليه وجاء به ولاية الإمام» ويلزم من ذلك أنَّ من لم يعرف الإمام لم 
يؤمن بالله وبرسوله لفقد ذلك الإقرار المعتبر فى حقيقة الإيمان بهماء ولتعلق معرفته حينئظٍ بالله 
ورسوله اخترعهما بزعمه كما مرّ آنفاً. 

قوله: (ومن لم يؤمن بالله وبرسوله) دلّت هذه الشرطيّة علئ أن مَن لم يؤمن بالله وبرسوله لا 
يجب عليه معرفة الإمام وإِنّما يجب عليه أوَّلاً وبالذات معرفتهما والإيمان بهماء ثم يجب عليه بعد 
ذلك معرفة الإمام. 

قوله: «وهو لا يؤمن» بيان للملازمة توضيحه أنْ وجوب معرفة الإمام فرع لمعرفتهما!!! 
والايمان بهما لثبوت ذلك من قولهماء وانتقاء الأصل يوجب انتفاء الفرع» فالواجب عليه أوَّلاً معرفة 
الأصل والإيمان به فاذا تحمّق ذلك وجب عليه معرفة الفرع. 

وقوله: وويعرف حقّهما» في الموضعين عطف على المنفي إلا أنه في الأول مجزوم وفي الآخر 


١‏ قوله: «فرع لمعرفتهما» قد عرفت أن مايسمئ بالقرٌة : المقننة والمجرية في اصطلاح زماننا ليس مفوّضاً الى 
العباد يضعون الأحكام كيف شاؤوا وينصبون لإجرائه مَن أرادوا. هذا مذهبناء وفي مذهب أهل السنّة التشريع من 
لله تعالئ ومجريه مّن نصوبه للإمامة منهم؛ وفي مذهب النصارئ والملاحدة جعل الأحكام وإجرائها على الناس 
عقلائهم وأهل الحنكة منهم وقد سبق في الروايات ويأتي ما يدل علئ مذهبناء والدليل العقلي عليه أيضاً كما 
سبق ونقلنا عن الفارابى ما يؤيده وعلئ هذا فمعرفة الامام كا وهو من فوض إليه من الله تعالى أ مر إجراء الاحكام 
الإلهيّة وتفسير المتشابهات منها متفرعة علئ جعل أصل الشريعة من الله تعالئ» والاعتراف بصدق الرسول في 
تبليغها فمن لم يؤمن بالله تعالئ وبرسوله ولم يصدّق بشريعته لا يؤمن بالإمام قهرأ وليس المراد عدم وجوب 
معرفة الإمام شرعاً علئ الكفار بل كما هم مأمورون بالإيمان بالتوحيد والرسالة مأمورون بالاإيمان بالامامة ولكن 
لا بتمشيئ منهم هذا إلا بعد الإيمان بذينك. (ش) 


باب معرفة الإمام والرد اليه نفل 





مرفوع. 

قوله: (قال: قلت: فما تقول فيمّن يؤمن) لا موقع لهذا السؤال(١)‏ بعد الشرطيّة الأولى, اللَّهمَ إلا 
أن يحمل ذاك علئ الماضي والحال وهذا علئ الاستقبال فكأنّه يسأل عن وجود الحجّة ووجوب 
معرفته علئ كلل من يؤمن بالله وبرسوله إلى يوم القيامة. 

قوله: (أليس هؤلاء الخ ) الاستفهام لتقرير المخاطب علئ المنفي وهذا الكلام إِمّا متصل بما 
قبله لبيان أنَّ الأمّة اتتفقوا على وجوب معرفة حقٌ الإمام إلا أنّ هؤلاء أخطاؤًا في تعيينه لإغواء 
الشيطان والمؤمنون 00 الرّحمن. أو استئناف لدفع ما عسئ يختلج في قلب المخاطب 
الما ل ساسم ل ير 
قلوبهم كما هو دأب الخبيث في إضلال الناس لا من إلهام الله تعالئ وإِنّما ألهم الله تعالئ حمّنا في 
قلوب المؤمنين الّذين آمنوا بالله برسوله وبجميع ما أنزل إليه. وفيه تنبيه علئ أنَّ هؤلاء ليسوا 
بمؤمنين وقد مرّ وجه ذلك. 


١-قوله:‏ « لا موقع لهذا السؤال» كأن السائل استبعد أن تكون معرفة الإمام واجبة والمسلمون جميعاً مع اقرارهم 
بالله ورسوله ييه وبالشريعة التي أتئ بها لم يعرفوا هذا الأمر الواجب وخفي عليهم مع كونه من أعظم الواجبات 
ولوكان كذلك لكان وجوبه عليهم أظهر من الصلاة والزكاة والحج ولتكرر ذكره في القرآنكما تكرر الصلاة والزكاة 
فسؤال السائل سؤال تعجب كما نرئ من عوام زماننا يقولون لوكانت خلافة أمير المؤمنين 4 من الأصول بل 

من أهم الفروع لورد التصريح بها في القرآن نصاً يزيل الشبهة بحيث لم يسهل تأويلها علئ المخالفين فأجاب 
الإمام اق بقوله : نعم أليس هؤلاء يعرفون يعني أن أمر الاحتياج إل إمام يقيم الدين كان ممن الوضوح بسحيث 
يعترف به الإنسان فطرة وليس أمراً مشتبهاً متوقفاً علئ التكرار والتأكيد ولذلك اعترفوا بإمامة أثمتهم ألا ترئ أنه 
لو أمرة في القرآن مكرراً في كل سورة بأن من درن ثيابه ووسخ بدنه غسله أو أن مّن مرض رجع الئ الطبيب 
الحاذق ومّن خرّب داره أو بستانه لزمه الرجوع ال البناء والغارس لخرج عن الفصاحة بحيث دل علئ عدم كونه 
وحيا ميق الله تعالئ كما في الكتب التي فيها أمثال هذه الأوامر وإنما احتجنا نحن الئ التكرار والتأكيد لتعصب 
الخلفاء وأهل السياسة فرب أمر ظاهر يحتاج الئ توكيد التوضيح ألا ترئ أنا نعقد أبواباً لانبات أن الحسن 
والحسين ل من أولاد رسول الله عل ونرد فيها أحاديث وروايات من طرق العامة والخاصة في ذلك مع أنا لا 
نعقل أمرأ أوضح منه فحاصل جواب الامام ني أن وجوب معرفة الإمام بعد إثبات الشريعة مركوز في أذهان 
الناس وإن أخطأوا في تطبيق الإمامة علئ من لا يستحق. وفي الحديث التالي «ومّن لا يعرف الله عزّ وجل ويعرف 
الإمام ما أهل البيت» يدل علئ عدم انفكاك معرفة الله تعالئ عن معرفة الامام قهراً ارتكازاً لأن الله يأمر وينهى 
والإمام يفسّر ويجري ولذلك ضم قوله يعرف الإمام الئ قوله لا يعرف الله بواو المعيّة بتقدير أن ومثل هذه 
يستعمل في الحكم المتوقف علئ الشيئين معأ نحو استوئ الماء والخشبة.(ش) 


لا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 5 

* الأصل: 

ه الحسين بن محمّد, عن معلّى بن محمد, عن محمّد بن جمهور, عن فضالة بن أيُوب. عن 
معاوية بن وهب؛ عن ذريح قال: سألت أبا عبد اللهلة عن الأئمة بعد النبي ييه فقال 0 
المؤمنين الى إماماً ؛ ثم كان الحسن ! اماما ثم كان الحسين إماماًء ثم كان علئٌ بن الحسين !| إماماًء ثم 
5 جد بهل مانا قن ا كرك ساد كن كدر جد لزان ارك وشم وير 
رسوله ييا نم هَ قال: قلت: ثمَّ أنت جُجعلت فداك؟ فأعدتها عليه ثلاث مرّات؛. فقال لي: إنى إِنْما 

انك شو مس شهكاة ند تارك وتجالن فى ارقا 

الشرح: 

قوله: (مَن أنكر ذلك) يعني أنكر ذلك كلّه أو بعضه كان كمن أنكر معرفة الله ومعرفة رسوله لأنَّ 
معرفتهم لازمة لمعرفتهما شرعاً وإنكار اللآزم يوجب إنكار الملزوم. 

قوله: (ثمٌ أنت ججعلت فداك) الظاهر أنَّ هذا الكلام إخبار بإذعانه وتصديقه بإمامته لا استفهام 
عنه بقرينة ترك الجواب مع قوله «إنّما حدّئتك لتكون من شهداء الله تبارك وتعالئ في أرضه؛ وفي 

بعض النسخ «أحدّثك» إذ لو لم يكن مصدّقاً بإماننه اع يكن من السهداه والمراد بكونه من 
القجيد ا ١‏ التو د قبل ا عو اط لاس ره 

* الأصل: 

1 -عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمد بن خالد؛ عن أبيه» عمّن ذكره» عن محمّد بن عبد 
الرّحمن بن أبى ليلئ, عن أبيه. عن أبى عبد اللهيُة قال: إِنْكم لا تكونون صالحين حتّئ تعرفوا ولا 
تعرقوا حت تسد قوازولا تند قوااحتئ تسَلموا ابوابا اريغة لا يضلم أولها إلا باخرهاء صل أصحات 
الثلاثة وتاهوا تيهاً بعيداً إِنَّ الله تبارك وتعالئ لا يقبل إلا العمل الصالح ولا يقبل الله إلا الوفاء 
بالشروط والعهود. فمن وفى لله عرَّ وجل بشرطه واستعمل ما وصف فى عهده نال ما عنده 
واستكمل [ما] وعده. إِنَّ الله تبارك وتعالئ أخبر العباد بطرق الهدئ وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم 
كيف يسلكون. فقال: «إوإني لغمَّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدئ » وقال 9إِنّْما يُتقبّل الله 

من المتّمين» فمن اه ا ا ا 0 
وماتوا قبل أن يهتدوا وظنّوا أنْهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون. إِنّه مّن أتئ البيوت من أبوابها 
اهتدئ ومن أخذ فى غيرها سلك طريق التّدئء وصل الله طاعة ولئ أمره بطاعة رسوله وطاعة 





.18١ 7/١ :ىفاكلا_١‎ 


رسوله بطاعته فمّن ترك طاعة ولاة الأمرلم يطع الله ولارسوله وهو الإقرار بما أنزل من عند الله عر 
وجل خذوا زينتكم عند كأ مسجد والتمسوا البيوت التى أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. فإنّه 
أخبركم أَنْهم «رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً 
تتقلّب فيه القلوب والأبصار» ١7‏ إِنَّ الله قد استخلص الوٌُسل لأمره. ثم استخلصهم مصدّقين 
ذلك انق تدرف افقان: الأوإن من آكة لاعلا ها ردير ١!»‏ تاممو جهل والفعد 2ن أرصراوعقاة, 

إن الله عر وجل يقول: لإفإنّها ل تعمئ الأبصارٌ ولكن تعمئ القلوب التي في الصدور»! '' وكيف 
يهتدي مَن لم يُبصر؟ وكيف يبصر من لم يتدبّر؟ اتبعوا رسول الله وأهل بيته وأقرّوا بما نزل من عند 
الله واتّبعوا آثار الهدئ. فإِنْهم علامات الأمانة والتَّئ واعلموا أنه لو أنكر رجلٌ عيسئ ابن مريم هه 
وأقرٌ بمن سواه من الرّسل لم يؤمن, اقتضًوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الآثار 
اسكدارا اسوك تود ا 

* الشرح: 

قوله: (إنّكم لا تكونون صالحين إلئ قوله ‏ أربعة) هذا دل صريحاً علئ أنَّ العمل الصالح 
متوقف علئ تسليم أبواب أربعة» ولعلّ المراد بها محمّد وَل وعليئٌ والحسن والحسين نك بحيث 
لولا تسليم واحد منهم لم يكن العمل صالحاً مزكياً وقوله: «لا تعزفوا ولا تصدقوا» يحتمل أن يكون 
خبراً مثل «لا تكونون صالحين» وحذف النون للتخفيف. قال المازري: هذه لغة معروفة. ويحتمل 
أن يكون نهياًء ولم يذكرا من حيث الوقف عليه. بل من حيث النهى عن الاقتصار عليه فالمعنئ لا 
تكونوا صالحين حت تعرفواء الي ييخطدل لكم أصبل المعرفة «ولا تعرفوا» أي لا تقتصروا علئ أصل 
المعرفة «حتّئ تصدقوا) أي تضمّوا إليه التصديقء ولا تقتصروا علئ التصديق حتّى تضمّوا إليه 
التسليم» ويحتمل أن يكون المراد بها الإيمان بالله والإإيمان برسوله والإيمان بما أنزل إليه والإيمان 
بأولي الأمن وربما يشعر به آخر الحديث والمعنن حينئذ أ العمل الصالح لا يتحقّق إلا بمعرفة 
هذه الأربعة ومعرفة هذه الأربعة لا يتحمّق إلا بالتصديق والإقرار بها. والتصديق بها لا يتحمّق إلا 
بالتسليم واليقين بها ويومي إليه قول أمير المؤمنين 2 في نهج البلاغة «لأنسبنّ الإسلام نسبة لم 
ينسبها أحدٌ قبلى: اعم هو التسليم والتسليم: هو اليقين» واليقين: هو التصديق. والتصديق: هو 
الإقرار. والأقرار: هو الأداء والأداء: هو العمل الصالح) وإنّما قلنا يومى إليه دن خبر الكتاب يفيد 
أن العمل الصالح ثمرة المعرفة, والمعرفة تمر التصصديق»والتضتديق كسمن الشليم: فالعمل الصالح 





.78 سورة النور: /73. " -سورة فاطر:‎ - ١ 
.18١ 7/١ سورة الحج : 11 . :-الكافى:‎ - * 


اهل شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 


ثمرة التسليم. وخبر النهج يفيد أنَّ العمل الصالح ثمرة أداء ما فرضه الله تعالئ. والأداء ثمرة الإقرار 
بما يجب الإقرار به» والإقرار ثمرة التصديق بالله وبرسوله وأولى الأمر, والتصديق ثمرة اليقين بالله 
وبرسوله وبما جاء به الرّسولء واليقين ثمرة التسليم؛ فالعمل الصالح ثمرة التسليم كما فى خبر 
الكتاب إلا أن طريق البيان مختلفة» ويحتمل أن يجعل خبر النهج حمّاً في التصديق ومبالغة في 
مدحه ومدح المتّصف به. وذلك بأن يجعل التصديق بالله وبرسوله وبالأئمّة الطاهرين أصلاً رفيعاً 
عالياً يتوججه إليه الطرفان. فالعمل الصالح ثمرة الأداء والأداء ثمرة الإقرار والإقرار ثمرة التصديق 
والإسلام يعنى دين الحنٌّ ثمرة التسليم, والتسليم ثمرة اليقين» واليقين ثمرة التصديقء وإِنّما قال: 
هذا ذاك مع أنّهما متغايران لشدّة الاتصال بينهما فليتأمّل. 

قوله: (لا يصلح أوَّلها إلا بآخرها) يعنى لابدّ من التسليم للجميع ولا ينفع تسليم الواحد 
والاثنين والثلاثة وإنّما اقتصر بالثلاثة لأنه إذا ضلّ صاحبها ضلّ غيره بالطريق الأولئ. 

قوله: (تاهوا تيهاً بعيداً) تاه فى اللأرض: ذهب متحيراًء شبّه تحيّرهم في الدّين بتحيّر مسافر ضلٌّ 
الطريق لا يهتدى لهاء سه انه مبالغة لوغولهم فى الضلالة وبعدهم عن الحقٌ. 

قوله: (إنَّ الله تبارك تعالئ لا يقبل إلا العمل الصالح) وهو المشتمل علئ جميع الأمور المعتبرة 
فى تحقيقه شرعاً سواء كانت داخلة فى حقيقته أو خارجة عنهاء ومن جملة ذلك التسليم للأبواب 
اع وهو شرط الله تعالئ وعهده وميثاقه علئ عباده في صلاح العمل وقبوله ووعده بالأجر 
وظاهر أَنّه تعالئ لا يقبل من العباد إلا الوفاء بالشرط والعهد وعدم غدره فيهماء فمّن وفاه بشرطه 
وارتكتب ما عه في:عهدة.ولم يغدر ثال.ما عندة.من الثوات واستكمل :وعده في الأجر واستحيٌ 
القرب والكرامة وهو مثل أن يقول أحدنا: كل مّن دخل على في هذا الباب فله كذا فكلٌّ مَن دخل 
فيه استحقٌّ ما وعده ومن دخل فى غيره لا يستحمّه بل يستحقٌ الوم لعدم الإذن فيه. وقد أخبر الله 
تعالئ عباده بطريق الهدئ وهو طرق الشرع الموصلة إلئ مقام قربه وكرامته ووضع لهم في تلك 
الطرق الخفيّة أعلام الهداية وهى الحجح ني وأخبرهم بكيفيّة السلوك باقتفاء آثارهم واتباع 
أقوالهم وأعمالهم فقال: إِنّي لغفّار لمن تاب» عن الباطل ورجع إِليّ وإلئ الححّة. 

«وآمن» بى وبه وعمل صالحاً يبيّنه لهم «ثمٌ اهتدئ) » فعلم أنه لا تتحمّق المغفرة والاهتداء بدون 
ذلك وقال أيضاً: «إِنّْما يُتقبل الله من المُتّقين» وهم الّذين يتمسّكون بما جاء به الرّسول ولا 
يتجاوزونه أصلاً ويقومون علئ ما أمرالله تعالئ به فعلم منه أنه تعالئ لا يقبل عملاً ممّن خالف أمره 
ونهيه فمن أَتّمَئ الله فيما أمره به ولم يخالفه فيه. ومن جملة ما أمره به متابعة الحجّة لقئ الله يوم 
القيامة مؤمناً بما جاء به محمد يله هيهات هيهات فات قوم فى الضلالة وماتوا قبل أن يهتدوا إلى 





باب معرفة الإمام والرد اليه ١/‏ 





الله تعالئ وإلئ الحجّة وظَنّوا أنْهم آمنوا برهم والحال أنْهم أشركوا من حيث لا يعلمون حيث إِنّهم 
لم يؤمنوا بالإله الحقٌّ المرسل للرّسولء. المعيّن للحجّة. وآمنوا بإله آخر. وهذا شرك بالله العظيم 
وهم لا يعلمون أنه مَن أتئ بيوت الشرع من أبوابها وهى الحجج فقد اهتدئ إلى الله تعالئ وإلى 
أمره. ومّن أخذ فى غير تلك الأبواب سلك طريق الهلاك والضلال لمخالفة أمره تعالئ» وقد وصل 
الك فا تر لاع وله أفرم يطاعةارشولة».وطالعة رسولة تلاعت خزلف قال لا وأ طيقوا اندرو اطلتيو) 
الرّسول وأولي الأمر منكم» وهذا يفيد التلازم فمّن ترك طاعة ولاة الأمرلم يطع الله ولا رسوله لأنَّ 
طاعتهما هو الإقرار بما أنزل من عند الله تعالئ وممًا أنزل طاعة ولاة الأمر فمّن تركه لم يطعمهاء 
فياأيّها الناس اتبعوا رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله إلى آخر ما وصفهم الله تعالئ وهم 
الرّسول وأهل بيته الطاهرين. 

قوله: (وشرع لهم فيها المنار) المنار: جمع المنارة علئ غير القياس إذ القياس أن يجمع مفعلة 
علئ مفاعل وهى موضع النور فاستعير للحجج نيه لأنهم محال الأنوار العقليّة ومواضع العلوم 
الغترطقة "يوا بير تانق الد ين وسشضين قلونت العا رفي 

قوله: (هيهات هيهات ) أي بعد التقوئ واللّقاء بالإيمان وأتى / به مكدّراً للتأكيد. 

قوله: (خذوا زينتكم عند كلّ مسجد) قيل: أريد بالرّينة: اللبامقة سمي زينة لأنه ساتر للعورة» 
وقيل: أريد بها: ثياب التجمّل فهو علئ الأرّل: دليل علئ وجوب سترالعورة عند دخول كلل مسجد 
للصلاة أو الطواف أو مطلقاً. وعلئ الثانى: علئ استحباب التزيّن بثياب التجمّل فيهما. وقيل: أريد 
ها قط لشو الكو تجاه والكتحادة والشيحة نول "رسكن انحر دجو ا يق ها سر اوس 
جملته التصديق بولاة الأمر لأنه أعظم ما يتزيّن به الظاهر والباطن. 

قوله: (والتمسوا البيوت) أى اطلبوها من الالتماس وهو الطلب وهيى بيوت النبوّة والوصاية 
التي شرّفها الله علئ بيوتات سائر الأنبياء والأوصياء ويذكر فيها اسم الله واياقة و احكامة وكتاقة 

قوله: (وإقام الصلاة) حذف التاء في المصدر للتخفيف مع قيام الإضافة مقامها. 

قوله: (يخافون يوماً) أي عذاب يوم تتقلّب فيه القلوب والأبصار ظهراً لبطن ومن جانب إلى 
جانب كتقلب الحيّة علئ الرّمضاء وذلك لكثرة شدائده وعظمة مصائبه. 

قوله: (إنَّ الله قد استخلص الوّسل لأمره) أي جعلهم خالصين لأمره فارغين عمًا سواه 
بالمجاهدات النفسانيّة والتأييدات الرّيَانيّة ثمّ استخلصهم واستخصّهم حال كونهم مصدٌّقين 
بالمعجزات الظاهرة والبراهين ماهر م ارصم لأمر الله وفراغهم عن غيره وقرّبهم منه في 
إنذاره وتخويفه عن العقوبات الدّنيويّة والأخرويّة وبالجملة انخذهم أوَّلاًنجيّاً وجعل لهم من عنده 


ل" 


8 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
مكاناً عليّاً م اتتخذهم رسولاً نبياً. وفيه رد على مَن جعل الفسقة الكفرة صاحبين للخلافة قابلين 
للنيابة. فقد ظهر مما ذكرنا أنَّ ومصدّقين» حال عن المفعولء ومتعلّقه محذوف وأنَّ الباء فى قوله 
يذلاك واسيت التضديق أ الاميتشااض: .وآن ذلك بإضارة إل المذكور آزلاً ران ذف لذرهة متعلى 
. بالمصدّقين أو باستخلصهم وَأنّ النذر بمعنئ الإنذار كما فى قوله تعالى «نكينف كان عذابى 
ونذر»! 5 أي إنذاري. ْ ْ 

قوله: «وإن من أمّة إلا خلا فيها نذير6 7 أي مضئ والنذير المنذر. والإنذار: هو الإبلاغ مع 
التخويفء وإِنّما خض النذير بالذّكر لأنَّ احتياج الناس إلئ الإنذار أشدٌ وأقوئ. 

قوله: (تاه مَن جهل) أي تحيّر في دين الحنٌّ وضلٌ طريقه مَن جهل إمامه ولم يعرف حجّته 
واهتدئ إليه مَن أبصره وعرفه؛ ثمّ أشار إلى أنَّ سبب الجهل ذهاب البصيرة وسبب ذهابها عدم 
التدبّر إذ بالتدبّر يتنرّر البصائر ويتعرّف الضمائر ويتميّز الح عن الباطل. 

قوله: (واتّبعوا آثار الهدئ) فى بعض النسخ «آيات الهدئ» والمراد بالآثار: آثار الأئمّة من 
العقائد والأعمال والأقوال والأفعال والأخلاق, وبالآيات: الأئمّة . 

قوله: (لأنهم علامات الأمانة والتّقى) الأمانة: خلاف الخيانة وهي مصدر قولك أمن الرّجل 
أمانة فهو أمين إذا صار كذلك. هذا أصلها ثم سمي ما تأتمن عليه صاحبك أمانة ومنه أمانة الله 
تعالى وهى دينه الى أوحاه إلئ رسوله؛ والتقى والتقوي واحد: وهى ملكة تحدث من ملازمة 
الكأموراف بر اعقداك التديةاكور نهاك سرجه ملظ الننس :عن هيراك اننا هرات 
الموت وشدائد يوم القيامة» وعلامة الشيء ما يعرف به ذلك الشيء والأئمّة طلي علامات يعرف 
بهم حدود الدّين والتقوئ وأركانهما وشرائطهما وكيفيّة الوصول إليهما. 

قوله: (واعلموا أنّهِ لو أنكر) المقصود منه أنَّ من أنكر واحداً من الأئمة أو أزاله عن موضعه فهو 
لم يؤمن بالله وبرسوله. 

قوله: (اقتضّوا الطريق بالتماس المنار) قصّ الأثر واقتصّه: إذا تبعه» يعنى اتبعوا الطريق الإلهيّة 
والسنّة النبويّة بطلب الأئمّة ومتابعتهم. 

قوله: (والتمسوا من وراء الحجب الآثار) أي اطلبوا آثار الأئمّة من آل الرّسول من وراء حجب 
ظلمانيّة نسجتها عناكب قلوب الجاحدين وضربتها أيدى شبهات المعاندين فإن طلبتموها 





اباشورة لقف 1 
؟ ‏ قوله: #9 إلا خلا فيها نذير» حتئ الهنود وأهل الصين وجميع الامم غير بنى إسرائيل وإن لم نعرف أسماءهم 
كما لا تعرف أسماء سائر أهاليهم. (ش) 


باب معرفة الإمام والرد اليه 5 


ووجدتموها تستكملوا أمر دينكم الذي أنزله الله تعالى علئ نبيكم وتؤمنوا بربكم فمّن لم يطلب 
آثارهم ولم يقتد بأطوارهم لم يؤمن بالله العظيم ولا برسوله الكريم حيث أنكر ما أنزل إليه من آيات 
خلافتهم وبيّنات إمامتهم. 

الاصل: 

-عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد, عن محمّد ابن الحسين ابن 
صغير عمّن حدّثه» عن ربعئٌ بن عبد الله عن أبي عبد اللهطة أنّه قال: أبئ الله أن بُجري الأشياء إلا 
بأسباب» فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرحاً وجعل لكل شرح علماً وجعل لكل علم 
بابأ ناطق عرفه من عرفه وجهله مَن جهله؛. ذاك رسول الل عيلة 2" 

* الشرح: 

قوله: (أبئ الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب) هذه قاعدة مطّردة!"' فى الأشياء الممكنة كلّها 
حتئ ينتهي الأسباب إلئ مَن لا سبب له. وإن شت أن تعرف ذلك بمثال فنقول: إنَّ مافي الاإنسان 
ويُسمّئ في الشرع بالقلب تارة وبالصدر تارة وبالنفس الناطقة أخرئ جوهر روحاني متوسّط بين 
العالمين :والكلك:والملكويقه كأنة نهابة :هذا وبذاية الك يو ثر فيما دونه ويعائر عم اقوقه فهو سدرلة 
أرض يتكوّن فيه أنواع المخلوقات علئ صورها المثاليّة أو بمثابة مرآة منصوبة يجتاز عليه أصناف 
صور المصنوعات وتنتقش فيه صور بعد صور ولا يخلو دائماً عنها ومداخل هذه الآثار المتجدّدة 
فيه إِمّا من الظواهر كالحواس الخمس أو من البواطن كالخيال والفكر وغيرهما من الأخلاق 
النفسائيّة فدائماً يحصل فيه أثر من الخارج أو من الدَّاخل فدائماً ينتقل من حال إلئ حال فثبت أَنّه 
دائماً مح الخواذت الإدراكيّة وموضوع للأحوال النفسانيّة وهذه الحوادث والأحوال التى هي 





.187 / ١ -الكافي:‎ ١ 
قوله: «هذه قاعدة مطّردة» قال صدر المتألهين: هذه مسألة مهمة لا أهم منها لأن القول بالعلة والمعلول مبنئى‎ - ١ 
جميع المقاصد العلميّة ومبنئ علم التوحيد والربوبية والمعاد وعلم الرسالة والإمامة وعلم النفس وما بعدها وما‎ 
قبلها وعلم تهذيب الأخلاق والسياسات وغير ذلك وبإنكار وتمكين الإرادة الجزافية كما هو مذهب أكثر العامة‎ 
(يعني الأشاعرة المنكرين للسبب المجوزين للترجيح من غير مرججح) تنهدم قواعد العلم واليقين. انتهئ. مثلاً إذا‎ 
لم يكن السبب لم يعلم الطبيب أن سوء المزاج يوجب المرض وأن الدواء الفلاني يوجب علاجه وهذا يبطل علم‎ 
الطب ولم يعلم الزارع أن سقي الماء وضوء الشمس علّة لنبات الزرع؛ وبطل أمر الزراعة ولم يعلم ما يجب أن‎ 
بفعل» ولم يعلم الصانع أن الحرارة تذيب الفلزات في أي درجة من الحرارة» وبطل أيضاً علم الدينلا يعلم أحد أن‎ 
الصلاة والزكاة وغيرهما أسباب للسعادة في الآخرة ولم يعلم أن اللطف في الواجب دان سيت يتان الوسان‎ 
ونصب الائمة وغير ذلك بل لم يثبت وجود واجب الوجود إذا صح وجود شىء بغير سبب. (ش)‎ 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





المسمّاة بالعلوم والخواطر لأنّها تخطر في القلب بعد أن كان غافلاً عنها محرّكات للإرادات 
والأشواق وأسباب لها وهي محرّكات للقرّة والقدرة وهي محركات للجوارح والأعضاء وبسببها 
سور لاد غيل في الخارج. وبتلك الأفاعيل يستحقٌ المدح والذّمّ والثواب والعقاب. 

بيدا لفل جو كر لحاظوو لها بطري ل رجي والخوتكه وهر تدر لا لمر .هين 
5-0 والمقدرة تحرّك العضو فيصدر الفعل من هذه المبادىء المترتبة المتسيّبة ٠كلّ‏ ذلك 
الل ور اااي اول الجاة وو كرا االو بور 
الأمبانت عن وعليا فق أسناء لاد ! مع الله الذي هو مسبّب الأسباب حيث رفع ما وضع الله 
سبحانه وعزل ما نصّبه؛ ثم لمّا كانت تلك الخواطر والأحوالات قد يكون خيراً وقد يكون شرا أو 
كانت الرغبة والعزم قد يتعلّقان بما ينبغى أن يكون وقد يتعلّقان بما لا ينبغى أن يكون وكانت القدرة 
تعلّقها بالصحيح والفاسد علئ السواء وكانت الأفعال الصادرة عن الجوارح قد تكون حسنة وقد 
تكون قبيحة؛ وكان الحسن والقبح في الأكثر مخفيّين اقتضت الحكمة الإلهيّة واللّطيفة البَيَانيّة نصب 
الرّسول والأوصياء لهداية العباد إلى سبيل الرّشاد ليهلك مَن هلك عن بيّنة وبحيئ مَن حئّ عن 
بيئّة» ومنه يظهر سد قوله عرٍّ شأنه «إِنا عرضنا الأمانة علئ السموات والأرض والجبال فأبيّن أن 
ا ا 11 جهرلا»''" 
الطاعات والعبادات وجعل لهذا السبب : ا 00 
الشرح علماً وجعل لهذا العلم بابأ ناطقاً ينطق به عرف ذلك الشرح والعلم من عرف ذلك الباب 
ومكااتي جباها رد جارس 1 والأئمة ل 0 0 
بابها). 


١‏ - قوله: «فقد أساء الأدب مع الله, هذا تعبير الشيخ محبي الدين بن عربي في الفتوحات. (ش) 

.77 : سورة الأحزاب‎ - ١ 

٠‏ - قوله: «جعل لهذا السبب شرحاً» إذ ليس السبب أمراً مجملاً مبهماً بل له شرائط كما ترئ في الأدوية لعلاج 
المرضئ يشترط في العمود الذي به العلاج أن ينضم إليه أدوية أخرئ تسهل جذبه أو بكسر عاديته ويشترط أن 
يراعيئ فيه الوقت والأغذية التي تناسبه ولا تنافيه وحركة أو سكون أو نوم وغير ذلكء وكذلك أسباب العبادات 
والأمور الشرعية فيها شرائط يشترط فى تأثيرها. وبيان هذه التفاصيل شرح الأسباب ولابد أن يكون في الوجود 
علم وعالم بها. (ش) 


باب معرفة الإمام والرد اليه ١١‏ 


* الأصل: 

محمد بن يحيئ» عن محمد بن الحسين. عن صفوان بن يحيئ, عن العلاء ابن زرين» عن 
محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرنظة يقول: كلّ مَن دان الله عرّ وجل بعبادة يجهد فيها نفسه 
ولاإمام لهامن الله فسعيه غير مقبول وهو اصال متحية والله شانيم لأغماله ومكلة كمثل فناة ضلت 
عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومهاء فلمًا جنّها اليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها. 
فحنت إليها واغترّت بهاء فباتت معها فى مربضهاء فلمًا أن ساق الرّاعى قطيعه أنكرت راعيها 
وقطيعها فهجمت متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترّت بهاء 
فصاح بها الرّاعي ا(لحدى برايف ويطك زا لزانو مدر عن رامسداكة وانخا لت تيت 
000 تائهة لا راعي لها يرشدها إل مرعاها أو يردّها؛ فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب 
ضيعتها فأكلها؛ وكذلك والله يا محمّد مَن أصبح من هذه الأمّة لا إمام له من الله عر وجل ظاهر عادل 
أصبح ضالاً تائهاً وإن مات علئ هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق» واعلم يا محمّد أن أئمّة الجور 
وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضَلُوا وأضلُواء فأعمالهم الّتى يعملونها كرماد اشتدّت به الريح 
في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد )١7‏ 

الشرح: 

قوله: (كلّ مَنْ دان الله بعبادة ): أي أطاعه بهاء والدّين الطاعة. 

قوله: (يجهد فيها نفسه) في المغرب جهده حمله فوق طاقته من باب منع وأجهد لغة قليلة. 
والجهد: المشمّةة والمعنئ يكلف نفسه مشقّة فى العبادة وتحمّلها. 

قوله: (ولا إمام له من الله) أي من قبل الله تعالئ واختياره سواء كان له إمام باختيارهم أم لم يكن. 

قوله: (فسعيه غير مقبول) لأنَّ العمل لله تعالئ لا يتصرَّر إلا بتوسّط هاد مرشد إلئن دين الله 
وشرائطه وكيفيّة العمل به. والعامل المعتمد برأيه أو بإمام اختاره لنفسه وإن قصد الصلاح في 
عمله واجتهد فيه فإنّه يقع في الباطل فيحصل انحراف من الدَّين وضلال عن الحقٌّ فيضيع العمل 
ووخبر العدع كدان الخوارع والعامّة العادلين عن العترة الطاهرين وإليهم يشير قوله تعالى: قل 
هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاة اْذين ضلٌ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنْهم يحسنون 
صُنعاً» الآية. 


قوله: (والله شانئ لأعماله) أي مبغض لها لوقوعها لا علئ وجه أراد؛ والشناءة مثل الشناعة 





م١ -الكافي:‎ ١ 


حك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


البغض. وشّنِىءَ الرّجل فهو ومشنوءٌ أي مبغض. ومعنئ بغضه تعالئ للعمل عدم قبوله مع ذمٌ 
عامله وطرده عن رحمته وثوابه الموعود له. 

قوله: (ومثله كمثل شاة) انطباق هذا التمثيل علئ الممثّل له ظاهر فإِنَّ هذا الّجل ضلَّ عن 
راعيه وقطيعه وهو الإمام الحنٌّ ومّن تبعه فتحيّر وحن فى ظلمة الشبهات إلى قطيع وراع وزعم أنه 
ال 0 ات و ال سيد ا 
براعيه الحقٌّ فيتحيّر ويريد أن يلحق بكلّ فرقة حشرت ا نك اثائه الحن 
براعيك الذي حننت إليه وهو متردّد تائه حتّئ تأخذه الزّبانية وتجرّه إلى جهنم 

قوله: (فهجمت ذاهبة وجائية يومها) الهجوم: الدّخول ويومها بتقدير في معمول للهجوم أو 
الذّهاب علئ سبيل التنازع. 

قوله: (واغترّت بها) أي غفلت بها عن طلب راعيها أو خدعت بهاء والفِرّة بالكسر: الغفلة تقول 
منه اغتررت بالرجل. وتقول أيضاًاغترٌ بالشىء إذا خُدع به ووجه الغفلة والخدعة أنّها لم تفرق في 
ظلمة اليل بين راعيها وراعى هذا القطيع. 

قوله: (فلمًا أن ساق الرّاعي قطيعه أنكرت راعيها) أي فلمًا أن ساق الرّاعي عند طلوع الفجر 
وانكشاف الظلمة قطيعه عرفت أنه ليس راعياً لها. 

قوله: (ذَعِرةٌ) أي خائفة من الذّعر بالضم وهو الخوف والفزغ. 

قوله: (وبيئنا هى كذلك إذا اغتنم الذئب) قال ذ فى النهاية: أصل (نيتاة مين فاكنييت الفتحة 
تعارت الما رفاك كا هدوقي فا ونان مد المقانها ناويك نان | قن جحلل مل فل فز فاغل 
ومبتدأ وخبر ويحتاجان إلئ جواب يتخ به المعنئ» والأفصح فى جوابهما أن لا يكون فيه إذ وإذا 
وقد جاء فى الجوا كثيراً يقول: بينا زيد جالس دخل عليه عمرو وإذ دخل عليه وإذا دخل عليه. 

قوله: (ضيعتها) الضيعة بالفتح والسكون: الهلاك؛ تقول: ضاع الشيء بضيع ضيعة أي هلك. 

قوله: (طاهر ) معناه بلا نقطة طاهر عن الرّجس ومعها ظاهر وجوده سواء ء كان شخصه ظاهراً أم 
لمن يكن أو ظاهر شخصه ولو في بعض الأوقات لبعض الأشخاص أو غالب علئ جميع الخلق في 
العلم والعمل أو معين لهم في الدَّين وبالجملة ظهوره لا ينافي غيبته لأنّه ظاهر من وجه وغائب من 
وجه اخر كالشمس من فوق السحاب والنور من وراء الحجاب. 

قوله: (ميتة كفر ونفاق!١١)‏ أمّا الكفر فلأنّه لم يؤمن ومّن لم يؤمن فهو كافر والإسلام لا ينافيه. 


0 ات ان 0 أمثال يي ل ا ا 


باب معرفة الإمام والرد اليه ١‏ 





وأمًا النفاق فلأنّه أقرّ لسانه بجميع ماجاء به الرسول وأنكر قلبه أعظمه. مضمون هذا الحديث متفق 
عليه بين الأمّة ولكن لبعضهم مزخرفات يضحك منها شفاه الأيّامم ويستنكف عن تحريرها لسان 
الأقلام. 

قوله: (قد ضَلوا وأضلّوا) أي ضاعوا وهلكوا لعدو لهم عن طريق الحنٌّ وأضاعوا وأهلكوا مَن 
تبعهم إلى يوم القيامة لإخراجهم عنه فعليهم وزرهم ووزر من تبعهم مع أنه لا ينقص من أوزار 
التابعين شيء. 

قوله: (فأعمالهم) تضمين للآية الكريمة وهى قوله تعالئ «مثلٌ الّذين كفروا برهم أعمالهم 
كرماد اشتدّت به الريح 6 الآية» يعني أعمالهم التي تعجلؤنها مك العتم:والساذة :و الميلاقة 
وصلة الرّحم وإغاثة الملهوف وغير ذلك مثل رماد اشتدّت به الرّبح وحملته وطيّرته في يوم 
عاصف أي شديدة ريحه» ووصف اليوم بالعصف: وهو اشتداد الرّيح للمبالغة كقولهم نهاره صائم. 
لا يقدرون يوم القيامة مما كسبوا من أعمالهم على شيء لحبوطه فلا يرون له أثراً من الثواب وذلك 


- شىء منها على غير أئمتناطليكغ . قال صدر المتألهين فك في رد مّن زعم أن أولي الأمرهم الخلفاء وأن الحديث 
المتفق عليه من رسول اله المشهور بطرق متكائرة أنه قال: «الخلفاء أو الأئمة بعدى اثنا عشر كلّهم من قريش» 
وقوله وي «لا يزال الإسلام عزيزاً أو هذا الدين كانه حتئ يقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة» وما يجري 
مجراه لا ينطبق علئ خلفاء بنى أمية وأمثالهم وأن رسول الله رأئ نزو القردة على منبره وأوّله ببنى أمية وهم 
الشجرة : الملعونة في القرآن ثم حكيئ الصدرت في ما حكئ من قصصهم أخبار الوليد بن يزيد وولوعه بالمنكرات 
وهم هشام بقتله فر منه وكان لا يقيم بأرض خوفاً على نفسه وبويع له بعد هشام بالخلافة ومن استهتاره أنه 
اصطنع بركة من خمر وكان إذا طرب ألقئ نفسه فيها ويشرب منها حتئ يتبين النقص ن فى أطرافها ومن أخباره أنه 
واقع جاريته وهو سكران وجاءه المؤذنون بالصلاة فحلف لا يصلى بالناس إلا الابيت نباب وكرت رلك 
بالمسلمين وهى سكرئ متلطخة بالنجاسات علئ الجنابة قال وحكئ صاحب الكشاف أن الوليد تفأل يوماً فى 
المصحف فخرج له قوله تعالئ ل« فاستفتحوا وخاب كل جبار عنيد» فمرّق المصحف وأنشا يقول: ١‏ 

اللوسوعة سحا مار ين تنححيها نت ةحبار تين 

اذاماجثت ربك يوم حشر فقل يارب مزرّكنى الوايد 
فاجمع أهل دمشق علئ قتله فلما دخلوا عليه في قصره قال: يوم كيوم عثمان فقتلوه وقطعوا رأسه وطيف به فى 
دمشقء ثم قال صدر المتألهين: فانظروا يا أهل العقل والإنصاف هل يستصح ذو مسكة أن يمال: إن رسول الله عا 
يقول لا يزال الإسلام عزيزاً والد, بن قائمأ ماوليهم اثنا عشر رجلاً من أمثال هؤلاء الخلفاء من الشجرة الملعونة 
انتهئ كلامه. وبالجملة لابد لهم من أمرين إما أن ينكروا صحة الحديث عن رسول ال ويه وها :أن يظليوا الأقا 
عشر فى غير الخلفاء المشهورين ولا يمكن الأول بعد نقل البخارى وسائر أصحاب الصحاح فلابد من 
الثاني.(ش) ١‏ سورة ابراهيم : 18 . 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
يعني ضلالهم مع حسبانهم أَنْهم يحسنون هو الضلال البعيد لكونهم في غاية البعد عن طريق الحقٌّ 
فقد شبّه أعمالهم في سقوطها وحبوطها لبنائها علئ غير أساس من الويمان بالله وبرسوله 
وبالأئمّة يك بالرّماد المذكور في عدم إمكان ردّه بعد ما طيّرته الرٌّياح العاصفة. 

الاصل: 

4 الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن محمّد بن جمهرر. عن عبد الله بن عبد 
الرّحمن, عن الهيثم بن واقد. عن مقرن قال: سمعت أبا عبد اللهقة يقول: جاء ابن الكوّاء الى أمير 
المؤمنين .39 فقال: يا أمير المؤمنين «وعلئ الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم)؟ فقال: نحن 
علئ الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم؛ ونحن الأعراف الذي لا يُعرف الله عرّ وجل إلا بسبيل 
معرفتناء ونحن الأعراف يعرّفنا الله عرِّ وجل يوم القيامة علئ الصراط, فلايدخل الجنّة إلا مَن عرفنا 
وعرفناه ولا يدخل النار إلا مَن أنكرنا وأنكرناه إن الله تبارك وتعالئ لو شاء لعبّف العباد نفسه ولكن 
جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتئ منه. فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرناء 
فإنهم عن الصراط لناكبون, فلا سواء مَن اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عبيون 
كدرة يفرغ بعضها فى بعض وذهب من ذهب إلينا إلئ عيون صافية تجرى بأمر ربّها؛ لا نفاد لها ولا 
انقطاع 57 

* الشرح: 

قوله: (أء بن الكوّاء) عبد الله بن الكواء من رجال أمير المؤمنين ليذ خارجي ملعون 

قوله: (وعلئ الأعراف رجال) قال في الصّحاح: العُرف والعُرّف: الرّمل المرتفع وهو مثل عسر 
وعسّر وكذلك العرفة والجمع عُرَف وأعرافء ويقال: الأعراف الذي في القرآن سور بين الجنّة 
والثار. 

قوله: (نعرف أنصارنا بسيماهم) خصّ الأنصار الذَّكر مع أَنْهم يعرفون أعداءهم أيضاً بسيماهم 
للتنبيه علئ أنَّ معرفة الأنصار وإعانتهم في ذلك المقام أهمٌ وأقدم من معرفة الأعداء وإهانتهم. 

قوله: (ونحن الأعراف) والأعراف هنا والعرفاء: جمع عريف وهو النقيب نحو الشريف 


(0 


.1815 / ١ -الكافي:‎ ١ 
؟ - قوله: «خارجي ملعون» قال صدر المتألهين: اسمه عبد الله وهو من جملة رؤساء الخوارج الذين خرجوا على‎ 
أمير المؤمنين ك3 حين جرئ أمر الحكمين اجتمعوا بحرورا من ناحية الكوفة ورأسهم عبد الله بن الكواء, وعتاب‎ 
بن بن الأعور وزيد بن عاصم المحاربي وابن زهير البجلى المعروف بذى الثدية وكانوا يومثل اثنل عشر ألفأً أهل‎ 

صلاة وصيام ‏ إلى اخر ما قال. (ش) 


باب معرفة الإمام والرد اليه ١‏ 


والأشراف والشهيد والشهداء. 

قوله: (ونحن الأعراف يعرّفنا الله تعالى) يعرّفنا بالتشديد أي يجعلنا عرفاء على الصراط وممًا 
يؤْيّده قول أمير المؤمنين ليه فى نهج البلاغة «وإِنّما الأئمّة قوام الله على خلقه وعرفاؤه علئ عباده 
لايدخل الجنّة إلا مَن عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا مَن أنكرهم وأنكروه) قال شارح النهح: 
العرزرف#النقيي. أو يتحملنا ذا متعرفة رأوثبائنا واغنداتناعلن الضراظط»والخقضود أن أها كل عضر لا 
يدخلون الجئّة إلا بمعرفة إمامهم من العترة ة الطاهرةطييك معرفة حنٌّ ولايتهم وصدق إمامتهم ومعرفة 
الإمام لهم بالتصديق والمتابعة» وبيان الحصر من وجهين: أحدهما أنَّ دخول الجنّة لا يمكن لأحد 
من هذه الأمّة إلا باتباع الشريعة النبويّة ولزوم العمل بها ولا يمكن ذلك إلا بمعرفتها ومعرفة كيفيّة 
العمل بهاء ولا يمكن ذلك إلا ببيان صاحب الشريعة والقائم بها وإرشاده وتعليمه. وذلك لا يمكن 
إلا بمعرفة المأموم الإمام وحمّيّة إمامتهم وصدق ولايته له ليقتدى به. ومعرفة الإمام للمأموم 
ليهديه؛ فإذن دخول الجنّة متوقف علئ معرفة الإمام للمأمومين ومعرفتهم له. 

وثانيهما: أن معرفة الأئمّة ومعرفة حمَّيّة إمامتهم وصدق ولايتهم ركن من أركان الدّين ولا يدخل 
الجنّة إلا مّن أقامه. ومن عرفهم كذلك وجب معرفتهم له بذلك. وقال بعض شرّاح النهج: واعلم أنه 
لا يشترط فى معرفتهم لمحبّيهم ومعرفة محبّيهم لهم المعرفة الشخصيّة العينية بل الشرط المعرفة 
على وجه كلّى وهو أن يعلم أذَّكلٌ مَن اعتقد حمّيّة إمامتهم واهتدئ بما انتشر من هديهم فهو وليّهم 
ومقيم لهذا الرّكن من الدّين فيكونون من يتولأهم علئ هذا الوجه ومن يتولآهم عارفاً بهم لمعرفته 
بحميّة ولايتهم واعتقاد ما يقولون وإن لم يشترط المشاهدة العينيّة والمعرفة الشخصيّة» وفيما ذكرنا 
دفع لما يتوهّم من أنَّ كثيراً من الشيعة لهؤلاء الأئمّة ئة ومحبّيهم لا يعرفهم الأئمّة ولا يرون 
أشخاصهم هذا بيان للكليّة الأولئ. وأمًا ببان الكليّة الثانية وهي قوله «ولا يدخل النار إلا مَن 
أنكرنا وأنكرناه» فهو ما أشار إليه شار ح النهج من أنَّ دخول الجنّة مستلزم لمعرفتهم ومنحصر فيه 
وكل واحد ممّن يدخل الجنّة عارف بهم وذلك يستلزم أنه لا واحد ممّن يدخل الجئّة بمنكر لهم 
ا 0 
لا يجوز أن يكون أعمّ ممّن يدخل الثار أمّا أولآًء فللخبر المشهور «مّن مات ولم يعرف إمام وقته 
فقد مات ميتة جاهليّة) فقد دل هذا الخبر علئ أنَّ إنكارهم مستلزم للميتة الجاهليّة المستلزم 
لدخول النار. 

أمَا ثانياً: فلأنّه لوكان أعمّ لصدق علئ بعض من يدخل الجنّة فبعض المنكر لهم يدخل الجنّة 
فينعكس بعض من يدخل الجنّة منكر لهم. وقد مرّ أنه لا واحد ممّن يدخل الجنّة بمنكر لهم هذا 


و 


ال شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





خلاف. وكذلك لا يجوز أن يكون أخص وإلا لصدق علئ بعض من يتولأهم ويعترف بصدق 
إمامتهم أنه يدخل النار لكن ذلك باطل لقول الرَّسو لوه ويحشر المرء مع مَنْ أحبٌّ وقد ثبت 
أنهم ك8 بحشرون إلئ الجنّة فكذلك من أحبهم واعترف بحمَّيّة إمامتهم ودخول الجنّة مع دخول 
الثار ممًا يجتمعان فثبت أنه لاواحد ممّن يحبّهم ويعترف بحمَّيّتهم يدخل الثّار فقد ظهرإذن صدق 
هذه الكلْيّة أيضاً ووجه الحصر فيها. 

قوله: (إنَّ الله تعالئ لو شاء لعرّف العباد نفسه) كما عرّف الأنبياء نفسه ولكن لم يشأ ذلك لعدم 
قابليّتهم له بل جعلنا أبواب معرفته بما يليق به من الحكم الإلهيّة وأسرار التوحيد وجعلنا صراطه 
في دينه من الشرائع والأخلاق والسياسات وسبيله إلى جنّته. وبيان مقاماتها ودرجاتها والوجه 
الْذي يؤتئ الله سبحانه من ذلك الوجه. وقد مرّ توضيح ذلك ويشتمل علئ جميع ذلك قوله يه 
وأنا مدينة العلم وعلئّ بابها). 

قوله: (لناكبون) نكب عن الطريق ينكب نكوباً من باب نصر أي عدل. 

قوله: (فلا سواء من اعتصم الناس به) ضمير المجرور راجع إلى من وإفراده باعتبار لفظه وإن 
كان معناه متعدّداً والمقصود نفى المساواة بين جماعة اعتصم الناس بهم وجعلوهم أئمّة في أمر 
مبدئهم ومعادهم ومعاشهم بل بعضهم صراط الحقٌّ وهم العترةيكه وبعضهم صراط الثار وهم 
أولياء الشيطان. 

قوله: (ولا سواء حيث ذهب الناس ) لا سواءٌ تأكيد لما سبق و «حيث» تعليل لنفى المساواة. 

قوله: (إلى عيون كدرة) أى غير صافية من الكدر خلاف الصفو وقد كدر الماء دوك نيد 
كدر وكدر أيضاً مثل فخذوه وفخذ ويفرغ صفة لهاء يقال: فرغ الماء فراغاً مثل: سمع سماعاً أي 
انصتٌ وأفرغته أناء والمراد بتلك العيون شبهات أئمّة الجور ومخترعاتهم الّتى أحدثوها وعاونوا 
بعضهم بعضاً في اختراعها وإحداثها وفى وصفها بالفراغ لا وصف صاحبها بالإفراغ تنبيه على 
غزارتها وكثرتها. 

قوله: (إلئ عيون صافية) متعلّق بذهب الأرّل أي مَن ذهب إلينا ذهب إلى عيون صافية هي 
النواميس الإلهيّة والأسرار البّبانيّة والأحكام الفرقانيّة التي تجري بأمر ربّها فى قلوب صافية تقيّة 
نقيّة مقدّسة مطهرة عن الغبن والرّين ثمّ تجري منها إلئ قلوب المؤمنين وصدور العارفين إلئ يوم 
الدّين بلا نفاد ولا انقياد بخلاف الشبهات الزائلة والمخترعات الباطلة فإنّها إذ لا أصل ولا مادّة لها 
تنقطع يوماً ما. 

الاصل: 


باب معرفة الإمام والرد اليه /ا١‏ 


٠‏ الحسين بن محمّد؛ عن معلّى بن محمّد عن على بن محمّد. عن بكر بن صالح. عن الرّيان 
بن شبيبء عن يونسء, عن أبى أيوب الخرّان عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفرلية: يا أبا حمزة 
يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلاً وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض. فاطلب 
لنفسك دليلة )١(‏ 

* الشرح: 

قوله: (وأنت بطرق السماء) المراد بطرق السماء طرق معرفة الله تعالئ ومعرفة أسرا 
وتوحيده ومعرفة عالم الغيب؛ ووجه زيادة الجهل به ظاهر لأنَّ المراحل المعقولة أخفئ والشبهات 
الوهميّة والخياليّة والتسويلات النفسانيّة والشيطانيّة فيه أقوئ من المراحل المحسوسة فإذا احتيج 
في الأظهر إلئ دليل فالأخفئ أولئ بالاحتياج إليه» وإنّما عبّر عن المعرفة بطرق السماء'"! للدّلالة 
علئ رفعة قدرها وتعظيم شأنها. 

* الأصل: 

١‏ -عليٌ بن إبراهيم» عن محمّد بن عيسئ. عن يونس. عن أيُوب بن الحرّ عن أبي بصير. عن 
أبي عبد الهاي في قول الله عرّ وجل: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراكثيراً»؟! فقال: لاع 
ةا 7 

* الشرح: 

قوله: (طاعة الله ومعرفة الإمام) إِنّما نسب المعرفة إلئ الإمام والطاعة إلئ الله لأنَّ معرفة الإمام 
مستلزمة لمعرفة الله وطاعة الله تعالئ مستلزمة لطاعة الإمام» فيرجع الكلام إلئ أنَّ الحكمة طاعة الله 
وطاعة الإمام ومعرفتهما فتكون المعرفة إشارة إل الحكمة النظريّة والطاعة إلئ الحكمة العمليّة. 

*: الاصل: 


.1814 / ١ -الكافي:‎ ١ 

١‏ - قوله: : «عبّر عن المعرفة بطرق السماء» قد مرّ في تضاعيف الشرح إطلاق السماء عاد عالم المجؤواتة: تراجع 
الفهرست الموضوع آخر الجزء ء الرابع والرواية في بيان مفاسد ترك اتباع المعصومين فى الدار الآخرة وفى أحكام 
الشريعة وإنفاذها بيد الإمام المعصوم حكم دنيوية ومصالح في معاش الناس خصوصاً المعاملات والسياسات 
والاخلال بها والإعراض عنها يوجب فساد الدنيا أيضاً لكنها من جهة أنها مجعولة و يو 
وتركها عصيان يوجب فساد الآخرة على المكلّف. وقلنا: إن المدينة الفاضلة علئ ما بيّنها أبو نصر الفارابى 
يكون الأمير فيها الحكيم العادل العارف بما يجب وقلنا: ا 0 
غير فاضلة من المدن الجاهلة بأقسامها وقد ذكرها أبو نصر فى كتابه. (ش) 

سورة البقرة: 19 . ؛ -الكافي: ١‏ / 160. 


١١‏ محمّد بن يحيئ, عن عبد الله بن محمد عن علئٌ بن الحكم. عن أبان عن أبى بصير قال: 
قال لى أبو جعفرنظةِ: هل عرفة إمامك؟ قال: قلت: إي والله قبل أن أخرج من الكوفة فقال: حسبك 
0 

* الشرح: 

قوله: (إي) بكسر الهمزة من حروف التصديق ولا يستعمل إلا مع القسم. 

قوله: (حسبك إذن) حسبك بمعنئ يحسبك ويكفيك. و «إذن» من حرف المكافأة والجواب 
وإذا وقف عليه قيل «إذا» وهو كذلك فى بعض النسخ, ولمّا أخّر بطل عمله وهو نصب المستقبل 
حسبك إذن للدّلالة على أنْ معرفة الإمام مستلزمة لمعرفة جميع المعارف الحمّة وأصل لجميع 
العلوم الصادفة فمعرفته كافية لذوى البصائر الكاملة. 

الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيئا, عن أحمد بن محمّد, عن محمد بن إسماعيل. عن منصور بن يونس». 
عن بريد قال: سمعت أبا جعفرئظُةِ يقول فى قول الله تبارك فلار ا حو 


فبحفلنا لماتور. / يمشى به فى الناس 4" فقال: : ميت لا يعرف شيئاً «ونوراً ب يمشى به فى الناس) 
إماماً يه 2 دن 
» الشرح: 


قوله: (أومّن كان ميّتا) يعنى أو مَن كان ميّتا بالجهالات والأخلاق الدقيونة أو بكونه فى المرتبة 
الهيولانيّة فأحبيناه بالكمالات العقليّة والأخلاق المرضيّة والقوانين العدليّة والقوّة العملية(؟), 
وجعلنا له إماماً كالنور الساطع بمشى بهدايته في الناس والعيضي الداتيوققة الك الأسرار الإليثة 
والأنوار اللأهوتيّة كمن مثله في ظلمات الجهالة وموت الضلالة وهو باق فيها وليس بخارج منهاء 


. 177 : سورة الأنعام‎  ؟‎ .186 / ١ -الكافي:‎ ١ 

.1806 / ١ "'_الكافي:‎ 

قوله: «والقوانين العدليّة والقرّة العملية قد علم أن التشريع وإنفاذ الأحكام غير مفوّض إلئ الناس عند الشيعة 
فجاعل القوانين هو الله تعالئ ومبلّغها الرسول ويه ومجريها هو والأئمة المعصومون المنصوبون من قبله ولا 
يرتاب عاقل فى أن هذا هو القول الحق لا قول مَّن يذهب إلئ أن إجراء حكم الله مفرّض إلئ إمام جاهل فاسق غائر 
في الظلمات ليس بخارج منها ولا قول من جعل التشريع من وظائف الناس المختلفين الجاهلين بحكم الأفعال 
ومصالحها والبعيدين عن مراعاة العدالة فى طوائف الأمم المعتنين بمنافع أنفسهم غير مبالين بمّن سواهم. ركن): 


باب معرفة الإمام والرد اليه 5 


وليس له إمام عادل ليبلغ بنور هدايته إلئ أوج الكرامة» فالآية علئ هذا التأويل نزلت في الشيعة 
ومخالفيهم. 

الاصل: 

١5‏ الحسين بن محمّد؛ عن معلئ بن محمّد. عن محمّد بن أورمة ومحمد بن عبد الله. عن 
على بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير, عن أبي عبد الله يه قال: قال أبو جعفراظة: دخل أبو عبد 
الله الجدلي علئ أمير المؤمنين ىه فقال]9#: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عنَّ وجعلٌّ: «مَنْ جاء 
الحتداكله ع ياوم فن ذ برينا امتر' ومَنْ جاء بالسيّئة فكبّت وجوههم فى النار هل 
تُجزون إلا ماكنتم تعملون74''؟ قال: بلئ يا أمير المؤمنين ججعلت فداك, فقال: الحسنة معرفة 
الولاية وحبّنا أهل البيت والسيّئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيتء ثم قرأ عليه هذه الآية !"أ 

* الشرح: 

قوله: (دخل أبو عبد الله الجدلى ) اسمه عبيد بن عبد, وقد يقال: عبيد الله بن عبد الله وهو من 
الأولياء ومن خواضّه وأوليائه ائة. والجدلي بالجيم والتحريك: منسوب إلئ جديلة حمئٌ من طىّ 
وهى اسم أَمّهم. 

قوله: (فكبّت وجوههم في النار) كبّه لوجهه: أي صرعه فأكبٌ هوء ومسجىء الإفعال من 
المتعدّى للازم كما هنا من النوادر. 

قوله: (فقال: الدسنة معرفة الولاية) الظاهر أنه لم يرد حصر الحسنة والسيّئة بما ذكر, بل أراد أنَّ 
هذه الحيتة والسكقة أكمل أفراذ :هد ين الحسبيو» بد ليل أن كل نتسلة تفرضن وكل سنلفة تفرفن 
فهما داخلان تحتهما:وفرعان لهما. 





.186 / ١ ؟-الكافى:‎ . 4١0 -سورة النمل: هلى‎ ١ 


شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب فرض طاعة الأئمة 

الأصل: 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم. غن انيه عن حمّاد بن عيسئ» عن حريز. عن زرارة؛ عن أبى جعفر نيه قال: 
ذروة الأمر وسنامه وباب الأشياء ورضا الرّحمن تبارك وتعالئ الطاعة للإمام بعد معرفته. ثم قال: 
إن لله تبارك وتعالئ يقول: لمَنْ يُطع الرّسول فقد أطاع الله ومَنْ تولّى فما أرسلنّاك عليهم 
1 الل 

* الشرح: 

قوله: (الطاعة للإمام بعد معرفته) طاعة الإمام عبارة عن التصديق بإمامته والإذعان بولايته 
والاقرار بتقدّمه علئ جميع الخلق بأمره تعالئ. والمتابعة لأمره ونهيه ووعظه ونصيحته. ظهر وجه 
المصلحة أم لم بظهرء وهى ذروة أمر الاإيمان من حيث أنّها أعظم أركانه وأعلاها وأشرفها وأسناها 
وسنامه من حيث شرفها وعلوّها بالنسبة إلئ سائر أركان الإيمان مع ملاحظة أنّْها بمنزلة المركب 
بوصل راكبها إلى سائر منازل العرفان. ومفتاحه من حيث أنه ينفتح بها أقفال أبواب العدل 
والإحسان وباب الأشياء والشرائع النبويّة والأسرار الإلهيّة من حيث أنه لا بجوز لأحد الدّخول في 
الذيق تقاهة ا نافنوييعية التقين الا بالوضوق الهدحيا والتكو ف عل غنتهاء ورفياء الوحمن 
تبارك وتعالئ من حيث أنها توجب القرب إليه والزّلَئ لديه والاستحقاق لما وعده للمطيع من 
الأخوا يدن النؤانى الخريل 6و هذا علرن سي الانيها زا والتشبية الى لا حي علق 
العارف بالفرحة خسين.موقعه ولظافة موضعة وإتما قال وبعد:معرقتة) للعسيه علئ أن أصل امغرققة 
تعالئ أفضل منهاء كيف لا وهي أصل لها؟ وإن كان كمال المعرفة إِنْما يحصل بهاء وبالجملة نظام 
القلاعة من اديع افطل ا المعرلة ركنا نيا انعرف بوكر كع نظام الطاعة. 

قوله: (ثمٌ قال: إنَّ الله تبارك وتعالئ يقول) هذا بمنزلة التأييد لما مر والدّليل عليه حيث عد 
طاعة الرّسول نفس طاعته تعالئ ومن البيّن أنْ طاعة الإمام نفس طاعة الرّسول لموله تعالى 
«أطيعوا الله وأطيعوا البّسول وأولى الأمر منكم»! '' فطاعة الإمام نفس طاعة الله تعالئ» ومن هنا 
ظهر أيضاً تقدّم معرفته علئ طاعة الإمام. 


دشيور الا 0 ١‏ _الكافى: ١‏ / 186. 
*" - سورة النساء :09 . 


باب فرض طاعة الأئمة 6١‏ 


قوله: (حفيظاً) أي حافظاً لهم عن التولي والإعراض وإِنّما عليك البلاغ. 

” الاصل: 

١‏ -الحسين بن محمّد الأشعري. عن معلّئ بن محمد عن الحسن بن على الوشاء. عن أبان بن 
عثمان؛ عن أبي الصباح قال: أشهد أنّي سمعت أبا عبد الله ليه يقول: أشهد أن علياً إمام فرض الله 
طاعته وأنَّ الحسن إمام فرض الله طاعته وأنَّ الحسين إمام فرض الله طاعته وأنَّ علي بن الحسين 
إمام فرض الله طاعته وأنَّ محمّد بن على إمام فرض الله طاعته.7١)‏ 

* الشرح: 

قوله: (قال: أشهد أنْى سمعت) أتى بالشهادة ليفيد أن المنقول خبر قاطع لاعتبار التوافق بين 
القلب واللّسان فى الشهادة ولترويجه لأنّ الشهادة بمنزلة الخلف: 

قوله: (فرض الله طاعته) دلّ علئ ماهو الحٌ الثابت الذي ره هن أن الامامة بالنص لا 
باختيار العبد كما حقق فى موضعه. 

* الأصل: ْ 

اوبهذا الأساف عن على رن موحكد »من الحسين رن عل قال حدها حكاة زم عفبان عن 
بشير العطّار قال: سمعت أبا عبد الله لكا بقول: نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمّون بمَن لا 
يعذر الناس بجهالته (") 

* الشرح: 

قوله: (وأنتم تأتمّون بِمَن لا يعذر الناس بجهالته) فيه بشارة للعارفين وانداز الجاطلية والجراة 
بالناس إِمّا مّن آمن بالله وبرسوله لما مرّ من أَنَّ معرفة الأئمّة إِنّما يجب عليه وأمًا مَن لم يؤمن بهما 
فَإِنّما الواجب عليه أصالة هو الإإيمان بهما ثم الإيمان بهما يقتضى الاإيمان بهم آم جميع الناس 
حتئ المنكرين لله والرسول فإِنّْهم كما لا يعذورن بجهالتهما كذلك لا يعذرون بجهالة الإمام هذا 
فيمن بلغه التبليغ وفي غيره لو تحمّق مشكل' ". 





.187/ ١ "'-الكافى:‎ .187 / ١ -الكافي:‎ ١ 
قوله: «وفي غيره لو تحقق مشكل» إشارة إلئ أن تحقق من لم يبلغه التبليغ ممتنع عادة لشهرة دعوئ‎ - ٠ 
النبي يي والقرآن وظهور الآيات بعد الاعتراف بالنبى ييهُ فاحتمال إمامة غير المعصومين غير ممكن لظهور‎ 
فسقهم. قال صدر المتألهين: قال علامتهم التفتازاني في شرح المقاصد بهذه العبارة: إن ما وقع بين الصحابة من‎ 
المشاجرات علئ الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور علئ ألسنة الثقات يدل بظاهره علئ أن بعضهم قد‎ 
جاوز عن الطريق بالظلم والفسق وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك والرئاسة والميل‎ 


١6‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

* الأصل: 

0 -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن محمّد بن سنان, عن أبي خالد القمّاط؛ عن أبى 
الحسن العطار قال: سمعت أبا عبد الله له يقول: أشرك بين الأوصياء والدّسل في الطاعة ١ )١(‏ 

* الشرح: 

قوله: (أشرك بين الأوصياء والوّسل في الطاعة) أشرك يحتمل الأمر والتكلّم وفيه دلالة علئ أنَّ 
طاعتهم واحدة لأنَّ الظاهر في الشركة أن يتعلّق بشىء واحد ويحتمل أن يراد به التلازم بين طاعة 
الُسل وطاعة الأوصياء. ْ 

الأصل: 

1 أحمد بن محمّد؛ عن محمد بن أبي عمير» عن سيف بن عميرة» عن أبي الصباح الكناني 
قال: قال أبو عبد اللهلية: نحن قوم فرض الله عر وجل طاعتناء لنا الأنفال» ولنا صفرٌ المال» ونحن 
الراسخون في العلم ونحن المحسودون الّذين قال الله: «9أم يحسدون الناس علئ ما آتاهم الله من 
فضل »057 

* الشرح: 

قوله: (لنا الأنفال) تقديم الخبر للحصر والأنفال: جمع النفل بالسكون وقد يحرّك وهو الرّيادة, 
حتفي ترافل الساداك أنه اند فلن الفزانسن بو المرافدنها كل بها كاناامين الأ باد معت 





- إلى اللذات والشهوات إذ ليس كل صحابي معصوماً ولاكل مَن لفئ النبي عله بالخير موسوماً إلا أن العلماء 
لحسن ظنهم بأصحاب رسول الكة قد ذكروا لها محامل وتأويلات يها يليق أو ذهبوا الى أنهم محفوظون عما 
يوجب التفسيق والتضليل صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة سيّما المهاجرين 
متهم والأنضاز والميشرين بالثواب في دار القرار وأما ماجرئ بعدهم من الظلم علئ أهل بيت النبي ييُةُ فمن 
الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ومن الشناعة بحيث لا اشتباه علئ الآراء يكاد تشهد به الجماد والعجماء ويبكي 
له الأرض والسماء وتنهدم منه الجبال وتنشى له الصخور ويبقى سوء عملهم علئ كر الشهور ومر الدهور فلعنة 
لله علئ مّن باشر أو أمر ورضئ أو سعئ ولعذاب الآخرة أشد وأبقئ, فإن قيل: فمن علماء المذهب من لم يجوّز 
اللعن علئ يزيد مع علمهم بأنّه يستحق ما يربو علئ ذلك ويزيد قلنا تحامياً علئ أن يرتقي إلئ الأعلئ فالأعليئ 
كما هو شعار الروافض علئ ما يروئ في أدعيتهم ويجري في أنديتهم فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوام 
بالكليّة طريقاً إلى الاقتصاد في الاعتقاد بحيث لا يزال الإقدام عن السواء ولا يضل الإفهام بالأهواء وإلا فمّن الذي 
لا يخفئ عليه الجواز والاستحقاق وكيف لا يقع عليه الاتفاق. انتهت عبارته بالفاظه. (ش) 

١-الكافى: ١‏ /1837. ” -سورة النساء: 61 . 

. ١ الكافي:‎ ١ 


باب فرض طاعة الأئمة ١0‏ 


بالنبئ يبْيْةُ فى حياته مثل الأرض التى باد أهلها والأرض الموات التي لا أرباب لها إلى غير ذلك مما 
عد في موضعه وهي بعده للإمام لة. 

قوله: (ولنا صفو المال) أي خالصة؛ ولعلّ المراد بها صفايا ملوك أهل الحرب وقطايعهم وغير 
ذلك ممّا يصطفئ من الغنيمة مثل الفرس الجواد والثوب المرتفع والجارية الحسناء والسيف الفاخر 
ونحوها. 

قوله: (ونحن الرّاسخون في العلم) الممدوحون في القرآن الكريم بقوله تعالئ #لكن 
الزاتسكرن تتى العلم سيم والسؤمتوة وتمنوة دما احل :ايك !١!*‏ «الاية بوم لعفا 
9والرّاسخون فى العلم يقولون آمتا» 7" 

قوله: (ونحن المحسودون) الحسدٌ أن يرئ الدّجل لغيره نعمة فيتمئّئ أن تزول منه وتكون له. 

قوله: (علئ ما آتاهم الله من فضله) «من» يحتمل أن تكون ابتدائيّة وأن تكون بيانيّة, والمراد 
بالفضل حينئذٍ الحكمة الإلهيّة وإيجاب طاعة الخلائق لهم. 

الأصل: 

أخمد بن محمّد. عن علي بن الحكم؛ عن الحسين بن أُ, بي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد 
لهل قولنا في الأوصياء أنَّ طاعتهم مفترضة قال: فقال: نعم هم الذين قال الله تعالئ: « أطيعوا الله 
ا ا سر سي 





0 

قوله: (إنّما وليِكم الله) قد مرّ شرحه مفضّلاً فلا نعيده'*. 
١‏ - سورة ل عمران : لا. ١‏ - سورة المائدة : 66 . 
“ - سورة الاعراف : 05 . : -الكافي: ١‏ / /ا18. 


0 قوله: : «مفضّلاً فلا نعيده» لكن لا نرئ الجواز عن هذا الموضع حتئ ندفع شبهة تختلج ببال كثير من الناس 
حتئ عوام الشيعة من عموم قوله تعالئ « وأولي الأمر منكم» حيث استدل العامة به علئ وجوب إطاعة 
امرائهم الجائرين والجواب أن إجماع أهل الإنصاف والعلم من المسلمين أهل السنّة والشيعة وسيرتهم من صدر 
الاسلام إلئ زماننا علئ عدم إرادة المطلق من هذه الكلمة ولذلك خالفوا عثمان ولم يطيعوا أوامره حتئ حاصروه 
وقتلوه وكان فيهم طلحة وهو من العشرة العية عندهم وعائشة زوج النبي ءيةُ كانت تحرّض علئ قتله وبعده 
خالف الحسينءظة ولم يطع أمر يزيد حتئ قتلوه يرا وخالف تجماعة من أهل الكرفة زاف معاوية وزيا حفر 
قتلواء وخالف ابن الزبير ملوك بني مروان وخالفت الخوارج بعده؛ وهذه السيرة المستمرة تدل علئ تقييد ولى 
الامر بشىء ء مثل كونه عادلاً آمرأً بالحق أو ممّبِعاً لأحكام الشرع ومنقاداً لرأي العلماء أصحاب الحل والعقد. ولا 


١6‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
الأصل: 
4 وبهذا الاسناد» عن أحمد بن محكذ: عن معمرين خلاة قال: سأل.رجلٌ فارسرة أب 
الحسن نه فقال: طاعتك مفترضة؟ فقال: نعم قال: مثل طاعة علئ بن أبى طالبنقة. فقال: 
١ 1 01)‏ 
00 
تعالى. أو مثلها فى الوتبة 0 
* الأصل: 
4 وبهذا الإسناد. عن أحمد بن محمّد, عن على بن الحكم, عن علي بن أبى حمزة» عن أبي 
بصيرء عن أبى عبد اللهِةِ قال: سألته عن الأئمّة هل يجرون فى الأمر والطاعة مجرئ واحدأ؟ قال: 
7 , 
* الشرح: 
قوله: (في الأمر والطاعة) لعل المراد بالأمر أمر الخلافة الإمامة أو أمر الشرائع والحكمة. 
ويحتمل أن يكون العطف للتفسير. 
* الأصل: 


- يعقل أن بكون رجا جافل بحرم فل الدرري بالقرآن ومع ذلك يوجب إطاعة الخليفة في قتل سادات بني 
على نْجْة فإنهما متناقضان لا يمكن أن يأمر بهما الله تعالى» والذي نذهب إليه نحن معاشر الإمامية أن الله تعالئ إذا 
أمر بإطاعة الرسول فمراده الرسول الذي أرسله حقيقة وله علئ دعواه بيّنة لاكل مَن يدعي الرسالة» وكذلك أولو 
الأمر هم الذين نصّبهم للأمركما أن اطاعة العلماء ء بمعنولا العلماء الذين يخبرون عن الله وأوليائه بتبليغ دينه الحق 
بذليل أن الأميز اذا أو جب علئ الناس إطاعة الولاة والنواب والقضاة فمراده مَن نضَّبهم لاكل من أدعئئ النيابة أو 
تسلط عليهم بغير نصبء وزعم بعض العصربين من المنتحلين إلئ العلم أن الحكومة الدستورية المسماة عند 
أهل زماننا بالديمقراطية داخل في أولي الأمر الذين يجب إطاعتهم لأن الناس التزموا بالعهد أن يطيفرا فازمهم 
الوفاء بالعهد - وسياأتى أن شاء الله كلامنا في هذا النوع من المدينة - واستدل بأن الناس في غزو مؤته أَمّروا عليهم 
خالد ابن الوليد ورجع خالد بهم ولم ينكر عليهم رسوله الي فعلهم وهو خارج عن محل البحث لأن الرسول 
واللإمامين بعدهغري كانوا بنصبون الولاة من قبلهم ويرسلون الجنود ويجعلون عليهم أميرا أو يجوزون لهم اختيار 
أمير واطاعتهم في الحقيقة إطاعة الرسول أو الإمام والنواب والعمال الذين ربما يخطئون مع كونهم منصوبين 
أيضاً ولا يجب علئ اتباعهم إطاعتهم إذا علموا بخطائهم والكلام فى الإمام الاصل. (ش) 

.181/ / ١ :يفاكلا_؟١ /ا18.‎ / ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب فقرض طاعة الأئمة ١6‏ 


٠‏ -وبهذا الإسناد. عن مروك بن عبيد. عن محمّد بن زيد الطبرىّ قال: كنت قائماً على رأس 
الرَّضائكةٍ بخراسان وعنده عدّة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسئ بن عيسئ العبّاسى فقال: يا 
إسحاق! بلغني أنّ الناس يقولون: إنا نزعم أن اناس عبيد لناء لا وقرابتي من رسول اليف ما قلته 
قط ولا سمعته من آبائي قاله. ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله؛ ولكتّي أقول: الناس عبِيدٌ لنا في 
الطاعة, موال لنا في الدَّين. فليبلّغ الشاهد الغائب.!١)‏ 

* الشرح: 

قوله: (لا وقرابتي) فإن قلت قد صرّحوا بأنّه لا يجوز الحلف بغير الله تعالئ كالكتب المنزلة 
والأنبياء والأئمة والقرابة ونحوهاء ودلٌ عليه قول الصادقء9ة «لا يُحلف بغير الله» قلنا: لعلّ 
التصربح والنهي في الدّعاوي؛ وأمّا في غيرها فالظاهر أنه يجوز إذا كان له شأن ومنزلة؛ كيف لا؟ 
وقد وقع ذلك في كثير من الأدعية. 

قوله: (ما قلته قط) فإن قلت ففى هذه الثلاثة لا يدل علئ عدم صدور هذا القول عن أحد من 
الأئمّة» قلت: صدوره عنه يستلزم سماعهطظةٍ أو بلوغه إليه فما ذكره ه من باب نفى الملزوم بانتفاء 
اللآزم. ١‏ 

قوله: (عبيد لنا في الطاعة) يعنى وجب عليهم طاعتناكما وجب علئ العبد طاعة السيّد. فهم 
عبيد لنا بهذا الاعتبار لا بالمعنئ المعروف. وإطلاق العبد علئ التابع شائع كما يقال: فلان عبد 
للشيطان وعبد لهواه. 

قوله: (موال لنا في الذَّين) المراد بالموالي هنا: الناصر كما فى قوله تعالئ ذلك بأنَّ الله مولى 
الذين آمنوا». 

قوله: (فليبلغ الشاهد الغائب) فيه ترغيب فى نشر الحديث. وتجويز للعمل بخبر الواحد. 
وحصر فائدة النقل في حصول التواتر خلاف الظاهر. 

الاصل: 

١‏ - عي بن إبراهيم؛ عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير» عن أبي سلمة؛ عن أبي عبد 
اللهية قال: سمعته يقول: : نحن الذين فرض الله طاعتناء لا يسع الناس إلا معر فتناء ولا يعذر الناس 
بجهالتناء مَن عرفنا كان مؤمناء ومن أنكرنا كان كافرً. ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتّى 
يرجع إلئ الهدئ الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت علئ ضلالته يفعل الله به 





.8 -الكافي:‎ ١ 


لمنلا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
مانشاء 17) 

* الشرح: 

قوله: (مَن عرفنا كان مؤمناً) قسّم الناس علئ ثلاثة أقسام: الأَوّل: مَن عرف ولايتهم وهو مؤمن 
بالله وبرسوله. والثاني: مَن أنكرها وهو كافر بهما حيث ابر اعظم بها خاء به الؤسول وضلا من 
أصوله. والثالث: مَن لم يعرفها ولم ينكرهاء بل هو ساكت متوقّف وهو ضالٌ؛ وحال كل واحد من 
الأرّلينَ ظاهر وأمّا الأخير فهو فى المشيّة إن لم يرجع إلئ الهدئ الذي هو طاعة الإمام. 

الاصل: 

علي عن محمّد بن عيسئ» عن يونسء عن محمّد بن الفضيل قال: سألته عن أفضل ما 
يتقرّب به العباد إلئ الله عرَّ وجلء قال: أفضل ما يتقرّب به العباد إلئ الله عزّ وجل طاعة الله وطاعة 
رسوله وطاعة أولى الأمر قال أبو جعفري#ة: حبّنا إيمان وبغضنا كفك !"ا 

#الشرح: 2 

قوله: (أفضل ما يتقرّب به العباد إل الله تعالئ طاعة لله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر) 
بعنى الامام له وكلٌٌ واحدة من هذه الطاعات عين اللأخرئ بقياسات راجعة إلى الضرب الأرّل من 
الشكل الأوّلء ووجه أفضليّتها أنَّ كلّ ما عداها ممّا يتقرّب به مندرج تحتها كما لا يخفئ على 
المتأمّل. 

قوله: (حُبّنا إيمان وبغضنا كفر) الحمل علئ سبيل المبالغة وذلك لأنَّ حبّهم جزء أخير من 
الايمان فإذا تحمّق تحمّق الايمان وإذا تحمّق ضِدٌَّه وهو البغض تحمّق الكفر, وإن لم يتحمّق هذا ولا 
ذاك تحمّق الضلالة والتحيّره وهو القسم الثالث المذكور في الحديث السابقء وإنّما يذكره هنا لظهور 
الفاسيطة يون الى بز المي 

الأصل: 

١‏ محمّد بن الحسن, عن سهل بن زياد. عن محمّد بن عيسئء عن فضالة ابن أيوب» عن 
أبان» عن عبد الله بن سنان» عن إسماعيل بن جابرء قال: قلت لأبي جعفر ناف : أعرض عليك ديني 
الذي أدين الله عرّ وجلٌ به؟ قال: فقال: هات قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له 
وأنَّ محمّداً عبده ورسوله والاقرار بما جاء به من عند الله وأنّ علياً كان إماماً فرض الله طاعته ثمّ 
كان بعده الحسن إماماً فرض الله طاعته؛ ثم كان بعده الحسين إماماً فرض الله طاعته. ثم كان بعده 


١-_الكافى: ١‏ / /ا18. ؟ _الكافي: ١‏ / /ا18. 


باب فرض طاعة الأئمة 5 


عل بن بالحسين إماماً فرض الله طاعته ‏ حتّئ انتهئ الأمر إليه ثم قلت: أنت يرحمك الله. قال: 
فقال: هذا دين الله ودين ملائكته )١(‏ 

» الشرح: 

قوله: (وحده لا شريك له) تأكيد للسابق أو المراد به نفى أن يكون له مشارك في الات 
والفسقات والرجية لانن بدو لبانق لقي الةامسيعة اس د عير 

قوله: (وأنَّ محمّداً عبده ورسوله) ذكر العبوديّة مع أنَّ الآسالة مستلزمة لها بياناً للواقع 
وتصريحاً بما هو من أفضل الكمالات البشريّة وإنّما قدَّمها علئ الرّسالة لتقدّمها عليها في الواقع 
كما 

قوله: (والإقرار بما جاء به من عند الله) فى العطف مناقشة يمكن دفعها بأن يجعل الواو بمعنئ 
مع أو يقدَّر الخبر وهو حقٌّ أو لازم أو نحو ذلك. 

قوله: (حتّئ انتهئ الأمر إليه) أريد به أمر الخلافة والإمامة» أو أمر الطاعة أو أمر الدّين أو علم 
ابائه الطاهرين. 

قوله: (ثمٌ قلت: أنت) أي أنت إمام. 

الاصل: 

4 - علي بن إبراهيم؛ عن أبيه عن ابن محبوب. عن هشام بن سالم؛ عن أبي حمزة, عن أبي 
إسحاق. عن بعض أصحاب أمير المؤمنين:2ة قال: قال أمير المؤمنينن2ة: اعلموا أنّ صحبة العالم 
واتّباعه دين يدان الله به وطاعته مكسبة للحسنات؛. ممحات للسيّئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة 
فيهم في حياتهم وجميل بعد مماتهم "ا 

* الشرح: 

قوله: (صحبة العالم) أي صحبة العالم الّئاني واتباعه فى طريقه وسلوك سبيله دين وطريق 
يطاع الله تعالئ به وطاعته آلة لكسب الحسنات ومحو السيّئات وذخيرة للمؤمنين تنفعهم يوم 
الدّين ورفعة فيهم في حال حياتهم بها يرتفعون إلئ المقامات العالية و (جميل) أي ذات صورة 
حسنة وزينة كاملة لهم بعد موتهم. ولم يقل جميلة كما قال «ذخيرة» لأنه أجرئ علئ الفعيل بمعنئ 
الفاعل حكم الفعيل بمعنئ المفعول كما في قوله تعالئ إن رحمة الله قريبٌ من المحُسنين »("ا 
وفي بعض النسخ المصحّحة «مكتسبة) من الاكتساب و«ممحية) و«حبل) بدلا من جميل. والحبل 





.188 / ١ "-الكافى:‎ .188 / ١ -الكافي:‎ ١ 
: 67: سورة الاعراف‎ "7 


١4‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


التونوالغيك: والميفاق:والامان: 

الأصل: 

محكد بن سعاعيلة عرز المصل بو شباداد» عن صعواد بن بحي عن متصور بن بحارم 
قال: قلت لأبى عبد الله هه : إِنَّ الله أجل وأكرمر فين أن يرف يسلقة: بل الخلق يُعرفون بالله. قال: 
صدقكة قلت: إن كن عرف أن لريا تقد .يبد له أن يعرف أن لذلك الاكارضا وسخطاء واله: لا 
سرف برقا وسكطه سكن ١‏ موسر نه ل أنه الرطى تيوق اله اندطلت لزه اذا 
اهن عرف الهح الححةة وان لوم الطاعة المتترعنة,بقفلك للناس: البس'تشلموة أن رسول الل علاة 
كان هو الحجّة من الله علئ خلقه؟ قالوا: بلى. قلت: فحين مضئ ييه مَن كان الحجّة؟ 

قالوا: القرآن» فنظرت في القرآن فاذا هو يخاصم به المرجئ والقدريّ والزنديق لا يؤمن به حتئ 
يغلب الرجال بخصومته. فعرفت أن القرآن لا يكون حجّة إلا بقيّم فما قال فيه من شيء كان حمّاً. 
فقلت لهم: من قيّم القرآن؟ قالوا: ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة يعلم, قلت: كله؟ 
قالوا لا. فلم أجد أحداً يقال: إِنّه يعلم القرآن كله إلا علياً صلوات الله عليه وإذاكان الشيء بين القوم 
فقال هذا: لا أدرى وقال هذا: لا أدري وقال هذا لا أدريء وقال هذا أنا أدري فأشهد أنَّ علياً كه 
كان قيّم القرآن وكانت طاعته مفترضة وكان الحجّة علئ الناس بعد رسول اللهييّة ون ما قال في 
القرآن فهو حي فقال رحمك الله. فقلت: إِنَّ عليَاةٍ لم يذهب حتّئ ترك حجّة من بعده كما ترك 
رسول الله ييه وأنَّ الحجّة بعد على الحسن بن على؛ وأشهد علئ الحسن أنّه لم يذهب حتّئ ترك 
حجّة من بعده كما ترك أبوه وجدّه وأنّ الحجّة بعد الحسن الحسين وكانت طاعته مفترضة. فقال: 
رحمك الله فقبّلت رأسه وقلت: وأشهد علئ الحسين أنه لم يذهب حتئ ترك حجّة من بعده على 
الحسية وكانت طاعته مفترضة فقال: رحمك الله وقلت: وأشهد علئ علئٌ بن الحسين أنه لم 
ا لو 4 وي ل كو 
قلت: أعطني رأسك حيَّئ أقبّله. فضحكء قلت: أصلحك الله قد علمت أن نَ أباك لم يذهب حتى 
كرله سكة من عله كما ترك أبوه: وأشنية رانك اكلك :نيكم الححة وأنّ طاعتك مفترضة:؛ فقال: كف 
رحمك الله قلت: أعطني رأسك أقبّله فقبّلت رأسه فضحك وقال: : سلني عمّا شئت. فلا أنكرك بعد 
الوم . 

الشرح: 





.8/١ -الكافي:‎ ١ 


باب فرض طاعة الأثمة ل 





قوله: (إن الله أجلّ ) قد ذكر هذا الحديث بهذا السند إلئ قوله «فقلت إِنَّ علياةِ لم يذهب حتّى 
ترك حجّة من بعده» فى باب الاإضطرار إل الحجة وإِنّما أعاده هنا لبقيّة دلت على فرض طاعة 
الامام ونحن ذكرنا شرحه ثمّة ولكن لأباس أن نشير هنا إلى ما يناسب بعض السوابق ق(١.‏ فنقول: إِنَّ 


١‏ -قوله: دلا بأس أن نشير هنا إلئ ما يناسب بعض السوابق» هو مأخوذ من صدر المتألهين عليه الرحمة في 
شرح الحديث السادس من باب الرد الو اكات والسئّة من كتاب فضل العلم نقله الشارح كما هو دأبه 00020 
ونحن نورد كلام الصدرت ونضيف إليه شيئاً للتوضيح بين الهلالين وهو نعم الكلام جامع لأكثر الأصول الحكميّة 
قال الصدر: إن الأقياء الكلة والتعنية هن كلها متنيية عن السيت الأول جل اشمه الذى يعسيب نه كل :مؤجرد 
ممكن ويتشعب منه كل عين وأثر وينتشر منه كل علم وخبر وكل ماعرف سببه من حيث ما يقتضيه ويوجبه 
فلابد وأن يعرف ذلك الشيء ء علماً ضرورياً دائماً (من قوله وكل ما عرف سببه محذوف من كلام الشارح ومعناء 
أن مّن عرف العلّة من حيث هي علّة لزمه المعرفة بالمعلول) ما من شيء إلا وينتهي فى سلسلة الحاجات إليه 
تعالئ (فالواجب تعالئ عالم بكل شيء سواء كان كلياً أو جزئياً ولا يصح قول من زعم أنه تعالئ ليس عالماً 
بالجزئيات وأيضاً هو عالم بكل جوهر وعرض وبكل مافي أذهان الناس ويختلج في ضمائرهم لأنكل علم وخبر 
ينتشر منه وهو علة لخواطر الضمائر) وإلئ الأوائل الصادرة عنه (أي العقول فهى أيضاً عالمة بكل شيء) وإذا 
دفيك الاينيات والمسببات انتهت أوائلها إلى مسبب الأسباب (فالعقول محتاجة إلئ الواجب تعالئ ولا تستقل 
بالتأثير بل هي وسائط كالنار للحرارة والشمس للضوء) وانتهت ت أواخرها الئ الجزئيات الشخصية فكل كلّي 
وجزئي ظاهر عن ظاهريته الأولئ (بدّله الشارح بقوله صادر عن الأول جل اسمه) وقد تحقق في العلوم الحقيقية 
بالبرهان اليقيني أن العلم بسبب الشيء ء يوجب العلم به فمن عرف ذاته تعالئ بأوصافه الكماليّه ونعوته الجلالية 
وعرف الأوائل والغايات من العقول القادسة (هي أوائل باعتبار وغايات باعتبار) ومنها الثواني والمدبرات 
النفسانية (الثواني هي المدبرات والعطف للتفسير) والمحرّكات السماوية (وهي النفوس السماوية أو الملائكة 
المحرّكة للسماوات) للأشواق الإلهيّة والأغرافن الكلية الحقلكة بالمناداك الدائمة والكسلك السكمرة م غير تور 
ولغوب وأعياء في الدب (حذف الشارح قوله أعياء في الدؤب) الموجبة لأن يترشح عنها صور الكائنات (بدّله 
الشارح بقوله: والأجرام العلوية المؤثرة فى العالم السفلى يمر الخالق وكلام الصدر عبن إذ نشي الناثير الي 
النفوس المحرّكة ونسب الشارح الئ الجرم العلوي) فيحيط علمه بكل الأمور وأحوالها علماً برئياً عن التغير 
والشك والغلط فيعلم من الأوائل الثواني ومن الكليات الجزئيات المترتبة عليها وهذه طريقة الصدّيقين في معرفة 
الأشياء المشار إليها في قوله تعالئ «أولم يكف بربك أنه علئ كل شيءٍ شهيد» ع خرارااة اد عور 
صفاته ومن صفاته أوائل أفعاله (وهي العقول) ومن الأوائل الثواني (وهي النفوس) وهكذا حتئ علموا الكلّيات 
ومن الكليات الجزئيات ومن البسائط المركبات فعلموا حقيقة الانسان وأحوال النفس الانسانية وما يزكيها 
ويكملها ويسعدها ويصعدها الئ عالم القدس والربوبية ومنزل الأبرار والمقرّبين ومايدنسها ويرديها ويشقيها 
لم اك مامحو وم ا ا ا و ا 
حال علوم الأنبياء والأولياء ومّن يسلك منهاجهم كما في قوله تعالئ «اقل هذه سبيلي ادعو الئ الله عليئ بصير 

ومَنْ ا ار تو مرو اك 1 1 سياف ا كا 


١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





الأنور الميكنة والاشياء الكليّة والجزئية كلها مسيّية عن السبب الأول جل اسمه. الذي يتسيّب 
عنه كل موجود ويتشكب عنه كل عين وأثر وينتشر منه كل علم وخبر. 

وما من شىء إلا وينتهى فى سلسلة الحاجة إليه وإلئ الاوائل الصادرة عنه. واذا رتبت الأسباب 
والميقات انيت أرائلها لك مسي الأسباب وأنتهت أواخرها إلئ الجزئيّات الشخصيّة فكلّ 
كلَّى وجزئي صادر عن الأرَّل جل اسمه؛ وقد تحمّق في العلوم الحقيقية بالبراهين ٠‏ اليقينية أن العلم 
بسبب الشىء يوجب العلم بذلك الشيء علماً ضرويّاء فمّن عرف ذاته بالأوصاف الكماليّة 
والنعوت الجلاليّة وعرف الأوائل والغايات من العقول القادسة ومنها الثواني والمدبّرات النفسانيّة 
والمحرّكات السماويّة للأشواق الالهيّة والأغراض الكليّة بالعبادات الدَّائمة والنسك المستمدّة من 
غير لغوب ولا فتور والأجرام العلويّة المؤثرة في العالم السفلي بأمر الخالق يحيط علماً بجميع 
الأمور والأحوال علماً بريئاً عن الشك والتغيّر والغلط فيعلم من الأوائل الفواني ومن الكليات 
الجزئيّات المترتبّة عليهاء وهذا طريقة الصدّيقين فى معرفة الأشياء المشار إليها في قوله تعالى 
أولم يكف برك أنه على كلّ شيء شهيد» فإنّهم عرفوا الله أوّلاً وعرفوا صفاته ومن صفاته أوائل 
أفعاله ومن الأوائل الثوانى وهكذا حبَّن علموا الكليّات ومن الكليّات الجزئيات ومن البسائط 
الى كات رعاحوا شقن الاق وأخر ان الشوين: الانعاقة رجا جر كنا وهنا كلها وسفن 
ويصعدها إلى عالم القدس والرُبوبيّة ومنزل الأبرار والمقرّبين وما يدسّها ويرديها ويشقيها يهويها 
إلئ أسفل السافلين ومنزل الفجّار والشياطين علماً ثابتاً غير قابل للتغيّر والشك ولا محتملاً التطرّق 
لريب والوهمء وهذه حال الأنبياء والأولياء وكلٌ علم لم يحصل من هذا الطريق بل حصل من تقليد 
أو سماع أو أثر أو ظنّ فليس بالنظر إليه علم بل ظنٌّ «والظنٌ لا يغني من الحقٌّ شيئأ». 

الاصل: 

١‏ عل بن إبراهيم. عن محمّد بن عيسئ» عن يونس بن عبد الرّحمن؛ عن حمّاد. عن عبد 
الأعلى قال. سمعت أبا عبد اللهاقة يقول: السمع والطاعة أبواب الخير, السامع المطيع لا حجّة 
عليه والسامع العاصى لا حجّة له. وإمام المسلمين تمّت حجّته. واحتجاجه يوم يلقئ الله عر 


- حصل من تقليد أسماع أو ظن أو قياس فليس من الحق في شيء أن الظن لا يغني من الحق شيئاً. انتهى. . وهو 
حاو لأصول قواعد الحكماء ونقل الشارح كلامه غير ناسب له الئ قائله كما فعل كثيرأ وإن لم ننبّه عليه في 
مواضعه يدل علئ اعترافه بجميعها مع إنكاره علئ جمود بعض اتباع المشائين كما مر في تضاعيف 


باب فرض طاعة الأئمة 111 


وجل ند قال: يقول الله تبارك وتعالئ: «يوم ندعو كل أناس بإمامهه 1١7»‏ (") 

* الشرح: 

قوله: (السمع والطاعة) يعني أنْهما معاً جميع أبواب الخير لظهور أن الإمام لا يقول إلا خيراً ولا 
يأمر إلا به ونه لا يترك ما هو خير لنا إلا وهو يقول ويأمر به. 

قوله: (السامع المطيع لا حجّة عليه) لأنَّ الحجّة عليه هو اعتراض بأنّك لِمّ فعلت هذا وتركت 
ذاك؟ ولِمّ لم تسمع ولم تطع فإذا سمع وأطاع ووضع كل شيء في موضعه لم يرد عمليه ذلك 
الاعتراض. 

قوله: (والسامع العاصي لا حجّة له) لأن غاية اعتذاره في العصيان والمخالفة هي التمسّك 
بعدم العلم والسماع ولا مجال له حينئذٍ. وربما يفهم منه أن العاصي الذي لم يسمع له حجّة. ولا 
ببعد علئ تقدير تحمّقه اندراجه فى أهل التأجيج. 

قوله (وإمام المسلمين ) إذا تحمّق اللّقاء وسأل الله تعالى كلّ إمام عن رعيّته وكلّ رعيّة عن إمامها 
اتمّ الإمام حجّته عليهم وأكملها لديهم. وليس لهم هنا طريق مناظرة ولا قرَّة مناقشة عناداً وإنكاراً 
كما كان لهم في دار التكليف ودار الامتحان وعند ذلك يدعو الله تعالئ كل أناس بإمامهم. 


للبنب--ب-ببسس-سيبيبيإإيبيب يي يي ب حي 


.189 / ١ :ىفاكلا-١‎ .1/١ : -سورة الإسراء‎ ١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





باب فى أن الأئمة شهداء الله عن وجل على خلقه 

# الأصل: ْ 

١‏ على بن محمّد. عن سهل بن زياد» عن يعقوب بن يزيد, عن زياد القندي. عن سماعة قال: 
فأ أبوقيس الشققة فى وله للع وجدا “ظ فكيقه ]| ذااجهنا من كل آنه رشيية رجفا اوها الام 
شهيداً» ١7‏ قال: نزلت في أمّة محمَّديهُ خاضة؛ في كلّ قرن منهم إمامٌ منّا شاهد عليهم 
ومحمّديية شاهدٌ علينا!". 

* الشرح: قوله: (فى كلّ قرن) فى النهاية» القرن: أهل كلّ زمان وهو مقدار التوسّط فى أعمار 
أقل كل ؤمان ماخرة عن الاندران فكالة المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الرّمات في أعمارهم 
وأحوالهم؛ وقيل: القرن: أربعون سنة. وقيل: ثمانون. وقيل: هو مطلق من الرّمان. 

قوله: (شاهد عليهم) يوم القيامة بما علم منهم من خير وشرّكما أن عليهم شاهداً من الملائكة 
والأعضاء لقوله تعالئ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم لكاتو وسار 

قوله: (شاهد علينا) الظاهر أنَّ المراد بضمير المتكلّم الأئمةطيك واحتمال إرادة جميع الأمّة 
بعيد. وتحمّق هذه الشهادة أنَّ النفس القادسة النبويّة مع كونها متعلّقة بالبدن كانت مطّلعه على 
الأمورالغائبة فكيف إذا فارقة» فإنّها إذن تكون مطلعة علئ جميع أفعال الأمم من خير أو شرٌ قطعأ. 
وأمّا فائدتها فلن الناس إذا علموا أنَّ عليهم شهيداً ورقيباً وكتاباً لما يفعلون كان ذلك أدعئ لهم إلئ 
الطاعة والقربات وأمنع لهم عن المعصية والشهوات لاحترازهم عن الافتضاح فى محفل القيامة 
على رؤوس الأشهاد. 

* الأصل: 

١‏ الحسينٌ بن محمّد؛ عن معلّئ بن محمّد. عن الحسن بن على الوشّاءء عن أحمد ابن عائذ, 
عن عمر بن أذينة» عن بريد العجلئ قال: سألت أبا عبد اللهة عن قول الله عرّ وجل #وكذلك 
جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء علئ الناس »27 ) قال: نحن الأمّة الوسطئ ونحن شهداء الله على 
خلقه وحججه فى أرضه. قلت: قول الله عرّ وجلّ: «املة أبيكم إبراهيم» قال: إيّانا عنى خاصة. 
وهر سمّاكم المسلمين من نا » في الكتب التي مضت «وفي هذاء القرآنء #ليكون الرسول 
عليكم شهيداً» فرسول اللْهيَيكهٌ الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عرّ وجل ونحن الشهداء علئ الناس 


سويز الحشيا 1 ؟_الكافي: .11١ / ١‏ 
*" - سورة النور: 75. ع - سورة البفرة : .١857‏ 


باب في أن الأئمة شهداء الله عنّ وجل علئ خلقه 59( 


فمن صدَّق صدّقناه يوم القيامة» ومن كذَّب كذّبناه يوم القيامة )١(‏ 


* الشرح: قوله: (آمّة وسطاً) أي أشرف الأمم وأفضلهم وخيارهم وأعدلهم. قال فى المغرب: 
الوشطبالتحريك: اسم لعين مابين:طرقى الشنى كمركو الدّائرة وبالستكوت اشم متهم لاحل الدّائزة 
مثلاً ولذا كان ظرفاً فالأوّل يجعل مبتدءاً وفاعلاً ومفعولاً به وداخلاً عليه حرف الج ولا يصحّ 
شىء من هذا في الثاني تقول: وسطه خيرٌ من طرفه وانّسع وسطه وضربت وسطه وجلست في 
ومع الدّان وجلست فى وسطها بالسكون لا غير ويوصف بالأوّل مستوياً فيه المذكر والمؤنث 
والاثنان والجمع قال الله تعالئ: «كذلك وجعلناكم أمّة وسطأ» 7" وقد بنى منه اسم التفضيل 
فيقال للمذكر الأوسط وللمؤنّث الوسطئ. 

قوله: (ونحن شهداء الله علئ خلقه وحججه فى أرضه) لأنا نشهد لله على - جميع الخلق بما 
دانوا وما فعلوا وبتبليغ الس قال ار ار ا 
من علماء المذاهب الأربعة بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن ن عباس «أَنَّ أمير المؤمنين علي بن 
أبي طالب لظا وأولاده هم الشهداء عند ربّهم» قال ابن عباس: «هم شهداء الرُّسل علئ أَنّْهم قد 
لّوا الرّسالة ولهم أجرهم). 

قوله: (ملّة أبيكم إبراهيم ) قال المفسّرون: هي بالنصب علئ المصدر لفعل دل عليه مضمون ما 
قبلها وهو قوله تعالئ «وما جعل عليكم في الدّين من حرج»7" أي وسع دينكم توسعة ملة 
أبيكم أو علئ الإعزاء والاختصاص. 

قوله: (إيَانا عنئ خاصّة) أي إِيّانا عنى بهذا الخطاب خاصّة لا جميع الأمّة كما رُعم باعتبار أنَّ 
إبراهيم كان أبأ لرسول اللهيييةٌ وهو أب لأمّته من حيث أنه سبب لحياتم الأبديّة فإبراهيم أب لأمّته 
أو باعتبار التغليب لأنَّ أكثر العرب كانوا من ذرّيته فغلبوا علئ غيرهم, ولا يخفئ بعد هذا وقرب 
ماذكره كه 

قوله: (هو سمّاكم المسلمين) من قبل القرآن في الكتب الّتى مضت وفى هذا القرآن عطف 
ا ل 0 
وعوده إلئ ابراهيم يدفعه قوله: وفى هذا القرآن لأنّه لم يسمّهم مسلمين فيه. 

قوله: «ليكون الرّسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء علئ الناس» والمقصود هنا هو الإشارة 
الى مضمون الآية ولذا لم يذكر تمامها إحالة إلئ فهم المخاطب. واللأم في قوله #ويكون4 متعلّق 





١-الكافي: .11١ / ١‏ ؟ - سورة البقرة ١17:‏ . 
*"' - سورة الحجر: 8ل . 


بسماكم أي سمّاكم المسلمين ليكون الرّسول يوم القيامة أو فى هذه الدَّار أيضاً شهيداً عليكم 
قوله: (بما بِلّغنا) أي بما بلّغنا رسول الله عنه جل شأنه أو بما بلّغنا الأئمّة بتوسّطه عن الله جل 
شأنه والأرّل أظهر, وفيه دلالة علئ قبول شهادته لنفسه اعتماداً على عصمته كما صرّح به القاضى. 


العا الم 
قوله: (ونحن الشهداء علئ الناس) بتبليغ الؤّسل إليهم أو بالطاعة والعصيان أو بالتصديق 


قوله: (فمن صدَّق صدّقناه) أي فمن صدّقنا فى الإمامة والعقائد وفى كلّ ما نقول صدَّقناه يوم 
القيامة فيما يذدَّعيه من العقائد الكاملة والأعمال الصالحة وغيرها من الأمور النافعة الواقعة, أو مَّن 
صدّق الرّسول صِدّقناه والتعميم أولى. 

قوله: (ومن كذَّب يوم القيامة كذّبناه) هكذا : في النسخ الْتى رأيناها إلا فى واحدة إذ فيها «ومن 
كد كديا يوم القيامة» وهذا أوفق بالسابق وأظهر في المعنئ. والظرف علئ النسخ المشهورة 
متعلّق بالفعل المتأخر. 

الأصل: 

٠‏ وبهذا الاسناد» عن معلّئ بن محمّد» عن الحسن بن علىئ, عن أحمد بن عمر الحلآل قال: 
بالك ١‏ الس حاقل عن وزلء اش عو توج[ : 9 أفمو كان بعلن رتنه سن وه وكاو ع3 مده 31 
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الشاهد على رسول الَهيَبيهُ ورسول الَهعَيةٌ على بيّنة من 
010 

* التشرح: قوله: (الشاهد علئ رسول الله ) بالتبليغ وأداء حقٌّ الدّسالة. 

قوله: (علئ بيّئة من ربّه) دالّة على حقيقّة نبّته وصدق رسالته وهى الآيات والمجزات. 

الاصل: 

؛ - على بن إبراهيم» عن أبيه. عن محمّد بن أبي عمير عن ابن أذينة» عن بريد العجلي قال: 
قلت لأبى جعفرءظة: قول الله تبارك وتعالئ: «إوكذلك جعلناكم أمّة وسطأ لتكونوا شهداء علئ 
الناس ليكون الرّسول عليكم شهيد6 7 قال: نحن الأمّة الوسط ونحن شهداء الله تبارك وتعالى 
على خلقه وحججه فى أرضه. قلت: قوله تعالئ: «إيا أيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا 


.11١ / ١ -الكافي:‎ " . ١ال:دوه‎ ةروس-١‎ 
. ١837 : سورة البقرة‎ - "* 


باب في أن الأئمة شهداء الله عنّ وجل علئ خلقه ١‏ 


فك وانكار | اللقير لعلكم تتحلوة وجاهدوا في الله حنٌّ جهاده هو اجتباكم»! "١‏ قال: إيانا عنى 
ونحن المجتبون ولم يجعل الله تبارك وتعالئ في الدّين من ضيق فالحرج أشدٌ من الضيّق «ملة 
أبيكم إبراهيم » إيَاناً عنى خاصّة و «سمّاكم المسلمين # الله سمّانا المسلمين «من قبل » في 
الكتب التى مضت 9 وفى هذا» القرآن «اليكون الرسول عليكم شهيد(") علئ الناس فرسول 
الم الشهيد علينا بما بلْغنا عن الله تبارك وتعالئ ونحن الشهداء علئ الناس» فمن صدّق يوم 
القيامة صدّقناه و من كذّب كذّبناه. 8 

* الشرح: قوله: (آمة مّة وسطأً) قال الجوهرى: الوسط من كل شيء: أعدله وقال تعالى « كذلك 
وجعلناكم أمّة وسطاً» أي عدلاً. وقال ابن الأقبو 6[ ممفذلة ميحجود "فليا طوفاة ام موقا فاك 
السخاء وسط بين البخل والتبذير» والشجاعة وسط بين الجّبن والتهوّر والانسان مأمور أن يتجنب 
كل وصف مذموم وتجدّبه بالتعرّى منه والبعد عنه فكلّ ماازداد وعد | ازذاد منة قدا رايقد 
الجهات والمقادير والمعانى م نكل طرفين وسطهما وهوغاية البُعد عنهما فاذاكان فى الوسط فد 
بعد عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان. وممّا ذكره يظهر وجه تسميتهم وسطاأً ويظهر سد المثل 
المشهور «خير الأمور أوساطها». 

قوله: (نحن الأمّة الوسط) في بعض النسخ الوسطئ, وكلاهما جائز كما مد 

قوله: (اركعوا واسجدوا) أي صلَّوا من باب تسمية الكلّ باسم أشرف أجزائه. وقال القاضي: 
أمرهم بهما لأنهم كانوا يفعلونهما أوّل الإسلام وهو عندنا لم يثبت. 

اقوله: (واعبدوا ربّكم) بسائر ما تعبّدكم به أو اخضعوا وتذلّلوا له لأنّ أصل العبودية الخضوع 
والذّل. 

قوله: (وافعلوا الخير) كله مثل فعل المندوب وإغاثة الملهوف والأمر بالمعروف وتكميل 
الأخلاق إلى غير ذلك. 

قوله: (لعلكم تُفحلون) غاية للأوا مر المذكورة أي افعلوا هذه الأمور حال كونكم راجين للفلاح. 
غير متيّنين به ولا واثقين علئ العمل. 

قوله: (وجاهدوا في الله) أي جاهدوا فى سبيل الله أو لله خالصاً الأعداء الظاهرة والباطنة مثل 
الكمّار والنفس. 

قوله: (حقٌ جهاده) قال القاضي: أي جهاداً فيه حمَّاً خالصاً لوجهه فعكسء وأضيف الحيٌٍّ إلى 





.15١ 7 ١ "'-الكافي:‎ 


1 شيو أعنولن الكافي للمازندراني:ج ه 
الجهاد مبالغة» وأضيف الجهاد إلئ الضمير انّساعاً أو لأنه مختضٌ بالله من حيث أنه مفعول لوجه 
الله ومن أجله. 

قوله: (هو اجتباكم ) » أى ي اخختاركم لدينه واصطفاكم لنصرته. 

قوله: (إيانا عنى) أي إيّانا أراد بهذا الخطاب والحصر باعتبار أنَّ الارادة تعلّقت بهم أوَّلاً 
وبالذّات وإن تعلّقت بغيرهم ثانياً وبالعرض. 

قوله: (ولم يجعل الله تعالى في الدّين من ضيّق فالحرج أشدٌ من الضيّق) الضيّق بفتح الضاة 
ا ا ا 
وبيان أنَّ المراد بالحرج هنا الضيقء وإذا انتفئ الضيق في الدَّين انتفئ الحرج بطريق أولئ لأنْه أشدٌ 

من الضييق كنا تالتعرن به قله اتغالرا الا يجعلا صدره ضيّقاً حرج» ' '' إذ الصدر الحرج هو الذي لا 
يقبل شيئاً من الحقٌّ ولا يسع له لانتفاء ماهو محل له بخلاف الصد ر الضيّق إذ قد يقبل له قبولاً 
ضعيفاً لبقاء محل ما منه للحقٌّ ولعلّ الغرض من هذا التفسير هو الاشعار بأنَّ اجتباء الإمام للناس 
سبب لانتفاء الحرج عنهم إذ لهم حينئذٍ إمام هادٍ يرجعون إليه في محل المشكلات وتوضيح 
المعضلات والله أعلم. قوله: (ليكون الوُسول عليكم شهيداً) المقصود هو الإشارة إل مضمون الآية 
كما مبّ وإ فالآية: «إليكون الرّسول شهيداً عليكم 76 ". 

#* الأصل: 

0 على بن إبراهيم. عن أبيه. عن حمّاد بن عيسئ» عن إبراهيم بن عمر اليماني» عن سليم بن 

قيس الهلالي» عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: إِنَّ الله تبارك وتعالئن طهّرنا وعصمنا 

ا اي ا ا ا 
يفارقنا (4) 

# الشرح: قوله: (إِنَّ الله طهّرنا وعصمنا) أى طهّرنا عن الأدناس وعصمنا من الأرجاس كما قال 
جل شأنه: 9إِنْما يُريد الله ليُذهب عنكم الّجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً» !*) لاثفاق الأمّة إلا 
تن شد علئ أنّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام؛ والرّواييات 
الدالّة علئن ذلك من طرق العامة والخاصّة متظافرة بل متواترة وستبّين ذلك كما ينبغى فى موضعه 
اقمقةاء اله ال : 





11 مع ا‎ 0 . 8: 0 ١ 
سورة الأحزاب قود‎ 0 28 0 3 


باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهُداة /3 
قوله: (وجعلنا شهداء علئ خلقه وحجّته فى أرضه) كما قال جل شأنه «لتكونوا شهداء علئ 
الناس » وقال: #لثلا يكون للئّاس على الله حُحَة #. 
فوله: (وجعلنا مع القرآن) كما قالوَي «إنّى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى وهما لا 
يفترقان حتّئ يردا علي الخوض» وقال أيضاً «إنّى تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلْواء 
كتاب الله وأهل بيتي عترتي أيّها الناس قد بلغت إِنُكم ستردون على الحوض. فأسألكم عمًا فعلتم 
في الثقلين والثقلان كتاب الله وأهل بيتي فلا تسبقوهم ولا تُعلّموهم فإنّهم أعلم منكم؛ وسيجيء 


أيضاً تحقيق ذلك فى موضعه. 


باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهُداة 

الأصل: 

0 العا ل ل ا ا‎ ١ 
000 0 

* الشرح: 

قوله: (كلّ إمام هادٍ للقرن الذي هو فيهم) القرن: أهل كلّ زمان وإمامهم معاهد لأذهانهم فى 
قبول. انوار الله ومرشد لنفوسهم إلى سلوك سبيل الله ومنه الهداية إلئ القوانين افك ندرا 
للنوا ميس مننى اكاك والجزئيّة ئيّة وباعداده يفاض علئ النفوس هداهاء وبإعطائه ينكشف عن العقول 
عماها. 

53 0 إبراهيم. عن أبيه» عن محمّد بن أبي عمير, عن ابن أذينة» عن بريد العجلي. عن أبى 
جعفرنية في قول الله عر وجل: لإإِنّما أنت منذر ولكلٌ قوم هاد» 7(" فقال: رسول الْهع المنذر, 
ولكلّ زمان مئا هاد يهديهم إلى ماجاء به نب الله ييل ثم الهداة من بعده على 5 ثم الأوصياء واحد 

م 
* الشرح: 
قوله: (ولكلٌ زمان منا هاد) هذا التفسير واضح لا غبار فيه» قال بعض المفسّرين. لمّا قال الّذين 





١-الكافي: .15١/ ١‏ #بأسورة الرغ » ل 
"'-الكافي: .11١/ ١‏ 


1١14‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
كفروا لولا أنزل عليه آية مثل ما أنزل علئ موسئ وعيسئ قال الله تعالئ ردّاً عليهم خطاباً لنبيّه «إإنما 
أنت منذر» وما عليك إلا الإتيان بما يثبت به نبرّتك من المعجزات لا بما يُقترح عليك «ولكلٌ 
قوم هاد» أي نبئّ مخصوص بمعجزاته. أو قادر علئ هدايتهم وهو الله تعالئ, لكن لا يهدي إلا مَن 
يشاء هدايته ولا يخفئ بعده. 

* الأصل: 

الحسينٌ بن محمّد الأشعري. عن معلّئ بن محمّد. عن محمّد بن جمهور, عن محمّد بن 
إسماعيل» عن سعدانء عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهمائة: 9إِنّما أنت منذرٌ ولكلّ قوم هاد» 
فقال: رسول الله َي المنذر وعلىٌ الهادي. يا أبا محمّد هل من هادٍ اليوم؟ قلت: بلئ ججعلت فداك 
مازال منكم هادٍ بعد هاد حتّئ دفعت إليك. فقال: رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت ايه 
علئ رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية» مات الكتاب, ولكنّه حي يجري فيمن بقي كما جرئ 
فيمن مضئ !"أ 

© الشرج: 

قوله: (حشّئ دفعت) أى الهداية. 

قوله: (لو كانت إذا نزلت آية) بإذا» مع شرطه وجزاؤه وهو «ماتت الآية» وقع اسماً وخبراً 
لكانت, ثمَّ وقع المجموع شرطاً للو وجزاؤه «مات الكتاب» ولعلّه أراد بالآية النازلة على وصف 
على نيه بأنه الهادي للناس بعد الرّسول إلئ القوانين القنرغقة والأسرار الفراثة وأتيتننا عها في كلّ 
عصر إلئ قيام الساعة بقياس استثنائي محصّله لو ماتت تلك الآية النازلة على علي هه بعد موته بأن 
لا يكون بعده هادٍ ولا يكون لها بعده مصداق مات الكتاب وتعطّل لعدم من يهدي الناس إلى 
أحكامه وأسراره؛ ولكنّ التالى باطل لأنَّ الكتاب حىٌ بجرى أمره ونهيه وسائر أسراره في اللأأحقين 
إلئ قيام الساعة كما جرئ في الماضين» فالمقدّم وهو موت تلك الآية أيضاً باطل فثبت وجودها 
ووجود مضمونها بعدهع/ة فى كل عصر وكلٌ زمان إلئ قيام الساعة. 

١ الأصل:‎ 

-محمّدٌ بن يحيئ, عن أحمد بن محمّد؛ عن الحسين بن سعيد. عن صفوان» عن منصوره عن 
عبد الرحيم يم القصير, عن أبى جعفرنية في قول الله تبارك وتعالئ: اللي 5 
فقال: رسول الله عا المنذر وعلئنٌ الهادي. أما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة. 


١-الكافى: ١‏ /؟197. ات الكافى 1577 


باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 3 
* الشرح: 
قوله: (ماذهبت ) أى الهداية أو هذه الآية. 
قوله: (وما زالت فينا) يعنى ثبوت منصب الهداية أو تلك الآية فينا مستمبَّة إل ساعة القيامة 
لأنَّ علّة احتياج الناس إلئ الهادي بعد الرُسول مستمرّة إلى قيام الساعة. 





باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 

# الأصل: 

١‏ -محمّد بن يحيئ العطار, عن أحمد بن أبي زاهر» عن الحسن بن موسئ. عن على بن حسان. 
عن عبد الرحمن بن كثير قال: سمعت أبا عبد اللهقِة يقول: نحن ولاة أمر الله وخزنة علم الله وعيبة 
ون 1 

* الشرح: 

قوله: (وعيبة وحى اله)1"ا قال الجوهرىيٌ: العيبة ما يجعل فيه الثياب والجمع عِيّب مثل بدرة 


١-الكافي: ١‏ / 191. 
 "‏ قوله: وتايح شوقةا لسارت ا حرارا ري لخر طفر نارين ارارق امن اطول الخابى و1 
أبدع في هذا الشرح وبيّن أن ماورد فى كلام لمك يي من التوحيد ومسائل الأصول مباحث برهانية لا أدلة 
خطابية إقناعية للعوام كما يختلج في أذهان كثير من الناس. ونعم مافعل لأن الطباع تجعل البرهان والعقل فوق 
الخطابة ويتوهم كون الأدلة المنقولة خطابية تضعف تقدير العقلاء لمقدار الأحاديث وتجعلها دون تحقيفات 

الأوائل ويظن أن خدمة الفلاسفة الإلهبين لمعرفة الله تعالئ فوق جهد الأنبياء باستحكام الأدلة ووثاقة البراهين 

ولكن صدر المتألهين لجمعه بين الطريقين وتدبره وتعمقه في العقليات وتمهره وبصيرته في النقليات تبين له أن 
هذا وهم باطل وأن مافي الروايات والأحاديث أيضاً نوشافاكة وق غلك هن الاسيط اتات الفوية والالقاط 
الوحشية البعيدة عن متداول أذهان الأكثرين وهذا فضل ورجحان لها علئ كلام الفلاسفة لتقريبها الى عقول 
الناس فإن الأنبياء والائمة يكلّمون الناس علئ قدر عقولهم وللصدر فضل علئ من جاء بعده من الشراح فكل ما 
أتوا به مأخوذ منه أما لفظأً ومعنئ وأما معنئ فقط وأما اقتباساً وتنبهاً من مطالعة ما شرحه لما يقرب منها ولم 
فق لأحد منهم بعد هذا الحديث الذي انتهئ إليه شرح تحقيقي نظير ما سبق منهم في شرح الأحاديث السابقة 
الهم إلا ذكر وقائع تاريخية أو تفاسير لفظية أو نقل شيء بالمناسبة» وإن اتفق لبعضهم كصاحب الوافي فهو أيضاً 
مأخوذ منه في موضع آخر لإحاطته بكتب صدر المتألهين وضبط مطالبه أكثر من غيره» وقد نقل عنه 
المجلسى يِه في مرآة : العقول والبحار كثيراً بعنوان بعض المحققين وبعض الأفاضل وربما نقل ولم ينسبه اليه 
لتغييره ه بعض ألفاظه كما سبق أنموذج منه ونقل عنه الشارح في هذا الكتاب كثيراً معتمداًء وحكئ قوله الشيخ 
الأنصارى بي في النية في كتاب الطهارة بعنوان المحقق صدر الدين الشيرازي. وقال السيد فى علم الرجال 


32 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


وبدر. وقال ابن الأثير: عيبة الرّجل خاصّته وموضع سرّه والعرب تكنّى عن القلوب والصدور 
بالعياب لأنّها مستودع السرائركما أن العياب مستودع الثياب. 

الاصل: 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد. عن على بن أسباط» عن 
أبيه أسباط؛ عن سورة بن كليب قال: قال لى أبو جعفرطاهة: والله إِنا لخزَّان الله في سمائه وأرضه. لا 
على ذهب ولا علئ نضّة إلا على علمه )١١‏ 

* الشرح: 

قوله: (إِنَا لخرَّان الله فى سمائه وأرضه) أي فيما بين أهل سمائه وأهل أرضه. وإضافة الخرّان 
إلئ الله تعالئ باعتبار هم منصوبون بأمره وقوله (إلَا على علمه) بفتح الهمزة وتخفيف اللآم على 
الظاهر وبكسر الهمزة وشدٌّ اللام علئ احتمال. 

الأصل: 

6 علييٌ بن موسئ, عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد» ومحمد بن خالد البرقي» عن 
التقيو ون مويك رفدة غن ستلاني عن أنى كمقر كل قال: قلكا لذ ملت اندالك ها آلف ؟ قال تحن 
خرَّان علم الله ونحن تراجمة وحي اله وتجن الحكة انالقة غلره تعن دوق السفاء وين فون 
اونظ ا 


- المنظوم: 

| لاخر ابراهيم صدرا الأجل ١‏ في سفر الحج مريضاً ارتحل 

قدوةأهل العلم والصفاء يروي عن الداماد والبهائي 

وأخذوا عليه مآخذ لا تقدح في فضله وعدالته وصفائه منها نقله كثيراً عن عن الشيخ ابن عربي مع كونه سنّياً متعضباً 
وليس هذا قادحاً لآن جميع العلماء ء حت صاحب البحار نقلوا عن علماء العامة معتمداًكابن الأثير في جامع 
الأصول والنهاية وقد ذكر صاحب مجالس المؤمنين إن ابن عربي كان شيعياً فكان تشيّعه قابلاً للشبهة والاختلاف 
فى تشيع بعض الرجال والاشتباه فيه غير عزيز وقد ذهب بعض العلماء ء الئ أن صاحب دعائم الإسلام إمامي اثنا 
عشرى. ومما نقموا عليه سهوه في قراءة بعض كلمات الأحاديث ومنها نقل أقوال جماعة من غير أن ينسبها إليهم 
ومنها استعمال اصطلاحات خاصة يذهب منه ذهن غير أهل الاصطلاح الئ أمور يخالف ظاهر الشريعة بحيث 
يحتاج الئ التأويل نظير قول هشام , بن الحكم بأن الله جسم ولو كان مثل هذه الأمور قدحاً لم يسلم منه أحد 
ورأيت رجلاً يتكر علئ العلامة الحلّى قوله باستحالة إعادة المعدوم لأنه يوجب نفى المعاد في ظنه وكيف يمكن 
التعبير بعبارة لا يذهب ذهن أحد منها الئ غير مراد المتكلّم ولم يخل عنه الكتاب الكريم حيث ذهب جماعة الى 
الجبر والاحباط من آيات كثيرة. (ش) ١-الكافي: ١‏ /1917. 
؟ -الكافى: ١‏ / 197. 


باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه ١/١‏ 


* الشرح: 

قوله: (ما أنتم) سأل عن خواصّهم الْتى بها يمتازو ن عن سائر المخلوقات لا عن ذواتهم لأنَّ 
قلق ذواتهم لآ يلغ إليها قزل البدر 

قوله: (ونحن تراجمة وحي الله) لأنهم بفتئرون نطق الح ولسان القران بلينات:الاتنات بقال: 
قد ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر ومنه الترجمان والجمع التراجم ولك أن نْضمٌ التاء بضمّ م الجيم. 

* الأصل: 

؛ ‏ محمد بن يحيئا» عن محمد بن الحسين. عن النضر بن شعيبء. عن محمد بن الفضيل عن 
أبى حمزة قال: سمعت أبا جعفر ناف يقول: قال رسول الله َب قال الله تبارك وتعالئ: استكمال 
ار او ع ا ا ل 
لاجعائفة ا آبائهم. )1( 

* الشرح: 

قوله: (قال الله تعالى: استكمال حجّتى ) يعنى استكمال حجّتي الذي يوجب الخلود في النار 
ينشأ من ترك ولاية عل والأوصياء من بعدك. والولاية بالكسر: السلطان؛ من ولى فلاناً إذا ملك 
أمره وبالكسر والفتح أيضاً: النصرة والمحبّة. وقال سيبويه: الولاية بالفتح المصدر وبالكسر الاسم 
مثل الإمارة والنقابة لأنه اسم لما تولّيته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا. 

قوله: (فإن فيهم سئْتك) تعليل لما ذكرء وتقديم الظرف للحصر والمراد بالسئّة علوم جميع 
الأنبياء وذ شرائعهم وبحتمل أصول العقائد والأخلاق الْتى هي طريقة مستمرّة إلئ القيامة. وبالجملة 
هذه السنّة سبب لنجاة الخلائق وهى منحصرة فيهم فمن ترك ولايتهم وتخلّف عن طريقتهم 
عظمت عليه الحجّة واستحقٌّ النار. 

الأصل: 

0 ا ال ا م ا ا 





ل 30000 أبي و لم ال 
عباده وخرّانه على علمه والقائمو ن بذلك (") 





.197 / ١ ؟-الكافى:‎ .1979 / ١ :يفاكلا-١‎ 


1 


* الشرح: 

قوله: (واحد) قال فى النهاية: الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر. قال 
الأزهرق: اعرف بين لز اعرد أن الأحد: ني لنفى ما يذكر معه من العدد تقول ماجاءنى أحد. 
والواحد: اسم بُني لمفتتح العدد تقول: جاءني واحدٌ من الناس ولا تقول جاءني أحدٌ. فالواحد 
متفرّد بالّات في عدم المثل والنظير والأحد متفرد بالمعنئ» وقيل: الواحد هو الّذى لا يتجرّىء 
ولا ينّنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل ولا يجمع هذه الوصفين إلا الله تعالى. 

قوله: «متوحّد بالوحدانئيّة) أي متفرّدٌ بهاء والوحدانييٌ المفارق للجماعة المتفرّد بنفسه وهو 
النتسوت الزن الوتحدة أى الإنقراد يناد الألف :والتزة اللمتالقة. 

قولة: (متفوة: بأمزه ) لعل المزاد بالأمز: الأمز الشرغى :والله سيحانة متفةاة ييتعييده كتف وكيقاً 
وتقديره حدّاً ووصفاً لا يشاركه أحد في التعيين7١)‏ والتقدير والتحديد إلا أنه خلق خلقاً لتوضيح 





؟ااقولة: الاابشاركه احد فى التعيو» حمل الامو على التشرزيعى إذ لم يفوض أمؤه:الز الثايس تن يستتيطرة 
تعقوليج كما ند خلا ستائر ما يتعلق بمعاشهم وحوائجهم فى حياتهم وقد قسَموا العلوم إلئ ثلاثة أقسام: 
التعليميات وهى العلرع الوياضية #الجنايه والوحدية وماضن عتنويا اف الطحبيات كالطي وادري 
المواشى وخواص الأشياء الثالثة التشريعيات. ولم يختلفوا فى مسائل القسم الأول والثاني غالبا لآن في الإنسان 
قرّة منحة الله تعالئ إياها يقتدر بها علئ تميز الحق من الباطل في التعليميات والطبيعيات ومّن عثر من عقلاء 
أفراد البشر علئ شىء من تلك العلوم قدر علئ تفهيم غيره بحيث يقبل منه من غير تبطوء وتتعتع وتوافقوا غالبا 
فيها ولم يختلفوا واشترك فيها الموحد والمشرك والمسلم وغير المسلم والاشتراكي والملحد والمتدين بخلاف 
القسم الثالث أعني التشريعات فاختلفوا فيها جدأ بحيث لا يُرجى أتفاقهم على شيء منها البتة إذا لم يعطهم الله 
قو ة يميّزون بها بين الحق والباطل فيها يقيناً ولم يزالوا في شك وترديد في ماهو أحسن القوانين وأكمل الشرائع 
وأنفع أنحاء الأحكام والسياسات وأعدل أقسام الحكومة مع اعترافهم جميعاً بِأنّ الحق فيها واحد ليس جميع ما 
يراه القبائل وال مم صحيحا ويجتهدون في إصابة الحق ولم يجدوه والاختلاف باق فن قوانين ن الإرث وحدود 
المعاملات وأحكام الأملاك وشرائع النكاح والطلاق والسياسات ووظائف الحكومة وأنها محدودة بشيء 8 
مطلقة أو يجب الاقتصار في تصرفها عل قدر الضرورة؛ والأصل استقلال الأفراد وأمثال ذلك وهذا يدل علئ أن 
الأمر في التشريعيات ليس مفرّضاً من الله تعالئ ال العباد ولو كان مفوّضاً اليهم لاعطاهم قر يميزون بها بين 
الباطل والحق صريحاً ولا يختلفون كما لم يختلفوا في قضايا الهندسة ولهذا الفرق بين التشريعيات وغيرها بعث 
الله النبيين وأعطاهم الكتاب والشرائع للأحكام ولم يبعث نبياً لبث الطب والهندسة وهذه آية بيّنة علئ تفويض 
فين دون ذلك إل المغلوم من استقراء الموج دات جيم لبرت غنايدة فعالى يكل خلق خلقه فمااضن نبات ولا 
حيوان إلا منحها الله تعالئ من الآلات والقوئ ما يستقيم به أمر معاشها ومالها إليه حاجة ولم يحرمها إلا مما لا 
حاجة لها إليه ولم يترك شيئاً سدئ, فإن حرم الحيوان من تدبير الإنسان وحنكته وآلاته واستعداده فليس ذلك إلا 
لعدم حاجته ال نسج ثوب وخياطة ملبوس وطحن طعام وأمثال ذلك وكذلك حرم الإنسان من قوّة يجزم بها في 


باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه ب 


ذلك الأمر وبيانه للعباد وتبليغه إليهم ليهتدوا إلئ مقاصدهم ويرشدوا إلى مراشدهم. 


# الأصل: 
31 ل لهي دا ماشه و بلس ال ملا وار 
العمركي بن على جميعاً. عن على بن جعفر, عن بى الحسن موسىئعْظْة قال: قال أبو عبد الله افلا : إن 


ل مس كمد سوه 
ولئا نطقت الشجرة؛ وبعبادتنا عُبد الله عنَّ وجل, ولولانا ماعب الله )١7‏ 

الشرح: 

قوله: (إنَّ الله تعالى خلقنا) أي خلقنا من نوره فأحسن خخلقنا وخُلقنا وصرّرنا فأحسن صورنا 
الظاهرة والباطنة وجعلنا خرّان علمه ورحمته فيما بين أهل سمائه وأرضه. ولنا نطقت الشجرة 
انقياداً لنفوسناً القادسة. وهو مستفيض مشهور من كراماتهم؛ والنطق وإن كان فى عرف العقلاء 
مخصوصاً لمن يعقل لكن لا يبعد عن القدرة القاهرة الالهيّة أن يوجد الحياة والنطق فى الجمادات 
فضلاً عن النباتات عند توبجه النفوس القدسيّة وإرادتها ذلك ولا يشترط البنية المخصوصة في قبول 
الحياة والنطق فلذلك جاز أن يخلق الله تعالى فى الشجرة علماً وحياةً ونطقاً وسمعاً قبلت بها 
خطابهم ك9 إثباتاً لحجّيتهم وبياناً لعلرٌ مرتبتهم, لل تأنيث نطقت باعتبار أنَّ الشجر يطلق على 
الجماعة؛ وبعبادتنا لله تعالئ عُبد الله تعالى حتئ لولم يتحمّق عبادتنا لم يتحقّق العبادة لله تعالئ؛ أو 
بعبادة الخلق ومتابعتهم لنا عبد الله تعالئ ولولا نحن ماعبد الله تعالئ لعدم اهتداء الخلق إلئ طريق 
عبادته وكيفيّتها. 





1 لور نه ١‏ 8 0 


34 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عن وجل فى أرضه 
وأبوابه التى منها يُؤتى 
الاصل: 
١‏ -الحسينٌ بن محمّد الأشعريّ» عن معلّئ بن محمّد؛ عن أحمد بن محمّد, عن أبي مسعود. 
عن الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن الوّضَائية يقول: الأئمّة خلفاء لله عزَّ وجل في أرضه.(١)‏ 
* الشرح: 
قوله: (عن أبى مسعود عن الجعفري) أبو مسعودكأنه الطائي المجهول والجعفريٌ كأنه القاسم 
بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المدني الهاشمى أو ابنه داود أبو هاشم الجعفري. 
فوله: (الأئمّة خلفاء الله في أرضه) الخليفة السلطان الأعفلء(؟) والخليفة أيضاً مَن يقوم مقام 
التآجل ويسدَّ مسدّه والهاء فيه للمبالغة وجمعه علئ اللفظ وأصله خلائف كظريفة وظرائف وكريمة 
وكرائم» وقالوا أيضاً: خلفاء على معنئ التذكير لا علئ اللّفظ من أجل أنه لا يقع إلا علئ مذكّر وفيه 
الهاء فجمعوه علئ إسقاط الهاء فصار مثل ظريف وظرفاء وكريم وكرماء لأنَّ فعيلة بالهاء لا تجمع 
علئ فعلاء؛ وكونهم خلفاء الله من أجل أنْهم يحفظون عباده عن المهالك ويبيّنون لهم ما أراده منهم 
ويفشرون لهم أسرار التوحيد وبالجملة واسطة بينه وبين خلقه فى جميع الأمور. 


* الأصل: 
١‏ -عنه» عن معلئ. عن محمّد بن جمهور, عن سليمان بن سماعة. عن عبد الله بن القفاسم» عن 


1577 ١ دالكافي:‎ ١ 
قوله: «الخليفة السلطان الأعظم» الخليفة: من يقوم مقام الرجل وأطلق علئ السلطان الأعظم باعتبار أن‎  ؟‎ 
السلطان يقوم مقام رسول الله عل فى إجراء أحكام الله تعالئ وإقامة حدوده والأصل الذي يبعنى إثبات الإمامة في‎ 
مذهبنا هو احتياج الناس في أمر دينهم إلئ رئيس معصوم من العصيان والخطأء عالم بما أراده لله من خلقه يجري‎ 
فيهم أحكامه تعالئ وينقّذ شرع الإسلام ويعاقب المتخلف. بالجملة جميع وظائف الحكومة علئ طبق أحكام‎ 
الإسلام وليست رئاسته رئاسة روحانية فقط ولا جسمانية فقط بل جامعة بينهما ولما غصب منهم ملي حقهم لم‎ 
تمكتوا إلا من نشي العلم .ونياق أسرار التوحيد وتعليم المعارف والشرائع وكانت الحكومة والقدرة والآمر والنهي‎ 
بيد غيرهم والروايات الثلاثة أثبتت لهم الرئاستين والرواية الثانية منها خاصة بالأمور الروحانية والثالثة بالرئاسة‎ 

الجسمانية. (ش) 


باب أن الائمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في ارضه 1 





أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهلئة: الأوصياء هم أبواب الله عزَّ وجل التى يؤتئ منها ولولاهم ما 
عُرف الله علَّ وجل وبهم احتيٌ الله تبارك وتعالئ علئ خلقه.١١)‏ 

* الشرح: 

قوله: (الأوصياء هم أبواب الله تعالى) أى أبواب جنّته أو أبواب علمه كما قال عله «أنا مدينة 
العلم وعليٌ بابهاء والبيوت إِنّما تؤتئ من أبوابها» ومراده أنّ من طلب العلم والحكمة وتران 
لحب راداي زر اناير إن اارسباء رليات ليرد امن أبوانها وليكق الله فان مَنَ أتاه من 
غير بابها سمّى سارقاً. 

قوله: (ولولاهم ما عرف الله) لأنَّ عظمته أرفع ف انلعل اتناك طالت وريه اج ين 
ينظ إلبه كل شاهد وغائب» وصراطه أدفٌ من أن يتطرّق إليه قدم الأوهام وشرعه أشرف من أن 
بقبل مخترعات الأفهام؛ فلولا هداية الأوصياء وإرشاد الأولياء لبقوا متحيّرين فى تيه الجهالة 
وراقدين في مرقد الضلالة كما ترئ مَن أعرض عن التوسّل بهدايتهم والتمسّك بذيل عصمتهم فإِنّ 
بعضهم يقول بالتجسيم وبعضهم يقول بالتصوير وبعضهم يقول بالتحديد وبعضهم يقول بالتخطيط 
وبعضهم يقول إِنّه محل للصفات وبعضهم يقول بأنّه قابل للحركة والانتقال إلى غير ذلك من 
المذاهب الباطلة وبالله العصمة والتوفيق. 

الأصل: 

او الكبيرة بن حكه عن معلا بق مشكده هو الركان عو عد الله يسنان فال يالف أن 
عبد اللهيةٍ عن قوله الله جل جلاله: « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتّهم 
في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم» قال: هم الأئمّة !"ا 

* الشرح: 


قوله: (قال هم الأئمّة)! '' قال صاحب الطرائف روئ حافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي وهو من 


.191 / ١ ؟ -الكافي:‎ .197 / ١ -الكافي:‎ ١ 
قوله: «هم الأئمّة» الظاهر المتبادر #من الذين آمنوا وعملوا الصالحات » جميع الأمة وهنو انك ووه‎ - ١ 
اكيز نقله في مجمع البيان وغيره ومعناه أن الله تعالئ يجعل أمة محمدطية غالبة علئ جميع الأمم وملتهم‎ 
علئ جميع الملل بحيث يكون الأرض وأهلها تحت حكومتهم وقدرتهم وسياستهم كما استخلف الأمم السابقين؛‎ 
وأوفئ بما وعده لآن المسلمين ظهروا علئ غيرهم وفاقوا فكان السلطان قبل الإسلام لفارس والروم وقبلهم‎ 
للبابليين والمصريين وغيرهم فلمًا ظهر الإسلام والمسلمين وفتحوا البلاد صار الأمر إليهم وكانوا أرباب الأرض‎ 
ومالكي البلاد يحكمون فيها بما شاء الله ولكن جماعة من مفسري العامة خصوها بجماعة معدودة من متصدي‎ 
الإمارة بعد رسول الْهعَييهُ وهو بعيد من ظاهر اللفظ مثل أن يقول أحد أكلت كل رمانة فى البستان وكان فيه ألوف‎ 


ل ء الأربعة وثقاتهم فى كتابه فى تفسير قوله تعالئ «إوإذ قال رَبّك للملائكة إِنّي جاعل 
فق ارا رشو كلف ١!»‏ ,تناد عن علتحاسن ابن مستعوه فال «رقؤت للكاذهة نرن الثد تدا فى 
القرآن لثلاثة نفر لآدم لقول الله تعالئ «إوإذ قال ريّك للملائكة إِنّي جاعل في الأرض» يعني خالق 
في الأرض ا . والخليفة الثانى: داودطيةٍ لقوله تعالن #ياداود إِنّا جعلناك خليفة 

فى الأرض » 7" انم ترايت الشلاس. والخليفة الثالث: علئٌ بن ولا تيه دان بي 
السورة الّتى يذكر فيها النور ا وعد الله الذين آخيرا وشملرا القنالسات مسف 204 يعني على بن أبي 
طالب الا «اليستخلفتّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم» آدم وداود #وليمكننٌ لهم 
دينهم 4 يعني الإسلام الذي ارتضئ لهم» أي رضيه لهم #وليبدلنْهم من بعد خوفهم» يعني من 
أهل مكة 9 أمناً» يعنى في المدينة 9 يعبد ونني » يوحّد ونني #إولا يُشركون بئ شيئاً ومّن كفر بعد 
ذلك بولاية علئّ بن أبي طالب #فأولئك هم الفاسقون» , يعنى العاصين لله تعالئ ولرسولهعية. 


- ولم يأكل إلا ثلاثة, وكذلك هنا أن أريد من الذين آمنوا ثلاثة أو أربعة منهم خصوصاً أن جعل دليلاً على صحة 
خلافتهم وإن كان ولابد أن بحمل علئ رجال معدودين فلابد أن يعتبر في دلالة غلبتهم وظفرهم علئ ظفر الملة 
والادة كمايقال: غلب اليونان أى غلب الإسكندر وظهور أمة محمد ويه وظفرهم بظهور علم أئمة الحق ودينهم 
ومعارفهم فإن الله تعالئ لم يبشر نبيه والمؤمنين معه تسلية لهم بأن يستخلف يزيد بن معاوية وهارون الرشيد 
وغيرهما الذين يقتلون الأئمة من أولاده بل بشّرهم بظهور دينهم وغلبة المؤمنين الصادقين المتقين ومظهرهم 
أئمة الحق ولا تدل الآّية على صحة خلافة أهل الجور والظلم بل علئ غلبة الحق علئ الباطل ويلزمها تعظيم أئمة 
الحق ومروجي التوحيد وناشري الأحكام والدليل الواضح علئ ذلك قوله تعالئ #ليمكن لهم دينهم الذي 
أرتضئ لهم» ولم يكن لأمثال الخلفاء المذكورين دخل في تمكين الدين الذي يرتضي به الله بل رواج الدين كان 
بجهاد على عكةٍ بسيفه ولسانه وجهاد الأئم ةلوخ بتعليمهم وجهادهم باللسان ولم يكن أكثر الخلفاء متظاهرين 
لد اميه اتن ول نامي اصطياء دكل مَن خالف حكومتهم ومنعهم من شهواتهم وقتل أولاد رسول 
اللهعيباُةٌ وتشريدهم وطردهم, وكان النصارئ فى دولتهم أكرم وأقرب وأمكن من المؤمنين الصالحين الآمرين 
بالمعروف والناهين عن المنكر كما يشهد بذلك التاريخ. رش 

ادفو لقره ا ا ا ا 


.59 : سورة الفتح‎ - "٠ 


باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عر وجل ١‏ 


باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عرِّ وجل 

* الأصل: 

١‏ -الحسينٌ بن محمّد. عن معلّى بن محمّد, عن عليٌ بن مرداس قال: حدّثنا صفوان بن يحيئ 
والحسن بن محبوب عن أبي أيوب. عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرئظةٍ عن قول الله عر 
وجلّ: «فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا» فقال: يا أبا خالد النور والله الأئمّة من آل 
محمّد نيه إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذي أنزل» وهم والله نور الله في السماوات وفي 
الأرض والله يا أبا خالد! لنور الإمام في قلوب المؤمنين ين أنور من الشمس المضيئة بالنهار؛ وهم 
والله ينرون قلوب المؤمنين ويحجب الله عر وجل نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم. ولله يا أبا 
خالدالا يديا عير ناي يعار لف قل ولا باز الا قلت اعياه سار ردت نكري اه 
لناء فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر )١١‏ 

* الشرح: 

قوله: (عن أ بي خالد الكابلي ) كأنّه اثنان وكلاهما اسمه وردان: أحدهما أكبر والآخر أصغر 
ولفب الأكبر كنكر وهو من حواري علي بن الحسين 890. 

قوله: (النور والله الأئمّة) إطلاق النور عليهم من باب الحقيقة لأهم أنوار إلهيُون مستورون 
حلذيت الأبةان قل اكيت ا أنوارهم في قلوب المؤمنين من وراء ء الحجاب ولو رفع 
الححات وكش الغطاء لتحيّر الخلائق بأنوارهم. ويحتمل أن يكون من باب الاستعارة باعتبار 
الاهتداء بهم إلئ المقاصد الحقيقيّة في سلوك سبيل الله وكما نهم أنوار في الدّنيا بنررهم يهتدي 
الناس إلى سبيل الحقٌّ كذلك أنوار في الآخرة بنورهم يمضون علئ الصراط ويهتدون إلئ سبيل 
الجئة. وليس إطلاق النور علئ الموجود الكامل بعيدأًء وقد صرّح القاضي وغيره في آية النور أن 
الملائكة والاناء يُسمّون أنواراً. 

قوله: (أنور من الشمس المضيئة) أن عالم القلورب وظلمته أوسع وأشدٌ من عالم الظاهر. 
وظلمته. والنسبة بينهما كالنسبة بين الباصرة والبصيرة. بل بين الدّنيا والآخرة» فالنور الرّافع لظلمة 
الأول أشدّ وأقوئ من النور الرّافع لظلمة الثاني. 

فوله: (ينؤّرون قلوب المؤمنين) ليس هذا التنوير علئ نحو واحد بل مقول علئ الشدَّة 





.5 ١ -الكافي:‎ ١ 


1,78 شرح ابول الكافي للمازندراني: ج 0 
والضعف بحسب تفاوت مرآة القلوب في الجلاء وأدنئ مراتب الضعف ما يوجب زواله الدّخول 
في زمرة الشياطين؛ وأقوئ مراتب الشدّة ما يوجب كمال التشبّه بالأئمّة الطاهرين. 

قوله: (ويحجب الله) أى ويحجب الله تعالئ نورهم عمّن يشاء من عباده لإبطال استعداده 
الفطريّ وكماله الأصلي فتظلم قلوبهم وتعمئ بصيرتهم فيتبعون نداء الشيطان ويسعون في هاوية 
الخذلان إلئ أن يدخلوا جهنّم وبئس المصير. 

قوله: (حتّئ يطهّر الله قلبه) عن احا قد رالةة لد القلينةز والطاهر أنَّ التطهير والتسليم والسلم 
من توابع المحبّة دون العكس وإن كان « حتَّ) يحتمل الأمرين. 

قوله: (حتّئ يسلّم لنا) التسليم لهم هو متابعتهم في العقائد والأعمال والأقوال وقبول جميع 
ذلك وإن لم تظهر له الحكمة. 

قوله: (ويكون سلماً لنا) السلم بكسر السين وفتحهاء وهما لغتان : في الصلح يذكر ويؤنّث وقال 
الخطابي: السلم بفتح السين واللأم: الاستسلام وهو الإذعان والانقياد كقوله تعالئ «وألقوا إليكم 
السلم» أي الانقياد وهو مصدر يقع علئ الواحد والاثنين والجمع؛ يقال: رجل سلم ورجلان سلم 
وقوم سلمء قال الجوهري: السلم يعنى بكسر السين وسكون اللام السالم يعني ترك الحرب يقال: أنا 
سلم لمن سالمني» وهذه المعاني قريبة من التسليم فالعطف للتفسير. 

قوله: (من شديد الحساب) يفهم منه أنه يجري عليه أصل الحساب ولا يبعد ذلك وإن أمكن 
أن يقال: إِنَّ الاضافة للبيان لأنَّ حساب القيامة كلّه شديد. 

الأصل: 

؟ ‏ علي بن إبراهيم بإسناده» عن أبي عبد اللْهلية في قول الله تعالى #الّذين يتبعون الرسول 
النبئّ الأميَ ع الذي يجدونه مكتوباً عندهم : في التوراة والإنجيل» يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن 
المنكر ويحلّ لهم الطيّبات وبحرّم عليهم الخبائث إلئ قوله ‏ واتّبعوا النور الذي أنزل معه أولنك 

هم المفلحون4١١!‏ قال: النور في هذا الموضع [علرئ] أمير المؤمنين والأئمّة بوه 0" 

* الشرح: 

قوله: (الذين يتّبعون) في آخر سورة الأعراف إن أردت تفسيره فارجع إليها. 

قوله: (الرّسول النبئّ الأمي ) قيل: الرّسول بالنسبة إلئ الله والنبئٌ بالنسبة إلئ العباد والأمىئٌ 
بالنظر إلئ نفسه لأنّه منسوب إلى أمّهِ أي هوكما خرج من بطن أمّه لا يقرأ ولا يكتب. 

قوله: (قال النور في هذا الموضع) لا يقال: : الأولئ أن يفسّر النور بالقرآن بقريئة النزول لأنّا نقول: 


.114 / ١ -الكافي:‎ ١ .١6ا/‎ : -سورة الأعراف‎ ١ 


باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عنّ وجل ١/4‏ 


الأولئ أن يفسّر بعلئ وأولاده الطاهرين بقرينة «معه؛ أي مع الُسول إذ لو أُريد القرآن لقيل أنزل إليه 
ولا يصحٌ أنزل معه إلا بتقدير مضاف أي أنزل مع نبرّته كما قدَّروه والأصل عدمه وأمّا النزول فلا 
يصحٌ أن يجعل قرينة لذاك دون هذا لأنَّ النفوس القدسيّة والأرواح النورانيّة نزلت من عند الله 
تعالئ إلئ عالمنا هذاء لهداية الخلق كالقرآن فلا وجه لأن يجعل قرينة لأحدهما دون الآخر. 

* الأصل: 

7 أحمدٌ بن إدريس» عن محمد بن عبد الجبّان عن ابن فصّالء عن ثعلبة بن ميمون. عن أبي 
الجارود قال: قلت لأبى جعفرءكة لقد آتئ الله أهل الكتاب خيراًكثيراً» قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله 
تعالئ: «إالذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون -إلئ قوله ‏ أولئك يُؤتون أجرهم مرّتين بما 
صبروا» ١7‏ قال: فقال: قد آتاكم الله كما آتاهم ثم تلا: يا أيّها الذين آمنوا انّقوا الله وآمنوا برسوله 
يؤتكم كفلين من رحمته وبجعل لكم نوراً تمشون به" يعني إماماً تأتمّون به. !"ا 

* الشرح: 

قوله: (يُؤْمنون) «وإذا يُتلئ عليهم قالوا آمنًا به إِنهِ الحقٌ من ربّنا إِنّاكنًا من قبله مسلمين أولئك 
يُؤتون 4 الآبة نزلت في مَن آمن من أهل الكتاب والضمير في قبله وبتلئ للقرآن وإسلامهم 
بالقرآن قبل نزوله عبارة عن اعتقادهم بصحّته لما وجدوه من نعته في كتبهم. 

قوله: (مرّتين) مرّة للإيمان بالقرآن قبل النزول ومرّة للإيمان به بعده أو مرّة للصبر علئ أذئ 
المشركين ومرّة للصبر علئ أذئ من لم يؤمن من أهل الكتاب. 

قوله: (كفلين) أى نصيبين من رحمته. والكفل بالكسر: الضعف والنصيب أحدهما للتقوئ 
والآخر للإيمان بالّسول والثبات عليه. 

قوله: (ويجعل لكم نوراً) جعل هذا النورغاية للتقوئ والإيمان بالرّسول دل علئ أنّه لا إيمان 
ولا تقوئ بدونه. 

* الأصل: 

؛ - أحمد بن مهران» عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنئ» عن عليٌ بن أسباط والحسن بن 
محبوب, عن أبي أيَوبء عن أبي خالد الكابلئ قال: سألت أبا جعفرئظة عن قول الله تعال: «فآمنوا 
بالله ورسوله والنورالذي أنزلنا» فقال: يا أبا خالد! النور والله الأئمّة 2 يا أبا خالد؟ لنور الإمام فى 


قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم الذين ينوّرون قلوب المؤمنين ويحجب الله 





.07 : -سورة القصص : 05. 07. ” - سورة القصص‎ ١ 
.67” : غ-سورة القصص‎ .154 / ١ "'-الكافي:‎ 


نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها.!"! 

* الشرح: 

قوله: (لنور الإمام في قلوب المؤمنين) لعلّ المراد بنوره العلوم الحقيقيّة والأسرار الملكوتيّة 
والشرائع 'النبوية» وزيادة. هذا النؤز علئ نور الشحس ظاهرة لأنَّ يتور المس يتكشف غنال 
المبصرات وبهذا النور ينتكشف عالم المجرّدات والمادّيات كلها. 

الاصل: 

ه علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن. عن سهل بن زياد. عن محمد بن الحسن بن شمّون. عن 
عبد الله عبد الرّحمن الأصم. عن عبد الله بن القاسم. عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد 
اللهمية في قول الله تعال: #الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة4 7" فاطمة كن (فيها 
مصباح » الحسن #االمصباحٌ فى رُجاجة4» الحسين #الرّجاجة كأنها كوك دري 4 فاطمة كوكب 
درّيٌ بين نساء أهل الدّنياء 9تُوقدُ من شجرة مباركة» إبراهيم 940 «زيتونة لا شرقيّة ولاغربيّة 4 لا 
يهوديّة ولا نصرائيّة #يكاد زيتها يضىء» يكاد العلم ينفجر بها ولو لم تمسسه نار نورٌ علئ 
نور»: إمام منها بعد إمام. #يهدي الله لنوره مَن يشاء»: يهدي اله للأئمّة مَن يشاء #ويضربٌ الله 
الأمثال للناس 4, قلت: #8 أو كظلمات4 قال: الأول وصاحبه إيغشاه موج4: الثالث «إمن فوقه 
موجٌ ظلمات4 الثاني #بعضها فوق بعض» معاوية لعنه الله وفتن بني أمية 9إذا أخرج يده» 
المؤمن فى ظلمة فتنتهم #إلم يكد يراها ومَنْ لم يجعل الله له نوراً» إماما من ولد فاطمة ئلا 
«إفماله من نور» إمام يوم القيامة» وقال في قوله يسعئ نورهم بين أيديهم وبأيمانهم4:!' أئمّة 
المؤمنين يوم القيامة تسعئ بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّة. 

عاو بن مده ومحكد بن الشين ) ظراسيل بز ريات عر موسي بن الفاسم البجلي. 0 
ابن يحيئ. عن العمركي بن على جميعاء عن على بن جعفركة» عن أخيه موسئ نه مثله. 

الشرح : 

قوله: (الله نور السماوات والأرض) قيل: النور جسم والله سبحانه ليس بجسم, وقيل: النور 
كيفيّة تدرك أَوَّلاً نِم تدرك بها سائر المدركات وهو تعالئ ليس بكيفيّة فلابدٌ من تقدير مضاف أي الله 
ذو نور السماوات والأرض وخالقه أو مَن حمل النور علئ التجوّز أى الله هادي أهل السماوات 
والأرض فهم بنوره يهتدون أو منوّرهما باطناً بالنفوس القدسيّة والعقول المجرّدة كما أنه مدوّرهما 


١_الكافى: "١ .116 / ١‏ - سورة النور: 76 . 
حضوو التو مع :_-الكافي: ١‏ / 110. 


باب أن الأكمة عليهم السلام نور الله عن وجل 1م 


ظاهراً بالأجرام النوريّة» أو منوّر قلوب المؤمنين الّتى بعضها بمنزلة السماء في الرّفع وبعضها بمنزلة 
الأرض فى الوضع والله سبحانه منوّر الجميع بالعلوم والحقائق علئ تفاوت درجاتهم. 

قوله: (مثل نوره كمشكاة فاطمةغْعة ) أي صفة نوره كصفة مشكاة قال الفرّاء: المشكاة: الكرّة 
التى ليست بنافذة» وقيل: هي أنبوبة في وسط القنديل يوضع فبها المصباح وهو السراج والفتيلة 
المشتعلة والمراد بها هنا فاطمة تيلا لأنّها محل لنور الأئمة؛ والأئمّة نور وسراج لأنّ الطالبين للهداية 
المتبعين لأثرهم. يستضيئون بنور هدايتهم وضياء علومهم إلئ الطريق الأرشد كما يهتدى 
السالكون فى الظلمة بالنور والسراج» قيل: إضافة النور إلى ضميره تعالئ دليل علئ أنَّ إطلاقه عليه 
ليس علئ ظاهره. 

قوله: (فيها مصباح) أي سراج وهو الحسننىةٍ والمصباح فى زجاجة: أي قنديل مثل الرّجاجة 
فى الصفاء والشمافيّة وهو الحسين نهذ فقد شبّه فاطمة تلن تارة بالمشكاة وتارة بالزجاجة. وبالاعتبار 
الثاني جعلها ظرفاً لنور الحسين 9# لزيادة ظهور نوره باعتباركون سائر الأئمّة من صلبه نه واللم 
في المصباح ليس للإشارة إلى المصباح الأوّل فلا يلزم الاتحاد علئ أنَّ للاتحاد وجهاً لأنّ الحسن 
والحسين لكا رواحم يي لدم وإن كانا في الظاهر نورين. 

قوله: (الرّجاجة كأنّها كوكبٌ دُرّئٌّ) أي منسوب إلئ الدّرٌ باعتبار المشابهة به فى الضياء 
والصفاء والتلألؤء هذا إن كان بشدّ الرّاء والياء وإن كان بشدٌّ الياء فقط فهو من الدَّرء بمعنئ الدّفع 
ولدف همزته ياء وأدعمت الياء في الياء فإنّه يدفع الظلام بضوئه ولمعانه. والمراد بها فاطمة لا 
فإنّها كوكب دري مضىء لامع نورانى ي فيما بين نساء أهل الدّنيا. 

قوله: (تُوقد من شجرة م مُباركة) توقد بالتاء أو بالياء علئ صيغة المجهول من الإيقاد تقول 
وقدت النار تقد وقوداً .أي توقدت وأوقدتها أنا و «من» ابتدائيّة أي توقد الرّجاجة أو يوقد ذلك 
لعفبو د لمر مباركة زيتونة كثيرة ة النفع وهى إبراهيم كه فإِنّه ذو بركة عظيمة ونفع كثير لوجود 
الأنبياء. والأوصياء من تسله واستظلال النا س بظلال أغصانه وجرائده وانتفاعهم من أثمار علومه 
وفوائده إلئ قيام الساعة, وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزّيتونة عنها تفخيم لشأنها. 

توله: (زيقونة) يذل عن شجرة لااصيقة لها ولذلك فصلا عنها وفرثها يضفتها وإذما عتزعيعها 
بالزّيتونة للتنبيه علئ كثرة نفعها واتصافها بالعلم الذي هو كالرّيت فى كونه مادّة لضيائها ومبداً 
لنورانيتها. 1 

قوله: (لا يهوديّة ولا نصرائيّة) لعلّ هذا باعتبار أنه كان مسكن اليهود من طرف الشرق ومسكن 
النصارئ من طرف الغرب. 

قوله: (يكاد زيئها يضيء) ضمير التأنيث يعود إلئ فاطمة ك8 والمراد بالرَّيت العلم علئ سبيل 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الاستعارة والتشبيه ومس النار ترشيح يعنى يكاد علمها يتفجّر من قلبها الطاهر إلئ قلوب المؤمنين 
والمؤمنات بنفسه قبل أن تُسأل لكثرته وغزارته وفرط ضيائه ولمعانه. 

قوله: (يهدي الله للأئمّة) أي لأجلها وتوسّطهم أو إليهم. 

قوله: (ويضرب الله الامثال) تشبيهاً للمعقول بالمحسوس لزيادة البيان واللإيضاح قال صاحب 
الطرائف: روئ الشافعى ابن المغازلى بإسناده إلئ الحسن قال: سألته عن قول الله عرٍّ وجل: 
«كمشكاة فيها مصباح» قال المشكاة فاطمةئه والمصباح الحسن والحسين 0ك «والرجاجة 
كأنها كوكبٌ دُرَئٌ» قال: كانت فاطمةئ كوكباً دُرَيَاً من نساء العالمين تُوقد من شجرة مباركة 
الشجرة المباركة إبراهيم .32 «لا شرقيّة ولا غربيّة) لا يهوديّة ولا نصرائيّة «يكادُ زيتها يضيء) قال: 
يكاد العلم أن ينطق منها «ولو لم تمسسه نار نورٌ على نور» قال: منها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره 
مَن يشاء قال: يهدي لولايتهم من يشاء. 

قوله: (أوكظّلمات) الآبة هكذا 9أوكظّلمات في بحر لْجّيَّ بغشاه موج من فوقه موج من فوقه 
سحاب ظلمات بعضها قوق , 00 الآية شبّه أعمال الّذين كفرواء أرّلاً بسراب : في أنّها لاغية 
لا مدفعة لها وفانيا: بظلمات في أنْها خالية عن النور والضياءء واللّجِيَ: العميق» منسوب إلئ الل 
وهو معظم الماءء وضمير يغشاء راجع إلئ البحر, ولما كان كل ماكان في الأولين من الظلام والفتن 
موجوداً فى الثالث مع زيادة ما أحدثه نسب إليه الغشاء والموج الذي هو عبارة عن الاضطراب. 
وضمير فوقه فى الموضعين يرجع إلئ موج يقرب منه والظلمات الثانية المتراكمة بعضها فوق 

قوله: (إذا أخرج يده المؤمن) خصّ اليد والمؤمن بالذكر للتنبيه علئ شدَّة الظلمة وبلوغها حدّ 
الكمال فإنّهِ إذا لم ير المؤمن ومعه نور ساطع وضوء لامع يده الّتى هي أقرب ما يمكن النظر إليه كان 
ذلك لأجل أنَّ الظلمة المانعة من الدّؤية فى غاية الكثافة ونهاية الشدَّة. 

قوله: (يكد يراها) أى لم يقرب أن يراها فضلاً عن أن يراها وفيه أيضاً مبالغة علئ كثافة تلك 
الظلمة. 

قوله: (فماله من نور إمام يوم القيامة) أي إمام عدل وإن كان له إمام جائر يقدّمه إلئ النار. 

الاصل: 

1 أحمد بن إدريسء عن الحسين بن عبيد الله عن محمّد بن الحسن وموسئ بن عمرء عن 
الحسن بن محبوب,. عن محمد بن الفضيلء عن أبي الحسننقةِ قال: سألته عن قول الله تبارك, 





باب ان الأئمّة هم أركان الأرض 01 


وتعالئ: «يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم» قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين اف 
بأفواههم. قلت: قوله تعالئ: : 9 والله متم نوره» قال: يقول: والله متم الإمامة والإمامة هى النور وذلك 
قوله عرّ وجلّ: «آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا» قال النور هو الإمام )١(‏ 

* الشرح: 

قوله: (يُريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين©1 بأفواههم) تشبيه الولاية بالسراج استعارة 
مكنيّة ونسبة الإطفاء إليها تخييليّة وذكر الأفواه ترشيح وأمًا في الآبة فالاستعارة تحقيقيّة وإطفاؤها 
بما كانوا يقولون من الأقاويل الكاذبة الدَّالة عل وجود النصّ عليها وغير ذلك من المفتريات. 

قوله: (والله مُتم الإمامة) إتمامها انتشارها فى قلوب المؤمنين أو زيادة كمالها. 

باب ان الأئمّة هم أركان الأرض 

* الأصل: 

١‏ أحمد بن مهران» عن محمد بن عليٌ ومحمّد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمّد جميعاً عن 
محمد بن سنان, عن المفضّل بن عمر. عن أبي عبد اللهلظة قال: ماجاء به علو لك آخذ وما نهئ 
عنه أنتهي عنه. جرئ له من الفضل مثل ماجرئ لمحمّد وه ولمحمّد يي الفضل علئ جميع مَن 
خلق الله عرّ وجلّ, المتعّب عليه فى شىء من أحكامه كالمتعمّبٍ علئ الله وعلئ رسوله. والرّاد 
عليه في صغيرة أوكبيرة علئ حدٌّ الشرك بالله. كان أمير المؤمنين .89 باب الله الذي لا يُؤْتئ إلا منه 
وسبيله الذي مّن سلك بغيره هلك وكذلك يجري لأئمّة الهُدىئ واحداً بعد واحد, جعلهم الله أركان 
الأرض أن تميد بأهلها وحجّته البالغة علئ من فوق الأرض ومّن تحت الثرئ وكان أمير المؤمنين 
صلوات الله عليه كثيراً نا يقول: أنا قسيم الله بين الجنّة والنار وأنا الفاروق الأكبر, وأنا صاحب العصا 
والميسم. لقد فرت لي جميع الملائكة والرّوح والرّسل بمثل ما أقرّوا به لمحمّد يي ولقد حملت 
على مثل حمولته وهى حمولة الربٌ وإنّ رسول اللهيَية يدع فيُكسئ وأدعئ فأكسئ ويُستنطق 
واستنطق فأنطق علئ حدّ منطقه ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحدّ قبلي علمت المنانا 
والبلايا والأنساب وفصل الخطاب فلم يفتني ماسبقني ولم يعزب عنّى ماغاب عنَّيء أبشّر بإذن الله 
دي عنه. كل ذلك من الله مكّنني فيه بعلمه. الحسين بن محمّد الأشعري, عن معلّئ بن محمد, 
عن محمّد بن جمهور العمّى. عن محمّد بن سنان قال: حدّثنا المفضّل قال: سمعت أبا عبد الله اقه 
يفول اقة ذكر التحد ييف الأول 51 





١‏ -الكافي: ١‏ /151. ؟-_الكافى: ١‏ / /ا19. 


164 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


قوله: (جرئ له من الفضل مثل ماجرئ لمحمد) يريد مساواتهما فى الفضيلة العلميّة والعمليّة 
والكمالات الففاكة أن : فى الفضل علئ الغير والإحسان إليه ولمحمّد يَيِل هُ الفضل علئ جميع 
الخلق فلعلي ليه أيضاً الفضل علئ جميعهم قضاء للمساواة أو أو المراد أن لهي الفضل علئ جميع 
الخلق حتئ علئ على ىه أيضاً رعاية لح الاستاذ والإرشاد والتعليم. 

فوله: (المتعقّب عليه في شيء من أحكامه) أي الشاك فيه من تعقّبت علئ الخبرإذا شككت 
فيه أو المتأمّل في حمّيته مَن تعقبه إذا تدر ونظر فيما يؤول إليه من صحّة وفساد أو الطالب لعورته 
ا ا ا 1 


5907 اي ل ا ا 
درجة الإيمان إلئ درجة الإسلام وهي حدٌ الشرك فيتسلّط عليه زمرة الشياطين فيدخلونه في 


١‏ قوله: «والراد علئ إمام الوقت» هذا حكم متوقف علئ عصمة الإمام فخ الشهر بو التفلا وال يمان للوععة الدد 
عليه وإنكاره بغير إشكال إذا إطلعوا علئ سهوه وخطأه؛ وأعلم أن هذه الإطاعة المطلقة للإمام علئ مايقول به 
الشيعة الإمامية أيّدهم الله ليس بمعنئ الحكومة المطلقة التي أطبق المتفكرون من أهل العلم علئ ردّها وإيطالها 
لأن هذه الحكومة التي نعتقدها للمعصوماظةٍ مقيّدة بإرادة الله وأحكامه وشرائعه وإنما نوجب إطاعته لأنا نعلم 
أناية لا يجاوز أمر الله تعالئ وهذا الذي لا يخالف في حُسنه سائر المليين وبعض الفلاسفة المتأخرين أيضاء 
وأما أهل الشّنّة والجماعة فمع أنهم لا يقولون بالعصمة لم يروا الرد علئ الخليفة وتنبيهه علئ خطائه ممنوعاً 
محرّماً ولم يجوّزوا له أن يحكم بما يشاء ويفعل ما يريد بل يجب عندهم أن يكون مفيّداً بالشرع وأحكامه وإلا 
فلايجوز إطاعته. وقال بعض النصارئ: إن الحكومة المطلقة لم تكن قط فى بلادهم بل كانوا قبل العصر الجديد 
مقيّدين بحفظ قواعد دينهم وأصولهم ولم يكن ما يخالفها قانونيّة مشروعة وقال رجل من فلاسفتهم في العصر 
الأخير يُسمّئ بونالد: إن الحكومة المقيّدة بمراعاة أحكام الدين وشرائع الأنبياء لك هي أحسن أنواع الحكومات 
وأوفق للطبيعة البشرية لا الحكومة المطلقة ولا المقيّده نآراء الناس وهذا عين مذهب أهل السنّة. وقال بعضهم: 
إن الحكومة المطلقة لم تُشرّع فى الأمم المتدينة بالشرائع السماوية كدولة بني إسرائيل في عهدهم ولا في دول 
المسيحيين والمسلمين المنكرين للظلم والتعدي علئ حقوق الأفراد والقائلين بحرمة نفوس الشحات ردمهم 
وعرضهم وإنما كانت في الأمم الجاهلية الأولئ: والوثنيين وربما يستحسنها الماديون والملاحدة في عصرنا أما 
الأولئ: كدولة فرعون وبخت نصر وغيره فقد انقرضوا بغلبة الأديان السماوية عليهم وقهر الطبيعة الإنسانيّة 
المختارة لهم؛ وأما الثنية: فليس لهم إلا شبه محجوجة وسينقرضون البتة بعد ثوبت حرية الإنسان طبعا وأمثال 
ذلك كثير في كتبهم يدل علئ أن عدم تقيد الحكومة ؛ بشىء يخالف الطبيعة البشرية واختاروا فى هذا العصر نوعا 

من الحكومة سمّوها الديمقراطية أو الحكومة الدستورية وهي الحكومة المقيّدة بمراعاة آراء أغلب الرعايا وقبله 
كثير من المسلمين أيضاً. (ش) 


باب ان الأئمّة هم أركان الأرض ما 





الشرك كما تر في كثير من أهل الإسلام مثل المجسّمة والمتضورة والأساعرة القنائلين بنؤيادة 
الصفات وأضراء بهم فانَ كلهم لمّا وقعوا فى حدٌ الشرك دخلوا فيه من حيث لا يعلمون. 

قوله: (جعلهم الله أركان الأرض )كما أنّ للبناء أركاناً بها وجوده وثباته كذلك للأرض أركان وهم 
الأئمّة في كل ركن ثلاثة إذ بهم وود ارظن وثباتها وبقاؤها ولولاهم لتحرّكت الأرض بأهلها ولم 
تستقرٌ طرفة عين. 

قوله: (أن تميد بأهلها) أي كراهة أن تميد, يقول: ماد يميد ميداً: أي تحرَّك وزاغ واضطرب. 

قوله: (وحجّته البالغة) عطف علئ باب الله أي كان أمير المؤمنين حجّته الكاملة التى لا يحتاج 
بعدها إلى شىء آخر بخلاف غيرها من الحجج مثل العقل والقرآن الكريم فإنّهما يحتاجان إلئ هذه 
الححة. 

قوله: (ومّن تحت الثرى) لعل المراد ١‏ بهم الموتئ ويحتمل الأعم. 

قوله: (وكثيراً مايقول) نصب علئ المصدر أو الظرف باعتبار الموصوف و «ما) لتأكيد معنى 
الكثرة والعامل مايليه أي يقول قولآكثيراً أو حيناً كثيراً. 

قوله: (أنا قسيم الله بين الجنّة والنار) مَن جاء يوم القيامة بولايته دخل الجنّة ومّن لم يجيء بها 
دخل النار. قال صاحب الطرائف: روئ الشافعى ابن ن المغازلى فى كتابه من عدَّة طرق بأسانيدها عن 
النبئ عل والمعنئ متقارب فيها أن النبي لاه قال: «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير 
جهنم لم يمر عليه إلا مّن كان معه كتاب بولاية أمير المؤمنين32) وفي بعض رواياتهم بأسانيدها 
إلى النبئ يي أنه قال: لم يجز علئ الصراط إلا مّن كان معه جواز من عليٌ بن أبي طالبغ4ة» وروئ 
الشافعي أيضاً في كتاب المناقب عن شريك عن الأعمش أنه قال: حدَّئنى المتوكل الباجي؛ عن 
أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللْه ع «إذاكان يوم القيامة قال سبحانه لئّ ولعلئّ أدخلا إلى 
الجئة م من أحبكما وأدخلا إلى النار من أبغضكما فيجلس علي على شفير جهنم فيقول: هذا 
لى وهذا لك» الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ثم إِنّه قالقِةِ ذلك امتثالاً لأمر الله تعالئ 
«وأمًا بنعمة رتك فحدّث4 وأيضاً فإنّه من البيان الذى يجب عليه تبليغه لتعتقده الأمّة وتعمل 
بمقتضاه في توقيره.ية كما أمر وهذا نظير ما روي من طريق العامّة عنه يي قال: : «أنا سيّد ولد آدم 
يوم القيامة» قال أبو عبد الله الآبي: هذا القول في حمّه واجب فلا يرد أنَّ مدح الإنسان نفسه قبيح 
وإنكان حمَّاً وقال بعض الشافعيّة: ندع الجا حي إذاك فيه بيه المج طوا ار والتدو 0نم 
من حاله جائز كقول المعلم للمتعلّم: اسمع منْى فإِنّك لا تجد مثلىء قال: ومنه قول يوسف ايه 
#اجعلنى علئ خزا؛ ثن الأرض ني حفيظ عليم» علئ أنه فرّق بين إظهار الفضيلة والافتخار بها 
وقالعْظة: من باب إظهاركرامة الله تعالى شكراً عليها وليس ذلك افتخا رأكما قال «أنا سيّد أولاد آدم 


181 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


ولا فخر» وبالجملة الإيراد الذى أورده بعض النواصب من جهله لا وجه له أصلاً. 

قوله: (وأنا الفاروق الأكبر ) لفرقه , بين الح والباطل والحلال والحرام والمؤمن والكافر 
والصادق والكاذب وبالجملة هو الفارق بين كلّ ضِدَّين علئن الاطلاق وليس لأحد من الأمّة غيره 
00 

قوله: (وأنا صاحب العصا والميسم): هي الحديدة الّتى يكوئ بها وأصله المِوْسَم قلبت الواو 

لس ب يس اه ا ل و ا 
يخرج في آخر الزّمان في أ جين الصوره ووه عن عرس رتسي عارك المزمن ب المصا ركيم 
فى وجهه مؤمن فينير وجهه وليسم الكافر بالميسم ويكتب في وجهه كافر, فيسود وعند ذلك يسدٌ 
باب التوبة. 

قوله: (والرّوح والؤّسل) لعلّ المراد بالرّوح: روح الأمين وروح القدس وهو جبرئيلءّةٍ فذكره 
بعد الملائكة من قبيل ذكر الخاصٌ بعد العام ويحتمل أنَّ يراد به روح المؤمن وهو الوح الذي 
يقوم به الجسد وتكون به الحياة ويقبل الإيمان والكفر ويؤيّد هذا الاحتمال أنه لم يذكر إقرار 
الارمدويت الو ايها ادر لات المدو ييل نا ارد لمحا 7 ذالهع أقرواالمحجد فم 
بالرّسالة وتقدّمه وشرفه علئ جميع الأنبياء ولهنافة بالولاية والإمامة وتقدّمه وشرفه علئ جميع 
الأوقياء والمراد بالّسل الأنبياء جميعاً من قبيل ذكر الخاص وإرادة العام. 

قوله: (ولقد حملت على مثل حمولته) الحمولة بالفتح: الإبل التى تحمل وبالضم: الاحمال 
والمراد بها هنا المعارف الإلهيّة والعلوم اليقينيّة والتكاليف الشرعيّة والأخلاق النفسيّة وهى من 
حيث أَنّها تحمل صاحبها إلئ مقام الأنس ومنزل القرب «حمولة» بالفتح ومن حيث أنْها حالة في 
المكلّف وصفة من صفاته حمولة بالضمٌ ويجوزإرادة كليهما هنا إلا أن دحملت» على الأرّل 
للمتكلم المجهول و «علئ» بتخفيف الياء وعلى الثاني للغايبة المجهولة و «علئّ) بتشديد الياء 
ومثل حمولته قائم مقام الفاعل وتأنيث الفعل باعتبار المضاف إليه. 

قوله: وعلط الحاو عر ا را الم ا 01517 و يكون وما هو كائن كما دلت عليه 
الرّوايات المتكاثرة ودلٌ عليه أيضاً ما روي عنهنقة «لو شئت أن أخبر كل وجل بمخرجه ومولجه 
وجميع شأنه لفعلت ولكن أخاف أن يكفروا في برسول الله!١'‏ إلا إني أفضيه إلى الخاصّة ممّن 


١-قوله:‏ «فيَ برسول الله» وذلك لأن رأي الظاهريين من العامة أن رسول الي لا يعلم الغيب قوله تعالئ ف« ولو 
كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير» فإذا رأوا من أمير المؤمنين هه الأخبار بالغائبات قالوا هو أفضل من 
رسول الْهيَيياةٌ وهو كفر. وهذه المسألة من مزال أقدام العوام إذ لا يخالف أحد في أن الرسول والأئمة بل الأولياء 
والصلحاء قد يختّرون عن الغيب. وقال الحكماء : إن لكل إنسان نصيباً من علم الغيب وإنما يتفاضلون فى مقداره 


باب ان الأئمّة هم أركان الأرض ا 


يؤمن ذلك منه» فقد أشارإلئ أنه قد يتجاهل خوفاً من أن تغلو الامّة فى أمره ويفضّلوه علئ الرّسول 
بل من أن يتّخذوه إلهاً كما ادّعت النصارئ في المسيح حيث أخبرهم بالأمور الغائبة وإلئ أَنّه قد 
يظير كسان علي انض راق تمع يؤسق الكترنيقه رفكلا شان العلماةوانتاطين الحكمة أن لا 
يضعوا الحكمة إلا في أهله ١!‏ ومع كمال احتياطه في إفشاء كماله ذهب طائفة إلئ أنه شريك 
محمّدييّة فى الرّسالة وطائفة إلئ أنه إله أرسل محمّداً إلئ عباده. 

# الأصل: 

-١‏ علي بن محمد؛ ومحمد بن الحسنء عن سهل بن زياد. عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي 
قال: حدثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد علئ ع عبد اللهلكة فابتدأنا فقال: يا 
سليمان! ما جاء عن امير المؤمنين ة يؤخذ به وما نهئ عنه ينتهئ عنه. جرئ له من الفضل 
ماجرئ لرسول الْهوَكيةٌ ولرسول الله َيل الفضل علئ جميع مَن خلق الله المعيّب علئ أمير 
المؤ منين ناه في شيء من أحكامه كالمعيّب على الله عزّ وجل وعلئ رسول الْهية والرادٌ عليه في 
صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك بالله. كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه باب الله الذي لا يؤتئ 
إلا منه وسبيله الذي مَن سلك بغيره هلك وبذلك جرت الأئمّة ك8 واحداً بعد واحد. جعلهم الله 





وى مراحه وهاه وقال ابن قبّة وهو من قدماء علمائنا الإماميّة: إن علم الغيب لا يدّعيه فى الأئمة إلا مشرك 
مع أنه استدل بإخبار على ىه بالغيب في النهروان وأن مصرعهم دون النطفة ولم يعبروا النهر علئ إمامتهطية . 
والمحصّل من النظر في الأخبار وأقوال الحكماء وعلماء الشرع والتجارب الحاصلة المعلومة بالتوا: تر أن المفى 
هو العلم الذاتي بكل شيء غائب فليس هذا لاحد إلالله تعالئ إذ هو خالق كل شيء ويعلم من ذاته ما يخلق وأما 
الممكنات كلما بلغوا ذ ل ا ا ل 
حاصلاً لهم بمقدار ما يرئ الله المصلحة فى تعليمهم كما قال تعالئ لفلا يُظهر علئ غيبه أحداً إلا مَنْ أرتضئ من 
رسول» والأمر دائر عند العوام بين الجهل المطلق بكل غيب والعلم المطلق بكل غيب كما نرئ في سائر 
عقائدهم أنهم إما مُفِرطون أو سُفْرَطُون والمنجم عندهم إما أن يقدر علئ الأخبار بكل ما سيقع من النظر في أوضاع 
الكواكب أو يكذّب في الجميع ولا يقدر على شيء ولا يفرقون بين أمثال الخسوف والكسوف المبنية علئ 
التسييرات وبين ن أحكام المواليد والخصية والغلاء:رشى) 
١‏ -قوله: «إلا فى أهله» وذلك لأن للأشياء في ذهن أكثر الناس لوازم غير لازمة عند العقل ويفرق أهل العلم 
والمنطق بين اللازم العقلي والعرفي بالتمرن في الاستدلال وقهر الوهم للعقل سنين متمادية ولا يتحصل لغيرهم 
بغير تعلّم وتمرّن فإذا قلت للعامي: إن العالم مخلوق ذهب ذهنه الئ الحادث الزماني وإذا قلت: إنه ليس حادثاً 
ذهب ذهنه الئ أنه ليس مخلوق وإنما المتمرن للاستدلال يعرف أن الفاعل المختار أن تتعلق إرادته بأن يكون له 
في جميع الأوقات مخلوق وكذلك يذهب ذهن العوام من امتناع إعادة المعدوم إلئ نفى المعاد وغير ذلك مما لا 
يحصئء فأمر أساطين الحكمة بأن يلقئ العلم علئ من يستعد لفهمه. (ش) 


أركان الأرض أن تميد بهم والحجّة البالغة على مَن فوق الارض ومن تحت الثرئ وقال: قال أمير 
المؤمنين492: أنا قسيم الله بين الجنّة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد 
أقرّت لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرّت لمحمديّية ولقد حملت علئ حمولة 
محمد يه وهي حمولة الربّء وإنْ محمّداَيَلةُ يدعى فيكسئ ويُستنطق وأدعئ فأكسئ وأستنطق 
فأنطق علئ حدّ منطقه. ولقد أعطيت خصالاً لم يعطهنَ أحدّ قبلي. علمت علم المنايا والبلايا 
والأنساب وفصل الخطابء فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنّي ما غاب عنّيء أبشّر بإذن لله 
وأؤدَّى عن الله عرّ وجل »كل ذلك مككننى الله فيه بإذنه ١(‏ 

١ الشرح:‎ * 

قوله: (وفصل الخطاب ) أي الخطاب الفاصل بين الحقٌّ والباطل أو الخطاب المفصول الواضح 
الدلالة علئ المقصود للعارف, والمراد به كلام الله المشتمل علئ المصالح الكلية والجزئيّة والحكم 
البالغة والأوامر والنواهى وأحوال ما كان وما يكون إلئ يوم القيامة أو الكتب السماويّة كلها. 

١ الأصل:‎ * 

٠‏ محمّد بن يحيئ» وأحمد بن محمّد جميعاً. عن محمّد بن الحسن. عن على بن حشان قال: 
حدّئنى أبو عبد الله الرياحي؛ عن أبي الصامت الحلواني» عن أبي جعفرئية قال: فضل أمير 
المؤمنينلىةٍ ما جاء به آخذ به وما نهئ عنه أنتهى عنه. جرئ له من الطاعة بعد رسول الله يي 
مالرسول الله هيآ والفضل لمحمّدجَيلةٌ المتقدّم بين يديه كالمتقدّم بين يدي الله ورسوله والمتفضل 
عليه كالمتفضّل علئ رسول اللهييّة والرّادّ عليه فى صغيرة أو كبيرة علئ حدّ الشرك بالله. فإِن 
رسول الهييُ باب الله الذي لا يؤتئ إلا منه وسبيله الذي مَن سلكه وصل إلئ الله عرّ وجل وكذلك 
كان أمير المؤمنين لْيْةٍ من بعدهء وجرئ للأئمّة لوق واحد بعد واحد جعلهم الله عر وجل أركان 
الأرض أن تميد بأهلها وحٌمد الإسلام ورابطة علئ سبيل هداه. لا يهتدي هاد إلا بهداهم؛ ولا يضل 
خارج من الهدئ إلا بتقصير عن حمّهم. ؛ أمناء الله علئ ما أهبط من علم أو عذر أو نذ ر, والحجّة 
البالغة على مَن في الأرض» يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرئ لأوّلهمء ولا يصل أحد إلئ ذلك 
الأ هون الل وقال امسن الج يونا : أنا قسيم الله بين الجنّة والنارء لا يدخلها داخل إلا على حدّ 
لماجي له مسا لق 1 بم المحم لا يتقدّمني أحد إلا 
أحمد يده وإنى وإيّاه لعلئ سبيل واحدء إلا أنّه هو المدعرٌ باسمه. ولقد أعطيت الستء علم 
المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول وَإِنّى لصاحبٌ 


١-الكافى: ١‏ / /ا19. 


باب ان الأئمّة هم أركان الأرض 145 


العصا والميسم والدابّة ة التي تُكلّمُ الناس. 

#* الشرح: 

قوله: (قال: فضل أمير المؤمنين 42 ) الظاهر أن فضّل علئ صيغة المجهول. ويحتمل أن يكون 
أمرأًء والمراد تفضيله علئ جميع الأمّة في العلم والحكم والعملء وقوله «ماجاء به آخذ به الى 
آخره) وإن كان في الظاهر خبراً لكنه في الواقع أمر بالأخذ بأمره ونهيه إلئ يوم القيامة. 

قوله: (المتقدّم بين يديه) أي المتقدّم عليه في أمر من الأمور والحكم به قبل أن يحكم هو به 
كالمتقدّم علئ الله وعلئ رسوله قبل أن يحكما به. وكذلك مَن يدّعى التفضّل والرّيادة عليه في 
صفة من صفات الكمال مثل العلم والأخلاق ونحوهما كمن يدّعى التفضّل على رسول الله عللة 
لأنهيةِ نفس الرّسول فى الفضل والكجال كما قدل عليه آية المباملةة وتعليقة اللهاتعالر وناتم 
لمقام رسوله فى الأحكام. وفي بعض النسخ المفضّل بدل المتفضّل في الموضعين, وذكر اليدين لله 
ا ا ا ال ا ل 
بني نوعه من يكون سابقاً عليه فيما ؛ بين هاتين الجهتين المتسامتين 

قوله: (ناك وسول ال جل دل الحويد رم ادلم عن لقتال امبر الهف والأخل بأمدة 
ونهيه إلئ آخر ماذكره. 

قوله: (وجرئ للأئمّة) يبيّن أن التفضيل ووجوب المتابعة غير مختصٌّ بأمير المؤمنين 4# بل 
جار في الأئمّة من أولاده الطاهرين. 

قوله: (وعمد الإسلام) عطف علئ الأركان. والعمود بالفتح: عمود الخيمة والبيت وجمع 
القلّة: : أعمدة» وجمع . الكثرة: عمد بالتحريك وعمد بالضمّتين وتشبيه الإسلام بالبيت استعارة 
فكدقة: واتاك العتدله له اهنا مقيراةة: 

قوله: (ورابطة علئ سبيل هداه) أى جعلهم فرقة رابطة أي لازمة لسبيل الهدئ غير مفارقة عنه 
وقد جاء رابطت بمعنئ لازمت كما صرّح به ابن الأثير في النهاية. أو جعلهم فرقة رابطة أى مقيمة 
علئ سبيل الهدئ من الرّباط: وهو الإقامة في الثغور حفظاً من الدّخول والخروج. أو جعلهم رابطة: 
أي فرقة شديدة كأنهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرّابط بمعنئ الشديد يقال: 
خلّف فلان بالنغر جيشاً رابطة أي شد يدة. 

قوله: (لا يهتدي هاد إلا بهداهم ) فى بعض النسخ «لا يهدي هاد». والهدئ: الرشاد, والدّلالة 
وهدى واهتدئ هنا بمعنئ والهادي يطلق علئ مّن يعرّف غيره طريق الح وعلئ من يعرفه والثاني 





8/١ -الكافي:‎ ١ 


و شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


هو المراد هنا. 

قوله: (أمناء لله على ما أهبط من علم أو عذر أو تُذر) عطف علئ رابطة بحذف العاطف أو 
حال عن الأئمّة بحذف المبتدأ أى هم أمناء الله» وعذر وتُذر مصدران لعذر إذا محئ الإساءة. قال 
ابن الأثير فى النهاية. 00 محوت الاساءة وطمستها. ونذر إذا خوّف. أو جمعان لعذير 
بمعنئ المعذورة ونذير بمعنئ الإنذاركما قالوا فى قوله تعالئ «افالملقيات ذكراً عذراً أو نذراً» 
وَلغل العيراد - والله أعلم هم أمناء الله تعالن علئ ما أهبط إليهم لا يزيدون ولا ينقصون من العلم 
بالمعارف الإلهيّة والأسرار الّبانيّة وغير ذلك ممّا يتعلّق بمصالح الدّنيا والآخرة ومن محو الإساءة 
للمطيعين إذا كان لهم عذر صحيح ومعذرة رس إنذار المبطلين وتخويفهم. وبالجملة والأمانة 
الإلهيّة فى خليفته المتوسّط بينه وبين عباده من جهة العلم ومن جهة التبليغ وهم 8 أمناؤه في 
هاتين الجهتين وخلفاؤه فى تينك الخصلتين. 

قوله: (ولا يصل أحدٌ إلئ ذلك إلا بعون الله تعالئ ) أى لا يصل أحد منهم إلى ذلك المقام أو لا 
بصل أحد من الناس إلئ الاهتداء بهداهم إلا بعون الله ونصرته؛ ففيه دلالة علئن الأوّل علئ أنَّ 
الخلافة موهبيّة وعلئ الثاني علئ أن الهداية موهبيّة. 

قوله: (إلا علئ حدٌ قسمى ) القسم بفتح القاف: مصدر قسمت الشىء, وأمّا الكسر: فهو الحظّ 
والتضنيي: 

قوله: (وأنا الإمام لمَن بعدي) أي أنا المقتدئ لمن ينشأ بعدي فيجب عليهم الاقتداء بسيرتي 
والاهتداء بهدايتى والمتابعة لقولي وفعلي, وأنا المؤدّي عمّن كان قبلي ديونهم أو الشهادة لهم 
وعليهم أو حقوقهم كلها ولهذا حذف المفعول للدّلالة على التعميم. 

قوله: (إلَا أنّه هو المدعرٌ باسمه) لعلّ المراد أنه لافرق بيني وبينه إلا في الاسم أمّا المسمّئ 
فواحد وحدة وصفيّة لااوحدة شخصيّة. ويحتمل أن يكون المراد أنه المدعدٌ باسمه المعختص 
كالرشول:والقبيه زأمكاليننا كما يشغزية إضافة الاسم الى فتميره يعتى أن الفرق:ببنى :وبيته فين 
وصف التّسالة حيث أنه يتصف به لا أنا. وأمّا باقى الصفات الكماليّة فلا فرق. 

قوله: : (والوصايا) عطف علئ «المنايا» علئ الظاهر أو علئ علم المنايا علئ الاحتمال والأوّل 
يفيد أنّه كان عالماً بوصايا جميع الأنبياء إلئ أوصيائهم كما وكيفاً ولم يكن كذلك أحدٌ من الأوصياء 
السابقين والثاني يفيد أله أوتي وصاباهم أو وصايا رسولناُ والجمع حينشئٍ باعتبار تعدّدها بتعدّد 
ععلتنها: 

قوله: (وإنّى صاحب الكرّات) الكرّة : المدّة والجمع الكبّات وهو صاحب الكرّات لعرض كل 
أحد عليه مّات مدّة عند كونه روحاً مجرّداً نورانياً فى عالم القدس حيث عرض عليه الملائكة 





فوحّدوه لتوحيده وسبّحوه ل: ليع وهاه لتهليله. ومرّة فى الميثاق أخذ منهم العهد بولايته ومرّة 

فى الفح ردلا بقار أحد لا سور ومرّة فى غدير خم حيث أخذ له الولاية من الحاضرين 
وأمر بتبليغ ذلك إلئ الغائبين. ومّة عند الموت فإنّه يحضر موت كل أحد ومرّة فى القيامة فإِنّه 
يعرض عليه كلّ أحد فمن قبله فهو مقبول ومن ردّه فهو مردودٌ. أو لكونه صاحب حملات فى 
الحروب. أو لكونه صاحب الرّجعة والله أعلم بحقيقة كلام وليّه. 

قوله: (ودولة الدّول) الدّولة: بالفتح في الحرب والجمع الدٌّول بالكسر, والدّولة بالضمٌ: في 
المال يقال: صار الفىء دولة بينهم يتداولونه يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا والجمع دُولات ودُول 
بالضمّ والدّولة أيضاً الانتقال من حال الشدّة إلئ البّخاء وفيه إشارة إلى أنه صاحب الدولة في 
الحرب وقد اتّفق علئ ذلك العامّة والخاصّة أو إلى أنه يرجع إله دولة المال والملك عند ظهور 
الصاحب المنتظر. 

قوله: (والدَابَة) التى تُكلّم الناس بكلام يفهمونه, الظاهر أنه عطف علئ العصا قال في النهاية: 
من أشراط الساعة دابّة الأرض '١(‏ قيل إِنّها دابَّة طولها سنُون ذراعاً ذات قوائم أربع ووبر وقيل: هي 
مختلفة الخلقة تشبه عدّة من الحيوانات ينصدع جبل الصفا فتخرج منه ليلة الجمعة والناس 
سائرون إلئ منئ» وقيل: من أرض الطائف ومعها عصا موسئ وخاتم سليمانئية لا يدركها طالب 
ولا يعجزها هارب. يضرب المؤمن بالعصا ويكتب في وجهه مؤمن ويطبع الكافر بالخاتم ويكتب 
في وجهه كافرء وقالرعياض: قال المفشرون: إِنْها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا لا يفوتها 
أحد فتسم المؤمن فينير وجهه ويكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين 
عينيه كافر. وعن ابن عباس أُنّها الثعبان الذي كان بين الكعبة فاختطفته العقاب. وذكروا أنْها آخر 
الآيات لقيام الساعة ويغلق عندها باب التوبة والعلم والعمل. ويحتمل أن يكون عطفاً علئ قوله 


١‏ - قوله: ومن أشراط الساعة دابة الأرفن ورد ذكر دابة الأرض في القرآن الكريم ووردما يشبهه فى مكاشفات 
بوحنا من كتب النصارئ أيضاً واختلف في تفسيرها والحق الإيمان بظاهرها والتسليم لما أراد الله منها ورد علم 
ذلك إلئ أهله وعدم التكلّم فيه بغير برهان ظاهر وحجة قاطعة وما ورد من أن المراد بها أمير المؤمنين اه فإن 
ثبت صدوره عن الأئمة كك فهر الحق الذي لا يمترى فيه وإن لم نعلم حقيقته ووجه التعبير عنه وإن لم بثبت إلا 
بطريق ظنى فالوجه التوقف. وأما نفس هذه الرواية فضعيفة جداً لاحجيّة فيها لأن أبا صامت وأبا عبد الله الرياحي 
مجهولان وعلي بن حسان مشترك بين رجلين أحدهما ضعيف غال كذاب قالوا في حقه: إنه لا يتعلق من الاإسلام 
بشىء ء. وإنما يمتصر فى هذه الروايات علئ القدر الذي يوافق أصول المذهب وكذلك فى جميع الروايات 
الضعيفة وعلي بن حسان الذي قلنا إنه مشترك بين رجلين إذا صرّح بروايته عن عبد الرحمن بن كثير فهو تصريح 
بكونه الضعيف الغالي وقد مر مثله فى هذا الكتاب إلا أنه لم يكن مضمونه مخالفاً للأصول. رش) 


19 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


لصاحب العصا ويؤيّده ما رواه علئئٌ بن إبراهيم في تفسيره قال: حدّثنى أبى عن ابن أبى عمير, عن 
أبى بصيرء عن أبى عبد الله ظة قال: «انتهئى رسول الله يي إلى أ مير المؤمنين وهو نائم في المسجد 
قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه فحرّكه برجله ثمّ قال: يا داّة الله فقال رجل من أصحابه: 
يارسول الله يسمّى بعضنا بعضاً بهذا الاسم فقال: لا والله ماهو إلا له خاصّة وهو الذَابَة التي ذكر الله 
في كتابه ١‏ ارت الترل علهم اعرها وداه بن الأرمن كلمي اناراسي كارا ااال 
بُوقنون»7١)‏ يا علي إذا كان آخر الزّمان أخرجك الله في أحسن صورة؛ معك ميسم تسم به 
أعداءك). 


. 87١: -سورة النمل‎ ١ 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته كل 





باب نادر جامع فى فضل الإمام وصفاته 


* الأصل: 

١‏ أبو محمّد القاسم بن العلاء4ة رفعه؛ عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضائكة بمرو 
فاجتمعنا فى الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكرواكثرة اختلاف الناس فيها 
فدخلت علئ سيّدىنَكِةِ فأعلمته خورض الناس فيه. فتبشمطية ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم 
وخدعوا عن آرائهمء إن الله عزّ وجل لم يقبض نبيّه 49 حتّى أكمل له الدّين وأنزل عليه القرآن فيه 
تبيان كلّ شيء؛ بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاًء 
فقال عر وجل «إما فرّطنا في الكتاب من شىء ١76‏ وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمرهوتة: 
#اليوم أكملتٌ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتٌ لكم الإسلام ديناً»!"! وأمر الإمامة 
من تمام الدّين ولم يمض ييه حتّئ بيّن لأمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد 
سبيل الحقٌّ وأقام لهم عليّاةِ علماً وإماماً وما ترك [لهم] شيئاً تحتاج إليه الأمّة إلا بيّنه فمَّن زعم 
أنَّ الله عزّ وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ومّن ردَّ كتاب الله فهو كافر به. هل يعرفون قدر 
الإمامة ومحلها من الآمّة فيجوز فيها اختيارهم؟! 

إنْ الإمامة أجل قدرا وأعظم شأناً وأعلا مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غورا من أن يبلغها الناس 
بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم. إِنَّ الإمامة خض الله عرّ وجل بها إبراهيم 
الخليل4ة بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها بها ذكره فقال: «إِنّى جاعلك 
للناس إماما» 7 فقال الخليل.ك سروراً بها: «ومن ذُرّيّتي4 قال الله تبارك وتعالى: «لا ينال 


١‏ - سور الانعام :78 . ؟ -سورة المائدة :م 
٠“‏ - سورة البقرة : ١718‏ . 


15 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
عهدي الظالمين» فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلئ يوم القيامة وصارت فى الصفوة. ثم 
أكرمها الله تعالى بأن جعلها في ذُريته أهل الصفوة والطهارة فقال: 8 ووهبنا له إسحاق ويعقوب 
نافلةً وكلاً جعلنا صالحين:* وجعلناهم أثمّة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة 
وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ١١4‏ فلم تزل في ذُرّيته يرئها بعض عن بعض قرناً فقرناً حنّى ورّثها 
له تعالئ النبي ييه فقال جل وتعالى: «إإنَّ أولئ الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبي والذين 
آمنوا والله ولك المؤمنين»7") فكانت له خاصة فقلّدهاي علياةٍ بأمر الله تعالى على رسم ما 
فرض الله. فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان, بقوله تعالى: «إوقال الذين 
أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلئ يوم البعث »1 '' فهى في ولد علئ لك خاضة إلى 
يوم القيامة إذ لا نبئ بعد محمّدوَيةُ فمن أين يختار هؤلاء الججهَال؟! إِنّ الإمامة 1 منزلة الأنبياء 
وإرث الأوصياء إِنَّ الامامة خلافة الله وخلافة الرسول2ة ومقام ير المؤمنينة وميراث 
الحسن والحسين 80 انَّ الإمامة زمام الدين» ونظام المسلمينء وصلاح الدّنيا وعد المؤمنين: إِنَّ 
الإمامة أسٌّ الإسلام النامى وفرعه السامي» بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام الحجّ والجهاد 
وتوفير الفىء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف. الإمام يحل حلال 
الله ويُحرّم حرام الله ويقيم حدود الله. ويذبٌ عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة 
الحسنة والحجّة البالغة» الإمام كالشمس الطالعة المجدّلة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا 
تنالها الأيدي والأبصارء الإمام البدر المنيرء والسراج الزّاهر والنور الساطع, والنجم الهادي في 
غياهب الدّجى وأجواز البلدان والقفار ولجج البحار, الإمام الماءٌ العذب على الظماء والدَالٌ 
على الهدئ, والمنجى من الرّدئء الإمام النار علئ اليفاع, الحار لمن اصطلى به. والدّليل فى 
المهالك؛ مَن فارقه فهالكء الإمام السحابٌ الماطر, والغيثٌ الهاطل؛ والشمس المضيئة؛ والسماء 
الظليلة» والأرض البسيطة؛ والعين الغزيرة» والغدير والروضة؛ الإمام الأنيس الرّفيق, والوالد 
الشفيق, والأخ الشقيق والأمّ البرّة بالولد الصغيرء ومفزع العباد في الداهية النآدء الإمام أمين الله 
في خلفه وحجّته على عباده. وخليفته في بلاده والذّاعي ال الله والذابٌ عن حُرم الله. الإمام 


: 4: سورة الأنبياء : 773/8. ؟ناشورة آل غهران‎ - ١ 
. 01 سورة الروم:‎ - '* 


5 ارجات في تفلن وصفاته ع 


المطوزمو الذنوي: والميةا عو لوي 

#* الشرح: 

قوله: (فى بدء مقدمنا) البدء بفتح الباء وسكون الدّال والهمزة والبديء علئ فعيل أوّل الشيء 
والمقدم بفتح الدال مصد ركالمدوم. 

قوله: (وخدعوا عن آرائهم) أي وقعوا فى شدّة ومكروه من جهة آرائهم الفاسدة الخادعة لهم 
وفى بعض النسخ المصححة وعن أديانهم). 

قوله: (إنَ الله لم يقبض) اعلم أَنْهنظِةِ يبيّن هنا أمرين أحدهما أَنَّ الإمام منصوب من قبل الله 
تعالى وأنّه علو ادا وأولاده الطاهرون. ثانيهما: أَنَّ للإمام صفات عظيمة ونعوتاً جليلة لا يصل إليها 
عقرل:التعوكاد ركرة سين مدقا زو القبارسي ولامكن لق ممردي ا لبد وسيتين وياد ها 
مفصلاً أمَا بيان الأول فهو علئ مقدّمتين أولاهما: أنَّ الله تعالئ لم يقبض النبر يَيهُ حتّئ أكمل له 
الدّين لقوله تعالى: «تبياناً لكل شيء 7" وقوله تعالئ: «إمافرّطنا في الكتاب من شيء» وقوله 
تعالئ: اليوم أكملت لكم دينكم» ‏ الآية ودلالة هذه الآيات وأمثالها علئ ما ذكر واضحة. وأيضاً 
العقل الصحيح بحكم بأنْه تعالئ إذا بعثه لتكميل أمر يقبح منه أن يقبضه قبل تكميله. وأخراهما: أنَّ 
أمر الإمامة من كمال الدّين وتمامه وهذا متّفق عليه بيئنا وبين مخالفينا إلا مَن شد ولذلك اعتذر 
والترك دفنه يةُ والاشتغال بتعيين الإمام بأنَّ تعيينه أهجٌ من دفنه لتلا يخلو الرّمان من إمام ويلزم من 
هاتين المقدّمتين أن يكون تعيينه من قبله يي وإلا لزم خلاف المقدّمة الأولى. ثم إِنّه أقام علياً افيه 
لدلالة الآيات والرّوايات من طرق العامّة والخاصّة علئ ذلك ولأنه ثبت وجوب التنصيص بالامام 
ولم ينض بغيره إجماعاً فهو منصوص. 

قوله: (وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء) هذا وما عطف عليه إلئ قوله (وأمر الإمامة) 
بمنزلة الدّليل للسابق وفي بعض النسخ «فيه تفصيل كل شيء). 

قوله: (كملا) الكمل: التمام يقال: أعطه هذا المال كملاً أي تمامه وكلّه والمقصود منه وممًا 
بعده أَنَّ كلّ شيء وكلّ ما يحتاج إليه الأمّة في القرآن وأمر الإمامة من جملة الأشياء وأعظم ما 
يحتاج إليه الأمّة فهو أيضاً في القرآن. 





. 18: ؟ -سورة الأنعام‎ .1518 /١ -الكافي:‎ ١ 


0 





قوله: لما فرّطنا فى الكتاب من شىء» فرط وفرّط بالتخفيف والتشديد يتعدٌّ يان بفى يقال: فرط 
في الأمر يفرط فرطاً من باب نصر وفرّط فيه تفرطاً أي قضّر فيه وضيّعه حتّئ فات ولذا قال القاضى 
«من) مزيدة و «(شىيء) فى موضع المصدر فإ فرط لا يتعدئ بنفسه وقد عدّى بفى إلى الكتاب. 
والمقصود أنَّ الكتاب تام غير ناقص في البيان إذ كل شيء من أمر الدَّين وك فو رق 
الكتاب مفضصّلاً في اللوح المحفوظ فإِنَّ مشتمل علئ كل ما يجري في العالم من الجليل والدَّقيق لم 
يهمل فيه أمر حيوان ولا جماد بعيدٌ جداً. فانَّ الظاهر من الكتاب هو القرآن ويؤيّده أيضاً ما قبل 
غذة الآرةنوما بعدها. 

قوله: (وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمر هلا «اليوم أكملت لكم دينكم.» الآية قال 
بعض العامة ناقلاً عن عمر: أنَّ هذه الآية نزلت يوم حجّة الوداع في عرفات» وقال مجاهد: نزلت يوم 
فتح مكة. 

وقالت الإماميّة: إِنْها نزلت في غدير خم يوم الثامن عشر من ذي الحجّة فى حجّة الوداع بعدما 
نضَب ييه علياًكةٍ للخلافة بأمر الله تعالى؛ وقد دلت علئ ذلك رواياتنا وبعض روايات العامّة أيضاً 
وقد ذكر صاحب الطرائف جملة من رواياتهم منها ما رواه أبو بكربن مردوية بإسناده إلئ أبى سعيد 
الخدري «أَنَّ النبيت ييه دعا الناس إلئ غدير نحم أمر الناس بماكان تحت الشجرة من الشوك فقبً 
العيره الكسرية وها لنانن الزر عق يفا الكل يتين ف اليا بشع نظ لقان ررد عافن 
إبط رسول اللهيية ولم يتفرّقا حتّئ نزلت هذه الآية العظيمة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت 
عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً ١7‏ فقال رسول اللهية: الله أكبر علئ كمال الدّين وتمام 
النعمة ورضئ الرّب برسالتى والولاية لعلّى بن ابي طالبنهة: اللّهمّ من كنت مولاه فعليٌ مولاه. 
امول قو والاة وعاد قن عناداة والقيى من صر وقد لقن دل إل أن فاله: -فقال عمر بن 
خطاب هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولايى ومولئ كل مؤمن ومؤمنة» ومنها ما 
رواه الشافعي ابن المغازلي بإسناده إلى أبى هريرة قال: «مَّن صام يوم ثمانية عشر من ذي الحُجّة 
كُتب له صيام ستّين شهراً وهو يوم غدير خم لمًا أخذ انبر يَيُْ بيدي علي بن أبي طالب 496 فقال: 
ألست أولئ بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلئ يارسول الله قالعَيهُ: مَن كنت مولاه فعلٌ مولاه. 


السورة المائدة 3 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته - 


فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن ابي طالب أصبحت مولاي ومولئ كل مؤمن ومؤمنة. فأنزل 
الله عرٍّ وجلّ: «اليوم أكملتٌ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً» ١7‏ 
ومعنئ الآية الكريمة بحسب تفسير أهل الذكرطك اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علئ نية. 
وأتفيت عليكم نعمتي بإكمال الشرائع بإمامة على ليه ورضيت لكم الإسلام ديناً بخلافته افة) 
والعامّة لمّالم يعرفوا ذلك اعترضوا بأنّه تعالئ لم يزل كان راضياً بدين الإسلام فلم يكن لتقيبد رضاه 
باليوم فائدة» وأجاب القرطبي بأنَّ معنى قوله: (إرضيت لكم الإسلام دينً» أعلمتكم اليوم برضاي 
له ديئاً فلا يرد أنه لا فائدة لتقييد رضاه باليوم؛ فاعرف قبح الاعتراض وقبح توجيهه وكن من 
الشاكرين وسبجيء لهذا زيادة توضيح فى محلّه إن شاء الله تعالئ. 

قوله: (وأمر الإمامة من تمام الدّين) هذا متّفق عليه بين الخاصّة والعامّة ولذلك بادروا بعد 
موت النبئّ كيه قبل دفنه إلى نصب خليفة واعتذروا عن ذلك بأنّ نصب الإمام أهمّ من دفنه لثلا 
خلن التمان بلا إمام؛ وهذا الاعتذار دل علئ فساد مذهبهم. تأمّل تعرف. 

قوله: (فمَن زعم) يعنى من زعم أن الله تعالئ يكمل دينه بنصب إمام بعد رسول الله ييه فد رد 
كتاب الله تعالئ وكذَّبه في قوله #اليوم أكملتٌ لكم دينكم » _الآبة وقوله: 8وأطيعوا الله وأطيعوا 
الوَستول وأولي الأمر 00 وقوله: «#إِنّما وليّكم الله» الآية إلى غير ذلك من الآيات الدَّالَة 
علئ تمام الدّين وكماله بنصب الإمام وتعيين الخليفة. 

قوله: (فهو كافر به)' '' أي بالله وبكتابه والكفر بإحدهما مستلزم للكفر بالآخر. 


اسورة الأنعام :“. ؟دشوزة البناتلة 4 

٠*7‏ قوله: : «فهو كافر به» الئ هنا استدلال من القرآن عل وجوب نصب الامام من الله تعالئ وهو من أقوئ البراهين 
وأوثق الحجج وهذء الرواية وإذكانت بحسب الإسناد مرسلة وضعيفة لجهالة عبد العزيز بين مسلم إ الم يعرف إل 
من هذه الرواية فقط لكن الاعتماد فيها وفي أمثالها علئ المعنئ. وحاصل الحُجة أن الإمامة مسألة من مسائل 
الدين وحكم من أحكامه وليست مسألة اجتماعية مفرّضة الى آراء ء الناس واختيارهم نظير أَنْهم كيف يجب أن 
يبنوا دورهم ويخيطوا ألبستهم ويزيّنوا محافلهم ويطبخوا أطعمتهم بل هو من تمام الدين بل من أهم مقاصده 
ولو لم تكن مسألة دينية جاز سكوت النبن يك عنها وعدم نزول حكم من الله فيها كما يعتقد بعض الناس وكان 
علئ الناس أن يختاروا ما يستحسنونه ويرونه أولئ وأحسن وأوفق لهم وإذا كان من الدين كما فال كلا زأهين 
لإمامة من تمام الدين» فلابه أن يكون الدين كاملاً عند موته. ولو لم بين لكان الدين غي ركامل عند رحلة رسول 
اللْهوييُةٌ وهذا خلاف القرآن حيث قال: «اليوم أكملتُ لكم د دينكم © ثم شرع نقذ بعد ذلك الحُجة القرآنية في ذكر 
دليا ل عقلي علئ نصب الإمام من الله وهى أن الإمامة يشترط فيها شرائط لا طريق للناس الئ إحرازها للخلافة 


9 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

قوله: (هل يعرفون) الاستفهام للإنكار وحمله علئ الحقيقة بعيد والمقصود أَنَّ اختيارهم إماماً 
موقوف علئ معرفة قدر الإمامة ومرتبتها وصفاتها المختصّة بها وعلئ معرفة محلّها المنّصف بها 
وهم قاصرون عن معرفة جميع ذلك فلا مدخل في الإمامة لاختيارهم. 

قوله: (إنّ الإمامة أجل قدراً) قدر الشيء مبلغه وشأن الشيء حاله وغور الشىء قعره وعمقه. 
وهذا دليل علئ عدم اقتدارهم علئ معرفة اللإمامة وعدم جواز اختيارهم فيها لعجز عقولهم عن 
إدراك قدر الإمامة ومبلغها لجلالته وعن إدراك شأنها وصفاتها لعظمته وعن الوصول إلى مكانها 
ومنزلها لعلوّه وارتفاعه. وعن الوصول إلى جانب من جوانبها وطريق من طرقها الموضلة إليها 
لخفائه. وعن إدراك كنه حقيقتها وذاتها لدقّته. وإذا عجزت عن إدراكها من هذه الجهات فقد 
عجزت عن إدراكها مطلقاً لأنّ كل شىء يدرك فإنّما يدرك من إحدئ هذه الجهات. 

قوله: (من أن يبلغها الناس بعقولهم) متعلق بأجل وما عطف عليه على سبيل التنازع ووجه 
الترديد أَنَّ المدرك إِمّا معقول صرفاً أو معقول بمعونة الحواس وليس في وسعهم إدراك الإمامة 
بأحد هذين الوجهين إذ لا مدخل للحواس فى معرفة الإمامة وليس لعقولهم طريق إلى معرفتها. 
وفي جعل قوله (أو يقيموا إماماً باختيارهم ) قسيماً لهما نوع إشعار بأنَّ إقامتهم إماماًكان تحكّماً 
مجرّداً عن إدراك الإمامة ومحلها بوجه من الوجوه. 

قوله: (إنَّ الإمامة خصّ الله تعالى بهاإبراهيم الخليل.2ة ) دليل علئ قوله إن الإمامة أجل - إلى 
آخره) وتوضيح لأنَّ الإمامة تثبت بالنصٌ كما هو مذهب الإماميّة من أَنَّ تعيين الإمام من قبل الله 
تعالى ومن قبل رسول اللْهويهُ وبلزم سائر الناس ولا مدخلاً لاختيارهم فى ذلك خلافاً للعامّة فإِنْهم 
ذهبوا إلى أنه ليس تمن ولك علي توعان رميزكه بزاسغد را أن سرك الله 18 اش لم ع 





- كالعلم والعصمة إذ لا يعلم هذه الملكات ووجودها فى صاحبها إلا الله تعالئ إذ هي ملكة خفية لا علامة لها 
ظاهرة بحيث يتيقن بوجودها نظير الشجاعة والسخاء والعدالة, ثم ذكر غ4 مفضّلاً الشرائط التي يجب إحرازها في 
الإمام التى يعرف المخالفون أن البشر لا يحيط علماً باجتماعها فى شخص وإنما العالم بها الله تعالئ فقط 
واستشهد قبل تفصيل ذكر الصفات بنصب الله تعالئ ابراهيم لك إماماً ومن ذريته وبعد ذلك ذكريية أدلة وبراهين 
علئ أن الامامة من أهم المسائل الدينية ولا يُحتمل أن تكون مسألة سياسية منفكة عن الدين كما يزعمه 
الجاهلون علئ ما يذكر إن شاء الله تعالى (ش). 

١‏ -قوله: «مضئ ولم يستخلف» لوكانت الإمامة من الدين لم يجز ترك بيانه من الله ورسوله مخصوصاً مع قوله 
تعالى #اليوم أكملت لكم دينكم» فكان الدين كاملاً ولم يكن فيه مسألة الإمامة بإعتقادهم فيلزم منه أن لا يكون 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 151 
قال الآبي ناقلاً عن القاضي القرطبي: عقد الخلافة يتحمّق بأحد الوجهين إِمّا باستخلاف المتولي 
وإِمًا باتفاق أهل الحلٌٌ والعقد علئ رجل ويلزم سائر الناس ولا يلزم مباشرة كل الناس للبيعة وينعقد 
أيضاً بالواحد من أهل الحلٌ والعقد إذا لم يوجد غيره واحتجٌّ نار رعو لوي بحل ا 0 
لعمر وعقدها عبد الرحمن لعثمان» وبعض الشيوخ يضعّف هذا الاحتجاج ويقول: إِنّه ليس بشي 
لأنّ عقدها لعمر وعثمان إِنّما كان بإجماع الصحابة علئ ذلك وقال: وإِنّما يحتجّ بعقدها بالواحد 
بمسألة الإجماع إذا لم يكن في العصر إلا مجتهدٌ واحدٌ فإنهِ يتقرّر ويكون قوله وحده إجماعاً. أقرل: 
ماذكره أَنَّ رسول اللهويهٌ لم يستخلف فهو افتراء علئ الله تعالئ ورسوله لأنّ كتب أصولهم مشحونة 
باستخلاف علي يِه مثل حديث غدير خم ومثل قولهوَية لعلي نك «أنت منى بمنزلة هارون من 
توب ل أنه لامع بدي قتو ةلك سان عن لاكردييفا فى الكاؤم زد لمن رلك القيا اران 
اللتعيدتن واي علا ةراد اعنق اللساشين مو علرواترلة حسيع ذلله هر بعك الك قازر المي 
إلئ الرئاسة والشقاوة الأبديّة والوساوس الشيطانئيّة وللتابعين عليه هو إتّفاق السابقين علئ غيره 
بناء علئ أَنَّ الصحابة كلهم مرضيُّون عندهم؛ وهذا شيء لا أصل له واتّفاقهم ممنوعٌ لما مر من قول 
شارح الرّجز وهو من أعاظم علمائهم ولعدم موافقة سلمان وأبي ذرٌ والمقداد لهم فى ذلك ولعدم 
دخول على نيه وطلحة والزبير والعباس وغيرهم من الجماعة الهاشميين في سقيفة بنى ساعدة 
عند اختيار عمر أبا بكر لهذا الأفركما صرّح به الآبي في كتاب الإمارة من صحيح مسلم. فنحن براء 
من إمام نضَبه فلان وفلان (في الأصل جملة غير مقروءة) دون الناس أجمعين, ثم قال القرطبرك: 


- الإمامة من الدين فبطل تمسّكهم بالإجماع والأدلة الشرعية بل كفئ أن يقال هذه مسألة غير دينية فللناس أن 
يفعلوا ما شاؤوا وبختاروا ما أرادوا فدعواهم مبنيّة علئ أمرين متناقضين والتمسّك بالإجماع في الإمامة نظير 
التمسك به في إيجاب بناء البيت من اللبن» وطبخ اللحم بالنار وإن كانت من الدين فلابد أن يبيّنها الله ورسوله كما 
هو مذهبناء ولا أدري كيف لم تكن عند اختيارهم من أرادوا مسألة دينية بل مفوضة الئ الناس وبعد اختيارهم 
ونصبهم صارت مسألة دينية وجب علئ الناس قبولهم وحرّم عليهم التخلّف وجاز قتل المخالفين وسبيهم شرعاً 
مع انهم لم يخالفوا إلا في مسألة عرفية وهل يقتل أحد إن خالف غيره فى طريقة طبخ طعام أو خياطة ثوب فإن 
فالوا: : مخالفة الإمام فتنة ومفسدة وحل لنظام الاجتماع بخلاف المخالفة في طبخ الطعام وخياطة الثوب؛ قلنا 
الفتنة والفساد وحل نظام الاجتماع إن كانت منهيّة ة في الشرع كانت مسألة الإمامة مسألة دينية وان لم تكن منهيّة 
لم يجز قتل المخالف وسلبه الئ أن هذه المسألة الدينية كيف أُهملت ومع ذلك صرّح : فى الآية الكريمة بقوله: 
«(أكملت لكم دينكم © وهل هذا إلا تهافت واضح. (ش). 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





وجب نصب الخليفة خلافاً للأصم فإِنْه قال: لا يجب نصبه. واحتجٌ ببقاء الصحابة دون خليفة مدّة 
التشاور يوم السقيفة وبعد موت عمر. 

أقول: إِنَّ أراد أَنَّ وجوب النصب مختضصٌ بالأمّة فلابدٌ لدعوئ هذا الاختصاص من دليل وليس. 
فليسء وهل هذا إلا مثل أن يقال: وجب علينا حفظ مال زيد وعرضه لا علئ زيدء وإن أراد وجوب 
نصبه علئ الإطلاق مع قوله «بأنْ النبي لم ينصبه) لزم إسناد ترك الواجب إلئ النبئّ ولزمهم أيضاً أَنَّ 
مَن مات في مدّة التشاور من المؤمنين أن يكون كافراً لما رووه عنهية «مّن مات ولم يعرف إمام 
زمانه مات ميتةٌ جاهلية» وقال الآبوٌ: القائلون بأنّه لا يجب نصب الإمام فى شىء من الأيام بل إن 
تصب جازء وإذا لضان انافك الكرا مير اذا إإأمنة والقيدى فنعف شيل وهو ملااشدار ليه 
الآمدى حيث قال: ذهب الأصم إلى أنه يجب نصبه عند الخوف وظهور الفتن ولا يجب نصبه عند 
الأمن وانتصاف الناس بعضهم من بعض للاستغناء عنه وعدم الحاجة إليه. وذهب القرطبى وأتباعه 
لوحك :للك قار لا عسي نصمه توه انين : ركني لومي قتعا قاد رد ره بكرن لطي 
زيادة في الفتن. وذهب أهل السنّة وأكثر المعتزلة إلى وجوب نصبه مطلقاً لدليل السمع ١!‏ والسمع 
في ذلك هو الإجماع الواقع في الصدر الأول حتّئ قال أبو بكر في خخطبته: إِنَّ محكدا ناك ولا 
لهذا الدّبن ممن يقوم به. فبادروا إلى تصديقه وقبلوا قوله» ولم يخالف في ذلك أحدٌ وتبعهم في 
ذلك التابعون وتابعوهم إلئ هلّم. وقال بعض الناس: إِنَّ دليل وجوب نصبه إِنّما هو العقل لأنَّ في 
ترك الناس لاإمام لهم مع اختلاف الآراء فساداً في الدّين والدّنيا. 

وقال الآبي: القائل بوجوبه عقلاً الإماميّة!') والجاحظ والكعبي وأبو الحسين البصريّ ثم 
اختلف هؤلاء. فقال الإماميّة: الوجوب فى ذلك إِنْما هو علئ الله سبحانه وتعالئ. وقال الجاحظ 
وصاحباه إنّما الوجوب فى ذلك علئ الخلق. أقول: قول أبي بكر دلابدٌ لهذا الدّين ممن يقوم به إما 


-قولةة «مطلقاً لدليل السمع» وهذا تصريح منهم بأن الإمامة مسألة دينيّة ويؤخذ وجوبها من الشرع وحيئئذٍ 

فيجب أن يكون ثابتاً فى الدين حين نزل قوله تعالى: #اليوم أكملت لكم دينكم» ولو كان الدليل الإجماع 

الحاصل باعتقادهم بعد رحلة الرسول#آللةٌ لزم أن لا يكون الدين كاملاً على عهدهيية وإنما كمل بعد رحلته 

بالإجماع وهذا خلاف صريح الآية الكريمة. (ش) 

١‏ 0 «القائل بوجوبه عقلاً الإماميّة» وغرض أصحابنا أيَدهم الله تعالئ ان العقل كاشف عن كونه واجباً من الله 
تعالئ وكذلك في كل حكم شرعي يثبت بالعقل كحرمة الغصب أن العقل يكشف عن كونه ثابتاأ في الشرع لا أنه 

لسن واعياً فوع بل عقلاً نقط حم لا يكون من المطائل الديية: (فن) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 0١‏ 





صادق أو كاذتٌ فعلئ الثانى: لزم كذبه وكذب من صدّقه وبطلان الإجماع. وعلئ الأوّل: فإمًا أن 
يكون النبى ييه عالماً بأنه لاب لهذا الدّين مَن يقوم به أو لم يكن؟ فعلئ الأوّل: لزم أن يكون 
ل ا 
أبو بكر أعلم منه فيما له مدخل في صلاح دينه ثم أقول علئ الجاحظ والكعبئّ وأبي الحسين 
العترن قتا ناترم شنولا الست تماد سان وري نضيه عن لسرا ارت سيكس 1 ا 
وجه له. ثم قال الآبي: الأقوال في نصبه سنّة: وجوب نصبه علئ الخلق مطلقاً لدليل السمع. 
ووجوبه لدليل العقل علئ الله سبحانه» ووجوبه لدليل العقل علئ الخلق. ووجوب نصبه في الفتن 
لافي الأمن وعكسه. والسادس عدم وجوبه مطلقاً وهو مذهب الخوارج!١".‏ : 

قوله: (وأشاد بها ذكره) أي رفع بها قدره. فالإمامة أرفع منزلة وأعلئ مرتبة من النبوّة والخلّة 
وإذا لم يكن لاختيار الخلق فيهما مدخل فكيف له مدخل ة فى الامامة: قوله (فأبطلت هذه الآية 
إفائة كل ظال تجيلام كس اذ تن صل وله للب على بلبنة زعا عيوو انر زنك اانه مة أو 
قبلهما لا بصلح للإمامة؛ فمن عبد الأصنام ولعب بالأزلام في أكثر عمره كيف يكون إماماً. 

قوله: (وصارت في الصفوة) أي صارت بحكم الآية ثابتة فى الخاص من الذنوب مطلقاً 


١‏ -قوله: «وهو مذهب الخوارج» تمسّكوا بقوله تعالى إن الحكم إلا لله » وأعانه غنيم ابيا المزودن 91 عان 
ما روى فى نهج البلاغة: إنها كلمة حى يراد بها الباطل. وهؤلاء يقولون لآ أهرة إلا لله د يعنى أن الامرة غير الحكم 
ولابد من أمير يحكم بحكم الله تعالئ لا بحكم غيره ولاريب أن حكم الله لابد أن ينفذه أمير ولذلك لم يتم أمر 
الخوارج أيضاً في زمان إلا بأمير لهم. فإن قيل: سلّمنا أن الإمامة واجبة عقلاً وشرعاً ولا يتم الدين إلا بالإمامة 
ولكن المقدار المسلّم من ذلك إثبات أصل الإمامة ووجود إمام ما ولا يجب تعيين شخصه علئ النبي ولا عل الله 
تعالئ كما أنه أوجب الجهاد والدفاع ونعلم أن ذلك لا يتم إلا بجند ورئيس للجند ولا يجب تعبين رئيس الجند 

شخصاً وكما أوجب تعليم القرآن والفقه وحفظ شعائر الدين ومشاعره ولا يوجب ذلك تعيين : شخص المعلّم 
وحافظ الشعائر فنقول: أَوَلةّ إلى ل إخروظا ايلم عليه اناس كما وزوياتي ااال وثانياً بعد أن علم 
اف الإقاعة من الدانة وكماله داويد أن لا يكتفي النبي يوه بإيجابها إجمالاً بل إما أن يصرّح بأن الأمر مفرّض إلى 
النا س يختارون من شاؤٌوا وأما أن يصرّح بالتعيين وادعئ كثير تصريحه باختيار علي َي ولم نر في كتاب حديث 
أو تاريخ وسيرة أنهييةٌ قال يوماً لأصحابه «فوضت أمر الخلافة بعدي إليكم فانصبوا مَّن شئتم» فإذا لم يكن هذا 
قطعأ ثبت الاحتمال الآخر وهر تعيين علي وأما الإجمال والإبهام فغير محتمل مع ما نعلم من عمل الخلفاء 
بعده من التعيين أو التفويض إلئ أهل الشورئ صريحاً ولم يكونوا أعقل وأسوس وأحكم تدبيراً وأنظر لحفظ 


الدين من رسول الْييكة. («ش) 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 5 
المصطفى المختار من عند الله تعالى ليحصل الوثوق بما صدر منه والأمن من الخطأ فى تقرير 
الشرائع وإجراء الحدود وصرف بيت المال فى مصارفه لا في غيره كما فعله عثمان. | 

قوله: 9ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة» النفل بسكون الفاء والنافلة: عطيّة التطوّع من حيث لا 
تجب ومنه نافلة الصلاة والنافلة أيضاً ولد الولد والرٌّيادة وهي علئ المعنئ الأوّل حال من كل واحد 
من إسحاق ويعقوب وعلئ الأخيرين حال من يعقوبء أمّا على الثاني فظاهر, وأمّا على الثالث 
فلن يعقوت زيادة عل من شاله إبراهيع 94 وهر إسيحاق. ش 

قوله: لإوكلاً جعلنا صالحين» أي وجعلنا كلهم صالحين موصوفين بصلاح ظاهرهم وباطنهم 
حتّئ صاروا كاملين فى الحقيقة الإنسانيّة بالغين حدّ الكمال قابلين للخلافة والإمامة. 

قوله: إوجعلناهم ائمّة يهدون بأمرنا» أي وجعلناهم أئمّة للخلائق يهدونهم إلى الحنٌّ بأمرنا 
لهم بذلك وهو صريح في أن تعيين الإمام من قبل الله تعالى غير مفرّض إلئ اختيار العباد. 

قوله: #وأوحينا إليهم فعل الخيرات » أي أوحينا إليهم بعد تكميل ذواتهم بالعلوم الحقيقيّة أن 
يفعلوا الخيرات كلّها ليجتمع لهم الحكمة النظريّة والعمليّة ويحصل لهم السعادة الدّنيوية 
والأخرويّة وهو صربح في أنَّ الإمام يجب أن يكون منعوتاً بهاتين النعتين وموصوفاً بهاتين 
الفضيلتين فمّن كان موسوماً بسمة الجهالة» وموصوفاً بصفة الضلالة» ورذيلة الغباوة والحماقة لا 
يصمح أن يكون إماماً. 

قوله: #وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة# عطفهما علئ الخيرات من باب عطف الخاص على العام 
للإشعار بفضلهما والاهتمام بشأنهما وحُذفت التاء من إقام الصلاة للتخفيف مع قيام المضاف إليه 
مقامها وهو صريح في أنَّ ل يكون مقيماً للصلاة معطياً للزكاة فى جميع العمر وأوان 
التكليف فكيف يكون الثلاثة الْذْين مه مضئ أكثر اعمارهم فى عبادة الأصنام مستحقين للإمامة. 

قوله: #وكانوا لنا عبادين» عطف علئ «أوحينا» أو حال عن ضمير إليهم بتقدير قد وإيحاء 
فعل الخيرات حينئلٍ لزيادة الترغيب والحتٌّ علئ فعلها وتقديم الظرف بقصد الحصر أي وكانوا 
عابدين لنا لا لغيرنا ومخلصين فى عبادتهم غير مشركين في جميع العمر, كمايشعر به لفظ كانوا 
وهو صريح في أنَّ مَن أشرك في وقت من الأوقات لا يجوز أن يكون إماماً فكيف يكون الثلاثة 
الذين أشركوا فى أكثر الأوقات أئمّة. 

قوله: (يرثها بعض عن بعض) بنصّ الأوّل للآخر بأمر الله تعالى جل شأنه. 





باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 5-0 

قوله: (قرناً فقرنا) بالنصب علئ الظرفيّة أو علئ المصدريّة وفى النهاية الأثيريّة: القرن أهل كلل 
زمان وهو مقدار التوسّط فى أعمار اقل كل وماف ها عوةر ون راقرار انعا المقدا اتنس بكرن نه 
أهل ذلك الرّمان ذ فى أعمارهم وأحوالهم. 

ركل شرن السحرناو رك ثمانون» وقيل: مائة» وقيل: مطلق من الزَّمان وهو مصدر قرن 
يقرن. 

قوله: فقال جل وتعالئ: «أنَّ أولئ الناس » أي أخصّ الناس بإبراهيم وأقربهم منه للّذين اتبعوه 
فى عقائده وأعماله وأقواله ظاهراً وباطناً ولم يخالفوه أصلاً وهم أوصياؤه طيخ وهذا النبىّ الأمي 
المرين .الذي أمتوا بالل هن اضيا له 41لا نولش ولزل المؤايقين لمهم انماهم وا ادس عناة انه 
إلى انل المستقيم وقد احتجٌ قير لخر وين :للق بين عدا مان أرلية بالخلافة فقال: 
«وكتاب الله يبجمع لنا ما شد عنّاء وهو قوله تعالى: لإوأولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب 
الله» وقوله تعالى: لإِنَّ أولئ الناس بإبراهيم» الآبة يعني كتاب الله يجمع لنا ما ذهب عنًا من 
هذا الأمر وهو هاتان الآيتان» أما دلالة الآبة الأولئ فلأنّه ني من أخصٌ أولى الأرحام بالنبئن فهو 
أولئ بالقيام مقامه بحكم هذه الآبة. وأمًا الدلالة الثانية فلأنّهكِةٍ أقرب الخلق إلئ الإيمان به واتّباعه 
وأوّلهم فقد ظهر أنهية أولئ به وبمنصبه تارة من جهة قرابته وتارة من جهة طاعته واتباعه وعدم 
مخالفته بوجه من الوجوه. 

قوله: (نقلد هايَيّة عليَاية) أي جعلها لازمة في عنقه لزوم القلائد في الأعناق علئ رسم ما 
فرض الله تعالى عليه وامتثال أمره لكونها جليّة لا تليق إلا به. 

قوله: (فصارت في ذرٌ يته الأصفياء) وصف الذل”7 ئْة بثلائة أوصاف أحدها الصفاء المطلق وهو 
الخلرص عن جميع الأكدار والأعراض عن جميع الأغيار والتوسّل إليه تعالئ فى جميع الأحوال؛ 
وثانيها حقيقة العلم ووصفهم بذلك يقتضى أن يكون لهم العلم بجميع الأشياء؛ وثالثها حقيقة 
الإيمان وهو يفيد أن لهم أعلئ مراتب الإيمان ليشعر بأنّ المستحقّين للإمامة هم الموصوفون بهذه 
الصفات لأنَ غيرهم لا يخلو عن ظلم ما والظالم لا ينال الإمامة كما قال سبحانه: إلا ينال عهدي 
الظالمين ©. 

قوله: بقول تعالى: #وقال الذين أوتوا العلم والإيمان» الجار متعلّق بصارت أو بأتاهم 
والمجرمون يقسمون يوم القيامة نهم ما لبثوا في الدّنيا أو فى القبور غير ساعة لاستقلالهم مدّة 


ع" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
لبثهم إضافة إلى مدّة عذابهم فى الآخرة أو نسياناًكما أشار إليه سبحانه بقوله: إويوم تقوم الساعة 
يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون» أي مثل ذلك الصرف عند التحقيق كانوا 
بصرفون فى الدَّنيا ويجيبهم الّذين أوتوا العلم والإيمان من الأئمّة المعصومين والعترة الطاهرة لقد 
لبنتم فى كتاب الله أي في علمه أو قضائه أو اللوح المحفوظ أو القرآن إلئ يوم البعث فهذا يوم 
البعث الّذى كنتم منكرين له لردًّ ما قالوه وحلفوا عليه. وهذا الجواب وإن لم يتضمن تحديد مدّة 
لبثهم لكن فيه دلالة بحسب قرينة المقام علئ أنْها زائدة علئ ما قالوه كثيراً حتّى كأنّها لا يحيط بها 
التحديد. 

قوله: (إذ لاانبنَ بعد محمّد) دليل لقوله تعالى إلئ يوم القيامة يعنى أن خلافة النبى َثْيْهٌ مستمرّة 
في ولد على نه إلى يوم القيامة إذ لا نبئ بعد محمد يي حتّئى تنقطع الخلافة من ولد علي لىة. 

قوله: (فمن أين يختار هؤلاء الجَهّال) الفعل إمّا مجهول والجهّال صفة لهؤلاء أو بدل. وإمّا 
معلوم والجهّال مفعول علئ الظاهر أو صفة أو بدل علئ الاحتمال/ ١‏ وعلئ التقادير فيه إشعار أن 
طريق اختيارهم مسدود من جميع بع الجهات. 

قوله: ار أنَّ الامامة لجلالة قدرها وعظمة شأنها لا 
يبلغها عقول الناس وأنها إِنْما تثبت بالنصٌ وأنها حنٌّ على لِةِ أشار هنا إلى شيء من أوصافها 


١‏ -قوله: رعلئ الاحتمال» هذا الاحتمال أظهر مما سبقه وإن عكس الشارح وسياق الدليل هكذا: اللإمامة متوففة 
علئ شرائط وأوصاف خفيّة لا يعلم وجودها في أحد إلا الله تعالئ وهؤّلاء الناسبون للإمام جهال لا يعلمون 
وجودها في أحد فكيف يختارون الإمام وينضبونه وأما أن الإمامة متوقفة علئ شروط فلم يذكر بعد ذلك؛ واعلم 
أن الإمام المنصوب من قبل الناس يجب أن يكون محكوماً بحكمهم ومطيعاً لهم ومنقّذاً لإراداتهم لا آمرأ عليهم 
وقاهراً لهم وبالجملة وظيفته وظيفة الوكيل والنائب لا وظيفة الولي والقيّم لأن أصل إمامته كان باختيارهم 
وإرادتهم فلايجوز أن يكون فعله مخالفاً لهم وبذلك تعلم أن خلافة مّن نصبوه لا يمكن أن تكون بمعنئ وجوب 
إطاعته وإنفاذ أمره والتسليم لحكمه بل بمعنئ أن يستنبط رأيهم ويفتش عن رضاهم وإرادتهم وينقذ مايريدون 
نظير الحكومة الديمقراطية أو الدستورية في عهدنا لأن هذا هو اللازم العقلي لنصب الخليفة ثم أنه لا يزيد على 
سائر مواطنيه بعد النصب في عقل وتدبير ودراية وسائر مايوجب له تفوقاً وإن سلّمنا أنه فائق علئ كل واحد في 

جميع ذلك لكن لا يزيد عقل الواحد علئ عقل جميع الناس أَياً ماكان سلّمنا أنه أعقل من الجميع لكن لا يجوز له 
جك على ينرقلا بج كان أن اسه روفاعم وبالتجولة اهتين أحد بيار وطاعتم لجاز 
تناقض نظير صنع صنم بيد المخلوق ثم طلب الحاجة منه بعد الصنعة ووجوب الطاعة لا يتصور إلا للإمام 
المعصوم المنصوب من الله الذي له ولاية إنفاذ الأحكام علئ الناس سواء رضوا أو كرهوا(ش) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 2 
وأوصاف الإمام إيضاحاً لما مر وقطعاً لتعلّق اختيار الخلق بها فقال: دإنَّ الإمامة هي منزلة الأنبياء» 
.أي مرتبة لهم ولمن هو مثلهم فى العصمة فالإضافة بتقدير اللام. أو المراد أَنّها بمنزلة نبوّة الأنبياء 
فى أنّها أمد جليل مبنركٌ علئ أمر خفئ علا الناس فكما لا تثبت النبوّة لأحد باختيار الخلق كذلك لا 
تنبت الإمامة باختيارهم, 00 

قوله: (وارث الأوصياء) ينتقل من وصىئ إلى آخر بأمر إلهى ونصٌّ نبوي. والإرث أصله ورث 
والألف منقلبة من الواو وهو في الأصل مصدر تقول: ورثت أ وورثت الشيء من أبي أرثه بالكسر 
فيهما ورثاً ووراثة وإرثاً وكثيراً ما يطلق علئ ذلك الشيء الموروث كما فى هذا المقام. 

قوله: (إنَّ الإمامة خلافة الله) خليفة الرجل من ينوب منابه في إنفاذ أموره ومن البيّن أنّ خليفة 
الله وخليفة الرّسول يجب أن يكون عالماً بجميع ما يحتاج إليه الخلق وعارفاً بجميع الحقائق 
وفاعلاً لجميع الخيرات وموصوفاً بجميع الفيقات العميلة ومنرّهاً عن جميع الصفات الدّذيلة. 
ومّن لم يكن كذلك وانتحل اسم الخلافة فهو من الجائرين الهالكين ولذلك لماكتب أبو بكر إلئ أبيه 
وهو في اليمن وأخبره بأنْ الصحابة جعلوه خليفة لكونه شيخاً مُستأكتب إليه أبوه إن كان استحقاق 
الخلافة بالسنٌّ فأنا أولئ بها منك وإن كان بالعلم والعمل والقرابة فعلييٌ بن أبى طالب أولئ من 
الجميع فقد ظلمتموه. 

قوله: (نَّ الإمامة زمام الدّين) الرّمام الخيط الذي يشدٌّ في البرة أو في الخشاش ثم يشدٌ في 
طرقة اموه :وفك مجن لخر زمانا إعافة الزمام :دن اذى بمقيعى ابحفا واه اي اد 
وإسناده إلئ الإمامة من باب حمل المشبّه به علئ المشبّه مبالغة فى التشبيه ويحتمل أن يكون 
الجملة استعارة تمثيلية وإسناد نظائرها الثلاثة إليها من باب إسناد المسبّب إلئ السبب مبالغة في 
التسجلئة وكرد الإنابة تزمام الذ رم اه آذ ابرط الذ بن هله اثنا يق ره ركد كرنو سنا يفك 
به أمور المسلمين ويحصل به صلاح الدّنيا وعرٌ المؤمنين إذ لولا الإمامة لوقع الهرج والمر ١7‏ 





١‏ -قوله: «لوقع الهرج والمرج» ما ذكره ه الشارح يندفع بالإمام غير المعصوم أيضاً وإن كان فاجراً ولا يكفى ذلك 
لرثبات الارمامة التي نقول بهاء نعم يكفي ذلك لرد قول الخوارج الذين لا يقولون بوجوب أمير أصلاًكما ذكرناء 
وإنما نقول بثبوت الإمامة لتحصيل لمدينة الفاضلة أعني أحسن أقسام الاجتماع كما ورد أنه ويملاً الأرض قسطاً 
وعدلا بعد ما مُلئت ظلماً وجورا وهي المدينة التي بحث عنها الفلاسفة ويطلبها جميع الأمم وأول شروطها 
واهمها ان يكون اهلها أصحاب الاراء المحمودة حتى يكون الولاة من سنخهم ويقبلون حكم إمامهم من غير 


3-55 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
والقتل والغارة والنهب وسبي الأولاد وحصل الفساد والعناد والذلٌ والعجز فى العباد. 

قوله: (إِنَّ الامامة أسٌّ الإسلام النامي ) الس والأساس أصل البناءء والنامي صفة للمضاف 
إلبيو" مزق تيسن العتر ينج : إذا راد وارتفع. وكذلك كان الإسلام عند بنائه زاد يوماً فيوماً بإذن الله 
تعالى وارتفع حتئ بلغ غاية الكمال أو صفة للمضاف من نمّيت الحديث أنميه مخفقًاً إذا بلّغته 
علئ وجه الإصلاح وطلب الخير؛ وكذلك يبلّغ الإماملئة دين الإسلام إلئ الأمّة وفي الكلام 
استعارة مكنيّة وتخييليّة. 





قوله: (وفرعه السامي) فرع كلّ شيء أعلاه ويقال: هو فرع قومه الشريف منهم, والسامي: 
العالى المرتفع من سما يسمو فهو سام إذا علا وارتفع حتّئ أضلَّ ما تحته ومنه السماء لارتفاعها 
وإظلالها. 


- تبطؤ ونكير ومن غير أن يكرههم إلا نادرا من المتخلّفين والعصاة ولذلك ابتدأ الفارابي في بيان المدينة الفاضلة 
بذكر آراء ء أهلها لأن الناس إن لم يكونوا معتقدين للآراء المحمودة لم يستقم أمر المدينة الفاضلة ولو كان الوالي 
إماماً معصوماكما لم يستقم لأمير المؤمنين 8 والحسنعئةٍ في مدة إمامتهما الظاهرية بل المدينة الطبيعية التي 
يمكن البحث عن أمرها وآثارها ولوازمها وعن حكومتها وحسنها وقبحها وصلاحها وفسادها سواء كانت مدينة 
فاضلة أو جاهلة هي أن يكون الناس موافقي الرأي للوالي» ليان عرض اكز المخور لمم ولا راو اله 
أو الخريية كان النا س أيضاً مطبوعين علئ ذلك وإلاكانت المدينة القسرية وكما لا يبحث في العلوم الطبيعية عن 
مقنضيات القواسر الاتفاقية لعدم إمكان ضبطها وإنما ببحث عن الأمور الطبيعية المخلاة بنفسهاكذلك المدينة لا 
يببحث عن القواسر فيها كلام الإمامئظة «إن الإمامة زمام الدين» يدل علئ ما قلناء فإن الإمامة لماكانت زمام الدين 
فلا يتعقل إمامة إلا مع دين يعتقده الناس ويكون الإمام مجرياً لأحكام الدين الذي يععدوة ختى يحون مره 
يعاراي ررد سك عل رار بر يا دزي :دول لتو امار ان لان والحلتاتر ساد كان لذ 
مبنى دولته حتئ استقام له ولأولاده الملك مدة أربعمائة سنة مع بطلان دينهم لكن لماكان يجري أحكاماً يعتقد 
الناس كونها حقاً من لله موجبة لسعادتهم ة فى الآخرة سهل عليهم إطاعته وعليه تنفيذ حكمه بخلاف مالو لم يكن 
فكريا لعا زتدرق يه لكاي 
وبالجملة فكلام الإمام نه «الإمام زمام الدين» أصل من أصول علم الاجتماع والعمران وقاعدة من قواعد السياسة 
أدل علئ المقصود من كلام من قال: الدين والملك توأمان إذ ليسا شيئين منفردين حتئ يطلق عليهما التوامان بل 
يتوقف كل منهما علئ الآخر بحيث لا دين إلا بإمام ينفذه ولا امام إلا بدين يلتزم به الناس. رش) 
١‏ -قوله: وضفة الأمضاف اليه ويحتيل كوه :ضنة للأسن وإتماصرقه السارح إل الاتلام:لآن الاس لا يتتمو 
ولكني أرئ نسبة النمو إلئ الأساس أولئ ويقال رفع أساس البناء وفي القرآن «واذ يرفع إبراهيم القواعد من 
البيت »© والقواعد هي الأسس والمعنئ أن دين الإسلام أصوله وفروعه تتم وتكمل بسبب الإمام فيجب أن يكون 
الامام عالماً بأصوله وفروعه ولا يستحق هذا المنصب مَن لا يهدى إلا أن يُهدى. رش 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ‏ . 1" 

قوله: (بالإمام تمام الصلاة) يفهم منه أَنّه يشترط أن يكون الإمام عالماً بالأحكام بصيراً بأمر 
الحروب وتدبير الجيوش وسدٌّ النغور ومنع الأطراف وأن يكون له من قوّة النفس مالا تهوله إقامة 
الحدود وضرب الرّقاب وإنصاف من الظالم وإجراء الأحكام والذَّتٌ عن دين الله والدعاء إلئ سبيله 
إذ بجميع ذلك يكمل نظام الأنام وصلاح الأيام وبُحفظ بيضة الإسلام وهذه الشروط اعتبرها العامّة 
أيضاً وجعلوها من الشروط المتفق عليها بين الأمّة وإن انتفئ جلّها فى إمامهم لإقرارهم بأنّ أئمتهم 
لم يكونوا عالمين بجميع ما أنزل الله تعالى إلى رسو ل ويه وأئه وَل لم يخصّ أحداً من الأمّة بالعلم 
بجميعه بل علم كل واحد بعضه وأنّ الإمام قد يرجع فى أمر من أمور الدّين إلئ غيره. 

قوله: (وتوفير الفيء) توفير الفيء عبارة عن قسمته!١'‏ علئ وفق القانون الشرعئ وترك الظلم 
في تقسيمه وعدم تفريقه فى غير وجوهه كما فعله الثلاثة ومّن تبعهم. 

قوله: (ومنع الثغور والأطراف) الثغر: الموضع الذي يكون حدًاً فاصلاً بين بلاد المسلمين 
والكمار وهو موضع المخافة من أطراف البلاد والأطراف أعجٌ منه. 

قوله: (ويذبٌ عن دين الله) الذَّتٌ: الدّفع والمنع حذف منعوله للدلالة علئ التعميم أي يدفع 
عن دين الله كلّ ما لا يليق به من الرٌيادة والنقصان. 

قوله: (ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة) المراد بسبيل الله: دينه الحقٌ. وبالحكمة: العلم المحيط 
به الذي أعطاه من فضله. وبالموعظة الحسنة: النصيحة الخالصة المذكّرة للعواقب المجدّدة عن 
الغشٌّ والخشونة والحجّة البالغة: البرهان القاطع الذي لا بحتمل الشكَ والشبهة وإِنّما قيّد 
الدّعوة!"' بثلاثة أشياء لأنّ الدّاعي وجب أن يكن عالماً حكيماً والمدعوٌإن كان سلس القياد يكفيه 


١‏ بل ازدياد الدخل فإنه يزيد بالعدل. 

؟ -«قيد الدعوة» العلوم تصوريات وتصديقات. والتصديقات من جهة المادة علئ خمسة أقسام: برهان وخطابة 
وجدل وشعر وسفسطة ولماكان الشعر والسفسطة غير مناسبين لشأن الحجة المنصوب من قبل الله تعالئ أمرهم 
بالدعوة إلئ سبيل الله بالحكمة: وهي البرهان. والموعظة الحسنة: وهى الخطابة وقال: 9 وجادلهم بالتى هى 
أحسن » إشارة إلئ الجدل وكلام الإمام هنا يشير إل هذه الثلاث. والحجة البالغة هى الجدل وعلم من ذلك أن 
وظيفة الإمام في المدينة الفاضلة ليست صرف حفظ النظم ودفع الهرج والمرج بل أهم من ذلك تعليم الآراء 
المحمودة وتقريرها حتى يعتقد الناس بها ويطيعوا أمره بسهولة وهذا متوقف علئ كونه عالماً إلهيا قادراً على 
التعليم بالبرهان كالحكماء وبالخطابة زيادة على ذلك إذ ليس كل حكيم قادراً على بيان الحقائق بلسان العامة كى 
يفهموا الحقيقة ولا يشمئز طباعهم عنها وقادرا علئ الاحتجاج بالجدليات إفهاماً للخصوم المعاندين ومعلوم أن 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





المواعظ والخطابيّات المقنعة وإن كان صعباً يفتقر إلى استعمال البراهين القاطعة. 
قوله: (الإمام كالشمس الطالعة المجدّلة)!١‏ يقال: جلّل الشىء تجليلاً أى عمّه وأحاطه. 


- الجمع بين هذه لا يمكن تحققه إلا فيمن بنضبه الله للخلافة ولم يتفق قط لمعاوية وعبد الملك بن مروان. فإن 
قيل: أي حاجة إلئ علم الإمام بهذه الأمور؟ ويكفى فيه علمه بالسياسة وتدبير الملك وجمع الفىء وتجنيد 
الجنود وحفظ الثغور ويفوض أمر التعليم والاحتجاج إلئ العلماء ء الماهرين فيهما قلنا: إما أن يشترط في الإمام 
كونه معصوماً وإما ان لا يشترط فإن اشترط فلا ريب أنه يعرف ماهو وظيفته من غير خطأ ولا نتكلم فيه وإن لم 
يكن معصوماً جاز أن لا يفوض الأمر إلئ أهل الحق أو يمنعهم من المفاوضة والاستدلال والاحتجاج كما منعهم 
معاوانة أو عاش المتظاهوين ن بالعلم من أهل الدنيا كأبى هريرة بما يريد ترويجه وبالجملة لم نر من غير 
المعصومين المتصدين للخلافة ما شرطه الإمامءكّةٍ هنا ولا ما يستحسنه العقل وبعد اشتراط العصمة ترتفع هذه 
الشبهة بتا. 

ثم أن قوله: بحام حرام الله الخ يدل علئ أن إمامة المعصوم ليس بمعنئ الحكومة المطلقة التي يستبشعها 

سن لاسرا ادا اسك ل رايس وا أ جك زا اتحة دل وسح ااال عرلا ل ل 
وأكثر رعاياه وآمنوا به ويرونه سعادة في الدنيا والآخرة ولا فرق بينه وبين الحكومة الدستورية التي يراها أهل 
مانن اق أنواع الحكومة والفرق أن الحكومة الدستوريّة مقيّدة بآراء العامة والحكومة الإمامية مقيدة بأحكام 
الله التى آمن بها العامة أيضاً وهي أحسن من الحكومة الدستورية البتة إذ اعتبر فيها مع رضا العامة موافقة أحكامها 
لارادة الله الواقعية. (ش) 

١‏ - «الإمام كالشمس الطالعة» لما ذكرطية شرائط الإمامة ووظائفها فى حفظ الدين وصيانة أحكام الله تعالى وقد 
يذهب الوهم إل أن هذا يمكن لعقلاء الحاين العبلبداء العدول ويجوز أن يختاروا مَّن علموا مئه العلم والصلاح 
والقدرة والسياسة. بِيْناظِةٍ بطلان هذا الوهم 500 الشرائط بعيد المنال لا يمكن اجتماعها في أحاد الناس» 
وقد علمنا أن اجتماع الصفات الكثيرة ة في رجل بحيث يستأهل منصبا أو يتعهد وظيفة أقل كثيراً من وظائف 
منصب الإمامة أمر نادر غير محقق الوقوع إلا بعد طي قرون كشاعر : فصيح عالم حكيم قادر علئ بث مكارم 
الأخلاق وغرسها فى قلوب الناسء أو عالم د ديني جامع بين المعقول والمنقول والحفظ ودقة النظر وذوق التفقه 
وقرّة البيان والمهارة في صنعة التحليل والاقتصاد في الاستدلال بحيث ينتفع بكتبه فإنه قد لا يتفق بعد قرون 
وربما يرئ العامة عالماً في زمانهم ولا يحسبونه إلاكأحدهم ثم يمضي الزمان ويعلو شأنه كلّما مضئ وربما يمر 
مئات من السنين أو ألف ولا يظهر مثله ومثل كتبه فيعرف أنه كان بمقام شامخ بعيد المنال كالشمس والقمر 
والنجوم وكانوا يحسبونه قريباً منهم كما ظن فرعون أنه يقدر ببناء الصرح أن يطلع إلئ السماء فلمًا بنئ وعلا فوقه 
رآها كما كان يراها من الأرض وإذا كان هذا شأنه مثلاً العلامة ونصير الدين الطوسي والمحقق والشهيد بل 
والفارابي وأبى على بن سينا وأرسطو وأفلاطون فكيف بمقام الإمامة وشأنها وَمتضبهًا فالإمام كالشمس يراها 
الناس قريباً منهم وهو في مقام ومكانة لا يقدر أحد مقدارها وهل يمكن لأحد غير أمير المؤمنين ها أن يتكلم 
بما نقل فى نهج البلاغه بحيث يخضع له البلغاء لبيانه والحكماء ء لبرهانه والفقهاء وسائر العلماء ء كل بما يناسب 
مهنته وكل يستحسنه ولم يأت أحد بمثله وكذلك سائر علوم الأئم ةطخ ومع ذلك فاعتقادنا أن في كل زمان 


باب نادر جامع فى فضل الإمام وصفاته امك 


والمجلّل: السحاب الذي يجّل الأرض بالمطر ويعمّها فقد شبّه الإمام من حيث أنه مظهر لحقائق 
الإسلام ومبيّن لما هو المقصود منها ومنوّر لعالم قلوب المؤمنين برفع الحجاب والغشاوة عنها 
بالشمس الطالعة المنوّرة بنورها للعالم الحسّى تشبيهاً للمعقول بالمحسوس لزيادة الإيضاح وكما 
م الجن قرجارأبى لسن رسيت الااقالها ابدى الا لارتفاعها نولا ارقا رمع لكترة ماتيالا 
القيوة اتناك طم يدن انق سدور جع كد للف نا في الأفق العقلى وهو أفق العقول بحيث لا 
تناله أيدى الأوهام والخيالات ولا أبصار العقول لارتفاع قدره وكمال نوره وقد مرّ أن الحواس 
والعقول قاصرة عن إدراك حقيقة الإمام وصفاته والكلام بهذا التفسير مبنيئٌّ علئ التشبيه المصطلح 
ولك أن تجعله استعارة تمثيليّة. 

قوله: (الإمام البدر المنير الخ ) الزّاهر المضىيء يقال: زهرت النار زهوراً أى أضاءت والنور هو 
الظاهر بنفسه والمظهر لغيره. والساطع: المرتفع؛ والسطيع: الصبح لأنّه يسطع عن الأفق والغياهب: 
جمع الغيهب وهو الظلمة, والدّجى: جمع الدّجية بالضمٌ وهي الظلمة وقد يعبّر بها عن الليل 
فالإضافة إِمّا بيانيّة أو بتقدير «فى). والأجواز بالجيم والرَّاي المعجمة جمع الجوز: وهو وسط كل 
شيء والجيزة: الناحية. والمراد بها من ما بين البلدان من القفار والقفار بدل منها وأمًا جعلها جمع 
الحوزة بالحاء المهملة بمعنى الناحية فهو بعيد لفظأ لأنه لم يثبت جمعها كذلك. إذا عرفت هذا 
فنقول قوله «غياب الدّجى» ناظر إلئ البدر المنير والسّراج الزّاهر لتناسب بينهما وبين الليل والمراد 
أن الإمام كالقمر والسراج المنيرين في غياهب الطبايع البشريّة وظلمات العوالم الناسوتيّة في 
الاهتداء به إلى المقاصد الدّنِيويّة والأخرويّة وقوله «أجواز البلدان والقفار» ناظر إلئ النور الساطع 
والمراد أنَّ الإمام كالنور الساطع مثل الصبح إذ به يمكن سير ما بين كل مقامين من المقامات 
النفسائية. 

وقوله: (لجج البحار) ناظر إلئ قلّة النجم الهادي والمراد أنَّ الإمام كالنجم الهادى إذ به يهتدى 





:- يوجد رجل بهذه الصفات التي يشترط في الإمام لحاجة الناس إلئ مثله وعدم إخلال لطف الله تعالئى وحكمته 
بهذا الواجب كما مر والاحقياج إليه كاحتياج الضال فى البحر أو البر إلئ هاد والظمآن إلئ ماء بارد إلئ آخر ما 
قالمية وكما أنه لم يهمل أمر السحاب والغيث وخلق الشمس والسماء والأرض والعيون والغدر والرياض وطبع 
في قلب الوالدين البر بالولد والمحبة كيف يمكن أن يهمل أمر الإمامة ولا يخلق رجلاً بصفاتها مع أن احتياج 
الناس إليه أشد من احتياجهم إل ما ذكر. رش 


0 


لف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
في قطع لج بحار القوئ الإنسانيّة والسير إلئ المقامات الإلهيّة. 

قوله: (الإمام: الماء العذب علئ الظمأ) الظمأ بالتحريك: العطش قال الله تعالئ: فالا يُصيبهم 
ظما» وبالكسر الاسم شبه الإمام بالماء العذب في رفع العطش والتسبّب للحياة إذ كما أنَّ الماء 
يدفع عطش العطشان ويتسبّب لحياة الأبدان كذلك الإمام يدفع العطش الحاصل لنفوس المؤمنين 
بسبب شدّة شوقها إلئ اكتساب المعارف وكمال ميلها إلئ اقتراف الحقائق ويتسبّب لحياتها أبد 
الآباد. 

قوله: (والدَّالٌ على الهدئ والمنجي من الرّدى) الهدئ بالضح: الهداية والرّشاد يقال: هذا الدّين 
هدئ. والرّدئ: الهلاك يعنى أن الإمام دل الخلائق بزواهر أمره إلئ طريق الحقٌّ والرّشاد وينجيهم 





بزواجر نهيه عن الهلاك والفساد. 

قوله: (والإمام النار علئ اليفاع) اليفاع بالفتح: ما ارتفع من الأرض مثل الجبل ونحوه شبّه 
الإمام بالنار في الظهور والدّلالة على المقصود وتصرّف فيها بأن اعتبركونها علئ مرتفع لزيادة 
المبالغة فى الوجه وإفادة كونه علئ حدٌّ الكمال. 

قوله: (الحارٌ لمَن اصطلئ به) الاصطلاء: افتعال مَن صل النار وهو التسحّن بهاء شبّه الإمام 
بالنار فى دفع البرد إذا كما أنَّ النار يدفع البرودة الحسيّة كذلك الإمام يدفع البرودة العقليّة الناشئة 
من صرصر أنفاس المعاندين, ويحتمل أن يكون المراد أنَّ الإمام بمنزلة الثّار المحرقة لمن تصدَّى 
بمحاربته ويكون الغرض إظهار شجاعته. 

قوله: (والدّليل فى المهالك مَن فارقه فهالك) ينبغى إسكان الكاف فيهماء والمراد بالهالك: 
مواضع الات 0 العثرات. وبالهلاك: هلاك الدنيا والآخرة. 

قوله: (الإمام؛ السحاب الماطر والغيث الهاطل ) الهطل بالفتح والسكون: تتابع المطر وسيلانه 
والتركيب إمّا من حمل المسبّب علئ السبّب لأنَّ الإمام سبب للسحاب الماطر والغيث الهاطل إذ لو 
لم يكن إمام لم يكن سحاب ولا غيث أو من حمل المشبّه به علئ الشمبّه والوجه عموم النفع 
وحصول الّفاهة. 

قوله: (والشمس المضيئة) شبّه الإمام بالشمس إذكما أنَّ الشمس تنوّر العالم الجسماني كذلك 
الإمام ينوّر العالم الرّوحاني. ولعلّ تكرار تشبيهه بالشمس للتأكيد والمبالغة» ويحتمل أن يكون 
الغرض في السابق إضاءته للعالم وههنا ضياوه في نفسه. 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته لحف 

قوله: (والسماء الظليلة) السماء تذكّر وتؤنّث وهى كل ما علاك فأظلّك ومنه قيل لسقف البيت 
سماءء فوصفها بالظليلة للتأكيد والاشعار بوجه الشبه 41 الإمام بط العباد عن حرارة عد وان الأنباء 
كما أنَّ السماء تظلّهم عن حرارة البيضاء. 

قوله: (والأرض البسيطة) وصف الأرض بالبسيطة للإيماء إلئ وجه الشبه وهو سعة العيش 
ورفاهية الخلق. 

قوله: (والعين الغزيرة) الغزارة: الكثرة وقد غزر الشيء بالضمٌ يغزر فهو غزيرء وفائدة الرصف 
هي الإشارة إلئ وجه الشبه وهو كثرة النفع والتسبّب للخصب والرّخاء أوكثرة العلم الشبيه بالماء. 

قوله: (والغدير) الغدير: قطعة من الماء يغادرها السيل أي يتركها وهو فعيل بمعنئ مفاعل من 
غادره إذا تركه. أو مفعل من أغدره إذا تركه. ويقال: هو فعيل بمعنئ فاعل لأنّه يغدر بأهله أى 
ينقطع عند شدّة الحاجة إليه وإِنّما شبّهه بالغدير لأنَّ الناس يرجعون إليه عند الحاجة كما يرجعون 
إلى الغدير أو لأنّه محل للعلم الذي به حياة الأرواح كما أنَّ الغدير محل للماء الذي به حياة 
الاشباح. 

قوله: (والرّوضة) الرّوضة: البستان الذي فيه البقل والعشب والأشجار المثمرة وغيرها وإِنّما 
شبّهه بالرّوضة لحصول الفرح والسرور بمشاهدته كحصولهما بمشاهدة الرّوضة أو لاشتماله على 
أنحاء أثمار العلوم كاشتمال الرّوضة علئ أنواع الثمار. 

قوله: (الإمام الأنيس الرّفيق) أنيسك: مصاحبك وصفيّك الذي تأنس به في الوحشة. والرّفيق 
المرافق من الرّفقَ وهو ضِدٌ العنف والخرق. والإمام مصاحبك فى هذه الدّار ومؤنسك فى وحشة 
غربتك فيها ورفيقك في السفر إلئ الله ولا ترى منه إلا خيراً. 

قوله: (والوالد الشفيق) وهو لا يريد لك إلا خيراً كالوالد المشفق إلى ولده. 

قوله: (والأمٌ البدّة بالولد الصغير) وهو يربيّك ويغذيك بالغذاء الووخاتن من العالوم والجما رفك 
علن أكمل :ما يليق بك كما أذ الأم تركف وتغديلك من القداء السسمانى ما بليق بك 

قوله: (ومفزع العباد في الدّاهية النآد) الفزع بالضمٌ: وهو الخوف. والمفزع: الملجأ في الفزع 
والامام مفزع للعباد إذا دهمهم أمر فزعوا إليه ليدفعه عنهم. والدَّاهية: الأمر العظيم. ودواهى الدّهر 
ما يصيب الناس من عظيم نوبه, والنآد: مثل فعالء والنآدي مثل فعالي «رنج ومست عدا فى 
الصراح؛ وقال الجوهريٌ هما الذّاهية والمّآل واحد وإنّما وصف الدّاهية بالنآد للمبالغة في عظمتها 


1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
وشدَّتها. وكونه مفزعاً لهم ظاهر لأنّ شأنه دفع الجور بالسيف والسنان, والحمل علئ الصبر فى 
نوائب الزَّمان. 

وقوله: (والذَّابُ عن حرم الله) لعلّ المراد به حرم مككّة والإمام يدفع عنه مالا يجوز وقوعه فيه 
ويمنع الناس من هتك حرمته؛ ويحتمل بعيداً أن يراد به دينه وحريمه وهي حدوهه التي بمنزلة 
التفوو.واراةة كإنة بعد منه لأله قدءمو ألهايذث عن :دين الله 

قوله: (الإمام الفظطر من الذنو ك0 بالقنا ميعير كانت اكير يرت كاننت ازسقلنة فى 
وقت الامامة وقبله ليحصل الوثوق به. ْ 

قوله: (المبرّأ عن العيوب)(': أى المنرّه عن العيوب البدنيّة والنفسائيّة الحسبية والنسبية 
ليتوفّر ميل الخلائق إليه ولا يكون لهم فيه غميزة. 

الأصل: 

المخصوص بالعلم؛ الموسوم بالحلم. نظام الدّين» وعز المسلمين. وغيظ المنافقين وبوّار 
الكافرين» والإمام واحد دهره لايدانيه أحد, ولا يعاد له عالم» ولا يوجد منه بدل. ولاله مثل ولا 
نظير. مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب. 
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره» هيهات؛ ضلْت العقول وتاهت الحلوم وحارت 
الالباب. وخسئت العيون. وتصاغرت العظماء؛ وتحيرت الحكماء؛ وتقاصرت الحلماء؛ وحصرت 
الخطناء وجولت الألقائ وكلث السعراءو:وعحوث الأدياء: وعبيقا اللفاء عن وضق شأن من شانه 
أو فضيلة من فضائله, وأقرّت بالعجز والتقصير وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء 
من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغنى غناه؛ لا كيف وأنى؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين 
ووصف الواصفين» فأين الاختيار من هذا وأين العقول عن هذا وأين يوجد مثل هذا؟! أتظئون أن 


١‏ قوله: «الإمام المطهر من الذنوب» شرع فى الاستدلال علئ وجوب كون الإمام تتصو ا ع ساقت اتفال 
كما استدل عليه علماؤنا وتقريره أن من شرط الإمام العصمة والعلم ولا يطلع الناس عليهما حتئ يختاروا مَّن فيه 
هذه الصفة.(ش) 

ارداقولة: (الميوا عن العيوب) الأهم في ذلك والأولئ حمله علئ العصمة التي يشترط فى الإمام.لأنهاية بصدد 
الاستدلال علئ عدم استيهال الناس لنصبه واخياره والعصمة من الذنوب والعيوب كالسهو والنسيان والخطا 
وأمثالها شرط لا يطلع عليه الناس. رش) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته " 


ذلك يوجد فى غير آل الرسول محمدوّة [وأهل بيته ] كذّبتهم والله أنفسهم. ومنّتهم الأباطيل 
تار حرفا مها منحفا حل تعن إلى التتعيفين :اذ لتود راتوا إقالمة الاسام بعر لك اترة باد 
ناقصة وآراء مضلّة فلم يزدادوا منه إلا بعداًء [قاتلهم الله أنى يؤفكون] ولقد راموا صعباً وقالوا إفكاً 
وضلُوا ضلالاً بعيداً؛ ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة «وزيّن لهم الشيطان أعمالهم. 
نصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين» رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله عي [وأهل بيته] 
إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: اوربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله 
وتعالئ عمًا يُشركون4 وقال عر وجلّ: لإوماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضئ الله ورسوله أمرأ أن 
يكون لهم الخيرة من أمرهم 6-الآية وقال: إمالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون أنّ 
لكم فيه لما تخيّرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إنَّ لكم لما تحكمون سلهم أيهم 
بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين؟ وقال: عرّ وجل: إأفلا يتدئرون 
القرآن أم علئ قلوب أقفالها»؟! أم «طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون»؟! «أم قالوا سمعنا 
وهم لا يسمعون إن شرٌ الدوّابٌ عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيراً 
لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون» أم #قالوا سمعنا وعصينا» بل هو «إفضل الله 
يؤتيه مَنْ يشاء والله ذو الفضل العظيم» فكيف لهم باختيار الامام؟! والإمام عالم لا يجهلء وراع لا 
ينكل. معدن القدس و الطهارة والنسك والرّهادة والعلم والعبادة» مخصوص بدعوة الرّسول يي 
ونسل المطهّرة البتول. لا مغمز فيه في ات واولا بهاذ و حيتي فيه البيكفن اتريدن: :و الدروة 
من هاشم. والعترة من الرسولييةْ والرضًا من الله عرّ وجل. شرف الأشراف والفرع من عبد مناف 
نامي العلم كامل الحلم. مضطلع بالإمامة, عالم بالسياسة؛ مفروض الطاعة, قائم بأمر الله عرّ وجل 
ناصح لعباد الله حافظ لدين الله. إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من 
مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيه غيرهم» فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان فى قوله تعالى: 
«أفمن يهدي إلى الحقٌّ أحقٌ أن يتّبع أمّن لا يهدّى إلا أن يُهدى. فمالكم كيف تحكمون» وقوله 
تبارك وتعالئ: لومَنْ يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً» وقوله فى طالوت: #إنّ الله اصطفاه 
عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم» وقال لبي : 
«(أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلّمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً4 وقال في 
الأئمّة من أهل بيت نبيّه وعترته وذرّيّته صلوات الله عليهم: 9أم يحسدون الناس علئ ما آتاهم الله 


23»> شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكأ عظيماً فمنهم من آمن به ومنهم 
من صِدّ عنه وكفى بجهئّم سعيراً» وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجل لامور عباده شرح صدره 
لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاماً فلم يعى بعده بجواب. ولا يحير فيه عن 
الصوابء فهو معصوم مؤيّد موق مسدّد. قد أمن من الخطايا والرّلل والعثان يخصّه الله بذلك 
يكروسسفه [البالنة] علن عياةه ؤعنامدو عله علنه ؤذلك فصل اله رزمدمق نشاء بوالهادو 
الفضل العظيم. فهل يقدرون علئ مثل هذا فيختارونه؟ أو يكون مختارهم بهذا الصفة فيقدّمونه 
تعدّوا ‏ وبيت الله الحنٌّ ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنُهم لا يعلمون. وفى كتاب الله الهدئ 
والشفاءء. فنبذوه واتبعوا أهواءهم. فذْمّهم الله و مقتهم وأتعسهم ؛ فقال جل وتعالى: 9ومَنْ أضل 
ممّن اتّبع هواه بغير هُّدى من الله إِنْ الله لا يهدي القوم الظالمين» وقال: 9فتعساً لهم وأضل 
أعمالهم» وقال: 9 كبر مقتأ عند الله وعند الذين آمنواكذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبر جبّار» 
ومن اش على المرح محقة ؤاله. وبل :تسليما كنيرا 3 

* الشرح: 

قوله: (المخصوص بالعلم ) أي انحصار العلم الإلهى علئ وجه الكمال فيه وهو بلوغه علئ حدٌ 
الكمال في القرّة النظرية والقوّة العمليّة وهو المسمّى بالحكمة التى ل" أشار إليها جل شأنه بقوله: 


١-الكافي: .5١9/ ١‏ 
١‏ - قوله: «وهو المسمئ بالحكمة) ب يجب أن يكون الإمام حكيماً بتمام معنى الكلمة فى القوة : النظرية والعملية. 
وليس المراد منه حفظ اصطلاحات أرسطو وإفلاطون من غير فهم معناها علئ ما يتبادر إلئ ذهن العوام بل يجب 
أن يكون عالماً بمبدأ الوجود ومنتهاه وسر الخلقة وسائر ما ذكره الحكماء من أقسام العلوم النظرية والعملية 
وأشار اليه الشارح و بعبارة أجمع أن يكون عالماً عقليا مضاهياً للعالم العيني كأنه اجتمع كل ما في الوجود فى 
نفسه الشريفة بوجود عقلىء فلا تتبطوء عن جواب أي سؤال يرد عليه. قال الفارابي الرئيس الاول من هو على 
الإطلاق هو الذى لا يحتاج في شيء أصلاً أن يرأسه إنسان بل يكون قد حصلت له العلوم والمعارف بالفعل. . وقد 

مح تناح كاب ما عدو تزه ! المسيت» 

والشبهة التى يرد هنا ويختلج ة فى أذهان كثير تندفع بمأمر وهي أنه يجوز أن لا يكون الإمام ععالماً بالأحكام 
والأصول ويكون العالم غيره فيرجع إليه ويصدر عن رأيه والجواب أن الإمام إذا لم يكن معصوماً جاز أن لا يرجع 
إلى العالم الحق ولا يطيعه إذاكان مخالفاً لهراه ولا يمكن جبره علئ إطاعة العالم مع كون الجند باختياره والاموال 
فى بده وأهل الدنيا المتملقرن يصوبون خطأه؛ وإنكان معصوماً فهو أولى بأن يطاع من كل أحد لآن العصمة لا 
تنفك عن العلم والذى لا يعلم الحق ولا يميز بين الصواب والخطأ والحق والباطل كيف يكون معصوماً وكلامنا 


لومَنْ يؤت الحكمة فقد أوتي خيراًكثيراً». 

قوله: (الموسوم بالحلم) الحلم: ملكة تحت الشجاعة وهى الإناءة والرزانة عند الغضب 
ومجابهته. 

قوله: (نظام الدّين) نظمت الولو أى جمعته. والنظام: الخيط الذي ينظم به اللَؤْلو وإنّما شبّه به 
لأنه ينتظم به لالى المسائل الدّينيّة والعلوم العقليّة والنقليّة. قوله (وعرٌ المسلمين) لأنه يندفع 
منوع :ل طون الطاعنين وشبهة الجاحدين وصولة الكافرين بحدّة سنانه ولطف بيانه وطلقة 
لسانه( أ وقوّة جنانه؛ وفيه تعميم بعد تخصيص لأنه قد مرّ أنه عرّ المؤمنين. 

قوله: (وبوار الكافرين) البوار: الهلاك وحمله علئ الإمام علئ سبيل المبالغة والمراد بإهلاكهم: 
إبطال عقائدهم بلطف البيان» وإزهاق أرواحهم بالسيف والسنان. 

قوله: (ولا يعاد له عالم ) دل علئ أنه يشترط أن ل د 
مسو سي سس سن وك لط راع رياو صر 


ا ا ل ب 


- فى المدينة الفاضلة وأما غير الفاضلة فيجوز أن يكون الرئيس غير عالم والعالم غير معصوم ويرجع الرئيس إن 
رأئ المصلحة إِلئْ العالم غ غير المعصوم وقد لا يرجع فإن أخطأوا جميعاً فالخطأ مجوّز عليهم فى المدينة غير 
الفاضلة.(ش) 
- قوله: : «ولطف بيانه وطلقه لسانه» هذا الكلام من الشارح في تفسير الحديث يدفع سؤالاً يرد هنا وهو أن المقصود 
من الحديث إثبات صفات في الإمام لا تجتمع فى غير المعصومين حتى تنحصر فيهم وهذه الصفات الأربع غير 
خاصة بالمعصوم إذ غير المعصوم أيضاً نحو أن يكون نظام الدين وعرّ المسلمين إلن آخره لأنه أيضاً يجتهد 
لحفظ ملكه وسلطانه علئ ما يشهد به التاربخ كما أن خلافة بني العباس لما انقرضت بغلبة المغول ذل المسلمون 
وتقوضت أركان الدين وبطلت ثقافة الإسلام والتمدن الإسلامي ولم يبق من آثارهم إلا القليل وكذلك بعد انقراض 
دولة الاتراك بغلبة النصارئ تُسخت أحكام الإسلام وراجعت شعائر الكفر بل تغيرت الألسسة والعادات وهى من 
أعظم إمارات الذلة والمقهورية وقبل غلبة النصارئ عليهم كان الأمر بعكس ذلك في بلادهم والجواب أن 
٠‏ المقصود العزة ة والغلبة والنظام بالقوة ة والشوكة المنضمة إلئ العلم ومكارم الأخلاق والآداب الحسنة والآراء 
. المحمودة والعقائد الصحيحة والشرائع العادلة التى تثبت ولا تزول والمعصوم هو القادر علئ تحقيق هذه الأمور 
' وهو العز الحقيقى للمسلمين وإلا فالقوئ الغير المتصف بالاراء ء المحمودة. محارب قطاع للطريق لا يوجب غلبته 


| عزأ تابنا متحمودا. رش 


»9 شرن أصنول الكافى للماتتدراخو جه 
علئ الاطلاق فلو سئل المفضول بما ليس عنده من أمر الدّين وكان عند الأفضل وجب عليه وعلى 
غيره إطاعة ذلك الافضل فيلزم أن يصير الإمام مأموماً فلا يكون الإمام إماماً على الاطلاق ومثل 
هذا لا يصلح للإمامة قطعاً. 

قوله: (ولا يوجد إلى قوله ‏ مخصوص) أي لا يوجد منه بدل مستحق للإمامة والخلافة مع 
وجود. ولاله مئل في الشرف الذّاتي والنسبي ولاله نظير في الفضل والكمال. 

قوله: (من غير طلب ١)‏ دل علئ أنَّ الامام ليس بمجتهد يخرج الأحكام وغيرها بالاستنباطات 
العقليّة خلافاً للعامّة فإنْهم اشترطوا أن يكون الإمام مجتهداً ‏ في الأحكام الشّرعِيّة ليستقلٌ للفتوى 
والاستنباطات بناء على علئ أصلهم من أن الإمام لا يجب أن يكون عالماً بجميع الأحكام بالنض حتى 
أنه إذا أخطأ لم يأثم بل يؤجر ويجب علئ الغير اتّاعه. فاعتبروا يا أولي الأبصار. 

قوله: (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام) لمّا أشار إلئ جملة من أوصاف الإمام أشار هنا إلى أن 
تعيينه خارج عن طوق البشر لأنّ عقولهم لا تصل إلئ صفة مامن صفاته فضلاً عن جميعها. 

قوله: (هيهات هيهات ) أي بعد معرفة الإمام وإمكان اختياره عن الخلق بعدا مفرطا وبيّن بعده 
بقوله «ضلّت العقول إلى آخره» والعقل إذا لم يقدر علئ الوصول إلى مطلوب يقال: ضل عنه إذا لم 
يجد طريقه. 

قوله: (وتاهت الحلوم) الجلم بالكسر: العقل وهو من الحلم بمعني الأناة والتّت في الأمور 
وللةدين كيار الحقااه ويجمع فى القلّة علئ أحلام وفي الكثرة على خُلوم بضم الحاء. 

قوله: (وحارت الألباب): وهى جمع لب وهو العقل وقد ذكر للعقل وقد ذكر للعقل ثلاثة 
أوصاف: الضلالة والتيه والحيرة؛ والأوّل: أن لا يجد طريق المطلوب مع الظنّ غير طريقه طريقا له. 
والقالي: الذهاب والحركة فى غير طريقه؛ والثالث: هو الحيرة الحاصلة بعد التيه لعدم وجدان 
امار ْ 


١‏ - قوله «من غير طلب» تصريح بالنتيجة بعد ذكر المقدمات وتقريب الاستدلال أن الإمامة مشروطة بشرائط كالعلم 
والعصمة وهو واحد فى الدنيا لا يدانيه وليس مثله ونظيره وهو مؤيد بقوة إلهيّة لا يطلع عليها أحد من الناس وله 
فضل منحه الله من غير طلب اكتساب فلايمكن أن يكون نصبه مفوّضاً إليهم مع عدم علمهم بمن حصلت الشرائط 
فيه وأيضاً إذاكان المتّصف بها منحصراً فى واحد لم يكن معنئ للاختيار والانتخاب إذ الانتخاب لا يتحقق إلا إذا 
كان سارف جما عد كلو اح لتق الها الستضبيه رن ) 


قوله: (وخسئت العيون) في الصحاح خسأ بصره خسأ وخسوءا: أي سدر يعنى تحيّر ومنه قوله 
:قنالل اوقلت التلك الصو عايناء وفى الصراح: الخسوء «خيره شدن جشم». 

قوله: (وتقفاصرت 000 جمع حليم وهو ذو الأناة المتثئّت في الأمور المتأمّل في 
عواقبها. 

قوله: (وحصرت الخطباء ) الخطيب: الخاطب بالكلام المقتدر على الإتيان به والمراد بمحخصره 
اسه اك 
العاقل كالأنبياء جمع نبي ال «الألباب» وهمى 0 
شريف. والمراد بجهل العقلاء عدم إدراكهم وصف الإمام مع عدم ميلهم إلئ خلافه وبهذا القيد 

قوله: (وكلت الشعراء ) الكلال: الأعياء يقال: كل فلان إذا أعيا عن التكلّم وعجزء والشعراء: 
جمع شاعر علئ غير القياس من الشعر بالكسر وهو في اللّغة: الشعور بالشيء الدّقيق والفطنة» وفي 
العرف كلام منظوم بأوزان مخصوصة واشتقاق الشاعر من المعنئ الأوّل كاشتقاق الضارب من 
الضرب ونحوه من المعنئ الثانى والثالث كاشتقاق لابن وتامر ونحوهما أي صاحب فطنة وصاحب 

قوله: (وعجزت الادباء ) الأدباء رذ بضم الهمزة ة وفتح الدّال: جمع أديب كالكرماء جميع كريم. 





١‏ - قوله: «وتقاصرت الحلماء» أي العقلاء وهذه الجمل الأخيرة الدالة على عجز الناس عن معرفة مَن يلين 
بالإمامة دقع لما يظن أن عقلاء الناس وحكمائهم يقدرون علئ تشريع شرائع وتحكيم أحكام وتأسيس قواعد 
لنظم الاجتماع وتعيين الرئيس ووظائفة شرائط كما تصدئ لذلك حكماء اليونان وبعدهم غيرهم وكما استنبطوا 
فواعد علوم المنطق والطبيعي والرياضي كذلك يستنبطون قواعد العلوم الاجتماعية وهذا الوهم جار مستمر في 
ذهن الناس في زماننا هذا وقد بيّنا في مبدأ كتاب الحجة أن الله تعالئ لم يفوّض أ امر التشريع والحكومة إلئ الناس 
عند المسلمين وذكرنا هناك مذهب النصارئ والملاحدة وان الامر عندهم مفوّض الئ الناس إلا في قليل من 
الاحكام عند النصارئ وذكر نا سابقاً أن الإنسان ليس له قرّة التميز والحكم في التشريعيات ولم يمنحه الله تعالئ 
ا 0 الجازم بها ولذلك لم يتفقوا ولن يتّفقوا على شىء واحد فى أمر الحكومة 

حسن أقسامها وإن كان الرأي الغالب في زماننا أن أحسن أنحاء الحكومة هي الدستورية ولكن أين هي من 
5-0 التى نطلبها و نذكر إن شاء الله كلامنا فيها. (ش) 


51 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


والأديب هو المالك لآداب النفس والدّرس والعارف بقوان, نين العقل والنقل. وقد شاع إطلاقه على 





00 بالقوانين العربيّة. 
0 


قوله: (عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله) الجارٌ متعلّق بضلّت العقول وما عطف 
عليه على سبيل التنازع» والشأن: الأمرو الحال والوصف. ولع المراد به تصرّفاته في عالم الإمكان 
والأعمال البدنيّة وهوكل آن وزمان في شأن. وبالفضيلة: العلوم العقليّة والكمالات النفسيّة. 

قوله: (وأقرّت بالعجز والتقصير) أي أقرت العقول والحلوم والألباب وغيرهم من الأصناف 
المذكورة الّتى هي أشرف أصناف الخلق بالعجز والتقصير عن معرفة شأن واحد من شؤون الإمام 
وفضيلة واحدة من فضائله فغيرهم أولئ بالعجز. 

قوله: (وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه) أي بكلّ الوصف وبكنه النعت والاستفهام للإنكار 
لعدم القدرة علئ معرفة ذلك. 

قوله: (ويغني غناء)(١)‏ الإمام من يغني الناس بكل ما طلبوه منه من أحوال المبدأ والمعاد 


١-قوله:‏ اوحض غتانو القوائة العظيكة المكر ةا عار بوويوه اماه العضرء المضرتة من انها لق كرتت على 
حكومة غيره البتة كيفما كان» وقد ذكر العلماء بهذا الشأن أقسام الحكومة قديماً وجديداً ولا يسعنا الآن تنفصيل 
جميعها إلا بإشارة إجمالية إلئ بعض ما اشتهر عند الناس حسنها ورجحانها ولاريب أن الحكومة القسرية وهي أن 
يكون الولاة جماعة مخالفة في الآراء والأهواء للمرؤسين ويقهروهم علئ قبول آرائهم مباينة بطبيعة الإنسان فإنه 
خلق مختاراً والقهر عل خلاف طبيعته والإنسان المقهور علئ خلاف آرائه كالنبات تحت خباء لا ينمو البتة ولا 
نورق ؤلة كمر وإن كان الؤلة:سالففيى زالامنة 'فاسدة ففان السلحاء ء تعليم الناس الآراء المعمردة والأخلاق 
الفاضلة حتى يستعدوا لقبرل حكومة الصلحاء.بطبعهم والحكومة الطبيعية أن يكون الأمة موافقة للولاة في آرائها 
وأهوائها محمودة كانت أو مذمومة وعلئ هذا فلاكلام إلا في أقسام الحكومة الطبيعية وهي تابعة لأقسام أهواء 
الناس و آرائهم, قد ذكر الفارابي فى كتابه الموسوم بالسياسات المدنية بعد أن أخرج منهم الإنسان غير المتمدن 
وسماهم لرايث الأجتما وشبههم بالخيلم فق الخنطة مرّة وبالبهائم أخرئ و قال: انهم ليسوا مدنيين ولا تكون 
لهم اجتماعات مدنية أصلاً قال: المدنيون علئ أنحاء كثيرة منها اجتماعات ضرورية» ومنها اجتماع أهل النذالة 
في المدن النذلة» ومنها الاجتماع الخسيس في المدن الخسيسة؛ ومنها اجتماع الكرامة من المدن الكراميّة؛ ومنها 
الأجتماع التغلبي في المدن التغلبيّة: ومنها اجتماع الحرية في مدينة الجماعة ومدينة الأحرار شرع كل واجد 
منها وشرائط رئيسهم ووجوه معاشهم وآراء ء أممهم وأهوائهم ومفاسد كل ونكتفي بنقل ماذكره ٠‏ في مدينة الأحرار 
وهى الحكومة الديمقراطية في اصطلاح عصرنا وبشبوت عدم كونها مدينة فاضلة تثبت عدم كون غيرها بطريق 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ذا 


والشرائع وغيرها من الأمور الكلّية والجزئية الّتى بها يتم نظامهم فى الدّنيا والآخرة بحيث يستغنون 
عن الطلب من غيره ولايوجد مّن يقوم مقامه ويغنيهم كذلك. 

قوله: (لا) تأكيد للنفى الضمني المستفاد من قوله «وكيف يوصف إلئ اخره» للمبالغة فيه. 

قوله: (كيف وأنى وهو بحيث -إلخ ): أى كيف يوصف بكله وأنى ينعت بكنهه. والحال أنه فى 
غاية ارتفاع قدره وعلوٌ منزلته فى مكان النجم وكما لا يصل إلئ النجم أيدي الناظرين كذلك لا يصل 
إليه أيدي أوهام المتوهّمين وهو عقول الواصفين. وفيه تشبيه معقول بمحسوس لزيادة الإيضاح 
والايماء إل علّة الانكار. 

قوله: (أتظئون) لمّا أشار إلى أن عقولهم قاصرة عن إدراك الإمام و صفاته أشار هنا إلئ بطلان 


- أولئ ولعلنا نشير ال تفسير بعض ماذكره ه فى موضع آخر. 
قال أبو نصر الفارابي: فأما المدينة الجماعية فهي المدينة التي كل واحد من أهلها مطلق مخلّئ بنفسه يعمل ما شاء 
وأهلها متساوون ويكون سننهم أن لافضل لإنسان علئ إنسان في شيء أصلاً ويكون أهلها أحراراً يعملون بما 
شاؤوا وهؤلاء لا يكون لأحد منهم على أحد منهم ومن غيرهم سلطان إلا أن يعمل فيما تزاد به حريتهم فتحدث 
فيهم أخلاق كثيرة و همم كثيرة وشهوات كثيرة والتذاذ بأشياء كثيرة لا تحصئ كثيرة ويكون أهلها طوائف كثيرة 
متشابهة ومتبائئ لا يحصون كثرة لإلئ أن قاي) ويكون من برأسهم إنما يرأسهم بإرادة المرؤوسين ويكون 
رؤساؤهم على هوئ المرؤوسين واذا استعصئ أمرهم لم يكن فيهم في الحقيقة لارئيس ولا مرؤوس إلا الذين هم 
محمودون عندهم (.......) ويكون جميع الهمم والأغراض الجاهلية من هذه المدينة علئ أتم ما يكون وأكثر 
وتكون هذه المدينة من مدنهم هي المدينة المعجبة والمدينة السعيدة ) 06 )ولكون مخبوبة مخبوب السكنى 
بادك جد لكل لبا كان لد عرى رتور عافاوعار ينوا ماما ديكا بور لأس لبها يتكتزنها 
فيعظم عظماً بلا تقدير ويتوالد فيها الناس من كل جيل (. ..) وتجمع فيها الأهواء والسير كلها فلذلك ليس يمتنع 
إذ تعادئ الزمان به إن ينشأ فيه الأماضل فيتفق فيها جود الحدكماء والخطباء والشعراء في كل ضصرب من الأمور 
ويمكن أن يتلقط منها أجزاء للمدينة الفاضلة وهذا من حين ما نشأوا في هذه المدينة ولهذا صارت هذه أكثر 
المدن الجاهلية خيراً وشراً معأ وكلّما صارت أكبر وأعم وأكثر أهلاً وأرحب وأكمل للناس كان هذان أكثر وأعظم. 
انتهى ما أردنا نقله من كتابه في السياسات المدنية وقد وصف من قبل ألف سنة المدن الديمقراطية الحاضرة كأنه 
رآها ودخلها وسبر أهلها ولعل مّن نشأ وترّئ مدة من عمره في واشنكتن أو لندن لم يقدر على وصف المدينة 
بهذه الصفة وبالجملة المدينة الجماعية في اصطلاحه هي التى قبلها كثير من بلاد النصارئ فى زماننا وحصل فيها 
ماذكره ٠‏ الفارابي من وجود الحكماء والخطباء ومع ذلك ليست هي عنده المدينة الفاضلة التي هي الغاية 
المقصودة لاجتماع الإنسان ولاعند الشيعة الإماميّة فإنها المدينة التى أهلها صالحون يجرى فيها أحكام الله تعالى 
المنزلة علئ رسوله بيد الإمام المعصوم ومدينة الجماعية لا تخلو عن خطأ وغلط و استثثار وإن كانت تخلو عن 
الففلم والقفتن في الحصملة. (ش) 


ل 


فق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
ظنّهم أن الإمام يوجد في غير آل الرّسول يَل. 

قوله: (كذّبتهم والله أنفسهم): أي أنفسهم تكدّبهم وتنسبهم إلى الكذب لعلمها بِأنَّ من جعلوه 
إماماً من غير آل الورّسول ليس بإمام. وإنما فعلوا ذلك لغرض من الأغراض الباطلة الدّنيويّة. 

قوله: (ومنّتهم الأباطيل) أي أضعفتهم الأباطيل عن الرّجوع إلئ الحنٌّ أو عن إصلاح ما ذهبوا 
إليه. يقال: منّه السير: إذا أضعفه وأعياه ومنّت الناقة: حسرتها. ورجل منين أي ضعيف كأنّ الدهر 
منّه أى ذهب بمنّته. والمّنّة بالضمٌ: القوّة» واحتمال أن يكون المراد منت عليهم الأباطيل من المنّة 
بالكسر بعيدٌ لفظاً ومعنئ فليتأمّل. 

قوله: (فارتقوا مرتقاً) الارتقاء: «الارتفاع» والمرتقئ: اسم مكان منه. والصعب: خلاف السهل. 
والدّحض بالتسكين والتحريك: الزلق وهو مكان لا تثبت فيه القدم. والحضيض: القرار من الأرض 
عند منقطع الجبلء» والكلام علئ سبيل التمثيل حيث شبّه حالهم فى سلوك طريق الدين باختيار 
إمام لهم بحال من أراد صعود جبل مرتفع وسلك طريقاً صعباً زلقاً كلما صعد قليلاً زلقت قدمه 
فسقط وانكبٌ إلى حضيضه. 

كيف الوصول إلئ سَعادٍ ودونها قلل الجبال ودونهنٌ حتوف 

قوله: (راموا) ترك العطف لأنّه استيناف كأنّه قيل: لم ارتقوا مرتقاً صعباً؟ فأجاب بأنّه راموا 
(إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة) أي غير مدركة لطريق المقصود ولا مطيعة لمرشدهاء والحائر: من 
علئ وهو النقصان أو من الحيرة» والبائر: الهالك الفاسد الّذى لا خير فيه ويقال: فلان حائر بائر إذا 
لم ينْجه لشيء ولا يطيع مرشدا. 

قوله: (فلم يزدادوا منه إلا بعداً) أي من الإمام أو من الدّين بقرينة المقام وذلك لأنَّ عدم معرفة 
اللإمام يوجب بعدا والاعتقاد بغيره يوجب زيادة البعد. 

قوله: (قاتلهم الله أنى يُؤفكون) الإفك بالكسر: الكذب. وبالفتح: الصرف أي كيف يُكذّبون على 
الله وعلئ رسوله أو كيف يصرفون عن الحقٌ إلئ الباطل وقوله «قاتلهم الله دعاء عليهم بالهلاك 
والبعد عن رحمة الله لأنَّ من قاتله الله فهو هالك بعيد عن رحمته. أو تعجّب من شناعة عقائدهم 
وقباحة أعمالهم. 

قوله: (ولقد راموا) عطف على راموا والتقدير وأقسم بالله لقد راموا أكّده بالقسم لترويج ما نسب 
إليهم من ارتقائهم مرتقاً صعباً وحيرتهم وإفكهم وازديادهم بعداً. 


قوله: (إذ تركوا الإمام عن بصيرة) أي عن بصيرة في أمره فدل على أن رجوعهم عن الإمام الحقٌّ 
إلن غيره وضلالتهم في الدّين وتحيّرهم في أمره لم يكن مستنداً إلى الجهل بالامام بل كانوا عالمين 
به كيف لا؟! والنصوص فى خلافته بلغ حد التواتر معنى وقد سمعها السابقون منهم مشافهة ولم 
ينض أحد من الأنبياء على وصيه مثل ما نص به نبيّنائ) أو عن بصيرة في الدّين فدلّ علئ أنهم 
ارتدّوا عن الدّين بعد إسلامهم وقد استشهد لذلك بقوله تعالى «وزيّن لهم الشيطان أعمالهم» من 
طلب الإمام باختيارهم فصدّهم عن السبيل وهو الصراط المستقيم والإمام الدّاعي إلئ الحقٌّ وكانوا 
مسبصرين أي عالمين بذلك السبيل فتركوه حتّئ هلكواء أو قادرين علئ الاستبصار به حتئ يعرفوا 
ولم يفعلواء وليس المقصود من الآبة ذمّهم فقط بل ذم كل مَن ترك الحقٌّ مع العلم به أو مع الاقتدار 
على طلب العلم به. 

قوله: (رغبوا ‏ الخ) تأكيد لقوله «تركوا الإمام عن بصيرة» أو استيناف كأنّه قيل: لم تركوه عن 
بصيرة فأجاب بأنْهم رغبوا وأعرضوا عن اختيار الله تعالى و اختيار رسولهية وأهل بيته إلى 
اختيارهم بمجرٌ دالتسويلات النفسانيّة والتدليسات الشيطانيّة» وأمًا اختيار الرّسول فقد دلت 
النصوص الصحيحة والمعتبرة والرّوايات المتواترة من طرق الخاصّة والعامّة على تعيين على عله 
للإمامة وقولهم: «لوكانت النصوص متواترة لحصل العلم قطعاً من غير اختلاف. مدفوع بأنّ المتواتر 
يفيد علماً إذا لم تسبق شبهة على خلافه وأمًا اختيار الله تعالى فقد دلّت الآيات الكريمة فى مواضع 
عديدة على ذلك وقد ذكر بعضها سابقاً وبعضها هنا ويأتي بعضها فى الأبواب الآتية. وقوله (وأهل 
بيته غير موجود في بعض النسخ المعتبرة. 

قوله: (والمرآن يناديهم ) إلى اختياره وسلب الاختيار عنهم. 

قوله: 9 وربّك يخلق4 أي ربّك يخلق ما يشاؤه بلا مانع ويختار «ماكان لهم الخيرة» من أمرهم, 
والخيرة: بمعني التخيّر كالطيرة: بمعنئ التطيّر ولفظة ما نافية ومفعول يختار محذوف وهو ضمير 
راجع إلى ما يشاء وقال بعض المفسّرين: ما موصوله مفعول ليختار والعائد الرّاجع إليها محذوف 
والمعنى يختار الذي كان لهم فيه الخيرة أي الخير والصلاح سبحان الله تنزيهاً له أن ينازعه أحد في 
الخلق ويزاحم اختياره اختياره تعالئ (عما يشركون) عن إشراكهم في الخلق والاختيار. قال 
صاحب الطرائف: روى محمّد بن مؤمن الشيرازي في تفسير قوله تعالى: «رتك يخلق ما يشاء 
ويختار ما كان لهم الخيرة» بإسناده إلى أنس بن مالك مان «سألت رسول الله ويه «ورتك يخلق ما 


يفف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





يشاء» قال «إنّ الله خلق آدم ييه من طين حيث شاء» ثمّ قال: «ويختار» إن الله تعالى اختارني وأهل 
بيتي على جميع الخلق فانتجبنا وجعلني الرّسول وجعل على بن أبي طالب َيه الرصى ثم قال: ‏ 
ا 
وخيرته من خلقه. ثمّ قال: «سبحان الله عمّا يشركون» يعني تنزيه الله عمّا يشرك به كمّار أهل مكة ثم 
قال: «ورتك» يعنى يا محمّد «يعلم ما تكنّ صدورهم» من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك دوما 
يعلنون» من الحبٌّ لك ولاهل بيتك». 

قوله: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة» أي ما جاز لهم. 

قوله: « أن يكون لهم الخيرة من أمرهم» نفي عنهم الاختيار وأوجب عليهم الرّجوع إلئ اختيار 
الله واختيار رسوله فى جميع أمورهم ومن جملته اختيار الإمام» قيل: جمع الضمير الرّاجع إلى 
المؤمن والمؤمنة لعمومها من حيث أنّْهما فى سياق النفى. 

قوله: (وقال عر وجلّ: مالكم كيف تحكمون) خاطب من حكم في أصول الدّين وفروعه!١ا‏ 
بمجرّد رأيه وهواه من غير أن يكون له دليل عقلى قطعممٌ أو دليل نقلئٌ أو عهد من الله على تجويزه 
له ذلك الحكم أو تقليد ممّن يثق به وعيّرهم بذلك إذكلٌ حكم لا سندله بأحد هذه الوجوه باطل لا 
يعتقد به عاقل ومن البيّن أن أمر الإمامة من أعظم أركان الإسلام فلا يجوز اختيار الخلق له بمجرّد 


١‏ «خاطب من حكم في أصول الدين وفروعه» ذكرنا سابقاً في مبدأ كتاب الحجة أن أمر التشريع ليس مفوّضاً إلى 
النانى هذه الآنات: تل عليه عترييتا وقلتا: إن المخالف ليه من لا يعتقد بالله تعالئ وينكر الشرائع ويقول: إن 
الإنسان مكلف بوضع قوانين لحفظ العدالة وإصلاح أمر المعاش والمتصدّون لذلك عقلاؤهم وأهل حنكتهم فى 
الاجتماعيات والسياسيات وأيضاً النصارئ يفوّضون أمر الدنيا إلون أهل الدنيا ولا يثبّتون أحكاماً دينية في 
المعاملات والسياسات إلا أحكاماً معدودة : في النكاح والطلاق وأما المسلمون يجميع طوائفهم فيثبتون نصوصاً 
كثيرة ة في الأحكام لا يجوز التخلّف عنها والعامة يجوزون للفقهاء فى غير المنصوص الفتوئ بالقياسء وأما 
مذهب الامامية فعدم التفويض مطلقاً فى حكم من الأحكام ولا معنئ عندهم لاختيار جماعة يقررون قواعد 
وأحكافاً يلتزمون بها كما فى بلاد الملاحدة والنصارئء ولا معنئ لذلك أيضاً عند أهل السنّة والجماعة لأنهم 
مكلفون بمتابعة نصوص الشرع وفتاوئ العلماء. ويشمل هذه الآيات اختيار الإمام إذ ليس مفرّضاً إلئ الناس 
وخالف فيه أهل السئّة أيضاً والكلام في ذلك يطول وقد بحث عندنا علماؤنا وكتبوا كتباً وقرروا حججأً لا تغنينا 

عن التكرار والتطويل. والبجك مم الواؤتحد :فى عدم تفويض أصل التشريع إليهم أهم وأولى للمسلمين ولم 
يحوموا حوله كثيراً لوضوحه فى الأزمنة السالفة و قلّة الملاحدة وواجب علينا فى زماننا لكثرتهم وغلبتهم وتأييد 
النصارئ إياهم فى الباطن ولا حول ولا قرّة إلا بالله العلى العظيم. رش 





الرأى من غير سند. قال القاضى وغيره: فيه تعٌجب من حكمهم واستبعاد له وإشعار بأنّه صادر من 
اختلال فكر وإعوجاج رأي. 

قوله: 9أم لكم كتاب فيه تدرسون إِنَّ لكم فيه لما تخيّرون» أي أم لكم كتاب نزل من عند الله 
تعالئ إليكم فيه تدرسون وتقرؤون أنَّ لكم ما تختارونه وتشتهونه قال القاضى: وأصله أن لكم 
بالفتح لأنه المدروس فلمًا جيء باللام كسرت. ويجوز أن يكون حكاية للمدروس أو استينافاً. 
وتخيّر الشىء واختياره أخذ خيره. 

وفيه إشارة إلئ أن ليس لهم دليل نقلي علئ ذلك الحكم. كما أن فى الأوّل إشارة إلئ أن ليس 
لهم دليل عقلى عليه «أم لكم أيمان علينا بالغة إلئ يوم القيامة إن لكم لما تحكمون» أي أم لكم 
عهود مؤْكّدة بالإيمان ثابتة لكم علينا بالغة فى التأكيد متناهية فيه. وقوله «إلئ يوم القيامة» متعلّق 
بالمقدر فى «لكم» أو ببالغة أي ثابتة لكم تلك العهود إلى يوم القيامة» أو بالغة ذلك اليوم ولا نخرج 
لكم أيمان علينا أم أقسمنا كما صرّح به المفسّرون. 

قوله: «سلهم أيهم بذلك زعيم» أي سل الحاكمين بمجرّد رأيهم واختيارهم أيهم زعيم بذلك 
الحكم قائم به يدّعيه ويصحّحه بحيث لا يتوبّه إليه اللُوم والعقوبة به. 

قوله: «إأم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين» أي أم لهم شركاء ممّن يوثق به في 
هذه الأمّة وفي الأمم السابقة يشاركونهم في تقرير أصول الدّين و فروعه واختيار الإمام بمجرّد 
آرائهم فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين فى دعواهم إذ لا أقلّ من التقليد. قال القاضى: قد نبّه 
سبحانه في هذه الآيات على نفى جميع ما يمكن أن يتشيّثوا به من عقل أو نقل أو وعد أو محض 
تقليد علئ الترتيب تنبيهاً علئ مراتب النظر وتزييفاً لما لاسند له. 

قوله: (وقال تعالى #أفلا يتدبّرون القرآن» ) أي أفلا يتصمّحون القرآن ولا يتفكّرون فيه ليجدوا 
مافيه من الوعظ والنصيحة والأمر بالخيرات ومتابعة الرّسول والنهى عن قول الزّور وغيره حتّى لا 
يجسروا على القول بمقتضى آرائهم؛ أم على قلوب أقفالها المانعة من دخول الحقٌّ المبين فيها 
وانكشاف أمر الدّين لها. قيل: تنكير القلوب لأن المراد قلوب بعض منهم وإضافة الأقفال إليها 
للدّلالة على الأقفال المناسبة لها مختصّة بها لا تجانس الأقفال المعهودة. 

قوله: «أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون4 أي لا يعلمون ما في متابعة القرآن وموافقه 


فق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الرّسول من السعادة وما في مخالفتهما والقول بالرأى من الشقاوة. والطبع: الختم وهو التأثير في 
الطين ونحوه. والطابع بالفتح: الخاتم وبالكسر: لغة فيه. وقال صاحب الكشاف: الختم والكتم 
أخوان لأنَ الاستيئاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتمأ وتغطية لثلا يوصل إليه ولا يطلع عليه ثم 
قال: فإن قلت لم أسند الختم إل الله تعالئ وإسناده إليه يدلٌ على المنع من قبول الحقٌّ والتوضل 
إليه بطريقه وهو قبيح والله تعالئ عن فعل القبيح علوًا كبيرا لعلمه بقبحه وعلمه بغناه عنه وقد نص 
على تنزيه ذاته بقوله «وما أنا بظلم للعبيد» دوما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين» دن الله لايأمر 
بالفحشاء» ونظائر ذلك مما نطق به التنزيل. قلت: القصد إلئ صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها وأما 
إسناد الختم إلى الله عر وجل فلينبه علئ أنْ هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء 
الخلقى غير العرضي ألا ترئ إلئ قولهم فلان مجبول علئ كذا ومفطور عليه يريدون أنه بليغ في 
الثبات عليه. وله توجيهات أخر إن أردت معرفتها فارجع إلئ تفسير قوله تعالئ «ختم الله على 
قلوبهم». 

قوله: «أم قالوا سمعنا» كالمنافقين (وهم لا يسمعون) سماع انقياد وإذعان فأنّه لا يسمعون 
أصلاً. وهذاكما يقال: فلان لم يسمع نصيحتي إذا لم يعمل بمقتضاها. 

قوله: 9إِنَّ شر الدّوابٌ» أى شر البهائم (الصمّ) عن الحق (البكم الّذين لا يعقلون) إِيّاه ذم مَن 
لم يعمل بالآيات القرآنيّة ولم يتدبّر فيها و عدّهم من البهائم التى لا تعقل شيئاً وجعلهم شراً 
لإبطالهم عقولهم الّتى بها يتميّزون من البهائم ومن جملة تلك الآيات ما دل على المنع من القول 
في الدّين بالرأى والاختيار وهم عيّنوا أعظم أمور الدّين وهو الإمام بآرائهم واختيارهم حتّى ضَلُوا 
وأضلوا. 

قوله: ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون» أي لو علم الله 
فيهم خيراً وانقياداً في وقت وإذعاناً في حين لأسمعهم إسماعاً موجباً لانقيادهم وإذعانهم فيه ولو 
أسمعهم كذلك لتولوا وارتدّوا بعد الإذعان والتصديق وهم معرضون عنه لعنادهم واستخفافهم 
إيّاه. قيل: هذا في صورة قياس اقترائي فيجب أن ينتج لو علم الله فيهم خيراً لتولُوا وهذا محال لأنه 
على تقدير إن يعلم الله فيهم خيراً لا يحصل منهم التولّي بل الانقياد. قلت: لاتُسلّم أن هذا محال 
بناء على ما فسّرنا الآبة لأن اللازم على تقديران يعلم الله فيهم خيراً في وقت أن يحصل منهم 
الانقياد في ذلك الوقت. ولا ينافي ذلك أن يحصل منهم التولي والارتداد بعده. وأجاب عنه بعض 


المحمّقين ولعلّه المحمّق الطوسي بعد حمل الخير على السعادة المطلقة الدّائمة: بأنَّ المقدّمتين 
مهملتان وكبرى الشكل الأوّل يجب أن تكون كليّة ولو سم فإنّما تنتجان لو كانت الكبرى لزوميّة 
وهو ممنوع ولو سلّم فاستحالة النتبجة ممنوعة لأنَّ علم الله فيهم خيراً محال إذ لا خير فيهم 
والمحال جاز أن يستلزم المحال . ش 

وقال بعض الأفاضل: وهذا الجواب وأصل السؤال كلاهما باطل لأنَّ لفظ «لو» لم يستعمل في 
فصيح الكلام في القياس الاقترائّي وإِنْما يستعمل في القياس الاستثنائى المستثني منه نقيض التالي 
لأنها لامتناع الشيء لا متناع غيره ولهذا لا يصرّح باستثناء نقيض التالي لانّه معتبر في مفهوم لو فلو 
صرّح به كان تكراراً وكيف يصمٌ أن يعتقد في كلام الحكيم تعالئ وتقدّس أنه قياس أهملت فيه 
شرائط الانتاج. وأ فائدة تكون في ذلك وهل يركب القياس إلا بحصول النتيجة؛ بل الحقٌّ أنَّ قوله 
تعالى ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم؛ وارد علئ قاعدة اللّغة وهي أنَّ «لو» لا متناع الجزاء لأجل 
امتناع الشراط» يعني أن سبب عدم الإسماع في الخارج ماهى. ثم ابتدأ قوله دولو أسمعهم لتولّوا» 
كلاماأ آخر على طريقة قولهيي: «نعم العبد صهيب لولم يخف الله ولم يعصه» يعني أنَّ التولّي لازم 
على تقدير الإسماع فكيف على تقدير عدمه فهو دائم الوجود وهذه الطريقة غير طريقة أرباب 
الميزان الذين يستعملون لفظ لو فى-القياس الاستثنائى وغير طريقة أهل اللّغة الّذين يستعملونه 
لامناع الجراء لأجل امتناع الشرط: وبناء هذه الطريقة علن أل لفط ولو قد يطل للدلالة عل أ 
الجزاء لازم الوجود فى جميع الأزمنة مع وجود الشرط وعدمه؛ وذلك إذا كان الشرط مما يستبعد 
استلزامه لذلك الجزاء ويكون نقيض ذلك الشرط أنسب وأليق باستلزامه ذلك الجزاء فيلزم استمرار 
وجود الجزاء على تقدير وجود الشرط وعدمه فيكون دائم الوجود في قصد المتكلّم. 

وقال سعد التفتازاني: يجوز أن يكون الشرطيّة الثانية أيضاً مستعملة على قاعدة اللّغة كما هو 
مقتضى أصل «لوء فتفيد أن التولي منتف بسبب انتفاء الإسماع لأنّ التوّي: هو الإعراض عن الشيء 
وعدم الانقياد له فعلى تقدير عدم إسماعهم ذلك الشيء لم يتحقّق منهم التولّي والإعراض عنه. 
ولم يلزم من هذا تحقّق الانقياد له. فإن قيل: انتفاء التولّي خير وقد ذكر أن لا خير فيهم؟ قلنا: لانسلّم 
أنّ انتفاء التولي بسبب انتفاء الإسماع خير وإِنّما يكون خيراً لوكانوا من أهله بأن اسمعوا شيئاً ثم 
انقادوا له ولم يعرضوا. 

قوله: «أم قالوا سمعنا وعصينا»: أي أم قالوا: سمعنا قول الله تعالى وقول الرّسول يي في 


افق كوج أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
جميع ما جاء به من المواعظ والنصايح والأوامر والنواهي و الرّواجر الدالة على المنع من الاختراع 
في الدّين وعصيناهما في جميع ذلك أو في بعضه لعدم موافقته للطبع أو للتعاند والتحاسد 
والتباغعض. 

قوله: (بل هو فضل الله ) أي الإمامة أو السماع ومعرفة الإمام فضل الله الذي يمتازبه صاحبه عن 
غيره يؤتيه تعالى من يشاء من عباده تفضّلاً و عطيّة, والله ذوالفضل العظيم. الّذين يستحقرون نعيم 
الدّنيا ونعيم الآخرة وفيه دلالة على أن الامامة موهبيّة وكذا معرفتها لمن استعدٌ لقبولها!١).‏ 

قوله: (والامام عالم لا يجهل ) ليس «لا يجهل» للتأكيد بل للاحتراز إذكل أحدٍ عالم في الجملة 
وهذا القدر لايكفي فى الإمام بل لابدٌ فيه أن لا يجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة وإلاّ 
لبطل الغرض من الإمامة ووقع الحيرة فوجب أن يكون الإمام ممّن خصّه الله سبحانه فى أصل 
القطرة: مكجا ل النطنة وتحودة الترييعة ومتداد الحقل #رسرعة الإدراك نورقم الموانة تر لالم ابضافاتة 
تعالى و أحكامه وأحوال العالم كلها. 

وبالجملة يجب أن يكون أفضل الناس علماً وأكملهم خشية وأكثرهم عملاً لأنَّ العلم يثمر 
الخشية والخشية تُثمر العمل فمن اجتمعت فيه هذه الأموركانت العلوم النظرّية عنده كالضروريّة. 
وقدكان رسول اللهييهٌ أعلم الناس جميعاً باتّفاق الأمّةَوْ دلت عليه روايات العامّة أيضاء روئ مسلم 
أنهعية قال: «إني لأعلمكم بالله» وأيضاً قال «أنّى أعلمهم بالله وأشدّهم خشيّة» والعقل الصحيح 





١‏ - «وكذا معرفتها لمن استعد لقبولهاء كلام مجهول المراد غير ظاهر المعنى وأما ما يتوهم من ظاهره. من الجبر وأن 
المعرفة من الله تعالى وليس فعلا اختيارياً للعبد فهو باطل جداً لا يريده الشارح البتة مع تمسكه بأصول مذهب 
اللإمامية إذ لا ريب عندنا في أن من لا يعرف الإمام معاقب مذموم محجوج بالأدلة القائمة علئ إمامتهم /8. 
ولابد أن يكون مختاراً حتى يقام عليه الحجة ولعل الشارح م لس سو مين و 
الأفعال الاختيارية بل وجميع الموجودات المتوقفة علئ الأسباب فإنه لا مو نّر فى الوجود إلا الله تعالى وكل 
سبب وعلّة وفاعل سواء كان مختاراً أو مضطراً كالفواعل الطبيعية نما هي معدات والمسبب حاصل بإرادة الله 
تعالئ وفعله فإن مّن يقتل مسلماً ظلمأ فإنما هو محرّك لأسباب القتل وآلاته وأما إزهاق روح المقتول فليس 
باثي ثير القاتل وآلاته بل هو ملك يزهق الأرواح بأمر الله تعالئ؛ وكذلك الناس عليهم تتبع الأدلة والنظر : فى أصول 
الاعتقاد والمعرفة حاصلة من الله تعالئ بعد النظر الصحيح قهراً فإن أراد الشارح هذا المعنئ فهو وإن كان معنى 
صحيحاً لا يناسب سياق كلامه إذ لايختص بمعرفة الإمام كه بل كل اعتقاد فاسد وعمل قبيح كالقتل ظلماً 
وشرب الخمر وسائر المعاصي بإرادة الله تعالى بهذا المعنى ولا يناسب ذكرها في سياقة أن الإمامة موهبية 
وبالجملة فكلام الشارح هنا يشبه كلام الأشاعرة. (ش) 


بقتضى أن يكون نائبة أيضاً أفضل الأمّة جميعاً. ولم يكن غير الأمير الجليل سيد الوصيّين موصوفاً 
بهذه الصفة بالاتفاق ولاريب فى أن هذه الصفة تبلغ كنهها وكمالها عقول البشر فكيف يجوز لهم 
اختيار الإمام بآرائهم القاصرة. مولي الناقصةواعلم أن بعض الصوفيّة قال: إن علوم الأنبياء 
والأوصياء َيه ضروريّة وسمّاه كشفاً وهذا كلام فيه إجمال إذ يحتمل أن يراد بكونها ضروريّة أنْهم 
جبلوا عليها فى أصل الفطرة ولم يستعملوا فيها نظراً أصلاًء وأن يراد أن النظريات تصير في حمَّهِم 
ضروريّات بعد تحصيلها بالنظر بحيث لايتأتى الانفكاك عنها ولا يتطرّق إليها التشكّك كما في 
العلوم الضروريّة والأوّل أقرب بالنظرإلى مذهبنا. قوله (وراع لا ينكل ) في بعض النسخ وداع بالدّال 
المهملة والنكول: الجبن والضعف والامتناع يقال: نكل عن العدرٌ ينكل بالضمٌ أي جبن وضعف 
وامتنع من الإقدام عليه يعني أن الإمام راعى الآمّة وحافظهم لا يضعف ولا يمتنع من إجراء 
الأحكام والحدود عليهم و دفع المضار والعدد عنهم. 

قوله: (معدن القدس ) العدن: الإقامة ومنه سمّيت جنّة عدن أي جنّة إقامة يقال: عدن بالمكان 
يعدن عدناً إذا لزمه ولم يبرح منه» والمعدن: اسم مكان منه وهو موضع الإقامة يعني أنَّ الإمام 
محل إقامة التقدّس من العيوب(١'‏ والطهارة من الذّنوب ومحل النسك والرّهادة أي الإتيان بجميع 


١‏ قوله: «محل إقامة التقدس من العيوب» الظاهر أنه تمهيد لما يأتى بعد ذلك من اشتراط كون الإمام من أهل بيت 
رسول الله والذرية الطيبة» من كونه معدن القدس كونه فى هذا البيت الشريف الذى ظهر منه كل خيرء وهذا مبنى 
علق قاع الللق التاى :يفول مه الشنيعة الانامية وإن كل سقرث إلا الطاعة وميمة عن النعسة تعب هل الله 
تعالئ إن لم يوجب الجبر والقهرء ولاريب أن انقياد الناس للبيت الشريف الذى كان عريقاً في الرئاسة والكرم 
والزهد أسهل وحجتهم على المدعين للباطل أقوئ ألا ترئ أن من ترأس وهو من بيت الملك كان أقوئ له في 
الأمر والناس أطوع له ولوكان بيته من الجبابرة وكان أولاد جنكيز وتيمور يتمسّكون لاحقيتهم بالملك باتتسابهم 
إل الشجرة الخبيثة ويدحضون بذلك حجة خصومهم وقدرتهم فكيف لو كان بيت الملك كبيت رسول علق 
بيت طهارة وقدس ونبوة وكان ملوك الصفوية لنسبتهم إلئ موسئ بن جعفر الكاظم وغ اقوئ الملوك وأدعم ركنا 
وأحكم أساساً وأحب إل الرعية من جميع البيوت التى تملكت بعد الإسلام مع مخالفتهم مذهب أكثر أهل 
اليلاد. وكان ملوك , بنى العباس يقدحون فى نسب الفاطميين ملوك مصر ليقل بذلك اعتبارهم وعزتهم ولا يرغب 
فى ملكهم المسلمون وبالجملة فإطاعة المسلمين لبيت النبى يه أقرب وأسهل وإن كانوا غير معصومين فكيف 
لوكان المعصوم منهم متصديأ للإمامة مع نص رسول الي ولمًا علم الله تعالئ أن جعل الإمامة في ذرية رسول 
الله ونسل المطهرة : البتول أسهل لقبول الناس وأقرب لهم الى الطاعة وكان هذا البيت أشهر وأعرف البيوت في 
العالم وكان معرفتهم قريبة ة إلى أذهانهم وكان تكليف الناس ,: بتفحص المعصوم من البيوت الخاملة نظير التكليف 
بما لا يطاق خصهم بهذه الموهبة الشريفة وقد تمسك به قريش فى صدر الإسلام على أولويتّهم بالأمر من 


ف شرح أمنوال الكافي للمازندراني: ج ه 
ما أمرت به الشريعة وترك جميع ما نهت عنه والظاهر أن النسك هنا بفتح النون وسكون السين: 
مصدر ليلائم الزّهادة و أمّا النسك بضمّها فمع فوات الملائمة يوجب التكرار فى العبارة إلا أن 
باتقص يفرع متياسال مجك الخ ومح :العلم ميم الانطاء والسناد#يجميع الأنخاء ركه قح 
فى الثلاثة الذي خلّفوا إذ ليس فيهم شىء من هذه الأمور. 

قوله: (مخصوص بدعوة السو لوي ) الدّعوة إِمّا بفتح الدّال والمعنئ أن الإمام مخصوص 
بدعوة الرّسول له إلى الإمامة لا بدعوة الخلق له إليها أو بدعاء الرّسول له بقوله «اللّهمّ وال من والاه؛ 
وأمثال ذلك وإمّا بكسرها أي مخصوص بدعوته إلى الرّسول ونسبته إليه. 

قوله: (ونسل المطهّرة البتول) بالرفع عطف على «معدن القدس» أو على «عالم لا يجهل» 
وبالجرٌ عطف على «دعوة الرّسول». قال محي الدّين البغوي: البتل: القطع ومنه صدقة بتلة أي 
منقطعة عن مالكها ومنه سّمّيت فاطمة البتول لا نقطاعها عن النساء فضلاً وديئاً وحسباً. 

قوله: (ولا مغمز فيه فى نسب ) المغمز: اسم مكان من الغمز وهو الطعن بالعيب وغيره مما 
ومع تنس لدان يقي لحن فى لمجي اكول تاب ريد ليها يمت لين نه 

قوله: (ولايدانيه ذو 0 7 ذو شرف ورفعة باعتبارالرّفعة النسبيّة أو باعتبار صفاته الذّاتيّة 
وكمالاته العرضيّة. قال ابن الأثير والجوهرىٌ: الحسب الشريف بالآباء وما يعدّه الإنسان من 
مفاخرهم. وقال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان فى الرّجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف. 
والشرف والمجد لا يكونان إلا بالاباء. 

قوله: (في البيت من قريش والذّروة من هاشم) كان أبو النب# عبد الله وأبو علي يل أبو 
طالب أخوين أبو هما عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصئ بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن 





لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن 
معد بن عدنان؛ وهو من أولاد إسماعيل وكْيهٌ والمشهور أنه تقرّشت قريش من النضر بن كنانة» وكان 
لكنانة ولد غير النضر ولا يسمّون قريشاً وقيل: من فهر بن مالك بن النضرء و سبب ذلك أن أولاد 
النضر كانوا تفرّقوا في البلاد لا ستيلاء خزاعة عليهم فلمًا انتقل أمر مكّة من خزاعة إلى قصيّ بن 
- الأنصار يأنهم عترة الرسول والعرب تدين لهم ولا تدين لغيرهم من القبائل و هذا الاحتجاج ثابت في بني هاشم 


بن خالد علئ ما رواه فى كتاب كمال الدين علئ مايأتى إن شاء الله. (ش) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 7 


كلاب جمع أولاد النضر فى مكة : فسَمّوا قريشاً لأهم لم قرّشوا: أي لم يجتمعواء وفى قريش بطون 
كثيرة» بنو هاشم وبنو المطلب. قيل منهم الشافعي. وبنو أميّة ومنهم عثمان. وبنو تيم ومنهم أبو 
بكر وبنو عدي و منهم عمر لوصح نسبه, وبنو جمح., وبنوفهر, وبئنوعامر بن لوؤي إلى غير ذلك من 
بطونهم. قال المازري: غير قريش من العرب ليسوا بكفؤ لقريش ولا غير بنى هاشم كفؤاً لبني هاشم 
إلا بنو المطلب فإنهم وبنو هاشم شيء واحد. إذا عرفت هذا فنقول: دل هذا الخبر على أن الإمام 
يجب أن يكون من قريش ١7‏ و من الأولاد المعروفين لهاشم. وبالجملة يجب أن يكون قرشي 


م 


قاشمنا. 

وفى أخبار العامة أيضاً دلالة واضحة على الأوّل روى مسلم في كتابه عشرة أحاديث منها ما 
روي عنه يي قال: دلا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى من الناس اثنان». ومنها ما روي عن جابر بن 
سمرة قال: دخلت مع أبي على النبئ كيه فسمعته يقول: (إِنّْ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم 
اثنا عشر خليفة» ثم تكلم بكلام خفي على قال: قلت لأبى: ما قال؟ قال: قال: «كلّهم من قريش». 

ومنها ما روي أيضاً عن جابر بن سمرة بإسناد آخر أنه قال: «سمعت رسول اللهيَيلةٌ يقول: دلا 
بزال الدّين قائماً حتّى يقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش». قال الآمدئ: 
الشروط المختلفة فيها في الإمامة ستة. منها القرشيّة وهو المشهور عندنا بل هو مجمع عليه. من 
أنكره احتحٌ بالاإجماع وبالسّنة وبالمعقول. 


١-قوله:‏ ويجب أن يكون من قريش» قال هشام ؛ بن الحجم فى احتجاجة على صوار على مارواه فى كمال الدين في 
شرائط الإمامة في النسب فأما الأربع الذي في نعت نسبه: بأن يكون معروف الجنسء» ميروت العبيله معزرب 
البيت» وإن ن يكون من صاحب الملة والدعوة وإليه إشارة فلم ير جنس من هذا الخلق أخهر من جتن العرن) 
الذين منهم صاحب الملة والدعوة الذي ينادي باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع أشد أن لا إله إلا الله 
وأن محمدأ رسول الله قتصل دعوته الى كل بر وفاجر وعالم وجاهل ومقر ومنكر في شرق الأرض وغربها ولو 
جاز أن يكون الحجة من الله على هذا الخلق من غير هذا الجنس لأتئ علئ الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده 
ولو جاز أن يطلبه في أجناس هذا الخلق من العجم وغيرهم لكان من حيث أراد الله أن يكون صلاحاً أن يكون 
فسادأ ولا يجوز هذا في حكم الله تعالئ وعدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد فلما لم يجز ذلك لم بجز إلا 
ان يكون في هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملّة والدعوة ولم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لم 
يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملّة والدعوة ولماكثر أهل هذا البيت 
وتشاجروا فى إلامامة لعلرّها وشرفها ادعاها كل واحد منهم فلم يجز إلا أن يكون من صاحب الملّة والدعوة إليه 
إشارة بعينه واسمه ونسبه لثلا يطمع فيها غيره. انتهئئ كلامهءة. (ش) 





أمّا الإجماع فهو أنّه لما قال عمر عند الوفاة: لوكان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً لم يخالجنى فيه 
شك. ولم ينكر ذلك عليه أحدّ فكان إجماعاً. 

وأمّا السئّة فحديث «اطعه ‏ أى الأمير ولوكان عبداً حبشياً». 

وأا المعقول فإِنّ الغرض من الإمامة السياسة وحماية حوزة الإسلام و القيام بقوانين الشرع 
وذلك قد يحصل بغير القرشي فلا حاجة إلى نسب, وأجيب بمنع الإجماع لأنّ الرّواية عن عمر 
مختلفة وبعدم صِحّة الرّواية وبعدم حجيّة الإجماع السكوتيء وعلى تقدير قبول جميع ذلك فقد 
قيل إِنّه كان قرشيّاً وبأنٌ حديث «لوكان عبداً حبشيَّاً» آحاد فلا يعارض الأخبار المتكثّرة المذكورة 
والإجماع وبتقدير تواتره فليس فيه ما يدل علئ أنه أراد الإمام فلعلّه أراد السلطان لخوف التقيّة7١)‏ 
وغير وليس كل سلطان إمام)!"» وأمّا المعقول فلا يعارض الإجماع. 

ومنها الهاشميّة وهي ليست بشرط خلافاً لطوائف الشيعة؛ وقولهم باطل للإجماع على صحّة 
إمامة أبي وعمر وليسا بهاشميّين. هذاكلامه وفيه نظر لأنَ الإجماع على إمامتها غير مسلّم لإباء كثير 
من الصحابة عن مبايعتهما باعترافهم أيضاًكما ذكرناهم في أرّل هذا الباب ومنهم أبو ذرة وضرب 
الأوّل! ' إيَاه ضرباً وجيعاً وإخراجه عن المدينة مشهور لاينكره أحدٌ. [ 

قوله: (والعترة من الرّسولؤَيةُ ) كما قال وإنّى تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي» وفي طريق 
العامّة «خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي» قال الجوهري: عترة الرّجل نسله ورهطه الأدنون. 
وقال ابن الأثير عترة الرّجل أخصٌ أقاربه» وعترة النبئ بنو عبد المطلبء وقيل: أهل بيته الأقربون 
وهم أولاده وعلىٌ وأولاده وله 

قوله: (والرّضا من الله تعالى) أي الإمام هو المرضي من عند الله تعالئ ومن البيّن أنْ هذا 
الضف لا يَعلميها الهو فكي يجوز لأحد أن بجعا غير إماماً لنفسه ولغيرة :وه و لايعلم أله :تغالق 


ٍ -قوله: «لخوف التقية وغيره» اعتراف منه مع كونه من أهل السنة بالتقيّة. (ش)‎ ١ 
-قوله: «ليس كل سلطان إمامأ» والفرق بينهما خفى علئ مذهبهم فإن الوليد بن يزيد كان إمامأ وهو الذي خرّق‎ ” 
١ التميسف رقال.‎ 
اذااما جلثت ربك يوم حشر فقل يارب مزقنى الوليد‎ 
والأمير اسماعيل السامانى كان سلطاناً ونام ليلة والمصحف عند قديميه وهو لا يعلم فقام من نومه وعلم ذلك‎ 
فبات سبع ليال قائماً والمصحف بين يديه كفارة لما صدر منه غفلة. ولعل الفرق هذه النكتة الدقيقة. (اش)‎ 
-كانه سهو والصحيح الثالث.‎ ٠“ 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته فق 





راض عنه أم لا. 

قوله: (شرف الأشراف) ب يعنى أن الإمام يجب أن يكون أشرف من كل شريف فكيف يجعلون 
الثلاثة أئمّة مع أنّ بنى هاشم أشرف منهم كما صرّح به المازري أيضاً قال: غير بنى هاشم ليسوا 
كفو لبني هاشم. 

قوله: (والفرع من عبد مناف ) وهو الجدّ الثالث للنبى وعلئ وَيْيهُ وفرع كل قوم هو الشريف منهم. 
وفرع الرّجل أوّل أولاده وكان هاشم أوّل أولاد عبد مناف وأشرفهم. وأمّا الثلاثة فأوّلهم يرفع نسبه 
إلى تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي ففي مرّة بن كعب وهو الجدّ السادس للنبيّ يجتمع معه وثانيهم 
برفع نسبه لولم يطعن إلى عديّ بن كعب بن لؤْي ففي كعب بن لؤي وهو الجدٌ السابع للنبيّ يجتمع 
معه. وثالثهم يرفع نسبه إلى عبد الشمس بن عبد مناف. 

قوله: (نامي العلم) إمّا من إضافة الصفة إلى الفاعل من نمى الشيء إذا زاد وعلمه يزداد لأنّه 
محدّث. أو من إضافتها إلى المفعول من نمى خيراً إذا بلغه و رفعه كما هو وهو يبلغ علمه ويرفعه 
إلى الأمّة كما هومن غير زيادة ونقصان. 

قوله: (كامل الحلم) أي كامل العمل أو كامل الأناة والتثبّت في الأمور لا يستخقّه شيء من 
المكاره ولا يستفرٌه الغضب على الرّعيّة بل ينتهي في كل شيء إلى مقداره. 

قوله: (مضطلع بالإمامة) الاضطلاع: افتعال من الضلاعة وهى المَرّة يقال: اضطلع بحمله أي 
قوي عليه ونهض به والإمام قوي عليه ونهض به والاإمام قوي على حمل أثقال اللإمامة من إجراء 
الأحكام والحدود وترويج القوانين كما أنزلت من غير تحريف ولا تبديل. 

راكوا رعاو لساب 7" سيوف الدعنة سنائنة وسوس لعل اأقوو لدان شل طال ممه 
فاعله إذا ملك أمرهم يعنى الإمام عالم بأمور الناس وما يصلحهم وما يفسدهم وما ينفعهم وما 
يضرّهم فيحمل كل أحد على ما يتم به نظامه و نظام الكلّ. 


١‏ - قوله: «عالم بالسياسة» قال في المواقف: الجمهور علئ أن أهل الإمامة مجتهد في الأصول والفروع ليقوم بأمر 
الدين» ذو رأ ليقوم بأمور الملك؛ وتحا ابعرى عر الذي عن العبر :. وقيل لا يشترط هذه الصفات لأنها لا 
توجد فيكون اشتراطها عبثاً أو تكليفاً بما لا يطاق ومستلزماً للمفاسد التي يمكن دفعها بنصب فاقدهاءنعم يجب 
أن يكون عدلاً لثلا يجور, عاقلاً ليصلح للتصرفات: ؛ بالغ لقصور عقل الصبىء ذكراً إذ النساء ناقصات عقل ودين - 
إلى أن قال فهذه الصفات شروط باللإجماع. (ش) 


شق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





قوله: (مفروض الطاعة) قولاً وفعلاً عملاً وعقلاً لأنه لا يجوز عليه الخطأ عندنا بوجه من 
الوجوه. وأمّا عند العامّة فحيث جوَّزوا فيه الخطأ. قالوا: الإمامة ولاية فى الدّين والدَّنيا توجب 
طاعة الموصوف بها في غير منه عنه وأمًا فيه فلا تجب طاعته كما صرّح به الآبي فى كتاب إكمال 
الاكمال وأنت إذا رجعت إلى صراحة عقلك تعلم أنَّ من صدر منه منهيئٌ عنه فى وقت من الأوقات 
سيّما فى وقت الإمامة لا يصلح للإمامة لا يصلح للامامة. ١ ١‏ 

قوله: (قائم بأمر الله) تعالئ أى قائم بإجراء أمر الله تعالى على خلقه؛ أو قائم بنضه تعالئ 
للامامة. 

قوله: (يومّقهم الله) لادراك الحقائق أو للخيرات كلها. 

قوله: (من مخزون علمه وحكمه ) يحتمل أن يعطف حكمه على «مخزون علمه» ويراد بالعلم 
المخزون العلم بأسرار التوحيد وأسرار القضاء والقدر وغير ذلك مما لا يبلغه إل عقول الأنبياء 
والأوصياء عَيْل ويراد بالحكمة العلم بالقوانين الشرعيّة وعللها وإتقان العمل بها يعنى الحكمة 
العمليّة بأقسامها ويحتمل أن يعطف على علمه ويراد بالعلم: العلم بجميع الأشياء وبالحكمة العلم 
به مع إتقان العمل فى العمليّات فيكون من باب ذكر الخاص بعد العام. 

قوله: (في قوله تعالئ «أفمن يهدي إلئ الحقٌ» ١!)‏ في للسبيّة أو للظرفيّة وهو على التفديرين 
متعلق بيكون أى كون علمهم فوق علم أهل زمانهم بسبب قوله تعالئ أو مذكور فى قوله تعالى 
ودلالته على ذلك ظاهر حيث دل على أن كل من يهدي إلى الح ولا يحتاج في هدايته إلى غيره 
أحقٌ بأن يتبع ممّن لا يهتدى إليه إلا أن يهديه غيره فدلٌ على أن المتبوع لابدٌ أن يكون أعلم من 
التابع فإذاكان كذلك فكيف يكون الثلاثة أئمّة مع وجود على ني وهو أعلم منهم باثّفاق الأمّة «فما 


١‏ -قوله: «أفمن يهدى» استدلال بالآية الكريمة علئ اشتراط الإمامة بالعلم بل الأعلمية ولا يمكن أن ينازع فيه مسلم 
بعد تصريح القرآن فى آية لم يدّع أحد نسخها و اعترف به صاحب المواقف وشارحه عند اختلاف المدعين 
للخلافة وتشاجرهم فى الإمامة؛ قال: إن لم يقع اختلاف فذاك وإن وقع يجب عندنا تقديم الأعلم فإن تساويا 
فالأررع وإ تساويا فالأسن وبذلك تندفع الفتنة انتهئ ونقول: : لم يعهد فى نصب الخلافة إلا الاختلاف. فقال 
الأنصار: في أوّل يوم: منًا أمير ومنكم أميرء وقال أكثرهم: نختار سعد بن عبادة وكان أمير المؤمنين نظلا ومّن معه لا 
يرون الأمرإلا لهء فكان الواجب عليهم تقديم الأعلم وهو بالاتفاق أمير المؤمنينة فهو متعيّن للخلافة سواءكان 
عليه نض أو لم يكن وكذلك بقي الاختلاف بعدهم في كل زمان إلا ان يقهر أحدهم عدوه بالسيف وليس للسيف 
حجة علئئ الحق فما شرطوه ه فى الإمامة لم يتحقق قط ولن يتحقق قطعاً إلئ يوم القيامة. (ش) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته نفك 


لكم كيف تحكمون» بما يقتضى صريح العقل بطلانه. 

قوله: ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً» ذم الله سبحانه الدّنيا وعدّ مافيها قليلاً حقيراً 
وعدّ الحكمة التى آتاها الأنبياء و الأوصياء لك خيراً كثيراً لأنها بذ لحي اللخيراك الدّنيويّة 
والأخرويّة بل هي نفسها فالمدح و الذَّم والكمال والنقص والتقدّم والتأخّر إِنما هي باعتبارها 
وجوداً وعدماً وهذا من أجلى الضروريّات فكيف يجوز تقدّم الجاهلين على الحكيم الرَباني. 

قوله: (في طالوت) طالوت اسم أعجمئ عبريٌ؛ غير منصرف للعجمة والتعريف وفى المعالم 
زف 1ن هله ترارك على يورق تسلو كدين االقترر 131 يليك ارا الذاً بسكن ذلك الطرله .كناك 
أطول من كل أحد برأسه ومنكبه. وامتناع صرفه يدفع أن يكون منه ولمّا سأل الله نبيّهم إشموئيل 
باستدعاء قومه أن يبعث لهم ملكاً أتى بعصا يقاس بها من يملك عليهم؛ فلم يساوها إلا طالوت. 
نادو ملكا لكي افقالقرمه: آتى.ركون لهالالك علننا ويستاهل الامارةه وحن أنعق بالب[اكايسه 
لشرافة النسب”؟ وكثرة الأموال إذاكان من أولاد بنيامين ولم يكن فيهم النبرّة والملك» وكانوا من 
أولاد لاوي بن يعقوب. وكانت النبوّة فيهم ومن أولاد يهودا وكان الملك فيهم, ولم يؤت معه من 
المال الذي عليه مدار الملك والسلطنة إذ كان فقيراً راعياً أوسمّاء يسقى على حمار له من النيل 
(كذا؟). أو دباغاً يعمل الأديم. على اختلاف الأقو ال. «إفقال لهم 0 إن لله اصطفيه عليكم 
وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى مُلكه مَنْ يشاء واللّه واسع عليم» قال القاضى: لما 
استبعدوا تملكه لفقره وسقوط نسبه ردّ عليهم ذلك أوَّلاً: بأنّ العمدة. فيه اصطفاء الله وقد اختاره 
عليكم وهو أعلم بالمصالح منكم. وثانياً: بأنّ الشرط فيه وفور العلم ليتمكّن به من معرفة أمور 


١‏ قوله: «فعلرت من الطول» والصحيح أن طالوت غير عربي بل معرّب عن كلمة عبرية مع تغيير جوهري فى 
حروفه وكان أصله شاول فهو مثل يحيئ معرّب يوحانان» و عيسى معرّب يشوعا. (ش) 

" - قوله: «لشرافة النسب» إن قيل: ذكرتم فى شروط الإمامة شرف النسب وانتسابه إلئ بيت النبوّة لاقتضاء فاعدة 
اللطف ذلك وطالوت كان خاملاً فكيف اختير للإمارة من جانب الله تعالئ؟ قلنا إنما شرطنا ذلك لأن معرفته في 
برف المي : أسهل علئ الناس وأطوع لهم وأما طالوت فكان النبي وهو اشموئيل حاضراً فى عهده وصرّح بأنه 
مختار من الله تعالئ للملك فعرفه الناس ولم يشكوا في صدق نبيهم وكانوا طالبين له منقادين لكل من نصبه بأمر 
الله تعالئ فكان نصب اشموئيل لطالوت ملكا كنصب نببناءطية ابن أم مكتوم في حياته ولا يشترط في مثله 
الانتساب إلئ بيت النبوة بخلاف الإمام الأعظم المطاع لجميع الأمة بعد رحلته ييه بتمادي الزمان ومضي 
المرون. (ش) 


ع" رم أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
السياسة» وجسامة البدن ليكون أعظم خطراً في القلوب وأقوى على مقاومة العدرٌ ومكائدة 
الحروب لاما ذكرتم. 

وقد زاده فيهما وكان الرّجل القائم يمد يده فينال رأسه. وثالثاً: بأنّه تعالى مالك الملك على 
الإطلاق فله أن يؤتيه من يشاءء ورابعاً: بأنّه واسع الفضل يوسّع على الفقير وبغنيه. عليم بمن يليق 
بالملك من النسب وغيره. أقول: إذا تأمّلت فيه عرفت أن اختيار الرئيس لله تعالئ لا للخلق لعلمه 
بالمصالح وأنّ مناط التقدّم هو زيادة العلم بسياسة العباد وكمال القرّة علئ إجزاء الأحكام 
والحدود وأنّ الخلق معزولون عن الاختيار فدلٌ ذلك على بطلان اختيارهم فى ثلاثة. 

فوله: (وقال لنبيّه يُ) قد من الله تعالئ علئ نببّه بانزال الكتاب و الحككمة وتعليم الأسرار 
والشرايع وعد ذلك فضلاً عظيماً إذ لايوازيه شيء من النعماء و عليه مدارالرّسالة والتبليغ والغرض 
امالك دمي انجاو ال سان 

ومن البيك أن نائية والقائم مقامه وجب أن يكون عالماً بجميع ذلك لتصمٌ النيابة و يتم الغرض 
فالجاهل بشىء من ذلك لا يصحّ أن يكون إماما. 

قوله: (أم يحسدون الناس) أريد بالناس وبآل إبراهيم أهل البيت والعترةيكة وهم المحسودون 
بما آتاهم الله من فضله من العلم والعمل والعرّة والتقدّم على جميع الخلائق. وجعلهم ورثة الكتاب 
والحكمة النبوّيّة وآتاهم ملكاً عظيماً وهى رئاسة الدّارين؛ فمن الأمّة مَن آمن بما آتاهم ومنهم من 





صدّ وأعرض عنه ولم يؤمن به وكفاهم إن لم يعذبوا فى الدّنيا بجهنّم سعيرا أي نار مسعورة ملتهبة 
عد يف ها فى الخرة 

قوله: (وإِنَّ العبد إذا اختاره) دل على أنه وجب أن يكون الإمام عالماً بجميع مسائل الدّين 
وغيرها مما يحتاج إليه العباد باستعداد ذاتّى وإيداع إلهئ وإلهام رباني حتى لا يعجز بعده عن 
وقال الآبى: كون الإمام على هذا الوصف غير معتبر فيه وإِنّما المعتبر فيه كونه بحيث يقدر على 
بالجميع أن يكون متهيّأ قابلاً للعلم به عند الحاجة من النصّ و الاستنباط» فهذا لاخخلاف فيه" !١‏ لأنّ 


١‏ قوله: «فهذا لا خلاف فيه ما ادعاه غير صحيح لأنهم وإن اشترطوا أَوّل الأمركون الإمام عالماأ لكن قالوا بعد ذلك 


باب نادر جامع فى فضل الإمام وصفاته 6 


عندنا يشترط أن يكون الإمام مجتهداً وإن أرادوا أن يكون حافظأً للجميع فهو للإجماع على صحّة 
إمامة أبى بكر و عمر و عثمان ولم يكونوا كذلك وقد كان الواحد منهم يسأل غيره عن النصوص 
الواردة في النازلة» وأيضاً لو اشترط ذلك في الإمام لاشترط ذلك في نائبه من قاض وغيره. هذا 
تلان و متتو ادنلسيا الى باجنا عير يي الى ايضار تارك كدر 6الوا د ريق 
سؤالهم فهو حنٌّ دالُ على جهالتهم والجاهل لا يكون إماماً للعالم كما يحكم به العقل الصحيح. 
وأمًا النقض بالنائب فليس بشيء إد قد يكون فى الأصل ما ليس في الفرع علئ أنا نقول لا يجوز 
للنائب أن يحكم برأيه بل يجب عليه الرّجوع إلئ إمامه. 

قوله: (فهو معصوم) عصمة الإمام شرط في صحّة إمامته وإلألم يكن بينه وبين غيره فرق ولم 
بحصل للرّعية وثوق بقوله وفعله وهو مذهب أكثر طوائف الشسيعة خلافاً للأشعريّة والمعتزلة 
والخوارج وجميع فرق العامّة واحتجّوا بالإجماع علئ إمامة أبي بكر وعمر وعثمان مع الإجماع 


- إن لم يكن حصوله مجتمعاً مع سائر الشرائط ممكناً جاز اختيار الجاهل. وفى المواقف قيل: لا يشترط هذه 
الصفات؛ يعني الاجتهاد في الفروع والأصول والشجاعة والري لأنها لا توجد فيكون اشتراطها عب أو تكلينا 
بمالا يطاق ومستلزماً للمفاسد التى يمكن دفعها بنصب فاقدها انتهئ. وهذا ظاهر في عملهم لأنهم متفقون على 
صحة إمامة بني أمية وبني العباس مع عدم كونهم مجتهدينء فقول الآبي دعوئ شهد أصحابه أنفسهم ببطلاتها 
وإنما ادّعاها دفعاً للاستهجان وتئرياً من نسية أفح المقالات إلئ أصحابه» و الحاصل أنهم إن ارادوا من الارمام 
الوالي والملك والأمير لأمن البلاد ودفع الفتن فهذا حاصل بالبر والفاجر والعالم والجاهل والمؤمن والكافر وقد 
بحصل في دولة الكفار أمن وعدالة لم يحصل في دولة الخلفا ء كما نقل فى عهد أوكتاي من ملوك التتار. وفي بلاد 
يحكم فيها النصارى عدل لا يخطر مثله ببال أحد من المسلمين وقد لا يُصدّقه من لم يعهد العدل أصلاً في بلاده. 
وإن أرادوا من الإمام حفظ الدين وإنفاذ أحكام الله تعالئ وتقرير ما أراداه تعالئ من عباده بالحكمة والقدرة فهو 

شيء زائد على ل ل ل ال ا 
غرض الزمامة من فاقد علم الدين وإن لم يوجد العالم به وسائر ماذكروه هوسات ياطلة وترهات. دعاهم إلئ 
نسجها حفظ عرض ملوكهم الموتى وتصحيح مظالهم في القرون الماضية, وإنما يتملق من الإحياء لا من 
الأموات ولا داعي إلى النظر فى أفعال الماضين إلا بعين الحق فما الفائدة فى تبرئة معاوية وأمثاله من سائر 
الظلمة الماضين وإثبات الفضائل الدينية والكمالات النفسانية بعد أن انقطعت بده ون الحتو زود برح جوائره 
وكان لمعاصريه عذر حين تملقوا له ولم يكن هو عل ما قرّره في المواقف من شرائط الإمام إلا ملكاً من ملوك 
العرب والتكلم فى في أخلاقه وصفاته كالتكلّم في نعمان بن منذر وجذيمة الأبرش» والإمام إنكان شيئاً فوق الأمير 

والملك فهو ما يقول الإمامية وإنكان هو الأمير والملك فلا بشترط فيه شىء أصلاً من الصفات التى ذكروها وإن 
كان فيه صفات فهو من قبيل حكم العقل فى أمور الدنيا كاحتياج البستان إلئ الماء والبيت إلئ السقف. رش 


اقرف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





على أنْهم لم يكونوا معصومين والإجماع الأوّل لم يثبت وقد عرفت آنفاً حاله إجمالاً وأمًا 
التفصيل فليس هذا موضعه. 

قوله: (مؤيّد) مؤيّد: اسم مفعول من الأيد وهو الشدّة والقوّة يعنى جعله الله تعالئ ذا قرّة فى 
الحرب وآدابه وفى الدّين وأحكامه ووقّقه للعلم ب حم حيرات وري تالاكو يدوه انمد 
من القول والعمل وقوله «من الخطاء» ‏ بفتح الخاء وقد يمدّ وهو ضدٌ الصواب, أو بكسرها وهو 
الذنب والإثم ‏ ناظر إلى المؤيّد لأنَّ كمال قوّته في الدّين يمنعه من الخطأ. 

وقوله: (والزلل) ناظر إلى الموقق لأنّ توفيقه للعالم بجميع الخيرات يمنعه من زلّة عقله فيه. 
قزل ووالتفاي تاطن إلى المسيدة لأناتسديدة للقوك والعما «يمتفهافن العقانفتيني! ١‏ والستقوظط 


١‏ -قوله: جحي ١‏ ا ا ا كو ا مم ا ا 
متن الحديث تصريح باشتراط العصمة وتعريفها وبيان الدليل علئ ولم يخالف فيه أحد من الإمامية فهو من 
الأحاديث المجمع على صحة مضمونها وقد نقل أهل السّنّة أيضاً اشتراط العصمة من مذهب الإماميّة 
والإسماعيليّة بل نقله المؤرخون عن الكيسانيّة فى قضة المختار وإنهم كانوا يدّعرن عصمته؛ وأما ماينسب إلى 
الصدوق من نسبة السهو في الصلاة الى النبي يكل وما روى من نسيان زين العابدين ك9 قراءة الحمد في الصلاة 
أو أكل الرضائية البيض التى قومر بها جاهلاً ثم تقبأ وما التزم به بعض فقهائنا المتأخرين من أن علم الإمام 
بالموضوعات غير واجب فيجوز ان لا يعلم انطباق وزن الكر على مساحته مثلاً فلاعبرة بجميع ذلك. أما 
الروايات فلعدم تواترها ولا حجة لغير المتواتر فى أصول الدين. وأما قول مّن لم يتدبّر فى الأصول الاعتقادية فلا 
ب ب فيد ١‏ معن سه د اقول لدو عليه رحد هرمت رفز ار ال رين الس جل لاا 
راوي الخبر وهو ذو اليدين أولئ بالسهو من الصدوق رحمه الله إذ ريما يسهر الراوي فى فهم ما وقع ونقله لأنه من 
طبقة العامة وبالجملة فلا ريب عندنا في اشتراط العصمة واستدل عليه الإمامعكّة في هذا الحديث بقوله: ليكون 
حبجة علئ عباده وهو برهان واضح استدل عليه علماؤنا أيضاً علئ وجوب العصمة وذلك لأن من يحتمل خطاه 
عمداً أوسهواً أو نسياناً لم يكن قوله و فعله وتقريره حجة إذ لايجوز أن يفعل حرام سهوأ ولا غضاضة عليه فيه 
فلا حجة في فعله أو يعمل أحد في محضره عملاً لا يلتفت إليه حتئ ينهاه فلا يكون تقريره حجة ونعلم أن الشيعة 
بل جميع المسلمين استدلوا على جواز كثير من الأفعال وصحتها بأن النبى عله فعله مرّة واحدة أو فعل عنده ولم 
يمنع عنه مرة واحدة فإن قيل: يتمسكون بأصالة عدم السهو وأصالة الالتفات وأمثال ذلك. قلنا: لبازمبمنة تحصيول 
الظن من قول الحجة لا حصول اليقين فإذا قام علئ خلافة أمارة أقوئ جاز التخلف عنه إلئ الظن الأقوى والحق أن 
نسبة الظن إلى النبى والاإمام ينافي اللطف ويوجب رفع الاطمينان وعدم إلتزام الناس بإطاعة قول من يظن منه 
الغلط نعم لا يبعد من المداولين للظنون والملابسين لاتباع المرججحات الخضوع للظن بحسب العادة لكن الناس 
مطلقاً ليسواكذلك فإذا قيل لهم: يجوز أن يغلط الإمام ويسهو في أحكامه رفضوا متابعة الدين وأحكام الله تعالئ 
ولا يريد الملاحدة فى زماننا من الناس إلا ذلك وما التوفيق إلا بالله وأنا استغفر الله من ذكر السهو عند ذكر 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته فنا 


عن منهج صوابهما. 

قوله: (فهل يقدرون علئ مثل هذا) أي على معرفة مثل هذا والاستفهام للإنكار لأنّ الصفات 
الجليلة المذكورة لايصل إليها عقول العباد. 

قوله: (كأئهم لا يعلمون) أي لا يعلمون الحقٌّ والكتاب. وفي لفظ كان إشعار بأنهم فعلوا ذلك 
عامين إلا أن فعلهم لمّاكان شبيهاً بفعل الجاهلين شبّههم بهم. 

قوله: (ومقتهم وأتعسهم ) مقته مقتاً أبغضه وهو مقيت وممقوت, وأتعسه أهلكه. والتعس: 
الهلاك وأصله الكبّ وهو ضدٌ الانتعاش. 

قوله: (ومن أضل ) نفى ظاهراً زيادة الضلالة عن غير من اتبع هواه و أثبتها باطناً لهم و أكٌد ذلك 
بقوله «بغير هدى من الله» وهو حال عن فاعل اتّبع للتأكيد, وأمًا جعله للتقييد والاحتزاز باعتبار أن 
هوى النفس قديو افق الحقٌّ فهو مدفوع لأنَّ اتبّاع الهوى من حيث هو مذموم., ثم أشار إلى طبع 
قلوبهم و سوء عاقبتهم مؤكداً بقوله: «إن الله لا يهدي القوم الظالمين» لأنفسهم بمتابعة هواها 
لإبطالهم الاستعداد الفطري ووغولهم فى الجهل المركّب المانع من قبول الحقٌّ والهداية. 

قوله: (وقال: فتعساً لهم ) قال الجوهري يقال: تعساً لفلان أى ألزمه الله هلاكاً فهو منصوب بفعل 
مقدّر وقوله: (وأضل أعمالهم) أي أبطلها فلم يجدوا لها أثراً عند ما يجد العاملون أثر أعمالهم 
عطف على ذلك المقدر. 

قوله: (وقال كبر مقتا) أي كبر الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان وححّة أتاهم بل بمجرّد 
رأ ىأ ولي ان سبي ناطلة مقن ضيه إل وضند لزي افوا بان وير ماله وكا نهنو فيه الطا هرو 
ويحتمل أن يكون فاعل «كبره ضمير القت أي كبر المقت مقت ثمّ أشار إلى السبب الباعث لهم 
على ذلك بقوله وكذلك أي كبر المقت مثل ذلك الجدال لأجل أنه يطبع الله على كلّ قلب متكبّر 
عن سماع آيات الله جبّار يقهر غيره على ما أراد ظلماًء وإنْما قدّم الكل على القلب لإفادة شمول 
الطبع والظلمة. وقد عرفت معنى الطبع آنق؟(١).‏ 


- المعصومين نيه سلام الله عليهم أجمعين وإن أدانا إليه الضرورة. (ش) 

١‏ - قوله: «وقد عرفت معنى الطبع آنفأه يعني في تفسير قوله تعالئ «اطبع الله علئ قلوبهم فهم لا يعلمرن» 
المذكور في هذا الحديث الشريف وهذا آخر الكلام فى شرحه و هو حديث جامع لأكثر مسائل الامامة حاو 
لجميع أصولها بالبرهان الواضح ولم أرها مجتمعة فى غيره ولايستطيع أحد أن يؤدي حق تفسير هذا الحديث 


أرق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن إسحاق ابن 
غالب. عن أبي عبد الله يَيْهُ في خطبة له يذكر فيها حال الأئمّة يله وصفاتهم: إن الله عر وجل 
أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل مناجه وفتح بهم عن باطن 
ينابيع علمه. فمن عرف من أَمّة محمد يَييهُ واجب حنٌ إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه» وعلم 
فضل طلاوة إسلامه. لأنَّ الله تبارك وتعالئ نصب الإمام علماً لخلقه. وجعله حجّة على أهل 
موادّه وعالمه؛ وألبسه الله تاج الوقار» وغشّاه من نور الجبّار: يمد بسبب إلى السماءء.لا ينقطع عنه 
موادّه. ولا ينال ما عند إلا بجهة أسبابه. ولا يقبل الله أعمال العباد إل بمعرفته. فهو عالم بمايرد 
عليه من ملتبسات الدّجى ومعمّيات السئن ومشبّهات الفتن, فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم 
لخلقه من ولد الحسين يَيةُ من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم. ويرضى بهم لخلقه 
وير تضيهم. كل ما مضى منهم إماءٌ نصب لخلقه من عقبه إماماً علمأ بِيَنا وهادياً يرأ وإماماً قيّمأ 





وحجّة عالماًء أئمّة من الله» يهدون بالحقٌّ وبه يعدلون. حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه. يدين 
بهديهم العباد. وتستهلٌ بنورهم البلادء ينمو ببركتهم التلاد. جعلهم لله حياة للانام ومصابيح 
للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للإسلام. جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها. فالإمام هو 
المنتجب المرتضئ والهادي المنتجئ والقائم المرتجىء اصطفاه الله بذلك واصطنعه علئ عينه 
في الذَّرَ حين ذرأه وفي البريّة حين برأه» ظلاً قبل خلق نسمة عن يمين عرشه. محبواً بالحكمة 
نوعقم القت مده اده بعلمه. وانتجبه لطهره. بقيّة من آدم عله وخيرة من ذرّيّة نوح. 
ومصطفئ من آل إبراهيم. وسلالة من إسماعيل؛ وصفوة من عترة محمد َيل . 

لم يزل مرعيّاً بعين الله. يحفظه و يكلؤه بستره. مطروداً عنه حبائل إبليس وجنوده. مدفوعا 
عنه وقوب الغواسق و نفوث كلّ فاسق. مصروفاً عنه قوارف السوء. مبرّءاً من العاهات. محجوبأ 
عن الآفات. معصوماً من الزّلَت. مصوناً عن الفواحش كلّهاء معروفأ بالحلم والبرّ في يفاعه. 
منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه. مسنداً إليه أمر والده. صامتاً عن المنطق في 
حياته. فإذا انقضت مدّة والده. إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته وجاءت الإرادة من الله فيه 


- والله الهادي إلى سواء السبيل. (ش) 


باب تادر جامع فى 5 فض[ ١‏ الإمام وصفاته خرف 


إلى محبّته. وبلغ منتهى مدّة والده ييه فمضئ وصار أمر الله إليه من بعده. وقلّده دينه. وجعله 
الحجّة على عباده؛ و قيّمه فى بلاده. وأيّده بروحه وآتاه علمه وأنبأه فضل بيانه واستودعه سرّه. 
نمطي أمرهوأباء “تفل يان عليه :ونمي هلما لعلت وجئلة حكة غلن أهل غالمة 
وضياء لأهل دينه والقيّم على عباده. 

رضي الله به إمامأ لهم. استودعه سرّه واستحفظه علمه واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه 
وانتدبه لعظيم أمره و أحيابه مناهج سبيله وفرائضه وحدوده. فقال بالعدل عنه تحيّر أهل الجهل 
وتحيير أهل الجدل بالنور الساطع والشفاء النافع بالحقٌ الأبلج والبيان اللائح من كل مخروج. 
على طريق المنهج الذي مضئ عليه الصادقون من آبائهعّة فليس يجهل حقٌ هذا العالم إلا شقئٌ 
ولا يجحده إلأغويٌ ولايصدٌ عنه إل جريٌ على الله جل وعلا )١(‏ 

الشرح : 

قوله: (أوضح إلى قوله -عن دينه(" أي أبان وأظهر كاشفاً عن دينه. 

قوله: (وأبلج بهم عن سبيل منهاجه) البلوج الإشراق والإضاءة. والبلجة بالضمّ والفتح: ضوء 
الصبح. والنهج والمنهج والمنهاج: الطريق الواذ 0 وإضافة السبيل إليه من باب إضافة 
العام إل الخاصٌ. وفى الكلام استعارة تمثيليّة أو مكنيّة وتخييليّة بتشبيههم بالشمس فى الإضاءة 
ورفع ظلمة الحجاب وذكر الإبلاج إلا أنّه تصرّف. ونسب الإبلاج إليه جل شأنه للتنبيه علئ أن أنوار 
علومهم لدئيّة 

قوله: (ومنح بهم عن باطن ينابيع علمه)! ' في بعض النسخ «وفتح بهم» والمنح: العطاء شبّه 


١-الكافي: .٠١”/ ١‏ 
> - قوله «أوضح - إلئئ قوله» أقول: : هذا حديث صحيح معتبر من جهة الإسناد و المضمون أعنى موافقة أصول 
المذهب وراويه إسحاق بن غالب وابن عربي صميم ثقة وخطبة أبى عبد اللْهيةٍ كأنها كانت لجماعة من اصحابه 
وغيرهم من المخضرمين عند المنافسة بين الدولتين وترديد الناس في أن الحق مع أيهم فبينمِظُةِ أن الحق ليس 
لواحسد مننهما وكسلاهما أجسستبي عين هذا المتصب الشريف. (رش) 
' - قوله: «ينابيع علمه» بِيَنَعْظةٍ معنئ الإمام وأنه ليس لمجرد الإمارة ونظم البلاد ودفن الفتن. بل يزيد عليه بزيادة 
العلم القدسي والرابطة مع الله تعالئ ووظيفته توضيح أحكام الدين وبيان منهاج الوصول إلئ قرب رب العالمين 
وهو رئيس المدينة الفاضلة التي بيّنها الحكماء وأنما الإمارة جزء من وظائفه وحق من حقوقه؛ ولو كان الإمام 
مرادفاً للأمير وكان وظيفته نظم الدنيا وأمن البلاد فقط كما توهمه جماعة لكان حرياً بأن لاتعد الامامة من 


39 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


العلم بالينبوع في تجدّده انا فآناً من المفيض. ؛ أو في كثرة نفعه أو في جريانه في أراضي القلوب من 
بعضها فى بعض أن إخيانيا وحم دجاه اننيد تمر العم لحمية. امون ادر لخد 
الباطن ليفيد أَنّه منح الخلق بواسطتهم لأنهم استادهم ومرشدهم, أو منحهم على أن الباء زائدة» 
باطن العلم و أصله وغوره لاظاهره فقط. 

قوله: (واجب حقٌّ إمامه) الإضافة الأولى من قبيل جرد قطيفة و إِنّما أدرج الواجب للتصريح 
بوجود الحقٌّ وثبوته من عند الله تعالى و المراد بالحنّ الواجب الإمامة والطاعة والتسليم والإذعان 
بقوله وفعله. 

قوله: (وجد طعم حلاوة إيمانه ) الحلو: نقيض المرّ يقال: حلا الشيء يحلو حلاوة وفيه مكنيّة 
وتخييليّة وترشيح بتشبيه الإيمان اللو نر سيل اليه الصحيح إليه وإثبات الحلاوة والطعم له. 

قوله (وعلم فضل طلاوة إسلامه) الطلاوة مثلّئة الحسن والبهجة والقبول والفضل: الزيادة 
والعلم بذلك الفضل ثابت قطعاً لمن تمسّك بمذهب أهل البيت و نظر فى حسنه وقبح مذهب 
أهل الخلاف. 

قوله (علماً لخلقه) أي علامة لهم به يعرفون الطريق الإلهئ الذي هو الديّن النبويّ وحدودهكما 
يعرف المسافر الطريق الخفى بعلامته المنصوبة له. 

قوله (وجعله حجة على ا 0 على 
الموادّ ولعلٌ المراد بها العقول7١)‏ الّتى موادٌ معرفته والإضافتان أعنى إضافة الموادٌ والعالم إلى 


-المشائل الذيكية لأمن ن أصولها ولامن فروعها كما أنه ليس البحث عن طريق بناء البيت وصنعة الباب وطبخ 
الطعام ومقدار الملح فيه :مده كون القدن على النار حتى بينضيح ماافيها وها يحتاج إليه الفلاح والتاجر من عدد 
الأكربادى الخدم وأمثال لاص مسالل الدع ونان موقن إليهم امنا تراد واختيار أحبية 
وتطبيق أ أعمال الات ظ امكات وتفسير شرائمه باجم حدوده علئ مابينه الله تعالئ تاد عا الإسارا 
الأمراء فاسقاً كان أو عادلاً أو انا عط عت عن الفاررن فهذا الذي بدأبه الام ا هو الأصل والعض 
الذى ي: ينبغى أن يحرّر حتا يمكن البحث عن فروعه. (رش) 

١-قوله:‏ ل لسر حور لس لطن لانت يمر اق اسن ال الك 
وقد جاء فى الحديث كونهم اه موؤيّدين بروح القدس وإذا كان المراد: من المواد العقول كان المراد من أهل 
العقول الجماعة المصطفين من عقلاء البشر والمراد من العالم بفتح اللام سائر الموجودات من غير البشرء قال 


ضميره تعالى بتقدير اللأم للاختصاص والملكيّة يعنى جعله حجة على أهل العقول وغيرهم إذهو 
حجة على جميع المخلوقات. ْ 

وكلٌ شىيء يجب أن يرجع فى تسبيحه وتقديسه وعبادته وكيفيّة خضوعه إليه. ويحتمل أن يراد 
بالموادٌ عالم الزّمانيّات والجسمانيّات وبالعالم عالم المجرّدات والرّوحانيّات, وأمّا حمل أهمل 
الموادٌ على أهل المحبّة» وحمل العالم على غيرهم فبعيد كحمل العطف على التفسير فليتأمّل. 

قوله (ألبسه الله تعالى تاج الوقار) استيناف لبيان السبب الموجب لجعله حجّة والتاج الإكليل 
وهوما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر وقد توّجه فتتوّج. والتاج: اللإكليل وهو ما يصاغ للملوك 
من الذُهب والجوهر وقد توّجه فتتوّج أي ألبسه التاج فلبسه. ويقال: العمائم تيجان العرب يعني أنَّ 
العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك لأنهم أكثرما يكونون فى البوادي مكشوفى الرأس أو 
بالقلانس» والعمائم فيهم قليلة؛ والوقار: الحلم والّزانة» وتشبيه بالتاج باعتبار أنه زينة لصاحبه مثل 
التاج مع الاويماء إلئ أنه أولى بالملك والخلافة. 

قوله (وغسّاة من نور الجبّار) أراد بالنور العلم لاشتراكهما فى رفع الحجاب والإيصال إلى 
المطلوب؛ ووضع الجبّار موضع الضمير للإشارة إلى أنه بتلك التغشية جبر نقائص الخلائق 
ومفاقرهم وتلك نعمة عظيمة. 

قوله (يمدّ بسبب إلى السماء) ١!‏ يمد على صيغة المعلوم حال عن فاعل غشّاه وفاعله فاعله. 
و«بسبب» مفعوله بزيادة الباء والسبب: الطريق, وأيضاً الحبل الذي يتوصّل به إلئ الماء؛ ثمّ استعير 
لكل ما يتوصّل به إلئ شيء. وقيل: لا يسمّى الحبل سبباً حتّى يكون أحد طرفيه معلقاً بالسقف 
ونحوه يعني يمدّ الله سبحانه طريقاً أو حبلاً من نور إلئ السماء كيلا ينقطع عن الإمام أو عن نوره 
الذي غشّاه به موادٌ ذلك النور بل بفيض عليه من فضل الله تعالئ أنواراً متجدّدة من ذلك السبب 


الفارع ويحتمل أن يراد بالمواد عالم المادة والجسمانيات وبعالمه عالم اللإمام نفسه. يعنى عالم الروح 
والتجرد أقول: يحتمل قريباً أن يكون المراد من الكلمتين كلتيهما الرعايا وكل من يجب عليه إطاعته فإن الرعية 
مواد للسلطان إذ منهم الخراج والزكاة والجند وفي مجمع بحار الأنوا ركلما أعنت به قوم فى حرب أو غيره فهو 
مادة لهم وما ذكره ه الشارح مع صحته تكلف ولكن يؤيد تفسيره الأول ما سيأتي من قولهاقة يمد بسبب إلى 
السماء ء لا ينقطع عنه مواده (ش) . 
١‏ قوله: ويمد بسيب إلا السماء» السماء: هى العالم الروحانى والمجرّدات العقلية والمراد بالسبب هو الرابطة 
القوية الثابتة بينه وبين ذلك العالم حيث يفيض عليه من العلوم ما أراده الله ويبيّن به كل ملتبس ومتشابه. (ش) 


1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
ويؤيّده ما سيجيء عن أبي عبد اللهيةٌ قال «الإمام إن شاء أن يعلم علم» يريد أنّ جهلهم عبارة عن 
عدم توبّه النفس فإن توبجهت علمت من غير كسب ولا مشقّة وعنه ييه دأنّ للأئمّة في كل ليلة 
حمعان فلؤم تعد قاف ول لاتولك لاشو 

قوله (ولا ينال ماعند الله إل بجهة أسبابه)(؟! أي لا ينال ماعند الله من الفضل والكرامة والثواب 
والجزاء إلآّ بجهة طرقه وأبوابه المقرّرة لنيله ومن الطرق والأبواب الإمام يه وطريق نوره؛ والأحكام 
الشرعيّة فمن أراد التقرّب منه سبحانه والعلوم الحقيقيّة والأحكام الالهيّة فليرجع إليه. ومن رجع 
إلى غيره ضلٌ عن الطريق. وبعد عن الحنٌّء وبطل عمله. كما أشار إليه بقوله «ولا يقبل الله أعمال 
العباد إلا بمعرفته). 

قوله (من ملتبسات الدّجى) التباس الأمور: اختلاطها علئ وجه يعسر الفرق بينهاء والدّجية: 
الظلمة الشديدة. يقال: دجا اليل إذا تمّت ظلمته حتّى ألبس كل شىء. أي الإمام عالم بالأمور 
الملقسئة الممختلظة الع ألبستها الظلمة وأحاطت بها ويفرق بين سعدا وموت اميا متها 
ورديّهاء وحقها وباطلها من أعمال العباد وغيرها. 

نوله:( وجنات اسفن ) السضة: الطريقة: النيوكة والشيويينة الالبدكة وها نوا سانيا 

وأسرارها الّتى لا يعلمها أحدٌ إلا بتعليم نبويّ وإلهام ربانئ يقال: عميّت معنى البيت تعمية: أي 

أخفيته ومنه المعمّى فى الشعر. 

نولة (ومقضيات الي الفتنة: الاختبار والاضلال و القتال والازالة والصرف عن الحىٌّ 





١‏ سيأتي الخبران في باب أن الائمة إذا شاؤوا أن يعلموا علمواء وباب أن الائمة يزدادون في ليلة الجمعة. 

 "‏ قوله: «إلا بجهة أسبابه» وذلك لأن مّن يتوقف علمه علئ المقدّمات المعروفة لا يحصلل له : شىء عند عدم 
حصولها والمحتاج إلئ التعليم لايعلم شيئاً إلا بالتعلم والمتوقف علئ الفكر لا يحصل إلا بعد ترتيب مقدمات 
الفكر والناس لايحصل في ذهنهم صورة الكلّي إلا بعد ممارسة الجزئيات وتجريد الأشخاص عما يزيد علئ 
ماهياتها ولا يتعقلون إلا بعد كمال الحس و التجربة ولا يعرفون اللون والطعم والرائحة والصوت وغيرها إلا 
بالحواس ولايعرفون مابعد عن حواسهم إلا بالنقل المتواتر ولا ماخفي عن الحس من خواص الأشياء إلا 
بالتجربة» ويمتاز أهل الذكاء عن غيرهم بقرّة الحدس فيستيقنون بأمور لا يحصل لغيرهم منها وأما الأئمة طلغ 
فهم مؤيدون بالعروة : القدسية فلا يحتاجون إلئ تلك المقدمات أصلاً إلا تقوية المرتبة الأخيرة وهي العقل بالفعل 
محضاًء وسبب علمهم ارتباطهم مع الله تعالئ وافاضة نور علمه علئ قلوبهم وإلا فكيف أمكن لأمير المؤمنين 120 
لولا أنه امتاز بذلك السبب أن يأتى بأدق مسائل التوحيد والفلسفة والبراهين المتقنة والادلة المحكمة عليها ومّن 
أنصف من نفسه عرف أن هذا أشق وأعجز من شق القمر ورد الشمس وسائر المعجزات الكونية. (ش) 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ا" 
ومشبّهاتها الأمورالباطلة التي شبّهتها بالحنّ وصوّرتها بصورته وجعلها مشكلة في نظر ذوي البصائر 
بحيث لا يعلم بطلانها وطريق التخلّص منها إلا العالم الماهر النحرير. قوله (نصب لخلقه من عقبه 
إماماً) الظاهر أنَّ «من» جارّة؛ وإماماً مفعول لنصب. وعقب الرّجل ولده وولد ولده وفيها لغتان 
عقب بالكسر وعقب بالضم والتسكين. ويحتمل أي يكون موصولة. و«إماماً» حال عنه. 

قوله (علماً بيّنا) أي واضحاً لوضوح حاله في العمل والحلم والعلم والكرم والبرٌ والتقوى وغير 
ذلك من الكمالات الإنسانيّة والصفات النفسانيّة والأعمال البدنية. 

قوله (وهادياً نيّراً) أي هادياً للقرن الذي هو فيهم نيّراً كالشمس فإنّه يضيء عالم العقول 
والأرواح كما أن الشمس تضىء عالم الأجسام والأشباح. 

قوله (وإماماً قِيّماً) أى مستقيماً فى عقائده وأقواله وأعماله وسائر صفاته الكاملة, أو قائماً بأمر 
الأنامة والاعة ْ 

قوله (وحجة عالماً) لم يذكر متعلّق العلم للدّلالة على التعميم. 

قوله (أئمة من الله يهدون بالحنٌ وبه يعدلون) يهدون حال عن الأثمّة أو استيناف و«بالحنٌ)» 
حال عن فاعله أو متعلق به أي هم أثمّة يهدون الخلق حال كونهم متلبسين بالحقٌّ أو يهدونهم 
بكلمة الحقٌّ وبه يعدلون بينهم في الأحكام وغيرها لانّصافهم بفضيلة العدل والإيقان وبعدهم عن 
رذيلة الجور و العدوان. 

قوله (حجج الله ودعاته ورعاته علئ خلقه) جمع الذاعي والرّاعىي يقال: رعيتهم رعاية أي 
حفظتهم ورعيت الأغنام رعياً أى أرسلتها إلى المرعى وكفلت مصالحهاء والجارٌ متعلق بالثلاث 
على سبيل التنازع أي هم حجج الله على خلقه إذ بهم يحتجٌ الله على خلقه في أمر الدّين والدّنيا 
ودعاته عليهم يدعونهم إلى طريق معرفته ومعرفة شريعته» ورعاته عليهم يحفظونهم عن المكاره 
أو المقابح ويرشدونهم إلى المحاسن والمصالح. 

قوله: (يدين بهداهم العباد) الهدئ بضم الهاء وفتح الذال: «راه نمودن»» وبفتح الهاء وسكون 
الذال: السيرة السويّة: أي العباد يطيعون الله ورسوله بسبب هدايتهم أو بسيرتهم. 

قوله: (وتستهل بنورهم البلاد) تستهل إِما على صيغة المعلوم أي تستضيء بنور علومهم البلاد 
أو املهاطان سيل الامغدارة يضنيه العلم بالتور فى الهاانة إلى المتود أى تال روهتم وجة 
أهل البلاد من شدّة فرحهم يقال: استهل وجه الرّجل وتهلّل من فرحه وإمًا على صيغة المجهول 





ع" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
يقال: استهلٌ على ما لم يسم فاعله إذا تبيّن وأبصر يعني تبضّر بنورهم البلاد ولولاه لأحاطت بها 
الظلمة فلم ير لها أثر. 

قوله (وينمو ببركتهم التلاد) التالد والتلاد: المال القديم الذي ولد عندك وهو نقيض الطارف 
وأصل التاء فيه واوء تقول: تلد المال يتلد ويتلد تلوداً وأتلد الوّجل إذا انَخذ مالأ ومال متلد. وقد 
دلت الرّوايات على أن وجود الإمام ومتابعته سبب للخصب والرّخاء ورفاهة العيش. 

قوله (جعلهم الله حياة للأنام) أي سبباً لحياتهم وبقائهم إذ لولا الإمام لمات الخلايق دفعة, 
ويحتمل أن يراد بالحياة الإيمان بالله وباليوم الآخر و التصديق بما جاء به النبي عله والصلاح 
والسداد واستقامة الأحوال» من باب تسمية السبب باسم المسيّب لأنّ هذه الأمور سبب للحياة 
الابديّة. 

قوله (ومصابيح للظلام) إذ بهم يرتفع ظلمة البدعة والجهالة عن بصائر المؤمنين فيهتدون إلى 
المقاصد والمطالب»ء كما أن بالمصباح يرتفع الظلمة والغشاوة عن أبصار الناظرين فيرشدون إلى 
المقاصد والمارب. 

قوله (ومفاتيح الكلام) فيه مكنيّة وتخييليّة وتشبيه الكلام بالبيت المخزون فيها الجواهر. 
وإثبات المفاتح له. والمراد بالكلام الكلام الحنٌّ مطلقاً. أو القرآن إذ لا ينفتح باب حقايقه وأسراره 
إلا بتفسيرهم. 

قوله (ودعائم للاسلام) وتشبيه الاسلام بالبيت مكنيّة وإثبات الدعائم له تخييليّة فكما أن بقاء 
البيت يحتاج إلى دعائم متناوبة يقوم الآخر مقام الأوّل عند زواله كذلك بقاء الإسلام وعدم 
اندراسه بتوارد الفتن يحتاج إلى حفظه يقرم واحد بعدو احد إلى قيام الساعة. 

قوله (جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها) استيناف لبيان الموجب للصفات المذكورة 
القدر والمقدرة بفتح الذال: القضاء. قال الهذلي: 

وما يبقى على الأيام شىء فبااعجباً لمقدرة الكتاب 

والمقادير المحتومة التى لابجري فيها المحو والإثبات بخلاف غيرهاء والمراد أن اتصافهم 
بالسقات السنكورة مها هلك ين التضاء المخعوم ارلا لتصالم بظهر بعضها لأولى الألباب ولا يعلم 
بعضها إلا هو. 

قوله (والهادي المنتجي): أي المخصوص بمناجات ربّه؛ تقول: انتجيته إذا اختصصته 


بمناجاتك ونجوته إذا ساررته» وانتجى القوم إذا تسارٌوا. 

قوله (والقائم المرتجى ) الرّجاء بالمدّ: الأصلء. يقال: رجوت فلاناً أرجو رجاء وترجّيته 
وارتجيته بمعنى رجوته أي هو القائم بحفظ الخلائق من قبله تعالى وهم يرتجونه فى جلب المنافع 
ورفع المضاز. 

قوله (اصطنعه علئ عينه)!١)‏ أي على خاضته ووليّه يقال: هذا عين من عيون أى خاصضّة من 
خواصّه وولئ من أوليائه؛ أو عل حضوره وشهوده اهتماماً بشأنه أو علئ حفظه ورعايته وعبّر 
عينا لين زد العين يحفظ به الشيء من الاختلال ويراعي حاله عن الضياع. 

قوله (في لذ لاحفي درا )تمان اعفان أي اصطنعه علئ عينه في وقت ذرء الخلايق في 
الأرض وتفريقهم وإخراجهم من صلب آدم صغاراً ذوي لطافة مختلفين في اللّطافة والكثافة والنور 
والظلمة فمنهم من كان له نور ساطع يتلألاً وهم الأنبياء والأوصياء 52. والله سبحانه اصطنع الإمام 
علئ إمامته حين ذرأه فى ذلك الوقت. 

وله ززفن النرئة بسي بزاقاطلا فب ينبيمة)!؟" الرقة اللخلق. واضلة الومرةة :ولد المراد. بها 
الأرواح المجرّدة. وضلاً حال عن مفعول برأه أو تميزاً عن النسبة فيه» والمراد به الرّوح المجرّد عن 


١-قوله:‏ “«اصطتعه على بعيتة» ناظر إل قوله تمالئ بولتصتع على عيتى) و سيره يعنى تربى بمشهدي ومرآي لما 
من الله تعالئ علئ موسىطهة بأنه مهد الإسباب حتى وصل إلئ أمه وأرضعته أمه بعد أن أخذته امرأة فرعون. قال: 
فعلت ذلك لتربى وتنمو وتغذئ بمشهد الله تعالئ ومنظوراً إليه بعنايته وكذلك الأئم ةطايخ رباهم الله تعالئ 
بعنايته الخاصة بهم في العالمين عالم الذر والأظلة قبل أن يأتي بهم إلئ هذا العالم الظاهر ثم بعد أن جاء بهم هنا 
في العالم الجسماني فعبّر عن الأوّل: في الذر حين ذرأ وعن الثانى بقوله: فى البرية حين برأ وما ذكره ه الشارح 
تكلف جداً وما ذكرنا أوضح ومقتبس من مرآة العقول. (ش) 
" - قوله: «ظلاً قبل نسمة» لف ونشر مرتب فالظل: ارات ادر و الصيتسة الى البوره كما ورك وبسيجاد اله اي 
النسم» ركان الزجود فى الذر إجمالى وفى برء النسم تفصيل ذلك الإجمال كانبات الشجر من البذر والنو اة فكأنه 
قال: ل: خلقهم ظلاً في الذر وبر نسمتهم فى عالم الشهادة وكلاهما بعين لل. وإعلم أنه ورد فى كثير من الأخبار خلق 
الأرداح قبل الأجساد أو خلق الأشباح والأظلة قبل أن يخلق الأشخاص فى عالم الشهادة» وقد نسب إلئ محمد بن 
سنان تأليف كتاب الأشباح والأظلة وطعن عليه المفيد ويرجع طعنه إلئ استلزامه الجب ركسائر أخبار الذر ولو لم 
يلزم منه الجبر وصح تأويله بوجه لا يخالف أصول الأمامية كما فعله صدر المتألهين زله وغيره لا داعي إلئ رده 
وبالجملة. ؛ الوجودات مترتبة فلكل شىء هنا صورة قبله فى عالم العقول والمثال المنفصل المقدم وخصوصيّة 
الأئمة طهارتهم وعصمتهم وكونهم بعين الله قبل ان يظهروا في عالم الشهادة وفي البحار عن روضة الواعظين «في 
العرش تمثال ما خلق الله من البر والبحر». (ش) 


اق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
الجسميّة ويسمّى عقلاً أيضاً أو المراد به المثال؛ والقبل متعلّق بقوله براءة وتقييد لبيان أنَّ هذا 
الخلق قبل خلق الجسم والجسمانيّات. والنسمة بالتحريك: الرّيح أوّلها قبل أن تشتدٌ, والرّوح أيضاً 
والمراد به الإنسان' ١‏ سمّي بذلك للروح وجمعها النسم بالتحريك أيضاً ويجوز الإفراد والجمع هنا 
والضمير لله سبحانه. 

قوله (عن يمين عرشه)(!") متعلّق باصطنعه أو بذرأه أو ببرأه أو حال عن مفعول هذه الأفعال» 
واليمين أشرف الجانبين وأقواهماء والعرش في اللّغة: سرير الملك! '» وفي العرف يطلق على 
الملك وهو ماسوئ الله تعالئ وعلئ الفلك التاسع المحيط بما تحنه. 15 العلم الع 
بجميع الأشياء وعلى المجرّدات كلها وتسمّى العرش العقلاني والعرش الرّوحاني علئ الجوهر 
المفؤسط بين ! 7 الغاله:العاقل الثايث :وبين العالم المتفكر المتحة و سوا سواه كانت المشترات 





١‏ قوله: «والمراد بها الإنسان» والمراد هنا: وجودهم الظاهر فى هذا العالم» والنسمة هنا: الروح التى بها الحياة 
الظاهرة. (ش) 1 

حدرله رمن نين قرس الجار والمخرور فى موسيم الصفة لقوله ضلاً فإنهم كانوا حين كونهم حين كونهم ظلاً 
قبل ظهور النسمة عند العرش علئ أشرف جانبيه. (رش) 

© قوله: «في اللغة سرير الملك وفي العرف يطلق» لأن السرير شعار الملك فيطلق على الملك مجازاً للملابسة: 
وأما الفلك التاسع فليس خصوص العدد مأخوذاً في معناه بل المقصود الجسم المحيط بكل الأجسام سواء كان 
تاسعاً أو عاشراً أو سابعاً أو غيره والمأخوذ فى مفهومه المحيط بالكل وهذا مبني على وجود جسم محيط وهو 
لابتصور إلا مع القول بتناهمي الأبعاد وقد مرٌ الكلام فيه فراجع الفهرس في آخر الجزء الرابع. (ش) 

- قوله: «وعلئ العلم المحيط؛ أي علم الله المحيط بالأشياء وهذا هو المعنى الرابع و قد مر الحديث الدال على هذا 
المعنى فى الصفحة ١٠٠١‏ من المجلد الرابع ومر نظير هذا الكلام من الشارح : فى المجلّد الأول في الصفحة 77 
مع اختلاف في بعض الكلمات فراجع إليه. (ش) 

© - قوله: «وعلئ الجوهر المتوسط بين» قال صدر المتألهين فى شرح الحديث الرابع من كتاب العقل والجهل: 
والعرش الذي هو مستوئ الرحمن كأنه جوهر متوسط بين عالم العقل الثابت المحض وعالم التغير والتجدد 
نفوس ا كانت المتغيرات أو جساماً ومفهوم الرحمة في اللغة: رقة القلب المقتضية للعطوفة على غيره وما يليق به 
تعالئ من هذا المعنئ إيجاده وتأثيره فى الأشياء المتغيّرة التى لها استكمالات ذاتية أو عرضية زائدة على أصل 
تجوهرها وفطرتها الأولئ لأن مصدر التغيرات عندنا فاعل متغيّر لا يفعل شيئاً إلا بأن ينفعل هو فى نفسه ولا 
يحرك شيئاً إلا بأن يتحرك والباري جل اسمه لا يتغير ذاتاً ولا صفة فى إيجاده للمكونات ثابتة كانت أو مستحيلة 
ولكن إيجاذه تعالة للثابنات بتفسس 'ذاته بلا وسنط) للمتغيرات بواسطة العرين الذى هو ؤاسظة فتيطن الرحمن 
والبرزخ بين عالمي الأمر والخلق فإيجاده للمتغيّرات بواسطته عبارة عن معنئ اسمه الرحمن إلئ"آخر ما قال 
- ولاريب أن مراده من هذا الجوهر المتوسط الطبيعة السارية المتحركة بذاتها على مذهبه فى الحركة الجوهريّة 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 3 
نفوساً أو أجساماً. ويجوزإرادة كلّ واحد من هذه المعاني هناء أمَا الأَرّل فلأنّه يجوز أن يكون له 
تعالى عرش بالمعنئ الأَوّل لا باعتبار استقراره جل شأنه عليه كاستقرار الملك علئ سريره لتعاليه 
عن ذلك. بل باعتبار أَنّه جعله مطافاً لبعض الرُوحانيين كما أنَّ له بيت بهذا الاعتبار. وخلق الإمام عن 
بمينه كناية عن كرامته وعلوٌ منزلته لأنَّ عظيم المنزلة» يتبرّء عن يمين الملك. وأمًا الثاني فلأنَ خلقه 
عن يمينه كناية عن أَنّهِ أقرب الموجودات إليه سبحانه لأنَّ الملك وهو جميع الكائنات له يمين 
وشمال ويمينه أي جانب أشرفه ما يلي المبدىء الأرّل في ترتيب الإيجاد فكلٌّ ماهو أقوانت يليه 
تعالئ في الاإيجاد فهو أيمن بالنظر إلئ ما بعده. وأمّا الثالث فلما مر فى الأوّل لأنّ الجسم المحيط إذا 
سمّى بالعرش يتخيّل له يمين وشمال كالسرير للملك والكائن علئ يمينه من أهل الكرامة والمنزلة 
فالكان طن سين رين المللك: وأمًا الرابع فلمثل ماذكرناه في الثالث أو في الثاني باعتبار 
المعلومات لأنّ العلم باليمين ؛ مين لطر رن لحك ينابيعلا ماروا الخاتسيى فال اعون الرَوحاني 
يمينه ما يقرب منه منه فى سلسلة الإيجاد. وأمّا السادس فلن يمين العالم ؛ بين العالمين هو العالم 
الثابت لأنْه أقرب منه فى سلسلة الايجاد فليتأمّل. 
قوله كا بالتتكيدفى علو القن مده جاه يخي ااه والحباء العطاء وهو حال عن 
عون الأمجان لمق كروت راقيه وإاله كرد ١ن‏ لماه مرع ران اناه رار والجدونه ماني والار 
قوله (اختيار بعلمه وانتجبه لطهره) استئناف لبيان السبب الموجب لجعله إماماً دون غيره 
والسبب هو العلم المتعلّق بجميع ما يحتاج إليه العباد. والطهارة عن الّذائل كلّها. إذ بالعلم يعلم 
مصالح العباد وبالطهارة يحصل لهم الوثوق بقوله وفعله. 
قوله (بقيّة من آدمع9) فعيلة بمعنئ فاعل, وبقيّة كل شىء ما بقى منه يعني باقياً من أبيكم 


- الطبيعية فكون العقل عن يمين العرش على ما ذكره كونه أقرب الئ الله تعالئ في سلسلة الأسباب الذاتية فكل 
سابق أيمن بالقياس ال مابعده لأن كلا العبارتين بيان كونهم سبباً في الجملة. ولما كان عبارة الشارح رحمه الله 
مقتبسة من كلام صدر المتألهين أوردنا كلامه ليتضح به المقصود والله المعين. وفى الرابع عشرمن بحار الأنوار أن 
الكرسى والعرش يطلقان على معان وذكر ستة نشير إليها مختصراًء أحدها: جسمان عظيمان فوق سبع سماوات. 
ثانيها العلم» ثالثها: الملك رابعها: الجسم المحيط مع جميع مافى جوفه؛ خامسها: كل صفة من صفاته الكمالية 
والجلالية فله عرق العم وعرش القدرة» ونقل عن والده تفسير #الرحمن علئ العرش استوئ© بعرش 
الرحمانية أي ليس شيء أقرب إليه من شيء بخلاف عرش الرحيمية المخصوصة. وسادسها: قلب الأنبياء 
والأوصياء وكمل المؤمنين. (ش) 


214 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 5 
آدم ل والله سبحانه أبقاه منه لأجل هدايتكم. 

قوله (وسلالة من إسماعيل ) سلالة الشيء بالضمٌ ما استلّ منه. والنطفة سلالة الإنسان لأنها 
خرجت منه. والولد سليل لأنّه خرج من صلب أبيه. 

قوله (لم يزل مرعيّاً بعين الله) أى بحفظه ورعايته أبدأ من حين فطرته إلى زمان انتقاله من هذه 
الدار. 

قوله (بحفظه ويكلؤه بستره) الكلاءة بالكسر الحفظ والحراسة وهى أشدٌّ من الحفظ يقال: كلأه 
العلا بالكين ا سوه رحرينة والحذن النقه الصيدرنوبااكير السافرة و القدراد بالمتترهنا 
القرّة النفسانيّة الحاجزة بينه وبين المعصية وهى العصمة؛ وإضافته إلى ضميره تعالئ لإفادة أنّه من 
فضل الله تعالئ وليس المعصوم إلا مَن عصمه الله تعالئ. 

قوله: (مطروداً عنه حبائل إبليس ) الطرد الإبعاد والحبائل جمع الحبالة وهى بالكسر ما يصادٌ 
به.والمراد بها مكره وحيلته ووساوسه التي بها يوقع بنى آدم فى المعصية ويقيّده بقيد انمياده على 

قوله: (مدفوعاً عنه وقوب الغواسق ) الوقوب الدّخول يقال: وقب الظلام إذا دخل علئ الناس. 
ومنه قوله تعالئ: ومن شرٌ غاسقٍ إذا وقب» والغواسق جمع الغاسق وهو الليل المظلم الساتر 
لكلّ شىء, والمراد به هناكلٌ باطل فإنَّ الباطل مظلم يستر الحق. 

قوله: (ونفوث كل فاس ) إنساتأكان أو شيطاناً والنفث بالفم شبيه بالنفخ: والمراد به هنا مايلقي 
إل أحد من القول الخفى لإضلاله. 

قوله: (مصروفاً عنه ررقي السوء) السوء بالفتح مصدر وبالضمٌ اسم منه والقارف الكاسب 
يقال: فلان يقرف لعياله أي يكسب والاقتراف الاكتسابء والمراد بقوارف السوء ما يجرٌ إليه من 
الميل والشوق والارادة والصفات البّذيلة النفسانيّة مثل الحقد والحسد والغضب وغيرها. 

وقوله: (مبرّءاً من العاهات محجوباً عن الآفات ) العاهة والآفة بمعنئ واحد وهى مايوجب 
خروج عضو عن مزاجه الطبيعي. ويمكن أن يراد هنا بإحديهما الامراض النفسانيّة كلّها وبالأخرئ 
بعض الأمراض البدنيّة مثل البرص والجذام وغيرها. 

قوله: (في يفاعه) اليفع الّفعة والشرف والغلبة وفيه دلالة علئ أنَّ ذلك ليس لعجزه بل لكمال 
شفقته عل الدّعيّة. 


باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 1" 

قوله: (عند انتهائه) أشار به إلئ أنَّ كل هذه الصفات الجميلة علئ وجه الكمال. 

قوله: (أمر والده) وهو الامامة والرّئاسة في الدّارين. 

قوله: (صامتاً عن المنطق فى حياته ) لما مب أنه لا يجتمعان إمامان ناطقان فى عصر واحد وأنّه 
متفق عليه بين الخاضة والعامّة. 

قوله: (فإذا انقضت مدَّة والده) جزاء قوله «فمضئ». (إلئ مشيّته) من باب إضافة المصدر إلى 
الفاعل أو المفعول أى انتهت مقادير الله وقضاؤه إلئ مشيّة الولد وإرادة إمامته. 

قوله: (وبلغ ) عطف علئ الشرط المذكور وهو انقضت. 

قوله: (وقيّمه فى بلاده) أي قائماً مقامه ونائباً منابه فى سياسة أمور الناس ومحافظة أحوالهم. 

قوله: (وأَيّده بر سيجيء فى باب ذكر الأرواح أ الله تعالئ أيّد اسل والأوصياء 9ه 
بروح القدس به عرفوا الأشياء وعرفوا ماتحت الثرئ روئ ذلك جابر عن أبي عبد الله وأ 

وسأل أبو بصير أبا عبد الهاي عن قوله تعالئ: 8 وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا »© _الآية 
قال: خلق من خلق الله تعالئ أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللهيي يخبره ويسدّده 
وهو مع الأئمّة من بعده؛ وفي رواية أخرئ أنه قال: «منذ أنزل الله تعالئ ذلك الوُوح على 
محمد يَيةً ماصعد إلى السماء وأنّه لفينا» وفي أخريك قال ليه دإنَّالله تعالئى جعل في النبي دوح 
القدس به حمل النبوّة فإذا قبض النبئٌ انتقل روح القدس فصار إلئ الإمام» وظاهر هذه التّوايات 
أن روح القدس ملك وقال القاضي الرّوح القدس الْتى تتجلّئ فيها لوائح الغيب وأسرار الملكوت 
المختصّة بالأنبياء والأولياء. 

قوله: (وآتاه علمه وأنبأه فضل بيانه ) يعني أن إتيان العلم والإنباء عن الأسرار إليه من قبله تعالى 
بعد أبيه أفضل وأكمل من إتيانهما إليه في حال حياته لاختصاصه حينئذٍ بالنطق عن الله أمر الإمامة 
وتأيّده بروح القدس والنسبة بين الحالتين كالنسبة بين مابعد البعثة وماقبلها فى النبى عَيه. 

قوله: (واستودعه سرّه) وهو سرٌ التوحيد وما يليق بذاته وسرٌ الشرائع 7 صفات النفس وما 
يترنئب علئ ذلك من الثواب والعقاب وغير ذلك مما لم يؤمر بتبليغه إلى الخلق فإِنَّ الأسرار التي 
أظهروها علئ الخلق قليلٌ من كثير. 

قوله: (وانتدبه لعظيم أمره) وهو رئاسة الخلق وسياسة أمورهم بالحقٌ وفيه شيء لأنَ انتدبه لم 


37 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
يجىء متعدٌّياً. قال الجوهري فى الصحاح والرٌمخشري في الفائق وابن , الأثير ذ فى النهاية: يقال ندبه 
لبر تاتسدي :له أن قا له تهات الل ذا أنا بيقن نا تمان فك بسع يز يمد الغل البو اين 
واجتذب وهذا من هذا القبيل وزيادة البناء للدلالة علئ زيادة السيالقة د لسن 

قوله: (وأنبأه فضل بيان علمه) هذا وماذكره بعده إلن قوله: «وأحيا 0 لفيا بق 

قوله: (والضياء لأهل دينه) فإِنَّ الإمام نور من نور ربٌ العالمين به يستضى يء أهل الدّين بل أهل 
السماوات والأرضين ولولاه لوقعوا فى ظلمة التحيّر والضلالة ورتعوا فى مرعيئ البدعة والجهالة. 

قوله: (واسترعاه لدينه) يعني ده راعياً أى وال افقلا لندرعه ومسركة بلكل انان تبتر خا 
لشيء فرعاه من رعيته رعاية بمعنئ حفظته والرّاعي منه بمعنئ الوالي الحافظ أو جعله راعياً 
لأهل دينه من رعيت الاإبل بمعنئ أرسلتها إل مرعاها علئن سبيل التشبيه؛ وعلئ التقديرين 
استفعل هنا بمعنئ فعل نحو قر واستقرٌ والرّيادة للتأكيد لا للطلب كما في قوله تعالن: #فاستجاب 
لهم ربّهم 4 إذ الطلب لايستلزم الحصول. 

قوله: (وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده) المراد بإحيائه هذه الأمور بسبب الإمام بيانها 
وإيضاحها للخلق وإرشادهم إليها وإقامتها علئ سبيل التشبيه والاستعارة التبعيّة. 

قوله: (عند تحيّر أهل الجهل وتحيّر أهل الجدل) أريد بالأرّل صاحب الجهل المركب وكلاهما 
فى مقام التحيّر وإن كان التحيّر في الثاني أبلغ وأشدّ. والجارٌ أعنى قوله «بالنور الساطع والشفاء 
النافع» متعلّق بمقام أو بالعدل والباء إِمّا للاستعانة أو للسبيّة والأوّل ناظر إلئ الأوّل والثاني إلى 
الثاني لأنّ النور الساطع وهو العلم اللأمع المرتفع ضوءه كالصبح أنسب بالجهل ورفع ظلمته 
والشفاء النافع وهو البرهان القاطع أنسب بالجدل ورفع بدعته. 

قوله: (بالحنٌّ الابلج) أي الحنٌّ الواضح اْذى لا يشتبه علئ أحد بدل لقوله «بالنور الساطع» أو 
حال عنه أي متلبّساً ذلك النور بالحقٌّ الأبلج وقوله «والبيان من كل مخرج» بدل لقوله «والشفاء 
النافع» أو حال عنه. والمراد بكلّ مخرج كلٌّ موضع يخرج منه الحقٌ عند اشتباهه للقاصرين. 

وقوله: (علئ طريق المنهج ) متعلّق بقام والإضافة للبيان والمراد به طريق الحقٌّ لأنه طريق 
واضح لارباب العرفان. 

قوله: (فليس يجهل مَن لم يعرف حقٌّ هذا العالم) وجهل به. ثلاثة أصناف أشار إليها على 
الترتيب لأنّه إِمّا أن يقتصر علئ الجهل به ولم يجحده أو ضمٌ إليه الجحد والإنكار, والأوّل هو 


باب تادر جامع في فضل الإمام وصفاته 0 
الشقى الذي خلاف السعيد لأنَّ بخته لم يساعده علئ معرفته. والثاني ما أن يقتصر علئ الجحد أو 
يض معه الصدّ عنه والرّجر عن الوّجوع إليه والأرّل هو الغوي وهو الضالٌ. أعني من ترك سبيل 
الحنّ وسلك غيره. والثاني هو الجريٌ علئ الله ومحاربه ومن ههنا علم أنَّ الأوّلَ صاحب الجهل 
البسيط والأخيرين صاحبا الجهل المركّب, وأنَّ كلّ لاحق أخصٌ من السابق. 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب أنّ الائمة ولاة الأمر 
وهم الناس المحسودون الذي ين ذكرهم الله عرّ وجل 

الأصل: 

١‏ الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري. عن معلّى بن محمّد قال: حدّئني الحسن بن علي 
اوكا عن أحمد بن عائذ» عن ابن أذينة» عن بريد العجلي قال: : سألت أبا جعفر 9 عن قول الله عر 
وجلّ: ل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» فكان جوابه: «ألم تر إلى الذين أوتوا 
نصيباً من الكتاب يأمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا 
سبيلاً» يقولون لأئمّة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمّد سبيلاً «أولئك الذين 
لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً* أم لهم نصيب من الملك» يعني الإمامة والخلافة 
«فإذأ لا يؤتون الناس نقيراً» نحن الناس الذين عنى الله والنقير: النقطة التى فى وسط النواة «أم 
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله» نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من اللإمامة 
دون خلق الله أجمعين طفقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً» يقول: 
جعلنا منهم البّسل والأنبياء والأئمّة فكيف يقرّون به في آل إبراهيم ا وينكرونه في آل محمّد وَل 
إنمنهم من آمن به ومنهم من صِدَّ عنه وكفى بجهنّم سعيراً» إن الذين كفروا بآياتنا سوف 
نصليهم ناراً كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إِنْ الله كان عزيزاً 
حكيماً». 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد؛ عن محمد بن الفضيل. عن 

الما الل ا 0 

نحن المحسودون )١(‏ 

الشرح : 


.5١06 / ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أنّ الائمة ولاة الأمر ا 


قوله (قال: سألت أبا جعفرئية عن قول الله تعالى «إوأطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر 
موسي يو لاي ا كه ء الثلاثة وتابعيهم وبأولى 
الأمر على بن أبي طالب وأولاده الطاهرين2. هذا هو الحنٌ الذي لااريب فيه(١!‏ وذهب إليه 
ال 1 
لتعلم حقيقة مقالتهم وفساد عقائدهم فتقول: قال القرطبي قيل: إِنَّ المراد بأولي الأمر من وجبت 
طاعته من الأمراء والولاة وهو قول الأكثر من السلف. واستدلٌ بعضهم بما جاء من قبل الآية من 
قوله تعالئ «وإذا حكمتم بين الناسء أن تحكموا بالعدل» وقيل: العلماء هي عامّة في الأمراء 
والعلماء وقيل: هم أصحاب محمد يي. هذا كلامه. أقول: إن خصّ هذه التفاسير الأربعة بالمأمونين 
من الخطأ والزّلل فلا نزاع لأنّه ليس غير من تشبّثنا بذيل عصمتهم على هذه الصفة بالاتفاق وإن 
أريد أعمّ من ذلك لزم أن يأمر الله سبحانه عباده بإطاعة الفاسق تعالى الله عن ذلك علوًا كبيراء 
ونظير ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة؛ عن النبي يو قال «من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني 
فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن , بعص الأمير فقد عصاني» وله في هذا المعنى 
روايات متكثّرة!") والظاهر من كلامهم هو إرادة معنى الأخير إذ قال المازري في تفسير هذا 
الحديث: لا خلاف في وجوب طعة الأمير فيما ليس بمعصية إذ لا طاعة لمخلوق في معصية 
الخالة 20 , 


وقال أيضاً في تفسير حديث آخر: يجب طاعة الولاة في جميع الأمور حتّى فيما يشنٌّ وتكرهه 


١‏ - قوله: «هذا هو الحنٌّ الذي لا ريب فيه, لأنّ كلّ ملك وأمير اذا أوجب إطاعة النواب من الولاة والقضاة فالأمر 
منصرف إلى من ثبت ولايته من قبله لا من تثبت بسبب وتصدى لمنصب من غير إذن الملك فجعل نفسه قاضياً 
مثلاً على الناس فإذا قال الملك: أطيعوا الولاة وأمراء الجنود فالمقصود من نصبه الملك وكذلك إذا قال الله تعالئ: 
أطيعوا أولى الأمر منكم. فالمراد أولو الأمر المنصوبون من قبله تعالئ وليس بهذه الصفة بالإجماع غير الائمة 
الطاهرين.(ش) 

"١‏ - قوله: : «روايات متكثرة» إن فرضنا صحة هذه الروايات مع بعدها فالكلام فيها كالكلام في الآية الكريمة من أن 
مراد رسول ال الأمير المنصوب من قبله وإلا فالأسود العبسي ومسيلمة أيضاً كانا أميرين إلا أن يقيد بقيد 
فيقال: الآ مير العادل وليس أولى مما ذكرنا من التقييد بالأمير المنصوب من قبل النبى يي بل هو أولى 
للانصراف. رش 

”' - قوله: :وني معصية الخالقء كلام صحيع مؤيد :برواياك كثيرة ة من طرقهم لا يمكن أن ينكرها مسلم فليكن على 
ذكرك فلعنة الله على من أطاع الخلفاء ء فى أوامرهم بالظلم والقتل والسلب والجعل وغيرها من المعاصى. (ش). 


20 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





النفوس مما ليس بمعصية إذ لا طاعة فى معصية كما تقدّم وقال القرطبى ١7‏ لا تنعقد الإمامة ابتداء 
للقاضق عقر أو لكيرة: كاذ سجو لق فياه بق بعقدها افا كفن أن شير كفو قات سينك انه 1 
وجب على المسلمين عزله("! وكذلك إذا ترك الصلاة والدٌّعاء إليها أو غيرها من الشرع وإذا عزلوه 
نصبوا عدلاً ووالياً إن أمكنهم ذلك وإن لم يتّفق ذلك إلأمع حرب وجب القيام بذلك على الكاقة 
وهذا إذا لم يحيلوا القدرة عليه وإن تحمّقوا العجز عنه( "لم يجب القيام عليه ويجب على المسلم 
الهجرة من أرضه إلى غيرهاء وإن كان فسقه بمعاص غير الكفر فجمهور أهل السئّة أنّه لا يخلع ولا 
يجب القيام عليه لحديث «أطعهم وإن أكلوا مالك وضربوا عنقك ما أقاموا الصلاة» ولحديث «صلَوا 
خلف كل برّ وفاجر» ومثله قال محى الدّين البغوى وعلّله أيضاً بأنَّ خلعه يؤدّي إلى إراقة الدماء 
كناف عر وصوو لق لذ مو ع دربا رضي مدال الاتماء قلن الدالا نامعن اليا زا 
فسق بغي ركفر. وقالت المعتزلة: يخلع, وقال بعض أهل السنة: يقام عليه واحتيجّوا بقيام الحسين 42 
وابن الزبير وأهل المدينة على بني أميّة وقيام جماعة عظيمة من التابعين والصدر الأول على 
الحجّاج لم يكن لمجرّد الفسق. بل لتغييره الشرع وتظاهره الكفرء وبيعه الأحرار, وتفضيله الخليفة 
على النبي حيث ربح عبد الملك بن مروان عليه وحكي أنه قال: طاعتنا له أوجب من طاعة الله 
نه : شرط في طاعته فقال لإفائّقوا الله مااستطعتم » وأطلق في طاعتنا للخليفة فقال: «وأولي الأمر 
منكم4 وقال:إِنَّ سليمانكان حسوداً لأنْه قال: هب لي ملكأ 4 الآية ومن عظيم ظلمه أنّه قتل 


١‏ -قوله: «قال القرطبي» كلامه هذا أقرب إلى الحق بناء على مذهبهم من عدم العصمة ولكن لما رأى غيره أن هذا 
يوجب إخراج جميع الخلفاء إلا من شذ منهم على الاستيهال جددوا النظر في المسألة وخالفوا في أكثرها. (ش). 
> - قوله «وجب على المسلمين عزله» ذكر هذه المسئلة التى يعلم عدم امكان العمل به نه مسرو ارضاء العوام 
والفرار عن دغدغة النفس والا فكيف يمكن عزل من بيده المال والجنود ويصوب أعماله المتملقون من أهل 
الدنيا ولا يبالون من اراقة الدماء وسلب الاموال والضرب والحبس والتشريد لمن خالفه في أمره ونهيه. (ش). 
قوله: «وإن تحمّقوا العجز عنه. هو الأمر الواقع الذي يصح التكلم فيه والبحث عنه إذ لا يتصور إلا العجز عن 
الحرب والغلبة وحينئذٍ فيرجع مذهبهم إلئ مذهب الشيعة في التقية وهم يتبرؤون منها. . فإن قليل كيف قام الناس 
على عثمان وعزلوه وقتلوه ولم يعجزوا عنه فاحتمال القدرة على الحرب والغلبة أمر ممكن؟ قلنا نعم هو ممكن 
إذا كان الإمام ضعيفاً وفى الناس اتفاق كلمة ولكنه نادر جداًء ولذلك لم يتفق في عهد أكثر الخلفاء مع فسقهم 
الظاهر قيام عليهم بل أنكر بعض علمائهم وجوب القيام ولو مع تظاهرهم بالفسق كما يأتي. ثم أن الخلفاء بعد 
الراشدين وثبوا على الملك واستوثقوا الأمر لأنفسهم بالوسائل التي توسلت بها ساير الملوك فى ساير الأمم 
وكانت البيعة بعد أن صاروا ملوكاً لا قبله فلم يكن نصبهم من قبل الناس حتى يكون عزلهم منهم (ش). 


باب أنّ الائمة ولاة الأمر 5 





ا ا لف الس العو او ال 


١-قوله:‏ «عن قيام الحسينعية وار بن الزبير ما تكلف به متكلموهم من الأجوبة أوهام نسجوها من غير معرفة 
بالواقع من الأمور والحقائى الثابتة فى التواريخ والروايات المنقولة فى صحاحهم التى يعرف علماؤهم بها 
والصحيح على مذهبهم ما ذكره عالم الحنابلة عبد الحى بن عماد وغيره من المطلعين غير المجازفين قال في 
شذرات الذهئ: دما مز عن تكله الحبين والحكينا بلين عليه يدل على الزندعه واتخلال الزريمان مين كلرنهم 
وتهاونهم بمنصب النبوّة وما أعظم ذلك فسبحان من حفظ الشريعة وشيد أركانها حتى انقضت دولتهم وعلى فعل 
الأمويين وأمرائهم بأهل البيت حمل قوله و «هلاك أمتي علئ أيدي أغيلمة من قريش». وقال التفتازاني في 
شرح العقائد النسفية: اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين أو أمر به أو أجازه أو رضى به. قال والحق أنَّ 
رضا يزيد قعل الحسين واستبشاره ذلك وإهاته أهل بيت رسول الي مما تواتر معناء وإ كات تفصيله حاد. 
قال: فنحن لا نتوقف فى شأنه بل فى كفره لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه انتهى. وما أوقع كلام ابن العماد وما 
أحسنه حيث تعجب بقاء الدين في مدة ملك بني أميّة وجعله خارقاً للعادة ونسبه إلى حفظ الله وإلا فالسبب 
الظاهري كان مقتضياً لأن لايبقى للدين اسم وأثر مع عداوتهم وتسلطهم ثماني سنة أو أكثر. 
وأما قيام ابن الزبير على بني أميّة فمقتضى ما ذكره ٠‏ المتكلمون منهم في شرائط الإمام والبيعة أن نون الامو 
بالعكس مما ذكروا هنا لآن الناس بايعوا ابن الزبير قبل أن يتصدى مروان وابنه عبد الملك للخلافة بل قبل أن 
يختلج ببالهما أنهما يصيران خليفة يوماً بل بايع مروان» فيمن بايع ابن الزبير فكانت خلافة ابن الزبير عندهم 
خلافة صحيحة. وابن الزبير عندهم عادل جامع لشرائط الإمامة وبيعته قبل بيعة مروان وعبد الملك, فكان مروان 
وعبد الملك خارجين عليه بغير حق وكان على المتكلمين أن يبدوا وجهاً لتصحيح عمل مروان وابنه فى قيامهما 
علئ الإمام العادل لا توجيه عمل ابن الزبير فى قيامه عليهما (ش). 
فوله فى ص ” دولا يخفئ ضعف هذا القول» عقد الإمامة عندنا بالنص وعند العامة علئ ما في المواقف 
بالنص والبيعة أيضاً. لنا وجوه: الأوّل: أن الامامة نيابة عن الرسول ييه فلا يثبت بقول غيره. الثاني: بيعة جميع 
الناس حضوراً لواحد غير معقول وبيعة جماعة قليلة منهم لا توجب حجة على غيرهم ولا تستلزم وجوب قبولهم 
وطاعتهم. الثالث: أن القضاء وساير المناصب لا تثبت بالبيعة إجماعاً فكيف الإمامة. الرابع: ثبوت الإمامة بالبيعة 
يؤدي إلى الهرج والفساد إذ يمكن أن يبايع أهل العقد والحل في بلد لرجل وفي بلد آخر لرجل آخر فيتنازعان كما 
اتفق بين عبد الله ؛ بن الزبير وعبد الملك بن مروان. الخامس: أن من شرائط الإمامة العلم والعصمة ولا يعلم 
ثبوتهما في رجل إلا الله تعالئ وهذا هو الدليل الذى بي صرح به الإمام اه 'في هذا الحديث والحديث السابق 
ويستفاد الوجوه الأخر أيضاً من بعض ما سبق وقد أجابوا عن الوجه الأول: بإِنّا سلّمنا أن الامامة نيابة عن الله 
والرسول لكن البيعة علامة علئ حكم الله تعالى نظير الاجماع الدال على حكم شرعي وفيه أنكم ما أقمتم على 
كون البيعة حجة تثيت تثبت به حكم كالااجماع وفي المواقف الواحد والاثنان من اهل الحل والعقد كاف لعلمنا أن 
الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك كعقد عمر لأبي بكر وعقد عبد الرحسمن بن عوف لعثمان ولم 
يشترطوا اجتماع من فى المدينة فضلاً عن اجتماع الأمة هذا ولم ينكر عليهم أحد انتهئئ» وهذا كلام يشهد نفسه 


1” شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





عدم جواز القيام إِنما هو في الإمام العدل إذا حدث فسقه بعد انعقاد الخلافة له وأمّا الفاسق قبل 
عقدها فاتفقوا على أّها لا تنعقد لها ويزيد كان كذلك قبل انعقادها له. وقال الآبي: هذا ليس بشىء 
أنه وإن لم يجز عقدها للفاسق ق ابتداء لكنه إن انعقدت ودفعت إليه صار بمنزلة من حدث فسقه 


بعد انعقادها فلا يجوز الميام عليه. ولاابسني ست هد ار هذا ما ذكروه في كتبهم وفى 
0 اده وَأنك إذا 0 فاسق و أن 


ا ل ل ا 


- بفساده وكيف لم ينكر عليهم أحد والاختلاف في الإمامة مشهور , بيين أهل العالم ومعروف بين ساكني الأقاليم 
السبعة في نفس كتاب المواقف باب في مسألة الإمامة ودفع المخالفين بل قالوا: أول اختلاف وقع فى الإسلام 
اختلافهم فى الامامة. وعن الوجه الثانى: بأن بيعة أهل البيعة علامة حكم الله تعالى فيجب على من لم بحضر 
القبرل كالشاهد والقاضي فإن حكمهما ثابت على من لم يشهد وفيه أنهم لم يقيموا دليلاً على كون البيعة علامة 
على حكم الله تعالى ونعلم أن كثيراً من الصحاءة الدين امتمورا ساد عه الي الدرين كمعا وده بن أبي سفيان وسعد 
بن أبي وقاص امتنعوا من قبول خلافة أمير المؤمنين ك3 مع أن الذ. نا عرويق اهن العن و الفقد يكد يوم الدار 
أكثر من الذين بايعوا أبا بكر يوم السقيفة أضعافاً مضاعفة بشهادة المؤرّخين» وتخلف عبد الله بن الزبير عن بيعة 
اندي نعاوده ورائمه الحنيو بن على غليهها السلوم معه مشهور؟: وأما حجية الشاهد والقاضي على الغائب 
فسفسطة والفرق بين الشهادة والبيعة أن صحة صحة الشهاده لا يتوقف على رضا الشاهد ولا على رضا المشهود عليه. 
والبيعة الصحيحة تتوقف على رضى الطرفين كالوكالة ولا يدل رضا من بايع على رضى غيره» وأجابوا عن الوجه 
الثالث: بأنا لا نسلّم عدم لبوك الفضحاد “ايع ا مه وعوه !1 نامر كان الوك امول اراق بها نيط 
لأن المراد بثبوت القضاء بالبيعة أن بعض أهل البلد إذا نصب قاضياً بالبيعة ولو مع عدم إمكان الرجوع إلئ الإمام 
أو عدم وجوده وجب على أهل هذا البلد الخضوع لحكمه وقبول قضائه قهراً جبراً وهذا مما لا يختلج ببال أحد 
ولا يدل عليه دليلء نعم لا بأس بأن يرجعوا إلئ رجل بالتراضى فيحكم بينهم بحكم الشرع. وأجاب شارح 
العرافت عن الراجه بأنه إذا بايع أهل بلد لرجل بالإمامة وفي بلد آخر لرجل آخر حدث الفساد والفتن لكن عدم 
وجود الإمام أشد ضرراً فيدفع بالأقل وفيه أنا لا نسلم كونه أشد ضرراً بل يمكن أن يدعى خلافه لأن النزاع 
والتخاصم بين الولاة والحكام في الملك والخراج أشد ضرراً وأكثر فتنة من التخاصم بين أحاد الرعية في حب 
ونعل وثوب مع أن هذا * يء لم يتفوه به عاقل من أول الخليقة إلى عصرنا وكيف يمكن أن يوجب أحد كون 
امام واحد فى وهم ال رض لم ير لكل لد .ابعر رجلا اما المظافة ويصحيعها رار نجعيو 
بإطاعة جميع هذه الامراء مع اختلافهم ومع ذلك باق أهل كل بيعة باطاعة إمام بلده خاصة. وإنما فر صاحب 
المواقف إلى هذه الدعوئ السخيفة لعدم وجدان مناص يتخلص به فلم يبال بالغزام المتناقضات. 

وأجاب عن الخامس: بأن أبا بكر كان إماماً ولم يكن معصوماً فثبت عدم وجوب العصمة وفيه أنه دور ومصادرة. 


(ش). ١-راجع‏ ص ٠‏ شرح ذلك مفصلاً. 


باب أنّ الائمة ولاة الأمر 0" 


فى هذا موافق للشرع فيطيعه وفي ذاك مخالف له. وإن أراد وجب على المأموم طاعته في كلّ ما لم 
يعلم مخالفته للشرع سواء كان مخالفاً للشرع في نفس الأمر أو لا لزم أن يأمرنا الله سبحانه بإطاعة 
الجاهل فيما هو جاهلٌ ومخالف للشرع, فاعتبروا يا أولى الأبصار. 

قوله 9يؤمنون بالجبت والطاغوت»# قال الجوهري: الجبت: كلمة تقع على الصنم والكاهن 
والساحر ونحو ذلك؛ والطاغوت: الكاهن والشيطان وكلٌ رأس فى الضلالة وهو قد يكون واحداً قال 
تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به» وقد يكون جمعاً قال تعالئى 
«(أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم4 وقال القاضي: الجبت في الأصل: اسم صنم فاستعمل في كل 
ما عبد من دون الله وقيل: أصله الجبس وهو الّذى لا خير فيه فقلبت سينه تاء والطاغوت يطلق 
كن 3 7 5 ءِ 

قوله (يقولون لأئمّة الضلالة ) يريد أن المراد بالكتاب القرآن وبالّذين يؤتون نصيباً منه طائفة من 
أهل الإسلام وهم يقولون بعد النبى يي لأئمّة الضلالة والدّعاة إلى النار وهم الجبت والطاغوت: 
هؤلاء أهدى سبيلاً أي أقوم ديناً وأرشد طريقاً من الّذين آمنوا ظاهراً وباطناً وهم آل محمد ييُ. 

قوله «إفلن تجد لهم نصيراً» أي ناصراً يدفع عنه اللعن والعذاب بشفاعة وغيرها. 

قوله «أم لهم نصيب من الملك4 قال القاضي: «أم) منقطعة ومعنى الهمزة إنكار أن يكون لهم 
نصيب من الملك. 

قوله طافاذاً لا يتون الناس نقيراً» أي لوكان لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس ما 
يوازي نقيرأ فكيف إذا لم يكن لهم نصيب منه وهم أذلأء وكيف ما زاد على النقيره وفيه مبالغة في 
1 حرصهم وكمال عداوتهم للناس. 

قوله (والنقير: النقطة التى فى وسط النواة) قال: أهل اللغة: النقير: النقرة الّتى فى ظهر النواة 
والنقرة احفر ومقه»نقوة النقا:وله ل العزاه بالتفطلة النقرء. 0 

قوله (فكيف يقرٌون) إنكار للجمع بين هذا الإقرار والإنكار إذ لا وجه له بل هو من باب الجمع 
ين اليعناقضنين أن آل محمّد ويه أيضاً آل إبراهيم ناقة. 

قوله (فمنهم من آمن به) أي فمن أهل الإسلام مثل أبي ذرٌ وسلمان وغيرهم من الصحابة 
والتابعين إلى يوم القيامة من آمن بما آتينا آل محمّد يي أو آل إبراهيم نا ومنهم صِدَّ وأعرض ولم 
يؤمن به وكفى بجهتم ناراً ذات لهب يعذَّبٍ بها من لم يؤمن به إن لم تحلّ به عقوبة عاجلاً لمصلحة. 


ل 


”» شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

قوله 9إِنَّ الْذين كفروا بآياتناه وهي الأنكدامق آل ,فخكدعلة ان الكنات القرائية الكالا عل 
خلافتهم وهذا تأكيد لقوله إوكفئ بجهنم سعيراً» أو بيان وإيضاح له ولذلك ترك العاطف: 

قوله 9 كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها» قال القاضي؛ بأن يعاد ذلك الجلد بعينه 
على صورة أخرى أو بأن يزال عنه أثر الإحراق ليعود إحساسه للعذاب كما قال «إليذوقوا 
العذاب#: أي ليدوم ذوقه. وقيل: يخلق مكانه جلدٌ آخر والعذاب فى الحقيقة للنفس المدركة 
لالآلة إدراكها فلا محذور. ش 

قوله 9إن الله كان عزيزاً حكيماً» أي إِنَّ الله كان عزيزاً قويّاً غالباً على جميع الأشياء لا يقدر 
أحد أن يمنعه. عمّا يريده من العقوبة على المعصية وغيرها حكيماً يعاقب العاصى ويثيب المطيع 
على وفق حكمته. 

الأصل: 

© محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد عن 
بحبى الحلبي, عن محمّد الأحول» عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد اللهلظة قول الله عرّ 
وجل: «فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب»؟ فقال: النبرّة» قلت: #الحكمة4؟ قال: الفهم والقضاء. 
قلت: 9 وآتيناهم ملكأ عظيماً»*؟ فقال: الطاعة. 

-الحسينٌ بن محمّد عن معلّى بن محمّد. عن الوشَّاء عن حمّاد بن عثمان؛ عن أبي الصباح 
قال: سألت أبا عبد اللهكِة عن قول الله عر وجل: «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من 
فضله» فقال: يا أبا صالح نحن والله الناس المحسودون.!١!‏ 

* الشرح : 

قوله: (فقال: النبرّة) إطلاق الكتاب على النبرّة باعتبار أنّه مستلزم لها؛ أو باعتبار أنّه عبارة عن 
المكتوب وإيتاء النبوّة كان مكتوباً في الّلوح المحفوظ بقلم التقدير. 

قوله (قال: الفهم والقضاء ) يعني أنَّ الحكمة عبارة عن العلم بالله وأسرار التوحيد والقوانين 
الشرعيّة والقضاء بين الناس بالعدل فهى عبارة عن الحكمة النظريّة والعمليّة وبناء الخلافة عليهما. 

قوله (فقال: الطاعة) أي طاعة الخلق لهم في خصالهم وأفعالهم وأقوالهم وعقائدهم وهي ملك 


.5١60 / ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أنّ الائمة ولاة الأمر 0" 


عظدم لآ يؤازنها شي 





١‏ -قوله: «لا يوازيها شيء, الطاعة المطلقة لغير المعصوم قبيحة عند جميع عقلاء البشر لأن ء غير المعصوم ربما 
يأمر بالقبيح ولذلك اتفقوا على ذم الحكومة المطلقة وعلى أن لابد من تقييدها بشيء كما مرء واختار صاحب 
تفسي العار عدا يوفق به على زعمه بين ما يعتقده أهل السنة في الإمامة وما اختاره النصارى وساير الأمم في 
عصرنا من الحكومة الدستورية؛ قال بعد تفسير أولي الأمر وأنهم أهل الحل والعقد: يجب على الحكام الحكم يما 
راكا اح ريت ارات ءالولا لالامية زلا برجا تر لاه لاد 00 
عليهم اسم الهيئة التنفيذية. والثالثة: 30 المدكمين : الشارءة انتهى. أقول: إن ما تصوره أهل السش 
شرائط الإمام ووظائفه وعزله مما لم يتحمّق قط ولن يتحقق إلئ يوم القيامة وعلئ فرض تحققه فنسلم أنه ليس 
حكومة مطلقة لأن الخليفة عندهم موظف بتنفيذ أحكام الدين ولا يجوز له التخلف عنها وهذه حكومة مقيدة 
يرضى بها جميع المسلمين وليس بينه وبين الحكومة الدستورية فرق من جهة رضى الرعية بالأحكام الجارية 
حبهم لجن مسي ب لصاح وو ال ل الو د 
حكاع انريم وا بحر جلو. أجل زلا .تمر كما فى احاح أ الوق أن الج أو ادر مكل 
للشرع فهر باطل وإنكان مما سكت عنه الشرع فهو غير ملزم أيضأء إن لم يريدوا لم يطيعوا وليس عليهم مؤاخذة 
فليس فى د ين الاسلام قوة : تشريعية غير ما قرره الشريعة وبيّنه العلماء. الثانى: ان الهيئة التنفيذية أو القوة المجرية 
بناء على مذهب أهل السنة والجماعة وإن كانت مقيدة مشروطة بأحكام الشرع وموظفة بمراعاتها كما أن 
الحكومة الدستورية مقيدة بإطاعة القوة التشريعية لكن أهل عصرنا اخترعوا وسائل لتحقيق هذا المقصود وعزل 
الحكام إن تخلفوا من غير تهييج فتن وقتل ونكبة بل بمجرد إظهار المندوبين عدم الرضا بهم ولم يبين متكلموا 
أهل السنة طريقا لعزل الخليفة يمكن أن يتحقق بغير الحرب واراقة الدماء وتهييج الفتن.الثالك: أن في الحكومة 
الدستورية يطلب آراء - جميع أهل البلاد من كل قرية وبلد صغير أو كبير في كل صقع من الأصقاع فيرسلون مندوباً 
ويتشاورون ولم , يشترط أهل السنة في نصب الخليفة ذلك حتى فى خلافة أبى بكر وهو أحق من يستأهل لها 
ل الب د لل ا ل 
أله أي ولا نهم مختارون في البعة بل واجهواكل من أظهر الخلا بالسيف وكل م متعتع بالقتل والتكال 
والطرد والنسبة إلى الارتداد حتى استتبٌ ست الأمر لأبي بكر وأكثر الناس سكتوا متتظرين لتصميم أمبر المؤمنين 1 
لول ل 0 


ل 





باب أن الأئمة هم العلامات التى ذكرها الله عز وجل فى كتابه 


2 الأصل: 

١‏ -الحسين بن محمّد الأشعري, عن معلّى بن محمّد. عن أبي داود المسترقٌ قال: حدّثنا داود 
الجصّاص قال: سمعت أبا عبد الهاي يقول: ! وعلامات وبالنجم هم يهتدون4 قال: النجم رسول 
اليه والعلامات هم الأئمّة ريه )١١‏ 

* الشرح : 

قوله (قال: النجم رسول الله والعلامات هم الأئمةغي ) إطلاق النجم على رسول الله وإطلاق 
العلامات على الأثئمة يقرب أن يكون من باب الحقيقة لأن النجم فى الأصل الظاهر والطالع 
والأصل والنجوم: الظهور والطلوع وهووّيّة ظاهر من مطلع الحقٌّ و طالع من أفق الرّحمة وأصلٌ 
لوجود الكائنات أخرجه الله تعالى من نوره وأظهره من معدن علمه وحكمته؛ وجعله نورانئ الذت 
والصفات لرفع ظلمة الجهالة فى بيداء الطبايع البشريّة وفيفاء الّواحق الناسوتيّة» والعلامة ما يعرف 
به الشىء ومنه علامة الطريق التى وضعها صاحب الدّولة» والشفقة علئ خلق الله تعالئ لثلاً يضلٌ 
المع رون والأئمة ليق عشات انرق الإلهيّة والقوانين الشرعيّة والنواميس الرّبَانيَة وضعهم 
النبى عل بأمر الله تعالى لئلاً يضل الناس بعده بالاهتداء بأطوارهم والاقتداء بآثارهم. فالناس 
بأعلامهم يرشدون و بهدايتهم يهتدون. 

١‏ -الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن الوشّاء. عن أسباط بن سالم قال: سأل الهيثم أبا 
عبد الله اا وأنا عنده عن قول الله عرٌّ وجل: «وعلامات و بالنجم هم يهتدون» فمال: رسول 
اليه النجم والعلامات [هم] الأئمة. 

م - الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن الوشّاء قال: سألت الرَضَائةِ عن قول الله 


.25١077/ ١ -الكافى:‎ ١ 


باب أن الآيات التى ذكرها الله عن وجل في كتابه هم الأئمة كف 


تعالى: «وعلامات وبالنجم يهتدون4 قال: نحن العلامات والنجم رسول الله علة. 


باب أن الآيات التى ذكرها الله عز وجلّ فى كتابه هم الأئمة 

# الأصل: 

١‏ الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن أحمد بن محمّد بن عبد الله. عن أحمد بن 
هلال؛ عن أميّة بن عل عن داود الرقى قال: سألت أبا عبد الله يه عن قول الله تبارك وتعالى: « وما 
تغني الآيات والنذر 5 قوم لا يؤمنون» قال: الآيات هم الأئمة والنذرهم الأنبياء بيد )()١(‏ 

* الشرح: 

قوله: (قال الآيات هم الأثئمة والنذر الأنبياءكة ) الآيات: جمع الآية وهي العلامة والأصل أوية 
بالتحريك؛ قال سيبويه: موضع العين من الآبة واو. وقد مرٌ أن الأئمّة 4ه علامات لمعرفة الطريقة 
الإلهيّة» والنذر: جمع النذير بمعنى المنذر. وإِنّما يجيء في تفسير النذر بالانبياء كما جاء به في 
تفسير الآبات بالأئمة لأنَّ احتمال التردّد إِنّما هو فى هذا لافى ذاك. 

قول لع تاد لزن ع انك لتك »امال لاعس بوظيرو: عن كله عا فيدر ف الألف رمعت 
هذا الاستفهام تفخيم شأن ما يتساءلون عنه فإنّه لفخامته خفى جنسه فيسأل عنه. وقوله عن النبأ 
العظيم »© بيان لشأن المفخم أو صلة #يتساءلون» وعم متعلّق بمضمر مفسّر به. 

وله (إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم ) سيجيء أنه وجب على الناس الرّجوع إليهم في 
المسائل وغيرها وأنّه لم يجب عليهم الجواب إن اقتضت المصلحة تركه. 

قوله (كان أمير المؤمنين#ة يقول) دلٌّ على أنَّ ما فى القرآن من الآبات والنبأ كان أمير 
التؤتين 15 رانجها وأصانوا مون ةمير لقا االنظاتب: ,أعير] لو متي زا موع رن ظلر هب العانة اي 
قال صاحب الطرايف: روي الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازى وهو من علماء المذاهب الأربعة 
وثقاتهم في كتابه في تفسير قوله تعالى «إعمٌ يتساءلون عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون. كلاً 
سيعلمون. ثمَّكلاً سيعلمون4 بإسناده عن السدِّي يرفعه قال: أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى 





.٠١ا/‎ / ١ ؟"-الكافى:‎ .505/ 1١ :يفاكلا-١‎ 


كف شرح هسوك الكافي للمازندراني:ج ه 
رسول الله علا قال باسحين هذا الأمر لنامن يغدك آم لمن ؟ قاليي: يا صخر الأمر بعدي لمن هو 
مني بمنزلة هارون من موسى 3 فأنزل الله عزّ وجل عم يتساءلون عن النبأ العظيم» يعني 
بسألك أهل مكّة عن خلافة عليٌ بن أبي طالب الذي هم فيه مختلفون منهم المصدّق بولايته 
وخلافته. ومنهم المكذَّبء قال: «كلاً» وهو ردع عليهم «سيعلمون» أي سيعرفون خلافته 
بعدك أَنْها حنٌّ تكون ثم كلاً سيعلمون4 أي يعرفون خلافته وولايته إذ يسألون عنها في قبورهم 
فلا يبقى ميّت فى شرق ولا غرب ولا فى بِرَ ولا فى بحر إلا منكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير 
انين ولو وح أن الي اقل تصق المرتع زراك لد عر ,انلك ؟ نوما دسل ون للنلك؟ بزمين 
إماملف 5 


١ 3‏ يلف 
باب ما فرض الله عر وجل ورسوله من الكون مع الائمة 


باب ما فرض الله عزّ وجل ورسوله من الكون مع الأئمة0ة 

* الأصل: ' 

١‏ -الحسين بن محمّد, عن معلّى بن محمّد. عن الوشّاءء عن أحمد بن عائذ. عن ابن أذينة» عن 
بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفرية عن قول الله عرّ وجل «انّقوا الله وكونوا مع 
الصادقين» قال: إيَانا عنمد )١(‏ 

* الشرح: ' ٍ 

قوله: االو مركت لاسي البراد عدون قدو تي اليا قابير اجا 0 
وهو صادق في الجملة حتى الكافر والله سبحانه لا يأمر بالكون معه بل المراد بهم الصادقون في 
أيمانهم وعهودهم وقصودهم وأقوالهم وأخبارهم وأعمالهم وشرايعهم في جميع أحرالهم 
وأزمانهم وهم الأئمّة المعصومون من العترة الطاهرة لأنّ كل من سواهم لا يخلو عن الكذب في 
الخيلة 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحبى, عن أحمد بن محمّد, عن ابن أبى نصر. عن أبي الحسن الرضاءظة قال: 
سألته عن قول الله عرّ وجلّ: ليا أيَها الذين آمنوا ار ّقوا الله وكونوا مع الصادقين» قال: الصادقون 
هم الأئمّة والصدّيقون بطاعته !"ا 

* الشرح: 

قوله: (والصدّيقون بطاعتهم) أي بطاعة الأئمّة والصّديق الذي يصدّق قوله بالعملء والأمر 
بالكون معهم باعتبار أَنْهم مع الأئمّة 

الاصل : 

7 أ حك بن محمد ومخكد وبحي :عن مشكل بن اللسدي عن شك بواعين اللحميد عن 
لصوو ين برسي )عن سعد بن طريف. عن أبي جعفرئظةٍ قال: قال رسول اللْهعَة: من أحبٌ أن 
بحبى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرّحمن 
فليتولّ عليَاً وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعده فإِنّهم عترتي خلقوا من طينتي: اللْهمّ ارزقهم فهمي 





.508/ ١ ؟-الكافي:‎ .508/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


. 


2 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


وعلمي, وويل للمخالفين لهم من أَمّتي. اللَّهِمَ اليم لداع 0 

* الشرح : 

مله فيه خياة الأنبياء) في دوام الاستقامة فى الدنيا من جميع الجهات. 

قوله: (تشبه ميتة الشهداء) فى الاتصاف بالسعادة في الآخرة من جميع الوجوه. والميتة 
بالكسر: كالجلسة الحالة» يقال: مات فلانٌ ميتة حسنة. 

قوله: (غرسها الرّحمن ) المراد بغرسه إِيّاها إنشاؤها بقول «كن» ومجرّد التقدير والإيجاد, تشبيهاً 
له بالغرس المعهود وفينا لقصد الإبانة والإيضاح. وفى لفظ الرّحمن إيماء إلى أنَّ إنشاءها بمجرّد 
التّحمة الكاملة ومقتضاها لا لأجل الاستحقاق لدلالة الرّوايات على أنَّ أحداً لا يدخل الجنّة 
بالاستحقاق وإِنّما يدخلها بالتفضّل بعد القابليّة المكتسبة» وفي بعض النسخ «غرسها الله». 

قوله: (فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي ) عترة الرّجل: نسله ورهطه الأدنون, والطينة: الخلقة 
والجبلّة والأصلء والفهم: العلم» يقال: فهمت الشيء فهماً أي علمته. 

وقد يراد به جودة الذَّهن وشدَّة ذكائه وهو المراد ههنا لذكر العلم بعده. والويل: كلمة العقاب. 
وواد فى جهدّم لو أرسلت إليه الجبال لذابت من حرّه. والمراد بالامّة: الآمّة المجيبة بقرينة الاضافة 
وتخصيص مخالفتهم بالعترة. 

وقوله: (لا تنلهم شفاعتي ) يقال: ناغير إذا أعاية وا اشير واتينا ذه الك سهان بان لا 
ينيلهم شفاعته مع أنَّ الشفاعة فعل اختياري فله أن لا يشفع لهم لأنّه قد يدعو ويشفع للأمّة إجمالاً 
فطلب منه سبحانه أن لا يدخلهم تحت هذه الشفاعة الإجماليّة على أنَّ المقصود هو الإخبار بأن 
شفاعته لا ينالهم لخروجهم تلك المخالفة عن دينه فلا ينالهم شفاعته كما لا ينال سائر الملل 
الباطلة. 

* الأصل : 

ع محمّد بن يحيى» عن محمّد بن الحسينء عن النضر بن شعيب» عن محمد بن الفضيل» عن 
أبى حمزة الثمالت قال: سمعت أبا جعفرلكة يقول: قال رسول اللهيية: إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: 
استكمال حجّتي على الأشقياء من أَمتك: من ترك ولاية علي ووإلئ أعداءه وأنكر فضله وفضله 
الأوصياء من بعده. فإِنّ فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم وحقّك حقهم ومعصيتك معصيتهم 
وهم الأئمّة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك وروحك [ما] جرى فيك من ربّك وهم عترتك من 





.5١8/ ١ :ىفاكلا_١‎ 


باب ما فرض الله عنّ وجل ورسوله من الكون مع الأئمة نكف 
طينتك ولحمك ودمك وقد أجرى الله عرّوجِل فيهم سنك وسَئة الأنبياء قبلك. وهم خرّاني على 
علمي من بعدك حقٌّ علئء لقد اصطفيتهم وانتجبتهم وأخلصتهم وارتضيتهم؛ ونجى من أحبّهم 
ووالاهم وسلّم لفضلهنم. ولقد آتاني جبرئيلنية بأسمائهم وأسماء آياتهم وأحيّائهم والمسلّمين 
لاي ١‏ 

* الشرح: 

قوله (استكمال حجّتى علئ الأشقياء من أُمّتك) لله تعالى حجّة على جميع الأشقياء من هذه 
الأكة دوعا ربل متسس ع كما نكيف الا كر المعجرق انار رلا وسيل يدنم يها 
حجّته لا يعد به ولا يطرده عن رحمته. وكمال حجّته عليهم بترك ولاية على والأوصياء من 
بعدكة: وأمًا من لم يتركها واعتقد بها فله وسيلة عظيمة يدفع بها تلك الحجّة نظير ذلك أن من 
أساء أدبك وتعرّض لعقوبتك ثم جاءك معتذراً أنه أتى بأحبٌ الأشياء عندك فإنّه يدفع بتلك 
الوسيلة عن نفسه استحقاق عقوبتك. الحمد الله الُذى أكرمنا بالإقرار بفضل على أمير المؤمنين 
وبفضل أوصيائه عليهم صلوات الله أجمعين. ْ 

قوله (من ترك ولاية على ) المراد بولايته ولايته على جميع الأمّة بعد النبئ عل بلافصلء فمن 
أنكرها فقد كملت عليه حجّة الله تعالى» سواء أنكرها مطلقاًكالخوارج أو أنكرها بلا فصل كالثلاثة 
وأتباعهم. 

قوله (فإنَ فضلك فضلهم ) إذاكان فضلهم عين فضلك فمن أنكر فضلهم. فقد أنكر فضلك ومن 
أنكر فضلك فقد استكمل حجّتى عليه ولو قيل: فأنَّ فضلهم فضلك لكان أيضاً صحيحاً لكن 
المذكور أحسن كما لا يخفى. 

قوله (جرى فيهم روحك وروحك ما جرى فيك من ربّك) الرّوح بالضم: ما يقوم به الجسد 
وتكون به الحياة والرّحمة والقرآن والحياة الدّائمة وروح القدس وقدمرٌ تفسيره وأنّه مع النبىّ وبعده 
مع الأئمة؛ وبالفتح: الإستراحة والرّزق البدنيّان أو العقليّان ويجوز ضمٌ الرّاء فى الموضعين وإرادة 
كلّ واحد من المعاني المذكورة» ويجوز أيضاً ضمّها في الأوّل وفتحها في الثاني؛ ولفظ «ما» ليس 

قوله (وقد أجرى الله فيهم سنّتك) السنّة: الطريقة» والمراد بها العلم والعمل والإرشاد وقد يأتي 
السئة بمعنى الصورة والصفة كما صرّح به في الفايق وهي عبارة عمّا ذكر. 


.٠08/ ١ :يفاكلا-١‎ 


كف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


قوله (وهم خرّاني على علمى ) شبّههم بالخرّان فى الحفظ والضبط والمنع والإعطاء والأمانة 





كما هو شأن الخرّان. 
قوله (وأخلصتهم ) أي جعلتهم خالصاً لنفسيء بريثاً من كل عيب. 
* الأصل: 


ه -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن الحسين بن سعيد, عن فضالة بن 
أيَوب» عن أبي المغراء عن محمّد بن سالم» عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله يقول: 
قال رسول اللهييةٌ: مَن أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتى ويدخل جنّة عدن التى غرسها الله ربئ 
بيده فليتولٌ على بن أبي طالب وليتولٌ وليّه؛ وليعاد عدوّه. وليسلم للأوصياء من بعده. فإنهم 
عترتي من لحمي ودميء أعطاهم الله فهمي وعلمي. إلى الله أشكو أمر متي المنكرين لفضلهم: 
القاطعين فيهم صلتي وأيم الله ليقتلنٌ ابني لا أنالهم الله شفاعتي ١7‏ 

* الشرح: 

قوله (ويدخل جنّة عدن الْتى غرسها الله ربّى بيده) العدن: الإقامة ومنه جنّة عدن أى جِنّة 
إقامة. وقيل: هى اسم لد وهى مسكن الأنبياء لفق والجلمات لقيو اندو اكه العه له 
لكاي سرافم فروسنات حواليها وقيل: هى قصرلا يدخله إلنبرك أو صدّيق أو شهيد أوإمام عدل 
وقيل: العدن: نهر على حافتيه جنّات. والأوّل أصوب لأنّ العدن اسم للإقامة من عدن بالمكان إذا 
أقام به. والله سبحانه وعدها المؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى #ومساكن طيّبة © -الآية فلا معنى 
للتخصيص وقوله «بيده» معناه بقدرته أو لنعمته على أن يكون الباء بمعنى اللآم لأنّ الجارحة محال 
على الله سبحانه ولا يرد أنَّ حملها على القدرة بعيدٌ لأنَّ كلل شىء بقدرته لأنَّ المراد التأكيد والبيان 
أو التخصيص للتنبيه على أنّها ليست كجنات الذنيا الاتخلرقة عن وسائط من غرس وغيره وإِنّما 
إنشاؤها بقول «كن» وأضافها إلى نفسها تشريفاً. 

قوله (القاطعين فيهم صلتي ) أي اتّصالي إن كان مصدراً و أصله وصلي والتاء عوض عن الواوء 
أو جائزتى إن كان اسماً. وتلك الجائزة هى الخلافة الُتى أودعها فيهم. 

قوله (وأنه:الله) ]بسن الثا يض المهم والو:«من الفاظ :القتعم والئنه الق وعمل عدن اكثر 
النحوبيّن ولم بجىء في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها وقد تدخل عليه اللآم لتأكيد الابتداء 
تقول ليمُنٌ الله فتذهب الألف فى الوصل وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير أيمن الله 


.50١8/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب ما فرض الله عرّ وجل ورسوله من الكون مع الائمة 1 


قسمي وربما حذفوا منه النون وقالوا: أيم الله بفتح الهمزة وكسرها. 

* الاصل: 

1 محمّد بن يحيى» عن محمّد بن الحسين» عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم. عن 
عبد القهّار عن جابر الجعفى. عن أبي جعفرنية قال: قال رسول الله عةُ: من سرّه أن يحيى حياتي 
ويموت ميتتى ويدخل الجنّة التى وعدنيها ري ويتمسّك بقضيب غرسه ربّى بيده فليتول على 
بن أبي طالبنية وأوصياءه من بعده. فإِنّهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من 
باب هدئء فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم, وإنّي سألت ربّي أن لا يفرّق بينهم وبين الكتاب حتّى 
يردا على الحوض» هكذا ‏ وضمّ بين أصبعيه ‏ وعرضه ما بين صنعاء إلى أيلة؛ فيه قدحان فضّة 
وذهب عدد النجوم.(١)‏ 

* الشرح : 

قوله: (ويتمسك بقضيب غرسه ربّى بيده) القضيب: الغصن, ولعلّ المراد يتمشك بقضيب 
غرس الله تعالى أصله في الجنة التى فيها رسول اليه ويدخل فيهاء ويحتمل أن يكون هذا على 
نحو من التمثيل والتشبيه والتشبيه لأنّ محيّة على نه كشجرة غرسها الله تعالى في الجنّة. ومن 
تمسّك بغصن من أغصانها دخل فيها. 

فوله (فإِنْهم لا يدخلونكم) فيه رمز إلى أنّ غيرهم من اللأصوص المتغلّبة يدخلون الناس في 
باب ضلالة ويخرجونهم من باب هدىء وإن تصمّحت كتبهم رأيتهم حرفوا دين الله ووجدت أكثر 
أحكامهم مخالفة للكتاب فى السنّة. 

قوله (فلا تعلّموهم فإِنُهُم أعلم منكم) قال القرطبئ وهو من أعاظم علمائهم: كان لعل رضي 
الله عنه من الشجاعة والعلم والحلم والزّهد والورع وكرم الأخلاق مالا يسعه كتاب وقال الآمدى: لا 
يخنى أن علنا رفن الله عنه كان شيتجمعا لحلال كتريقة وشاقت ميق بعضيها كاقادن ابححتاق 
الإإنامة وقد اج ديه م ميك الات رارزاغ التكمالا كما شرق قن تغيرة فين التحابة وكانة مان 
أشجع الصحابة وأعلمهم وأزهدهم وأفصحهم وأسبقهم إيماناً وأكثرهم جهاداً بين يدى رسول 
الله عي وأقربهم نسباً وصهراً منه. وكان معد وداً فى أوّل الجريدة وسابقاً إلى كل فضيلة؛ وقدقال فيه 
ربانى هذه الامّة ابن عباس رضى الله عنه. 

قوله (وإنْي سألت ربي أن لا يفرّق بينهم وبين الكتاب) قال صاحب الطرائف: في كتاب 





,؟.ة؟/١‎ :يفاكلا-١‎ 


الى شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





المناقب لابن مردويه بإسناده إلى ثابت مولى أ, بى در عن م سلمة قال: سمعت رسول الله يليه يقول 
الك مع القرآن والقرآنامعه لا يفترقان حتى يزذا جل الحو ومفلة روى أحمدين يل بإسناد» 
عن أبي سعيد الخدري عن النبئ ييه وبإسناده عن زيد , بن أرقم عنه يي وسنذكرهما فى موضعه إن 
شاء الله تعالى. وفيه دلالة واضحة على التلازم بينهم وبين الكتاب فلا يجوز مخالفتهم في أمر من 
الأمور وإلآلزم مخالفة الكتاب. 

قوله (هكذا وضمٌ بين أصبعيه) (يعني السابتين والغرض من هذا التشبيه هو الاإيضاح). 

قوله (وعرضه ما بين الصنعاء إلئ أيلة ) مثهل مرويّ من طرق العامّة» واتفقت الأمّة على أنّ له 
حوضاً فى الآخرة. قال عياض: الصنعاء ممدوداً: قصبة من بلاد اليمن» وبالشام صنعاء أخرى لكن 
المزاه بهذه الت :هى باليمن وقك جاء فى بر آخحر وما بين آيلة وصنعاء اليمن» وأيلة نقتم الهمزة 
وسكون الياء: مدينة معروفة نصف ما بين مكّة 

ومصرء وقيل: هى جبل ينبع مابين مكة والمدينة» وقال صاحب القاموس : أيلة جبل بين مكة 
والمدينة قرب ينبع وبلد بين ينبع ومصر وعقبتهما معروفة» وإيلة بالكسر: قرية بباخرزء وموضعان 
آخران أقول: بيّن هنا عرض الحوض وحده دون طوله ا 
القدسي في وصف النبئ ويةُ «له حوض أكبر من مكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم؛ فهى 
مثل نجوم السماء اا اباك اد وم ا د 
الطولى للجمع. بين الحديثين ويفهم من كلام العامة أنه مرئع متساوي الأضلاع؛ وفيه زيادة بحث 
يجىء فى كتاب الرّوضة إن شاء الله تعالى. 

قوله (فيه قدحان ذهب وفصّة عدد النجوم) في أطرافه و نواحيه؛ والقدحان بضمٌ القاف 
وسكون الدّال: جمع القدح بالتحريك هو ما يشرب منه. والظاهر حمله هذا العدد على ظاهره إذ 
لامانع شرعاً ولا عقلاً يمنع منه. ويحمتل حمله على إفادة الكثرة كما قيل: في قوله تعالى 
9وأرسلناه إلى مائة ألف أويزيدون؟ ومنه كلّمته فى هذا ألف مرّة وهو من باب المبالغة المعروف 
اه نوها ولا يعلد كنبا كن يفرط فن إناخقه أن اركرة التكان هنهم يذلك كنيرا ولا بجر أ يقال 
لكف لقان ْ 

الأصل: 

الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد؛ عن محمّد بن جمهور عن فضالة بن أيَوب عن 
الحسن بن زياد» عن الفضيل بن يسار. قال: قال: قال أبا جعفرءظة: وَإِنْ الروّح والرّاحة والفلح 


باب ما فرض الله عنّ وجل ورسوله من الكون مع الأئمة كف 


والعون والنجاح والبركة والكرامة والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرّضوان والقرب 
والنصر والتمكن والرّجاء والمحبّة من الله عرّوجلٌ لمن تولى عليّاً وائتم به وبرىء من عدوّه 
وسلّم لفضله وللأوصياء من بعده حقّاً علي أن أدخلهم في شفاعتي وحقٌّ علئ ربّي تبارك وتعالئ 
أن يستجب لي فيهم. فإنهم أتباعي ومن تبعني فاله مني.''' 

* الشرح: 

قوله (قال أبو جعفرئية إِنَ الرّرح) الرّوح وما عطف عليه مسند إليه وقوله «من الله عرّوجل) 
متعلّق بكلّ واحد من الأمور المذكورة» وقوله «لمن تولّى عليَّاً مسند, والرّوح بفتح الرّاء: الرَزق 
وفع اذير ا قننة الحتة تحر بيك ليد به النفس كما صرّح به فى الفائق» وبضمّها الحياة الأبديّة 
والنعمة الأخرويّة و الرّحمة الرّبانيّة وغيرها من المعاني المذكورة, والرّاحة: خلاف المشقة وهى 
جسمانئيّة وروحانيّة» والفلح: وفى بعض النسخ والفلاح الفوز والبقاء والنجاة» والعون: الظهير على 
الأمر والجمع أعوان وقد يأتى مصدراً بمعنى الإمداد. والنجاح والنجح: الظفر بالحوائج. والبركة: 
الزّيادة والنماء في الأموال والأعمالء والكرامة: اسم من الإكرام وهو الإعزاز والاحترام. 

والمغفرة: مصدركالغفر والغفران بمعنى تغطية الذنوب وسترهاء والمعافاة: مصدر بمعنى دفاع 
المكروهات والعفو عن الزّلت واليسر في العيش وفي الحساب خلاف العسر فيهما والبشرى عند 
الموت وغيره إرادة ما يوجب سروراً والإخبار به والرّضوان بكسر الرّاء وضمِّها: الرّضاء وهو 
مقصوراً مصدر أو ممدوداً اسم منه والنصرة: اسم من نصره على عدوّه إذا أعانة عليه والتمكن: 
الاقتدار على جلب المنافع ودفع المكاره يقال: مكّنه الله من الشىء وأمكنه بمعنئ واستمكن 
ادلم حرم ويد وه يبحت هوالت عابي لفلة الام بوالحيكوة ١١‏ سيره رالبجة من الخرن: 
ميل النفس وشوقها إلى أمر مرغوب. ومن الله تعالئ: الإحسان والإنعام وإفاضة الخيرات لمن يحبّه. 

فوله (وحمّاً علي ) مفعول مطلق لفعل محذوف أي حي حمَّا يعني وجب وجوباً على أن 
أدخلهم في شفاعتي لتحمّق شرائط الشفاعة وقابليّتها. 

قوله (وحقٌ على ربّي ) جملة فعليّة معطوفة على فعليّة سابقة وقوله «فإِنّهم» تعليل لثبوت الحقٌّ 
في الموضعين فإِنْ شفاعته معدّة للتابع له المذنب من حزبه والله سبحانه لا يخالف وعده فى قبول 
شفاعته. 





١-الكافي: ١‏ / ا 


”» شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة 250 

* الأصل: 

١‏ - الحسين بن محمّد, عن معلّى بن محمّد, عن الوشّاء. عن عبد الله بن عجلان عن أبي 
جعفرية في قول الله عر وجل: « فا سألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» [قال] قال رسول الله عَلهُ: 
«الذكر أنا والأئمة أهل الذكر» وقوله عرّ وجلّ: 9 وإنّه لذكد لك ولقومك وسوف تسألون» قال أبو 
جعفرويةُ: نحن قومه و نحن المسؤولون.!١!‏ 

الشرح: 

قوله: (قال رسول اللْهيقةُ: الذكر أنا والأئمة أهل الذكر) سمّى رسول اللهوي ذكراً لأنه يذكر 
بالوعظ والنصيحة كما سمّى بشيراً ونذيراً لأنّه يبشّر بالثواب وكدن العفاتت: وذكر ابن العربى عن 
بعضهم أن لله تعالئ ألف اسم وللنبئ ييه كذلك وذكر منها على التفصيل بضعاً وستين. وقال 
عياض: لهيةٌ أسماء جاءت في الآيات والروايات جمعنا منها كثيراً في كتاب الشفاء. وينبغي أن 
يعلم أنَّ الذكر يطلق على القرآن أيضاً لأنه موعظة وتنبيه فلو فسّر الذَّ كر بالقرآن لكان أيضاً صحيحاً 
وكان الأئمة أهل الذَّكر. لكن التفسير الأول لكونه من صاحب الشرع مقدّم عليه(" ومثل هذا 
التفسير مرويٌ من طرق العامّة أيضاً. 

قال صاحب الطرائف: روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في الكتاب الذي استخرجه من 
التفاسير الاثنى عشر وهو من علماء الأربعة المذاهب وثقاتهم فى تفسير قوله تعالئ فا سألوا أهل 
اللّكر إن كنتم لا تعلمون» بإسناده إلى ابن عباس قال: أهل الذكر بعني أهل بيت محمد وَل علي 
وأفامزية تواللحسى والتضيي: ركه وهم أهل العلم والعقل والبيان» وهم أهل بيت النبوّة ومعدن 
الرسالة و مختلف الملائكة والله ما سمّى الله المؤمن مؤمناً الأكرامة لأمير المؤمنين للة» وروى 
الحافظ بن محمّد بن مؤمن هذا الحديث من طريق آخر عن سفيان الثورى عن السدّى عن الحارث 
بأتم من هذه العبارة. 


١‏ الكافي: ب 1ك 
3 - قوله: «مقدم عليه» ينبغى أن يكون التفسير هنا بمعن المدلول الالتزامي لأنه اذا كان قول أهل الخبرة من 
علماء أهل الكتاب حجة في كون الأنبياء بشرأ لا ملائكة كان قول النبي كل والأئمة حجة بطريق أولئ. (ش) 


باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة 1" 


قوله: (وقوله 0 تعالى والضمير المنصوب راجع إلى 
القرآن وفسّر الذّكر هنا بالشرف , يعنى أن القرآن بالشرف لك ولقومك وسوف تسألون يوم القيامة 
عنه وعن القيام بأمره وتبليغه رصفط ماالية 

قوله (قال أبو جعفرة: ونحن قومه) أي قوم النبئ وإن كان أعمٌ منهم لكتهظة أعرف بمنازل 
القرآن وموارده مع ما فى الإضافة من إفادة الاختصاص ونحن المسؤولون عنه يوم الميامة. وفيه 
على هذا التفسير التفات من الغيبة إلى الخطاب أو تغليب الحاضرين علئ الغائب إن دخل النبىّ 
في المسؤولين. 

الاصل: 

١‏ -الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد, عن محمّد بن أورمة. عن على بن حسّان. عن عمّه 
عبد الرّحمن بن كثير قال: قلت: لأبي عبد اللهية: فا سألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» قال: 
الك سحت ع رركن أهله لعي ولؤن فال قلت عقوله :ل والهالذكين لك ولسوفلة ورك 
تسألون» قال: إيّانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون ١١‏ 

* الشرح: 

قوله: (قال الذكر محمّد ونحن أهله المسؤولون) أي نحن أهله الّذين أمر الله تعالى كلّ من لم 
مع لسرا وعم 

قوله (قال: إيّانا عنى ) أي إيّانا عنى بالقوم ونحن أهل الذكر الذي هو القرآن هنا ونحن 
المسؤولون عنه يوم القيامة. 

# الأصل: 

-الحسين بن محمّد؛ عن معلى بن محمّد» عن الوشّاء قال: سألت الرضاءة فقلت له: جعلت 
فداك «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. قلت 
فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم. قلت: حمّاً علينا أن نسألكم؟ قال: نعم قلت: حم 
عليكم أن تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل, أما تسمع قول الله تبارك 
وتعالى: #هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب» "(١‏ 

* الشرح: 

قوله (قال لا ذاك إلينا) الظاهر أن كل أحد يجب عليه السؤال مع عدم علمه عن أهل الذَّكر ولا 


.5٠١ / ١ -الكافي:‎ " .5٠١ /١ :يفاكلا-١‎ 


ل 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ه 


يجب عليهم جواب كل أحد لأنّ بعض السائلين قد يكون منكراً لفضلهم وراداً لقولهم فقد يكون 
ترك الجواب أولى من الجواب وقد يكون واجباً وقد يكون الجواب على وجه التقيّة متعيّناً 
وبعضهم قد يكون مقرأ بفضلهم ولكن في ترك الجواب مصلحة يعرفها الإمام دونه فيجوز له ترك 
الجواب تحصيلاً لتلك المصلحة كما ترى فى سؤالهم عن تعيين ليلة القدر مراراً وهم أجابوا عنه 
مجملاً من غير تعيين وسؤالهم عن القضاء والقدر وسؤالهم عن الشيء ولم يعملوا بما علموا 
وسؤالهم عن الشىء مع عدم قدرتهم على ضبطه أمثال ذلك. 

قوله (أما تسمع قول الله تبارك وتعالى) استشهد لما ذكر من ثبوت التخيير في الجواب وتركه 
بقوله تعالى خطاباً لسليمانة 8هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب» أي هذا الذي 
أعطيناك من الملك والعلم عطاؤنا فأعط من شئت وامنع من شئت حال كونك غير محاسب على 
الإعطاء والمنع لتفويض التصرّف على وجه المصلحة إليك. ووجه الاستشهاد أن هذا غير مختض 
بسليمانئظةٍ بل جاز فى جميع الأنبياء والأوصياء 0. 

الاصل: 

؛ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد؛ عن الحسين بن سعيد, عن النضر ابن سويد» عن 
عاصم بن حميد. عن أبى بصيرء عن أبي عبد اللْهميةٍ في قول الله عر وجل: «وإنّه لذكر لك 
ولقومك وسوف تسألون4 فرسول الْهوَيةُ الذكر وأهل بيته 0 المسؤولون وهم أهل الذّكر ١!‏ 

*: الشرح: 

قوله: (فرسول اللهييكةٌ الذكر) المفهوم من هذه الآية أن القرآن ذكر ولذا فسّره به فى الخبر الآتي 
فلا بدٌ أن يقدّرهذو» أو يقال:كون القرآن ذكراً يستلزم كون الررّسول ذكراً لتحقيق وجه التسمية فيه؛ أو 
بقال: هذا التفسير بالنظر إلى الواقع لاإلى مدلول الآية وهذا بعيدٌ جدّأً لأنّ سوق الكلام يأباه 
فليتأمّل. 

* الأصل: 

ه أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد» عن حمّاد. عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد 
اللهلظية فى قول الله تبارك وتعالى: «وإِنَّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون4 قال: الذكر: القرآن 
ونحن قومه ونحن المسؤولون!"ا 

* الشرح: 


.1١١7/ ١ "_الكافي:‎ .5١١/ ١ :ىفاكلا_-١‎ 





باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة تدقف 
كتابه بلا واسطة ويحتمل حذف العذدة هنا بقريبة السابق وفي بعض النسخ المصححة «وبهذا 

قوله (قال: ولا واحدة يا ورد) كأنه عطف على مقدّر أى ما يحضرك كلها ولا واحدة وإنّما اقتصر 
على المعطوف لأنّ التعجّب فيه. 

قوله (قال: بلى قد حضرني منها واحدة) تجدّد حضورها بعد قوله: ما يحضرني منها واحدة فلا 

الأصل: 

1 محمد بن يحيى» عن محمّدبن الحسين عن محمد بن إسماعيل, عن منصور بن يونس. عن 
أبي بكر الحضرمي قال: كنت عند أبي جعفرظة ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال: جعلني الله 
فذالك ارت لك ستيعين سالة ما تخضرق متها مجالة واحدة؟ قالدولة واتحنة نيا نوزه؟ قال دبل 
قد حضرنى منها واحدة؛ قال: وما هى؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: لإفاسألوا أهل الذكرإن كنتم لا 
تعلمون# من هم؟ قال: نحن قال: قلت: علينا أن نسألكم؟ قال: نعم» قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: 
ذاك إلينا )١(‏ 

* الشرح: 
كتابه بلا واسطة ويحتمل حذف العذة هنا بقريبة السابق وفي بعض النسخ المصحّحة «وبهذا 

قوله (قال: ولا واحدة يا ورد) كأنه عطف على مقدّر أى ما يبحضرك كلها ولا واحدة وإنّما اقتصر 
على المعطوف لأنَّ التعجّب فيه. 

قوله (قال: بلى قد حضرني منها واحدة) تجدّد حضورها بعد قوله: ما يحضرنى منها واحدة فلا 
ينافيه. 
* الأصل: 
محمّد بن مسلم. عن أبي جعفرءكة قال: إِنَّ من عندنا يزعمون أن قول الله عرّوجلٌ: «فاسألوا أهل 





.1١١/ 1١ :يفاكلا-١‎ 


ل 


/”» شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الذكر إن كنتم لا تعلمون4 أنّهم اليهود والنصارى. قال: اذاً يدعونكم إلى دينهم, قال: -قال بيده إلى 
صدره نحن أهل الذكر و نحن المسؤول.!١)‏ 

* الشرح : 

قوله (إِنْ من عندنا يزعمون إلى قوله ‏ أَنْهم اليهود والنصارى ) منشأ زعمهم أنّ الله تعالى لمّا ردٌ 
على قريش قالوا فى معرض إنكار رسالة خاتم الأنبياء: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً بقوله 
تعالى لإوما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم» ثم قال فا سألوا أهل الذكر إن كنتم لا 
تعلمون4 تومّموا أنَّ الأمر مختصٌ بقريش وأن أهل الذّكر أهل الكتاب وهم علماء اليهود 
والنصارى وأنَّ الله تعالئ أمر قريشاً أن يسألوهم ليعلموهم أن الأنبياء السابقين كانوا بشراً وهذا 
التومّم فاسد لأنَّ قوله تعالى #فاسئلوا» خطاب عام أمر الله تعالى كلل من لم يعلم شيئاً من أصول 
الدّين وفروعه إلى يوم القيامة بالرّجوع إلى أهل الذَّكر والسؤال عنهم وخصوص السبب لا بخصّص 
عموم الخطاب فلو كان أهل الذّ كرهم اليهود والنصارى لزم أن يأمر الله سبحانه من لم يعلم من هذه 
الأمّة أمراً من أمور دينه أن يرجع فى تفسيره إلى من يردّه عن دينه ويدعوه إلى الدّين الباطل تعالى 


الله عن ذلك علواً كبيرا. 

قوله (ثمٌ قال بيده إلى صدره) أي ضربه بها كما صرّح المطرّزي في المغربء أو أشار بها إليه 
كما صرّح به عياض. 

3 الأصل: 


وأعيدى موعن احونين تحقدين أن :تصر انال كنت إل الإفالظية كايا فكان دن 
بعض ماكتبت: قهري الفانالن أن الكو اذك ادامر » وقال الله عرّوجِلٌ: وما 
.كان المؤمنون لينفرواكاقّة» فلو لانفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا 
رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون» فقد فرضت عليهم المسألة» ولم يفرض عليكم الجواب؟ قال: قال 
الله تبارك وتعالى: #فإن لم يستجيبوا لك فا علم أَنْما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممّن اتبع 
فواء 7#" 

* الشرح: 

قوله: (وما كان المؤمنون) أى ما استقام لهم أن ينفروا كلهم إلى أهل العلم لطلبه. لأنّ ذلك 
يوجب اختلال نظام معاشهم فهلاً نفر من كلل فرقة كثيرة كقبيلة وأهل بلدة طائفة قليلة ليتفمّهوا في 


.5١١ / ١ -الكافي:‎ " .5١١/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أن من وصفه الله تعالئ فى كتابه بالعلم هم الأئمة 0 


الدّين ولينذروا قومهم من مخالفة الرّب إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون. وفيه دلالة على أنّ طلب 
العلم واجب كفائى وعلى أن خبر الواحد حجّة لأنّ الطايفة النافرة قد لا تبلغ حدٌّ التواتر وقد أوجب 
القبول منهم. وفى الآية وجه آخر وهو أنْها نزلت فى شأن المجاهدين أي ماكان لهم أن ينفروا كاقة 
إلى الجهاد بل يجب أن ينفر من كلّ فرقة طائفة ليتفقّه الباقون ولينذروا قومهم النافرون إذا رجع 
النافرون إليهم. وفيه أيضاً دلالة على أن الجهاد واجبٌ كفائى وعلى أنْ خبر الواحد حجّة إد قد لا 
تبلغ الباقون حدٌ التواتر. 

قوله: (قال: قال الله تعالى فإِنّ لم يستجيبوا لك) أجاب 128 بأنه لم يفرض علينا مطلقاً لأنَّ 
السائلين قد لم يستجيبوا لنا ولم يقبلوا منا ولم يقرّوا بفضلنا فالجواب حينئذ عبث الحكيم لا يفعل 
عبثء وأمًا من استجاب لنا وأقرٌ بفضلنا فالجواب عن سؤاله متعيّن لأنَّ الحكيم لا يمنع مستحقّ 
العلم عنه. وبالجملة يجب رجوع الكل إليهم والسؤال عنهم واجب. وأما الجواب فقد يجب وقد لا 


باب أن من وصفه الله تعالئ فى كتابه بالعلم هم الأئمة نك 

# الأصل: 

١‏ على بن إبراهيم عن أبيه. عن عبد الله بن المغيرة» عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري, 
لا يعلمون إِنّما يتذكّر اولوا الألباب» قال أبو جعفرككة إِنْما نحن الذين يعلمون. والذين لا 
يعلمون عدوّناء وشيعتنا اولو الألباب )١(‏ 

الشرح: 

قوله: (عن سعد عن جابر) قال بعض الأفضل: في بعض النسخ «عن سعد بن جابر» والصحيح 
ما في الأصل وهو موافق للنسخ الصحيحة وليس في كتب الرّجال سعد بن جابر ويؤيّده الرّواية 
الآتية. وسعد مشترك ويربٌح ابن طريف الاسكاف. والأظهر فى جابر أنه ابن يزيد الجعفى. 

* الأصل: 

؟ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد. عن 
جابر, عن أبي جعفرليةٍ فى قوله عرّوجلٌ: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إِنّما 





.1١١؟‎ / ١ :يفاكلا-١‎ 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
يتذكّر أولو الألباب» قال: نحن الذين يعلمون وعدوّنا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولو الألبات )١١‏ 

* الشرح: 

قوله «إهل يستوي الْذين يعلمون» الاستفهام للإنكار والفعل كاللآزم و المقصود نفى المساواة 
بين من توجد له حقيقة العلم وبين من لا يوجدء وقوله 9إنّما يتذكّر أولو الألباب» إشارة إلى أنَّ 
التفاوت بين العالم والجاهل لا يعرفه إلا أرباب العقول الكاملة المعرّاة عن متابعة الإلف ومعارضة 
الوهم كما قيل: إِنّما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه. وأمّا الجاهل فلا يعرف من الإنسان إِلأّصورته 
وهو بهذا المعنى مشارك للبهائم» توضيح ذلك أن الإنسان مركب من جوهرين نفس وبدن والأوّل 
من عالم الغيب والملكوت. والثاني: من عالم الملك والشهادة ولكل أجزاء وقوئ بمافيه مثال 
للآخر فمن قوئ البدن البصيرة العينيّة الظاهرة» ومن قوئ النفس البصيرة الدّوحانيّة الباطنة بِالمَوّة 
فى الأكثر فى بدء الفطرة وتتكامل تدريجاً فى بعض بتكرّر مشاهدة المعقولات وفعل الحسنات 
عدن اتصير حيت ونا هده ذو يغالم العنين مدل مااي قا الفتهادة واتضير الإتننات يذلك سان 
ضورة ومعتي ومعشابها بالكاملين من جميع الجهات مثل الرّسل والأوصياء وبذلك الوّبط 
والمشابهة يعرفهم ويعرف فضلهم وقدرهم وينقاد لهم ويرجع إليهم كرجوع الفرع إلى الأصل. وأمًا 
من أعرض عن مشاهدة الحقائق والصور العينيّة وأبطلت قوّته الباطنة حتّى صار أعمى القلب فهو 
وإن كان إنساناً صورته لكنّه كلبٌ أو خنزير أو حمار معنى ولا مشابهة بينهم وبين الكاملين إلا 
بحسب الصورة فلا يقرٌ لهم فضيلة وشرفاً ويقول: إن أنتم إلا بشرٌ مثلى ولا فضل لكم علي ولا 
يعرف أَنُهم بحسب النشأة الباطنة روحانيُون ربّانيُونء بوجودهم قامت السماوات وبنورهم أشرقت 
الأرضء لانتفاء الملائمة بينه وبينهم من هذه الجهة. 





.5١١؟‎ / ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة 75 


باب أن الراسخين فى العلم هم الأئمة 60 

* الأصل: 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد, عن النضرين سويد. عن 
أيُوب بن الحرٌ وعمران بن علي عن أبي بصير, عن أبي عبد اللهية قال: نحن الرّاسخون في العلم 
رسن فل تأريلة ١‏ 

الشرح: 

قوله: (قال نحن الرّاسخون في العمل ونحن نعلم تأويله) التأويل: صرف الكلام عن ظاهره إلى 
خلاف الظاهر من آل يؤول إذا رجع وهذا الكلام يسمّى متشابهاً والرّاسخون في العلم هم الّذين 
ثبتوا فيه وتمكنوا بنور بصائرهم وصفاء ضمائرهم, وهذا الخبر حجّة على من وقف على الله وجعل 
9الرّاسخون# مبتدأ وخبره ف يتولون آمنا به4 لدلالته على الوصل «اويقولون» حينئدٍ إِمَا 
استيناف لإإيضاح حال الرّاسخين أو حال عنهم. 

* الأصل: 

١‏ - علي بن محمّد. عن عبد الله بن علىَ» عن إبراهيم بن إسحاق. عن عبد الله بن حمّاد. عن 
بريد بن رةه عن أحدهمالهي فى قول لله عر وجل: «إوما يعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في 
العلم» فرسول الل أفضل الرراسخين في العلم؛ قد علّمه لله عرّوجلّ جميع ما أنزل عليه من 
التنزيل والتأويل وما كان لله لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله؛ وأوصياوه من بعده يعلمونه كله. 
والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم؛ الأجاهم الإيفرة «يقولون آمنا به كل من عند 
ربّن.» والقرآن خاص وعام ومحكمٌ ومتشابةٌ وناسحٌ ومنسوحٌ. فالرّاسخون في العلم 0000 

* الشرح: 

قوله: (في قول الله تعالئ وما يعلم تأويله إلا الله والرّاسخون) قال الله تعالئ وهو الذي أنزل 
عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمٌ الكتاب و أخر متشابهات فأمًا الذين في قلوبهم زيغ 
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في العلم 
يقولون آمنًا به كل من عند ربّنا وما يذّكّرإلاً أولو الألباب» قد ذكرنا تفسير المحكم والمتشابه في 


.5١7/١ ؟ -الكافى:‎ .1١ ١ -الكافي:‎ ١ 


//” شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب اختلاف الأحاديث,. وقال القرطبئ: أَمّ الكتاب أصله الذي يرجع إليه عند الإشكال ومنه 
سمّيت الفاتحة أمّ القرآن لأنها أصله إذ هى آخذة بجملة علومه فكأنه قال: محكمات هنّ أصول ما 
أشكل من الكتاب فيردٌ ما أشكل منه إلى ما انّضح منه وهذا أسدٌ ما قيل فى ذلك. والرِيغْ: هو الميل 
عن الحق إلى الباطل» وابتغاء الفتنة: طلبهاء والفتنة: الضلال؛ وقيل: الشك. 

والتأويل: ماآل إليه أمره والمراد باتبئاعهم للمتشابه ابتغاء الفتنة أن يتبعونه ويجمعونه طلباً 
للتشكيك فى القرآن واضلال العوام كما فعله الزنادقة والقرامطة والطاعنون فى القرآن أو يجمعونه 
طلباً لاعتقاد ظواهره كما فعلت المجسّمة جمعوا ما فى القرآن والسنّة ممًّا ظاهره الجسميّة حتى 
اعتقذوا أن الباري جل شأنه جسم له صورة ذات وجه وعين وجنب ويد ورجل وأصبع تعالئ الله 
عن ذلك علوَّاً كبيراً وكلا الفريقين كافر, وأمًا من اتّبعه ليأوّله من عند نفسه فذلك مختلف فى جوازه 
والأظهر وجوب الحمل علئ خلاف ظاهره وصرف تعيينه وتأويله إلى أهله والحقٌّ عند أصحابنا 
أن الرّاسخين فى العلم أيضاً يعلمون تأويله كما دل عليه هذا الخبر وغيره؛ وأمًا العامّة فقال عياض: 
اختلف فى الرّاسخين فقيل يعلمون تأويله فالواو فى قوله تعالى #إلا الله والرّاسخون فى العلم» 
عندهم عاطفة #إويقولون» فى موضع الحال من الرّاسخين لا منهم ومن الله لأنّ الله سبحانه لا 
يقول ذلك. وقيل: لا يعلمون فالواو عندهم للاستيناف والرّاسخون مبتدأ وخبره يقولون وكلا 
الوجهين محتملٌ وإِنّما يعتضد أحدهما بمربجّح لا يبلغ القطع وكاد أن يكون علم الرَاسخين 

وقال: المازري: والأوّل أصمٌ لأنه يبعد أن يخاطب الله تعالى الخلق بما لا يعرفونه وقد اتفق 
أصحابنا وغيرهم على أنّه يستحيل أن يتكلّم الله سبحانه بما لا يفيد. هذا كلامه. 

قوله (والّذين يعلمون إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله) الموصول مع صلته مبتدأ والشرط 
مع جوابه خبر وجعل قوله فأجابهم خبراً باعتبار تضمّن المبتدأ معنى الشرط يوجب خلوٌ الشرط 
عن الجزاء. والتقدير خلاف الأصل مع عدم الحاجة إليه. وفى بعض النسخ «فيه) بدل «فيهم) وهو 
الأظهر. وأجاب بمعنى قبل ومن أسمائه تعالى المجيب وهو الّذى يقابل الدّعاء والسؤال والقول 
والعمل بالقبول ولعلٌّ المقصود أنّ الّذين يعلمون تأويل المتشابه إذا قال العالم في تأويله أو فيما 
بين الناس بعلم وبقين: آمنّا به. فأجابهم الله تعالى وقبل قولهم ومدحهم بقوله 9 يقولون آنا به » 
أى بالمتشابه. كل من المتشابه والمحكم من عند ربّنا لحكمة مقتضية لهماء وفيه مدح لهم بالعلم 
بالتأويل الحنٌّ والتصديق به. وفى أكثر النسخ المعتبرة «والّذين لا يعلمون» قال الفاضل الأمين 


باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة 1/4 
الأسترابادي «يقولون آمنًا به» خبر لقوله «والذين لا يعلمون تأويله» وهذا جواب علّمهم الله 
تعالئ ليأتوا بهذا الجواب إذا سمعوا من العالم تأويلاً بعيداً عن إذهانهم ثم أشار إلى التعميم بعد 
التخصيص بقوله: «والقرآن خاص وعامٌ ومحكم ومتشابة وناسخ ومنسوخ فالرّاسخون فى العلم 
يعلمونه» فوجب الرّجوع فى جميع ذلك إلى الرّاسخين في العلم وفى كتاب الاحتجاج للشيخ 
الطبرسي عن الرَّضَاطيُةِ قال: «قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي وما عرفني من 
شهني بخلقي؛ وما على ديني من استعمل القياس في ديني». وقال#: «من رد متشابه القرآن إلى 
كان عق إن 16 مستفيع نم قال: إن ك0 الخ رشان | كبس بالق ا ع 
كمحكم القرآن فردّوا متشابهها إلى بار لاشيهرا متشابهها دون محكمها فتضلوا. 


و 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


باب أن الائمة قد اوتوا العلم واثبت فى صدورهم 

* الأصل: ْ 

١‏ أحمد بن مهران» عن محمّد بن علىّ» عن حمّاد بن عيسىء عن الحسين بن المختاره عن أبي 
شعو نال تنهعت | الكس رهد يقول في هذه الآبة: بل هو آياتٌ بيّنات فى صدور الذين أوتوا 
لعلم» فأوما بيده إلى صدره." "ا 

* الشرح : 

قوله (قال أبو جعفرئظُةٍ هذه الآية) «هذه الآية» مقول قال» وحاصله قرأها. 

* الأصل: 

٠‏ (وعنه؛ عن محمّد بن علئّ» عن عثمان بن عيسى» عن سماعة. عن أبي بصير قال: قال أبو 
جعفر افلا [في] هذه الآبة: 9 بل فو آنا بيّنات في صدور الْذين أوتوا العلم».... ثم قال: أما والله 
يا أبا محمّد ما قال بين دفتى المصحف؟ قلت: من هم جعلت فداك؟ قال: من عسى أن يكونوا 
غيرنا )"١‏ 1 

* الشرح: 

قوله: (ثمٌ قال: أما والله يا أبا محمّد ما قال بين دفتي المصحف) «ما نافية يعني ما قال 
«ابيّنات » أي: واضحات بين دفْتى المصحف لأنه خفئٌ غير واضح بينهما بل قال: بيّنات في 
صدور الّذين أوتوا العلم وإِنّما أتى بحرف التنبيه والقسم مع أنه واضح للتنبيه علئ فائدة ذلك 
وترويج مضمونه لثلاً يغفل المخاطب عنه. 

قوله: (قال: من عسيئ أن يكونوا غيرنا) هذا من باب الإنكار يعني أَنّهم نحن لا غيرنا. 


.5١5/١ '-الكافي:‎ .5١5/١ :ىفاكلا_١‎ 


باب فى أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأثمّة 1" 


باب فى أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمّة 

* الأصل: ْ 

١‏ -الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد. عن محمّد بن جمهرر, عن حمّاد بن عيسى. عن 
عبد المؤمن عن سالم قال: سألت أبا جعفرل/ة عن قول الله عرّ وجلّ: «ثمّ أورثنا الكتاب الذين 
اصطفينا من عبادناء فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله» قال: 
السابق بالخيرات الامام؛ والمقتصد: العارف للامام. والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الاماء )"١(‏ 

3 الشرح 

قوله: «ثمٌَ أورثنا الكتاب4 المورث: هو النبيّية بأمره تعالى فنسب الفعل إليه مجازاً. 

قوله (فمنهم ظالم لنفسه» لخروجه عن الدّين والعمل بالكتاب ولا ظلم أعظم منه وإنّما قدّمه 
لأنه أكثر. 

قوله (ومنهم مقتصد # الاقتصاد هو التوسط في الأمور كالإقرار بالإمام المتوسط بين إنكاره 
والغلو فيه والتوسط في العمل بين تركه بالكلية وبين الإتيان بجميع الخيرات وعلى هذا القياس. 

قوله 9 بإذن الله 6 أى بأمر الله وتوفيقه. 

قوله (والسابق بالخيرات الإمام) لأنْ له قدرة نفسانيّة وقوّة روحانيّة وشدّة جسمانيّة يقتدر بها 
على فعل جميع الخيرات ولا يترك شيئاً منهاكما قال سبحانه #وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام 
الصلاة وإيتاء الرّكاة وكانوا لنا عابدين» وقال بعض المفسّرين: السابق هو الُذى رجحت حسناته 
بحيث صارت سيّئاته مكمّرة. والأوّل هو الحقٌّ الّذى لاريب فيه. 

قوله (والمقتصد العارف بالإمام) أي العارف بحمّه المسلّم لفضله وهو مقتصد لإقراره بما هو 
أصل لجميع الخيرات وإن لم يأت بجميعها ويرجع إليه تفسيره بالمتعلّم وتفسيره بأنّه الذى خلط 
العمل الصالح بالسَىّءء وفي بعض النسخ «العارف بالأمر». 

قوله (والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام ) إذ لا خير فيه بعد إنكار الأصل ويرجع إليه تفسيره 
بالجاهل. 

* الأصل : 

١‏ الحسين؛ عن المعلى. عن الوشّاء. عن عبد الكريم؛ عن سليمان بن خالد. عن أبى عبد 





.5١6/١ ؟ -الكافى:‎ .1١5 /١ :يفاكلا-١‎ 


1" شرح امعو الكافي للمازندراني:ج ه 
لهل قال: سألته عن قوله تعالى: « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» فقال: أي شيء 
تقولون أنتم؟ قلت: نقول: إِنّْها في الفاطميّين؟ قال: ليس حيث تذهب ليس يدخل فى هذا من أشار 
بسيفه ودعا الناس إلى خلاف. فقلت: فأيّ شيء الظالم لنفسه؟ قال: الجالس فى بيته لايعرف حنٌّ 
الإنافو و التتتمييء اننا زفي رسن )لاطا موا لسارو اخيرات الام 1 

* الشرح : 

قوله: (فقال: أىّ شىء تقولون أنتم ) الخطاب لسليمان بن خالد ومن يحذو حذوه ممّن يعتقد أن 
كلّ من خخرج من أولاد فاطمة 8ه بالسيف فه وإمام مفترض الطاعة. قال العلامة: خرج سليمان بن 
خالد مع زيد فقطعت أصبعه ولم يخرج من أصحاب أبي جعفرلظة غيره وكان الذي قطع يده 
يوسف بن عمر بنفسه؛ وفي كتاب سعد أنه تاب من ذلك ورجع إلى الحقّ قبل موته ورضئ أبو عبد 
الله عنه بعد سخطه وتوجع بموته وكان قارياً فقيهاً وجهاً. روى عن الباقر والصادق 2ه وقال 
النجاشي: هو ثقة مات فى حياة أبي عبد اللهقِةِ فتوبججع لفقده ودعا لولده وأوصى بهم أصحابه وله 
كتاب عنه عبد الله بن مسكان. 

قوله (قال: ليس حيث تذهب) من أنْها نزلت فى الفاطميّين على الإطلاق وقوله «ليس يدخل») 
بمنزلة التعليل لذلك فكأئه قال: لوكانت فى الكاظمييّن على الإطلاق لزم أن يدل فى هذا من 
أولاد فاطمة كل من أشار بسيفه ودعا الناس إلى ضلال أو خلاف للحق على اختلاف النسختين 
واللآزم باطل قطعاً فالملزوم مثله بل هي نزلت فيمن دعا الناس إلى الله تعالى وإلى دين الحقٌ بأمر 
الله تعالى وهو على لها وبعض أولاد فاطمة مَِّنا. 

قوله (فأيّ شيء الظالم لنفسه) يعني إلى آخره» وحينئذ الجواب بجميع أجزائه منطبق علئ 
المنوال. 

* الأصل: 

غ ‏ محمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد؛ عن ابن محبوب, عن أبي ولأد قال: سألت أبا عبد 
الثهلية عن قول الله عرّ وجل: «الْذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقٌّ تلاوته أولئك؛ يؤمنون به قال: 
هم الأئمة نهذ "ا 


2 الشرح: 
قوله (حنٌّ تلاوته) المراد تلاوته مع ضبط جواهر كلماته و حروفه وكيفيّاته وحفظ معانيه 


.1١6/١ :يفاكلا_؟١‎ .5١7/١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلئ الله وإمام يدعو إلئ النار ذف 


الظاهرة والباطنة كلّها وهذا ليس إلا فى وسع الأئمةاظة إذ لايعلم غيرهم معاني القرآن كلها باتتفاق 
الآمّة. 


باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلئ الله وإمام يدعو إلى النار 

# الأصل: ْ 

١‏ -محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد. عن الحسن بن محبوب. عن عبد الله بن غالب. عن 
جابر. عن أبي جعفرلة قال: قال: لمّا نزلت هذه الآبة: يوم ندعو كل أناس بإمامهم» قال 
المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ قال: فقال رسول اللْهعَ: أنا رسول الله 
إلى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمّة على الناس من الله من أهل بيتي. يقومون في 
الناس فيكذّبون ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم. فمن والاهم واتبعهم وصدّقهم فهو مني 
ومعي وسليقاني, ألااومن ظلمهم وكذّبهم فليس منّى ولمعي وأنا منه برىء ١١‏ 

* الشرح: 

قوله (فيكذّبون ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال) دل على ذلك أيضاً ما رواه مسلم بإسناده عن 
رسول الله «قال إِنْها ستكون بعدىي أثرة وأمور تنكرونهاء قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا 
ذلك؟ قال: تؤدّون الحقٌّ اْذي عليكم و تسألون الله الُذى لكم, . 

قال أبو عبد الله الابي: الآثرة بفتح الهمزة والثاء وكسرهما وإسكان الثاء: حكى اللغات الثلاث 
فى المشارق وهو الاستيثار والاختصاص بأمور الدّنياء وقال القرطبئ: أى استيثار بمال الله تعالى 
ومال المسلمين يعنى إيثار بعضهم دون بعض أو استيثار بالخلافة اليد أو يعنى بالاثرة: الشدّة. 
وقال المازري: قدوقع جميع ما في الحديث ففيه معجزة ظاهرة عظيمة!'). وقال الآبى: قوله 





١-الكافي: .5١7/ ١‏ 
١‏ - افيه معجزة ة ظاهرة عظيمة» وفيه دليل على عدم رضا الله ورسوله كي . بعملهم: وأمارتهم ولا يفيد معه رضا 
الناس وبيعتهم لأن الذى لا يرضى به الله تعالى فهو باطل. وفيه أمر بالتقيّة منهم كما هو مذهب الشيعة لأن 
إطاعتهم ليست واجبة شرعا بل هى ضرورة تقدر بقدرها ولو كانت واجبة بالأصالة لم يكن وجه لأن يسأل الله 
تعالى كشف ما نزل والتوسل إليه تعالئ للحقوق التي منعوها ولم يوصف الحكام بأنهم دعاة إلئ أبواب جهنم 
ولم يكن وجه لقو هوه فاصبروا حتئ تلقونى على الحوض لأن الإطاعة الواجبة بالأصالة لا يقال فيها هذا 
القول» فإن قيل: كيف رضي علماؤهم وخلفاؤهم بنقل هذه الأحاديث ترغيب الناس فى الإطاعة؟ قلنا:كان شأنهم 
شأن ولاة الدنيا ولم يكن غرضهم إلا الإطاعة الظاهرية وحفظ حشمة الملك وتنفيذ الأمر سواء رضو' الناس أو 


«تؤدون الحقٌّ الذى عليكم» نض على لزوم الطاعة والضراعة إلئ الله تعالى فى كشف ما نزل.وما 
رواه أيضاً عنهيَلة أنّه قال: «ستلقونه بعدي أثرة فاصبروا حتّى تلقونى على الحوض؛ وما رواه عن 
سلمة بن يزيد الجعفى «أنْه سأل رسول الله وله فقال: يا نبت الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا 
نهم ونمتعوتنا حننا ذلا تأمرناة فأعرسى غقة اقم اله فى القالئة قدي "الأ شتعيك بن قبن :وقال: 
اسمعوا وأطيعوا فإِنّما عليهم ما حمّلوا وعليكم حمّلتم) وما رواه عن حذيفة ابن اليمان قال: «قلت: 
يا رسول الله إناكنا بشر فجاءنا الله بخير فنحن فيه فهل من وراء ذلك الخير شرٌ؟ قال: نعم قلت: هل 
وراء ذلك الشرٌ خير؟ قال: نعم قلت: هل وراء ذلك الخير شر قال: نعم» قلت: كيف؟ قال: يكون 
بعدي أئمّة لا يهتدون بهداي ولا يستئون بعدي بسئتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب 
الشياطين فى جثمان إنسء قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع 
وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع» وفي رواية أخرى له «هم قوم من جلدتنا ويتكلمون 
بألسنتنا وهم دعاة إلى أبواب جهنم» وله روايات متكثرة في هذا الباب تركناها خوفاً للإطناب!١!‏ 
أقؤل# الف الأول خلافة الثلاثة» والخير بعده خلافة على نىة والشرٌ بعده خلافة معاوية وبنى أمية 
وبنى عباس وهلمٌ جرًا إلى قيام الحجّة ل .والمراد بالأمراء: الشيوخ الثلاثة وأضرابهم والدّليل عليه 
بدعة احاد دف رواها مسلم في كتاب الصلاة منها ما رواه بإسناده عن أبي ذر قال قال لي رسول 
اللْهيَيلُ: «كيف أنت إذاكان عليك أمراء يِؤْخّرون الصلاة عن وقتها أو يميتون الصلاة عن وقتها؟ قال: 
قلت: فما تأمرني؟ 

قال: صل الصلاة لوقتها فإن أدركت معهم فصل فإِنّها لك نافلة» ومنها مارواه بإسناده آخر عن 
أبى ذرٌ قال: قال رسول اللهييهٌ: ديا أبا ذر إنّه سيكون بعدي أمراء يميتون الصلاة» فصل الصلاة لوقتها 
ناديد احع ال قديا كاده للقناقلة وال فقن احروت: ضلواتك» ومنها مارواه بإسناد آخر قال: قال 
رسول الله ييه وضرب فخذي: «كيف أنت إذا بقيت فى قوم يؤْخُرون الصلاة عن وقتها؟ قال: قلت: 
فما تأمرني؟ قال: صل الصلاة لوقتها ثمّ اذهب لحاجتك فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد 
فصلٌ) ووجه الدّلالة أنَّ هؤلاء الأمراء يي ل ل ا 





- كرهرا وكان هذا المقدار من الطاعة كافياً لهم في غرضهم فلم يبالوا بنقل الأحاديث فيه فإن أطاع الناس تفية أو 
اعتقاداً حصل غرضهم وإنما جاء المتكلمون بعد ذلك وأرادوا تصحيح خلافتهم اعتقاداً فوقعوا فى التكلفات 
العجيبة والتوجيهات الغريبة لمثل هذه الأحاديث بحث تأبّى عنه الطبع السليم. (ش) 

١‏ جميع هذه الأخبار في صحيح مسلم أوائل كتاب الولاية. 


باب أن الأثمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلئ الله وإمام يدعو إلى النار مك 
خلافتهم فتعيّن أن يكونوا الخلفاء الثلاثة وللعامّة فى تفسير هذه الأحاويق كلنات واهة 
ومزخرفات باطلة لا يليق المقام ذكرها 

قوله (فهو منّى) أي من حزبي وأعواني ومعى في الدّنيا والآخرة. وسيلقانى يوم القيامة عند 
اشتغال الئاس 2 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمد ومحمّد بن الحسين. عن محمّد بن يحيى. عن 
طلحة بن زيد. عن أبي عبد اللْهيَةٍ قال: قال: إِنْ الائمة فى كتاب الله عرّوجِلٌ إمامان قال الله تبارك 
وتعالى» «وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا» لا بأمر الناس يقدّمون أمر الله قبل أمرهم. وحكم الله 
قبل حكمهم. قال: « وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النار» يقدّمون أمرهم قبل أمرالله. وحكمهم قبل 
حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عر وجل.١١)‏ 

* الشرح: 

قوله: «وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النار» أي حكمنا بذلك حيث إنّهم يتبعون أهواءهم 
وسلبنا عنهم اللُطف والتوفيق ولم نمنغهم عن أعمالهم جبراً ويدخل فيم سلاطين الجور وقضاته 
وكلّ من سن بدعة. 





.5١7/ ١ :ىفاكلا_١‎ 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


باب أن القرآن يهدي للإمام 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن الحسن بن محبوب قال: سألت أبا 
الحسن الرّضالظة عن قوله عر وجل اولكلٌ جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين 
عقدت أيمانكم» قال: إِنْما عنى بذلك الأئمة كا بهم قد الله عرّ وجلٌ انا 2 

* الشرح: 

قوله: ولك جعلنا موالى ممّا ترك4 يعني ولكلّ ميّت جعلنا موالي أي ورّائاً يرئونه مما تركه 
فقوله «من» صلة للموالي باعتبار أنهم الوارثون» وفاعل ترك ضمير يعود إلى «كلّ» وقوله «إالوالدان 
والأقربون» وما عطف عليهما وهو قوله «إوالذين عقدت أيمانكم» استيناف مفسّر للموالي 
والأقربون يتناول الأولاد كما أن الوالدين يتناول الأجداد والجدّات أيضاً وقوله عه «إنّما عنى 
بذلك» أى بقوله إوالذين عقدت أيمانكم» الأئمّةاظة بهم عقد الله تعالى أيمانكم يعني بيعتكم 
وعهدكم في الميثاق وصريح في أنَّ الإمام وزاوكة لمن ناك من هده الآمة إلا اثهتوارت من لارارت 
له هذا الذي ذكرهئية أولى مما قيل من أن المراد بذلك ضامن الجريرة أو الأزواج على أن المراد 
بالعقد عقد النكاح لأه أعلم بالكتاب وما هو المراد منه. والحديث صحيح. 

الاصل: 

؟ -عليّ بن إبراهيم عن أبيه؛ عن ابن أبي عميره عن إبراهيم بن عبد الحميد عن موسى بن أكيل 
النميري؛ عن العلاء بن سيابة» عن أبي عبد اللهسقةِ في قوله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي 
أقوم» قال: يهدي إلئ الإمام (") 

الشرح: 

قوله «إِنّ هذا القرآن يهدي للّتى هي أقوم» أي يهدي العباد إلى الطريق الْتي هي أقوم الطريق 
وهو الإمام إذ هو أصل لجميع الخيرات وأقوم من كل ما يتقرّب به العبد به إلى الله تعالى. والقران 
يهدى إليه فى مواضع عديدة. 


.5١18/ ١ "-الكافي:‎ .5١8/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


له عنّ وجل فى كتابه الأ» ا 
باب أن النعمة التى ذكرها الله عرّ وجل في كتابه الائمة 


باب أن النعمة التى ذكرها الثه عن وجل في كتابه الأئمة 0ك 

* الأصل: 

١‏ - الحسين بن محمّد. عن معلّى بن محمّد. عن بسطام بن مرّة. عن إسحاق بن حسّان عن 
الهيئم بن واقد. عن على بن الحسين العبدي. عن سعد الإسكاف. عن الأصبغ بن نباتة اله قال 
أمبر المؤمنينلية: ما بال أقوام غبّروا سئّة رسول اللي وعدلوا عن وصيّه؟ لا يتخؤفون أن ينزل 
بهم العذابء ثم تلا هذه الآبة« ألم تر إلئ الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البواره 
جهنم » ثم قال: نحن النعمة التى أنعم الله بها علئ عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة. 

* الشرح: / | | 

قوله (ثمٌ قال نحن النعمة ) إطلاق النعمة على الإمام من باب الحقيقة لآن النعمة ما أنعم الله به 
عليك وأفضله اللإمام ليه . 





,>ى>ىى/١ الكافي:‎ ١ 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


باب أن المتوسمين الّذين ذكرهم الله تعالئ فى كتابه هم الأئمة220 
' والسبيل فيهم مقيم 

الاصل: 

١‏ أحمد بن مهران» عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني. » عن ابن أبي عمير قال: أخبرني 
أسباط بيّاع الزّطَىْ قال: كنت عند أبى عبد الله لي فسأله رجلٌ عن قول الله عر وجل: إن في ذلك 
لآيات للمتوسّمين* وإِنْها لبسبيل مقيم» قال: فقال: نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم )١(‏ 

* الشرح : 

قوله: (الزطي ) في اشع الوط جيل من الناس الواحد الرُطَي مثل الزّنج والرّنجي والرُوم 
والُومي» وفي المغرب الرّطّ جيل من الهند إليهم ينسب الثياب الرّطَيّة وفي النهاية الأثيريّة جنس 

من السودان والهنود. 

* الأصل: 

١‏ -محمّد بن يحيى» عن سلمة بن الخطاب. عن يحبى بن إبراهيم قال: حدّئني أسباط بن سالم 
قال: كنت عند أبي عبد الهاي فدخل عليه رجلٌ من أهل هيت فقال له: أصلحك الله ما تقول في 
قول الله عر وجل إن في ذلك لآيات للمتوسّمين؟4 قال: نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم بم (5) 

الشرح: 

قوله 9إِنَّ في ذلك لآيات للمتوسّمين» أي أنَّ في ذلك المذكور في الصيحة علئ قوم لوط 
وجعل عالى مدينتهم سافلها وإمطار الحجارة عليهم لآيات للمتوسّمين أي الْذين يتوسّمون 
الأشياء ويتفبّسون في حقايقها وأسبابها وآثارها ويتفكّرون في مباديها وعواقبها ويثبتون في النظر 
إليها حتى يعرفوها بسماتها كما ينبغي. 

قوله 9 وإنْها لبسبيل مقيم» تفسيره على مافسرهكة أنَّ تلك القصة وكيفيّتها وكيفيّة حدوثها 
وأسبابها وآثارها ووخامة عاقبتها لمع سبيل مقيم ثابت دائم لا يندرس ولا يبطل إلى يوم القيامة. 
وذلك السبيل هو الامامة الثابتة لعترة الاح ا سي ال و 
غجرامانقة لمترة اللأسر لمن ولس اللعراه به سمل قرية المعد بق توآارها لأنها غير نابعة أبدا 


.1١87/ ١ "-الكافي:‎ .5١8/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أنّ المتوسمين الّذين ذكرهم الله تعالئ في كتابه هم الأئمة 3 


قوله «والسبيل فينا مقيم» أى السبيل وهو الإمامة لأنْها سبيل الحنٌّ وطريق الجنّة مقيم ثابت فينا 
أهل البيت لا يزول ولا يندرس أبداًء أشار بذلك إلئ أنَّ المراد بالسبيل الإمام والإمامة» لا سبيل 
القرية كما هو المشهور بينهم. 

قوله (من أهل هيت) هيت بالكسر: اسم بلد علئ الفرات. 

الأصل: 

محمّد بن إسماعيلء عن الفضل بن شاذان» عن حمّاد بن عيسى» عن ربعئىٌ بن عبد الله عن 
محمّد بن مسلم, عن أبي جعف رط في قول الله عرّ وجل 9إِنْ في ذلك لآيات للمتوسّمين» قال: 
ما لكر ري فَإِنّهِ ينظر بئور الله عر وجأل» في قول الله 
تعالى: وإِنّ في ذلك لآيات للمتو فين ا 

* الشرح: 

قوله (قال رسول الله اتقوا فراسة المؤمن ) الجادٌ رٌّ وهو في قول الله عر وجل متعلّق بقال أ ي: قال 
رسول اللْهعية في تأويل قول الله عرّ وجل «إنَّ في ذلك لآيات للمتوسسمين» اتقوا فراسة المؤمن 
فإنّه بنظر بنور الله تعالى. الفراسة بالكسر: اسم من قولك تفرّست فيه خيراً وهو يتفرّس أي: يتثبّت 
وينظره والنور: العلم أو حالة نفسانيّة بها يتميّز الخير عن الشرٌ والجيد عن الرّدى والإضافة إليه تعالى 
باعتبار أنه المفيض وهذا القول رواه العامّة أيضاًء قال ابن الأثير فى النهاية: وهو يقال لمعنيين: 
أحدهما: مادلٌ ظاهره وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع 
من الكرامات وإصابة الظنٌّ والحدس. والثاني: نوع يتعلّم بالدّلايل والتجارب والخلق والأخلاق 
فيعرف به أحوال الناس وللناس فيه تصانيف قديمة وحديثة. 

* الأصل: 

3 - محمد بن يحيى. عن الحسن بن على الكوفىي» عن عبيس بن هشام. عن عبد الله بن 
انديس فقال» هم 

لأئمّة لك « وإنّها لبسبيل مقيم» قال: السرم اي 1 

* الشرح: 

قوله (لا يخرج منًا أبدأً) أي السبيل لا يخرج ما أهل البيت بل هو ثابت باق دائماً. 

* الأصل: 





.5١8/ ١ "_الكافى:‎ .1١8/ ١ :يفاكلا-١‎ 


2 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
عمرو بن شمرء عن جابر» عن أبي جعفر اك قال: قال أمير المؤمنين .82 في قوله تعالى: إن في 
ذلك لآيات للمتوسّمين» قال: كان رسول الهو المتوسّم وأنا من بعده والأئمّة من ذرّيّتى. 
المتوسّمون. وفى نسخة: عن أحمد بن مهران» عن محمّد بن على عن محمّد بن أسلم. عن 
إبراهيم بن أيَوب امنا د 1 

* الشرح: 

قوله (وفي نسخة أخرئ) دلّ على أَنْه نقل الحديث من كتاب محمّد بن يحيى, وقد مرّ أنه 
يجوز ونقل الحديث من كتب الشيوخ المشهورين إذا كان انتسابها إليهم معلوماً. 


.5١8/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب عرض الأعمال علئ النبي والأئمة حا 





باب عرض الأعمال علئ النبي والأئمة بغ 

# الأصل: 

١‏ - محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد. عن القاسم بن محمّد. عن 
علئّ بن أبي حمزة» عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ايه قال: تغرقين :الأعمال علرة ,رون انه عق 
أغدال الا صباح أبرارها وفجّارها فاحذروهاء وهو قول الله تعالى: #اعملوا فسيرى الله 
عملكم ورسوله» وسكت ١١‏ 

* الشرح: 

قوله (تعرض الأعمال على رسول لهي ) ظاهر أحاديث هذا الباب أنَّ أعمالكلٌٌ أحد تعرض 
على رسول اللهييةُ مفضّله في كل يوم وهذا يحتمل وجهين: أحدهما: أن تعرض عليه أعمال اليوم 
والليلة معأ وقت الصبح ويشعر به هذا الخبر, وثانيهما: أن تعرض أعمال الليل فى الصباح وأعمال 
النهار في المساء لأنهما وقتان لرفع الأعمال ويشعر به خبر عبد الله بن أبان الزّيّات عن الرّضائكه 
هله الأخبار لا تنافي ما رواه عبد الله بن سنان عن الصادق 34 قال: «قال رسول اللهعة: يوم 
اميم تمرضي فيه الأمتال» لاختال أنايقع عرض اعمال الأسبوع انز فى الخميس هذاء وقال 

تعض العامة : إن الأعتمال تعرضن غلن رستؤل الشدوقة عرقياً تعدا كان يفال عتلك أنتك غيرا أذ 
ا 

قوله (أبرارها وفججارها) الظاهر أنه اق للأعمال وَصْميز التايت راجع إليها والإضافة نيانئة) 
والأبرار جمع البرّ بالكسر: كالأجلاف جمع الجلف وَاليه كيرا نا يطلق على الأولبياء والرُهاد 
والعبّاد. وقد يطلق على الطاعة والعبادة والأعمال الصالحة لأَنها تحسن إلى صاحبها وتتسيّب لتق 
به إلى الله تعالى وهذا هو المراد هناء والفجّار جمع الفاجر: وهو المرتكب للمعاصيء وقد يطلق 
1 د امسا ل ا 0 

قوله (فاحذروها) ضمير التأنيث را جع إلى الفججار التى هي عبارة عن الأعمال القبيحة أ وإلى 
الأعمال باعتبار نوعها المنهى عنه. 

* الاصل: 





3/١ :يفاكلا-١‎ 


و شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

على بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن عثمان بن عيسى. عن سماعة؛ عن أبي ‏ عبد اللهاقة قال: 
سمعته يقول: ما لكم تسوؤن رسول اللْهوَق؟ فقال رجلٌ: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أنَّ 
أغنذالكه تعرطن عليه فإا راى فبها معضبة ا متاءه ذللف فلا شوو رول الل ومو 17 

* الشرح: 

قوله (فإذا رأئ فيها معصية ساءه) شفقة على أمّته ومشاهدة لمخالفته ومخالفة ربّه. 

* الأصل: 

- علي عن أبيه» عن القاسم بن محمد عن الزيّات؛ عن عبد الله بن أبان الزئات وكان مكيناً 
عند الرضااكةا قال: قلت: للرضائكة: ادع الله لى ولأهل بيتى» فقال: أو لست أفعل؟ والله إن أعمالكم 
لتعرض على في كلّ يوم وليلة» قال: فاستعظمت ذلك. فقال لي: أما تقرأكتاب الله عزّ وجلّ:وقل 
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون#؟ قال: هو والله على ابن أبي طالب 9ه !"ا 

* الشرح: 

قوله (وكان مكيناً) أى ذا مكانة عليّة ومنزلة رفيعة. 


.1١9/ ١ ؟_الكافي:‎ .5١9/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي و" 


باب أن الطريقة التى حث على الاستقامة عليها ولاية على اها 

# الأصل: 

١‏ أحمد بن مهران» عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني. موسئ بن محمّد. عن يونس ابن 
ل و 0 0 0 
ولد لي ل 0 لأشربنا قلوبهم 5 
والطريقة: هي الإيمان بولاية على والأوضيياء 7 

#الشرح : 

قوله: عر موسياين محكدرعن يونس بن يعوب )كاف اكثر الس المعكيرة وهر السحيخ 
الموافق لما مرّ في باب أن الآبات الّتى ذكرها الله عرّ وجل هم الأئمّة. ولما سيجيء فى باب فيه 
نكت ونتف من التنزيل في الولاية. وفي بعضها عن موسئ بن محمّد عن يونس بن محمّد عن 
يونس بن يعقوب) والظاهر أنه زائد وقع سهواً من الناسخ. 

قوله (يقول: لأشربنا قلو, بهم الاإيمان) إطلاق | لماء على الإيمان من باب الاستعارة لاشتراكهما 
في معنى الاحياء إذ الإيمان سبب لحياة القلوب سيّما الكامل منه وهو المقارن للطاعة في الأوامر 
النواهي كما أن الماء سبب لحياة الأرض ونضارتها. 

# الأصل: 

و ل ل ا 1 
«الذين قالوا ربا لله م استقاموا» فقال أبو عبد الله لظلا 200 لواح بعة اده 
تتنزّل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة التي كنتم توعدون» !"ا 

* الشرح: 

قوله: (فقال أبو عبد اللهحىة: استقاموا) تفسير الآية على ما ذكره ك9 لإِنَّ الذين قالوا ربّنا الله» 
إفرار بتوحيده وربوبيته لوثم استقاموا» على الاقرار بالأئمّة ومتابعتهم واتحل] بعد واحد. والعطف 





.5؟١/‎ ١ "؟-الكافى:‎ .5٠١ / ١ :يفاكلا-١‎ 


ى93”»> شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
به للدّلالة علئ تراخى هذا عن ذاك وتوقفه عليه « تتنزّل عليهم الملائكة4 عند الاحتضار وعند 
الخروج من القبر وفي البرزخ أيضاً « أن لا تخافوا» من لحوق المكروه «إولا تحزنوا» من فوات 
المحبوب لما بكم من أصل جميع الخيرات «وأبشروا بالجئة التى كنتم توعدون» فى الدّنيا على 
لسان التّسول والإبشار يجىء متعدَّياً ولازماً ونقول: أبشرت الرّجل إبشاراً إذا أخبرته بما يوجب 


سروره و بشّرته بخير فأبشر إبشارا أى: سب والآخير هو المراد هنا. 


باب ان الأئمّة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 1 


باب ان الأثمّة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 

# الأصل: 

١‏ أحمد بن مهران. عن محمّد بن على عن غير واحد. عن حمّاد بن عيسى. عن ربعي ابن 
عبد الله عن أبى الجارود قال: قال على بن الحسين 522: ما ينقم الناس منّا. فنحن والله شجرة النبوّة 
زديك التحمة وعدن لفل مطاف الماك 07 

* الشرح: 

قوله: (ما ينقم الناس منّا) يقال: نقم منه وعليه نقماً من باب ضرب إذا عابه وكرهه وأنكر عليها 
ونقم بالكسر لغة. و «ما» للنفي أو للاستفهام على سبيل الإنكار. 

قوله (فنحن والله شجرة النبرّة) فيه استعارة مكنيّة وتخييليّة بتشبيه النبوّة بالبستان فى كثرة النفع 
وحسن النضارة ورغبة الطبع وإثبات الشسجرة لها. وهم م88 شجرتها المظللة المشمرة إذ منهم يقخطف 
العا الجكا ل لاون نوالقراين الشترعية كل عالم» ويطليم ستظل وشيم دن تحر السبد ايد 
الدّنيويّة والأخرويّة كلّ سالك. وحمل الشجرة عليهم من باب حمل المشبّه به على المشبّه 
للمبالغة فى التشبيه. 

قوله وت الّحمة) الرّحمة: الدّقّة والتعططف والشفقة على خلق الله وهذه الامووعل: وجه 
الكمال إِنّما هى فيهم فكأنّهم بيت جعله الله تعالئ مخزناً لهاء وبحتمل أن يراد بالرحمة الرحمة 
الإلهيّة وهي الاإحسان والإفضال والإنعام وهم نبي محل لها ووسط لوصولها إلى سائرالخلق وحمل 
الرّحمة على النبي يليل لأنه رحمة للعالمين؛ والبيت على عياله. أو على أهل بيته بحذف المضاف 
بغيد جذا. 

فوله: (ومعدن العلم ) لاقامة العلم ورسوخه فيهم ووصوله م: منهم إلى الخلائق كما فى سائر 
المغد كات 

#الأصل: 

١‏ - محمد بن يحيى, عن عبد الله بن محمّد بن عيسىء, عن أبيه. عن عبد الله ابن المغيرة» عن 
إسماعيل بن أبي زياد» عن جعفر بن محمّد, عن أبيه لكك قال: قال أمير المؤمنين طظة: إِنّا - أهل 
البيت ‏ شجرة النبرّة» وموضع الرّسالة» ومختلف الملائكة. وبيت الرحمة؛ ومعدن العلم (") 





.575١/ ١ ؟-الكافى:‎ .15١/ ١ :يفاكلا-١‎ 


9 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الشرح: 

قوله: (ومختلف الملائكة ) لنزولها إليهم مرّة بعد مرّة وطائفة بعد أخرى لزيارتهم والتشرّف بهم 
ولإخبارهم بما يوجد في هذا العالم وفى عالم الغيب من الحوادث وغيرها. 

الاصل: 

أحمد بن محمّد عن محمد بن الحسين, عن عبد الله بن محمّد؛ عن الخسّاب قال: حدّثنا 





بعض أصحابنا عن خيثمة قال: قال لى أبو عبد اللهلهاِ: يا خيئمة نحن شجرة النبوّة وبيت الرحمة 
وتات السكمة وفمةق الغلم وعوضم الإنالة:وسحتلك التلاركة» موقم سك الله ونين وديفة 
الله فى عباده. ونحن حرم الله الأكبر. ونحن ذمّة الله ونحن عهد الله. فمن وفئ بعهدنا فقد وف بعهد 
الت وه اانه تر اكه الله هيت ذا 

* الشرح: 

قوله: (وموضع الرسالة ) إذ رسالة النبي يي وتبليغه إلئ الأمّة إلئ يوم القيامة استقرّت فيهم بأمر 
الله تعالئ لما بهم من شرف الذّات وكرم الأخلاق وصفاء النفس وذكاء العقل» فاختصّوا بتلك 
النعمة الجزيلة وهى نعمة الرّسالة وما تستلزمه من الشرف والفضل حتّى كان الناس عيالاً لهم إذ 
كانت اولك الندمة إلا وصلت إل الناسس برس لوم رو ل الهم لخو الدادن ل يدهم وشير نم تف 
ورجعوا إلى ماكانوا فى الجاهليّة. 

قوله (عن في نان صاحب الإيضاح: الخيثمة بالخاء المفتوحة المعجمة والياء المنقطة 
تحتها نقطتين الساكنة والثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط والميم والهاء لا نعرف بغير هذا. انتهئ وهو 
هنا مشترك بين جماعة مجهولين. 

قوله: (ومفاتيح الحكمة) لأَنَّ انتشارها فيما بين الخلق وانتقالها من خزائنها وهي المبادي العالية 
والقلوب الطاهرة إليهم إِنّما هو بحسن بيانهم وفصاحة لسانهم فكما أن الجواهر المخزونة في البيت 
المقفّل لا تظهر ولا تخرج منه بدون المفتاح كذلك الحكمة المخزنة في مخزنها لا تظهر ولا تخرج 
بوه كانه الرلع اشاب يمنهم وبين المتداع بهاءا تيان 

قوله: تريخ سر الله) السرٌ واحد الأسرار: وهو ما يكتم ولعلّ المراد بسرٌ الله ما أظهره الله 
تعالى على الأنبياء والأوصياء من العلوة بواللكدائن واخناء يعن عرريي الخدم ونيم علي مدرفة 
ذلك وعدم انساع قلوبهم لتحمّله ولذلك قاليَييهُ «نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على 


.59١/ ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب ان الأئمّة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 3-5 


لوسراي شْ 

والأوصياء في ذلك مثل الأنبياء. ويحتمل أن يراد بسدٌ الله شرائعه لأنها أسرار الله التى كانت 
مكتومة فأوحاها جل شأنه إلى نبيّه وألقاها النبئّ ل الى أوصيائه لك ووضعها عندهم. 

قوله: (ونحن وديعة الله فى عباده) الوديعة: ما تدفعه من المال إلئ أحد ليصونه ويحفظه 
وهم لبيك وديعة الله تعالى فى عباده على سبيل التشبيه فيجب على العباد حفظهم ورعايتهم وعدم 
التقصير في حمّهِم كما يجب ذلك على المستودع وكما أنَّ المستودع يستحقٌ العقوبة والمؤاخذة 
والاعتراض بالتقصير في الوديعة كذلك العباد يستحقونها بالتقصير في حقهم. 

قوله (ونحن حرم الله الأكبر) مادّة هذا اللفظ في جميع عباراته تدلٌ على المنع مثل الحرام 
والتحريم والإحرام والحرمة والحريم والحرم والمحروم وغيرهاء وكل ما جعل الله تعالى له حرمة لا 
بحل إنتهاكه ومنع من كسر تعظيمه وعرّّه وزجر عن فعله وتركه كأولياء الله وملائكة الله ومكّة لله 
ودين الله وغير ذلك فهو حرم الله الذي وجب علئ الخلق تعظيمه وعدم هتك عرّته وحرمته الأكبر 
والأشرف والأعظم اي رار ا أن التي عل أكبر من الجميع. 

قوله الونحن ذمّة الله) الذمّة والذّمام ؛ فين لينف والضمان 1 لمان والجرية والحنٌء وهم طيغ 
حقٌ الله اذي وجب رعايته على عباده وحرمته التي لا يجوز انتهاكهاء وأمانه في عباده وعده عليهم 
إذ أخذ الله تعالى عهدا عن الحباة يحنديم روات نهم 

قوله (ونحن عهد الله) الذي أمر بالوفاء به ووعد بالثواب عليه بقوله «أوفوا بعهدي أوف 
بعدكم » والمراد بالعهد: عقد الإمامة لهم في الميثاق أو عقد الرُبوبيَّة والحمل حينئذ للمبالغة 
حيث أنَّ قبولهم مستلزم لقبوله وردّهم مستلزم لردّه فكأهم نفسه. 

0 )لمجو سي لد 
والتخفير بمعنئ نقض الذَّمّة والعهد وإِنّما جاء فيها أنَّ الاخفار بمعناه وأنَّ الخفر بمعنئ' الوفاء بهاء 
قال في المغرب: خفر بالعهد: وفى به خفارة من باب ضرب وأخفره نقضه إخفاراً والهمزة للسلب. 
وقال في النهاية: خفرت الرّجل اجرتّةُ وحفظته. وخفرته إذا كنت له خفيراً أي حامياً وكفيلاً 
وتخمّرت به: إذا استجرت به. والخفارة بالكسر والضمٌ: الدّمام؛ وأخفرت إذا نقضت عهده وذمامه 
والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته كأشكيته إذا أزلت شكايته. وقال في الصحاح مثل هذا: ولعلّ 
المعنئ: من وفئ بذمّتنا فقد وفئ بذمّة الله فهذا متعلّق بقوله نحن ذمّة الله. 

وقوله: «فمن وفئ بعهدنا» متعلّق بقوله «نحن عهد الله» وقد عرفت من تفسير هذين القولين أنَّ 
الذمة والعهد متغايران هنا وإنّما قلنا: لعلّ لأنّه نقل عن القاموس ولم يكن موجوداً عندى أنه يقال: 





خفر بعهده خفرا وخفورا نقضه وغدره كأخفره. ولو صمّ هذا النقل فالمعنى من نقض ذمُّتنا فقد 
نقض ذمّة الله وعهده. 


باب أن الائمة ورثة العلم, يرث بعضهم بعضاً العلم 

الاصل: 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد. عن 
بحيى الحلبئ. عن بريد بن معاوية» عن محمّد بن مسلم. عن أبي عبد اللهلئِة قال: إِنَّ علبَائئةٍ كان 
عالماً والعلم يتوارث ولن يهلك عالمٌ إلا بقي من بعده من يعلم علمه أو ما شاء الله )١(‏ 

* الشرح: 

قول المصنف: يرث بعضهم بعضاً العلم» في بعض النسخ «يورث» وقيل هكذا أيضاً بخط 
الشهية. الناتى نه 

قوله: (إنَّ علي كان عالماً) قد علمللكة ما فى عالم الأمر وهو عالم الملائكة الرّوحانيّة 
المجرّدة وما فى عالم الخلق وهو عالم الجسمانيّات وقد قالءىة «والله لو شكت أن أخب ركلٌ رجل 
منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت» والسبب هو أن نفسه المقدّسة لكمال نورانيّتها وعدم 
قرانها اكاك الحمينافة وغيرها | عات الحقيرة الال اتصالا هاما تاسيفية عدانيا صسور: 
الحفائق الكلية والحراكة وضارت حلت كات مساعدة لها كالستضرات الحاضيرة عند البضين 

قوله: «والعلم يتوارث») أن بناء نظام الخلق على أمرين: ثانيهما متوقف على الأرّل أحدهما: 
العلم وهو من الله تعالى. وثانيهما: العمل وهو من الخلق؛ فلو لم يتوارث العلم وذهب العالم بعلمه 
بقى الخلق جاهلين لمراشدهم ومصالحهم و طريق أعمالهم فبطل أيضاً وفسد النظام ولا حجّة لله 
تعالى علئ الخلق حينئذٍ بعد العالم بل الحجّة لهم علئ الله فاقتضت الحكمة البالغة توارث العلم 
وبقاء عالم بعد عالم لثلاً يكون لهم حجة على الله. 

قوله: «من يعلم علمه» مع عدم زوال علم الأوّل عنه. 

قوله: (أوما شاء الله) عطف علئ علمه يعني أن الباقي يعلم جميع علم الهالك قبل هلاكه أو ما 
شاء الله أن يعلمه قبله فإِنّه قد يعلم بعض علمه قبله وبعضه بعده لحديث الملك إِيّاه أو لشرافة ذاته 
وصفاء قلبه أو لمناسبة كاملة روحانية بينهماء كما هو المرويٌ من حال علىَنظة أنه فتح له بعد 


.55١/ 1١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أن الائمة ورثة العلم؛ يرث بعضهم بعضأ العلم كف 
تغسيل النبئ ييه ألف باب من العلم وفتح من كل باب ألف باب ومن شأن الأثمّة الطاهرين أنهم 
يزدادون فى كل ليلة الجمعة علماً. وأنْهم محدّثون يخبرهم الملك بما شاء الله من العلوم والأسرار. 
كل ذلك للدلالة على كمال ذاتهما القابلة للفيض آنا فآنأ والخطاب مع الملك حيناً فحيناً بخلاف 
بعض السابقين من الأوصياء فإنّه لما لم يكن لهم تلك المنزلة الرّفيعة ولم يكن كلهم محدّثين علموا 
علم نبيّهم أجمع قبل هلاكه. والله أعمل بحقيقة الحال. 

الاصل: 

7 علي بن إبراغيم» عن أبية+ عن كاد بن عبيي» عن خريزه عن ززارة والفضيلها عن أبن 
جعفرطية قال: إن العلم الذي نزل مع آدمنظة لم يرفع و العلم يتوارث. وكان علي لق عالم هذه الأمّة 
اله لم يلات متا يانه قل الآ خلنه من اهلامو عل من عله ارما :]يق 1 

* الشرح: 

قوله: (لم يرفع ) أي لم يرفع عن الخلق بموت آدم نظ لثلاً يقعوا في الحيرة ولا يبطل الغرض من 

قوله: (وأنه لم يهلك ما عالم قط إلأخلفه) قط بتشديد الطاء وضمها ما مع فتح القاف أو ضمّها 
أو بتخفيفها وضمّها كذلك: ومعناها الزّمان وخلف فلان فلاناً من باب نصر إذا جاء خلفه أوصار 
خليفته وقام مقامه وإِنّما قال: من علم مثل علمه لاستحالة أن يعلم عين علمه لأنَّ العلوم الحاصلة 
للأوّل غير منتقل عنه إلى الآخر وإِنّما الحاصل للآخر علم ممائل لعلم الأوّل. 

*: الاصل: 

محمّد بن يحيئ؛ عن أحمد بن محمّد, عن البرقي» عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي. 
عن عبد الحميد الطائي؛ عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفراظة إن العلم يتوارث ولا يموت 
عالم إل وترك من يعلم مثل علمه أو ماشاء الله. 

*: الشرح: 

قوله (محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد) قال الفاضل الاسترابادي: هذا الحديث فى هذا 
الموضع ليس في بعض النسخ التي رأيناها وسيأتي في آخر هذا الباب وهو الصواب. 7 

الاصل: 

؛ - أبو علي الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّان عن صفوان» عن موسى بن بكره عن الفضيل 





.١١5 / ١ :يفاكلا-١‎ 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
ابن يسار قال: سمعت أبا عبد الله يقول: إِنْ في علئَنية سنّة ألف نبئ من الأنبياء؛ و إن العلم 
الذي نزل مع آدمنية لم يرفع. وما مات عالم فذهب علمه. والعلم يتوارث. 

ه ‏ محمّد بن يحبى. عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد. عن فضالة بن أيَوب» عن 
عمر ابن أبان قال: سمعت أبا جعفرئية يقول: إِنَّ العلم الذي نزل مع آدمعية لم يرفع, وما مات عالمٌ 
00-0 

* الشرح: 

قول (إنّ فى عل سئّة ألف نبى من الأنبياء ) هذا لا ينافى ماسيجىء من أنَّ فيه سنّة محمّد وَبْك 
كلها بعد ما قال: إن له يي سنن جميع النبيين لأنَّ مفهوم اللّقب ليس بحجّة كما قرّر في موضعه على 
أنّه يمكن أن يراد هنا إفادة معنى الكثرة لا خصوص هذا العدد. 

*# الأصل: 

7 محمّد, عن أحمدء عن على بن النعمان رفعه» عن أبي جعفرئظة قال: قال: أبو جعفر اكة: 
يمصّون الثماد ويدعون النهر العظيم» قيل له. وما النهر العظيم؟ قال: رسول اليه والعلم الذي 
أعطاه الله إنَّ الله عرّ وجل جمع لمحمّد يه سنن النبيّين من آدم وهلّم جرّاً إلى محمد ييه قيل له: 
ما تلك السئن؟ قال: علم النبيّين بأسره؛ وإِنَّ رسول الله ييه صيّر ذلك كله عند أمير المؤمنين لك 
فقال له رجل: يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين !!أعلم أم بعض النبيّين؟ فقال أبو جعفر/ة: اسمعوا 
ما يقول؟!!إِنَّ الله يفتح مسامع من يشاء. إِنّي حدّثته: أن الله جمع لمحمّد ويه علم النبيّين وأنّه جمع 
ذلك كلهاعنة افير المؤتين هوهو يسألدن أهو أغلم آم يعض للقيو 

الشرح: 

قوله (يمصوّن الثماد) الشمد ويحرّك وككتاب: الماء القليل الذي لامادّة له أو ما يبقى في الجلد 
وهو الأرض الصلبة أو ما يظهر فى الشتاء ويذهب فى الصيفء وفيه تمثيل حيث شبّه الخلق في 
تركهم العلم الكثير الصافى والأخذ بالعلم القليل الذي لا مادّة له وهو ينجدٌ بالآخرة إلى الخلط 
بالشبهات والمفتريات بالعطاش الّذين تركوا الماء الكثير الصَافى والنهر العظيم الذي له مادَّة ومضّوا 
الماء القليل الُذى لامادّة له ولا محالة ينتهى مضّهم إلى شرب الماء المختلط بالطين البالغ إلى حدّ 
ل اد ْ 

قوله (وإنَّ رسول الله يي صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين نهةِ بعضه في حال حياته وبعضه بعد 


١-الكافي: ١‏ /550. ؟_الكافي: ١‏ / 5؟5. 
"_الكافى: ١‏ / 5296. 


باب أن الائمة ورثو علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم ١‏ 
موته لما ثبت أنه علّمه عند تغسيله علوماً كثيرة» أو كله فى حال حياته وبعضه بعد موته لما ثبت 
أنه علّمه عند تغسيله علوماً كثيرة» أو كله فى حال حياته وما علّمه بعد وموته كان من العلوم 
المختصّة بِهوَيهُ ولم يكن لسائر الأنبياء. 

قوله (إنَّ الله يفتح مسامع من يشاء) في الفائق المسامع: جمع مسمع وهو آلة السمع أو جمع 
السمع على غير قياس كمشابه وملامح فى جمع شبه ولمحة. 


باب أن الائمة ورثو علم النبى وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 

* الأصل: ْ 

١‏ -علئحٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن عبد العزيز بن المهتدي. عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه 
الرضاءظة: أمّا بعد فانَ محمّديَظيةُ كان أمين الله فى خلقه فلمّا قبض وله كنا أهل البيت ورثته. فنحن 
أعناء اله قن أرضنة وعد نااغلم البلارا والمعا با وأنسنان العرك ومولة الأسلام وإنا لتعرف الكخل إذا 
رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق. وإنْ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم. أخذ الله 
علينا وعليهم الميثاق. يردون موردنا ويدخلون مدخلناء ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم, 
نحن النجاة ونحن أفراط الأنبياء ونحن أبناء الأوضيناء ونحن المخصوصون فى كتاب الله عرّ وجل 
ونحن أولئ النّاس بكتاب الله ونحن أولئ الناس برسول اللْهييةُ ونحن الذين شرّع الله لنا دينه فقال 
في كتابه: شرع لكم (يا آل محمّد) من الدّين ما وصّى به نوحاً (قد وصّانا بما وضّى به نوحاً) والذي 
أوحينا إليك (يا محمّد) وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى (فقد علّمنا وبلّغنا علم ما علّمنا 
واستودعنا علمهم نحن ورثة أولى العزم من الرّسل ) أن أقيموا الدّين (يا آل محمّد) ولا تتفرّقوا 
فيه (وكونوا على جماعة ) كبر على المشركين (من أشرك بولاية على ) ما تدعوهم إليه (من ولاية 
عليّ) إِنَّ الله (يا محمّد) إيهدي إليه من ينيب» من يجيبك إلى ولاية على !ف )١(‏ 

* الشرح: 

قوله (عندنا علم البلايا) هذا بعض أنواع علومهم ولهم أنواع آخر مثل علم أسرا, رالمبدأ والمعاد 
وأسران القضاء والقدر وأحوال الجنّة والثار ومراتب المقامات والدّركات وعلم الأحكام والحدود 
إلى غير ذلك مما لا يعلم قدرها وكمّيتها وكيفيّتها إلا العالم المحيط بالكل. 

قوله (وايناي العرن #محيحها وناشدها وإِنّما خصّ العرب لذ كاسم فلميتم بأننات 





١-الكافى: ١‏ / 579؟. 


تدك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


الخلف كلهم لقربهم ولكونهم أشرف القبايل. 
قوله (ومولد الاسلام) أي موضع تولّده ومحلٌ ظهوره فإِنْهم يعلمون من يظهر منه الإسلام ومن 


تقول (وإنَا لتعرف الول )'وذلك لألهم لتعَدّسن طينتهم وضياء عقولهم وصفاء تفوسهم وكمال 
بصيرتهم يعرفون حال كلّ نفس من النفوس البشريّة خي ركان أو شرّاً عند مشاهدتهم وينتقلون من 
الظاهر إلى الباطن ومن الباطن إلى الظاهر للتناسب بين الظاهر والباطن وتلك المناسبة قد تظهر 
لواحد من آحاد الناس إذا كان من أهل المعرفة البَيَانِيَّة والرّياضة النفسانيّة فكيف لا تظهر للأئمّة 
الطاهرين الّذين هم أنوار روحانيُّون وعلماء ربّانيّونء وأيضاً بين المؤمن الكامل وبينهم ملي مناسبة 
تامّة حتّئ كأن جسمه من جسمهم وروحه من روحهم فبتلك المناسبة يعرفون حقيقة إيمانه. وبين 
المنافق وبينهم منافرة تامّة وبتلك المنافرة يعرفون حقيقة نفاقهم والإيمان عبارة عن التصديق 
بوجود الصانع وماله من صفات الكمال ونعوت الجلال والإقرار بصدق الرَسِول ويه وما جاء به. 
والنفاق: عبارة عن الإقرار بالسان مع الإنكار بالجنان أو مع تردّده وحقيقتها يحتمل وجوها: الأوّل: 
أن الإيمان الحقيقى هو الإيمان المقرون بالعمل والنفاق الحقيقى هو عدم الإيمان أو الإيمان الذى 
ليس معه عمل. الثانى: أن العزاة الأول الإيمان الثابت المستقدٌ فى القلب البالغ حدّ الملكة. 
وبالثانى: الإيمان الغير الثابت و هو المتزلزل الُذى فى معرض التقّير والزّوال» والثالث: أن المراد 
بالأول: الايمان الُذي يكون علئ سبيل الإخلاص وبالثانى: ما لايكون كذلك والله أعلم. 

قوله (وإنّ شيعتنا لمكتوبون) أي في اللّوح المحفوظ أو في مصحف فاطمة كا وهو الذي 
أخبرها جبرئيل نىِةٍ بعد موت أبيها إلى زمان وفاتها وكتبه على ليه بيده أو فى الجعفر والجامعة على 
كما يميد لكل إلى الكمرهيا. ش ش 

قوله (أخذ الله علينا وعليهم الميثاق) أخذ الله تعالى على كلّ من الفريقين عهداً على رعاية 
حقوق الآخر والحق أن ما أشار إليهما أمير المؤمنين 4# في بعض خطبه يقول: «أيّها الناس إن لي 
عليكم حقاً ولكم عل حنٌ أمَا حنّكم علىّ فالنصيحة وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا 
وتأديبكم كيما تعلّمواء أمّا حمّى عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة 
حين أدعوكم والطاعة حين آمركم»! ١‏ أنه «وتوفر فيئكم عليكم؛ معناه توفيره بترك الظلم فيه 
وتفريقه في غير وجوه ممّا ليس بمصلحة لكم كما فعله من كان قبله. 


باب أن الائمة ورثو علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم نحضن 


قوله (ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم) أريد بالإسلام الإيمان وقد كثر هذا الإطلاق في 
لسان الشرع. أو أريد به معناه المعروف وهو الإقرار بالله ورسوله لأنَّ غيرهم غير ممرّين بهما 
حدم اليحقيق كما هر سابقا. 

قوله (يردون)اريد بالمورد: الدّين الحق أو الكرضي اجر ارم روه ام الماك رسو 
النجبا ء النجاة) فى ؛ حراات لحر رو الت راصام بضم النون وفتح الجيم: : جمع نجيب 
وهوكريم بيّن النجابة كذا : في الصحاح و قال ابن الأثير: النجيب: الفاضل من كلّ حيوان وقد نجب 
إذا كان فاضلاً نفيساً و قال أيضاً: النجيب الفاضل الكريم السخي. والنجاة بفتح النون: جمع ناج 
للتكسير, والناجي: هو الخالص من موجبات العقوبة والحرمان من الرّحمة. 

قوله (ونحن أفراط الأنبياء) الأفراط: جمع فرط كحجر وأحجار وهو الذي يتقدّم الواردة فيهيّى 
لهم الأرشاء والدلاء ويمدر الحياض ويستقي لهم وهو فعل بمعنئ فاعل مثل تبع بمعنئ تابع. 
وبقال: رجل فرط وقوم فرط أيضاً وفى الحديث «أنا فرطكم على الحوض» ومنه قيل للطفل الميت 
«اللّهمّ اجعله لنا فرطأ» أي أجراً يتقدٌ منا حتّى نرد عليه. 

قوله (ونحن المخصوصون) بالمدح أو القرابة أو الامامة. 

قوله (ونحن أولى الناس بكتاب الله) لنزوله فى بيتنا ولعلمنا بحلاله حرامه وجميع ما فيه. 
وليس هذا لاحد غيرنا. 

قوله (ونحن أولى الناس برسول الله) بالقرابة والتعلّم والصحبة المتكرّرة لأنّ مالعلىة مع 
النبي ييه من المصاحبة والقرابة اللّتين لم تكونا لأحد من الصحابة مشهور لا ينكره أحد. 

قرله 9 شرع لكم» أي بيّن و أوضح لكم «إمن الدّين ما وصّى به» أي أمر به وبحفظه وتبليغه 
(نوحاً». 

قرله «#والذي أوحينا إليك4 إِنْما لم يقل وصينا كما قال في غيره من أولي العزم للإشارة إلى 
تأكد عزمه حتى لا يحتاج إلى التوصية والمبالغة. 

قوله (ونحن ورثة أولي العزم من الرّسل ) ورثة علمهم ودينهم وقد مر تفسير أولى العزم في باب 
طبقات الأنبياء ثم بين الوضيّة المذكورة بقوله تعالى «أن أقيموا الدّين» والمراد به أصوله 
المشتركة , بين الجمع مثل التوحيد والحشر وأحوال المعاد ونحوها بقرينة قوله «ولاتتفرّقوا فيه» لأن 
فروع الشرايع مختلفة بحسب اختلاف الأزمنة والمصالح. 

قوله (وكونوا على جماعة) وهم أولو العزم. 

قوله (إنَ الله يا محمّد يهدي إليه من ينيب ) الآية هكذا «الله يجتبى مَنْ يشاء ويهدي إليه من 





يُنيب » أي الله يختار من يشاء من عباده لهداية الخلق وإرشادهم. ويهدي إلئ ما تدعوهم إليه من 
دين الحقٌّ من يجيبك إلى ولاية على ويقرٌ بها. 

* الاصل: 

١‏ - محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد؛ عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثيره عن 
أبى جعفرئكة قال: قال رسول الك نَأل وصئ كان على وجه الأرض هبة اله بن آدمء وما من 
ل 0 أولو 
العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد يغ وإنْ على بن أ بى طالب كان هبة الله لمحمّد 
وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله. أما لمعيه ورت ا هو كان قبل سن الادياء 
والمرسلين» على قائمة العرش مكتوب: «حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيّد الشهداء وفي ذُوابة 
العرش علييٌ أمير المؤمنين»» فهذه حجّتنا على من أنكر حمّنا وجحد ميراثنا وما منعنا من الكلام 
وأماضنا الثقين ذأ ى ححكة كن أبله م نز 7 

* الشرح: 

قوله (هبة الله ابن آدم) اسمه شيث. 

قوله (وإنَّ علئَ بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد) لأَنَّ الله تعالى وهب له لاجراء أمره وإبلاغ 
شرعه. 

قوله (وعلم من كان قبله ) من الأنبياء اخ 

قوله (أما إِنَّ محمّداً ورث ) تأكيد لما تقدَّم وبيان له. والغرض منه أنّ عليّاًلِةِ ورث علم الأنبياء 
والمرسلين لأنه ورث علم محمد ييه كله. 

قوله (على قائمة العرش) القائمة واحدة قوائم الذّابة والسرير ونحوهما. 

قوله (وسيّد الشهداء ) بالاضافة إذ الحسين نيه سيّد الشهداء كلهم من لدن آدم إلى قيام الساعة. 

قوله (وفي ذوابة العرقن ) االدوائة بالضمٌ: ما ارتفع من الشعر والمراد هنا المقبض من السرير 
الذي يقبضه الجالس في حال جلوسه وعينها في الأصل همزة ولكنّها جاءت غير مهموزة كما جاء 
ا 01 
معناه الظاهر إذ لايبعد أن يكون لله تعالى عرش جسماني به يتعبّد طائفة من خلفه كما أن له بيتا 
ومسجداً وإمّا على نحو من التخيّل والتمثيل. والكتابة يؤ يد الأول وإنكان لها على الثاني أيضاً وجة 


١-_الكافى: ١‏ / ؟529. 


باب أن الائمة ورثو علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم ين 
66 5 دو 
قوله (فهذه حجّتنا) قيل: وجه الحجّية أن مثله مروىٌّ من طرقهم عنه عي . 
قوله الب ا سي مر 1 جر لبون 
ان ل ا ار أو القيامة لظهور الحقٌّ والباطل وبروز 
قوله نأ حجبة يكوة بغ من هذا) نكل حجة سواء إل يدل علن رفيناة تعالى عنهم 
واختيارهم لإرشاد الخلق وهذا يدل على ذلك مع زيادة وهي تزيين العرش باسمهم وتبدّكه بها. 
# الأصل: 
- محمّد بن بحيى» عن سلمة بن الخطاب؛ عن عبد الله بن محمّد. عن عبد الله بن القاسم. 
عن زرعة بن محمّد. عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله إِنْ سليمان ورث داود. وإنَّ 
محمّداً ورث سليمان, وإنّا ورئنا محمّداً وإنَّ هذا لهو العلم؟ قال: ليس هذا هو العلم. إِنَّ العلم الْذي 


يخلاكه روما بعد دوه ويناعة بود اع 0 


* الشرح: 

قوله: (وإنّ عندنا علم التوراة) ليس هذا نتيجة للسابق بل تعميم بعد تخصيص.. 

قوله: (وتبيان ما في الألواح) أي بيانه مع علله وأسبابه وبراهينه؛ والمراد بالألواح : التورية 
والإنجيل والزَّبور بقرينة تقدّم ذكرهاء أو ألواح موسى كما يشعر به خبر ضريسء أو صحف إبراهيم 
وموسى كما يشعر به خبر أبي بصير أو الصحف السماويّة كما يشعر به التعريف باللأم. 

قوله: (ليس هذا هو العلم) نفي للحصر المستفاد من كلام السائل المشتمل علئ التأكيد له من 
وجوه * شتى أو نفي لكماله بالنسبة إلئ العلم الذي يحدث له يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة بإلهام 
الله تعالئ أو بتحديث الملك. وإنّما كان هذا أكمل من الأرّل أن الأوّل بمنزلة الجلم الاجيعالى 
والثاني بمنزلة التفصيلى والتفصيل أكمل من الإجمال؛ أو لأَنَّ الأول بمنزلة الموجودات الظلية. 
الثاني: بمنزلة الموجدات العينيّة والموجود العيني أ أشرف وأكمل من الموجود الظليء أو لأنَ الأرّل 
يحصل بالإخبار والبيان والثاني يحصل بالمشاهدة والعيان وليس الخبر كالمعاينة. 

* الأصل: 

-أحمد بن إدريس» عن محمد بن عبد الجبّان عن صفوان بن يحيى؛ عن شعيب الحدّاد عن 





١‏ -الكافي: /س»,, 


ضريس الكناسيّ فال : كنت عند أبى عبد الله اق وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله اكلا: إن داود 
ورث علم الأنبياء» وإنَّ سليمان ورث داودء إِنَّ محمّدأ# ورث سليمان. وإنّا ورثنا محمّد ايل وان 
عندنا صحف إبراهيم وألواح موسىنْة. فقال أبو بصير: إِنَّ هذا لهو العلم؟ فقال: يا أبا محمّد ليس 
وهر العلى إثما العلهها يخد تف اللين والتهان نوما بيرم تؤساعة نان 7 


* الشرح: 
قوله: (إِنَّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم) إن قلت قد مر أن كل شي في القرآن وأنهم بك 
يعلمون جميع ما فيه فما معنى هذا الكلام؟ قلت الله أعلم ‏ أوَّلاً أن : 0 


والّذى يأتيهم يوماً بعد يوم تفاصيلها الجزئيّة المنطبقة عليهاء وثانياً أنَّ ما في القرآن من الحوادث 
اليوميّة هو الإخبار بأنّه سيوجد وما يأتيهم هو الإخبار بأنّه وجد. 

* الأصل: 

ه-محمّد بن يحيى؛ عن محمّد بن عبد الجبّان عن محمّد بن إسماعيل؛ عن علي بن النعمان. 
فى ابن عونك نهو ا تمدو عن ان بغي المنسطة و الوهال ره أالسمه إن انه عرويض ل 
لظلا ا ين الا وقد أعطاه محمّدا و قال: وقد أعطى نجيداً جميع ما أعطى الأنبياء 
وعندنا الصحف التى قال الله عر وجل: لصحف إبراهيم وموسى» قلت: جعلت فداك هى 
الألوفة انان 0 

* الشرح: 

قوله (إِنْ الله عد وجل لوبيفظ الأدياة شبيناً )امن المغجرات والعلوم ويغرها فإن قلت: قد 
أعطاهم الكاما ولم يعطه تلك الأحكام؟ قلت: أوّلا: أعطاهم العلم بتلك الأحكام وقد أعطاه 
أيضاً وثانياً: أعطاه أحكاماً مقابلة لأحكامهم. والمراد أَنّه أعطاه مثل ما أعطاهم أو خيراً منه. 

قوله (وقال قد أعطى ) تأكيد لما تقدَّمه. 

قوله (قلت: جعلت فداك هي الألواح ) لما قال صحف موسى سأل السائل هل هي الألواح 
التى ذكرها الله تعالى في القرآن أو غيرها أجاب ك1 بأنها هي: وإطلاق الصحيفة على اللوح غير 
كيد لآن المفينة الكتات فشكن المكتر: 

* الأصل: 

1 محمّد. عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن عبد الله ابن 


.526 / ١ ؟ _الكافي:‎ .5١6 / ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب أن الائمة ورثو علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم يكين 


سنان. عن أبي عبد الله لظ أنه سأله عن قول الله عر وجل «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر» ما 
الزبور وما الذكر؟ قال : الذكر عند الله الرّبور الّذى أنزل على داود وكلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم 
ا 

* الشرح: 

قوله (الذّكر عند الله) الذّكر الشرف, الجليل, والخطير ومنه القرآن ذكر ولعلٌ المراد به هنا 
اللوح المحفوظ لأنّه شريف جليل خطير ذكر فيه جميع الأشياء لا التورية كما قيل. 

* الاصل: 

محمّد بن يحيى, عن أحمد بن أبي زاهر, أو غيره. عن محمّد بن حمّاد. عن أخيه أحمد بن 
حمّاد عن إبراهيم؛ عن أبيه» عن أبي الحسين الأول نظ قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن 
النبئ يي ورث النبيّين كلّهم؟ قال: نعم. قلت: من لدن آدم حتئ انتهئ إلئ نفسه؟ قال: ما بعث الله 
نبياً إلأومحمّد يق أعلم منه. قال: قلت: إِنَّ عيسى ابن مريم كان يحيئ الموتئ بإذن الله قال: 
صدقت, وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله ويه يقدر على هذه المنازل. قال: 
فقال: إِنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشَكَ في أمره فقال: «إمالى لا أرى الهدهد أم 
كان من الغائبين» حين فقده فغضب عليه فقال: «الأعذَبنَهِ عذاباً شديداً أو لأذبحئّه أو ليأتينى 
بسلطان مبين4 وإنّما غضب لأنّه كان يدلّه على الماء -فهذا وهو طائدٌ -قد أعطى مالم يعط سليمان 
وقد كانت الرّيح والنمل والاإنس والجِنٌّ والشياطين (و) المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء 
تحت الهواء وكان الطير يعرفه وإنَّ الله يقول في كتابه ولو أنَّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به 
الأرض أو كلم به الموتئ» وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال وتقطّع به البلدان 
وتحبى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء؛ وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمرٌ إلا أن 
يأذنْ الله به مع ما قد يأذن الله ممّاكتبه الماضون جعله الله لنا في أمّ الكتاب, إنَّ الله يقول: «ومامن 
غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين» : ثم قال: « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من 
قاد ليخن الدرن :امعد كد عر ول روا ذا لدي نيه لدان يو 0 

* الشرح: 

قوله (وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير) المنطق: الكلام والظاهر أنه من كلام السائل 
أنهي عطف علئ «عيسئ ابن مريم» وأنَّ قوله «وكان رسول الله» استفهام على حقيقته وإِنّما قلنا: 





.55317/ ١ 6؟5. "-الكافى:‎ / ١ :يفاكلا-١‎ 


و 


- شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 
الظاهر ذلك لأنه يحتمل أن يكون من كلام أبى الحسن الْأَوَّلعظْة ويكون عطفاً على صدقت وحينئذ 
قوله «وكان رسول الله» من كلامه أيضاً للاخبار أن هذه المنازل الرّفيعة كانت لرسول اللديله أيضاً 
فليتأمّل. 

قوله (قال: فقال: إِنَّ سليمان بن داود) يريد أن يبيّن أنَّ علمدية بل علمهم 4 فوق علم 
سليمان بن داودظِةٍ فاذا استحقٌ هو أن يكون الرّيح والنمل والإنس والجنٌ والشياطين طايعين له 
فهم أولئ بذلك ووجه ذلك أنَّ سليمانظة لم يعلم ما علمه الهُدهُد من مواضع الماء ولم يعلم أنه 
غائب أو حاضر حتَّى استفهم عن أمره. ثم بعد ما علم أنه غائب لم يعلم سبب غيبه وجهتها حت 
قال: «إأو ليأتيني بسلطان مبين» ولا شيء من الأشياء ولا سبب من الأسباب في عالم الإمكان 
بمجهول لمحمّد ويه ولا لأولاده الطاهرين, ثمّ رفع الاستبعاد عنه بأنّه تعالى شأنه إذا أعطى طيراً 
علماً لم يعطه النبئ العظيم الشأن ولم يستبعد أن يعطي سيّد الأنبياء وأفضل الأوصياء من العلوم ما 
لم يعطه غيرهم. 

قوله «إوما لي لا أرى الهدهد» استفهم عن سبب عدم رؤيته هل هو حاضر متحجب أو غائب 
فلمًا علم أَنّه غائب أعرض عنه وقال:9اأم كان من الغاثبين 8؟ 

قوله (تحت الهواء) بعد سطح الأرض وجوفها والثانى هو المراد هناكما ستعرفه. 

قوله (وكان الطير يعرفه) إِمّا بالرؤية لقوّة بصره أو بالإلهام. 

قولة ولق أن قرانا > برد الشرط مبحةوف أى :ولق أن قراناً مسترت وازيلك به التجخبال غين 
مكانها وأطيرت عن مقرّها أو قطعت به الأرقق سريعاً من المشرق إلى المغرب مثلاً. وقيل 
تصدّعت من خشية الله عند قراءته أوكلّم به الموتى فتحيى وتقرأ أو تسمع وتجيب عنه عند قراء ته 
لكان هذا القرآن, أو لما آمن به الكفرة المصرّين على كفرههم ودين آبائهم وفيه تعظيم لشأن القرآن 
الس مواد اه ليد ا مر ا المارطه ع عانم ا ا 

قوله (فيه ما تسير به الجبال) «ماء موصوله عبارة عن الآيات العظيمة التي فيه 

قوله (ونحن نعرف الماء تحت الهواء) أى تحت الأرض وجوفها فهذا يؤْيّد الاحتمال الثاني من 
الاحعالبق الجذكورن. 

قوله (وإنّ في كتاب الله لآبات ‏ الخ ) الباء في «بهاء للاستعانة, والأذان الإعلام و دمع؛ مع 
مدخولها صفة ثانية لآيات و «ما» عبارة عن آيات أخرئ و«قد» للتقليل. ولعلّ المراد أن في كتاب 
الله نوعين من الآيات إحداهما آيات لا يراد بها أمر من الأمور الكاينة إلا أن الله تعالى يعلم ذلك 
الأأم والأخرئ آبات قد يعلم الله تعالى بأمر من الأمور وهي ماكتبه الماضون في كتبهم المنزلة؛ 





باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل 7 


وفيه تعظيم لشأن الكتاب بحيث أنَّ فيه جميع ما في الكتب السابقة دون العكسء وفي بعض 
النسخ المصححة «مما كتبه للماضين». 

قوله (جعله الله لنا في أمّ الكتاب) استيناف كأنّه قيل لمن جعله ولمن يأذن. والمراد بأمٌّ الكتاب 
القرآن. ويحتمل اللوح المحفوظ, والقضاء بعني جعله لنا في الّلوح المحفوظ أو فى القضاء ء الأزلي. 

قوله (إنَّ الله يقرل) استشهاد لما مرّ من أنَّ كل أمر من الأمور الكائنة فهو في القرآن ودغائبة) 
صفة لأمور أي وما من أمور خافية فيهماء ويحتمل أن يكون صفة لأمر والتاء للمبالغة كما في الرّاوية 
والعلمة, المراد بالكتاب المبين القرآن دون اللوح كما قيل. 

قوله (ثمّ قال:9 ثم أورثنا» استشهاد لقوله «جعله الله لنا». 

قوله (فى حديث بُريه) بضمٌ الباء وسكون الرّاء وفتح الياء المثئاة من تحت وقيل: بضم الباء 
وفتح الرّاء وسكون الياء: تصغير إبراهيم وفى بعض النسخ المعتمدة «بُريهه» بضمٌ الباء وفتح الرّاء 
وسكون الياء وفتح الهاء بعدها وكذلك أيضاً بخطّ الشهيد الثاني رحمه الله وهو كان نصرانياً عالماً 
يكتاب الاتجول: 


بابو الاضة تدم + اي لو 

* الأصل: 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن الحسن بن إبراهيم» عن يونس. عن هشام بن الحكم في 
حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبى عبد اللْهظِة فلقى أبا الحسن موسئ بن جعفراة فحكئ له 
هشام الحكاية فلمًا فرغ قال أبو الحسنلَة لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم؛ ثم 
قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال ما أوثقنى بعلمى فيه. قال: فابتدأ أبو الحسن نهة يقرأ الانجيلء فقال 
بريه: إِيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك. قال: فآمن بريه وحسن إيمانه وآمنت المرأة التى 
كانت معه. فدخل هشام وبريه والمرأة على أبى عبد اللهاكة فحكئ له هشام الكلام الْذى جرى بين 
أبي الحسن موسىنىة وبين بريه فقال أبو عبد اللهة: ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم, فقال 
بريه: أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤهاكما قرؤوهاء 
ونقولها كما قالواء إن الله لا بجعل حجّة في أرضه يسأل عن شىء فيقول: لا أدرى )١(‏ 





.,,>»ى/١ -الكافي:‎ ١ 


<١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


* الشرح: 

قوله (فحكى له هشام الحكاية) لعل المراد بها حكاية علمه ونصرانيّته وتمامها فى التوحيد. 

قوله (قال أنا به عالم) تقديم الظرف للحصر أو للاهتمام وتنكير الخبر للتعظيم. - 

قوله (بتأويله ) قال في مجمع البيان: التفسير: معناه كشف المراد عن الْلفظ المشكلء والتأويل: 
رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الآخرء وقيل: التفسير: كشف المعنى. والتأويل: انتهاء الشىء 
ونضير وما يؤول إلبه اموه رهما فرينان من الأدليو:وقيل شير ؤلك: 1 

قوله (ما أوثقني بعلمي فيه) للتعجّب مثل ما أحسن بزيد. 

قوله وكرا !ركسل لم لقره قر تمي سيره وناو يله كاري اللسياق 

قوله (أو مثلك) يحتمل الترديد والبدليّة عن إِيّاك والجمعيّة. 

قوله (ذريّة بعضها) قال الله تعالى «إِنَّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على 
الغالميو #الأبتالة والرفانية الدتيرية بوالأخروية والحضائهن الاوحاتة نه ومنك خال الكلين 
بقوله «ذرَيّة بعضها من بعض» أي ذريّة ناشئة متشعٌبة بعضها من بعض لاوالله سميع» بأقوال 
الناس. 8 عليم » بأعمالهم وعقائدهم وصفاتهم. فيصطفى من عباده من كان مستقيم القول والعمل 
والعقائد. وفيه مدح لابنهةٍ ولنفسه المقدّسة ولآبائه الطاهرين بأنهم العالمون الصادقون 
المؤيّدون الموققون المسدّدون من نسل آدم وذرّية إبراهيم يم الخليل. 

قوله (أنى لكن التوراة) أنّى هنا بمعنى من أين كان كما فى قوله تعالئ «أَنَى لك هذا». 

قوله (ونقولها كما قالوا) أى نفسّرها وتأوّلها كما فسّروها وأوّلوها. 

* الأصل: [ 

لاون يحو وده ان لمحن عن السو رن ران عو كو ررق عاتم عن امحكد ابن 
سنان. عن مفضّل بن عمر قال: أتينا باب أبى عبد اللْههة ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم 
بكلام ليس بالعربيّة فتوهّمنا أنّهِ بالسريانيّة ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فد خلنا 
عليه فقلت: أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلّم بكلام ليس بالعربيّة فتوهّمنا أنه 
بالسريانيّة ثمّ بكيت فبكينا لبكائك. فقال: نعم ذكرت إلياس النبئ وكان من عُبَاد أنبياء بني إسرائيل 
فقلت كماكان يقول في سجوده. ثمّ اندفع فيه بالسريانيّة فلا والله ما رأينا سأ ولا جائليقاً أفصح منه 
احاح حروااط العو ونان : كان يقول فى سجوده: دأتراك معذّبِي وقد أظمأت لك هواجري. 
: تراك معذّبِي وقد عمّرت لك في التراب وجهي؛ أتراك معذّبِي وقد اجتنبت لك المعاصيء أتراك 
معذّبي وقد أسهرت لك ليلي» قال: فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإنّي غير معذّبك قال: فمال: إن 





لاك الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل 1 


ب 
فاى رن ا د 50 لك 0 00 


* الشرح: 

قوله (: ثم اندفع فيه بالسريانيّة ) أي ابتدأ بها يمال: : دفع من كذا أي ابتدأ السير فكأنّه دفع نفسه من 
تلك المقالة وابتدأ بالسريانيّة قال الجوهري: اندفع الفرس أي أسرع في سيره واندفعوا في 
الحديث. وقال ابن الأثير: دفع من عرفات أي ابتدأ السير ومنها ودفع نفسه منها ونحّاها. 

قوله (ما رأينا قسّاً ولا جائليقاً) القسّ: رئيس من رؤوس النصارى فى الدَّين والعلم وكذ 
القشيس. والجائليق بفتح الثاء الجعلية رئيس للتشنارق يكون في بلاد الإسلام بمدينة السلام 
ويكون تحت يده بطريق أنطاكيّة ئمّ مطران تحت بده ثم الأسقف يكون في كل بلد من تحت 
المطران ثم القشيس ثم الشماس وهو الذى يحلق وسط رأسه لازماً للبيعة. 

قوله (أفصح لهجة) اللهجة اللسان وقد يحبّك يقال: فلان فصيح اللهجة واللهجة. 

قوله (وقد أظمأت لك هواجري) كناية عن صومه في الحرٌ الشديد. والهاجرة نصف النهار 
وشدَّة الحرٌ لأنَّ الناس يستكئون في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا لشدّة الحرٌ. 

قوله (إنّى إذا وعدت وعداً وفيت به) فإن قلت »كيف يخفى هذا على النبئّ العظيم الشأن حتى 
قال ما قال؟ قلت:كان في مقام العجز وإظهار التقصير وقد جوّز أن يكون وعده مشروطاً بشرط في 
نفس الأمر ولذلك خاطبه بما خاطبه حتّى يعلم إطلاق الوعد ويطمئنٌ قلبه وأمثال ذلك فى مقام 
المحبّة كثيرة. 





0/١ -الكافي:‎ ١ 


باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وانهم يعلمون علمه كله 

الاصل: 

١‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, عن ابن محبوب؛ عن عمرو بن أبى المقدام,. عن 
جابر» قال: سمعت أبا جعفر هه ولعي أحة م اناس اه جم ارا له كه و ا 
كذَّابء وما جمعه وحفظه كما نرّله الله تعالى إلا على بن أبي طالب نىة والأئمة من بعده لوه )١7‏ 

* الشرح: 

قوله (إنه جمع القرآن كله ) المراد بجمعه جمعه المباني والمعاني الأوّلية والثانويّة فصاعدا. 

الاصل: 

١‏ محمّد بن الحسين» عن محمّد بن الحسن. عن محمّد بن سنان. عن عمار بن مروان عن 
المنخل. عن جابر. عن أبى جعفر نيه أنّه قال: ما يستطيع أحدٌ أن يدّعى أن عنده - جميع القرآن كله 
لاهو وا ا ال ا 

* الشرح: 

قوله (عن المنخّل) بضم الميم وفتح النون تشديد الخاء المعجمة المفتوحة واللام أخيراً ابن 
جميل بيّاع الجواري. 

قوله (ما يستطيع أحد) عدم الاستطاعة والقدرة على دعوى ذلك ظاهر بالتجربة والامتحان 
لبقيو الو و د يع ما فى القرآن. وقوله «كلّه) 
مبالغة فى التأكيد والمراد بظاهره ألفاظه وبباطنه معانيه. أو المراد بظاهره معانيه الأوّلِيّة وبباطنه 
معانيه الثانية والثالثة بالغاً ما بلغ. 

قوله (غير الأوصياء ) فلهم رتبة التقدم والخلافة دون غيرهم إذ الإمام إذا لم يعلم جميع القران 
لزم إهمال الخلق وبطلان الشرع وانقطاع الشريعة. وكلٌ ذلك باطلٌ بحكم العقل والنقل. 

*: الاصل: 

0 امن سه ريدن الحسن) عن سهل بن زياد» عن القاسم بن الرّبيع» عن عبيد بن 
عبد الله بن أبي هاشم الصيرفي؛ عن عمرو بن مصعبء عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا 


.118/ ١ "_الكافي:‎ .5١87/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وانهم يعلمون علمه كله دض 


جعفرناية يقول: إنَّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه وعلم تغيير الزمان(١!‏ وحدثانه؛ إذا أراد 
الله بقوم خيراً أسمعهم ولو أسمع من لم يسمع لولّى معر ضاًكأن لم يسمع, ثم أمسك هنيئة, ثم قال: 
ولا وحدنا أرغية | رسيعزاحاً فلن وال المسعاك 27 

* الشرح: 

قوله (إنَّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن) أشار بلفظ «من» إلى أن علومهم متكثّرة وأنّ ما ذكره 
بعض من أنواعه والتفسير هنا يعم التأويل أيضاًء والمراد بالأحكام جميع الأحكام الخمسة 
المعروفة كلّها كما هو الظاهر من الجمع المضاف وبتعبير الزّمان انتقالاته من حال إلى حال 
وانقلاباته من وصف إلى وصف ومنه تعبير المعبّر لأنّه ينتقل من حال إلى حال ويعبّر من مناسب 
إلى آخرء أو نطقه بالأمور الحادثة وعبارته بلسان الحال لأنَّ الأمور الحادثة تتولّد من الرّمان ينطق 
بهاء وبحدثان الرّمان بكسر الحاء المهملة: أوّله وابتداؤه. 

قوله (إذا أراد الله بقوم خيراً أسمعهم ) إسماعاً نافعاً ولعلّ المراد بالإرادة: العلم وقد فسّر إرادته 
بالعلم جمع من المحمّقين أو المراد بها إرادة توفيق الخير بحذف المضاف أو بدونه بأن يراد بالخير 
التوفيق لحسن استعدادهم لقبوله وعلى التقدير لا يراد أن الإرادة الحتميّة منتفية والتخيير به ثابتة 
للكل فلاوجه لتخصيصها بقوم. 

قوله (ولو أسمع من لم يسمع) أي من لم يقبل السماع وهذا على طريق «نعم العبد صهيب» 
يعني أن الإعراض لازم على تقدير الإسماع فكيف على تقدير عدمه فهودائم الوجود. وليس 
المقصود بيان أن انتفاء الإعراض لانتفاء الإسماع كما هو قاعدة اللّغة إذا إسماع الخير متحمّق بالنظر 
إلى الجميع. 

قوله (ثمّ أمسك هنيئة) أي ثم أمسك عن الكلام ساعة يسيرة) قال في المغرب: الهن: كناية عن 
كل اسم جنس وللمؤْنث هنة ولامه ذات وجهين فمن قال: واوء قال: الجمع هنوات وفى التصغير 
هنيئة ومّن قال: هاء؛ قال: هنيهة ومنها قوله مكث هنيهة أي ساعة يسيرة. 

قوله (ثمّ قال: لووجدنا أوعية أو مستراحاً لقلنا) الأوعية: جمع الوعاء وهو ما يجعل فيه الرّاد 
والمتاع ليحفظهما والمراد به هنا القلوب المتّسعة الحافظة للمعارف الحقيقيّة والحقائق اليقينيّة 
على سبيل الحقيقة أو الاستعارة, و المستراح: اسم مكان من الرّاحة؛ ولعلّ المراد هنا القلب الخالي 
عن الشواغل المانعة من إدراك الحقٌّ وقبوله وحفظه وإِنّما حذف مفعول القول للدّلالة على التعميم 





١‏ -كذا فى جميع النسخ التى بأيدينا. ؟-الكافى: ١‏ /9؟5. 


8 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


أو التفخيم. 

قوله (والله المستعان) على سوء صنيع الخلق وانحراف قلوبهم وعوج قولهم وتركهم الإمام 
العامل المؤيّد المرشد إلى الحىٌ. 

* الأصل: 

ع محمّد بن يحيى» محمّد بن الحسين» عن محمّد بن عيسى. عن أبي عبد الله المؤمن» عن 
عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد اللهظِة يقول: والله إنّي لأعلم كتاب الله من أوّله إلى 
آخره كأنه في كمّيء فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن, قال الله عرّوجِلٌ: 
وه ا ف ا 

 :حرشلا‎ * 

قوله (والله إني لأعلم كتاب الله) كما أنزل بتأييد إلهئّ وإلهام لدي وتعليم نبويّ وإنّما أكّده 
بتأكيدات لزيادة تقريره فى ذهن المقرّين ورفع الإنكار عن قلوب المنكرين. 

قوله (من أوّله إلى آخره) يحتمل أن يراد بها الأوّل والآخر الصورتين المعروفتين وأن يراد بهما 
أوّل المعانى وآخرها فى سلسلة الترتيب والبطون. 

قوله (كأنه فى كنّى ) وأنا أنظر فيه وفيه تأكيد لمامرٌ من قوله «والله إلى آخره» مع الإشارة إلى 
الرّيادة في الإفادة هنا بسبب تشبيه الإدراك العقلى بالإدراك الحسّي لقصد زيادة الإإيضاح لأنْ إدراك 
المحسوس أظهر من إدراك المعقول تنبيها على أنّ علمه بما فى الكتاب علم شهوديٌ بسيط واحدٌ 
بالذّات متعلّق بالجميع كما أن زونة كف :واحدة متعلقة 5-5 أجزائه والتعدّد إِنّما هو بحسب 
الاعتبار. 

قوله (فيه خبر السماء) من أحوال الأفلاك وحركاتها وأحوال الملائكة ودرجاتها وحركات 
الكواكب ومداراتها ومنافع تلك الحركات و تأثيراتها إلى غير ذلك من الأمور الكاينة في العلويّات 
والمنافع المتعلقة بالفلكيّات. 

قوله (وخبر الأرض) من جوهرها وانتهائها وما في جوفها وأرجائها وما فى سطحها وأجوائها 
وما فى تحتها وأهوائها وما فيها من المعدنيّات وما في تحت الفلك من البسائط والمركبات التي 
يتحيّر فى إدراك نبذ منها عقول البشر ويتحسر دون بلوغ أدنى مراتبها طائر النظر. 

قوله (وخبر ماكان وخبر ما هو كائن) من أخبار السابقين وأحوال اللاحقين كليّاتها وجزئيّاتها 





١-_الكافى: 1١‏ /59؟5. 


باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وانهم يعلمون علمه كله 1 


وأحوال الجنّة ومقاماتها وتفاوت مراتبها ودرجاتها وأخبار المثئاب فيها بالانقياد والطاعة والمأجور 
فيها بالعبادة والزهادة» وأحوال الثار ودركاتها وأهوال مرات العقوبة ومصيباتها وتفاوت مراتب 
البرزخ ف فى النور والظلمة وتباعد أحوال الخلق فيه فى الرّاحة والشدّة. 

فوله (قال الله تعالى فيه تبيان كل شيء) أي كشفه وإيضاحه وهو دليل على ما ذكره من أن في 
القراد كر 4[ قري لكسر ارام م يناد اهانيع فق العوام إلى نكا ذلك وعد هه مز الاطراد 

في الوصف وإذا كان حال القرآن و حالهيية ذلك فلا يجوز لأحد القول في أمر بالرأي ولا الرّجوع 
إلى غيره من ن أئمّة الضلال. 

* الأصل: 

ه ‏ محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن أبي زاهر» عن الخشّاب, عن علي بن حسّان» عن عبد 
الرّحمن بن كثير, عن أبى عبد اللهظة قال: قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن 
يرتدٌ إليك طرفك» قال: ففرّجٍ أبو عبد اللهلئة بين أصابعه فوضعها فى صدره. ثم قال: وعندنا والله 
علج نالكتان نع 1ذا 

* الشرح: 

قوله (قال الذي عنده علم من الكتاب) قال القاضى: هو آصف بن برخيا وزيره أو الخضر أو 
جبرئيل أو ملك أيّده الله به أو سليمان نفسه فيكون التعبير عنه بذلك للدّلالة على شرف العلم وأنَّ 
الكرامة كانت له بسببه والخطاب «افى أنا آتيك به قبل أن يرتدٌ إليك طرفك» علئ الاحتمال 
الأخير للعفريت وعلئ غيره لسليمان 4# ودآتيك» يحتمل الفعليّة والاسميّة. والطرف: تحريك 
الجفن للنظر فوضع موضعه ولمّا كان الناظر يوصف بإرسال الطرف وصف بردٌ الطرف والطرف 
بالارتداد والمعنى أنك ترسل طرفك نحو شىء فقبل أن تردّه أحضر عرشها بين يديك. وهذا غاية 
في الإسراع ومثل فيه ْ 

قوله (ففرّج أبو عبد اليه أصابعه فوضعها في صدره) لعل تفريج الأصابع كناية عن شرح 
صدره وعدم قبضه. 

ىو (وعندنا والله علم الكتاب كلّه) ضمير كله را جع إلى العلم أو إلى الكتاب والمراد بالكتاب 

جنس الكتب المنزلة أ واللوح المحفوظ وهذان الاحتمالان جاريان في الكتاب الأوّل. 
لاسر 





0/١ -الكافي:‎ ١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


7 علئّ بن إبراهيم» عن أبيه. ومحمّد بن يحيى, عن محمّد بن الحسنء عمّن ذكره جميعاً عن 
ابن أبى عمير عن ابن أذينة» عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبى جعفرنكة: قل كفى بالله شهيداً 
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب4؟ قال: إيّانا عني وعلييٌ أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد 
الك له 17 

# الشرح: 

قوله #وبينكم» قيل الخطاب لليهود المنكرين لرسالته والتعميم أولى. 

قوله 9 ومن عنده علم الكتاب4 أي القرآن أو جنس الكتب المنزلة أو اللوح المحفوظ وعلم 
الكتاب مرفوع بالظرف لاعتماده على الموصول. 

قوله (وإيّانا عنى ) فيه تعظيم لشأنهم حيث ضمِّهم الله تعالى إلى ذاته المقدّسة في الشهادة 
ومدح العلم وأهله؛ قال صاحب الظرايف الثعلبي في تفسير قوله تعالئ «ويقول الذين كفروا 
لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب» من طريقين: أن المراد 
بقوله من عنده علم الكتاب» علئٌ بن أبي طالب عه . 

قوله (وعلىئ أوّلنا وأفضلنا وخيرنا) الأَوَلِيّة بحسب الرّمان أو بالرّتبة والشرفء والأفضليّة 
بالارشاد علي والخيريّة بكثرة العبادة والرّهادة وأمّا أصل العلم فالجميع سواء. 


.559/ ١ :ىفاكلا_-١‎ 


باب ما أعطى الأئمة من اسم الله الأعظم 

* الأصل: 

١‏ محمد بن يحيى وغيره؛ عن أحمد بن محمّد, عن على بن الحكم. عن محمّد بن الفضيل 
قال: أخبرني شريس الوابشئ؛ عن جابره عن أبي جعفرلية قال: إن اسم الله الأعظم على ثلا 
وسبعين حرفا وإنُماكان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير 
بلقيس حتّى تناول السرير بيده ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من 
الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرفٌ واحدّ عند الله تعالى استأثر به فى علم الغيب عنده 
ولاحول ولا قرّة إلا بالله العلئ العظيم.!١)‏ 

* الشرح: 

قوله (نّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً) أي علئ ثلاثة وسبعين لغة مثل قوله هه 
«نزل القرآن علئ سبعة أحرف» فإِنّ المراد أنه علئ سبع لغات من لغات العرب كلغة قريش ولغة 
هذيل ولغة هوازن ولغة اليمن وغيرها. أو علئ ثلاثة وسبعين وجهاً وجانباً مثل قوله تعالئ #ومن 
الناس من يعبد الله على حرف» أي علئ وجه واحد وهو أن يعبده فى السرّاء دون الضرّاء 
والمراد حينئذٍ أن الا سم الأعظم له جهات متعدّدة ووجوه مختلفة على هذا العدد يحصل من كلّ 


ند من الوجه الآخر. وأمّا القول بأنّه مركب من حروف التهجيى على هذا العدد 
ا( 


١-الكافي: .5١١ / ١‏ 
"١‏ قوله: «على هذا العدد فبعيد» بل غير ممكن إذ ليس في كلمات العرب وساير اللغات مركبة من سبعين حرقاً 
وغاية ما يتصور في العربية الخماسي المزيد فيه و احتمال كون الاسم الأعظم عبارة مركبة من عشر كلمات أو 
أكثر مثلا يدفعه اختصاص حرف واحد منه بآصف أو غيره إذ كل أحد العركا جميع الحروف العربية والعبرية 
ويستعمله فى كلامه ولا يؤثر منه فثبت أن تأثير لمت الأمتكم لبس تأكرا املف يحرف خخاصن أو حروف اسه 
فقط من غير دخل لهمة نفس وكمال اتصال إذ لو كان كذلك لأثر من كل أحد تلفظ بحرف منه سواء عرف كونه 
اسبها أعظم أم لا بل هو راجع إلى النية وتأثير النفوس الموبة المتصلة بالميادىء العالية حسب اختلاف درجاتها 
ا د بها إلى اتصال ساير الأنبياء والأولباء:قينية مدع إلا الواحد مغلا والتأثير الحق 
خاص بالله جل جلاله وهو خارج عن المقسم وليس اختصاص حرف واحد بالله تعالى يوجب نسبته بالقلة 
والكثرة: كما أن وحدته لا يوجب نقصه عن الممكنات بكثرتهم بل هي وحدة شاملة والحرف الخاص به تعالى 


ل شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 





قوله (فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده) خسف المكان 
ويخسف خسوفاً: ذهب في الأرض. وخسف الله به الأرض خسفاً أي غاب به فيها والموصول قائم 
مقام الفاعل وفيه دلالة على أن الأرض التي بينه وبين السرير غابت في الأرض فوصل يده إليه. 
وقيل: انخرقت الأرض وتحرّك السرير إليه فى تلك المدّة القليلة والمسافة بينهما كانت مسيرة 


: )0 
هرس 


قوله: (وعندنا نحن من الاسم الأعظم ) هكذا في النسخ المعتبرة التي رأيناها وفي بعض النسخ 
«ونحن عندنا» بتهديم نحن. 

قوله (استأثر به) تقول استأثر فلان بالشىء إذا استبدٌ وانفرد به ولا يشاركه أحد. 

ا (ولا حول ولا قرّة إلا بالل ) الحول: الحركة؛ يقال: حال الشيء يحول إذا تحرّك والمعنى لا 
حركة لي إلى المطالت ولا دوة على المقاضند إلا بحشئة الهو عوقه. وقتلالخول؟ الخيلة: والأول 


5 


أخحية 

* الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد. عن زكريا 
ابن عمران القَمّىَ؛ عن هارون بن الجهم. عن رجل من أصحاب أبى عبد اللهة لم أحفظ اسمه 
قال: سمعت أبا عبد الله اق يقول: إن عبسى ابن مربم يي أعطي حرفين كان يعمل بهما وأعطي 
وس اوه أحرف وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف وأعطي نوح خخمسة عشر حرفا وأعطى آدم 
ويس وخدوروة را وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمّد عله وإنا سم الله الأعظم ثلاثة وسبعون 
ال اال 0 


د لشر ح: 
قوله (وإن الله تعالى جمع ذلك كلّه) ذلك إشارة إلى ما أعطاء الأنبياء المذكورين وهو «أربعة 


- أيضاً حرف جامع لجميع حروف الاسم الأعظم ومرجعه إلى نقصان الممكن في التأثير كلّما بلغ في الكمال 
فيبقى شيء غير متناه في القوّة والشدة وهو الحرف الواحد الخاص به. وبالجملة تأثير الأمور الروحانية وسببيتها 
ليس نظير الأسباب الجسمانية غير المتوفقة على شعور الفاعل وقصده ونيته فالتربة المقدسة ليست نظير الأدوية 
الطبية ولا الدعاء والذكر كالماء والنار يفعل ما يفعل بغير نيّة وهمة. (ش) 

١‏ قوله: «مسيرة شهرين» هنا إشكالات مذكورة مبنيّة علئ توهم كون قدرة الله تعالى محدودة مقهورة بما 
يعرفون قليلاً من سنن الطبيعة لا يهمنا البحث عنها والتعرض لجوابها إلا أن الله تعالئ قادر علئ كل شيء وقاهر 
علئ الطبيعة مع أن ما نعلم من سنن الطبيعة ناقص جدأً (ش) 

.7١١ / ١ "-الكافى:‎ 


باب ما أعطى الأئمة من اسم الله الأعظم باع 


وخمسون؛ ثم أشار بقوله «وإنَّ اسم الله الأعظم؛ إلى أنه أعطى محمّد اليه زائداً على ذلك ثمانية 
عشر حرفاً. 

* الاصل: 

٠"‏ الحسين بن محمّد الأشعرىء عن معلى بن محمّد, عن أحمد بن محمّد بن عبد الله عن 
على أبن محمّد النوفلى» عن أبي الحسن صاحب العسكرلظة قال: سمعته يقول: اسم الله الأعظم 
ثلاثة وسبعون حرفا كان عند آصف حرف فتكلّم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبأ فتناول 
عرش بلقيس حتّى صيّره إلى سليمان. ثمّ انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان 
وسبعون حرفاً وحرف عند الله مستأئدٌ به في علم الغيب )١(‏ 

* الشرح: 

قوله (فانخرقت له الأرض إلى آخره) أي فانقطعت,. يقال: خرقت الأرض فانخرقت أي قطعتها 
فاتقطعت, وهذا يحتمل المعنيين المذكورين وحمله على الأوّل أنسب ويؤيّده قوله «ثمٌ انبسطت 
الارض». 

قوله (فيما بينه وبين سبأ) هواسم مدينة بلقيس باليمن وقيل: هواسم رجل ولد عامة قبايل 
اليمن وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان يصرف ولا يصرف و سمّيت المدينة به. 





0/١ :يفاكلا-'١‎ 


باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء ئكة 

2 الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى؛ عن سلمة بن الخطاب, عن عبد الله بن محمّد. عن منيع بن الحجّاج 
البصري. عن مجاشع. عن معلّى؛ عن محمّد بن الفيض عن أبي جعفرطية قال: كانت عصا موسى 
لآدم يلي فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وإِنّها لعندنا وإِنّ عهدي بها آنفاً وهي 
خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإِنّْها لتنطق إذا استنطقت, أعدّت لقائمنالةٍ يصنع بها ما 
كان يصنع موسى و إِنّْها لتروّع وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به إنها حيث أقبلت تلقف ما 
يأفكون. يفتح لها شعبتان» إحداهما في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعاً تلقف 
ما يأفكون بلسائها !١(‏ 

* الشرح: 

قوله (وَإنَّ عهدى بها آنفاً) يقال: عهدته إذا لقيته وأدركته وآنفاً كصاحب وكنف وقرىء بها أي 
مذ ساعة أى فى أوّل وقت يقرب منا. 

قوله (وهى يزان إن لبقاء الدٌطوبة الَتى كانت لها عند الانتزاع أو لتجدّد الرّطوبة آنا فآنأ بأمر 
الله تعالى. 7 1 

قوله (من شجرتها) قيل: هى شجرة الجنة. 

قوله (أنها لتروع وتلقف ما يأفكون) راع: أفزع كروّع ولقفت الشيء بالكسر: ألقفه وتلقفته: أي 
تناولته بسرعة. وأفك يأفك إفكاً: أى كذب وجاء بخلاف الحقٌ. 

قوله (أنها حيث أقبلت) ف ع النسخ المصحّحة «حيث أقلت» بدون الباء الموحّدة من 
الإقلال وهو القيام والارتفاع. ْ 

قوله (يفتح لها شعبتان) هما الفك الأعلئ والأسفل. ٍ 

قوله (فى السقف) السقف للبيت والسقف أيضاً السماء والأخير أنسب أي الأخرى في جهة 
|( 

* الأصل: 7١‏ أحمد بن إدريس» عن عمران بن موسىء عن موسى بن جعفر البغدادي» عن 


5/١ _الكافي:‎ ١ 


باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء فق 


على بن أسباط. عن محمّد بن الفضيل. ٠‏ عن أبى حمزة الثمالى. عن أبى عبد اللههة قال: سمعته 
شر ألواح موسى يه عندناء وعصا موسى عندثاء وتحن ورلة التبئين )١(‏ 

* الشرح: 

قوله (ونحن ورثة النبيين) فيه تعميم بعد تخصيص من وجهين. 

# الأصل: 

١‏ محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين» عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم. عن 
أبي سعيد الخراساني. عن أبى عبد اللهلظة قال: قال أبو جعفر/ة: إِنْ القائم إذا قام بمكة وأراد أن 
يتوجّه إلئ الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحدّ منكم طعاماً ولا شرابأً ويبحمل حجر موسى بن 
عمران وهو وقر بعير, فلاينزل منزلاً إلا انبعث عيينٌ منه. فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظامئاً روي 
شي نل ب 

* الشرح: 

قوله (وهو وقر بعير) الوقر بالكسر: الحمل الثقيل أو أعم. 

قولة (فاك نتزل مقزلاً إلا انبسك هين مله ) ذاهرة الد سف نه يوه واحد وا غير انا ره 
بعصاه مع احتمال الضرب والتعدّد كما كانا لموسى نظة. 

قوله (ومن كان ظامئاً روي ) الظامئ من الظمأ: وهو العطش والرّى بالكسر خلاف العطش يقال: 
روي من الماء بالكسر فهو ريّان وهى ا وهم وهنّ رواء. 

قوله (حتى ينزل النجف) فى ١‏ بعض النسخ المعتبرة (احتى ينزلوا» بصيغة الجمع ولعل «حتى» 
غاية لهذا السير» ويحتمل أن يكون غاية لقوله فهو زادهم. 

الاصل: 

لاس ابل كا ريو اي ا ري لك لو و ات اللا 
عن أبي بصير, عن أبي جعفرنكة قال: خرج أمير المؤمنين 92 ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول همهمة 
لل ل ل رار ا 

سى افد 70 

5 

قوله: (خرج أمير المؤمنين 42 ذات ليلة) فى المغرب: ذو للمذكر وذات للمؤنث بمعنى 





7/١ -الكافي:‎ " ١ الكافي:‎ ١ 
.757١ / ١ "'_الكافى:‎ 


يفف شرح أضول الكافي للمازندراني:ج ه 
الصاحب والصاحبة وهما يقتضيان شيئين موصوفاً ومضافاً إليه تقول رجلٌ ذو مال وامر أن ذات 
مال» وقوله تعالى «عليم بذات الصدور» وقولهم فلان 5 قليل ذات اليد وٌقلّ ذات يده من هذا 
القبيل لأنّ معنى الإملاك المصاحبة لليد وكذا قولهم أصلح الله ذات بينكم ولا يخفئ أن مانحن فيه 
أيضاً من هذا القبيل لأن المعنئ خرج في الأوقات المصاحبة لليلة. 

قوله (بعد عتمة) في القاموس: عتم الليل: مرّ منه قطعة والعتمة محرّكة: ثلث الليل الأوّل بعد 
غيبوته الشفق أو وقت صلاة العشاء الآخرة. 

الأصل: 

ه-محمّد, عن محمّد بن الحسين» عن محمّد بن إسماعيل» عن أبى إسماعيل السراج عن بشر 
يوس ف992؟ قال: قلت: لاء قال: إِنَّ إبراهيم 9# لمًا أوقدت له الثّار أتاه جبرئيل يِه بئوب من ثياب 
الجنّة فألبسه إِيّاه فلم يضرّه معه حر ولا بردٌُ فلمًا حضر إبراهيم يم الموت جعله في تميمة وعلّقه على 
إسحاق وعلّقه إسحاق على يعقوب. فلمّا ولد يوسف اى9 علّقه عليه فكان فى عضده حتّى كان من 
أمره ماكان فلمًا أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله: لإِنّى لأجد ريح 
يوسف لولا أن تفئّدون» فهو ذلك القميص الذي أنزله الله من الجنّة» قلت: جعلت فداك فإلى من 
صار ذلك القميص؟ قال: إلئ أهله. ثم قال: كل نبئ ورث علماً أو غيره فقد انتهئ إلى آل 
محر عل )١(‏ 

* الشرح: 

قوله (وهو يقول همهمة همهمة) في القاموس الهمهمة الكلام الخفي يردّد الصوت في الصدر 
من الهم 

قوله (جعله فى تميمة) التميمة عوذة تعلق على الإنسان 

قوله (لولا أن تفتّدون) أي تنسبوني إلى الفند وهو نقصان يحدث من هرم, وفي القاموس فنّده 
تفنيداً كذّبه وعجزه وخطأ رأيه كأفنده. 


.577؟/1١‎ :ىفاكلا-١‎ 


باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومتاعه 3 


باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومتاعه 

» الأصل: 

١‏ -عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن على بن الحكم؛ عن معاوية بن 
وهب. عن سعيد السمّان قال: كنت عند أبى عبد اللهظة إذ دخل عليه رجلان من الزيديّة فقالاله: 
أفيكم إمامٌ مفترض الطاعة؟ قال: فقال: لا قال: فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات أَنّك نفتي وتقرٌ 
وتقول به ونسميّهم لك فلان وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممّن لا يكذب فغضب أبو عبد 
اللدلية فقال: ما أمرتهم بهذا. فلمًا فلمًا رأيا الغضب في وجهه خرجاء فقال لي: أتعرف هذين؟ قلت: 
نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيديّة وهما يزعمان أن سيف رسول اللهيي عند عبد الله ابن 
الحسن, فقال: كذبا لعنهما الله والله مارآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولارآه 
أبوه اللّهمّ إلا أن يكون رآه عند على بن الحسين, فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ وما أثر 
فى موضع مضربه؟ وإِنَّ عندي لسيف رسول اللْهكيه وإِنّ عندي لراية رسول اللْه يله ودرعه ولأمته 
ومغفره. فانكانا صادقين فما علامة فى درع رسول الهو وإِنّ عندي لراية رسول اللهيية المغلبة. 
وإِنْ عندي ألواح موسى وعصاه. وَإنّ عندي لخاتم سليمان بن داود وإِنَّ عندى الطست الذي كان 
موسى يقرّب به القربان وإِنّ عندى الاسم الذي كان رسول اللْهييةُ إذا وضعه بين المسلمين 
والمشركين لم يصل من المشركين إلئ المسلمين نشّابة» وإِنَّ عندي لمثل الُّذى جاءت به الملائكة. 
ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل؛ كانت بنو إسرائيل في أيّ أ هل بيت وجد 
التابرت على أبوابهم أوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا أتي الإمامة» ولقد لبس أبي درع رسول 
اللهعية فخطت على الأرض خطيطاً ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء 
)١(‏ 

* الشرح: 

قوله (قال: فقال: لا) أجاب بذلك على سبيل التورية والمقصود أنه ليس فى بنى فلان من أولاد 
علي ني إمامٌ مفترض الطاعة أوأنه ليس فينا إمام مفترض الطاعة بزعمكم فيخرج بذلك عن 
الكذب. 





,-/ -الكافي:‎ ١ 


. 


تف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 

قوله (فغضب أبو عبد اللهة ) الغضب قد يكون من إبليس كما ورد «احذروا الغضب فإنه جند 
عظيم من جنود إبليس» وقد يكون من الله لله تعالى؛ وغضبه من هذا القبيل لأنه غضب لسوء أدب 
هذين الرّجلين وقبح مخالفة هؤلاء المخبرين حيث أخبرو هما بما فيه مضّرة عظيمة من غير اختبار 
وإيقان بأنهما من أهله. 

قوله (وقال: ما أمرتهم بهذا) أي بهذا الإخبار وهذا حقٌّ لأنه لم يأمرهم بالإخبار عنه ذلك مع 
إفادته فى عرف التخاطب بأنّه لم يقل ذلك وإن لم يقصده وإِنّما لم يقل ما أخبرتهم بهذا أي بأني 
إمام مفترض الطاعة تحرّزا عن الكذب. 

قوله (فى مقبضة) مقبض السيف والقوس بفتح الميم وكسر الباء: حيث يقبض بها بجميع 
الكف. 

قوله (وما أثر في موضع مضربه) المضرب والمضربة ويكسر راؤهما: حدٌ السيف وهو نحو شبر 
من طرفه. 

قوله (ولأمته) اللامة مهموزة: الدّرع؛ وقيل: السلاح ولأمة الحرب: أداته» وقد يترك الهمز 

قوله (ومغفره) قال المطرّزي: المغفر: ما يلبس تحت البيضة والبيضة أيضاً و أصل الغفر: الستر 
وقال الأصمعي: المغفر: ررد ينسج من الدّروع على قدر الرّأس يلبس تحت القلنسوة. 

قوله (المغلبة) هي علئ صيغة المفعول من التغليب مايحكم له بالغلبة» وقيل: على وزن 
مكحلة اسم آلة من الغلبة» وأمًا القول بأنها اسم فاعل من أغلب فالظاهر أَنّه تصحيف. 

قوله (الطست ) أصله الطس أبدل أحدى السينين تاء وحكى بالشين المعجمة. 

قوله (نشّابة ) النشّاب: السهام لأنها تنشب فى الشيء أى تل افيه وتعلق عليه والواحدة 
نشّابة بضم النون وشد الشين فيهاء وفى المغرب: النبل: السهام العربيّة اسم مفرد اللفظ مجموع 
المعنئ والجمع نبال والنشّابٍ السهام التركيّة والواحدة نشّابة» ورجل نابل وناشب ذو نبال ونشّاب. 

قوله (وإِنَّ عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة ) وهو التابوت الذي حكى عنه جل شأنه بقوله 
«وقال لهم نبيّهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقيّة ممّا ترك آل موسئ 
وآل هارون تحمله الملائكه إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين4 قال الجوهري: التابوت: أصله 
تأبوة مثل ترقوة وهو فعلوة» فلمّا سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء؛ وقال القاضي: هو فعلوت من 
التوب يعنى الرّجوع فإنّه لا يزال يرجع إليه ما يخرج منه» وليس بفاعول لقلّته وهو صندوق التوراة 
وكان من خشب الشمشاد مموّهاً بالذهب نحواً من ثلاثة أذرع في ذراعين. وكان موسى لي إذا قاتل 


فكوا 


قدّمه فتسكن نفوس بنى إسرائيل ولا يفروّن وقيل: كانت فيه صورة من زبرجد أو ياقوت لها رأس 
وقي ك الى الزن توذيها وجا حان :كن قيرف الثايوف تعجر العدو ومع مون اذا اال قور 
ا ال به محمّد ييه انتهى. وقال عبد الرزاق 
فى التأويلات يمكن أن يكون صندوقاً فيه طلسم لنصرة الجيش وغيره من الطلسمات التى يذكر 
ا ا 
فى عهد إفريدون المسمّى بدرفش الكاويانى, وأمّا وجه حمل الملائكة إيّاه فقيل: إِنَّ الله تعالى 
زفية نعل مرستى فنزلت به الملائكة وهم ينظروة إليه: وقيل: كان بعده مع أنبيائهم يستفتحون به 
حتّى أفسدوا فغلبهم الكقار عليه ورفعوه إلى بلادهم وكان فى أرض جالوت إلى أن ملك الله 
طالوت فأصابهم ببلاء حتّى هلكت خمس مدائن فتشأموا بالتابورت فوضعوه على ثورين فساقتهما 
الملائكة إلى طالوت. 

قوله (ومثل السلاح) العطف للبيان والتفسير 

قوله (فخطت على الأرض خطيطاً) الخطيط والخطيطة: الطريق وهذا كناية عن طولها وعدم 
توافقها لقامته المقدّسة وذلك لأنَّ الله تعالى جعل توافقها علامة على وجوب إظهار الامامة علئ 
عامّة الخلق والخروج بالسيف حتّئ أنه يمكن أن يقال: إِنّها لا توافق قامة الصاحب المنتظرنية في 
زمان الغيبة فإذا وافقها دل على وجوب ظهوره وإظهار إمامته على رؤوس الخلائق. 

قوله (فكانت وكانت) أي فكانت لي وكانت َس شواء أو فكانت لى كما كانت لاب وكانت 
لأبي كماكانت لي» أوكانت فضله لي وكانت فضله لمن بعدي وهكذا تندرج في الفضل حتّئ تبلغ 
أهلها فتوافقه, ويؤيّد هذا ما يأتى من حديث الفضيل. 

* الأصل: ْ 

؟ - الحسين بن محمّد الأشعرىي. عن معلّى بن محمّد. عن الحسن بن على الوشاء. عن حمّاد 
بن عثمان» عن عبد الأعلى , بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله ية يقول: عندي سلاح رسول اللي 
لا أنازع فبه. : ثم قال: : إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند : شر خلق الله لكان خيرهم., ثم قال: إِنَ هذا 
بصي ال من لوي لاحك اكات م ا فب المشبنة خوج فقول الل ما هذا الذي 
كان؟ ويضع الله له يداً على رأس رعيته )١(‏ 


2 الشرح: 





0/١ -الكافي:‎ ١ 


هف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





قوله (لا أنازع فيه) لاختصاصه به وعدم وقوع الشركة فيه حتى يقع فيه المنازعة والخصومة 
ويريد أحد أن يجذبه ويأخذه منه أو يشاركه فيه. 

قوله (إنَّ السلاح مدفوع عنه) أي لا يضرّه شىء ولا يبليه مر الذّهور أو لا يلبس ولا يستعمل إلا 
بإذن الله أو لا يصيب من هو عنده خطأ ومعصية. 

قوله (لو وضع عند شرٌ خلق الله لكان خيرهم) فى الصلاح والزّهادة والعبادة وترك المعصية 
فكيف إذا وضع عند خير خلق الله. 

قوله (إنَّ هذا الأمر يصير إلى من يلوي له الحنك) لويت عنقه فتلته وأملته وهذا كناية عن 
خضوع الناس له طوعاً وكرهاً وغلبته عليهم فى الخصومة و القتال والقول بأَنّه إشارة إلى أنَّ أصحابه 

قوله (فيقول الناس ما هذا الذي كان) ما للتعجّب في استيلائه وقهره على الخلق أو فى قضاياه 
العجيبة وأحكامه الغريبة حيث إِنّه يحكم بعلمه المطابق للواقع كما دل عليه بعض الروايات 
«وكان)» تامّة بمعنى وجد وحدث. 

قوله (ويضع الله له يدا على رأس رعيّته) لعل المراد باليد القدرة أو الشفقة أو النعمة أو 
الإحسان أو الحفظ والغرض من وضعها رفع انتشارهم واختلافهم وتفرّقهم وتضيّقهم بحيث 
يجتمعون على دين الحقٌ متحابيّن متوادّين موسّعين متناصحين يقولون بالحقٌّ ويعملون له. 
فيعودون بعد التفرقة إلى الجمعيّة» وبعد التشتت إلئ المعيّة» وبعد الكثرة إلى الوحدة؛ وبعد الفرقة 
إلى الألفة. وبعد الجهل إلئ العلم؛ وبعد السفه إلى الحلمء فيحصل لهم بذلك بواطن نورانيّة 
وظواهر ربّانيّة» وقيل: المراد باليد: الملك الموكّل بالقلب الذي بتوسّطه يرد الجود الإلهى والفيض 
الرئانى. و بالرأس: النفوس الناطقة والعمول الهيولانيّة. والغرض من وضعها هو التعليم والإلهام وإن 
أردت زيادة توضيح فارجع إلى ما ذكرناء في شرح قول الباقرطة: دإذا قام قائمنا وضع الله يده على 
رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت أحلامهم! 0 

الاصل: 

 *‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسىء» عن الحسين بن سعيد . عن النضر بن 
سويد عن يحيئ الحلبىء عن ابن مسكان. عن أبى بصيرء عن أبى عبد اللهسظةٍ قال: قال: ترك رسول 
الله عَبل فى المتاع 5 ودرعاً وعنزة ورجلاً وبقلية الشتهباء فور ذلك كله علىّ بن أبي 


. راجع كتاب زج ١)كتاب العقل والجهل‎ ١ 


فقون 


طال يه )١(‏ 
* الشرح: 
قوله (فى المتاع) المتاع: ما تمتعت به من أيّ شيء كان 
قوله (وعنزة ورحلاً) العنزة بالتحريك: أطول من العصا وأقصر من الرّمح وفيها سنان مثل سنان 
الرّمح, وا لرّحل للبعير: كالسرج للدّابة والرّحل أيضاً: ما يستصحبه الإنسان من المتاع والأثاث. 
قوله (وبغلته الشهباء) الشهبة والشهب محرّكة في الألوان: البياض الذي غلب على السواد. 
( 
وفرس أشهب وبلغة شهباء. ْ 
* الأصل: 
غ -الحسين بن محمّد معلّى بن محمّد, عن الوشّاء. عن أبان بن عثمان. عن فضيل بن يسار. عن 
أبي عبد اللهلة قال: لبس أبي درع رسول اللهعية ذات الفضول فخطت ولبستها أنا ففضلت. 
* الشرح: 
قوله (ذات الفضول) بدل عن الذّرع أو صفة لها وفي النهاية فيه (يعنى في الحديث) أن اسم 
ا 
والتحوز عن دكار ظاهراً أ فضل دوت الخ نينيد أن الل في المتاخر أت من الفضل في 
المتقدمة حتى إذا وصلت إلى أهلها واففت قامته. 
* الأصل: 
أحمد بن حكن وفحكد زو يحرو وغو تحكت رن السو عن امشكد ري خلس اعد 
أحمد بن أبي عبد الله. عن أبى الحسن الرّضائظة قال: سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله ييه من 
الشرح: 


قوله (قال سألته عن ذي الفقار)!؟) قال الجوهرييٌ: الفقارة بالفتم: واحدة فقار الظهر وذو الفقار 





.595 / ١ ؟51. ؟-الكافى:‎ / ١ :ىفاكلا-١‎ 

١ 80؟.‎ / ١ "-الكافي:‎ 

؛ - قوله «سألته عن ذي الفقار» راوي هذا الحديث عن الرضاءظة وهو أحمد بن أبى عبد الله مجهول والمشهور أن 
ذا الفقاركان سيف عاص بن منبه قتل يوم بدر فوهبه رسول الْعييةٌ لعلىية ولعل أصل العبارة أن ثبتت أن 
السيف نزل من السماء بأمر الله كما ينسب كل خير إليها خصوصاً إذا كان نادراً غير مترقب. (ش). 


و شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


اسم سيف النبئ عله وقال المطرّزى. فقار الظهر: خرزاته وقال ابن الأثير: كان اسم سيف النبئ ذا 
الفقار لأنّه كان في حفر صغار حسانء والمغفر من السيوف: الذي فيه خروز مطمئنة. 

قوله (وكانت حليته من فضّة) روى المصئف هذا الحديث فى كتاب الرّوضة بسند آخر عن 
الرَضائظة وفيه «وكانت حلقته من فضّة») ١‏ 

قوله (وهو عندي) ورثه من أبيه علئٌ بن أ بي طالب له وقد أعطاه النبى عله يوم أحد بعد ما 
تقطع سيفه من شدّة الضرب بثلاث قطع. 

الاصل: 

١‏ على بن إبراهيم؛ عن محمد بن عيسى» عن يونس بن عبد الرحمن. عن محمد بن حكيم. 
عن أبى إبراهيم اق قال: السلاح موضوعٌ عندناء مدفوع عنه. لو وضع عند شر خلق الله كان خيرهم. 
لقد حدّثنى أبى أنه حيث بنى بالثقفيّة وكان قد شقٌّ له فى الجدار فنجّد البيت فلمّا كانت صبيحة 





عرسه رمى ببصره فرأى حذوه خمسة عشر مسماراً ففزع لذلك وقال لها: تحوّلي فاني أريد أن أدعو 
موالين في حاجة فكشطه فما منها مسمار إلا وجده مصرفاً طرفه عن السيف وما وصل إليه منها 
0 

* الشرح: 

قوله (حيث بنى بالثقفيّة ) قال ابن الأثير: الابتناء والتعاء#التخول بالأوة والأضل فيه أن لحل 
كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قبّة ليدخل بها فيهاء فيقال: بنئ الرّجل على أهله. قال الجوهري: ولا 
بقال» بنئ بأهله. وهذا القول فيه نظر فإِنّه قد جاء في غير موضع من الحديث وغيره. 

قوله (وكان قد شنَّ له) أي للسلاح وحفظه وفي بعض النسخ وقد كان شقٌ له. 

قوله (فنجّد البيت) أى زيّن من التنجيد: وهو التوزين قال بيع :تتكد» وتخوةه قور الذى 
تعلق على حيطانه يزيّن بها. 

قوله (فرأى حذوه) أي حذو الشقٌّ أو حذو السلاح وحذاء الشيء إزاؤه. 

قوله (فكشطه) الكشط: أن ترفع الشىيء عن الشيء ليظهر. 

* الاصل: 

محمّد بن يحيى» عن محمّد بن الحسين, عن صفوان بن يحيى» عن ابن مسكان عن حجر 
عن حمران؛ عن أبي جعفرءكة قال: سألته عمًا يتحدّث الناس أنه دفعت إلى أمٌّ سلمة صحيفة 


١-الكافى: ١‏ / 96؟. 


كردا 





مختومة فقال: إِنَّ رسول اللهيي لما قبض ورث علرق 9 علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى 

اروف صاوالى اعون وز للا ابي اد حي استودعها آم سلمة ثمّ قبضها بعد ذلك علئٌ 

ابن الحسين 2ه قال: فقلت: نعم ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك وصار بعد ذلك إليك؟ قال: 
)0 


* الشرح: 

قوله (صحيفة مختومة) الصحيفة: قطعة من قرطاس مكتوب وجمعها صحف. ولعلّ المراد بها 
ما كتبه الحسين نقِةٍ من أسماء السلاح وتفاصيلها ودفعه إلى الأميئة المؤتمنة أمّ سلمة رضي الله 
عنها وأمرها بدفعه إلئ علئٌ بن الحسين 598 وليس المراد بها ظرف السلاح فإِنَّ الصحيفة لا تسعه 
الأبطريق الإعجان 00 

قوله (فلما خشينا) أن نغشى استودعها) نغشى على صيغة المتكلّم المجهول بمعنى نهلك أو 
نؤتى ونغلب فيؤخذ منا من الغشيان بالكسر: وهو الإتيان» وفاعل استودعها ضمير الحسين نا 
وفى بعض النسخ استودعنا بصيغة المتكلّم مع الغير وهو الأظهر. 

الاصل: 

9 محمّد بن الحسين وعلىَ بن محمّد؛ عن سهل بن زيادء.عن محمّد بن الوليد شباب 
الصيرفي» عن أبان بن عثمان. عن أبى عبد اللهلية قال: لمّا حضرت رسول الْهيي الوفاة دعا 
العتاسن ينعي الميطلت :وا مير المؤمنين ل فقال للعئباس اعم بحا واحد رات تكد رسع 
دينه وتنجز عداته؟ فردٌ عليه فمال: با رسول الله بأبي أنت و مي ني شيخ كثير العيال قليل المال من 
يطيقك وأنت تباري الريح, قال: فأطرقيَية هنيئة ثم قال: يا عبّاس أتأخذ تراث محمّد وتنجز 
عداته وتهفضى دينه؟ 

فقال: بأبي أنت وأمّي شيخ كثير العيال قليل المال وأنت تباري الريح قال: أما ني سأعطيها من 
يأخذ بحمّها * ثم قال: يا على يا أخا محمّد أتنجز عدات محمّد وتقضى دينه وتقبض تراثه؟ فقال: 
نعم بأبي نت امي «الدسسا لقان فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من أصبعه فقال: تختّم بهذا 
في حياتي؛ قال: فنظرت الخاتم حين وضعته في إصبعى فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم ثم 
صاح: يابلال علي بالمغفر والدرع والراية والقميص وذي الفقار والسحاب والبرد والأبرقة 
والقضيب. قال: فوالله ما رأيتها غير ساعتي تلك يعني الأبرقة -فجيء شنة كاد شخطت الاهاد 





,.,”0/١ -الكافي:‎ ١ 


11 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


فاذا هي من أبرق الجنّة فقال: يا على إِنّ جبرئيل أتاني بها وقال: يا محمّد اجعلها في حلقة الدرع 
واستذفر بها مكان المنطقة, ثم دعا بزوجيى نعال عربيّين جميعاً أحدهما مخصوف والآخر غير 
مخصوف والقميصين: القميص الذي أسري به فيه والقميص الذي خرج فيه يوم أحد والقلانس 
الثلاث: قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين والجمّع وقلدسوة كان يلبسها ويقعد مع أصحابه. ثم قال: يا 
يلال على بالبغلتين: الشهباء والدلدل, والناقتين: العضباء والقصوئء. والمفرسين: الجناح كانت 
توقف بباب المسجد لحوائج رسول لهي يبعث الرّجل في حاجته فيركبه ويركضه فى حاجة 
رسول اللهوية ‏ وحيزوم وهو الذي كان يقول: أقدم حيزوم, والحمار عفير فقال: اقبضها في حياتي. 
فذكراً مير المؤمنين:كة أن أوَل شيء من الدوابٌ توفي عفير ساعة قبض رسول الهم قطع خطامه 
ثمّ مرّ يركض حتى أتى بئر بنى خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره. وروي أن أمير 
المؤمنين 2 قال: إن ذلك الحما ركم رسول اللهوّقة فقال: بأبي أنت وأْمّى إِنَّ أبي حدّثني؛ عن أبيه. 
عن جدّه عن أبيه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: ال ومني 
هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم. فالحمد لله الذي جعلنى ذلك الحمار. 

* الشرح: 

قوله (تأخذ تراث محمّد) استفهام علئ الحقيقة. والتراث بِضِمٌ التاء: الميراث وأصل التاء فيه 
و 

قوله (وتنجز عداته) العدةً الوعد في الخير, والهاء عوض عن الواو وتجمع علئ عدات. 

قوله (من يطيقك وأنت تباري الرّيح ) أي من يطيق ويقدر على أداء حقوقك وأنت سخيئقٌ كثير 
العطاء والعدة» يقال فلانٌ: يباري فلاناً أي يعارضه ويفعل مثل فعله وهما يتباريان وفلان يباري 
الريح سخاء والرّيح مشهورة بكثرة السخاء ء لسياق السحاب والأمطار وترويح القلوب وترقيق الهواء 
وغيرها من المنافع وقد ذكرنا جملة منها في كتاب العقل. 

قوله (ثمّ قال يا عبّاس ) الغرض من سؤاله أوَّلاً وتأكيده ثانياً مع علمه بأنه ليس أهلاً ولا يقبله وأن 
أهله والقابل له علئٌ بن أبي طالب لظة هو تجديد الوصيّة وتأكيدها لها في حضوره. 

قوله (بأبي أنت وأمّي ) أي فديتك بهما وجعلتهما فداك وجاز التفدية عندنا وعند أكثر العامّة 
وكرهها بعضهم وقال: لا يفدى بمسلم والصحيح عدم الكراهة لورودها في الأحاديث الصحيحة 
من طرقنا وطرقهم مع عدم الإنكار سيّما لهوَيوُةُ على أنه ليس المراد الحقيقة وإنما هى على معنى 





.5587/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


تحرضنا 


الحنانة والبّ ولذلك يقول ذلك أيضاً من ليس له أبٌ وأمّ موجودان. 

قوله (قال: فنظرت إليه ) فاعل قال: على نيه . 

قوله (فتمئّيت من جميع ما ترك الخاتم ) أي قدّرت في نفسي أن يكون الخاتم عوضاً من جميع 
ماترك من الميراث أو من الدّيونء والعداة وذلك لشرافة الخاتم وكمال اقتدارهظة عند لبسها على 
مافي عالم الملك والملكوت لترئّب الأثر العظيم عليه كترّبه على خاتم سليماناظة. 

قوله (والسحاب) قال ابن الأثير «فيه: أنه كان اسم عمامة النبى عله البيحات فتكت تبه تشييها 
بسحاب المطر لانسحابه فى الهواء. 

قوله (والبرد) قال ابن الأثير: البرد بالضمٌ والسكون: نوع من الثياب معروف والجمع أبراد 
وبرود. قال المازري: النرة: شملة مخططة؛ وقيل #كبناء. 

قوله (والأبرقة) سمّيت بها أن فيها لونين سواد وبياض كما هو المعروف في تفسير الأبرق» بل 
لضوءٍ لونها وشدّة بريقها ولمعانها كالبرق. 

قوله (والقضيب ): وهو الغصن والمراد به العصا سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر والقضب: 
القطع وقد يطلق على السيف اللطيف الدّقيق أيضاً. 

قوله (ذ فجبىء بشّة) نسب الفعل إلى المفعول لا إلى الفاعل مع أنه معلوم لتعلّق القصد بذلك لا 
بهذاء والشمّة بالكسر: القطعة من كل خشبة؛ وبالضه: القطعة من الثوبء وبتصغيرها جاء الحديث 
وعليَ شُقيقة سنبلانيّة وجمعها شق وشقاق بالكسرء ويقال: فلان يبيع شقاق الكتاب كذا في 
المغرب. وقال ابن الأثير: الشمّة: جنس من الثياب وتصغيرها شقيقة» وقيل: هى نصف ثوب. وقال 
الجوهريٌ: الشمّة بالضمٌ من الثياب. 

قوله (كادت تخطف الأبصار) خطف الشىء يخطفه: إذا استلبه وذهب به بسرعة وإِنّما أدرج 
لفظ كادت لتقريبه من الحقٌ وتبعيده عن الباطل. 

قوله (واستذفر بها) الذّفر بالتحريك: الرّيح الطيّبة ومنه فى صفة الجنّة «وترابها مسك أذفره. 

قوله (مكان المنطقة) ظرف لقوله «اجعلها في حلقة الذّرع». 

قوله (أحدهما مخصوف) أصل الخصف: ضمٌ الشيء إلى الشيء والجمع بينهما والنعل 
المخصوف كالثوب المرقع. 

قوله (والدٌلدل) على وزن بلبل: اسم بغلة النبى عَلِله تنكيت ذللك لكوتها سريعة بددئدة ذا 


قوله (العضباء ) قال الجوهرىٌ: العضب: القطع. ونافة عضباء: أي مشقوفة الأذن وكذلك الشاة. 


شق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





وأمًا ناقة رسول اللهعقة التى كانت تسمّى العضباء فإِنّما كان ذلك لقباً لها ولم تكن مشقوقة الأذن. 
وقال المطرّزي مثله في المغرب؛ وقال ابن الأثير «فيه: كان اسم ناقته العضباء ء هو علم لها منقول من 
قولهم ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن» وقال بعضهم: إِنّها كانت مشقوقة الأذن, والأَرّل أكثر وقال 
الزمخشريٌ: هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى القصيرة اليد. 

قوله (والتضيوا؛) قال ابن الألير في العجديت أئنا طب على ياقته اللصراء: وهو لقي ناقة 
رسول اللهوة والقصواء: الناقة التي قطع طرف أذنها وكلّ ما قطع من الأذن فهو جدع, فإذا بلغ الّبع 
فهو قصر فإذا جاوزه فهو عضب فإذا استوصلت فهو صلم. يقال: قصوته قصوأ فهو مقصرٌ والناقة 
قصواء. ولا يقال: بعيرٌ أقصئء ولم تكن ناقة النبى قصواء وإِنّما كان هذا لقبأ لهاء وقيل: كانت 
متطرعة الأذه ويد جنا في اديت الدكانث لز ناقة متخن المشجاءمءرزناقة تين الختدصاء :راقن 
حديث آخر صلماء؛ وفي رواية أخرى مخضرمة؛ هذا كله في الأذن فيحتمل أن كف اعد 
صفة ناقة مفردة» ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسمّاها كل واحد منهم بما تخيّل 
فيهاء ويؤيّد ذلك ما روي في حديث على حين بعثه رسول اللهيةٌ يبلغ أهل مكّة سورة براءة فرواه 
ابن عباس أنه ركب ناقة رسول اللهييّ القصواء. وفى رواية جابر العضباء. وفى رواية غيرهما 
الجدعاء فهذا يصرّح لذ الناانة نكة زانةتراحده أن القدية اخ #ونسدرووى عل انس الدفان: 
خطبنا رسول اللهيية علئ ناقة جدعاء وليست بالعضباء وفى إسناده مقال انتهى. وأنا أقرل وفي 
التصريح نظر لجواز ركوبه كلّ واحدة من الثلائة في سفره وفي روايتنا هذه دلالة واضحة علئ 
المغايرة بين العضباء والقصواء. 

قوله (الجناح ) جناح الطير: يده سمّيت بذلك لسرعة سيره على سبيل المبالغة. 

قوله (ويركضه) الرّكض: تحريك الرّجلء؛ وركضت الفرس برجلي: إذا استحثثته ليعدو. 

قوله (وحيزوم هو الّذى كان يقول أقدم حيزوم ) اسم كان وفاعل يقول جبرئيل 3# أو النبى يبل 
قال الجوهري: حيزوم: اسم فرس من خيل الملائكة. وقال ابن الأثير: في حديث بدر أقدم حيزوم؛ 

هو أمر بالإقدام: وهو التقدّم في الحرب. والإقدام: الشجاعة؛ وقد تكسر همزة إقدم ويكون أمراً 
بالتقدّم لاغير والصحيح الفتح من أقدم. أقول: حديث بدررواه المصنّف في كتاب الرّوضة عن أبي 
عبد اللهاة وهو طويل وفيه «فأقبل عل للة إلى النبى يي فقال: يا رسول الله أ سمع دوياً شديداً 
وأسمع أقدم حيزوم وما أهٌ أضرب أحداً إل سقط ميت قبل أن أضربه؛ فقال: هذا جبرئيل 
وميكائيل وإسرافيل في الملائكة ‏ الحديث. 

قوله (والجمارتخفير) قال الآبى: المعروف عفير بالعين المهملة: وهو تصغير أعفر تصغير 


تذرخرا 


الترخيم كسويد تصغير أسود, وما ذكر بعضهم من أنه بالغين المعجمة فليس بمعروف والمشهور 
في اسم حمارهيي أنه يعفور إلا أنه في القاموس. واليعفور بلا لام: اسم حمار النبي وَل أو عفير 
كزبير. 

قوله (قطع خطامه) قال الجوهريٌ: الخطم من كلّ دابّة: مقدّم أنفه وفمه. والخطام: الزَّمام 
وخطمت البعير: زممته؛ وقال ابن الأثير: خطام البعير هو أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أوكتّان 
فيجعل في أحد طرفيه حلقة. ثم يشدٌ فيه الطرف الآخر حتّى بصيركالحلقة» ثم يقلّد البعير ثم بدنّى 
على مخطمه. وأما الذي يجعل فى الأنف دقيقاً فهو الزّمام؛ وقال المطرّزي: الخطام: حبل يجعل 
في عنق البعير ويثنى فى خطمه أي أنفه. 

قوله (حتّى أتى بثر بني خطمه) قال الجوهرييٌ: خطمه من الأنصار وهم بن عبد الله بن مالك ابن 
أوسء وقال المطرّزيٌ: الخطمئ: منسوب إلى خطمة بفتح الخاء قبيلة من الأنصار وهو يزيد بن 
حسن الخطمي. 


تأرف شرح أصصول الكافي للمازندراني:ج 0 


باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت فى بنى إسرائيل 

# الأصل: 

١‏ -عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن على بن الحكيم؛ عن معاوية بن وهب. عن 
سعيد السمّان قال: سمعت أبا عبد اللْهلهةٍ يقول: إِنْما مثل السلاح فينا مثل التابوت فى بني 
إسرائيل» كانت بنو إسرائيل أيّ أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبرّة فمن صار إليه 
السلاح منًا أوتي الإمامة.7١)‏ 

* الشرح : 

قوله (إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت) بناء المثل علئ التشبيه. 

وقوله (كانت بنو إسرائيل -إلئ آخره) إشارة إلئ وجهه. 

* الأصل: 
ابن أبى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله ك9 يقول: إِنْما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل 
حيئما دار التابوت دار الملكء فأينما دار السلاح فينا دار العلم.("أ 

* الشرح : 

قوله (حيئما دار التابوت أوتوا النبّة أىّ حيثما دار التابوت فى بنى إسرائيل كما مرّ: فلايرد أن 
التابرت كان عند جالوت مدَّة ولم يؤت النبوّة. 

* الأصل: 

م٠‏ محمّد بن يحيى, عن محمّد بن الحسين» عن صفوان؛ عن أبي الحسن الرّضائكة قال: كان أبو 
جعفرئة يقول: إنمًّا مثل السلاح فينا مثل التابوت فى بنى إسرائيل حيثما دار التابوت أتوا النبوة 
وحيثما دار السلاح فينا فئمٌ الأمرء قلت فيكون السلاح مزائلاً للعلم؟ قال: 0+0" 

* الشرح: 

قوله (قلت فيكون السلاح مزايلاً للعلم؟ قال: لا) هذا استفهام» والمزايلة: المفارقة ووجه 
التفريع أن السائل تومّم من التشبيه المذكور أنَّكلّ معنئ في المشبّه به يوجد في المشبّه أيضاً ومن 


., 8/١ الكافي:‎ "١ ./١ -الكافي:‎ ١ 
.758/ ١ "-الكافى:‎ 


باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل قفا 
المعاني التى في التابوت مزايلته للنبوّة عند كونه في قوم جالوت فتوهّم أن السلاح أيضاً مزايل 
للعلم والإمامة فأشارعكة بقوله «لا» إلئ نفى هذا التومّم وإلئ أن الوجه هو ماتعلّق به القصد والقصد 
أن السلاح فينا دليل علئ العلم والإمامة كما أن التابرت فى بنى إسرائيل دليلٌ علئ النبوة. 


هرضن شرح أصو ل الكافي للمازندراني:ج ه 


باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 

+ الاصل: 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن عبد الله الحجّال. عن أحمد بن عمر الحلبى. 
عن أبي بصير قال: دخلت على أبى عبد الله لك فقلت: له: جعلت فداك إِنّى أسألك عن مسألة؛ ههنا 
أحدّ بسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد الله لي ستراً بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا 
محمّد سل عمًا بدا لك قال: قلت: جعلت فداك إِنْ شيعتك يتحدّئون أن رسول اللْهعَقة علم 
عليأيِظة باباً يفتح له منه ألف باب؟ قال: فقال: يا أبا محمّد علّم رسول الله ييه عليّأظة ألف باب 
بفتح من كل باب ألف باب قال: قلت: هذا والله العلم» فنكت ساعة فى الأرض ثم قال: إِنّه لعلم وما 
هو بذاك قال: ثم قال: يا أبا محمّد وإِنّ عندنا الجامعة و ما يدريهم ما الجامعة! قال: قلت: وما 
الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول اللو وإملائه من فلق فيه وخطً علىّ 
بيمينه» فيها كلّ حلال وحرام وك شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده 
إلى فقال: تأذن لي يا أبا محمّد؟ قال: قلت: جعلت فداك إِنْما أنا لك فاصنع ما شئت قال؛ فغمزني 
بيده وقال: حت أرش هذاء كأنه مغضب. قال: قلت: هذا والله العلم قال: إِنّه لعلم وليس بذاك ثم 
سكت ساعة. ثم قال: وإنّ عندنا الجفر و مايدريهم ما الجفر !؟ 

قال: قلت: وما الجفر؟ قال: وعاءمن أدم فيه علم النبيّين والوصييّن وعلم العلماء الذين مضوا من 
بنى إسرائيل» قال: قلت: إِنْ هذا هو العلم, قال: إِنّه لعلم وليس بذاكء ثم سكت ساعة ثم قال: وإن 
عندنا لمصحف فاطمةئ وما يدريهم ما مصحف فاطمة:8؛ قال: قلت: وما مصحف فاطمة كي8؟ 
قال: مصحف مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحدٌ» قال: قلت: هذا والله 
العلم, قال: إِنّه لعلمٌ وما هو بذاك, ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ماكان وعلم ما هوكائن إلى 
أن تقوم الساعة. قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم, قال: إِنه لعلم وليس بذاك قال: قلت: 
جعلت فداك فأي شيىء العلم قال: ما يحدث بالليل والنهار الأمر من بعد الأمرٌ والشيء بعد الشيء 
بيو العيائة 31 

*» الشرح: 


.558/ ١ :ىفاكلا-١‎ 


باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 0 


قوله (علم عليّاً باباً يفتح له منه ألف باب) يحتمل أن يراد بالباب الأَوّل جنس خاصضٌ من العلم 
وبألف باب أنواع مختلفة مندرجة تحته وأن يراد بالأوّل نوع من العلم وبالثاني أصناف منه.!١)‏ 

قوله (هذا والله العلم ) ادّعى أنه علم كامل وحصر العلم الكامل فيه على وجه التأكيد حتّى أن 
كلّ علم سواه كأنّه ليس بعلم كامل. 

قوله (فنكت ساعة فى الأرض ) نكت الأرض بالقضيب أي ظربها بطرفه ليؤثّر فيهاكفعل المفكر 
المهموم غالباً. ١‏ 

قوله (ثمّ قال: إن لعلم وما هو بذاك)!' أي أنه لعلم كامل ولكن ما هو بذاك الذي وصفته من 





١‏ - قوله «أصناف منه قد يكون مثل هذا معجزأ وقد يكون غير معجز وغير المعجز منه قد يتفق لاحاد الناس 
فيتنبهون لقضية ومسألة ينفتح لهم منها مسائل كثيرة : أو ينبه أحد غيره علئ شيء فيتفطن هو لأمور. وقد حكي 
عن أبي على بن سينا أنه لم يكن يفتح له باب فلسفة ما بعد الطبيعة حتى وقف على كتاب «أغراض ما بعد 
الطبيعة» للفارابي وهو نحو ورقتين فافتتح له باب العلم وصار فيلسوفاً لم ير نظيره ٠‏ بعد وقد ألقى أمير 
المؤمنينسية علئ أبي الأسود الدؤلي مسائل في النحو وبين له أن كلمات العرب علئ ثلاثة أقسام: اسم وفعل 
وحرف وأن لكل واحد منها أحكاما في الإعراب والبناء فتفطن به أن يبوب الأبواب وينظم المسائل ويفصل 
الأحكام وقد مر في المجلّد الثاني: أن شكل القطاع الذى تنبه له مانالوين في الهندسة بتفرع عليه أكثر من ارشياة 
الف وتسعين ألفت مسالة: وأيضاً استنبط الملك العالم أبو نصر بن العراق شكلاً سماء المغنى تفرع عليه جميع ما 
يتفرع على شكل القطاع بوجه أسهل وانفتح منه علئ من بعده أصول لا يتناهئ في علم المثلثات والنجوم 
والمساحات ويستعمله الناس في زماننا في بلاد النصارئ وعليه مبنى صناعاتهم وعلومهم وقد يصل هذا إلى 
حد الإعجاز كعلوم أمير المؤمنينةِ والأئمة من بعده مما أخذوه من النبى صلّئ الله عليه وآله ولا يجوز التمتع 
والتأمل فى أمثال ذلكو التعجب منه. (ش) 
١‏ - قوله «وما هو بذلك» مقتضي الروابات المتواترة وضروري مذهب الشيعة أن علم الأئمة لك مأخوذ من الله 
تعالى بالارتباط الحقيقي بين نفوسهم والمبادي العالية وإن كنا لا نعلم تن تفصيل ذلك أنه بالالهام أو بالتحديث أو 
بمصاحبة روح القدس أو أن جميع ما روي تعبير عن معنى واحده والمشترك ببين الجسميع أن علمهم ليس 
منحصراً في السماع و النقل والتعلم كما لسائر الناس عن النبيء إذ لو كان منحصراً لم يكن فرق بيهم وبين 
غيرهم ولم يكن لتخصيص النبي يله علماً يفهمه جميع الناس ب معش أولأدة وهو حكية والتجفروالسافعة 
الصف داطنا لا لك ملا سوا قات مرية جل أسرل ل دس سهد ينها وخر اها جا 
الناس» وبالجملة العلم اللائق بهم هو العلم الالهامي الذى ذكرهية أُوَّلاَ وأما المنقول والمكتوب والمروي 
فليس شيئا يوجب انحصار كتابه عند أحد فضلاً له بل يستلزم منعه من الغير مع امكان فهمه ضناً وبخلاً لا يلين 
بأولياء الله تعالئ» وقد يستعجب من كون صحيفة طولها سبعو ذراعاً مشتملاً علئ جميع العلوم إذ لا تبلغ كتابة 
مثل هذه الصحيفة مافي نحو مائتي صفحة من القطع الرحلي في زماننا مثلاً نصف مكاسب الشيخ عليه الرحمة 
- وكانت الصحيفة في تلك الأزمنة قرطاساً طويلاً جداً يكتبون علئ وجه واحد ثم يطوونها كاسطوانة ويجعلونها 


كضرا شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 0 
حصر العلم الكامل فيه وأن ليس وراءه علم كامل وحمله على الإنكار وأنّه ليس لعلم كامل بعيدٌ 
وبالجملة ادّعى السائل كماله أوّلا وحصر الكمال فيه ثانياً فصدّق نكة قوله في الأرّل وأبطل قوله فى 
الثاني وحمل قولهظة على إبطال الأوّل بعيد. 

ا ا ا ل ل ييا 
قوله (حتى أرئن الخدفن ) الأرش: دية الجراخات:و الجنايات» وإثمنا سمت أرشاً لألها من 
أسباب النزاع يقال: أرشت بين القوم إذا أوقعت بينهم وأفسدت. والخدش: مصدر خدش وجهه إذا 

ظفره فأدماه أولم يدمه. ثم سمّى به الأثر. 

قوله (وضرب بيده إلىّ) أي ألقاها إلى أو على على أن يكون إلى بمعنى على» يقال ضرب 
الشبكة على الطائر 500 يده على الحائط إذا ألقاهما عليهماء وكأن الباء زائدة أو للتبعيض. 

قوله (فقال: أتأذن لي ) فيه دلالة على جواز إيصال الضرر اليسير إلى الغير بإذنه وعلى جواز إبراء 
مالم يلزم بعد. 

قوله (إنما أنا لك) أى عبد لك. 

قوله (كأنه مغضبٌ) اسم مفعول من أغضبه وكان وجه غضبه عند تذكر الأحكام والحدود 
ملاحظة إنكار الخلق لها وأهلها وتركهم لدين الحقٌّ ورجوعهم إلى آرائهم ومتمئيات نفوسهم. 

قوله (وإنّ عندنا الجفر) قال الشيخ في الكشكول: الجفر: ثمانية وعشرون جزءاً وكل جزء ثمانية 
وعشرون صفحة وكلّ صفحة ثمانية وعشرون سطراً وكلّ فنطر ثمائية:وعكترون:بيتاً وكل نيبت أريعة 
أحرف الحرف الأوّل بعدد الجزء والثاني بعدد الصفحة والثالث بعدد الأسطر والرّابع بعدد البيوت» 
فاسم جعفر مثلاً يطلب من البيت العشرين من السطر السابع عشر من الصفحة السادسة عشر من 
الجزء الثالث وعلئ ذلك فقس. 

قوله (وعاء من أدم) قال فى المغرب: ادم بفتحتين: اسم لجمع أديم وهو الجلد المدبوغ 
المصلح بالدباغ من الإدام وهو ما يؤتدم به والجمع أَدُم بضمّتين؛ قال ابن الانباريّ: معناه الذي 
يطيّب الخبز ويصلحه ويلتذٌ به الأكل والأدم مثله و الجمع آدام كحلم وأحلام. وقال ابن الأثير: 
الآدمة بالمدّ: جمع أديم مثل رغيف وأرغفة والمشهور في جمعه أدم. وقال الجوهري مثله. 

قوله (فيه علم النبيّين)يحتمل أنَّ علومهم فى صحيفة والصحيفة في ذلك الوعاء كما يحتمل 
أنها مكتوبة فيه. 


- فى محفظة ووعاء اسطوانى مثلها كما هو متداول فى القبالات والإسناد فى زماننا. (ش) 


قوله (والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) أي وجه واحد من وجوه المعاني والأحكام بل فيه 
علم ما يكون من الحوادث اليوميّة وأحوال الجنّة والثار وأهلهما. وأحوال أبيها ومكانه وأحوال 
ذرّيتها وما بجري عليهم وأحوال شيعتهم إلئ يوم القيامة» قال بعض الأفاضل: فإن قلت في القرآن 
أيضاً بعض ذلكء قلت: لعلّه لم يذكر فيه ما في القرآن من الأخبار. فإن قلت: يظهر من خير الحسين 
بن أبي العلاء اشتماله علئ الأحكام قلت: لعلّ من الأحكام ما ليس في القرآن. فإن قلت: قد ورد في 
الأخبار أنَ القرآن مشتمل على جميع العلوم؛ قلت: لعل المراد ما نفهم من القرآن ولذا قال: 
«قرانكم). 

قوله (قال: ما يحدث بالليل والنهار) فإن قلت: قد ثبت أنَّ كل شىء فى القرآن وأنّهم عالمون 
تجمطيع مافيهه وأيضاً قذافنت بالزواية المتكائرة الهم يعلموت ميم العلوم فما معت :هذا الكلام وما 
وجه الجمع؟ قلت: أوَّلاً: الوجه فيه مارواه سماعة عن أبي عبد اللهمظة قال دن لله علمين: علم أظهر 
عليه ملائكته وأنبياءه ورسله؛ فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علّمناه» وعلماً أستأثر به 
فإذا بدا لله فى شىء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الّذين كانوا من قبلنا» ويؤيّده أيضاً ما روى 
عن أبي جعفرطهة قال: ديبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عدا فلا نعلم ‏ الحديث» وما رواه أبو الرَبيع 
الشامى عن أبىي عبد اللْهظِة قال: «الإمام إن شاء أن يعلم علمع! ١‏ وملخّصه أن علمهم ببعض 
الأشياء فعليئٌ ويبعضها بالقوّة القربية بمعني أنّه يكفى في حصوله توبّه نفوسهم القدسيّة وهم 
يسمعون هذا جهلاً لعدم حصوله بالفعل» وبهذا يجمع بين الرّوايات الع دل بعضها على علمهم 
بجميع الأشياء وبعضها على عدمه. وما نحن فيه من هذا القبيل فإنّه بحصل لهم فى اليوم واللّيلة 
عند توججه نفوسهم القادسة إلئ عالم الأمر علوم كثيره لم تكن حاصلة بالفعل؛ وثانياً: أنّ علومهم 
بالأشياء التي توجد علوم إجماليّة ظلّية وعند ظهور ها عليهم فى الأعيان كلّ يوم وليلة علوم 
شهوديّة حضوريّة؛ ولا شبهة في أنَّ الثاني مغاير للأول وأكمل منه؛ والله أعلم. 

* الاصل: 

١‏ -عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز. عن حمّاد ابن عثمان قال 
سمعت أبا عبد اللهمية يقول: تظهر الزنادقة فى سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أنّى نظرت فى 
مصحف فاطمة 85 قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟قال: إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه ييه دخل على 
فاطمةطف من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عرّوجلٌ فأرسل الله إليها ملكاً يسلّى غمّها 





ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





ويحدّئهاء فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين:2ة فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي 
فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين 4ه فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي 
فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين 9 يكتب كلما سمع حتّى ألبت من ذلك مصحفاً قال: ثمّ قال: 
أما إِنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون:7١)‏ 

* الشرح: 

قوله (فأرسل إليها ملكاً) هو جبرئيل 9 كما سيأتي أو غيره. 

قوله (يسلّى غمّها) أي يكشف عنها الغمّ ويرفعه يقال: سلاه من الغمّ تسلية وأسلاء أي كشفه 
فانسلى عنه الغم. وتسلى: بمعنئ انكشف. 

قوله (فشكت ذلك إلئ أمير المؤمنين 42 ) قيل: لعدم إمكان حفظ كلّها. والشكاية: الإخبار عن 
الشيء بسوء فعله والمراد هنا مجرّد الإخبار. 

قوله (يكتب كلّما سمع)!') الظاهر أنه سمع من الملك بلا واسطة؛ ويحتمل أنه سمع من 
فاطمة ليلا 

* الأصل: 

-عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد عن على بن الحكم. ٠عن‏ الحسين بن أ. بى العلاء قال: 
سمعت أبا عبد اللههةٍ يقول: إِنَّ عندى الجفر الأبيض. قال: قلت: فأىّ شىء فيه؟ قال: نوو ذاوة 
ولو ]نموي بانتجا بعس وصيقف ربراعب. واالاعلز والسراة رمحت امهنا ازع أن ونه 
قرآناً وفيه ما يحتاج النثاس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتّى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة 


.158/ ١ -الكافي:‎ ١ 

1 - قوله «يكتب كما سمع» ليس فى هذا الخبر شىء بخالف أصول المذهب وان كان ضعيفاً بحسب الإسناد إلا 
أن ظهور الزنادقة سنة ثمان وعشرين ومائة غير مفهوم فإنهم أتباع ماني وكان ظهورهم في ملك شاقور بن أردشير 
من ملوك بني ساسان قبل ظهور الإسلام بمئات من السنين وبقُوا ملكهم إلئ أن ه ظهر دين الاإسلام علئ سائر 
الأديان فانقرضوا تدريجاً ولم يبق منهم باقية هذا إن كان المراد بظهورهم حدوثهم على ما هو المتبادر وإن أريد 
منه غلبتهم فلم يغلبوا بعد الإسلام البتة بل كانت اليد للمسلمين مطلقاً وإن لم يكن خلفاؤهم من أهل الإمامة؛ وان 
أريد بالظهور رفع التقية عنهم وتجويز اظهار آرائهم فلم يكن هذا محققاً في زمان لأن في كل عصر أظهر واحد 
منهم رأيأً أخذ وقبل كابن أبي العرجاء وغيره كثير وكان الخلفاء من بني العباس وغيرهم من الأمراء ء يبالغون فى 
التفتيش عن الزنادقة ويجاوزون الحد فى التجسس والقتل والاستيصال وكانوا قبل سنة ثمان وعشرين ومائة في 
دولة بني أمية لا يعاقبون هذا التعاقب ولعل المسلمين كانوا حيتئذٍ لا يرونهم إلا طائفة من أهل الكتاب من 
المجوس ولا يفرقون بينهم وبين أتباع زردشت. (ش) 


باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام لق 


وأرش الخدشء و عندي الجفر الأحمر, قال: قلت: وأيّ شيء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح 
وذلك إنما يفتح للدّم يفنتحه صاحب السيف للقتل, فقال له عبد الله بن أبي يعفور: أصلحك الله 
أيعرف هذا , بنو الحسن؟ فقال: أى والله كما بعزقرة اللبل آله ليل بوالنهار أنه نها رركتي يحملي 
الحسء تلاك الانيا عن الشجر دو الالكان ول طليرا لحل الاق لقان ديرا يا 

» الشرح: 

قوله (فأيّ شىء فيه قال: زبور داود) الظاهر أنَّ الجفر الأبيض وعاء فيه هذه الصحف لا أنها 
مكتوبة فيه. 0 

قوله (ولا أزعم أنَّ فيه قرآنً)! "' المقصود أَنّه ليس فيه شيء من القرآن وإلأكانظظة عالماً به 
والظاهر أن الضمير المجرور فى «فيه؛ في المواضح الثلاثة راجع إلى مصحف فاطمة يهو( 
ورجوعه إلئ الجفر الأبيض بعيدٌ ولعلّ المراد بالقرآن هو القرآن المعروف بيننا فلا ينافي 
اختصاص المصحف ببعض العلوم و بعض الأحكام ما تقرّر من أنّ في القران ‏ جميع العلوم وجميع 
الأحكام. و لعل المراد بهذا القرآن القرآن الذي لم يقع فيه التحريف, وهو الذي جمعه على بن أبي 
طالب لقة. 

قوله (وأيّ شيء في الجفر الأحمر) قال: السلاح. هذا صريح في أنَّ الجفر الأحمر ظرف 
للسلاح كالصندوق ونحوه. 

قوله (ولو طلبوا الحنّ لكان خيراً لهم ) وهم طلبوا الباطل أعنى الدّنيا بالباطل الى هو الحسد 
وإنكار الإمام وأهل الحنٌّ فيعود إليهم النكال في الدّنيا والوبال في الآخرة» ولو طلبوا الحقّ أعني 
الآخرة وما يوجب رفع الدّرجة فيها بالحقٌّ الْذي هو محبّة الإمام والإذعان له ومتابعته لكان خيراً 
لهم في الذنيا والآخرة واسم التفضيل هنا لأصل الفعل لا للريادة إذ لا خير في مخالفة الحقٌّ أصلاً. 

* الاصل: 

؛ - علي بن إبراهيم. عن محمّد بن عيسى. عن يونسء عمّن ذكره. عن سليمان بن خالد قال: 





١.05١ / ١ :يفاكلا-١‎ 

0 - قوله «لا أزعم أن فيه قرآنأ كلمة تدل علئ الشك ولا يليق بالإمام علئ ماسبق في متواتر الأخبار. رش 

7 قوله ورا جع إلى مصحف فاطمة» لاريب فيه ولا يتصوّر رجوعه إلئ الجفر الأبيض ولكن ينافي حيتئدٍ مافي 
الخبر السابق أنه ليس في ذلك المصحف شيء من الحلال والحرام ولا حاجة إلئ معرفة ذلك فإن مصحف 
فاطمةطفو كان خاصاً بهم له سواء كان فيه الحلال والحرا م أو العلوم الاخر وقوله لم يقع فيه التحريف سيأتي 
الكلام فيه إن شاء الله. (ش) 


حل شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


قال أبو عبد اللهلكة: إِنّ في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم. لأنهم لا يقولون الحقٌّ والحنٌّ فيه. 
د 000 -- 0 اا 0 





(نأتوا بكتاب من قبل هذا أوأثارة من علم إن كم صادقين» 7.07 

* الشرح: 

قوله (إنَّ ذ اي عي لصيس مسي 
والاسم: السوء بالضمٌ. والمراد أن في الجفر الذي يذكرة انتوق الحسن ويدّعون أنه عندهم لما 
يسوؤهم ويفضحهم لأنْهم لا يقولون الحقٌّ ولا يعملون به. والحق في الجفر فهم إِمّا كاذبون فى تلك 
الدّعوى أو صادقون وعلئ الأخيرإمًا جاهلون بما فيه من الحنٌّ الصريح أو عالمون به تاركون له 
وعلئ التقادير يلزم ما ذكره من المساءة والفضيحة. ئمّ أشار إل أنّْهم كاذبون في تلك الدّعوئ 
بقوله: فليخرجوا قضايا على وفرائضه إن كانوا صادقين في تلك الدّعوئ لأنَّ قضاياه وفرائضه كلها 
موجودة فيه وحيث لم يقدروا على إخراجها علموا أنْهم كاذبون وبقوله «وسلوهم عن الخالات 
والعمّكات») فإن حكمها أيضاً موجود فيه ولا يعلمونه. وبقوله «وليخرجوا مصحف فاطمة» وهذا 
أقوى فى تكذيبهم مما مرّلعدم توقفه على العلم وقوله «فإنٌ فيه؛ أي في مصحف فاطمة تيهنا وصيّة 
فاطمة تيهنا ودمعه) أى يي ممع هذا المصحف سلاح رسول الله كن دليل للوخراج يعنى أن الآخرا اج نافع 
لهم حيث بظهر أن الوصية والسلاح عندهم فحيث لم يخرجوه مع ما فيه من النفع العظيم لهم علم 
أنهم كاذبون. 

قوله (إنَّ الله عرّوجِلٌ يقول) تأكيد لما سبق من كذبهم إذ دعوى شيء لا يدل عليه كتاب ولم 
يقارن ما يفيد العلم به دل علئ كذب المدّعى. والأثارة من العلم: بقيّة منه» وينبغى أن يعلم أن هذه 
الآية نزلت لإلزام المشركين القائلين بتعدّد الآلهة نقلاً لعدم ما يقتضي صحّة قولهم في كتاب قبل 
هذا القرآن إذ هو ناطق بالتوحيد ولا في بقيّة من علم الأوّلِين لأنّه ليس في شيء منهما ما يدل على 
صدق مقالتهم واستحقاق آلهتهم للعبادة بعدما ألزمهم عفلاً بقوله جل شأنه فإقل أرأيتم ما تدعون 
من دون الله ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات» فأبطل قولهم بأنه ليس لألهتهم 
مدخل في خلق شىيء من أجزاء العالم حتى تستحقٌ العبادة به. وقد سلك 'هة هذه الطريقة في إلزام 
من ادّعى أنَّ الجفر عنده حيث ألزمهم أوّلاً بالمقدّمات العقليّة» وثانياً بعدم ما يدل على صحّة 


."1/١ -الكافي:‎ ١ 


باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام تق 


قولهم نقلأء ثم ينبغي أن يعلم أنَّ ما نقلهلية من الآية نقل بالمعنى وإلاً فالآية هكذا «إيتوني 
بكتاب ». 

* الأصل: 

4 محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, عن ابن محبوب, عن ابن رئاب» عن أبي عبيدة قال: 
ين ف اعدو ةن كه بيسى :| منهاننا عرو لحر قفا ل شو مسن الوو مار ع لما قال لها قالجا مده ؟ 
قال: تلك صحيفه طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج. فيها كل ما يحتاج الناس 
إليه» وليس من قضيّة إلاوهى فيها حتى أرش الخدش. قال: فمصحف فاطمة86؟ قال: فسكت 
ويلك نه قال إلكم لعيحترن غكا تريدون وعكا لااتريد ون إن فاظمة مكنت بعد :رسو اشاكلة 
خبينة وسيعين نوما ركان فشلها حون قبلاية على أبنها ركان حرق كلها راننها يعسن عراءها 
على أبيهاء ويطيّب نفسهاء ويخبرها عن أبيها ومكانه. ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها. وكان 
عله لذ كمع :لاسي ا 1092 ْ 

* الشرح: 

(هو جلد ثور مملوء علماً) ليس فيه دلالة علئ أن العلم مكتوب في الجلد لاحتمال أن يكون 
مكتوبأ فى صحيفة مخفوظة فيه. 

قوله (في عرض الأديم مثل فخذ الفالج) الأديم: الجلد المدبوغ. وليس فيه دلالة على أنَّ 
الجامعة أديم بل على أَنها في عرضه. والفالج بالفاء والجيم أخيراً: الجمل الضخم ذو السنامين 
يحم من الفقد للفحلة: 

قوله (قال: فمصحف فاطمةطل ) أى قال: ففسّر لنا مصحف فاطمةتللا كما فسّرت لنا الجامعة 
أو قال: فمصحف فاطمةئلا ما هو؟ فسكت 8ه سكوتاً طويلاً يشاور نفسه المقدّسة هل يجيبه أم 
لاء ثم رجح جانب الجواب لثلايعود إلى السائل غضاضة بتركه فأجابه بعد لومه بقوله إنكم لتبحثون 
عمّا تريدون وعمًا لا تريدون؛ أي عما تريدون لاحتياجكم إلى معرفته وعمًا لا تريدون لعدم 
احتياجكم إلى معرفته» وفيه إرشاد للمتعلّم إلى أنَّ يكف نفسه عن السؤال عمًا لا يتعلّق الغرض 
مره 
* الأصل: 

1١‏ -عدة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن صالح بن سعيد؛ عن أحمد بن أبي بشره عن 





.,5١ الكافي:‎ ١ 


ل شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





بكربن كرب الصيرفي قال: سمعت أبا عبد اللهلية يقول: إِنَّ عندنا مالا نحتاج معه إلى النّاس وإنَّ 
الناس ليحتاجون إلينا وإنّ عندنا كتاباً إملاء رسول اللهيق وخطٌ على نلق صحيفة فيها كلّ حلال 
وحرام وإنّكم لتأتونا بالأمرء فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه )١(‏ 

* الشرح: 

قوله (وإنكم لتأنون بالأمر) في بعض النسخ «لتأتونا بالأمره به بضمير المتكلّم مع الغير والمراد 
بالأمر الأمر من الأمور الشرعيّة والحكم من الأحكام الدينيّة وفيه إشارة إلى أنّهم 9 عالمون بأفعالنا 
الكلّية والجزئية تفصيلاً. 

قوله (بمحمّد بن عبد الله) هو محمّد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكيّة الذي خرج 
على المنصور الدّوانيقى ثانى خلفاء بنى عباس. 

١ 00 الأصل:‎ * 

- علئ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن أبي عمير» عن عمر بن أذينة» عن فضيل ابن يسار وبريد 
بن معاوية» وزرارة» أن عبد الملك بن أعين قال لأبى عبد اللهظة: إن الرّيديّة والمعتزلة قد أطافوا 
معد ين عبد اقول لهسلطان؟ فقال مؤائلة معدي لكا بين بهم سمية كل نيك وكل لاك 
جلك أدهي لقازاف ماسع كد زوفن القن واعددونوي ا ١‏ 

* الشرح: ْ 

قوله (إِنَّ عندي لكتابين ) لعلّهما الجفر ومصحف فاطمةتللا. 

قوله (قبيل ) بالتصغير وفى بعض النسخ قبل بالتكبير وقرب زمان النظر في الأوّل أكثر 

الأصل : 

8 محمّد بن يحيئ عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد, عن القاسم بن محمّد. عن 
عبد الصمد بن بشير؛ عن فضيل بن سكرة, قال: دخلت علئ أبى عبد الله فقال: يا فضيل أتدري في 
أيّ شىء كنت أنظر قبيل؟ قال: قلت: لا قال: كنت أنظر في كتاب فاطمةطلإنا. ليس من ملك يملك 
[الأرض] إلا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدث لولد الحسن فيه م 

* الشرح : 

قوله (ليس من ملك يملك) فائدة الوصف أمران: أحدهما: الإشارة إلى أن بنى الحسن وغيرهم 
من مدّعي الملك مكتوب فيه لامن حيث أَنْهم يملكون بل من حيث أَنّْهُم يخرجون فيقتلون أو 


.151 / ١ "-الكافي:‎ .5١5 / ١ :يفاكلا-١‎ 
؟551.‎ / ١ "_الكافى:‎ 


باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام ل 
يذلُون. وثانيهما: الإشارة إلئ زيادة التعميم وشمول كل ملك من شرق الأرض وغربها إلئ قيام 
الساعة كما فى قوله تعالئ «ولا طائر يطير بجناحيه». 

قوله (وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا) هذا قدح عظيم لمن اشتهر من ولد الحسن بالملك من 
غرب الأرض وغيره وقد تكلم أصحاب السير في نسبهم أيضاً وحمل ولد الحسن على ولده 
الموجودين في عصرهل9 بعيد جدًا. 


ال شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





باب فى شأن إنا أنزلناه فى ليلة القدر وتفسيرها 

١ ْ الأصل:‎ # 

١‏ -محمّد بن أبي عبد الله ومحمّد بن الحسن, عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيئ. عن أحمد 
ابن محمّد جميعا عن الحسن بن العبّاس بن الحريش )١(‏ عن أبي جعفر الثاني 320 قال: قال أبو عبد 
اللهلة: بينا أبي نيه يطوف بالكعبة إذا رجلٌ معتجر قد قيض له فقطع عليه اسبوعه حبّى أدخله إلى 
اي ا حر الك ل زاير راان وي ب عاو قوير 
بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه. يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك وإن شئت 
سلني وإن شئت سألتك. وإن شئت فاصدقني وإن شئت صدقتك؟ قال: كل ذلك أشاء قال: فائاك 
ا ا إِنّما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف 
أحدهما صاحبه وإِنْ الله عرّوجِلٌ أ بى أن يكون له علم فيه اختلاف قال: هذه مسألتى وقد فشرت 
طرفاً منهاء أخبرنى عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه؟ قال: أمّا جملة العلم فعند الله 
جل ذكره و أمّا ما لابدٌ للعباد منه فعند الأوصياء قال: ففتح الرجل عجرته واستوى جالساً وتهلل 
وجهه وقال: هذه أردت ولها أتيت؛ زعمت أنّ علم مالا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء فكيف 
يعلمونه؟ 

قال: كما كان رسول الله ييه يعلمه إلا أنهم لا يرون ماكان رسول اللهييهُ يرى. لأنه كان نبيّاً وهم 
محدّثون وإِنّه كان يفد إلى الله عرّوجِلٌ فيسمع الوحى وهم لا يسمعون فقال: صدقت يا ابن رسول 
اللاما قلف ماله صبنة أخبرنى عن هذا العلم ما له لايظهر كما كان مع رسول الله عيية؟ قال: 
فضحك أبى نىةٍ وقال: أبى الله عرّوجلٌ أن يطلع على علمه إل ممتحناً للإيمان به كما قضى على 
رسول اليل أن يصبر على أذئ قومه ولا يجاهدهم إلا بأمره: فكم من اكتتام قد الكتقم به حت قبل 
له: اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين4 وأيم الله أن لوصدع قبل ذلك لكان آمناً ولكته إنّما 
نظر في الطاعة وخاف الخلاف فلذلك كفٌ, فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الآمّة و 
الملائكة بسيوف آل داود , بين السماء والأرض تعذّب أرواح الكفرة من الأموات وتلحق بهم أرواح 
أشباههم من الأحياء ثم أخرج سيفاً ثم م قال: ها إِنّ هذا منهاء قال: فقال: أبي إى والذي اصطفى 


١‏ -هذا الرجل ضعيف جداً والحديث فاسد الألفاظ تشهد مخائله علئ أنه موضوع. (صه) 


باب فى شأن إنا أنزلناه فى ليلة القدر وتفسيرها 55 


محمّداً على البشر, قال: فردٌّ الرّجل اعتجاره و قال: أنا إلياس ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة 
غير أنى أحببت أن يكون هذا الحديث قرّة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها 
” 

قال: فقال له أبى :إن شئت أخبرتك بهاء قال: قد شئت. قال: إِنَّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف 
نان إن اشع وي[ ١‏ يفول لوسول عله نا انرنناء :فى لثلة القدويازلن احرها فهن كان رسون عه 
بعلم من العلم شيئاً لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل 9# في غيرها؟ فالهم سيقولون: لاء 
فقل لهم: فهل كان لما علم بدّ من أن يظهر؟ فيقولون: لا. فقل لهم: فهل كان لما علم بدَّ من أن يظهر؟ 
فيقولون: لاء فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول الله وَياُةٌ من علم الله عرّ ذكره اختلاف؟ فإن قالوا: لا 
فقل لهم: فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله وي فيقولون: نعم فان قالوا: لا 
فقد نقضوا أوّل كلامهم ‏ فقل لهم: ما يعلم تأويله إلآ الله والرّاسخون في العلم. فإن قالوا: من 
الرّاسخون فى العلم؟ فقل: من لا يختلف فى علمه. فإن قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كأن رسول 
اللهعية صاحب ذلكء فهل بلّغ أو لا؟ 

:فإن قالوا: قد بلغ فقل: فهل ما تظيهُ والخليفة من بعده يعلم علماً ليس فيه اختلاف؟ فإن قالوا: 
لاه فقل: إِنْ خليفة رسول اللهعة مؤيّد ولا يستخلف رسول اللهكلة إلأمن يحكم بحكمه وإلآمن 
يكون مثله إلا النبوة وإن كان رسول الهو لم يستخلف في علمه أحداً فقد ضيّع من في أصلاب 
الرّجال ممّن يكون بعده فإن قالوا لك: فإِنّ علم رسول اللي كان من القرآن فقل: حم والكتاب 
المبين* أنا انزلناه في ليلة مباركة إِنَا كنا منذرين) إلئ قوله: (إِنّا كنا مرسلين» فإن قالوا لك: لا 
يرسل الله عرّ وجل إِلآإلى نبىّ فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والرّوح التي 
تنزّل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض؟ فإن قالوا من سماء إلى سماء فليس فى للسماء 
أحد يرجع من طاعة إلى معصية؛ فإن قالوا من سماء إلئ أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك 
فقل: فهل لهم بد من سيِّد يتحاكمون إليه؟ 

فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم. فقل: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلئ النور 
-إلئ قوله : خالدون» لعمري ما في الأرض ولا فى السماء ولي لله عرّ ذكره إل وهو مؤيّد ومن أيّد 
لم يخط وما في الأرض عدوٌ لله عرّ ذكره إلا وهو مخذول ومن خذل لم يصب كما أنَّ الأمر لابدٌ من 
تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لابدّ من والء فإن قالوا: لا نعرف هذا فقل: [لهم] 
قولوا ما أحببتم» أبئ الله عرّ وجل بعد محمد يية أن يترك العباد ولا حجة عليهم. قال أبو عبد 
اللهلية: ثم وقف فقال:ههنا يا ابن رسول الله ييه باب غامض أرأيت إن قالوا: حجة الله القرآن؟ قال: 


ال شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


إذن أقول لهم: إِنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون وأقول قد 
عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ماهي في السنّة والحكم الذي ليس فيه اختلاف وليست فى 
القرآن أبئ الله لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض وليس في حكمه راد لها ومفرّج عن أهلها 
فقال: ههنا تفلجون يا ابن رسول الله أشهد أن الله عر ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة فى 
الأرض أو في أنفسهم من الدّين أو غيره فوضع القرآن دليلاً قال: فقال الرّجل: هل تدري يا ابن 
رسول الله دليل ما هو؟ 

قال أبو جعفرة. نعم فيه جمل الحدود وتفسيرها عند الحكم, فقال: أبئ الله أن يصيب عبداً 
بمصيبة فى دينه أو فى نفسه أو [فى] ماله ليس فى أرضه من حكمه قاض بالصواب فى تلك 
المصيبة قال: فقال الرّجل: أمّا في هذا الباب فقد فلجتهم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على الله 
الال اين لله جل ذكره حجة. ولكن أخبرنى عن تفسير «الكيلاً تأسوا على ما فاتكم»؟ مما 

خصٌ به علئ ولا تفرحوا بما آتاكم» قال: في أبي فلان وأصحابه واحدة مقدّمة وواحدة مؤخُرة 
ولا سود اس اا ده ا ل د 
لكم بعد رسول اللهكيلة » فقال الرّجل: أشهد شهد ألكم أصحاب الحكم الذى لا اختلاف فيه ثم قام 
الع ومو ل ل 

* الشرح: 

قوله (إذا رجل معجر) فى النهاية الاعتجار هو أنَّ يلف العمامة علئ رأسه ويردٌ طرفها على 
وجهه ولا يعمل منها شيئاً تحت ذقنه ومنه حديث الحجّاج دخل مكة معتجراً بعمامة سوداء؛ وفي 
المغرب الاعتجار الاعتمام وأمًا الاعتجار المنهى عنه في الصلاة فهولئٌ العمامة علئ الرأس من غير 
إدارة تحت الحنك عن الأزهرى وتفسير من قال هو أن يلفٌ العمامة علئ رأسه ويبدي الهامّة أقرب 
لأنّه مأخوذ من معجر المرأة وهو ثوب كالعصابة تلقّه المرأة علئ استدارة رأسها في الأجناس عن 
محمّد المعتجر المتنثّب بعمامته وقد غط أنفه. 

قوله (قد قيض له) على صيغة المجهول من باب التفعيل يقال: قيْض الله فلاناً لفلان أي جاءه به 
وأتاحه له. يعني قدَّره له» ومنه قوله تعالئ «وقيّضنا لهم قرناء» أي قدّرنا وسبّبنا لهم من حيث لا 
يحتسبونه. 

قوله (مرحباً) أي لقبت رحباً وسعة» وقيل: معناه رحّب الله بك مرحباً فجعل المرحّب موضع 





1 الكاف 171 


باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها الخال 


الترحيب. وقيل أتيت سعة. 

قوله (بارك الله فيك) أي زاد الله فيك خيراً أو تبتك فيه. 

قوله (إن شكت فأخبرني ) خيّره بين ثلاثة أمور الأوّل الإخبار وهو إفادة المخاطب. والشاني 
المسألة وهي استفادة ماعنده؛ والثالث الصدق أو تصديق المتكلم وعده صادقاً وهو يناسب 
الأوّلين جميعاً لأنه يناسب الاخبار والجواب كليهما وهذا من جملة الآداب فى التخاطب 
والمناظرة. ١‏ 

قوله (فإيَاك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمير لى غيره) إضافة المسألة إلئ الفاعل أو 
المفعول والباء متعلّق بينطق والاضمار التغيّب والاخفاء ومنه أضمر في قلبه شيئا كما صرّح في 
المخرك وكا لمع رومن أن كفل اشرما يفنو فى الله رأف انه يكن لسانةقطابنا لعا فى قله 
وي 
الاحتمال أو الظاهر فأجاب 4 بأنّ ذلك شأن من كان في قلبه علمان يخالف أحدهما الآخر وأمًا 
من كان فى قلبه علم واحد لا اختلاف فيه فلسانه مطابق له لقلبه وما ينطق به يفيد اليقين الُذى لا 
يحتمل غيره. 

قوله (أمّا جملة العلم فعند الله تعالئ ) المراد بجملة العلم كلّه. 

قوله (ففتح الرّجل عجرته) قال الجوهري العجرة بالكسر نوع من العمّة. هكذا في بعض النسخ 
وفى أكثر عجيزته بالباء بعد الجيم والرّاي المعجمة بعد الياء والعجز مؤْحّر الشيء يذكّر ويؤنّث 
وهو للرّجل والمرأة جميعاً والجمع الأعجازء والعجيزة للمرأة خاصّة كذا في الصحاح قال ابن 
الأثير: في حديث البراء إِنّه رفع عجيزته في السجود العجيزة العجز وهي للمرأة خاصّة فاستعارها 
للرّجل. 

قوله (وتهلل وجهه) فى الصراح تهلل درخشيدن برق وروى از شادى. 

قوله (زعمت) الرّعم مثلثة قد يطلق علئ القول الحنٌّ وإنكان إطلاقه علئ الباطل والكذب وما 
يشك فيه أكثر. 

قوله (فكيف يعلمونه) سأل عن كيفيّة حصوله وطريق تعلّمه فأجاب بهم سمعوه من الملائكة 
مثل النبى َيه إلا أنه كان يراهم وهم لا يرونه للفرق بين النبي والمحدّث ولعل المقصود أن لهم 
علوماً من هذا الطريق لا أن كل علومهم منه وإلا فجلٌ علومهم من النبى عَلل. 

قوله (وانّه كان يفد) وفد إليه وعليه قدم وورد. وهذا فرق آخر بينهم وبين النبئ عله بأهم لا 
يسمعون الوحى بلا واسطة من الله تعالئ وهو يسمعه. 


للا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج © 

قوله (أخبرني عن هذا العلم) سأل عن سبب عدم ظهور هذا العلم الذي لا اختلاف فيه مع 
الأوصياء حتّئ لا يوجد فى الدّين اختلاف ويرجع إليهم الناس كلهم كما كان يظهر مع رسول 
الله َيه . 

قوله (فضحك أبى وليه 4 سبب الضحك أمران أحدهما أنه جعل هذه المسألة صعبة وليست 
كذلك والآخر أنّه سأله للامتحان والاختبار بحسب الظاهر تجاهلاً عن حالهلكة مع علمه لي بأنه 
عازف ال 

قوله (وقال أبئ الله عرَّ وجل أن يطلع علئ علمه إلا ممتحناً للإيمان به) حاصل الجواب أنَّ 
ظهور هذا العلم مع رسول الوه دائماً فى محل المنع فإنّه كان مدّة في أَرّل البعثة مأموراً بستره 
واكتتامه إلا عن أهله وهو الممتحن للإيمان حتئ أمر بالإعلان والإطهار علئ الناس كلهم وكذلك 
الأوصياء مأمورون بستره واكتتامه إلا عن أهله حتّئ يؤمروا بإعلانه وإظهاره وحتئ يأتي إِبَان أجله 
الدى يظهر فيه الدذين الحقٌّ علئ كافة الناس وهو زمان مهدىّ ده لذن 1 

قوله (فكم من اكتتام قد اكتتم به) المصدر بمعنئ المفعول وكم خبريّة لبيان الكثرة وضمير 
المجرور راجع إلئ الاكتتام أو إلئ الأمر ويرججح الثاني بأنَ الاكتتام يتعدّئ بنفسه يقال اكتتمت 
الشيء هو مكتتم إذا أرد المبالفة في الكتمات يعني أن قد ست كف من الحو سمهو 
والأسرار الخفيّة عن غير أهلها حتئ قيل له «أصدع بما تومر» أي تكلم به به جهاراً «وأعرض عن 
المشركين » ولا تلتفت إلى ما يقولون من الاستهزاء وغيره. 

قوله (وأيم الله) أي وأيم الله قسمى وهو لفظ وضع للقسم. لو صدع بالحنٌّ وتكلّم ‏ به جهاراً قبل 
ذلك لكان آمناً في نفسه وأهله ولكنّه إِنْما نظر في طاعة الرَبَ وخاف خلافه أو خلاف الأمّة وعدم 
تأثير الصدع فيهم فلذلك كفٌ عن الإجهار ولذلك يسقط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عند 
فوات التأثير والعلم بعدمه كما يسقط عند خوف النفس. وبالجملة إذا سقط الإعلان والإجهار عن 
النب مع عدم خوف النفس. وبالجملة إذا سقط الإعلان والإجهار عن النبيَ مع عدم خوف النفس 
لمصلحة أخرئ سقط عن الوصي مع خوف النفس بطريق أولى. ٍ 

قوله (فوددت أنّ عينك) أشار إلئ أنَّ الوصى الّذى يظهر معه هذا العلم الذي لا اختلاف فيه 

بأمر الله تعالئ مهدى هذه الأمّة الذي ينصره الله تعالئ بالملائكة وزمانه زمان ظهور دين الحقّ على 
الآذيان كلها ولوك المشتركون. 

قوله (ثم أخرج سيفاً ثم م قال: ها) «ها» حرف التنبيه أو بمعنئ خذوقد تمد أي ثمّ أخرج ذلك 
الل سيفاً من غمده ثم قال: ها إن هذا الستك :مو سيوك آل اود و الغراة.بها اما الحقيفة أوشينها 


باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 50١‏ 


بسيوف آل داود فى جريانها علئ الأعداء والاستيلاء علئ أهل العالم كما استولئ سليمان نلة. 

قوله (غير أَنى أحببت أن يكون هذا الحديث قرّة لأصحابك) في مناظرة الخصم حيث يقولون: 
لوكان للنبئ وصيمٌ عالمٌ بعلومه كلّها لوجب عليه أن يظهر على الخلق إمامته وعلمه حتّى لا يختلف 
أحد. وحيث لم يظهر علم أنه لا وصئ ولا عالم بعلومه كلّها والجواب ما أشار إليهلة من أن 
الاظهار إِنّما يجب لو لم يكن مأموراً بإخفائه وأمًا مع الأمر به فلا كما لم يظهر لنبئّ. وبالجملة 
وجوب الإظهار دائر مع الأمر به فعند انتفاعه لا يجب. 

قوله (فلجوا) الفالج الغالب وقد فلج أصحابه وعلى أصحابه إذا غلبهم والاسم الفلج باضم. 

قوله (قال إِنَّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا) حاصل هذا القول إلزامهم بأنهم مخالفون 
لرسول لله عه في العلم والأحكام وَإِنّ في الأمّة من لا يخالفه وهو وصيّه وصاحب علومه وأسراره 
وبناء الإلزام على مقدّمات كلها مسلّمة عندهم. الأوّل أنهييةُ عالم بجميع الأثسياء والقائة اله 
وجب عليه إظهار علومه والثالثة أنه لا اختلاف فى علمه وحكمه. والرابعة أن كل من حكم بحكم 
كان فيه اختلاف فقد خالفه. ومن هذه المقدّمات ظهر أنهم مخالفون له في العلم والحكم إذ في 
علمهم وحكمهم اختلاف إلا أن يقولوا في المقدّمة الرابعة إنَّ كل من حكم بحكم فيه اختلاف غير 
مخالف له فيلزمهم أنَّ هذا القول مناقض للمقدّمة الثالثة المسلّمة عندهم بالضرورة إذ عدم 
مخالفتهم له مع تحمّق الاختلاف في علمهم وحكمهم إِنّما يتحمّق إذا تحمّق الاختلاف في علمه 
وحكمه أيضاً وهذا مما لم يقولوا به. 

قوله (لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل فى غيرها) الظرف متعلّق بالمنفى وقوله أو 
يأتيه عطف عليه. 

قوله (فإِنُهم سيقولون لا) لاعترافهم بأنه علم كل شىء في تلك الليلة لقوله تعالئ: «اتنرّل 
الملائكة والرّوح فيها بإذن رهم من كل أمر» أو أتاه جبرئيل في غيرها وبالجملة اعترفوا بأنّه لم 
يمت حتّى علم كل شيء. , 

قوله (فهل كان لما علم بدّ) من أن يظهر أي فراق من إظهاره وقولهم: لابدٌ من كذا معناه لا فراق 
منه. (فيقولون: لا) أى فيقولون: لابدّ من إظهار علمه لأنه الغرض منه. 

قوله (فيقولون: نعم) ويلزمهم من ذلك أنهم مخالفون لرسول الله عيلة لوقوع الاختلاف في 
حكمهم. 

فوله (فإن قالوا: لا فقد نقضوا أَرَّل كلامهم ) أي فإن قالوا: من حكم بحكم فيه اختلاف لم يخالف 
رسول الله فقد نقضوا أَرَّل كلامهم حيث قالوا: لا اختلاف فيما أظهر رسول الله من علم الله تعالى لأنَّ 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 





عدم التخالف يقتضي أن يكون في حكمه أيضاً اختلاف. 

قوله (فقل لهم ) الفاء جزاء آخر للشرط أي فإن قالوا: لاء فقل لهم لابطال قولهم هذا بعد التناقض 
في كلامهم بالدليل الدال على أنَّ خليفة الرّسول مثله في جميع الصفات إلا النبرّة فيجب أن يوافق 
فوله قوله وحكمه حكمه ولا يخالفه في أمر من الأمور فمن خالفه ليس خليفة له. 

قوله (فهل بِلَغْ أولا) أي فهل بلغ الرّسول ذلك العلم الذي لا اختلاف فيه إلى أحد أو لاء فإن 
قالوا: لا فقل الخ أي فإن قالوا: لا يلزم أن يعلم الخليفة من بعده علماً ليس فيه اختلاف فقل: إِنّ هذا 
القول باطلٌ بالضرورة لأنَّ خليفة الرّسول مؤيّد مثله ولا يستخلف الرّسول إِلَا من يحكم بحكمه 
ويكون مثله فى جميع الصفات إلا النبوّة إذ الغرض من خلافته هو إقامة دينه وعلمه وإجراء حكمه 
على أمّته ولو جاءت المخالفة بطلت الخلافة والغرض منها بالضرورة. 

قوله (وإن كان رسول الهو لم يستخلف في علمه أحداً الخ ) أشار بذلك إلى إبطال احتمال 
آخر مقابل للاحتمال الأوّل وهو قوله: فإن قالوا: قد بلغ يعنى إن قالوا: إِنَّ رسول اللهيقة لم يلغ 
علمه ولم يستخلف فى علمه أحداً فيرد عليهم أنه قد ضيّع من فى أصلاب الرّجال فمن يكون 
بعده إلى يوم القيامة لأنَّ تمسّكهم بشريعته موقوفٌ علئ وجود حاكم عالم بعلمه ينوب منابه في 
إجراء أحكامه وحدوده وغيرها فلو لم يستخلفه فقد ضيّعهم. 

فوله (فإن قالوا لك) إشارة إلى ما توهّموا من منع مضمون الشرطيّة المذكورة وهو أن عدم تبليغ 
علمه وعدم استخلاف أحد فيه موجب لتضييع من فى أصلاب الرّجال لأنْ علمديّظة كان من 
القرآن والقرآن تبيان كلّ شىء وهو معمول بين الناس فلا يلزم من عدم تبليغ علمه إلى أحد من 
الأمّة وعدم استخلافه فيه ما ذكرء وقولهظة «فقل حم إلى آخره» إشارة إلى دليل آخر دا على 
وجوب وجود خليفة له عالم بعلمه حاكم بين خلقه وإِنّما أعرض عن جواب المنع لكونه فى غاية 
الضعف مع أنه سيشير إليه والمراد بالكتاب المبين القرآن وبالليلة المباركة ليلة القدر, وبإنزاله فيها 
ابتداء إنزاله أو إنزال كلّه فيها إلى السماء الدنيا ثمّ إنزاله نجوماًء إلى الأرضء وبالأمر الحكيم الأمر 
المحكم المشتمل على الحكمة وبالإرسال إرسال الملائكة في ليلة القدر ما دامت الدنيا إلى من 
يتولى أمور الخلق ويحكم بينهم بالعدل. 1 

قوله (فإن قالوا لك) منعوا إرسال الملائكة إلى غير نبي وبناء هذا المنع على أحد أمور ثلاثة: 
الأوّل اختصاص وجود ليلة القدر بعصر النبئ وزواله بعده. الثانى وجودها بعده أيضاً واختصاص 
نزول الملائكة إلى النن وهو حيكٌ. الثالث كذلك واستمرار نزولهم إليه وهو ميّتء ولمّاكان كل هذه 
الأمور خلاف إجماع الأمّة إلاامن لا يعتدٌ بدكما صبّح به جماعة من علماء العامّة أيضاً وستعرفه لم 


باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها بد 
بتعرّض نلق فى الجواب لدفع ذلك بل أجاب بأنّهِ إذا نزلت الملائكة في ليلة القدر بعدم عي من كل 
أمر حكيم بحكم الآية الكريمة نزلت إلى أهل الأرض قطعاً لأنَّ أهل السماء لا يحتاجون إلى الزجر 
والنهي إذ أحد منهم لا يرجع إلى معصية الربٌ حتى يحثاج إلى الزجر عنها وإذا نزلت إلى أهل 
الأرض وجب أن يكون هناك منزل إليه وهوإمّا حاكم الجور أو حاكم العدل والأوّل باطل لأنَّ الجائر 
معزول عن الحكم بالضرورة ولقوله تعالى: «والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت» أي التابع للهوى 
النفسانيّة والوساوس الشيطانيّة فهو لا يصلح أن يكون وليّاً للمؤمنين ومورداً للملائكة ومتكمّلاً لأمر 
الخلق بالأمر والنهي فتعيّن الثاني وهو المطلوب. 

قوله (هو من الملائكة والروح ) الضمير راجع إلى الأمر الحكيم أي الأمر المحكم المتقن 
المتضمّن للحكم والمصالح. والجملة خبر بمعنى الاستفهام. 

قوله (وأهل الأرض أحوج الخلق) الواوإمًا للعطف على قوله من سماء أو للحال. 

قوله (فإن قالواً فإِنَّ الخليفة هو حكمهم ) الحكم بالتحريك هو الحاكم والمراد بالخليفة سلطان 
العصر وخلفاء الجور وهذا القول مشعر بأنَّ أهل الخلاف أيضاً قائلون باستمرار حكم ليلة القدر 
وقد صرّح به جماعة من علمائهم وادّعوا الإجماع عليه فما ذكروه أوّلاً من أنَّ الله تعالى لا يرسل إلا 
إلى نبئ كان مكابرة. 

قوله (فقل الله ول الذين آمنوا) ملخّص الجواب أن ولت المؤمنين وجب أن يكون متّصفاً 
بإخراجهم من ظلمات الجهل إلى العلم ووليّ الكافرين والفاسقين عكس ذلك فكيف يكون ولي 
الكافرين والفاسقين ولىّ المؤمنين وتنزل إليه الملائكة وتجعله والياً لأمرهم ونهيهم. 

قوله (ومن خذل لم يصب ) فكيف يجعل من بخطأ ولا يصيب وليّاً للمؤمنين. 

قوله (كما أن الأمر لابدٌ) دفع بذلك توهّم أنَّ الملائكة تنزل لا إلى أحد. 

قوله (قولوا ما أحببتم) دل على أنَّ قولهم لا نعرف هذا محض المحبّة النفسانيّة والهوى 
الشيطانية من غير أن يكون له أصل يستند إليه ومأخذ يعتمد عليه. 

قوله (أبى الله أن يترك بعد محمّد العباد ولا حجّة عليهم ) وإنّما أبى ذلك لثلا يكون للناس على 
الله حجّة يوم القيامة ولئلا يبطل الغرض من إيجادهم. وحجّته تعالى عليهم يجب أن يكون من أهل 
العصمة والطهارة ليتمّ الوثوق بقوله وفعله وأمره ونهيه ووعده ووعيده. 

قوله (ثمّ وقف) لعل المراد بالوقوف القيام لتعظيمه نظ ورعاية الأدب والغامض من الكلام 
خلاف الواضح وهذا اعتراض على قولههة «أبى الله أن يترك بعد محمّد العباد ولا حجّة عليهم» 
فكأنه قال: هذا حقٌّ ولكن الحجّة هو القرآن فلا يتدُ المطلوب. 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


قوله (قال إذن أقول) حاصله: أنَّ القرآن ليس بححّة إلا بناطق مؤيّد يعلم ظاهر القرآن وباطنه 
وباطن باطنه ويأتمر وينهى بالحقٌّ ولذلك ترى كل واحدة من الفرق المختلفة يتمسّك بالقرآن 
وتخاصم به الأخرئ وتحمله على المقاصد الباطلة فعلم من ذلك أنّ القرآن ليس بحجّة مستقلة. 

قوله (وأقول قد عرضت ) عطف على أقول ووجه آخر لدفع الاعتراض المذكور. 

فوله (ما هى فى السئّة ) المراد بعدم كون حكم تلك المصيبة فى السنة والقرآن عدم كونه فيهما 
بحسب علم الناس وعقولهم القاصرة فلا ينافي ما تقرّر من أنَّ كل شيء فيهما. 

قوله (والحكم الذي ليس فيه اختلاف ) تفسير للسئّة واحتراز عن السنّة المستندة إلى الرأى 
والقياس فإِنْها لا اعتداد بها لاختلاف اراء الناس وقياساتهم. 

قوله (وليس في حكمه راد لها) الحكم إمّا بالتحريك أو بضمٌ الحاء فيشكون الكا فق والشهير 

جع إلى الله. 

5-18 ضع القرآن دليلاً) أي دليلاً عليها وعلى حكمها وهذا يؤيّد ما قلنا فى تفسير أنْها ليست 
فى القرآن من أنّها ليست فيها بحسب عقولهم. 

قوله (دليل ما هو) سأل عن كيفيّة دلالة القرآن عليها إِمّا بالاجمال أو التفصيل فأجاب 2ه بأ 
فيه جمل الحدود وتفسيرها عند الحاكم العالم بمعانيه وأراد بالجمل مقابل التفصيل ويحتمل أن 
م 


قوله (ولكن أخبرنى عن تفسير لكيلا تأسوا) الغرض من هذا الاستخبار اختبار حالههة فى 





١‏ اعلم أنّ جميع ما روى في باب شأن انا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها منقول من الحسن بن العباس بن حريش 
الرازي أبي علي. قال النجاشي: روى عن أبي جعفر الثاني طق ضعيف جدَأُ له كتاب انا أنزلناء في ليلة القدر وهو 
كتاب ردي الحديث مضطرب الألفاظ انتهى. ونحوه حكى العلامة عن | بن الغضائرى وزاد مخائله تشهد على أنه 
اعرضوا وده الريك يلتعت الهو وجني يجا رحد 

أقول” ليس ما يعقل ويفهم من الدليل الذي نسبه إلى الياس النبيطية غير ما سبق في صد ركتاب الحججة من وجود 
إمام في كل عهد يزيل الشكوك والأوهام ويبين الأحكام لعدم اشتمال الكتاب والسئّة ظاهراً على جميع ما يحتاج 
إليه الناس كما سبق في محاجة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد والرجل الشامي والذي يزيد في هذا الخبرذ كد 
ان أنزلناه في ليلة القدر فإنّ قوله تعالى: « تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم» يدل بزعم الراوي على تتزيل 
الوحي في الأحكام والشرائع وحوائج الناس في أمور دينهم فى كل سنة ولابدٌ أن يكون فى كل زمان إمام ينزل 
إليه الوحى أو الالهام ليكمل به الدين وهذا من المعصوم بعيد لأنّ الغرض إن كان المحاجة به على الخصم فظاهر 
انَّ قوله # تنزل الملائكة والروح» لا يدل على ان ما تنزل به من الأحكام وتفاصيل الشريعة وإن كان هذا تفسيراً 

من المعصوم فلا يكفى فى المحاجة مع من لا يعترف بوجود إمام معصوم في كل زمان. . (رش) 


باب فى شأن إنا أنزلناه فى ليلة القدر وتفسيرها ١‏ 


العلم بتفسير المتشابه بحسب الظاهر وإظهار علمه به بحسب الحقيقة حيث جعل الخطاب الثاني 
لغير من له الخطاب الأوّل وإن كان الظاهر المتبادر أنهما لطائفة واحدة كما زعمه غيره. 

قوله (ممّا خصّ به علرم 92 ) من الخلافة والرئاسة وهذا من كلام إلياس ليه لبيان أنَّ الخطاب مع 
أهل البيت يلي وشيعتهم يعنى لا تحزنوا على الخلافة التى فاتت عنكم بسبب تغلب الظالمين لا 
من تتمّة القرآن. 

قوله (9 ولا تفرحوا بما آتاكم » قال: في أبي فلان وأصحابه ) يعني أن لا تفرحوا وارد في ذم أبي 
بكر وأصحابه وخطاب معهم أي لا تفرحوا أيّها الظالمون المتغلبون بالرئاسة التى آتاكم الله إِيَاها 
نسيك تغلبكم على العالم الكباتى ولما كان هنا فظئة أن يقال: إن .هذا التفسين غير مناست لسرق 
الكلام وموجب لتفكيك النظم إذ اتصال الآيتين يوجب إرجاع الخطاب فى الموضعين إلى طائفة 
واحدة أجاب عنه بقوله واحدة مقدّمة وواحدة موّْخّرة يعنى أنَّ إحدى الآبتين فى النزول والأخرى 
مؤْخّرة فيه ووقع الاتصال بينهما فى عهد عثمان عند أمره بجمع القرآن لا أنهما نزلتا معا حتّى يرد 
أنّ رجوع الخطاب الثانى إلى غير ما رجع إليه الخطاب الأوّل باطل. 


تم المجلّد الخامس ويليه فى المجلّد السادس الخبر الثانى من باب شأن إن أنزلناه. إن شاء الله 
تعالئ. 


و 





1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 0 
فهرس الايات 

(إذ فلوست لأبية يا أب إلى راينة يوسفت 2 لجس الاج عو بو كنا 

(إلا امرأته قدّرناها من الغابرينالنمل: /اه 0000101 00 

(الحمدٌ لله الذي هدانا لهذا وماكنًا لنهتدي لولا أنالاعراف: ”8 [ ذز ز [ز[ 00100000000 


(الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يُؤتون أجرهم مرّتين 
بماالقتصص: 054-07 ل ا ل 
(الذين يتّبعون الرّسول النبىّ المي الذى بجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل. يأمرهم 


بالمعروف وينهاهم عن الاعراف: ١61‏ اط رو لو لوو كوه لو لكا 
(اليوم أكستملث لكتسم «ايستكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتٌ لكم الإسلام 
ديناًالمائدة:م 0000 ااا 
(إنّا عرضنا الأمانة علئ السموات والأرض والجبال فأبيّن أنالاحزاب: 77 مع وا ا 
(إناكلّ شىء خلقناه بقدرالقمر: 4غ 1 1[ 0 
(إناكنًا عن هذا غافلين).الاعراف: ١77‏ 1 0000000 
(إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربّهم بإيمانهم جنّاتِ تجري من تحنها 
الانهازيونس:6 ع اس ب م ماسم حا سه وام سيب م ااا ع 30 
(إنَّ الله يحول بين المرء وقلبهالانفال: غ؟ ا 0 0 
(إنا هد يناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً)الانسان: م ا ااا 
(إِنَّ أولئ الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبئ والذين آمنوا واللهآل عمران: 14.... ١197‏ 
001 
(إنَّ رحمة الله قزيك من المكستين الاعراف: 65 ا 000 
(إِنْما أنت منذر ولكلٌ قوم هادالرعد: ٠‏ ا 
(إنْما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا)المائدة: 0ه ا ل 13 
(إنّما يُتقبّل الله من المتّقين المائدة: 71 مي ا لك هه امه سو سس الما ا 
(إِنْما يخشئا الله من عباده العلماء).فاطر: 77 ل ا ا قت 


(إِنْما يُريد الله ليُذْهبٍ عنكم الرّجس أهل البيت ود مركم تطهيراًالاحزاب: 7 ا 


فهرس الايات ذا 


(إنْى جاعلك للناس إماماً ومن ذَريتي قال لا ينال عهدي الظالمين البقرة: ا ١‏ 





(أتُريدون أن تهدوا مَنْ أضلَّ اللهالنساء: 848 وي ا 0 
(اجعلنى علئ خزائن الأرض إِنْى حفيظ عليم يوسف: هه متعنة ماسن وهم أقنا 
(أطيعوا الله وأطيعوا الّسول وأولى الأمر منكمالنساء: 59 000 
زأقانت تعره الغااين مقت يكت نواد مكدن وسقت 44 000 
(أفمن كان علئ بيّنة من ربّه ويتلوه شاهدٌ منههود: ١٠7‏ مب كاين دفوو سني نذا 
(أم حسب الّْذين ا ا ا اي ا ا 0 
(أم يحسدون الناس علئ ما آتاهم الله من فضله).النساء: 4ه 00000 0 1100000 
(أولم يكف بربّك أنه على كل شيءٍ الا اق اماو الم و ةا 
(أومن كان ميّتأ فأحييناه وجعلنا له نور ؛ عل ف 00000000000 
(ذلك بما قدّمت يداك وَأن الله ليس بظلامٌ ا 0 ااا 
(ربٌ بما أغويتني لأزئنن لهم في الأرض 00 أجمعين إلا عبادك منهم 
المخلصين الحجر: 9" راون لحان و لف و الا ا الات لاسا التي تانب لمارا جد ب كو ما نوا بالا 
(رنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالين المؤمنون: ٠١‏ 000 
رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماًالنور 
/ 0 
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا)البقرة: 67 ةي ةد ةزة ز ز د 00000000225 00 
(وماكان الله لِيُضْلَّ قوماً بعد إذالتوية: ١١6‏ ذ1[1ذ1[1[1[1[1ذ[ز[ [ز [ ا 0 
(فاصبركما صبر أولو العزم من الدٌّس ل الاحقاف: هم ا ل ا 
(فالملقيات ذكراً عذراً أو نذراً)المرسلات: 0 ااا ا 
(فإنُها لا تعمئ الأبصارٌ ولكن تعمئ القلوب الّتى في الصد ورالحج: 67 ا و 
(فكيف إذا جئنا من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك علئ هؤلاء شهيداالنساء: ١غ‏ ا 
(فكيف كان عذابي ونذرالقمر: ١؟‏ 0 
(فلا ورك لا يُؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما 
قضيت ويُسلّموا تسليماً).النساء: 36 0 اا 
(فَمَنْ يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلامالانعام: ١76‏ ا 


(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنهم 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 


يحسنونالكهف: ٠١‏ 1 0 
(لا يكلف الله نفساً إلا وسعهاالبقرة: 785 مل ع ل لا 68 
(لا ينال عهدى الظالمين)»البقرة: 14؟١‏ م 11111 


(لو أن لي كرّة فأكون من المحسنين الزمر: 08 0 
(لولا نُزّل هذا القرآن علئ رجل من القريتين عظيمالزخرف: "١‏ 000 
(ليبلوكم أيُكم أحسنٌ عملآهود: / 0 
(ليجزي الّذين أساؤوا بما عملواالنجم: "١‏ ل ل 
(ليس علئ الضعفاء ولا علئ المرضئ ولا علئ الذين لا يجدون ما ينفقون حرخ التوبة: 


0 ل م ل ل‎ ١ 
لت‎ ١2 (ويكوث الرسول عليكم شتهيدا البقرةة‎ 
1 (ليكون الرسول شهيداً عليكم الحج : 8/ عو تاس ناو وس مجو م ا ا‎ 
(ما فرّطنا فى الكتاب من شي ءالانعام: 78 واوا ا ا لح افو ل‎ 
المقتساءن الكري كا‎ ١8 (مثل الّذين كفروا برتهم أعمالهم كرماد اشتدّت به الريحابراهيم:‎ 
1 "6 (مثل نوره.. الرّجاجة كأنها كوكبٌ ذُرٌَّ النور:‎ 
مَنْ جاء بالحسنة فله خيرٌ منها وهم من فزع يومئذ آمنون *: ومَنْ جاء بالسيّئة فكبّت وجوههم‎ 

فى النار هل تُجزون إلا ماكنتم تعملون)النمل: 84 1[ 001000000 
(مَْ جاء بالحسنة فله عشر أمثالهاالانعام: ١١‏ 0 
(مَنْ يُطع الرّسول فقد أطاع الله ومَنْ تولئ فما أرسلنّاك عليهم حفيظا).النساء: ٠‏ اعربة ها 
(وإذا فعلوا فاحشةالاعراف: 78 ا اا 0 
(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تُكلّمهم أنَّ الناس كانوا بآياتنا لا 

يُوقنونالنمل: 8١7‏ امي نه م ا ا ا ا ا ل و ا 
(وإذا بُتلئ عليهم قالوا آمنًا به إئه الحقٌ من ربّنا إنا كنا من قبله مسلمين 

أولئكالقصص:"ه كع الج طحق العو العامة اج امتواجوا اماعط عا وخن اوه مك وتيت اا 
(وإذ أخذ ربّك من بنى آدم من ظهورهم ذُرّيّتهم وأشهدهم علئ أنفسهمالاعراف : 1071 . 017 
(وإذ قال ربك للملائكة إِنّى جاعل فى الأرض خليفةالبقرة: ٠٠١‏ ا 
(والتّاسخون فى العلم يقولون آمنّ)آل عمران: ؛ ا ا 0 


(وإن من آمّة إلا خلا فيها نذيرفاطر: 784 ااا 


فهرس الايات رقا 


(وإِنّى لغفارٌ لمَّن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدئ)طه: 8١‏ ز [ ز [ [ ز[ [ 1[ 127701 
(وأولوا الأرحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الانفال: ا 
(وأرسلناه إلئ مائة ألفب أو يزيدونالصافات: ١11‏ اب ل اا ا اللي م 
(وأطيعوا الله وأطيعواالمائدة: 7و ار 
(وألقوا إليكم السلمالنساء: 4٠‏ ا 0000 
(وأمًا بنعمة رتك فحدّ ثالضحى: ١١‏ اا 000 
(وأمًا ثنمود فهديناهم فاستحبّوا العمئ علئ الهُدئ)فصلت: ١7‏ ا ا ا 
(كذلك وجعلناكم آمّة وسطأالبقرة: ١47‏ 0 
(وجعلناهم ائمّة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات 

(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منكمالفتح: 9؟ 000 
(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلئ يوم البعث الروم: 07 1 
(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان ل لل بر “ليان 
(وقدّر فيها أقواتها)فصلت: ٠١‏ 1 151 1 1 1 1 00 
(وقضئ ربّك ألا تعبدوا إلا إياه)الاسراء: 7 “د 01010111111 
(وكذلك جعلناكم أَمّة وسطاً لتكونوا شهداء علئ البقرة: ١47‏ ا اي 
(وكلاً جعلنا صالحين الانبياء: ٠/١‏ 1[ 1[ [ذ[1[1[1 1[ 00 
(ولئن سألتهم مَنْ خلقهم ليقولرً اللهالزخرف: 81 000 
(ولقد فضّلنا بعض النبيّين على بعض وآتينا داود زبوراًالاسراء: 8ه ماسوو وخ مي بارنا 
(ولو شاء رك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكرهيونس: 49 ل يي قرا 
(وما الله يُرِيدٌ ظلماً للعبادغافر: ١م‏ 45 عو عور ازج لماه اقح فلت باحر و ل وه 1101 
(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله).الانسان: "٠‏ د1ب1ب 102‏ ا 0 
(وما جعل عليكم في الدّين من حرج الحج: ٠8‏ ا يد 
(وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين الانبياء: ١"‏ سو اي 
( وماخلقناهما إلا بالحقٌ ولكرّالدخان: وم 0 
(وماكان الله لِيُضلٌ قوماً بعد إذ هداهمالتوبة: ١١6‏ م ل مات ع ا الا كته 
(وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله)يونس: ٠٠١‏ م “0 


ا 9 ّ هم 
(وما كنا معذبين حتئ نبعث رسولا).الاسراء: ١6‏ 0 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ه 


(ومّن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراالبقرة: 5789 1 00 
(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةالانبياء: "/ا اللعطق ا سوقطو انا 307 ع ا 


(ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكونالروم: م مم.» 
(يا أبها الذين آمنوا انّقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمتهويجعل لكم نوراًتمشون 


بهالحديد: 78 ااا بب- 000‏ ا 00 
(يا أبت افعل ماتؤمر)الصافات: ٠١"‏ رادار جد خط ل امن مجو دور ل وو لاا 
(يا يها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ركم الحج: /ا/ا ا 00 
(يا بن لا تقصص رُؤْياك علئ إخوتك فيكيدوا لك كيدا يوسف: ه ل لاا 
(يا داود إِنّا جعلناك خليفة فى الأرض ص: 71 00 
(يُريدون ليطفئوا نورالله بأفواههم والله مُتدّ نوره:الصف: / ا 
( يسع نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)الحديد: ١١‏ لت نسم لمر وو او سس يرا 
(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بماكانوا يعملون).النور: 75 00 


(يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم).الاسراء ا ا 


فهرس الآيات لك 
الفهرس 
ناك الحيروالقدى و الامونين الاموية اا ا 00 
باب الاستطاعة ب 
باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 455 عنتما اننع تع لاس ةوالوسن اش ا مس 117 
باب اختلاف الحجة علا عباده ا ااا 0 اك 
باب حجج الله علئ خلقه 0 
باب الهداية أنها من الله عر وجلٌ ا اا اا 0 
باب الاضطرار الئ الحجة 000 
ناض طبكات" الأنشابو الول و الاتمة ارون م دن سس السام بس ع ع ا م 1 
باب الفرق بين الرسول والنبى والمحدّث اا 1|111[ [1 [[ [ 1 0001 
باب ان الحجة لا تقوم لله علئ خلقه إلا بامام ز ؤ زؤز [ [ز[ [ [ [ ز[ز ز ز ز ز ز ز ز ز ز 000001 
باب أن الأرض لا تخلو من حجة 11 1[1[ز1[1[1[1 [ [ [ [ 0 
باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجّة 0 
باب معرفة الإمام والرد اليه ا 
باب فرض طاعة الأئمة 1[ 0000 
باب فى أن الأئمة شهداء الله عرّ وجل علئ خلقه 00000000007 
تان اليه عليهم السلام هم الهّداة 0 اا 000 
باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه خخ ا 11 
باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عرّ وجلٌ فى أرضه 0000 
وأبوابه التى منها يُؤتى 101ص نج ون انهو التق الاسم 1 ذا 
باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عر وجل ل 
باب ان الأئمّة هم أركان الأرض و ا 
باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته لمعنس ست ااال 1 
باب أن الائمة: ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عرّ وجل لو 1 


باب أن الأئمة: هم العلامات التى ذكرها الله عز وجل فى كتابه ا 0 





باب أن الآيات التى ذكرها الله عرّ وجل في كتابه هم الأئمة ىه ا ولع يدي 
باب ما فرض الله عر وجل ورسوله ولي من الكون مع الأئمة: 0 
باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة: ابوس و ا 
باب أن من وصفه الله تعالئ في كتابه بالعلم هم الأثمة:. ........................ 6/ا؟ 
باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة: 0 ز 1 1 1 ااال 
باب أن الائمة قد اوتوا العلم واثبت فى صدورهم 0 ا 0 
باب فى أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمّة: مس ما ل ل ا 
باب أن الأئمة فى كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلئ الله وإمام يدعو إلى النار ا 
باب أن القرآن يهدى للإمام ا ا ا 
باب أن النعمة التى ذكرها الله عرّ وجل فى كتابه الأئمة: ا ا لو م ا 
باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى فى كتابه هم الأئمة 82 والسبيل فيهم مقيم. 14 
باب عرض الأعمال علئ النبى َليِق والأئمة لظ ا 010000 
يلت أن لظ رقة لتى سممك. على الاي ةا فالها ولا عل له 0 
نات اذا رائمة ممه القل «واقبيخرة البررة ومتحدلت البلذدعة ادي الس اود عه الس دعم 1 
باب أن الائمة: ورثة العلم» يرث بعضهم بعضاً العلم ل سو 
باب أن الائمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 00 
باب أن الأئمة: عندهم جميع الكتب التى نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على 
اختلاف ألسنتها ا ا ا ا ا 
باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة: وانهم يعلمون علمه كله حت ال م 
باب ما أعطي الأئمة: من اسم الله الأعظم ا 0 
باب ماعند الائمة من آيات الأنبياء: ع ا لس ةم ع ا ا 0 
باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه ا 
باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل مو 0 
باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام ب ا 


باب فى شأن إنا أنزلناه فى ليلة القدر وتفسيرها ااا